رواية دمية في يد غجري الفصل السابع عشر 17 و الثامن عشر 18 بقلم سمسم


 رواية دمية في يد غجري

الفصل السابع عشر 17 و الثامن عشر 18

بقلم سمسم


ثائر:"خلاص لو عايزة تسافرى سافرى انتى و"مريم" واقعدوا فى شقتنا بس انا مش هروح معاكى يا "وتين"

وتين باستغراب:"ليه يا حبيبى مش عايز تيجى معايا هتسيبنا نروح لوحدنا يعنى ايه بقى الحاجة المهمة دى اوى اللى مش هتخليك تقدر تيجى معانا"

ثائر:" حبيبة قلبى انا مش هقدر اجى معاكى علشان عندى شغل كتير وورايا حاجات لازم اخلصها قبل فرح مريم علشان مش عايز حاجة تبوظ علينا فرحتنا"

وتين بزعل:''خلاص ماشى براحتك هروح انا ومريم وخلاص ولو ان انا كنت حابة انك تيجى معانا"

ثائر:"انتى زعلتى منى ولا ايه يا روحى"

وتين بابتسامة:"لاء يا حبيبى بس زعلت علشان كنت عايزاك تيجى معايا ازور قبر اهلى انا كلمتهم عنك كتير وحكيتلهم عنك"

ثائر:'كلمتيهم عنى وحكيتلهم قولتليهم ايه بقى يا وتينى"

وتين:'كنت بروح اقعد قدام قبرهم واحكيلهم على اللى بيحصل ولما قابلتك وعرفتك وحبيتك روحت قولتلهم مكنتش اقدر اتكلم مع حد كنت بحس انهم شايفنى وسامعنى مكنش ليا قبلك حد يساعدنى او يدافع عنى او ابقى مهمة عند حد ولما كانت الدنيا بضيق عليا كنت ادعى ربنا بالخلاص بس ساعات كنت بتمنى ان انا كنت مت معاهم علشان متعذبش بس محبتش دنيتى الا لما انت و"مريم" ظهرتوا فيها عرفت احساس ان انا ابقى مهمة عند حد ان فى حد بيحبنى ان فى حد يفكر فيا وفى مستقلبى ان حد يوفرلى الراحة والأمان"

ثائر:"بس انتى كنتى كتير بتضايقى من اسلوبى معاكى وكلامى معاكى وكنتى بتردى عليا يا ام لسان طويل هههه"

وتين:" هههه كنت بضايق اكتر لما حسيت انك ممكن تبقى من نصيب واحدة تانية حاولت اعمل نفسى شجاعة قدامكم بس مجرد ما بدخل اوضتى ارجع "وتين اللى واقعة فى حبك ومش طيلاه والاوقات اللى كنت بتتعصب فيها وتحضنى ريحة برفانك كانت بتفضل فى هدومى كنت بشمها زى ما اكون عايز اخلى الهواء اللى فى رئتى ريحتك انت"

ثائر:"اممم وصورتى كنتى بتعملى بيها ايه هى كمان "

وتين بدهشة:"انت عرفت ان انا عندى صورتك ازاى شوفتها فين يا ثائر"

ثائر:"لقتها تحت مخدتك وكمان انتى واخدة الصورة اللى كانت موجودة على الكوميدينو فى اوضتى فطبيعى الاحظ اختفائها وانها مش موجودة فى الاوضة"

لاتجد ما يسعفها من كلمات فهو كشف كل اوراقها واصبحت امامه كالكتاب المفتوح يقرأ منه ما يريد

ثائر:"سكتى ليه يا قلبي كملى كلامك عايز اسمع"

وتين:"اقول ايه تانى انت تقريبا عرفتنى من الالف للياء مفيش حاجة تانى اقولها"

ثائربلؤم:"لاء فى حاجات كتير لسه معرفهاش وناوى دلوقتى اعرفها كلها وبالتفصيل الممل كمان"

وتين بعدم فهم:"يعنى ايه مش فاهمة وحاجات ايه دى اللى عايز تعرفها بالتفصيل الممل يا ثائر"

ثائر بابتسامة:"هفهمك يا وتينى من عيونى حاضر هفهمك كل حاجة انتى مش فهماها"

اقترب منها بابتسامة جذابة تعلو شفتيه بعينيه نظره تكاد تحطم جميع حصونها فهى علمت الى ماذا تهدف تلك الابتسامة والنظرة ؟ارادت مشاكسته قليلا فعندما كاد ان يأخذها بين ذراعيه تملصت منه عقد حاجبيه استغرابا من تصرفها فلماذا فعلت ذلك ؟ لماذا لا تريده ان يأخذها بين أحضانه يشعر بدقات قلبها تمتزج بدقات قلبه كنغمة يطرب لها الأذان تجعل أرواحهم تتعانق فى ذلك الهمس الجميل الذى أصبح يحيطهم والذى لم يخترق هذا السكون سوى أنفاسه اللاهثة الراغبة فى قربها وعدم ابتعادها والتى أصبحت تعلو الآن معلنة انه لن يتركها تبتعد الا اذا أخذها معه إلى ذلك العالم الذى كان هو حارسها فيه ولن يجعلها تخرج منه الا بعد ان يوفى بعهد من عهود الحب والعشق التى قطعها على نفسه لتلك الجميلة

وتين بمشاكسة:''فى ايه يا حبيبى مالك انت مش هتروح اوضتك علشان تنام الوقت أتأخر وانت وراك شغل الصبح"

ثائر:"لا والنبى هو ده اللى انتى فهمتيه من كلامى يا وتين"

وتين:''يلا يا حبيبى تصبح على خير بقى وابقى خد الباب ف ايدك وانت خارج علشان عايزة انام"

ثائر:'نعم يا اختى اصبح على خير اللى هو ازاى يعنى هو هيبقى فين الخير ده"

وتين:"زى الناس يا" ثائر" يا حبيبى"

ثائر:'بقولك ايه خليكى عاقلة واسمعى الكلام يا" وتين'' خلى الليلة دى تعدى على خير"

وتين:"كلام ايه اللى اسمعه يا حبيبى انا بكرة هسافر فعايزة ارتاح وان شاء الله الليلة هتعدى على خير متقلقش"

ثائر:"ماهو انا لو سيبتك دلوقتى انا مش هرتاح يرضيكى يعنى يا وتينى ان انا انام وانا زعلان ومش هعرف انام كمان هفضل صاحى كده طول الليل"

وتين:'خلاص لو قدرت تمسكنى حلال عليك غير كده يبقى تروح تنام فى اوضتك ماشى متفقين"

ثائر:"هى طلبة معاكى فرهدة يعنى ولا ايه يا وتين على المسا انتى ايه اللى جرالك النهاردة"

وتين:'تبقى خايف متقدرش تمسكنى وساعتها هتروح تنام فى اوضتك تعد النجوم لوحدك"

ثائر:'وبعدين بقى فى شغل العيال بتاعك ده يا قلبى وهعد النجوم لوحدى وحياتك انتى هخليكى انتى تعدهوملى نجمة نجمة ولو غلطتى هتعيدى من الأول"

وتين بحزن:"تصدق انا اتحرمت من اللعب مع العيال من زمان مكنوش بيرضوا يخلونى انزل و العب معاهم ثم انت بتتحدانى وهتخلينى اعدلك النجوم كمان طب لما اشوف انا ولا انت يا ثائر"

ثائر:"انتى شيفانى عيل يعنى ولا ايه ماشى يا ستى حققى احلامك اعتبرينى فانوسك السحرى بس ابقى استعدى علشان الليلة هتتذنبى كتير وانتى بتعديلى النجوم يا حبيبتى"

وتين بحب:"حبيب قلبى اللى واثق من نفسه أوى وهيجننى بشخصيته وثقته بنفسه"

ثائر بابتسامة:"لاء كده انا اجرى وراكى بنفس بقى يلا بينا"

ظل يطاردها فى الغرفة وهى تهرب منه وصوت ضحكاتها يملأ الغرفة حمد "ثائر" ربه ان غرفتها بعيدة بحيث لايسمع احد صوت ضحكاتها فالعاملين فى المنزل لا يعلمون انها زوجته ولكن بداخله احساس جميل بالسعادة انه استطاع رسم تلك الضحكات والابتسامات على وجهها فهو بامكانه امساكها بكل سهولة ولكنه تركها تفعل ما برأسها فهى تتصرف كالاطفال وهو يعشق براءتها وتلك المشاكسة التى تلتمع بها عيناها الآن

وتين:" شوفت قولتلك مش هتعرف تمسكنى ازاى"

ثائر:" احنا لسه مخلصناش ومتفتكريش انك كده كسبتى"

بعد ان رأى انها نالت ما يكفى من المزاح والضحك امسكها بقوة جعلتها غير قادرة على الحركة

ثائر:"خلاص انا مسكتك اهو انتى خسرتى"

وتين بلهاث قوى:"الصراحة وانا تعبت من الجرى فى الاوضة نفسى اتقطع"

وضع يده يتحسس ضربات قلبها أرادت أن تنشق الأرض وتبتلعها من احراجها من فعلته تلك فهى تشعر بدفء يده يزيد فى أخذ انفاسها بصعوبة

ثائر:"قلبك بيدق جامد اوى يا وتينى"

وتين:"عارف بيدق جامد بيقول ايه"

ثائر:"بيقول ايه"

وتين:"بيقول بحبك يا ثائر"

ثائر:"انتى عشق ثائر وقلب ثائر وروح ثائر ودنيته بحالها"

اراد الابحار فى بحور عشقها التي تغرقه فى لجة عميقة من المشاعر والاحاسيس لاغية اى شئ يفكر به فلا يفكر فى شئ سوى ان تلك الجميلة بين يديه وبالفعل غرق معها فى تلك البحور غير راغبين فى العودة إلى أرض الواقع فعالمهم ذلك لايحوى شىء سوى الحب والعشق والغرام. كانوا يجلسون على أرضية الشرفة يجلس خلفها يحيطها بين ذراعيه تستند بجسدها عليه قام بازاحة شعرها جانباً يقبل عنقها بقوة حتى سمع صوت انفاسها المضطربة والخجلة بسبب ما يفعله

وتين بهمس:" ثائر بس بقى انت لغبطتنى فى العدد تانى"

ثائر:" انتى وصلتى لكام دلوقتى"

وتين:" ل٤٠ نجمة"

ثائر:" ٤٠ بس انتى بطيئة ليه كده فى العدد السما مليانة نجوم"

وتين:"ما انا كل لما اعد انتى تلغبطنى واعيد من الأول يا ريتنى ما كنت اتحديتك"

ثائر:" طب يلا كملى عد بقى"

وتين:" طب اسكت انت بقى وبطل تشتت تفكيرى النهار هيطلع والنجوم هتختفى "

ثائر بهمس:" عيزانى ابطل ايه يا وتينى ها اعتبرى ان انا معملتش حاجة"

وتين:" مستحيل ان انا اقدر اتجاهل احساسى وانا بين ايديك"

ثائر بحنان:" بتحسى بايه بقى وانتى بين ايدى ها قوليلى يا قلبى"

لم يرحم عنقها من تلك القبلات ولا من حرارة أنفاسه الدافئة فهو حتماً سيودى بها الى مرحلة جنون الحب

وتين:" انا حاسة انك كمان شوية هتجبلى سكتة قلبية والله يا ثائر"

ثائر:" هههه بعد الشر عليكى يا حبيبتى ليه بتقولى كده"

وتين:" الرحمة شوية يا "ثائر" مش كده راعى ظروف البنى ادمة اللى معاك"

ثائر بجدية:" انتى بجد بتضايقى منى لما بقرب منك او ان انا  بشتاقلك كتير"

وتين:" لاء يا حبيبى مش قصدى كده قصدى ان كلامك وتصرفاتك دى حاجة جديدة عليا وانت شوف كنا بنتعامل مع بعض ازاى الأول ففرق المعاملة قلبى الضعيف لا يتحملها"

ثائر:"هههه حاضر والف سلامة على قلبك الضعيف تعالى ندخل جوا علشان عايز انام"

قام من مكانه انحنى عليها يحملها بين ذراعيه يدخل بها الغرفة وضعها على السرير نام بجوارها أخذها فى أحضانه وغفوا سريعاً في النوم تاركين هدوء الليل يغلف المكان لايسمع به شئ سوى دقات قلبها وصوت أنفاسها المنتظمة معلنة عن دخولها إلى عالم الاحلام

فى الصباح...صعدت "حسنية" لايقاظ "وتين" كعادتها صباحاً طرقت عدة طرقات خفيفة على الباب ولكنها لم تسمع رد فتحت الباب بابتسامة ماتت على الفور من المنظر الذى رأته فهى رأت "وتين" تنام بأحضان "ثائر" يحتوى اياها بين احضانه غارقين فى سبات عميق وضعت يدها على فمها من الدهشة اغلقت الباب سريعا وهى لا تصدق ما رأته فهى تعلم اخلاق "ثائر" جيدا فهو ليس من ذلك النوع من الرجال الذى يرتكب تلك الجريمة بالتغرير بفتاة بهذا الشكل وايضا طوال فترة اقامة "وتين" لم ترى منها شئ فهى فتاة تصلى وتحترم من حولها فكيف يفعلوا شئ كهذا الفعل المشين نزلت الى غرفة "مريم" وهى فى حالة ذهول تام استغربت "مريم" حال "حسنية" فماذا اصابها جعلها بهذا الشكل

مريم:"مالك يا دادة فى ايه باين على وشك كأنك مذهولة مصدومة فى ايه اللى حصل"

حسنية:"مش عارفة اقولك ايه يا "مريم" فى مصيبة حصلت يا بنتى"

مريم بخوف:''مصيبة ايه كفى الله الشر ايه اللي حصل قوليلى يا دادة"

حسنية:"انا طلعت اوضة "وتين" لقيت استغفر الله العظيم مش عارفة اقولك ايه''

مريم بخوف:"وتين جرالها حاجة انطقى يا دادة بالله عليكى"

حسنية:"انا شوفت عمك نايم هو و"وتين" فى حضن بعض يا "مريم" زى ما يكون واحد ومراته"

مريم:"حرام عليكى وقعتى قلبى يا دادة انا قولت بعد الشر جرالها حاجة"

حسنية:"ودى حاجة هينة يا "مريم" دا يعتبر زنا يا بنتى"

مريم:"استغفر الله العظيم متقوليش كده يا دادة انتى فاهمة غلط "وتين' تبقى مرات عمو "ثائر" يعنى ده مش حاجة حرام هم فعلا راجل ومراته"

حسنية:'مراته ازاى وامتى حصل ده"

مريم:'لما كنا فى اسكندرية اليوم اللى "وتين" رجعت معانا فيه وقولتلك انها هتيجى تعيش معانا كان يوم فرحهم بس عمى اصر ان محدش يعرف غيرى انا و"رمزى" علشان انتى عارفة انه خاطب وكمان هو اتجوزها علشان يخلصها من الناس اللى كانت عايشة معاهم"

حسنية:'طب ليه مقولتيش يا "مريم" وتخلينى اظن فيهم ظن مش كويس"

مريم:'معلش يا دادة متزعليش واهو حصل خير وانتى عرفتى اهو"

حسنية:'بس تصدقى "وتين" احسن من خطيبته سيلا دى الف مرة''

مريم:"ما انا بقول كده برضه وباللى انتى قولتى عليه اظن عمو خلاص مش هيسيب "وتين" طالما بقت مراته فعلا وده احسن خبر سمعته النهاردة والله"

حسنية بابتسامة:''ربنا يسعدهم ويسعدك انتى كمان يا حبيبتى عقبال ما اشوفك قاعدة فى الكوشة واشوفك احلى عروسة"

مريم:''تسلميلى يا دادة"

حسنية:" هروح انا احضر الفطار عن اذنك"

مريم:" اتفضلى يا دادة بس متقوليش لحد على الموضوع ده لحد ما نشوف عمو هيعمل ايه"

حسنية:" ماشى يا حبيبتى"

خرجت "حسنية" من الغرفة ابتسمت" مريم" على ما سمعته للتو من ان "وتين" اصبحت زوجة عمها فعليا

مريم بابتسامة:'بقى كده يا "وتين" بتخمينى بس لما اشوف وشك"

فتح عيناه يضغط بيده عليها حتى يفيق من اثر ذلك النعاس الذى ما زال عالقاً بجفونه نظر بجواره وجدها مازالت تنعم بنومها الهادئ ولكن بعض من خصلات شعرها تغطى نصف وجهها قام بازاحته خلف اذنها ليرى ملامحها جيداً مرر يده على وجهها ابتسمت تلك الابتسامة وهى مازالت مغمضة العينين

وتين بنعاس:" صباح الخير يا حبيبى"

ثائر:" صباح الجمال والحلاوة انتى مش ناوية تقومى ولا ايه انتى مش هتسافرى النهاردة اسكندرية"

وتين:" هسافر بس مش الصبح كده دلوقتى عايزة أكمل نوم فى حضنك علشان انتى هتوحشنى فسيبنى اشبع منك شوية قبل ما اسافر واقعد كام يوم مش هشوفك"

اقتربت منه وضعت رأسها على صدره تحيطه بذراعيها تكمل نومها قام بتقبيل رأسها وهو لم يستوعب بعد فكرة كونها انها ستغادر المنزل و لايراها فلابد ان تلك الأيام ستكون جحيما ً بالنسبة له فهو  أصبح لايطيق فراقها

عندما اجتمعت "مريم" ب"ثائر" و"وتين" ارادت اخبارهم بمعرفة "حسنية" بزواجهم

مريم:"على فكرة يا عمو دادة "حسنية" عرفت انك و"وتين" متجوزين"

ثائر:"ومين اللي قالها على الموضوع ده يا مريم"

مريم:"انا اللى قولتها يا عمو"

وتين:"ليه يا مريم حصل ايه علشان تقوليلها"

مريم باحراج:'الصبح طلعت تصحيكى فشكلها خبطت محدش رد ففتحت الباب وشافتكم نايمين"

جحظت عيون "وتين" عندما تخيلت المنظر التى رأتهم به "حسنية" فبالرغم من انهم كانوا متدثرين بالغطاء الا انها شعرت انها رأتها فى وضع لايصح

وتين:"شششافتنا واحنا نايمين"

ثائر بهدوء:"خلاص اللى حصل حصل وكويس انها عرفت وانتى يا مريم النهاردة هتسافرى مع "وتين" إسكندرية والسواق هيوصلكم الشقة وخدوا معاكم الدادة بتاعتك"

مريم:"حاضر يا عمو هقوم احضر شنطتى عن اذنكم"

ذهبت "مريم" وضعت وتين رأسها بين يديها قام "ثائر" بسحب يدها لتجعلها تنظر اليه

ثائر:"مالك يا حبيبتى فى ايه مش هتقومى تحضرى شنطتك انتى كمان"

وتين:"محرجة اوى من اللى حصل ده وان حد شافنا فى الوضع اللى كنا فيه بالرغم من ان احنا كنا متغطيين بس حسيت كأننا مفيش حاجة سترانا"

ثائر:"هو موقف محرج بس اللى حصل حصل انا اساسا غلطان ان مقفلتش الباب بالمفتاح غلطة مش هتتكرر تانى فمتفكريش كتير كان مسيرها تعرف دلوقتى او بعدين"

وتين:"مكنتش حابة تعرف بالطريقة دى يا ثائر"

ثائر:'اللى حصل حصل قومى بقى علشان متتأخروش"

وتين:'ماشى يا حبيبى عن اذنك"

صعدت إلى غرفتها قامت بلم اغراضها التى تحتاجها فى حقيبتها الخاصة بالسفر قامت ايضا باخذ صورة زوجها معها فهى لاتعرف كيف ستتحمل فراقه الايام القادمة اخذت حقيبتها هبطت الى الاسفل وجدت "مريم" و"حسنية" فى انتظارها خفضت نظرها ارضا خجلا من "حسنية" الا انها ابتسمت واقتربت منها تحتضنها

حسنية:"مبروك يا حبيبتى مبروك يا "وتين" واسفة لو كنت سببتلك إحراج"

وتين:'متقوليش كده يا دادة"

حسنية بضحك:"ماهو لو عرفتونى من بدرى مكنش ده حصل"

وتين:" يلا حصل خير يلا بينا"

ثائر:"خلاص خلصتوا و جهزتوا الشنط"

مريم:"ايوة يلا يا دادة نسبق احنا على العربية"

قمت" مريم" بطبع قبلة على خد عمها ثم خرجت هى و"حسنية" لترك مساحة ل"وتين" لتوديع زوجها

ثائر:'سلام يا روحى خدى بالكم من نفسكم ماشى يا حبيبتى"

وتين:"انت هتوحشنى اوى الكام يوم دول مش عارفة هستحملهم ازاى"

ثائر:"بس بقى علشان انا مصبر نفسى بالعافية يا وتين والله"

وتين:"هو "رمزى" عرف ان مريم مسافرة معايا ولا ميعرفش"

كلمته وقولتله وزمانه جاى زى الغارة الجوية دلوقتى علشان يشوفها قبل ما تسافر وهيقل أدبه بالكلام انا عارف"

وبالفعل سمعوا صوت "رمزى" من الخارج وهو يهتف بغيظ بسبب ثائر"

رمزى:"والنبى كيس جوافة انا يعنى ولا ايه. ايه تقولى "مريم "مسافرة وهى خلاص راكبة العربية هو انا مش جوزها ولا ايه فى يومك اللى مش معدى النهاردة ده"

ثائر:"فى ايه ياض انت الدوشة اللى عاملها دى ما تروح تسلم عليها برا ايه وجع الدماغ ده امشى غور يلا اخرجلها برا"

رمزى:"هو مبعرفش اخد حق منك ولا باطل انا بس هسكت علشانك يا وتين"

وتين بابتسامة:"تسلم يا رمزى ده العشم برضه"

ثائر:"يلا اخرج بلاش غلبة "مريم" هتلاقيها فى العربية برا  روح سلم عليها وجعت دماغنا الهى يوجع دماغك"

رمزى:"وليك عين كمان توزعنى دا انت جبروت يا اخى يلا ربنا على الظالم والمفترى دعيت عليك بالعربى والانجليزي والفرنساوى يا غجرى"

خرج "رمزى" وهو يثرثر كالعادة بكلماته التى تحوى غيظه من تصرفات" ثائر" رأته مريم ابتسمت على كلامه

مريم:"كفاية برطمة بقى يا "رمزى" ارحم نفسك"

رمزى:"اعمل ايه فى عمك ده اخنقه ولا اعمل ايه فيه قوليلى"

مريم:'وهو هيهون عليك اصلا انك تخنقه"

رمزى:"ماهى دى المصيبة نفسى قلبى يبقى جاحد مش عارف"

مريم:" لو قلبك بقى جاحد متبقاش رمزى حبيبى"

رمزى:"يا نهار الوان حبيبى مرة واحدة لاء انا اسافر معاكى مبدهاش بقى بلا شغل بلا بتاع بقى خدنا ايه من الشغل يعنى"

مريم:"وهتسيب عمو لوحده يعنى يا رمزى"

رمزى:"يادى النيلة فى "ثائر" اللى طلعلى فى البخت الاسود بتاعى ثم هو هيتوه يعنى دا يتوه بلد بحالها وهو قاعد بكل برود يشرب قهوته"

مريم بزعل مصطنع:"بقى كده يا رمزى انا زعلت منك خالص"

رمزى:" لا كله الا زعل القمر بتاعى ومريومتى الحلوة دى"

مريم:"خلاص بقى خليك هادى كده بقى وبلاش تتعصب علشان خاطري"

رمزى:"دا بالكلمتين دول هحط اعصابى فى التلاجة علشان خاطرك انتى بس"

قامت "وتين" بتوديع زوجها وهى لاتريد تركه من الأساس ولكن يجب ان تذهب الآن

ثائر:"سلام يا وتينى"

وتين:"الله يسلمك يا حبيبى "

سحبت يدها من يده وكأنها اخذت قلبه معها وتركته بلاقلب لام نفسه كثيرا على عدم ذهابه معها ولكن هو لديه اعمال يجب انهاءها اولاً

***

منذ ان كشف" ثائر" حقيقتها وهى لم تترك شقتها كأنها تخاف ان ترى اى شخص ما الذى اوقعت نفسها فيه كل هذا بسبب طموحها واحلامها التى كانت تريد تحقيقها بأى وسيلة ولكن انتهى بها المطاف خائفة من مواجهة "ثائر" او" بدر" فهى ان سلمت من "ثائر" لن تسلم من "بدر" .ف"بدر" ربما ليس لديه ذرة احترام او شفقة فهو بامكانه التضحية بها بكل سهولة اذا اتضح له انها اصبحت كالعبة الخاسرة  بالنسبة له رأت اسمه على شاشة هاتفها انتفضت من مكانها ظلت يدها ترتعش وهى تمسك الهاتف قامت بالرد عليه وهى لاتعرف ماذا تقول

بدر:'ايه يا سيلا مبترديش ليه على التليفون ليه انتى فين حضرتك مختفية فين"

سيلا:"ايوة يا بدر فى ايه بس وبتزعق ليه كده"

بدر:"مال صوتك ياسيلا فى ايه"

سيلا:''مفيش بس تعبانة شوية كنت عايز ايه"

بدر:"عايز اسألك عملتى ايه مع ثائر"

سيلا:'معملتش حاجة هو مشغول بالشحنة اللى بيجهزها علشان يصدرها فمش فاضى نتكلم فى موضوع الجواز"

بدر بغيظ:"وبعدين بقى احنا مش هنخلص من الموضوع ده بقى ولا ايه"

سيلا بنرفزة:"اعمل ايه يعنى اكتر من اللى بعمله ارحمنى بقى يا بدر"

بدر:"انتى بتتنرفزى عليا كمان انا جايلك اعرف فى ايه بالظبط"

سيلا:'لاء متجيش انا تعبانة وهاخد مسكن وهنام"

بدر:"انتى شكلك فى حاجة ومخبية عليا بس انا هعرف يا سيلا''

سيلا:"سلام يابدر انا داخلة انام دماغى هتنفجر"

قامت بغلق الهاتف قبل ان يتمكن من الرد عليها فهى فى حالة لاتسمح بسماع كلام من اى احد كان وخاصة من "بدر" فهو اذا علم ان "ثائر" كشف أمرهم فأول شئ سيفعله سيتخلص منها فى اقرب وقت وربما تخسر حياتها ثمناً لطموحها

سيلا بتنهيدة:"اعمل ايه بس ياربى لو سلمت من "ثائر" مش هسلم من" بدر" وممكن يقتلنى فيها بس كل ده من طمعى انا اللى استاهل اللى يجرالى اعمل ايه بس حتى لو هربت اى واحد فيهم هيجبنى بسهولة"

ظلت تفكر كيف تخرج من هذا المأزق الذى يبدو انه لايوجد له حل وربما ستكون العواقب وخيمة

منذ سمع "بدر" صوتها وبدأ القلق ينهشه فهى اول مرة تتكلم معه بهذه الطريقة ظل يفكر ماذا حدث جعلها هكذا؟ فهو لابد ان يعرف منها ما الذى اصابها خرج من منزله قاصدا منزلها ليعلم ماذا حدث؟

سمعت الخادمة رنين جرس الباب فتحت الباب فهى تعرفه جيدا فهو يتردد على منزل" سيلا" كثيرا

الخادمة:"اهلا يا" بدر "بيه اتفضل"

بدر:"سيلا موجودة هنا"

الخادمة:"ايوة اتفضل هى جوا"

دخل "بدر" الى الصالة وجدها تجلس واضعة رأسها بين يديها

بدر:'فى ايه يا "سيلا" مالك"

انتفضت "سيلا" من مكانها بعد سماع صوته فمتى أتى الى هنا؟

سيلا:"بدر هو انا مش قولتلك تعبانة وهاخد مسكن وهنام"

بدر:''سيلا فى ايه اللى حصل علشان انا عارفك انطقى احسنلك"

زاغت عيناها فى كل مكان تحاول ايجاد حل يسعفها فى هذا الموقف الذى اذا اكتشف بدر حقيقته ربما ستسقط قتيلة الآن

سيلا:'تعبانة تعبانة هو حرام اتعب يعنى يا بدر"

بدر:"عملتى ايه مع" ثائر" يا سيلا"

سيلا بتوتر:"بخصوص ايه"

بدر:''بخصوص جوازكم يا ام الذكاء هيكون بخصوص ايه يعنى"

سيلا:"بيقول مش فاضى الفترة الجاية "

بدر:"لا يا شيخة وراه ايه بقى الفترة الجاية"

سيلا:" بيقول وراه شغل ما تقولى يا "بدر" انت عايز تنتقم من "ثائر" بسبب "رؤوف" ليه"

بدر:"قولتلك ملكيش دعوة بالموضوع ده"

سيلا:"مش لازم افهم فى ايه ولا انا زى قطعة الشطرنج اللى بتلعب بيها وبتحركها بايدك يا بدر"

بدر:'الظاهر كده يا "سيلا" هتبقى زى الوزير اللى بيموت فى اللعبة"

سيلا بخوف:"انت قصدك ايه يا بدر"

بدر:"قصدى انتى فهماه يا سيلا"

سيلا:"ولو ثائر صرف نظر عن جوازه منى هتعمل ايه"

بدر:"يبقى بقى مفيش قدامى غير بنت اخوه والبنت اللى بتقولى عليها اسمها "وتين" دى"

سيلا:'مش فاهمة هتعمل بيهم ايه"

بدر:"جايز يبقوا دول الكارت الرابح مش زيك بقيتى كارت محروق يا سيلا"

***

وصلت "وتين" و"مريم" و"حسنية" الى الشقة فى وقت متأخر أصرت "وتين" ان تنام بالغرفة الخاصة بزوجها ابتسمت "مريم"

مريم:"ماشى يا ستى الله يساهلو"

وتين:"بس يا "مريم" بطلى تكسفينى انتى طول الطريق مش رحمانى"

مريم:"مبسوطة يا حاجة بلاش يعنى"

وتين:"هههه ماشى يا ستى انبسطى على حسابى انا هدخل انام انا تعبت من الطريق"

حسنية:"تصبحوا على خير"

مريم ووتين:"وانتى من اهله"

دخلت "مريم" غرفتها وذهبت "وتين" الى الغرفة التى يقيم بها" ثائر" عندما يأتى لهذه الشقة دخلت الغرفة وجدتها منظمة بشكل دقيق جدا فهو يعشق النظام والترتيب وايضا فالغرفة كأنها تفوح برائحته التى اشتاقت اليها بالرغم من انها تركته منذ بضع ساعات وجدت زجاجة من البرفان الخاص به قامت برش نفحة منه اغمضت عيناها تستلذ برائحته وتملأ رئتيها من تلك الرائحة

وتين بابتسامة:"هو انا دماغى طقت ولا ايه ايه حكاية ادمانى لبرفانه دى كمان بس الصراحة هو ذات نفسه بقى إدمان عندى"

وجدت هاتفها يعلن عن ورود اتصال منه فتحت الهاتف بلهفة حتى تسمع صوته

ثائر:"وتينى"

وتين بابتسامة:"ايوة يا حبيبى"

ثائر:"وصلتوا بالسلامة الحمد لله"

وتين:"ايوة الحمد لله لسه واصلين من شوية ودخلت اوضتك علشان هنام فيها"

ثائر:"دى الاوضة هيزيد نورها"

وتين:"هيزيد نورها بيك انت لو جيت"

ثائر:"ياريت اقدر كنت جيت دلوقتى دا انتى وحشتينى كأنك مشيتى من سنين"

وتين:"انت وحشتنى أكتر والله يا ثائر"

ثائر:"هو الفرح امتى"

وتين:"على كلام "هيام" الفرح بعد بكرة"

ثائر:"ماشى يا حبيبتى خلى بالكم من نفسكم انتى ومريم  ماشى سلام يا وتينى"

وتين:"مع السلامة يا حبيبى"

انهت مكالمتها معه اخرجت لها ملابس قامت بتغير ملابسها استلقت على السرير  ثم غفت سريعا فى النوم

***

علمت "عايدة" ان هيام قامت بدعوة وتين الى زفاف سمير فهى ايضا زاد فضولها لتراها بعد ان تزوجت وكيف اصبح حالها؟ كان "سمير" ينهى بعض المتطلبات الخاصة بزفافه من حجز للقاعة و شراء بدلة زفافه فهو بعد يومان سيصبح عريس لم يعلم ان أخته قامت بدعوة "وتين" فهو ما يشغله الآن ان ينتهى زفافه على خير بدون عقبات

عايدة:"انت رايح فين يا سمير"

سمير:"هشترى البدلة خلاص مبقاش الا يومين على الفرح"

هيام:"وانت بقى هتشترى لاميرة فستان ولا هتأجره"

عايدة:"يشترى ايه بقى ان شاء الله الفستان هيبقى غالى هو تأجره دا هيتلبس ليلة فى العمر وخلاص بعدين هيتركن يلم تراب"

سمير:"هى اصلا مطلبتش اشترى الفستان هى راضية نأجره ملوش لازمة الكلام ده"

عايدة:"ايوة كده متخليهاش تتمرع من اولها وتعملنا فيها بنت بارم ديله"

سمير:"عن اذنكم انا خارج"

خرج "سمير" من الشقة فوالدته لا تتغير ابدا فهو يضع يده على قلبه خوفا من تصرفات امه واخته التى ربما لم تنجو منها" أميرة" فماذا يفعل معهم حتى يعيش مع زوجته فى هدوء بدون مشاكل

عايدة:"والبرنسيسة "وتين" قالتلك ايه لما كلمتيها"

هيام:"شكلها كده هتيجى لان انا نرفزتها جامد فى الكلام وانتى عرفاها بتتأثر بسرعة بالكلام البت دى اكيد هبلة يا عبيطة "

عايدة:"هى لو عندها عقل كانت جت هنا تانى وهى عارفة اللى فيها"

هيام:"انا لو منها والله مكنت هاجى هنا تانى هى عاملة فيها ام قلب ابيض وقلبها كبير  بس تيجى هى وجوزها وانا هستقبلها احسن استقبال"

عايدة:"وده من امتى ده كله"

هيام بسخرية:"الله مش فى مقام بنت عمى يا ماما ولا ايه"

عايدة:'انتى ناوية على ايه يا 'هيام' بالظبط علشان ابقى فاهمة

هيام:'ولا حاجة ليه بتقولى كده''

عايدة:"مش مرتاحالك يا بنت عايدة شكلك ناوية على مصيبة"

هيام بخبث:"ليه بس كده يا ماما هو انا اقدر ااذى قطة حتى ليه كده فهمانى غلط دا انا طيبة خالص"

عايدة:" والله عليا انا الشويتين دول يا بنت عايدة دا انا امك وعجناكى وخبزاكى وعرفاكى كويس"

هيام بمسكنة:" ليه بس كده يا ماما انا عملت ايه يعنى فيها دا انا قدمتلها فرصة على طبق من دهب

عايدة بعدم فهم:" فرصة ايه دى اللى قدمتهالها"

هيام:" ها ولا حاجة متشغليش نفسك هقوم اروح اشوف الخياطة ظبطت الفستان اللى هحضر بيه الفرح ولا لسه"

عايدة:" ماشى بس متتأخريش انتى فاهمة يا هيام"

هيام:" بسرعة هكون هنا هى اللى خياطة تغيظ بطيئة فى شغلها"

خرجت من المنزا وهناك كم هائل من الافكار الخبيثة تجول فى خاطر تلك الفتاة فهى بانتظار حضور "وتين" وزوجها فلماذا تعيش "وتين" فى سعادة بينما هى لا تحصل على تلك السعادة مثلها

*"*"*

"فى الشركة"..ينظر الى الاوراق ثم يلقيها امامه وينفخ بضيق فهو لا يستطيع التركيز فى عمله فمنذ ان سافرت البارحة وهو لا يركز فى اى شئ يفعله حاول وضع تركيزه فى انهاء تلك الاعمال العالقة فلابد من ان ينهيها وبالفعل استطاع ان يحصل على بعض الهدوء والتركيز وخاصة ان "رمزى' منشغلا ببعض الاعمال هو الاخر ولا يثرثر كعادته ويلهيه عن إنهاء اعماله

شارف على الانتهاء من تلك الاعمال قام بخلع تلك النظارة الطبية التى يستخدمها اثناء عمله ظل يضغط على عينيه بقوة من شدة ارهاقه انفتح الباب دلف" رمزى" بعد ان انتهى هو ايضا من انهاء ما عليه من اعمال واعباء

رمزى بارهاق:"انا خلاص حاسس ان انا هموت مش قادر هو احنا بننتقم من نفسنا ولا ايه الحكاية ياعم انت انا قربت يغمى عليا من الجوع يا ثائر"

ثائر:'كويس انك جيت بعد ما خلصت علشان انت رغاى وبضيعلى تركيزى وكان زمانى مخلصتش فى يومى"

رمزى:"انا رغاى هو انت اصلا تقدر تعيش من غيرى انت لا تعرف تروح ولا تيجى حياتك تنتهى من غيرى يا ثائر"

ثائر...لا والله على اساس انك ابويا ولا امى يا "رمزى" ان شاء الله"

رمزى:"لاء رمزى يا حبيبى"

ثائر:"مش بقولك ظريف ودمك خفيف كاتك نيلة فى تقل دمك"

رمزى:"ها وبعدين يا ثائر"

ثائر باستغراب:"وبعدين فى ايه مش فاهم"

رمزى:"هنعمل ايه دلوقتى يعنى"

ثائر:"عايزنا نعمل ايه يا رمزى"

رمزى:"نلعب بالية ولا ناكل بانية ولا شيبسى وكاراتيه"

ثائر:"يخربيت تقل دمك يا اخى ايه الظرافة اللى انت فيها دى يا أخويا وليك نفس تهزر"

رمزى:" بنت اخوك وحشتنى اوى يا "ثائر" انا ليه خليتها تسافر مع مراتك وحشتنى القمراية دى"

ثائر:" مش بقولك حيوان وجزمة مش مصدق انت قاعد تتغزل فى بنت اخويا قدامى ياض انت"

رمزى ببرود:" مراتى يا حبيبى انت مالك انت"

ثائر:" اكتم بقى واقفل على ما عندك احسن ما اكسر المكتب ده على نافوخك"

رمزى:" ضربة فى قلبك انت عايز تضربى وتخرشمنى قبل فرحى"

ثائر:" ضربة فى قلبك انت هو انا قلبى ناقص"

رمزى:" والله وعشت وشفت اليوم اللى اشوفك فيه يا "ثائر" الحب مبهدلك ومش مخليك على بعضك"

ثائر:" اخرس ياض انت خالص"

رمزى:"بتكلم جد بقى هتعمل ايه دلوقتى ولا يلا نقوم نتغدا انا فرفرت من الجوع"

ثائر:"قوم يا رمزى تعال"

رمزى:"اقوم اروح فين يا عم"

ثائر:"قوم تعال معايا متخافش مش هعمل فيك حاجة"

رمزى:" مش هتعمل فيا حاجة ! انت قصدك ايه ثم اجى معاك على فين"

ثائر:"هتعرف دلوقتى يا حبيبى متخافش انت خايف ليه كده مش هضربك"

رمزى:" هههه دول بالكلمتين دول خوفتنى أكتر"

ثائر بابتسامة:" لاء بجد تعال معايا يلا"

تبعه" رمزى" وهو لايفهم ماذا يريد منه "ثائر" او الى أين يريده ان يذهب معه فتبعه بصمت ليرى ماذا يريد منه الآن؟ او إلى أين هم ذاهبون؟

***

جالسا بغرفته يتصفح هاتفه ولكن احيانا يصيبه الشرود فيما حدث معه من تلك الفتاة التى افسدت عليه تلك الفرصة بأن تصبح "وتين" من نصيبه ولكن هو يجب ان يلوم نفسه اولا فهو من تسرع فى تركها وطلب يد "هيام" انتقاما لكرامته التى ثارت عليه عندما رأى تلك الصور التى لم يحكم عقله قليلا ليعرف حقيقتها سمع صوت والده يناديه

رفعت:"فى ايه يا أسامة مش سامعنى ولا ايه يا ابنى"

أسامة:"ايوة يابابا فى ايه فى حاجة ولا ايه حضرتك عايزنى فى ايه"

رفعت:"اخرج يا بنى كلك لقمة انت بترجع من الشغل تدخل اوضتك ومبقتش تقعد معانا زى عوايدك"

أسامة:"مفيش حاجة يابابا بس كنت تعبان شوية ومريح على السرير"

رفعت:"وايه اللى تاعبك يا "أسامة" هو انت اول واحد يفسخ خطوبته يا ابنى يعنى ولا ايه"

أسامة بعدم اهتمام:"خطوبة ايه انا لا زعلان ان فسخت الخطوبة ولا حاجة بالعكس انا مبسوط ان انا فسخت خطوبتى من هيام"

رفعت:"طب ايه اللى مخليك سرحان كده بقى"

أسامة:"صدقنى مفيش حاجة يا بابا"

نادية:"ايه رايك تخطب تانى انا شوفتلك عروسة حلوة أوى يا اسامة"

تفوهت والدته بهذه الكلمات وهى تدلف الى غرفته حاملة بيدها عدة صور لفتيات ابتسم "اسامة" على كلام والدته

اسامة:"هو لسه فى حد بيتجوز بالطريقة دى يا ماما جيبالى صور بنات اختار منها ايه جو العشرينات ده"

نادية:"انا غلبت معاك بقى يا "أسامة" فوق لنفسك بقى يا ابنى اللى فى دماغك خلاص راحت لصاحب نصيبها يعنى خلاص مش مكتوبالك انساها بقى"

اسامة بضيق:"انتى قصدك ايه يا ماما ومين دى اللى فى دماغى"

نادية:"هتضحك على أمك يا" أسامة" انا أمك واعرفك اكتر من اى حد فى الدنيا"

رفعت:"هو فى ايه مخبينوه عليا ومعرفوش يا نادية"

نادية:"ابنك لسه بيفكر فى "وتين" ومش عايز ينساها"

رفعت:"وتين! دى اتجوزت خلاص يا ابنى بتفكر فيها ليه"

نادية:"قوله انت بقى علشان اللى بيعمله ده خلاص مينفعش بلاش يعلق نفسه بحاجة بقت من المستحيل تحصل''

أسامة:"فى ايه اهدوا عليا انا مبفكرش فى حد انتوا بس بيتهيألكم ان انا بفكر فيها"

نادية:"اتمنى يا ابنى ان كلامك ده يبقى صح علشان متجبلش لنفسك ولينا وجع الدماغ"

بعد خروج والديه وجد نفسه يرتدى ملابس للخروج فهو يريد الخروج من المنزل الآن فهو يشعر بالاختناق ويريد ان يستنشق بعض الهواء النقى

***

قضت وتين يومها الأول فى الاسكندرية فى الشقة هى و"مريم" و"حسنية" وعندما كان الوقت يقترب على المغيب ارادت "وتين" الذهاب الى الشاطئ الى المكان الذى كانت تجلس به دوماً فاقترحت على مريم ان يذهبوا الى الشاطئ لتجلس على تلك الصخرة التى اعتادت ان تجلس عليها

وتين:"مريم ما تيجى نروح البحر دلوقتى"

مريم:"دلوقتى دا خلاص الشمس هتغيب"

وتين:"دا احلى وقت نقعد فيه البحر وقت الغروب بيبقى حاجة وهم والصراحة وحشنى المكان اللى كنت بقعد فيه وهو قريب من هنا"

مريم:"خلاص ماشى هلبس هدومى وننزل"

بعد الانتهاء من ارتداء ملابسهم ذهبوا الى الشاطئ وصلت "وتين" فردت ذراعيها ورفعت رأسها للسماء واغمضت عيناها تستمتع بذلك النسيم وصوت ماء البحر وهى تضرب تلك الصخور بقوة

وتين:"ياااااه وحشنى البحر اوى اوى"

مريم بضحك:"طب بذمتك البحر ولا عمو ثائر"

وتين:'ودى عايزة سؤال عمك "ثائر" طبعا ههههه"

مريم:"الجو فعلا جميل اوى النهاردة طالب ايس كريم كده"

وتين:"تعالى نروح نشترى آيس كريم يلا"

مريم:"فى محل ايس كريم قريب خليكى انا هروح اجيب وانتى شميلك شوية هوا من البحر اللى واحشك ده على ما ارجع"

وتين:"ماشى متتأخريش يا مريم"

مريم:"من عونيا يا حبيبتى"

وتين:" تسلملى عيونك حبيبتى يا مريم"

مريم:"عايزة الايس كريم بايه بقى"

وتين بتلذذ:"شكولاتة يا مريم يكون كله شيكولاته وعليه قطع شكولاتة عايزة حاجة غرقانة شوكولاتة"

مريم:"الله ايه دا انتى شوقتينى للايس كريم اكتر"

وتين:"بسرعة بقى قبل الجو ما يضلم هنا"

مريم:"ماشى سلام موقتاً يا وتين"

وتين:"سلام يا قمر"

ذهبت "مريم" جلست "وتين" على صخرتها المفضلة تذكرت جلوس "ثائر" بجوارها يوم طلب منها الزواج واعطاها ذلك العقد الذى وضع به شروط زواجهم ابتسمت فكيف تبدل حالها معه من فتاة لا تستطيع الوصول اليه الى معشوقته التى يعاملها بمنتهى الحنان والدلال كأنها طفلته وليست زوجته فقط فكم اشتاقت إليه واشتاقت لرؤيته التى لا تمل منها أبدا واشتاقت أيضاً لحضوره الطاغى الذى يجعلها تأخذ انفاسها بصعوبة كأنه يسحب أنفاسها بطلته الجذابة فياله من رجل لم ترى مثيل له فى حياتها من قبل لما يتمتع به من قوة وهيبة واحياناً قسوة

وجد نفسه يذهب الى ذلك المكان لم يصدق عينيه فهل هى حقا من تجلس على تلك الصخرة ام عقله صور له ذلك هل هذه "وتين" حقا ام طيفها وجد نفسه يقترب منها هاتفا باسمها

أسامة:"وتين"

التفتت "وتين" الى من يناديها عقدت حاجبيها نظرت اليه نظرات باردة هبت واقفة بضيق فهو اخر شخص تريد مقابلته الآن فلماذا ينادى عليها؟ وماذا يريد منها؟

وتين ببرود:''افندم يا استاذ" أسامة" خير"

أسامة:'هو انتى هنا من امتى يا وتين"

وتين:" أولاً انا اسمى مدام "وتين" ثانياًحضرتك بتسأل ليه فى حاجة وبتسأل ليه اصلا"

أسامة:"بس استغربت لما شوفتك قاعدة هنا لوحدك وانك رجعتى اسكندرية تانى"

وتين:"هو فى حاجة تمنع ان انا اجى هنا ولا ايه حضرتك ناسى ان انا مولوده هنا وعشت حياتى هنا فطبيعى اجى مش عايزة تفكير يعنى"

أسامة:"هو ليه حاسس انك مش عايزة تتكلمى او بتردى عليا كأنك بقيتى واحد تانية مش "وتين" اللى اعرفها"

وتين:"طبعا انا بقيت واحدة تانية بقيت واحدة متجوزة"

أسامة:"ومبسوطة مع جوزك ده بقى"

وتين :" والله دى حاجة تخصنى انا بس مش اى حد تانى وملكش تسأل فى موضوع زى ده يا استاذ أسامة"

أسامة:"دا انتى فعلا اتغيرتى اوى بس انا كنت مديون ليكى باعتذار وكويس ان انا شوفتك علشان اعتذرلك"

وتين:"اعتذار على ايه بالظبط حضرتك غلطت فيا كتير"

أسامة:"ان انا ظلمتك بخصوص الصور والكلام اللى قولتهولك"

وتين بابتسامة سخرية:"دلوقتى عرفت ان انا مظلومة بس يا خسارة مبقاش يهمنى انك تعتذر او لاء او بالاصح خلاص الموضوع ميهمنيش "

أسامة:"هيام ضحكت عليا ولعبت بيا وانا كنت مغفل وصدقتها"

وتين:"وانت يعنى مكنش فى شوية عقل تفكر بيهم وتشوف اذا كان اللى شوفته ده بجد ولا لاء بس انت طلعت متسرع نصيحة منى متتسرعش فى حكمك على حد والحمد لله انها هى عملت كده اصلا لان الظاهر احنا مكناش هننفع مع بعض وانا الحمد لله ربنا عوضنى بجوزى اللى لو لفيت الدنيا دى كلها مش هلاقى زيه لا فى شهامته ولا رجولته ولا حنيته مش زى ناس "

أسامة بندم وصوت عالى نسبياً:" انا عرفت ده دلوقتى يا "وتين" ان بسبب تسرعى خسرت البنت الوحيدة اللى كنت بتمنى ارتبط بيها البنت الوحيدة اللى مكنتش شايف غيرها البنت اللى حبيتها ومحبتش حد غيرها"

ارتسمت ابتسامة جميلة جدا على شفتيها برقت عيناها بتألق دق قلبها بعنف بين جدران قلبها سرى ذلك الاحساس الجميل فى شرايينها وجدت نفسها تبتسم تلقائياً وتهمس بتلك الكلمة التى خرجت من بين شفتيها بذلك الهمس العاشق

وتين بابتسامة وبهمس ناعم :"حبيبى"

أسامة بدهشة و إبتسامة.:"انتى قولتى ايه يا "وتين" دلوقتى"

...

البارت الثامن عشر

ارتسمت ابتسامة جميلة جدا على شفتيها برقت عيناها بتألق دق قلبها بعنف بين جدران قلبها سرى ذلك الاحساس الجميل فى شرايينها وجدت نفسها تبتسم تلقائياً وتهمس بتلك الكلمة التى خرجت من بين شفتيها بذلك الهمس العاشق

وتين بابتسامة وبهمس ناعم :"حبيبى"

أسامة بدهشة و إبتسامة.:"انتى قولتى ايه يا "وتين" دلوقتى"

وجدها تنظر لشئ خلفه وتجاوزته ومشت بضع خطوات مبتعدة عنه نظر خلفه وجدها تسير بلهفة إلى رجل قادم باتجاههم وعندما تحقق أسامة من هذا الشخص وجده زوجها فهى لم تتفوه بتلك الكلمة إلا عندما رأت زوجها قادم اليهم ايقن "أسامة" ان "وتين" حقا لن تكون من نصيبه فتلك الابتسامة على شفتيها ونظرة اللهفة فى عيونها ونطقها تلك الكلمة لن تصدر إلا من انسانة عاشقة لزوجها.رأى "ثائر" "أسامة" يقف على بعد خطوات منهم اتسعت عيناه غضباً وضيقاً فماذا كان يفعل مع زوجته؟ عندما كان يريد ان يسير اليه محطما لوجهه على انه كان يتحدث الى زوجته وجد "رمزى" يمسكه من ذراعه بقوة جز "ثائر" على أسنانه بغيظ

ثائر بغيظ:"سيبنى يا رمزى سيب دراعى"

رمزى:"لاء مش هسيبك بلاش مشاكل اهدى واعقل يا ثائر"

ثائر:"بقولك سيبنى بقى"

وصلت" وتين" اليه بخطوات تشبه الركض فهى لا تصدق انه الآن امامها فهو قد أتى إليها فلابد انه اشتاق اليها كما تشتاق اليه لذلك أتى إلى هنا لكى يكون معها

وتين بفرحة:"انتوا وصلتوا امتى وليه مقولتوش انكم جايين النهاردة"

رمزى:"احنا لسه واصلين طلعنا الشقة دادة "حسنية" قالت انكم على الشط فجينا"

وتين:"انتوا نورتوا الدنيا كلها"

رمزى:"تسلمى يا وتين هى فين مريم"

وتين:"راحت تشترى ايس كريم زمانها جاية دلوقتى"

كل هذا و"ثائر" لم يتفوه بكلمة واحدة فلماذا لا يتكلم؟ لماذا لم يقول لها انه افتقدها فجاء خلفها؟

وتين:"ثائر مالك فى ايه"

ثائر بغيرة:"مفيش الاستاذ ده كان بيعمل ايه هنا"

وتين:"استاذ مين ده"

ثائر:"اللى اسمه أسامة ده"

كان" أسامة" مازال واقفاً مكانه لم يقدر "ثائر" على كبت غيرته وغضبه اكثر من ذلك وجد نفسه يذهب اليه يقبض على ملابسه بقوة ينظر اليه نظرات تكاد تحرقه أنفاسه عالية صدره يعلو ويهبط من فرط غيرته رأى" أسامة" ذلك حاول ان يتمالك اعصابه أمام هذا الرجل الذى ربما على وشك ان يكيل له من الضربات ما سوف يجعله غير قادر على الوقوف نظرا لبنيته الجسدية التى تشكل فارقاً بينهم

ثائر:" انت ايه اللى وقفك تتكلم معاها ها انت بتبصلها ليه أساساً انا مش محذرك قبل كده انك ملكش دعوة بيها "

أسامة:" فى ايه انت وشغل الهمجية اللى انت فيه ده انا معملتش حاجة ونزل إيدك ومتفتكرش ان ممكن اسكتلك"من

ثائر:" دا أنا اللى هخليك تسكت للأبد انت عارف لو شفتك بس لمحت طيفها نطقت اسمها على لسانك مش هتعرف انا هعمل فيك ايه"

ناوله لكمة قوية قرب فمه تساقطت بعض الدماء من فم "أسامة" سار اليهم "رمزى" سريعا لفض ذلك الاشتباك قبل ان يتطور الامر اكثر من ذلك ف"ثائر" فى حالة غضب شديد واذا تركه بهذه الحالة ربما سيسبب لنفسه مشكلة هو فى غنى عنها وقف "رمزى" فى المنتصف رفض "ثائر" ترك ملابس هذا الشاب فهو يرى أنه لم يشفى غليله بعد

رمزى:" بس بقى يا "ثائر" سيبه واسكت"

ثائر:" مش هسيبه الا لما اطلع روحه فى ايدى"

أسامة:" انت صحيح واحد همجى وبلطجى ومش عارف هى مستحملاك ازاى"

ثائر:" انا همجى وبلطجى يا حيوان يا زبالة"

رمزى:" بس بقى انتوا الاتنين"

قام رمزى بسحب يد "ثائر" من على ملابس "أسامة" ليتركه يرحل قبل ان يسوء الأمر أكثر من ذلك

رمزى:" اتفضل امشى يلا يا استاذ "اسامة" وانت يا بيه يلا بينا انا مش عارف انت اتجننت ولا ايه يلاااا"

ذهب "أسامة"وهو يمسح فمه من تلك الدماء التى تسببت فيها لكمة "ثائر" له.كل هذا و"وتين" مكانها لم تستوعب ما يحدث كأنها تشاهد احد مشاهد العراك من احدى الافلام

فى هذا الوقت وصلت" مريم" لم تصدق هى ايضا انها ترى عمها وزوجها

مريم:"ايه ده انتوا جيتوا امتى ايه المفاجأة الجميلة دى"

ثائر بسخرية:"الظاهر جينا فى وقت مش مناسب يلا بينا نطلع الشقة علشان عايز ارتاح من المشوار"

قال هذا تقدم امامهم بضع خطوات يتبعه "رمزى" و"مريم" كانت "وتين" مازالت مكانها لم تتحرك نظر خلفه وجدها ما زالت مكانها

ثائر:'ايه حضرتك هتفضلى واقفة عندك ولا ايه مش ناوية تيجى"

وتين:"حضرتى ! لاء جاية وراك"

تبعتهم بهدوء لم تفهم "مريم" ماذا يحدث ؟ولماذا يتحدث عمها مع "وتين" بهذه الطريقة ؟فاقتربت من" رمزى" هامسة

مريم:"رمزى هو فى ايه عمو "ثائر" ماله"

رمزى:'لما وصلنا كان فى واحد واقف مع "وتين" اللى أسمه "أسامة" عمك شافه اتجنن ضربه لولا ان انا مسكته كان زمان عملنا مصيبة شكل عمك غيران اوى"

مريم:"ربنا يستر وميتخانقش مع وتين ولا يزعلها"

رمزى:"ربنا يستر لان شكله كده مدخن على الاخر وانتى عارفة عمك"

صعدوا الى الشقة فتح "ثائر" الباب ذهب إلى غرفته بدون ان يتفوه بكلمة أخرى قام باغلاق الباب خلفه بقوة محدثاً صوتاًعالياً ارتعدت" وتين" من صوت اغلاق الباب

وتين:"رمزى هو فى ايه لده كله "ثائر" بيعمل ليه كده"

رمزى:"جوزك شكله كده غيران يا وتين وربنا يستر"

وتين:"غيران ليه ومن مين وعلشان ايه "

رمزى:"من اللى كان واقف معاكى على الشط"

ادركت "وتين" الآن ان "ثائر "ربما يظن انها كانت راغبة فى التحدث مع" أسامة"فى حين انها لا تريد رؤية وجهه

وتين:"عن اذنكم ادخل اشوفه"

مريم:''ربنا معاكى يا وتين"

طرقت "وتين" الباب لم تسمع رد فتحت الباب لم تجده سمعت صوت المياه فى الحمام علمت انه الآن فى الحمام جلست على طرف السرير تنتظره حتى يخرج استغرق وقتا طويلا فى الحمام استبد بها القلق قامت بطرق باب الحمام تسأله اذا كان هناك خطب ما جاءها رده من الداخل

وتين:"ثائر ثائر انت كويس"

ثائر:"ايوة فى ايه"

وتين:'بس اتأخرت اوى جوا فقلقت عليك فقولت اسألك"

ثائر:"شوية وخارج"

عادت لتجلس مكانها وبعد بضع دقائق خرج يرتدى رداء الحمام يفرك رأسه بقوة بالمنشفة التى يحملها بيده كأنه يريد ان يخرج ما برأسه من أفكار باتت تزعجه

وتين بابتسامة:"نعيما يا حبيبى"

ثائر:"ينعم عليكى ربنا ان شاء الله"

لم يزد كلمة أخرى وقف أمام المرآة لكى يصفف شعره ظلت تنظر اليه لمح نظراتها له فى المرآة

ثائر:"مالك بتبصيلى ليه كده فى إيه فى حاجة"

وتين:"المفروض انا اللى اسألك فى ايه ومالك من ساعة ما جيت وانت متكلمتش معايا خالص"

ثائر:"مصدع فيها مشكلة دى ولا بلاش اصدع كمان علشان خاطرك"

وتين:'الف سلامة عليك هجبلك مسكن علشان الصداع"

ثائر:" مش عايز مسكنات قولى للدادة تحضر الأكل علشان جعان"

وتين باحباط:" حاضر"

خرجت من الغرفة زفر بضيق شديد فهو كان يتمنى أن تكون بين ذراعيه الآن فهو لم يأتى كل هذه المسافة إلا لتكون بين يديه وفى أحضانه فهو اشتاق اليها بشدة ولكن انتهى بهم المطاف الى هذا الحال ذهبت" وتين" الى المطبخ ساعدت" حسنية" و"مريم" فى تحضير الطعام التفت "مريم" اليها

مريم:"عملتى ايه يا وتين مع عمو"

وتين:"ولا حاجة بيرد بالقطارة"

مريم:"وهو ايه اللى جاب البنى ادم ده دلوقتى''

وتين:"دا من بختى الاسود يا اختى ييجى فى الوقت اللى "ثائر" يوصل فيه"

حسنية:"بصى يا بنتى ولو ان انا مش فاهمة بتتكلموا على ايه بس لو جوزك متعصب سبيه يهدى متكلمهوش وهو متنرفز الكلام ساعة النرفزة ممكن يوصل لحاجات انتوا فى غنى عنها لكن لو خدتوا وقتكم وهو بقى هادى وتتكلمى معاه بالراحة وتفهميه اللى هو مش فاهمه يبقى احسن"

مريم:"ايه الكلام الجامد ده يا دادة"

حسنية:'عيب على السن يا "مريم" انا كنت بعمل كده مع المرحوم جوزى مكنتش اكلمه ساعة عصبيته ابدا كنت اسيبه لحد ما يهدى وبعدين نتكلم"

مريم:"الله يرحمه انتى كنتى بتحبيه يا دادة"

حسنية بحنين:"أوى يا مريم مع ان انا اتجوزته فى الاول جواز عادى كده واحد اتقدم لواحدة وشافته مناسب واتجوزته بس بعد الجواز عرفت قد ايه هو حنين وراجل بجد يعتمد عليه فى الوقت الصعب وانه هو سندى لما الدنيا تميل بيا تعرفى لما عرفت ان انا مبخلفش طلبت منه يتجوز رفض قالى ما برضه جايز ربنا مش كاتبله ان يبقى ليه اولاد سواء منى او من غيرى وعشت معاه وموته كسرنى علشان كده نصيحة ليكم طالما عارفين أن اجوازكم بيحبوكوا انتوا كمان حبوهم واستحملوهم فى اوقاتهم السيئة قبل اوقاتهم الحلوة"

وتين بابتسامة:"تسلمى على النصايح الحلوة دى يا دادة"

وضعوا الطعام على السفرة خرج "ثائر" من الغرفة بعد ان ارتدى ملابس بيتيه مريحة و"رمزى" ايضا جلسوا جميعا على السفرة يأكلون وكأن على رؤوسهم الطير لا احد يتفوه بكلمة كانت تتبع حركاته بنظراتها فهو يتعمد عدم النظر اليها بعد ان انتهوا من تناول طعامهم جلس "ثائر" يشاهد التلفاز وجلس بجواره "رمزى" بينما ذهبت "وتين" و"مريم" الى الشرفة

رمزى:"ايه يا عمنا هتفضل ضاربلنا الوش الخشب ده كتير"

ثائر:"عايز ايه يا" رمزى" فى يومك ده انت كمان"

رمزى:'فك يا عم مش كده يعنى انت جبتنا على ملا وشنا من القاهرة علشان نيجى هنا وضربت الواد وخلصنا ولما نيجى قاعدلنا زى اللى قاعد فى عزا"

ثائر:"ايه عايزنى اقوم اغنيلك يعنى ولا اعمل ايه"

رمزى بمزاح:'مش للدرجة دى يعنى مش ناقص تلوث سمعى على المسا"

ثائر:"ليه هو انا صوتى وحش ولا ايه ياض انت"

رمزى بمزاح:"اه صوتك وحش اغشك اضحك عليك يعنى"

ثائر:"بطل بقى هزارك البايخ ده بقى على المسا انا هقوم انام انا زهقان من شكلك أساساً"

رمزى:" الله وانا مالى يا لمبى ثم تنام ايه لسه بدرى دا أذان العشاء لسه مأذن دلوقتى"

ثائر:"هقوم اصلى وانام بجد حاسس بارهاق جامد ودماغى هتفرقع"

رمزى:" الف سلامة عليك ماشى تصبح على خير"

ذهب "ثائر 'الى غرفته ليؤدى صلاته ثم يخلد الى النوم خرجت "وتين" و"مريم" من الشرفة

وتين:'هو "ثائر "راح فين يا رمزى"

رمزى:''قال هيدخل يصلى وينام علشان تعبان وفعلا النهاردة كان الشغل كتير وجينا فالارهاق والتعب حل علينا انا هقوم اصلى وانام انا كمان تصبحوا على خير"

مريم ووتين:"وانت من اهله"

ذهب "رمزى" ايضا الى غرفة الضيوف وذهبت" مريم" الى غرفتها وذهبت "وتين" الى زوجها

وجدته انهى صلاته وذهب إلى السرير توضأت وصلت فرضها قامت بتغيير ملابسها وذهبت الى السرير هى ايضا

كان نائما موليها ظهره فاستاءت من تصرفاته سحبت الوسادة الصغيرة بغيظ واخذتها فى أحضانها كان يشعر بكل حركاتها وسكناتها فقلبه يحرضه على الالتفات إليها ظلت عيناها تتجول في الغرفة مر بعض الوقت لا تستطيع النوم تركت السرير وقفت امام الشباك تاركة الهواء يهدأ من ثورة ضيقها تلاعب النسيم بخصلات شعرها كان ينظر اليها وهى بتلك الحالة الفاتنة له ولقلبه فلو لم يكن غاضباً الآن ربما كانت ستكون بين ذراعيه يضمها اليه يستمتعوا بهذا الجو البديع التفتت اليه وجدته ينظر اليها

وتين:" ها وبعدين يا ثائر"

ثائر ببرود:"وبعدين فى ايه يا مدام ثائر"

وتين:"فى اللى انت بتعمله فيا ده"

ثائر:'وانا عملت ايه فيكى هو انا كلمتك ولا جيت جمبك انا ساكت اهو"

وتين بغيظ:'ثائر بلاش استفزاز ببرودك ده بقى انا مبحبش كده"

ثائر:"انا بارد انتى هتحترمى نفسك فى الكلام معايا ولا لاء انا مش محذرك قبل كده بلاش تطولى لسانك عليا"

وتين:"ايوة سيب الاصل وامسك فى الفرع ما هو انت كده"

ثائر:"طب اسكتى احسن اقوم امسك فى زمارة رقبتك وانتى الخسرانة"

وتين:"يا سلام للدرجة دى يا "ثائر" عملت ايه بقى يخليك تمسك فى زمارة رقبتى"

ثائر:"شوفى انتى عملتى ايه الاول وابقى اتكلمى معايا يا...مدام"

وتين:"ماهو ده اللى عايزة اعرفه انا عملت ايه لده كله"

ثائر:"انتى ايه اللى خلاكى تقفى تتكلمى مع الواد ده ها قوليلى سبتيه يقف معاكى ويكلمك ليه"

وتين:"انا اتفاجئت بيه انه جه المكان ده هو انا كنت اعرف يعنى انه هييجى"

قام "ثائر" من على السرير وقف امامها امسك ذراعها بقوة يضغط عليه بأصابع فلاذية كأنه على وشك كسر ذراعها

ثائر بغيظ:"لما لقتيه كنتى على طول تمشى مش تقفى تتكلمى معاه"

وتين:"هو اللى فتح الكلام وقالى انه مديونلى باعتذار"

ثائر :"اه مديونلك با عتذار وقالك كمان انه خسر البنت اللى حبها ومحبش غيرها مش كده"

وتين بدهشة:"انت سمعت كلامه"

ثائر بغضب:'ايوة سمعت يا هانم سمعت كلمته دى ليكى عارفة ايه احساسى لما سمعت كلامه ده ان اعرف ان واحد بيحب مراتى وبيفكر فيها ها عارفة ولا مش عارفة احساسك اللى كنت بتحسيه بسبب" سيلا" انا حسيته اضعاف مضاعفة"

هى لم تتخيل انه سمع كلام "أسامة" هل كانت منشغلة بالحوار لدرجة لم تنتبه علي ان زوجها كان قريب منهم يستمع إلى حوارهم

وتين:"بس والله انا ما ركزتش فى كلمته دى لانى شفتك ساعتها ومركزتش فى حاجة خالص ثم دراعى حرام عليك يا ثائر وجعتنى انت هتكسر دراعى"

حاول تمالك اعصابه بقوة جبارة فليس من السهل عليه ان يستمع لرجل يتفوه بمثل هذا الكلام لزوجته ترك ذراعها وضعت يدها على ذراعها تتحسس مكان قبضة يده الغاضبة فهو ترك اثار أصابعه على ذراعها.حاول ان ينهى هذا النقاش الذى ربما لن يصل بهم الا لمزيد من الغضب

ثائر:"انا هنام تصبحى على خير يا مراتى"

نطق تلك الكلمة بكل ما يحمل فى نفسه من استياء وضيق اراد الرجوع إلى السرير وجدها تمسك يده تمنعه من الذهاب نظر اليها اقتربت منه اكثر وضعت يدها على وجنته تنظر اليه احدى تلك النظرات التى تجعله غير راغب فى اى شئ سوى صاحبة تلك العينان الرماديتان فهو اشتاق اليها مررت يدها على وجنته اغمض عينيه بتعب بالرغم انه يفتقد لمسة يدها على وجهه كثيراً

وتين:"صدقنى يا حبيبى مفيش غيرك يملى عينى ولا قلبى وهو ميعنيش ليا اى شئ بالمرة انا مبقتش اشوف راجل فى الدنيا دى كلها غيرك انت انت مالى قلبى ومالى عينى ومالى حياتى كلها انا بعشقك يا" ثائر" حتى العشق بقى شوية على اللى انا حساه معاك"

ثائر:" روحى نامى يا "وتين'' بقولك تصبحى على خير"

وتين بحزن:" كده يعنى يا "ثائر" هو ده ردك عليا"

ثائر بتعب :" انا تعبان وعايز انام ممكن"

وتين:" هتنام وانت زعلان انا مقدرش انام وعارفة انك زعلان انا لحد دلوقتى مش مصدقة انك جيت وموجود معايا هنا"

ثائر بدون وعى:" جيت علشان وحشتينى جيت علشان مكنتش عارف انام وانتى بعيدة عنى جيت علشان مش قادر يعدى عليا يوم من غير ما اشوف عينيكى ولما اجى الاقى واحد واقف يقولك انه كان بيحبك ومحبش غيرك عيزانى اعمل ايه وانا بسمع كلامه ده "

وتين:" حبيبى انت ضربته وانا قولتله انا مفيش فى حياتى وقلبى غيرك انت ولا شايفة راجل غيرك انت "

وضعت رأسها على صدره تحيطه بيديها حول خصره لعل قلبه يلين كلما حاول ان يرفع يده يحيطها بها كأن يديه ترفض الانصياع لقلبه .لاحظت هى تردده نظرت اليه بعيون يملأها العشق تنشد اللين من عينيه العاصفتين وضعت يدها مرة أخرى على وجنته

وتين بهمس ناعم جدا:"انا بحبك انت وانت اهلى وناسى وانا مش عايزة فى حياتى غيرك انت"

وضع يده على يدها الموضوعة على وجنته يضغط عليها بمحبة قبل باطن يدها فكلامها كحبات المطر تساقطت على لهيب غيرته اطفأته ولكنها اشعلت لهيبا من نوع اخر ذلك اللهيب الذى لن يخمد بالكلمات فقط

وجد نفسه يحملها بين ذراعيه وهى واضعة رأسها على كتفه وصل إلى الفراش انزلها ببطئ كأنها مصنوعة من زجاج يخشى عليها ان تنكسر فهو يعلم الآن ان تلك الجميلة التى بين يديه ستظل نقطه ضعفه التى لن يظل جامداً أمامها كثيراً فبمجرد النظر اليها وسماعه لتلك الكلمات منها بهذا الهمس الجميل يجد نفسه لا يفكر فى شىء سوى انه يريد أن يرتوى من أنهار عشقها التى لا تنضب وظمأه الذى لا يرتوى أبدا

ثائر:"شكلى بعد كده مش هعرف اكسب معاكى نقاش او ان انا افضل زعلان منك كتير يا وتين"

وتين:"وتزعل ليه يا قلبى مفيش حاجة تستاهل الزعل وكله الا زعلك انت يا ثائر كله الا انت"

ثائر:'احساس الغيرة صعب اوى يا وتينى احساس بشع كأن كنت عايز اموته واطلع روحه فى ايدى "

وتين بتفهم:" وهتجيب لنفسك مصيبة بسببى ثم انا عارفة وعذراك لان عارفه الاحساس ده كويس وجربته دا بيبقى زى النار فى القلب"

ثائر:"شوفتى بقى مجرد التفكير ان حد غيرى يتخيلك انك مراته ده فى ذات نفسى مجننى"

وتين:"حبيبى انت مش محتاج تغير منه لانه هو ميهمنيش فى اى حاجة ولا عايزة اشوف وشه اصلا انا قلبى مبقاش ملكى بقى ملكك انت وبس يا حبيبى"

ظلت تردد على مسامعه تلك العبارات التى جعلته يريد ان يلتهمها من عشقه وشوقه لها فقلبه اعلن عليه حرب الاشتياق التى لن يعود منها إلا وهو خامداً ذلك الشوق العاصف بقلبه .ظل جسده ينتفض بقوة بسبب ذلك الكابوس الذى عاوده مرة اخرى شعرت" وتين" بحركة جسده الغريبة فهو كأنه مقيد يحاول التخلص من قيوده ولا يستطيع. تملكها القلق هزت جسده لعله يفيق من نومه ومن تلك الحالة

وتين بقلق:"ثائر حبيبى اصحى مالك فى ايه"

فتح عيناه على اتساعها ينظر اليها مسح وجهه ليزيل حبات العرق التى تجمعت على جبينه اخذ انفاسه بقوه يزفرها ببطئ ليعود الى حالته الطبيعية

وتين:"مالك يا حبيبى فى ايه"

ثائر:"دا كابوس"

وتين:"خير اللهم اجعله خير"

ثائر:"كابوس حادثة رؤوف رجعلى تانى"

وتين:"هو انت شوفت الحادثة كنت موجود ساعتها"

ثائر:"ايوة فى اليوم ده كنت عنده فى البيت وشوفته بيخرج هو ومراته والعربية بتنفجر بيهم"

وضع رأسه بين يديه يضغط باصابعه بقوة على رأسه كأن رأسه على وشك الانفجار

وتين:"الله يرحمهم يا حبيبى اهدى هقوم اجبلك ماية تشرب"

ارتدت اسدالها خرجت من الغرفة ذهبت إلى المطبخ جلبت زجاجة مياه وعادت اليه ناولته الماء ظل يرتشف منها كثيرا كأنه اصابه ظمأ شديد ويشعر بحاجته الى الارتواء عادت الى جواره مرة أخرى ولكن تلك المرة قامت بجذبه اليها تريح رأسه على كتفها تداعب شعره تحاول تهدئته اغمض عينيه وعاد إلى نومه مرة أخرى قامت بتقبيله برقة على جبينه وعادت إلى نومها هى الاخرى.فى الصباح..بعد تناول الافطاراصطحبها الى قبر والديها فهى كانت تريد ان يذهب معها وصلوا إلى المقابر وجدها تجثو امام احدى القبور تبتسم ابتسامة مهزوزة تمتزج بدموعها

وتين:"بابا ماما انا جيت عارفين مين جه معايا "ثائر" جوزى اللى حكيتلكم عنه"

جثى بجوارها هو الآخر فهو يعلم كيف يكون شعور من يفقد عزيز عليه ويعلم ايضا ما تعنيه حرقة القلب عندما يخسر الإنسان اعز احباءه

ثائر:"انا "ثائر" اللى "وتين" حكيتلكم عنه بس عايز اقولكم ان بنتكم بقت اغلى وأهم حاجة فى حياتى بقت عشقى بقت نبض قلبى ودنيتى كلها واوعدكم ان انا احافظ عليها واحميها وادلعها اخر دلع

قال ذلك وابتسم فابتسمت هى الاخرى تنظر اليه وكأن قلبها سيقفز من بين ضلوعها بعد انتهائهم من زيارة والديها عادوا الى الشقة قضوا وقت ممتع مع "مريم" و"رمزى" حان ميعاد ذهابها الى حفل الزفاف ارتدت ملابسها هى وزوجها اصر "رمزى" اخذ "مريم" فى نزهة حتى يعودوا وصلوا الى القاعة التى يقام بها الزفاف لم يصدق "سمير" ان 'وتين'' جاءت لحضور حفل زفافه

سمير بدهشة:"وتين"

وتين:'مبروك يا سمير مبروك يا أميرة ربنا يتمم بخير"

أميرة:"الله يبارك فيكى يا وتين اخبارك ايه"

وتين بابتسامة:"الحمد لله تمام دى هدية بسيطة بمناسبة جوازكم"

كانت الهدية عبارة عن خاتم جميل اشترته "وتين" من أجل "أميرة" فهى تعرف انها فتاة طيبة وأيضا تشعر بالشفقة عليها من انها ستعيش مع" هيام" و"عايدة"

أميرة:" مكانش ليه لزوم تتعبى نفسك يا وتين"

وتين:" متقوليش كده ومبروك مرة تانية"

سمير:''نورتوا الفرح اهلا بيكم"

ثائر:'ده نورك مبروك ربنا يتمم بخير مبروك يا عريس"

سمير:" الله يبارك فيك ومتشكر"

لمحت "هيام" "وتين "وزوجها ابتسمت على غباء "وتين" فهى مازالت تلك الفتاة التى تتأثر بالكلام الذى يقال لها

هيام:''حمد الله على السلامة نورتى يا وتين اهلا يا استاذ ثائر"

وتين:"شكراً عن اذنك"

عندما ارادت الذهاب لاحظت "هيام "ذيل فستان" وتين" الطويل ارادت احراجها فداست على طرف فستانها كأنها غير قاصدة حتى تقع على الأرض ولكن حظ وتين ان زوجها كان بجوارها فالتقطها قبل ان تسقط على وجهها

ثائر:" ايه يا حبيبتى فى ايه"

وتين:" شكلى كنت هتكعبل فى ديل الفستان انا عارفة انا لبست فستان بديل طويل ليه كده"

ثائر باعجاب:" بس انتى فى الفستان عاملة زى الأميرة"

وتين بابتسامة:" حبيبى تسلملى بس أميرة مرة واحدة"

ثائر:" ايوة انتى أميرتى الأميرة اللى قاعدة على عرش قلبى"

ابتسمت له ابتسامة صافية فهى كل يوم يزداد عشقها لهذا الرجل ذهبت هى وزوجها ليجلسوا على إحدى الطاولات البعيدة عن طاولة تلك الفتاة وامها

عايدة:"دى وتين جت الفرح اهى بجد"

هيام بغيظ:"اه جت هى وجوزها وجايبة هدية كمان والله ووتين بقت بتهادى هدايا غالية كده"

عايدة:" ليه هى جابت ايه يعنى لكلامك ده"

هيام:" جايبة خاتم لاميرة ييجى بتمن الشبكة اللى ابنك اشتراها كلها"

عايدة:" يا سلام هى الفلوس بقت فى ايدها كتيرة اوى كده"

هيام:" يعنى انتى مش شايفة جوزها غنى قد ايه يا ماما دا انا مفروسة موت منها ولا كمان الفستان اللى هى جاية بيه وماسكة فى دراع جوزها ولا هو كمان لبسه وشياكته ولا شكله انتى لو بصيتى حوليكى مش هتلاقى راجل عدل فى القاعة غيره"

عايدة:" ماتحترمى نفسك يا بت انتى لو اخوكى سمعك هيكسر دماغك"

هيام:" والنبى تسكتى يا ماما بلا اخويا بلا بتاع دلوقتى انا فى ايه ولا فى ايه"

عايدة:" انتى شكلك اتجننتى النهاردة فوقى يا بنت عايدة"

هيام:" افوق على ايه اكتر من الواقع الغريب اللى انا شيفاه دلوقتى بقى "وتين" تلاقى راجل زى ده وانا لاء وانا اللى كنت عاملة نفسى فالحة طلعت اشطر منى"

عايدة:" اقفلى بوقك بقى يا هيام خلى الليلة دى تعدى على خير فى يومك ده"

أصبحت لاتستمع الى تحذيرات امها فهى تشعر ببركان حارق الآن فى قلبها من الحقد من رؤية "وتين" بهذا الشكل ورؤية تلك الابتسامة على وجهها ف"وتين" أصبحت أكثر اشراقاً ونضارة عن تلك الايام التى كانت تحيى فيها معهم فكأنها اصبحت أكثر جمالاً عن ذى قبل

كانت تتبعهم بنظراتها وهى ترى "ثائر" ممسكا بيد "وتين" بين قبضة يده تبتسم على احدى الطرائف التى يقصها عليها التى كانت تحدث معه هو و"رمزى"

وتين:"دا انت على كده قربت تجنن رمزى يا "ثائر" والله ساعات بيصعب عليا وهو بيكلم فى نفسه وبيلف حوالين نفسه منك ومن عمايلك"

ثائر:"ماهو مجنون هو 'رمزى" عاقل يعنى دا استاذ المجانين ثم على أساس انه بيسكت اوى دا بيرد عليا الكلمة بكلمة وبيتحسب عليا فى وشى"

وتين:" ههههه مريم لو سمعتك هتزعل منك كده"

ثائر:''مريم عارفة علاقتى انا ورمزى عاملة ازاى قبل ما يكون جوز بنت اخويا هو صاحبى ورفيق عمرى اللى مقدرش فعلا اعيش من غيره"

وتين:'هو محترم جدا فعلا وبيعشق حاجة اسمها مريم وعلى ما ييجى الفرح هيكون يا عينى جراله حاجة من الانتظار"

ثائر:"دا جننى والله من الزن علشان يتجوزها بس كنت خايف على "مريم "لانها من ساعة الحادثة وهى كأنها عايشة فى عالم تانى"

وتين:'الحمد لله انها بقت كويسة "مريم"طيبة وتستاهل كل خير وربنا يتم فرحتهم على خير ان شاء الله"

ثائر:" ان شاء الله بس قوليلى بقى ايه الطعامة اللى انتى فيها دى ما تقومى نروح"

وتين:" هههه هو احنا لسه قاعدنا شوية ونمشى ماشى"

ثائر:" ماشى علشان خاطرك انتى بس مبقتش اعرف اقولك لاء على حاجة انا كده بضيع يا وديع"

وتين بابتسامة:" بعد الشر عليك من الضياع يا حبيبى"

ثائر:" صبرنى يارب الشوية دول على مانروح"

وتين:"عن اذنك يا حبيبى هروح الحمام"

ثائر:"ماشى يا حبيبتى متتأخريش ماشى"

وتين بابتسامة:"هاجى على طول"

ذهبت "وتين" لمحت "هيام" جلوسه بمفرده لاحظت ان الفرصة سانحة الآن ان ربما ببعض الكلمات تهدم تلك السعادة التى رأتها على وجه "وتين"

هيام باستعباط:'ايه ده هى وتين فين مش كانت هنا من شوية"

ثائر بضيق:"راحت الحمام خير فى حاجة"

هيام:"اه انتوا نورتونا النهاردة والله يا استاذ ثائر"

ثائر:"شكرا وعقبال فرحك ان شاء الله"

هيام بمسكنة:"ما خلاص انا فسخت الخطوبة لان انا مقدرش اتجوز واحد بيحب وبيفكر فى واحدة تانية"

ثائر بعدم اهتمام:"ربنا يعوض عليكى باللى أحسن منه"

هيام بخبث:"ماهى "وتين" كده كل الرجالة هتموت عليها"

ثائر:'تقصدى ايه بكلامك ده يا آنسة انتى"

هيام:"اصل انا فسخت الخطوبة لما عرفت ان "أسامة" بيحب "وتين" وانا مقدرش اعيش مع واحد بيفكر فى واحدة تانية"

ثائر:"ها وبعدين يا آنسة"

هيام:"ولاقبلين هى "وتين" كده دايما حظها حلو مع الرجالة والرجالة هيموتوا عليها بس هى شاطرة بتعرف تمثل دور البراءة واكيد مثلته عليك انت كمان واتخدعت فيها محدش يعرف'' وتين'' زيى انا"

ثائر:"انسة هيام"

هيام:"نعم يا استاذ ثائر ولا تحب اقولك ثائر بس"

ثائر:" بغض النظر على ان انا مش طايق اسمع اسمى منك بس هو انتى هبلة ولا شكلك كده"

هيام:"افندم انت بتشتمنى"

ثائر:"هو انتى مفكرة بالكلمتين الخيبين اللى بتقوليهم دول اتنرفز انا بقى واتخانق انا و"وتين" والكلام الاهبل ده بصى انا عارف ان "وتين" مش من النوع اللى بتقولى عليه ده وأنها أطهر وأشرف واحدة شفتها فى حياتى ومتحاوليش تلعبى لعبة انتى مش قدها و"وتين" ملكيش دعوة بيها لما ضربتيها قبل كده انا سكت لكن لو حاولتى تضايقها انا عندى استعداد انسى مبادئ وأربيكى من اول وجديد لان انتى الظاهر محدش رباكى وانك عديمة الادب والتربية"

هيام باستفزاز:"باين عليك واقع اوى فيها بس مظنش ان واحد فى مقامك وشياكتك ووسامتك دى وتضرب بنت"

ثائر:"ميغركيش الشكل ولا البدلة اللى انا لابسها لاء انا ساعة الجد ببقى شوارعى وغجرى على حق فبلاش تشوفى الوش ده اصله غلط عليكى وانتى اللى هتتأذى يا آنسة"

لمحها قادمة اليهم ابتسم لها هب واقفا وصل اليها قبل ان تصل هى إليه يريد الذهاب من هذا المكان قبل ان ينفث غضبه فى تلك الفتاة الحقودة ويصبح هذا الزفاف مأتم

وتين بغيرة:"هى البت دى كانت قاعدة معاك تعمل ايه"

ثائر:'سيبك منها يلا بينا نمشى كفاية كدا دماغى صدعت من الاصوات والاغانى دى"

وتين...يلا يا حبيبى بس ثوانى تليفونى شكله نسيته على التربيزة"

ذهبت الى الطاولة لاخذ هاتفها كانت "هيام"مازالت جالسة مكانها نظرت وتين باحتقار لتلك الفتاة فهى تقسم انها كانت تبث سمومها فى اذن زوجها ولكن عندما رأت معاملة زوجها ايقنت انه لم يصدقها فكم تعشق هذا الرجل فهو فارسها وبطلها وحاميها وثائرها ظلت جالسة مكانها فخطتها لم تفلح كانت تفكر لماذا تلك الفتاة دائماً ما تكون المنتصرة عليها حتى بدون ان تفعل شئ ارادت تعكير مزاجها على الأقل قبل ان تترك المكان

هيام:" ايه يا وتين هتمشوا بسرعة كده لسه بدرى"

وتين بقرف:" بدرى من عمرك جوزى صدع من اصوات مش حابب يسمعها"

هيام باستفزاز:" الف سلامة على جوزك الحلو ده من الصداع تحبى اجبله مسكن"

حسناً فتلك الفتاة تخطت حدودها ويجب اسكاتها طلبت منها "وتين" الخروج معها خارج القاعة حتى لا تتسبب فى حدوث جلبة فى القاعة

وتين:" هيام ممكن بس اكلمك كلمتين برا علشان الصوت عالى واحنا لازم نتفاهم مع بعض"

هيام:" نتفاهم على ايه"

وتين:" نتفاهم على كل حاجة انتى برضه فى مقام بنت عمى ومش هنفضل على طول كده يعنى"

استغربت "هيام"من كلام "وتين" ولكنها لا ترى ضرر من معرفة ماذا تريد؟ فهى تعرف ان "وتين" لن تستطيع ان تفعل بها شئ فهى تعرف انها لا تعرف كيف تدافع عن نفسها؟ لمح زوجته ومعها تلك الفتاة لا يعرف لماذا تتبعها اقتربت منه بصوت هامس

وتين بهمس:" حبيبى يلا بينا نخرج برا"

ثائر:" انتى جيباها معاكى البنى ادمة دى ليه"

وتين:" هتعرف دلوقتى يلا بينا"

وجدت "وتين" مكان هادئ طلبت من زوجها ان ينتظر بعيداً

وتين:" حبيبى استنانى هنا"

ثائر:" انتى هتعملى ايه بالظبط يا وتين"

وتين:" هاخد حقى يا "ثائر" لانها اتخطت حدودها"

ثائر بابتسامة:" انتى هتضربيها يا وتين"

وتين:" هردلها جزء من اللى كانت بتعمله فيا وهدوقها من نفس الكاس"

ثائر:" لو عملت فيكى حاجة ناديلى بسرعة"

وتين:"متقلقش بس شنطتى اهى وادعيلى اخرج من الغزو منتصرة"

ثائر:" اوعى تخليها تمد ايدها عليكى او تعورك ماشى يا حبيبتى"

وتين:" متخافش دا انا اللى هلعب البخت فى وشها دلوقتى"

عادت "وتين" الى "هيام" التى كانت تقف على بعد مسافة بنهم ولم تسمع شئ من حديثهم

وتين:" معلش يا "هيام" اتأخرت عليكى"

هيام:" حقك طبعا هى اللى تشوف واحد زى جوزك ده متنساش نفسها"

وتين:" عاجبك" ثائر "يا هيام"

هيام:"طول عمرك محظوظة وبختك حلو يا وتين"

وتين:" انا سيبتك من زمان تاخدى كل حاجة حلوة منى بس "ثائر" لاء يا "هيام" عارفة ليه لأن كله الا "ثائر" انتى فاهمة كله الا هو دا بعينك وبعيد عن أحلامك"

بعد ان اردفت تلك الكلمات بغضب شديد جذبتها من حجابها بقوة تكيل لها من الصفعات ما يبرد تلك النيران فى قلبها فهى عاشت حياة بائسة بسبب تلك الفتاة لم تتخيل "هيام" ان "وتين" أصبحت بهذه القوة كأنها حقا اصبحت فتاة اخرى غير تلك الفتاة الضعيفة التي كانت تعرفها حاولت تخليص نفسها الا ان "وتين" استطاعت ان ترديها ارضاً تكمل ضربها لها ظلت" هيام' تصرخ لعل احد ينقذها ولكن لحظها السئ فصوت الاغانى يصم أذان الجميع وهى خارج القاعة تركتها "وتين" بعد ان رأت انها نالت ما تستحق وعادت الى زوجها

ثائر:'' ايه الباور ده كله يا وتينى دى كانت هتموت فى ايدك"

وتين:" تستاهل يلا بينا تبقى تقابلتى هتدخل القاعة تانى ازاى بمنظرها ده"

ثائر:" يلا يا روحى"

تأبطت ذراعه وذهبت معه الى شقتهم بينما ''هيام" ما زالت تتألم وتبكى من ضرب "وتين" لها

بعد انقضاء يومان كانت وتين فى قمة سعادتها فزوجها كان يصر كل يوم على خروجهم الى احدى الاماكن التى لم تذهب اليها يوماً حان موعد عودتهم الى المنزل فى القاهرة فعادوا جميعاً بشعور من الفرح والسرور على وجوههم كانت تقضى وقتها بالنهار فى المنزل برفقة مريم وفى المساء يعود اليها معشوقها الذى عندما تراه ترتمى بين أحضانه كأنه كان غائبا عنها منذ زمن وليس من بضع ساعات فقط مرت ايام حان ميعاد زفاف "مريم" و"رمزى" ارادت" مريم" الخروج لشراء فستان زفافها اصطحبت "وتين" فى جولة استغرقت عدة ساعات لشراء ما يلزمها

مريم:"يااااه الواحد تعب اوى بس الحمد لله كده كل حاجة تمام"

وتين بابتسامة:"ربنا يتمملك بخير يا حبيبتى"

مريم:"تسلميلى يا" وتين" وربنا يسعدك انتى وعمو"

وتين:"يارب كده فاضل حاجة نسينها"

مريم:''لاء تمام كده يلا نخرج نشوف السواق فين خلينا نروح"

خرجوا من المول التجاري التفتوا يمينا ويسارا ليروا السائق

وتين:''هو راح فين"

مريم:'مش عارفة دا كان هنا تعالى نطلع قدام واتصل عليه واشوفه فين"

ساروا بضع خطوات عندما ارادت "مريم" مهاتفته السائق لم  تنتبه لذلك الرجلان اللذان قاما بوضع شئ به مخدر على وجهها ووجه "وتين" فسقطوا مغشيا عليهم سريعا قاموا بادخالهم الى السيارة سريعاً وذهبوا من هذا المكان قبل ان يراهم أحد

"فى الشركة"..كان ينهى ما عليه من اعمال لان الايام القادمة سيكون منشغلا بزفاف ابنة اخيه لمح دلوف" رمزى" اليه ابتسم على هيئته فهو يبدو مرهق وفى حالة يرثى لها

ثائر:'مالك يا عريس باين على وشك التعب ليه كده"

رمزى:'كله منك انت مش انت اللى طاحنى شغل ومطلع عينى"

ثائر:"ماهو علشان الايام الجاية هسيبك بقى تقضى شهر العسل"

رمزى:'على اساس انك مش ناططلى فى شهر عسلى ومسافر معايا"

ثائر:"قصدك انت اللى مسافر معايا انا كده كده رايح بيتى اللى فى اسبانيا انت اللى الموضوع احلو فى عينك وعايز تقضى شهر عسلك فى اسبانيا"

رمزى:"يلا بقى امرى لله مفيش اخبار عن سيلا"

ثائر:"لاء حتى لحد دلوقتى معرفتليش ايه علاقة "بدر" برؤوف بتقول مش راضى يقولها ولا حتى عارفة بيخطط لايه بتقول سافر فى شغل علشان كده هجوزكم علشان لو رجع اكون فاضيله واعرف ايه حكايته بالظبط"

رمزى:"الموضوع ده يحير فعلا ايه علاقته باخوك وليه عايز ينتقم منك"

ثائر:"انا فكرت فى الموضوع من كل زاوية واتجاه موصلتش لحاجة"

رمزى:"كل حاجة مسيرها تبان فى وقتها"

***

رمشت بعينيها عدة مرات تشعر بصداع عنيف يكاد يفتك برأسها نظرت حولها فهى كأنها فى مكان مهجور نظرت برعب وجدت نفسها جالسة على كرسى مقيدة بالحبال نظرت جوارها وجدت مريم هى الأخرى مقيدة مثلها بالحبال نادت عليها بخوف يسيطر على اعصابها وحواسها بأكملها

وتين:"مريم مريم انتى كويسة"

افاقت مريم هى الأخرى فزعت من حالتها فمن يكون الذى فعل بهم ذلك وقيدهم بتلك الطريقة

مريم:"هو ايه اللى حصل يا "وتين" وايه اللى جابنا هنا"

وتين:"مش عارفة انا خايفة أوى المكان شكله يخوف"

سمعوا صوتا هادرا بهم بابتسامة هازئة يتقدم منهم بخطوات تشبه خطوات الحيوانات المفترسة زاد رعب الفتاتين أكثر

بدر:"متخافيش يا حلوة منك ليها انتوا ضيوفى النهاردة"

وتين:"انت مين وعايز مننا ايه"

مريم:"احنا معملناش ليك حاجة سيبنا نمشى"

بدر:"دا انتى بالذات يا بنت "رؤوف العمرى" اللى مش لازم تمشى من هنا قبل ما اخد حقى منك انتى وعمك"

وتين بغضب:"اياك تقرب منها او منه"

بدر:"وانتى بقى يا حلوة تقربيلهم ايه علشان بس نتشرف انا سمعت انك قريبتهم قريبتهم بأى صفة بقى"

وتين:"انا ابقى مرات ثائر العمرى"

رفع احدى حاجبيه الكثيفين فى حركة تعجب ف"سيلا" اخبرته انها قريبتهم وليست زوجته

بدر:"مراته ازاى"

وتين:"زى الناس هيبقى ازاى يعنى"

بدر:"بس "ثائر" كان خاطب على العموم دى فرصة سعيدة جدا انك مراته كده اللعب هيحلو اوى"

وتين:"انت قصدك ايه وعايز مننا ايه خلينا نمشى"

بدر:"هو دخول الحمام زى خروجه يا حلوة دا انتوا منورينى وهتنبسطوا قوى هنا"

مريم:"سيبنا يا مجرم عمو لو عرف مش هيرحمك هيقتلك لو عملت فينا حاجة"

بدر:"ههههه يقتلنى! دا انا هخليكم تشوفوه وهو بيموت بالبطئ قدام عينكم وبعدها هخلص منكم"

وتين:"اياك تلمسه او تأذيه انت مش هتقدر على" ثائر" اصلا "

بدر:"باين عليكى بتحبيه انا هخليكى تشوفى حبيب القلب وهو راكع تحت رجلى"

وتين بغضب:"ده مش هيحصل "ثائر" مبيركعش غير لربنا وبس وعمر ده ما هيحصل انت اللى هتبوس ايده علشان يرحمك"

سمع منها هذا الكلام اقترب منها وبدون اي مقدمات صفعها على وجهها بقوة لدرجة أن هناك بعض الدماء تساقطت من فمها بسبب قوة تلك الصفعة التى تلقتها على وجهها من ذلك اللعين نظرت اليه نظرات احتقار وقامت ببصق تلك الدماء فى وجهه مسح وجه من تلك الدماء جذبها من حجابها يهز رأسها بعنف

بدر:"انت بتفى فى وشى انا انا هخليكى تشتهى الموت ومش هطوليه"

مريم:"سيبها يا حيوان ما تمدش ايدك عليها سيبها"

بدر:"لسه انتى كمان يا حلوة دورك جاى دا انا هخليكم تتمنوا الموت"

وتين:" انت مين يا جبان يا مجرم وعايز ايه من "ثائر" علشان تعمل فينا كده"

بدر:" باين عليكى لسانك طويل بس وماله احب انا النوع الشرس ده"

سمعت ذلك ابتلعت ريقها فنظرة عينيه نظره خبيثة اشعرتها بالخوف الشديد ان يفعل بها شئ دنيئ فهو يبدو عليه انه انسان معدوم الشرف والإنسانية

***

عادوا إلى المنزل لاحظوا ان هناك حالة سكون غريبة تكتنف جدران المنزل فدائما ما يجد الفتاتين فى استقباله فاين هن الآن ؟ لاحظ "حسنية" تصل اليه بوجه اوشك على البكاء فحالتها ترثى لها تملك الخوف من فؤاده

حسنية:" ثائر بيه الحمد لله انك جيت "

ثائر:" فى ايه والبيت ماله ساكت كده فين "مريم" و"وتين"

حسنية:" من ساعة ما خرجوا يشتروا الفستان مرجعوش وانا خايفة عليهم برن على تليفوناتهم محدش بيرد"

رمزى بخوف:" معناه ايه الكلام ده هيكونوا راحوا فين"

لم تدم حيرته طويلا وجد رقما غريبا يهاتفه فتح الهاتف جاءه صوت كفحيح الافاعى يبتسم بسخرية

بدر:" متخافش القططتين بتوعك عندى فى الحفظ والصون يا "ثائر" مراتك دى إيه لسانها طويل اوى بس الصراحة تجنن بلمضاتها وعينيها الحلوة اللى كلها شراسة دى شكلنا هنقضى ايام حلوة مع بعض "

سمع هذه الكلمات صارت اوردته تحترق من الغيظ والغضب والخوف فمن فعل ذلك؟ فهو لن يرحم من استباح اخذ زوجته وابنة اخيه او يتحدث عن زوجته بهذه الطريقة المقززة التى بمجرد ان سمعها يريد ان يزهق روح ذلك الرجل لتفوه بتلك الكلمات....


     الفصل التاسع عشر والعشرون من هنا 

  لقراءة جميع حلقات الرواية من هنا

تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة