قصة قوة الضمائر البارت السادس 6 بقلم طارق اللبيب


 قصة قوة الضمائر

البارت السادس 6

بقلم طارق اللبيب

قرو الاعلان الجاي من المحكمة ..  الولد وامو احتارو جدا"..

 قالت ليهو :  ولا نحتار ولاحاجة .. كلامك انت صح .. انا فكرت كتير .. نحن مانعترف بالورقة .. لغاية مانشوف الزول ده .. لو اشتكانا ما بنديهو قروش بواسطة المحكمة .. بنسددها ليهو زي ما ابوك ..كان بسدد ليهو بس انت خلي الامور على الله ..  ربنا براهو بدبر لنا الخير .. ربنا عالم بي نوايانا وضمايرنا .. 

انت يوم الاحد شيل الورقة وامشي المحكمة .. وقول ليهم انا ولدو الكبير ..  وشوف الشهود ديل بقولو شنو .. عشان نتعجب في الدنيا دي .. 

جدو اتصل على معتصم .. وكلمو بمواعيد الجلسة .. 

قال ليهو :  تعال احضر معاي .. انا مافاهم اي شي .. ومامعاي زول ..

 قال ليهو : ابشر ياجدو والله تلقاني في يمينك ..

وفعلا" يوم المحكمة .. جدو من الصباح لبس .. وطلع مشى المحكمة وصل زي الساعة 9 ..  الجلسة كانت مواعيدها الساعة عشرة صباحا" .. باقي ليها ساعة .. والامين جا وسايق معاهو نفرين .. ومعاهو واحد لابس لهو بنطلون وشاكي ولابس كرفته .. ده اظنو المحامي بتاعو .. 

وجدو قاعد منتظر .. من بعيد شاف معتصم .. ومعاهو واحد جايين من آخر الشارع .. جدو استبشر خير بي جية معتصم 

معتصم جا ماشي على جدو طوالي .. 

قال ليهو :  جماعتك وصلو ؟.. 

قال ليهو :  ايوة ياهو ديك التلاتة .. المعاهم المحامي ديل .

قال ليهو :  الاتنين الهناك ديل الشهود شكلهم ..

 قال ليهو :  ايوة ظاهر .. 

معتصم قال لي زميلو :  المعاهو تعال معاي .. 

مشى علي الشهود الاتنين .. قعد معاهم وطلع ليهم بطاقتو وزميلو طلع بطاقتو .. 

قال ليهم : معاكم افراد جهاز الامن .. انتو جايين لشهادة صح؟ ونحن عارفين ومتابعينكم .. لغاية الآن عندكم فرصة النجاة .. لكن لو شهدتو في القضية دي بالزور .. ماتلومونا طبعا"..

 الامين كان بعيد مع المحامي ماسامع .. 

واحد من الشهود .. 

قال ليهو :  والله يا جنابو .. الزول ده حلف لينا .. ونحن صدقناهو .. 

قال ليهو :  امكن حلف بالكضب وكيف انت تشهد وتخت يدك في المصحف وانت ماشفت حاجة؟ .. 

قال ليهو : والله كلامك صح .. قوم ياعباس ارح ..  لي رفيقو التاني .. يازول نحن مافاضين لي جرجرة .. 

معتصم قال ليهو : اسمع الزول ده اتفق معاكم بي كم ؟ قال ليهو :  الاتنين 400 .. كل واحد ميتين .. لكن والله لا استلمنا منو ولابنستلم بعد كدي .. نحن ماشين ..

معتصم قال ليهو : ماشين وين ؟؟ لو مشيتو يادوب وقعتو معانا في المشاكل .. لازم تدخلو الجلسة وتقولو الحقيقة .. تقولو للقاضي الزول ده اتفق معانا نقول كدا .. وح يدفع لينا 400 ..

ونحن ماشفنا حاجة لكن صدقناهو .. وجينا نشهد على كدا ..

قال ليهو : حاضر ياجنابو .. 

نادى المعلن بالجلسة ودخلو كلهم .. والقاضي سمح للمحامي انو يتكلم ..

 المحامي قال : يامولانا موكلي سلم المرحوم الخير يوسف مبلغ 15 الف .. يوم كدا .. وكان بسدد فيها بالشهر .. 

ولمن اتوفى الخير قبل شهر .. مشى موكلي يطالب بحقوقو .. الباقية 11 الف  رفضو وبقو يماطلو .. 

القاضي قال ليهو :  ده ولد المرحوم الكبير ؟ 

يوسف قال ليهو : نعم يامولانا ..

 القاضي قال : شكلو الولد طالب .. معناها  الاسرة مافيها مصدر دخل .. والاتوفى هو العائل الوحيد .. انت كان تصبر شوية شهرين تلاتة .. وتسمح ليهم يسددو ليك زي الخير .. 

كدي اديني وصل الامانة ؟ بتاعة الديون .. 

قال ليهو : مامعاي وصل امانة ..

 قال ليهو : كيف تطالب ناس قروش شالا منك متوفى بدون اثبات ؟ 

قال ليهو : يامولانا معاي شهود .. شافوني لمن سلمت الخير القروش .. القاضي استوجب الشهود ..

 الشاهد الاول قال : والله الزول ده نحن ماشفناهو سلم الخير لكن هو طلب مننا الشهادة ونحن صدقناهو .. 

قال ليهو : وهسي انتو جايين تشهدو بي شي ماشفتوهو؟ قال ليهو : نعم يامولانا ..

 القاضي قال ليهو : انا شايفك قبل كدا .. انت جيت لي قضية قبل كدا ..

 قال ليهو : ماحصل .. اول مرة اجي هنا .. 

القاضي قال ليهو : مستحيل .. انا الزول البشوفو قدامي تاني مابنساهو وغالب ظني انك جيت شاهد في قضية مالية برضو .. 

عباس قال ليهو :  يامولانا ممكن اتكلم انا ..

 قال ليهو : قول ..

 قال ليهو :  الحقيقة الزول ده اتفق معانا بقروش .. انو نشهد ليهو ونحن قبلنا لكن هسي عايزين نبرئ ذمتنا .. ونقول الحقيقة .. 

القاضي خت القلم وبقى يعاين لي الامين معاينة حقارة شديد خلاص ..

وقال لي : الامين لو سمحته اطلع من قدامي .. انا المفروض اسدك في الحراصة ..لانك انسان مضلل .. ماعندك اي حق عند الناس ديل وتاني لو سمعت انك طالبتهم بي قرش .. بسجنك والله ..

 وشال الملف بتاع القضية جدعو بالجنبة كدا .. 

ومعتصم وزميلو قاعدين في المحكمة يسمعو ويتبسمو ..

بس جدو ما كان مبسوط بالكلام ده .. وحس بانو الامين انظلم وفقد حقو ..

 قام جدو قال لي القاضي : انا ولد المرحوم ممكن اتكلم .. 

قال ليهو : اتكلم .. 

قال ليهو :  الحقيقة يا مولانا .. نحن عارفين انو ابوي كان عندو تعامل مع الامين .. ومصدقين انو عايز منو قروش .. بس نحن طلبنا منو المهلة .. وما كذبناهو .. 

القاضي قال ليهو : بعد كدا يا ابني المفروض تكون تسوية ودية بينكم .. مافي داعي  الزول يضلل العدالة بشهود زور 

القضية البعدها لو سمحت .. 

انتهى ..

بعد طلعو برة ..

 معتصم قال للامين : شفت يا الامين الناس الضمايرها حية؟ شفت كيف يوسف الخير اثبت ليك حقك بعد ماضاع؟ حقو تتعلم الاخلاق .. ويكون عندك قلب فيهو خير .. 

الامين  عاين لي جدو كدا وقال ليهو : فعلا" انت ود الخير . وموقفك عجبني .. والدايرنو بسويهو معاكم .. 

قال ليهو :  انا من الاول قلت ليك كدا .. نحن حقك ماعايزنو .. بس طلبنا منك تراعي للظروف الحاصلة .. وانا ان شاء الله ناوي اسدد ليك زي الكأنو ابوي حي .. بس انت شيل الصبر .. 

جدو مشى البيت فرحان ومرتاح نفسيا" .. وحكى لامو الحاصل ..

 قالت ليهو : معتصم ان شاء الله ربي يقوي يمينو ويرفع قدرو .. وقف معاك وقفة رجال يا جدو .. الناس ديل ماتقصر فيهم .. 

قال ليها : والله ابدا" ما قصر .. 

قالت ليهو :  والله ياجدو انت لو ما اتصرفت كدا تكون ماولدي .. ماشاء الله عليك فرحتني .. عشان الامين يتعلم .. يكون عندو ضمير .. 

المهم  ياجدو هسي في تسعمية وخمسين معاي .. الحمد لله والحال مستور باكر بعد باكر نتمو مليون ونضرب ليهو يجي يشيلو .. 

وفعلا" قد كان بعد يومين .. 

ضرب للامين وقال ليهو : تعال غاشينا عشان نديك جزؤ من القروش .. 

المساء طوالي جا دق الباب .. وجدو طلع ليهو برة لقى معاهو نفس المراة الكبيرة .. شكلها امه ولا قريبتو لانو كم مرة بتجي راكبة معاهو .. وجدو سلمو المليون .. وكدا فضلت ليهو عشرة .. والامور كانت ماشة في امن وامان .. غير التعب والارهاق الحاسة بيهو ستو .. 

يوميا" تعوس ليها زير بتاع كسرة .. وهي حامل .. يعني يومها كله بتلقاها مقابلة النار .. 

والحكاية دي طبعا" مضايقة الولد ضيق شديد .. وماقبلان نهائي بالحكاية وحاسي بالذنب .. 

اها يوم من الايام الحبشية جابت نص الكسرة راجعة .. 

قالت ليها :  اولاد دكانات .. قالو في مراة جابت كسرة احسن .. وقروشو بسيط ..

قالت ليها :  اصلا" الناس ديل كدي .. من يلقو ليهم زول مترزق من حاجة .. لازم يعملو ليهو ضيق ومزاباة .. لكن الله غالب .. 

ومن اليوم داك الكسرة ماشة في نقصان .. وبقت تعوس تلت الكان بتعوسو زمان .. لكن برضو زبائنها الكانو معاها اول مصرين على نوع الكسرة بتاع ستو .. 

وبقى مافي اي وفر عشان قروش الامين .. والحال ماشي لاسوأ ..

يوم جدو لبس وطلع الصباح .. مشى شارع الوادي .. في ناس بعرفهم هناك .. اصحابو اتنين اخوان ..ماشي يسألهم من اي شغلانة يشتغلا ..

واحد فيهم قال ليهو انت موش العيد الفات جيناك لقيناك بتحلق لاولاد الحلة ياجدو؟؟

 قال ليهم :  والله انا كل عيد بحلق لاولاد الحلة ومجاني .. قالو ليهو :  يعني بتعرف تحلق صاح؟ 

قال ليهم :  ايوة بعرف احلق لكن ما محترف يعني ..

قالو ليهو :  في زول داير ليهو حلاق معاهو في صالونو تعال نمشي ليهو .. مشو ودوهو لواحد اسمو قسم .. 

قالو ليهو : جبنا ليك حلاق درجة اولى .. محترف ..

قال ليهو :  انزل طوالي الزباين قاعدين وانا براي .. والحبش بقو يتعززو ويغلو في سعرهم .. ابدا وبعدين نتفق

 جدو قال لي : في نفسو ..  المهم يكون انا شغل زي ده..  تاني مابفكو بي اخوي واخوك .. على الاقل اطلع لي حاجة اساعد بيها الوالدة .. من التعب والشقا الهي فيهو ده .. 

جدو كانت حلاقتو عادية يعني..  اقل من مستويات ناس الصوالين المحترفين .. لكن قسم اصلا ما اتكلم معاهو..  وماقال ليهو كدا ولا كدا .. لانو اصحاب جدو برمجوهو عصبيا انو جدو عملاق في الحلاقة .. 

وفي اليوم الاول ده حلق ليهو لي 12 نفر .. ورجع البيت الساعة واحدة بالليل .. وشايل قروش لابأس بها .. 

اتفق مع قسم اتفاق مرضي جدا وهو 25 في المية .. من اصل عمله هو .. هي بسيطة عليهو لكن هو اتقبل الكلام .. 

لمن وصل امو شايل ليه خمسة وسبعين جنيه .. اول مرة في حياة جدو يشتغل ويجيب قروش .. كان فرحان شديد .. 

اول من دقة الباب ..لقى امو صاحية ..

 قالت ليهو :  جدو؟ 

ده شنو ياولد ؟؟ ماقطعت قلبي .. تلفونك مقفول ليه .. وما اتصلت قلت لي انا وين .. انت ماعارف انا قلبي بقى خايف من يوم ابوك واختك مرقو وتاني مارجعو .. انا بقيت خايفة ياولدي..  وقلبي ده اصلو ما مطمن .. خوفتني خوف شديد ياجدو .. 

قال ليها : اسف والله يا امي .. انتي عارفة تلفوني مخستك وبطاريتو مابتمسك كهربا .. 

وانا الليلة لقيت لي شغل الحمد لله .. وكسبت قروش .. هاك امسكي دي اول بركة يا ست الحريم ..

 قالت ليهو : والله شغلك نحن محتاجين ليهو ياجدو .. مافي كلام..  لكن انا خايفاك تضوق طعم القروش وتقوم تخلي قرايتك .. 

قال ليها : ان شاء الله مايحصل الا الخير..  موش انتي بتقولي كدا ؟ 

وامو شالت القروش ..  وقالت ليهو : على بركة الله ربنا يوفقك .. بس توعدني اول مانخلص من الدين ترجع لدراستك .. نحن بي موية بناكلها ..

 قوم انا مجهزة ليك العشاء اتعشى ونام .. وباكر الصباح بدري طلع .. 

وبقى يطلع الصباح يمشي شارع الوادي يجي انصاص الليالي وماقادر ينوم من طول الوقفة بتاعة الحلاقة .. 

واستمر بالحالة دي امكن عشرة يوم .. ارهاق عجيب .. لغاية يوم اصبح الصباح محموم ومصدع وبطنو طامة وماقدر يمشي الشغل .. واتصل على قسم بتاع الصالون.. اعتذر قال ليهو : انا عيان لكن بكرة ان شاء الله معاك .. وسبحان الله الحكاية بتاعة المرض لي حكمة يعلمها الله .. 

زي الضهرية كدا لقا نفسو بقة كويس وقام داير يصلي .. سمع الباب دق .. طلع لقى في الباب راجل في نهاية الاربعين .. رفع معاهو الفاتحة .. وكان الراجل متأثر جدا" .. وجدو دخلو جوة واكرمو ..

 امو سألته قالت ليهو : ده منو؟

 قال ليها : والله مابعرفو لكن شكلو صاحب ابوي .. لانو متأثر شديد ..

 قالت ليهو : ماتنسى تتعرف عليهو .. ناس الواجب ديل لازم تعرفهم .. عشان بعدين في اي مناسبة فرح ولا كره تمشي ليهو .. وتسد مكان ابوك .. 

قال ليها : ابشري يا امي .. 

مشى قعد مع الضيف شوية .. والضيف بدا يتكلم ..

 قال ليهو :  انا اسمي صديق السيد .. واصلا" من بلدكم هناك .. حلة قريبة لي حلة ناس ابوك .. وانا صاحب ابوك شديد .. وسمعت بالوفاة دي انا شغال في مناطق التعدين .. وجيت طوالي والله .. عشان اقدم واجب العزاء .. كيف الوالدة ان شاء الله صحتها طيبة ؟ 

 قال ليهو : والله طيبة الحمد لله .. واختك اسمها منو هي؟ قال ليهو :  اسمها ملكة وطبعا" هي كانت مع الوالد في الحادث؟ لكن الحمد لله ربنا نجاها كانت راقدة كل الفترة دي لكن هسي الحمد لله اتحسنت كتير .. 

قال ليهو :  وظروفكم كيف والقائم على اموركم منو ؟ انا طبعا" عارف اهلك واقرباء ابوك..  مافي زول بشتغل بالتاني .. هسي يكونو من يوم الوفاة .. مافي زول جاء سأل منكم .. 

جدو قال ليهو : والله صدقت غايتو ماكلين نارنا ..  الحمد لله والامور مستورة .. 

قال ليهو : انت شغال ولا بتقرا ؟

 قال ليهو :  والله كنت بقرا في جامعة السودان .. لكن هسي جمدت السنة عشان الظروف تتعدا  شوية .. وبرجع تاني .. هسي الحمد لله لي كم يوم اشتغلت في صالون حلاقة ..

 قال ليهو : ان شاء الله بالتوفيق .. انا بديك تلفوني وبشيل تلفونك لو احتجت لاي حاجة ماتتردد تضرب لي .. وبلغ الوالدة التعازي الحارة .. وقوليها بسلم عليك صديق ود السيد .. 

وودعو والراجل طلع ..لمن جدو رجع وكلم امو .. 

قال ليها : الزول ده قال اسمو صديق ود السيد .. 

ستو اتخلعت لامن الكوز وقع من يدها .. ونططت عيونها كدا وقالت ليهو : منو؟ صديق ود السيد انت متأكد؟ 

قال لي :  ايوة قال كدا ؟ ده منو يا امي ومالو؟

 قالت ليهو : لالا مافي حاجة ده صاحب ابوك فعلا" .. 

بس ماحصل من انا اتزوجت جانا هنا .. الجابو لينا شنو؟ ناس ماتجي الا للموت سبحان الله .. 

قال ليها : يا امي الراجل ده طيب طيبة .. كلامو ده كلام بي وزن وفهم .. 

ستو قعدت في السرير وبقت ترجف وارتبكت ارتباك غريب .

وبقت تسرح يمين وشمال .. وجدو ما خاتي ليها بالو .. وطبعا" لغاية اللحظة دي ماعرف انو الراجل ده هو الانسان الاول الاتعلقت بيهو ستو  في حياتها وهي عمرها 16 سنة  لكن القسمة كان لها قول اخر .....


                البارت السابع من هنا 

   لقراءة جميع حلقات القصه من هنا

تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة