
رواية أسير عينيها
الفصل الثاني والثلاثون 32 والثالث والثلاثون 33 الجزء الثاني
بقلم دينا جمال
وقفت سيارته امام ذلك المنزل ليهبط منها بخفة، متجها إلى البوابة حياه الحرس باحترام، ليصطحبه أحدهم إلى الداخل، جلس في غرفة الصالون بضع دقائق ليجد ذلك الرجل مقبل عليه يبتسم له بود
قام احتراما له يصافحه بحرارة: سراج باشا حمد لله على السلامة
سراج مبتسما: الله يسلمك، ايه يا ابني الغيبة الطويلة دي فينك
اختفت الابتسامة من على وجهه يهتف بجد: ما هو دا اللي أنا عايزك فيه يا باشا
سراج: طب اقعد، تشرب ايه.
هز رأسه نفيا بهدوء: لا ولا حاجة، أنا عايز بس حضرتك تسمعني وتصدقني
هز سراج رأسه إيجابا بهدوء، ليبدأ خالد يقص عليه ما حدث له طوال المدة الماضية، تغيرت تعابير وجهه سراج إلى الحدة ليهتف بانفعال: ليلتك سودا يا رفعت هو فاكر نفسه مين عشان يوفقك عن العمل، هو فاكر نفسه شغال في سوق، ليهتف بذهول: أنا مش مصدق عمل كل دا عشان تتجوز بنته دا ايه الغل دا والمصيبة أنه أخو والدتك.
هتف بهدوء: أنا عارف يا باشا أنك مش هترضي بالظلم، عشان كدة جتلك
هتف سراج بحزم: ما تقلقش يا خالد دا لولا ان خدت الرصاصة عني آخر مرة يا كان زماني ميت، جه وقت اني اردلك جميلك
هتف بهدوء: ما تقولش كدة يا باشا أنا كنت بأدي واجبي
ابتسم سراج بفخر: دا المنتظر منك يا فهد، مش عايزك تقلق بكرة كل حاجة هتنتهي
ابتسم بامتنان: متشكر يا باشا.
قام وودعه وعاد إلى منزله فقط تبقي بعض البهارات وتنتهي الطبخة، قابل مايا في طريقه لغرفته ليجدها تهمس بدلال: رايح فين يا بيبي الأوضة من هنا
التفت لها مبتسما بخبث: معلش يا حبيبتي أنا النهاردة هبات عند لينا، بس أوعدك بكرة محضرلك مفاجأة حلوة اوووووي
ابتسمت بسعادة تصرخ بحماس: بجد مفاجأة ايه
ربط على وجنتها يهمس بتوعد: بكرة يا حبيبتي، بكرة.
تركها متجها إلى غرفته فتح الباب بهدوء ليجدها جالسة على الفراش تقرأ في احد الكتب، تقدم ناحيتها بهدوء يختطف الكتاب من يدها يهتف بمرح: عموو جه
بقيت تعابيرها هادئة خاوية لم تتغير، جلس بجانبها على الفراش يهمس بتعجب: انتي لسه زعلانة دا الموضوع عدي عليه ساعتين وربع يا شيخة دا انتي قلبك اسود أوي
اشاحت بوجهها بعيدا عنه تهتف ببرود: أنت ايه اللي جابك هنا
رفع كتفيه بتعجب يهتف: اومال اروح فين يعني!
ابتسمت ساخرة: روح للست مايا ما انت كنت بايت عندها اليومين اللي فاتوا
زم شفتيه بضيق يهتف ببرود: لينا انتي غلطتي و...
التفت ناحيته تقاطعه ساخرة: وكان لازم تتعاقبي، صرخت بألم: بطل بقي طريقتك دي أنا مش عيلة صغيرة كل ما اغلط تعاقبني، انا خلاص ما بقتش قادرة استحمل، انت بتموت حبك في قلبي يا خالد، أنا بقيت بخاف منك أكتر ما بحبك، تعبت يا خالد والله العظيم تعبت صدقني مش هقدر استحمل اكتر من كدة، إنت ليه بتستغل اني بحبك وما اقدرش اعيش من غيرك في انك تدوس عليا وتجرحني اكتر، انا اتعذبت كتير قبل ما ارجعلك يوم ما رجعتلك اني خلاص رجعت لاماني وسعادتي، بس كنت غلطانة أنا رجعت لألم وعذاب جديد، اخفت وجهها بين كفيها تجهش في بكاء مرير.
وضع رأسها على صدره يغوص بيده بين ثنايا شعرها برفق يهمس بحنان؛ هششش، اهدي يا بت بقي بطلي قواق، تشبثت في قميصه بقوة تبكي بعنف تهمس بصوت مبحوح من البكاء: حرام عليك انت عارف ان ماليش في الدنيا غيرك، بابا ما بيسألش عني وعايز بس يبعدنا عن بعض، وأنا ما اقدرش اعيش من غيرك.
ابتسم بحزن يهز رأسه إيجابا بشرود همس: انتي ما تعرفيش حاجة، أنا عايش في خوف كل لحظة، الاول خوف من اني ما القكيش ولما لقيتك بقي خوف من اني ما اعرفش ارجعك لحضني، خايف من الموت ليبعدني عنك، أنا بخاف عليكي من عيون الناس يا لينا خايف لياخدكي، أنا بقوم من النوم كل يوم بدل المرة عشرة عشان اتأكد بس انك نايمة جنبي، انتي ما تعرفيش انتي بإشارة واحدة منك تقدري تعملي فيا ايه، معلش عايز اسألك سؤال، انتي عارفة أن أنا دايما خايف عليكي وعايز مصلحتك صح.
هزت رأسها ايجابا بهدوء ليكمل: ومع ذلك عندية وما بتسمعيش الكلام، والله أنا عمري ما هأذيكي لو قولتي حاضر لو سمعتي الكلام من غير عند
همست بقلق: بس إنت كدة بتحمي شخصيتي، زي ما علي عايز يعمل مع لبنى
ابتسم بمرح مقررا انهاء ذلك الموضوع: الله يحرق علي، على لبنى اهم الاتنين اتصالحوا وبقوا سمنة على عسل واحنا اللي لبسنا فيها
فكي بقي التكشيرة دي، صحيح مش عايزة تعرفي ايه اللي ورا ضهري.
هزت رأسها نفيا تهتف بكبرياء: لاء مش عايزة
ابتسم بمكر: خلاص انتي حرة هروح اديها لمايا
تحرك حركة واحدة ليجدها تجذبه من ياقة بقوة نظر لها مبتسما بخبث: انتي قد المسكة دي!
ابتسمت بتوتر تهز رأسها ايجابا: طبعا كنت بتقول ايه بقي هتروح تديها لمايا، أنا بقي هناديلك الرجالة يقوموا معاك بالواجب
قطب جبينه باستفهام: رجالة مين
مطت شفتيها تهتف تلقائيا: ما اعرفش أنا بسمعها كدة في الأفلام.
ضحك بمرح ليهتف سريعا: طب استني اندمج في الدور، ضم دفتي قميصه لصدره يهتف بذعر مصطنع: لا يا هانم احب على يدك دا أنا اهلي صعايدة يقطعوني، استري عليا ربنا يستر على شبابكوا
اتسعت عينيها تنظر له بدهشة للحظات لتنفجر في الضحك دقائق طويلة تضحك دون توقف وهو ينظر لها بعشق كعادته همس بحنان: عارفة يا لينا لما بكون السبب في ضحكتك بحس اني عملت حاجة عظيمة اوي.
ابتسمت بخجل، ليخرج ما خلف ظهره يعطيه لها صفقت بحماس: الله شوكولاتة دا أنا بحبها اوي
قطب جبينه بضيق؛ بتحبيها اكتر مني
هزت رأسها ايجابا: ايوة طبعا إنت مش شوكولاتة
هتف باشمئزاز: واطية دا أنا لو كنت ربيت كلب كان طمر فيه
ابتسمت ساخرة: دا على أساس أنك أكبر مني بعشرين سنة يا جدو دول هما يا دوب خمس سنين، وبعدين هي دي المفاجأة الفظيعة إلى هتنسيني الزعل
قرص اذنها بضيق: لا يا لمضة المفاجأة محضرهالك بكرة.
في صباح اليوم التالي كان جالسا في مكتبه حينما دق يوسف الباب يهتف سريعا: عرفت آخر الاخبار سراج باشا هنا ومعاه لجنة من الوزارة ورفعت بقي برا
ابتسم برضا يهز رأسه إيجابا: قولتله بلاش أنت مش قدي ما سمعش كلامي خليه يشرب بقي
يوسف ضاحكا: دمااااغ
انفتح الباب فجاءة بعنف ليدخل رفعت يصيح بغل: انت السبب في اللي حصل مش كدة.
انثني جانب فمه بابتسامة ساخرة: حلفت يوم كتب كتابي على بنتك اني ادفعك أنت وبنتك التمن غالي على إلى عملتوه فيا وفي مراتي بس ايه رأيك معلم انا مش كدة، ولسه دي المفاجأة الأولي لسه اللي جاي احلي على رأي عمرو دياب، اااه صحيح مرة تانية ما تدخلش مكتبي بالطريقة دي يا سيادة اللواء سابقا، اتفضل بقي من غير مطرود عشان ورايا شغل
ابتسم رفعت بتوعد: ماشي يا خالد أنا وانت والزمن طويل...
ابتسم خالد له ابتسامة صفراء مستفزة
ليخرج رفعت من المكتب سريعا صافعا الباب خلفه بغيظ
ابتسم خالد ليوسف بخبث: بقولك ايه انا هخلع عندي مشوار ضروري جداااا ما تكلمنيش الا في الضرورة
يوسف غامزا: أيوة يا عم
خرج خالد من عمله متجها إلى سيارته ذهب اولا إلى ذلك المكان ثم ذهب إلى منزل رفعت.
فتحت الخادمة له الباب ليدخل للمنزل ترتسم ابتسامة انتصار سعيدة على شفتيه، وجد رفعت يجلس على احد المقاعد ينظر للفراغ بحزن، حمحم باستفزاز، نظر رفعت ناحيته بغضب يصرخ: انت ايه اللي جايبك هنا، امشي اطلع برة
جلس على احد المقاعد واضعا قدما فوق اخري يبتسم بانتصار: تؤتؤتؤ، كدة يا حمايا بتطردني من بيتي، صحيح هو أنا ما قولتلكش مش مايا مراتي حبيبتي اتنزلتي عن كل فلوسها.
ضحك رفعت بخبث: العب غيرها يا ابن السويسي مايا متنزلالي عن كل حاجة وادي نسخة من العقد، أخرجها رفعت من جيبه يلقيها على خالد، فتح خالد الورقة ليضحك ساخرا: ضحكت عليك يا خالي معلش
قام خالد متجها ناحية الظابط الذي يقف خلفه، اخرج من جيبه نسخة من عقد تنازل آخر يريها للظابط: شايف تاريخ التنازل، سابق تاريخه بشهر كامل ازاي بقي اتنزلته بعد ما اتنزلتلي زي ما قولتلك يا حضرة حاولت اخرجه بالذوق بس مش راضي.
هتف الظابط: رفعت باشا يا ريت حضرتك بهدوء تفضي البيت في خلال ساعة زمن، بموجب التنازل الرسمي اللي بنتك عملته لخالد باشا، هي اتنازلته عن كل حاجة بتاريخ سابق لتاريخ التنازل بتاعك، كدة يعتبر التنازل بتاعك لاغي
صرخ رفعت بغضب: أنت بتقول ايه أنا مستحيل اخرج من هنا
الظابط: رفعت باشا ارجوك ما تضطرناش نستخدم القوة معاك، اتفضل حضرتك بهدوء.
عاد خالد يجلس على ذلك الكرسي مرة اخري، ينظر لساعة يده يهتف ببرود: بسرعة عشان مستعجل
حدقه رفعت بنظرات غاضبة مشتعلة، صعد إلى غرفته يتصل بذلك الرقم سريعا
رفعت صارخا بحدة: شوفت خالد عمل ايه يا جاسم
رد الاخير بهدوء: عمل ايه!
قص عليه رفعت ما حدث كاملا ليهتف جاسم ببرود: طب وأنت عايزني اعملك ايه يعني، أنا قولتلك مع نفسك، اللي يقع مالوش دعوة بالتاني
هتف بصدمة؛ يعني ايه يا جاسم أنت بتبعني.
جاسم ضاحكا: ببيعك يا راجل، دا انت بعت ابن اختك اللي من دمك عايزني أنا اشتريك
روح يا رفعت شوف هتتصرف ازاي في المصيبة دي وما تتصلش بيا تاني
اغلق جاسم الخط في وجهه رفعت ليتهاوي الاخير على فراشه ينظر امامه بصدمة، خسر كل شئ بغمضة عين، اتسعت عينيه حينما طرقت تلك الفكرة رأسه، ليضب ملابسه سريعا.
في الاسفل يجلس خالد يعبث في هاتفه بملل حينما نزل رفعت يجر حقيبته خلفه، ابتسم بانتصار يهتف بشماتة: معلش بقي يا خالي ما هي لو دامتلك ما كانتش جاتلي
ضحك رفعت بخبث: ما تفرحش اوي كدة، لسه انت قطعت ديل الحية يا خالد
لسه الرأس مستنياك عشان تخلص منك بنفخة واحدة
ضحك ساخرا يهتف بثقة: دمك خفيف، وماله وأنا مستنيها.
ابتسم رفعت بانتصار: ما تنساش أنك كاتب مؤخر صداق لمايا 20 مليون دولار، يعني أنا هاخد كل اللي حيلتك وأدخلك بالباقي السجن
صفع جبينه براحة يده يهتف بضيق: أنا مش عارف الواحد بقي بينسي كتير ليه كدة، اخرج تلك الورقة من جيبه يعطيها له، فتحها رفعت لتسخص عينيه بفزع همس بثقل: مستحيل، مش ممكن.
دس يديه في جيبي بنطاله مبتسما بسعادة: لاء ممكن، مايا بنوتك حبيتك برتني من المؤخر والنفقة وكل حاجة، آه صحيح بنتك طالق بالثلاثة، اقترب منه يهمس بانتصار: شايف اخرتها يا رفعت، شايف آخره قذارتك أنا عمري ما اذيتك، بس مش أنا اللي اسيب حقي وحق مراتي اللي مالهاش اي ذنب في اللي بيحصل، صدقني اللي حصلك دا ما يسعدنيش أنت مهما كنت هتفضل خالي، اللي في يوم كنت بعزه زي والدي، سلام يا خالي.
خرج من منزل رفعت متجها إلى منزله، ليبعد تلك الحية عن منزله، فوجد صغيرته مازالت في غرفتها
هتف بابتسامة سعيدة: حبيبي تعبان ولا ايه
كانت تشعر ببعض الصداع همست بابتسامة صغيرة: شوية
خالد: يا خبر، طب تعالي وانا عندي مفاجأة هتخليكي كويسة جدا
لينا مبتسمة: ايه هي
قرص انفها باصبعيه برفق: تعالي معايا وهتعرفي.
اخذ يدها وخرج من غرفتها متجها لغرفة مايا ودق الباب ودخل لتهب أمامه تصرخ بغضب: انت السبب، انت ازاي تعمل في بابا كدة
ضحك ساخرا: عشان يتعلم ما يتحداش خالد السويسي
صرخت بغيظ: انت شيطان!
خالد ضاحكا بسخرية: وانتي وابوكوا ملايكة مش كدة
ابتسمت مايا بشر تنظر للينا: عليا وعلي أعدائي صحيح يا خالد أنت ما قولتلهاش على العملية إلى اتعملتلها وهي مش عارفة
قطبت حاحبيها تسأله: عملية، عملية ايه يا خالد.
مايا بشر: عملية است...
قاطعها خالد عندما صفعها بقوة يصرخ بغضب
: اخرسي، لمي هدومك ومش عايز اشوفك هنا تاني انتي طالق بالتلاتة، خرج وجذب يد لينا لتخرج خلفه يسمعها تصرخ من خلفه بغل: هنتقم منك يا خالد، ما بقاش مايا لو ما انتقمتش منك
ادخل لينا غرفتها واوصد عليها الباب من الخارج، خائف لان تذهب لمايا وتسألها، او تذهب مايا اليها لتخبرها.
اخيرا انتهي من كابوس تلك مايا ورفعت ولكن تلك اللعينة فتحت كابوسا آخر قبل ان ترحل لن يتحمل ما سيحدث لصغيرته عند معرفتها ما حدث
ظل في مكتبه حتى انتصف الليل لا يملك الشجاعة لمواجهتها خوفا عليها
دعي ربه ان تكون قد نامت حينما يصعد، ماذا سيقول عذرا حبيبتي انتي لن...
ماذا سيقول ربي اعني على ما سيحدث
صعد إلى غرفته بخطوات بطيئة متهالكة يأخر نفسه علها تكون قد خلدت للنوم.
فتح باب غرفته بهدوء يبحث عنها بعينيه لم يجدها بالفراش
ولكنه سمع صوت المياه قادم من المرحاض ذهب ناحية فراش صغيرته
فوجدها نائمة بهدوء ملائكي
قبل جبينها ودثرها جيدا بالغطاءذهب وبدل ملابسه واستلقي على الفراش
دقائق ووجدها تخرج من المرحاض ترتدي منامة وردية اللون بنطالها يصل إلى ركبتيها وسترتها بربع كم، عليها رسومات كرتونية
ابتسم بهدوء: ايه إلى مصحيكي لحد دلوقتي.
جلست أمامه على الفراش: مستنياك، أنت اتأخرت ليه، وليه قفلت عليا الباب بالمفتاح
ابتسم بارتباك: عشان مايا ما تضايقكيش بكلامها السخيف
فلاحظت لاول مرة ان خالد يهرب بنظرات عينيه بعيدا عنها
سألته بكل بساطة: عملية ايه يا خالد
سؤال مباشر يريد إجابة مباشرة فقط لا غير ولكن هل يقدر على نطق تلك الإجابة
هل سيخبرها انه وافق على تلك العملية
انها لن...
هتفت بضيق: خالد، يا خالد رد عليا عملية ايه اللي مايا كانت بتقول عليها
ضحك ضحكات صغيرة متقطعة متوترة: انتي صدقتي، دي بتقول اي كلام عشان تضايقك
هزت رأسها نفيا بعنف: لاء يا خالد، عينيك إلى بتهرب من عنيا بتقول ان كلامها صح ضربك ليها بالقلم عشان ما تكملش كلامها بتقول ان كلامها صح، خالد انا من حقي اعرف ايه إلى حصلي.
لا مفر من أن يخبرها إلى متي سيأجل قد حانت تلك اللحظة التي طالما هرب منها اشار لها بيديه لتقترب منه ضمها لصدره يربت على ظهرها برفق يهمس بحنان: لوليتا قبل اي حاجة انتي بنتي وحبيبتي وروحي، انا مستحيل مهما يحصل اقدر ابعد عنك حتى لو انتي طلبتي دا
حاولت الابتعاد عنه ليشدد على عناقها يهمس بألم: خليكي مش هقدر ابص فى عنيكي
اغمض عينيه واخذ نفس عميق يهمس بتردد: لينا، انتي، انتي، انتي كنتي حامل وسقطتي.
شعر بانتفاضة جسدها بقوة بين ذراعيه ليربط على ظهرها بحنان: حبيبتي، قدر الله وما شاء فعل، الاعمار بيد الله
همست بصوت مبحوح باكي: مات، طب ليه
خالد بحنان: هشششششش، حبيبتي دا قضاء ربنا ما ينفعش نعترض صح ولا لاء
هزت رأسها إيجابا تبكي وتشهق في البكاء وهو يسرح شعرها يربط على ظهرها يهدهدها كطفلة صغيرة: الحمد لله يا حبيبتي، قولي ورايا الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.
همست بصوت مختنق باكي: الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه
خالد بحنان: شطورة يا حبيبتي، لازم تبقي عارفة ان ربنا لما بيحب حد بيبتليه ويشوفه هيصبر على الابتلاء دا ولا لاء، عشان يجازيه خير وحسنات كتير والجنة إلى مفيهاش حزن ولا دموع ولا خوف، سعادة وبس
اغمض عينيه يلتقط نفسه ليردف بصوت هادئ
خالد: بصي يا حبيبتي، انتي اغلي حاجة عندي.
وانهم لو خيروني بين روحي وبينك هختارك انتي من غير تردد، عارفة كمان ربنا رزقنا بهدية جميلة اوي، ملاك صغيرة شبهكك تكمل سعادتنا وبعدين انا مش عايز اطفال تاني كفاية لوليتا ولا ايه
همس بتعجب: ليه بتقول كدة
همس باضطراب: بصي يا لوليتا انتي كدة كدة هتعرفي، بس لازم تعرفي حاجه مهمة، ان حبي ليكي مش هيقل درجة واحدة مهما حصل
لينا بقلق: في ايه يا خالد قلقتني.
خالد: لينا، انتي جالك نزيف حاد لما وصلنا لندن فالدكاترة اضطروا انهم..
كونها طبيبة تعلم الجملة التالية
ولكنها ترجوه ان يكون غير صحيح ارجوك فالتسقط النظريات الطبية كلها لا هذا غير صحيح هتفت بصدمة: مش صح قولي أنه مش صح
همس بألم: أنا آسف، كنتي هتموتي لو ما عملوش كدة
صرخت بنحيب: وكدة انا متش
هتف بجد: لاء يا لينا، انتي دلوقتي كويسة وبعدين احنا عندنا بنت، ربنا ما حرمناش من الأطفال.
بكت بحرقة كالاطفال: ليييه انا عمري ما اذيت حد، ليه يا خالد بيحصلي كدة ليه، هو أنا وحشة اوي كدة والله أنا عمري ما اذيت ولا ظلمت حد دا أنا بحب كل الناس ما بحبش اشوف حد بيتوجع حتى لو الحد دا بيكرهني وبيتمني موتي ليه بس
خالد بحنان: احنا قولنا ايه، الحمد لله، الحمد لله على كل حال يا حبيبتي
لينا باكية: انتي مش هتسبني
خالد: عمري، الحاجة الوحيده إلى ممكن تبعدني عنك هي الموت.
ابتعدت عنه ليري نظره الانكسار وسيول الدموع المتفجرة في عينيها
قامت من على الفراش متجهه إلى باب الغرفة
خالد: رايحة فين
لينا: ارجوك يا خالد انا عايزة ابقي لوحدي شوية
تركته ونزلت إلى الحديقة جلست على ارجوحتها تفكر ورغما عنها تهبط دموعها بغزارة من عينيها
هل سيتركها، فهي اصبحت في نظر الجميع شبه انثي، ناقصة، غير كاملة، بالتأكيد سيرغب في أن ينجب مرة اخري، سيرغب في امرأة كاملة تعطيه اطفالا، ليخلد اسمه.
هزت رأسها نفيا بخوف، لا لا لا لن يتركها تعلم كم يحبها، نعم هو يعشقها ولكن ولكن...
قاطع استرسال افكارها عندما شعرت ان الارجوحة تهتز برفق لينا باكية: عايزة ابقي لوحدي
خالد بحنان: تمام، أنا هخليني معاكي وانتي لوحدك
لينا باكية: خالد لو سمحت
توقفت الارجوحة، وجدته يلف ثم جلس على ركبتيه امامها، رفع كف يدها وقبل باطنه بحنان
خالد: ايه لازمتها الدموع دي
نظرت له نظرات منكسرة حزينة
لينا باكية: أنا...
وضع إصبعه على شفتيها برفق
خالد: هششششش، انتي حبيبتي وروحي وعمري، أوعي تكوني فاكرة إلى حصل دا هيغير حاجة انا عشقي ليكي مالوش حدود، ثم بدأت بالغناء بصوت دافئ حنون
أنا عشقي ليك عشق القمر للنجمه والليل والسهر، وشوقي ليك فوق الخيال فوق إحتمال كل البشر
من يوم لقاك حلوه الحياه
بتحدى العالم كله وأنا وياك، وبقول للدنيا بحالها إن أنا بهواك
وإن إنت حبيبي وقلبي وروحي معاك قربني ليك سيبني أعيش إحساس هواك.
أتحدي بيك كل الوجود وياك أكون أو لا أكون أنا مش هعيش من غير هواك أنا قلبي عاشق للجنون
أتحدي بيك كل الوجود وياك أكون أو لا أكون أنا مش هعيش من غير هواك أنا قلبي عاشق للجنون
من يوم لقاك حلوه الحياه
خالد بصوت حنون: والله بحبك وعمري ما حبيت ولا هحب غيرك، اكمل مازحا تعالي يلا بقي في حضن عمو قليل الادب
ألقت نفسها بين ذراعيه واحاطت ظهره بيديها تضم جسده لها بقوة تستمد منه الأمان بينما هو يربت على شعرها بحنان.
هتفت بصدق: بحبك اوي اوي اوي
خالد بثقة: طب ما انا عارف
لكزته بيدها في صدره: رخم، بس بردوا بحبك
حملها بين ذراعيه برفق
ابتسم بعبث: تعالي يلا عشان عمو قليل الادب، بجيب لك شكولاتة
ارتسمت ابتسامة خجولة على شفتيها ودقات قلبها ترفرف بسعادة، فقد استطاعت كلماته ان تداوي اي خوف أو قلق في قلبها ولكن هل بالفعل داوت كلماته جرحها ام انه مجرد مسكن وسيعود الألم من جديد...تبع
رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الثالث والثلاثون
فتح باب تلك الفيلا الصغيرة، يتقدم إلى الداخل يضيئ الانوار لتستطع الاضاءة في أرجاء المكان، يهتف بهدوء: اتفضل يا بابا تعالا الفيلا دي أنا كنت اشتريتها من مدة وقفلتها هي آه صغيرة بس...
قاطعه رفعت ساخرا: بدل ما تجبني في الخرابة دي روح هات فلوسي من صاحبك.
مسح وجهه بكف يده يزفر بضيق يحاول الحفاظ على هدوئه: صاحبي دي اللي هو ابن أختك، صاحبي دا اللي حضرتك ما رعتش صلة الدم ولا القرابة ودمرتله حياته عشان خاطر فلوسك، مش عشان خاطر مايا، مايا كانت كوبري، تجوزها لخالد عشان تتنازلك عن الفلوس اللي سرقتها امها منك، الغلطة من الأول غلطتك إنت روحت اتجوزت واحدة ضحكت عليك وسرقتك، وعشان ترجع فلوسك أذيت ناس مالهمش ذنب في اي حاجة، زعلان ليه بقي كما تدين تدان.
ضحك رفعت ساخرا: والله عال يا شيخ محمد جاي تديني محاضرة في الأخلاق، اوعي تكون فاكر ان الموضوع خلص صاحبك حبايبه كتير وكلهم عايزين يخلصوا منه، وأولهم أنا، اوعي تفتكر اني هسيب فلوسي حتى لز قتلته
هز رأسه نفيا بيأس يهتف بخزي: ما فيش فايدة فيك، هيفضل الغل والغرور عامين عينيك، يت رب تفوق قبل فوات الاوان.
وضع تلك الميدلية التي بها مفتاح البيت على الطاولة التي جواره اخرج من جيبه مبلغ من المال يضعه على الطاولة يهتف بهدوء: دا مفتاح البيت، وفي واحدة هتيجي كل يوم تنضف وتشوف طلبات حضرتك، طالما حضرتك مش موافق تيجي تعيش معايا، ولو احتجت اي حاجة كلمني، آه صحيح مايا راحتلك على البيت القديم، البواب كلمني واديته عنوان البيت دا شوية وهتلاقيها جاية، عن إذنك.
تركه ورحل ليتهاوي رفعت على احد المقاعد ينظر أمامه بشرود، عينيه مظلمة من الغيظ الذي يشتعل داخله، دقايق ووجد الباب يدق، فتحه ليجد مايا تقف امامه، ليهتف ساخرا: اهلا بالهانم اللي باعت ابوها
ردت سريعا: بابا صدقني...
قاطعها يصرخ بغل: انتي تخرسي خالص أنا عملت كل دا عشان خاطرك وفي الآخر بتبعيني لابن السويسي.
ابتسمت ساخرة تهمس بألم: لا يا بابا أنت ما عملتش اي حاجة عشان خاطري إنت عملت دا عشان ارجعلك فلوسك، وانا عملت دا عشان خاطره هو عشان أنا بحبه وهو بيلعب بيا زي ما بيلعب بيك وبيلعب بالراجل اللي اسمه جاسم، كلنا لعب في ايديه
صرخ بغضب: امشي من هنا مش عايز اشوف وشك هنا تاني، خلاص مابقاش ليكي لازمة.
ابتسمت ساخرة: كنت متأكدة انك هتعمل كدة، بس كنت بحاول اكذب نفسي، أنت عارف أنا دلوقتي فعلا اتأكدت أن أنا مش بنتك، عن إذنك يا رفعت باشا
امسكت يد حقيبتها تجرها خلفها التفت تنظر له بألم نظرة أخيرة لتكمل طريقها، أخرجت هاتفها تتصل به
هتفت ساخرة: لقد انتهي كل شئ، خالد طلقني واخذ نقودي ورفعت طردني
ضحك بتهكم: كنت اعلم أنه لا جدوي منكِ
ابتسمت بألم تهمس بحزن: اريد العودة.
رد ببرود: بالطبع لا، سأصل بعد أيام واريدك بانتظاري
هتفت بأنفعال: وأين سأمكث إلى أن تأتي في الشارع
رد بهدوء: سأحاسبك على ارتفاع صوتك حينما آتي، ولكن الآن ستذهبين إلى منزلي في، خدي سيارة اجري واذهبي إلى ذلك العنوان، وسيفتح لكي حرسي بوابة القصر، تصرفي كأنه بيتك، سأغلق الآن لدي اجتماع هام
اغلقت الخط، وضعت الهاتف في حقيبتها، اوقفت سيارة اجري متجهه إلى ذلك العنوان الذي اخبرها به.
في شركة الرحاب للمقاولات، دخل إلى الشركة سريعا ما كاد ينهي عمله في الادارة حتى وجد على يتصل به مئات المرات يخبره بأن يأتي على الفور فلديه اجتماع هام
على سريعا: أخيرا جيت، يلا يا عم عندنا اجتماع مهم والناس بقالهم ساعتين مستنين
القي سترته على مكتبه يلتقط ذلك الملف يهتف سريعا: يلا بينا
ذهب خالد مع على إلى غرفة الاجتماعات وبدأوا في اجتماع طويل استمر لأكثر من خمس ساعات
في فيلا السويسي.
كانت تدور حول نفسها تفرك يديها بقلق ومئات الأفكار السيئة تعصف برأسها تحاول الاتصال به كثيرا ولكن دون فائدة هاتفه مغلق.
هتفت في نفسها بقلق: يا تري اتأخر ليه كدة مش من عادته يتأخر كدة، هو صحيح مالوش مواعيد ثابتة بس مش لدرجة 12 نص الليل، ليكون حصله حاجة لالالا بعد الشر أكيد بخير إن شاء، طب قافل موبيله ليه يمكن يكون عند واحدة، لالا مستحيل خالد ما يعملش كدة، اومال ماقليش ليه أنه هيتأخر قبل ما ينزل ولا حتى اتصل بيا يطمني عليه اكيد مع واحدة ومش عايزني أعرف، آه اكيد ويرجع يقولي انتي اغلي حاجة عندي ماشي يا خالد ماشي لما تيجي.
في شركة الرحاب
تهاوي على كرسيه بتعب: اخيرا خلصنا
مش تقولي يا حيوان ان عندنا اجتماع في الشركة بدل ما تجبني على ملا وشي
على: معلش بقي يا خالد، انا افتكرتك عارف والله
مط ذراعيه بارهاق: طب أنا ماشي عشان هموت وانام، يلا سلام
على: سلام
اتجه إلى سيارته، اخرج هاتفه من جيب سترته يتصل بها ليزفر بضيق: اوووف فصل امتي دا، مش مهم أنا كدة كدة مروح.
ادار محرك السيارة وقادها سريعا إلى منزله كان في حالة تعب يرثي لها فهو يعمل منذ الثامنة صباحا، اولا في الادارة ثم ذلك الاجتماع الذي تفاجأ به، يحتاج فقط للنوم
اخيرا وصل إلى منزله، ركن السيارة ودخل المنزل فوجده هادئ للغاية همس بتعب: أكيد نامت، أطلع انام انا كمان هلكان مش قادر
جاءه صوت الخادمة من خلفه
فتحية: احم، مساء الخير يا باشا
التفت لها يسألها: مساء النور يا فتحية ايه إلى مصحيكي لحد دلوقتي.
فتحية: احضر لحضرتك العشا
خالد: لاء مش جعان، روحي انتي نامي
فتحية: تصبح على خير يا باشا
خالد: وأنتي من أهله
لا يعرف لما شعر بالضيق فالخادمة هي من تنتظره لتحضر له العشاء لا زوجته.
تنهد بتعب ينفض عن رأسه اي شئ هو فقط يريد النوم، صعد إلى اعلي دخل غرفته بهدوء كالعادة وجد الاضاءة مضائة نظر ناحية الفراش ليعقد جبينه بتعجب، اين هي! بحث بعينيه عنها ليجدها تقف امام النافذة تتطلع إلى الحديقة تهز ساقيها بعصبية وتعقد ذراعيها بضيق، ارتفع جانب فمه بابتسامه ماكرة اتجه ناحيتها يمشي بهدوء إلى ان أصبح خلفها هبط برأسه يضعه على كتفها يبتسم بتعب: الجميل صاحي ليه لحد دلوقتي.
ابتعدت عنه بضيق، التفت ناحيته تنظر له بغضب صرخت بانفعال: كنت فين كل دا
اتسعت عينيه بذهول هل جنت هذه لتصرخ في وجهه
قبض على مرفقها بذراعه يصرخ بغضب: صوتك ما يعلاش انتي ازاي تتكلمي معايا بالطريقة دي انتي اتجننتي
نزعت ذراعها من يده بعنف تصرخ: كنت فين يا خالد
خالد غاضبا: هكون فين يعني متنيل في الشغل
صرخت دون وعي: كدااااب
رفع يده ليصفعها وهو يصرخ بحدة: اخرسي.
ضم قبضة يده بغضب قبل أن تصل لوجهها حينما راي نظرة الرعب التي احتلت مقلتيها
انزل يده يهتف بضيق: انتي بتعملي ليه كدة
ظلت تنظر له دون أن تنطق للحظات لتنفجر في ثانية في بكاء مرير تنهد بتعب فهو بالفعل متعب، يالله متي سينتهي هذا اليوم المتعب
وكعادته اقترب منها وضمها لصدره يربط على ظهرها برفق همس بحنان: لوليتا أنا مين
ردت بصوت مبحوح باكي: خالد
ضحك بمرح: على أساس أن انا مش عارف انا مين، انا ابقي ليكي ايه.
لينا باكية: حبيبي
خالد بحنان: طب ينفع لوليتا بنوتي الصغيرة تعلي صوتها على جوزها حبيبها
هزت رأسها نفيا: أنا آسفة
شدد على عناقها يسرح شعرها بحنان: انا عارف أنت لوليتا شاطرة ومش هتعمل كدة تاني صح
هزت رأسها إيجابا فحملها متجها إلى الفراش يهدهدها كالطفلة الصغيرة إلى ان نامت فقبل جبينها ودثرها بالغطاء ونام هو الآخر.
كانت تلك الحادثة هي فقط البداية فما حدث بعد ذلك ان لينا اصبحت تشك في كل تصرفات خالد ان تأخر قليلا هذا يعني انه كان يقابل امراءة ان ابتعد وهو يتحدث بالهاتف هذا يعني انه بحادث امرأة أصبحت غيرتها وشكها لا يحتملان
أما هو فكان يسيطر بصعوبة على اعصابه مع كل اتهام تلقيه عليه.
في ذلك اليوم اضطر للتأخير في احد التدريبات الهامة ما أن دخل المنزل وجدها تقف امامه تعقد ذراعيها امام صدرها ابتسمت ساخرة: عجبتك صح
عقد حاجبيه باستفهام: هي مين دي؟
عقدت ساعديها تضحك ساخرة: اللي سيداتك كنت قاعد عندها لحد دلوقتي
نفخ بضيق يحاول السيطرة على أعصابه يهتف في نفسه: استغفر الله العظيم يا رب
ضحكت ساخرة: ايه بتفكر في كدبة تقولهالي؟
صرخ بحدة: انتي خلاص اتجنتي أنا طالع أنام ومش عايز اسمع نفس، دي بقت عيشة تقصر العمر
تركها وصعد إلى غرفته ليرتاح، حقا قد تعب من كثرة المشاحنات مع تلك الصغيرة العنيدة
في اليوم التالي كان جالسا في مكتبه في شركته شارد يفكر فيما يحدث لهم يحاول التركيز على الاوراق امامه لكن دون فائدة زفر بضيق يلقي القلم من يده، سمع صوت دقات على باب المكتب ليهتف بهدوء: ادخل
دخل إسلام مبتسما ببشاشة كعادته: خالد باشا.
ابتسم حينما رآه قام يصافحه: ازيك ياض يا أسلام اخبارك ايه، اقعد واقف ليه
جلس اسلام امامه يهتف بابتسامة واسعة: زي الفل أنا ما صدقتش نفسي لما سكرتيرة الشركة كلمتني وقالتلي أن الشغل رجع، حاولت اجي لحضرتك كام مرة بس بتبقي مشغول او مش موجود
ضغط على الزر بجانبه ليدخل السكرتير الخاص به
مراد: ايوة يا افندم
خالد: بعد كدة لما الباشمهندس إسلام يجي في اي وقت تدخلهولي على طول
مراد؛ حاضر يا افندم.
خرج السكرتير ليلتفت خالد لاسلام يبتسم بحبور: ها يا سيدي كنت عايزني في ايه.
إسلام: عشان الورشة والشقة، صحيح دا في واحد جه اشتري العمارة من مراتت رشدي، اسكت يا باشا دا القهوة بتاعت رشدي ولعت الواد بتاع الشاي نسي البراد على النار الماية لما غيلت طفت النار وطبعا عشان قهوة وفيها دخان كتير ما فيش ثواني والقهوة اتفحمت، دا غير أنه اصلا لما جه الحارة كان جاي مدغدغ، فمن يومين جه واحد واشتري العمارة من رشدي، فالزفت اللي اسمه خد مرتاته وغار من الحارة.
عاد خالد في ظهر كرسيه يهتف بجد: آه ما هو الراجل اللي راح لرشدي العمارة تبعي
اتسعت عيني إسلام بدهشة: يعني حضرتك اشتريت العمارة
هز رأسه إيجابا بهدوء: آه واشتريت الورشة كمان، يعني اعتبر الشقة اللي أنت قاعد فيها بتاعتك بكل اللي فيها ومن غير ايجار يا سيدي، صحيح الورشة اخبارها ايه
إسلام؛ أنا قفلتها المدة اللي فاتت كان ضغط شغل كتير ما اقدرتش اوفق بين الاتنين
خالد: تمام، وشمس اخبارها ايه.
ابتسم اسلام بسعادة: بخير الحمد لله، كنت قلقان لحسن يحصل مشاكل بينها وبين والدتي بس الحمد لله كل شئ تمام، أنت عارف دي سعات بتيجي عليا عشانها
خالد مبتسما: والدتك ست طيبة، هي صحيح ما بطقنيش وبعترت برستيجي خالص بس هي ست طيبة واللي في قلبها على لسانها
ابتسم اسلام بحرج: تعيش يا باشا أنا كنت جاي اسلم عليك، معلش بقي رغيت كتير.
هز رأسه نفيا بابتسامة صغيرة: بطل هبل ياض، مكتبي مفتوحلك في اي وقت، اي حاجة تعوزها ما ترددش تجيلي
هز رأسه إيجابا بابتسامة بشوشة: تعيش يا باشا عن اذنك
رد له الابتسامة قام وصافحه، خرج إسلام من المكتب، عاد هو ليجلس على كرسيه حينما وجد الهاتف يرن التقط الهاتف ليجدها والدتها، فتح الخط ليرد ليجد هجوم حاد من والدته: خلاص يا خالد شغلك وبيتك نسوك امك واخواتك
اتسعت عينيه بدهشة يهتف سريعا: حصل ايه بس يا ست الكل.
ردت بتهكم: لاء ما حصلش حاجة خالص اختك ولدت من يومين وأنت ولا هنا وبنكلمك ما بتردش
تنهد بتعب: معلش يا امي والله ربنا اعلم باللي أنا فيه، طب هي ولدت في مستشفي ايه وأنا اروحلها دلوقتي
زينب: لاء هي رجعت بيتها النهاردة الصبح
خالد: تمام أنا ساعة زمن وهكون عندكوا.
اغلق الخط يلتقط مفاتيحه وسترته متجها إلى منزل اخته، وقف امام احد المحلات واشتري بعض الهدايا لها، مكملا طريقها إلى منزلها، وقف امام باب شقتها يدق الجرس، لتفتح له والدته نظرت له بضيق ليبتسم بتعب، دني برأسه يقبل يدها: أنا آسف والله يا ست الكل حقك عليا
ربطت على رأسه بحنان: مالك يا حبيبي شكلك تعبان ليه كدا
تنهد بتعب: الحمد لله على كل حال، قوليلي البت ياسمين فين.
ابتسمت والدته بحنان: جوا في اوضتها تعالا، تعالا دي هتفرح اوي لما تشوفك
جذبت يده خلفها متجهين إلى غرفة ياسمين، حمحم بصوت عالي ليجذب انتباههم: يا رب يا ستار، استني ليكون حد من الحريم خالع رأسه ولا حاجة
ضحكت والدته بمرح: ما فيش حد غير ياسمين وفارس
دخل إلى الغرفة يصافح زوج اخته، اتجه ناحية اخته يعانقها بحنان: حمد لله على السلامة.
ردت ياسمين بعتاب: الله يسلمك يا حبيبي، بس على فكرة بقي أنا زعلانة كل دا يا خالد ما تسألش عني
ابتسم بحنان: معلش حقك عليا، وحياة عندي ما هتحصل تاني، صحيح فين الواد الصغير
حملته زينب من مهده الصغير تعطيها لخالد قبل جبهه الصغير بحنان: بسم الله ما شاء الله، الله أكبر، قمر شبهك بالظبط يا سيما
تجهم وجه فارس بضيق: على فكرة بقي دا شبهي بالظبط، دا حتى عينيه زرقا زيي.
ياسمين بفضول: انتوا عارفين بجد أنا ايه اللي مجنني أن ماما عينيها خضرا وبابا عينيه بني، واحنا التلاتة عينيا بني ما حدش فينا خالص عينيه خضرا
تجهم وجه زينب بحزن ترقرقت الدموع فء عينيها حينما عاد بها كلام ابنتها إلى تلك الذكري القديمة الحزينة جداااااا بالنسبة لها
اخرج خالد مبلغ من جيبه يضعه جوار الصغير يقبل جبينه بحنان، ومن ثم وجه كلامه لفارس: قولي صحيح هتعملوا السبوع أمتي.
فارس: لاء هتبقي عقيقة وفي اسيوط عمك راشد مصر أنه يعمل السبوع هناك، وطبعا أنت مش محتاج عزومة
هز رأسه إيجابا بهدوء: هشوف ظروفي واكيد هحاول اجي
بعد مدة طويلة قضاها بصحبة اخته ووالدته وغيث الصغير الذي خطف قلبه، ودعهم وعاد إلى منزله فتح الباب ليجدها تقف في انتظاره
كعادتها في الأيام الأخيرة
لينا غاضبة: ات...
خالد مقاطعا: بس بس بس قبل ما تقولي كنت عند ياسمين.
لينا غاضبة: يا سلام عبيطة انا عشان اصدق انك كنت عند ياسمين
تنهد بضيق: والله عايزة تصدقي صدقي مش عايزة انتي حرة وبلاش أسلوب التحقيق دا معايا، عشان ما اقلبكش عليكي
وكالعادة بدأت في البكاء، ارتمت في صدره تبكي بحرقة هي لا تعلم لما اصبحت تشك فيه لتلك الدرجة ذلك الجرح الغائر يدمي قلبها تشعر بألم بشع بحرق ثنياها ببطئ، اتسعت عينيها بصدمة تدفعه بعيدا عنها تصرخ بغضب: أنت كنت حاضن مين يا خالد.
قطب جبينه بتعجب: نعم!
ابتسمت ساخرة: ابقي خلي بالك بعد كدة عشان
ريحة البرفيوم بتاعت الامورة لسه في قميصك
خالد غاضبا: ايه الهبل إلى انتي بتقوليه دا برفيوم ايه وامورة ايه
صرخا غاضبة: القميص بتاعك عليه برفيوم حريمي
خالد: اكيد من ياسمين لما حضنتها
لينا غاضبة: أنت كداب.
اطبق على ذراعها بعنف يزمجر من بين اسنانه: قسما بربي يا لينا لو ما اتعدلتي لعدلك، حتى لو اضطريت اني اكسر عضمك، انتي خلاص اتجنني بقالي مدة ملاحظ طريقتك وبقول عادي مصدومة، نفسيتها تعبانة عديها، بس لحد كدة وكفاية اوي طريقتك دي هي اللي هتخليني اتجوز عليكي طالما مش لاقي راحتي في بيتي يبقي ما تزعليش لو دورت عليها برة.
دفعها بعيدا ليخرج من المنزل غاضبا ركب سيارته وانطلق يجوب هائما على وجهه لا يعرف أين يذهب غاضب بشدة من تلك الصغيرة ماذا فعل لتظن به هذا الظن، شعر بالاختناق من التفكير فازاح رابطة عنقه قليلا
خالد في نفسه: يا رب أنا تعبت ما كنش ينفع اسيبها وامشي بس انا بجد تعبت
اخرج هاتفه واتصل بمحمد
خالد: ايوة يا محمد
محمد: أيوة يا خالد، مال صوتك
خالد بتعب: تعبان يا صاحبي بقولك انت فين
محمد: انا في السكة مروح البيت.
خالد: طب انا عايز اتكلم معاك شوية عارف الكافية...
محمد: آه عارفة، انا قريب منه اصلا، هسبقك على هناك
خالد: ماشي يا صاحبي، سلام
اغلق الخط وادار مقود السيارة إلى مكان المقابلة، عندما وصل وجد محمد في انتظاره
خالد: السلام عليكم
محمد: عليكم السلام و رحمة الله وبركاته مالك يا ابني شكلك عامل كدة ليه
جلس خالد على كرسي امام محمد جاء النادل اليهم
محمد: اتنين قهوة مظبوط التفت لخالد يهتف بهدوء: مالك يا ابني في ايه.
تنهد بتعب: هقولك
بدأ يقص عليه كل شيء منذ معرفة لينا بتلك العملية إلى ما حدث اليوم
خالد: أنا زهقت يا محمد، انا مش عارف هي ليه مصرة ان انا بخونها
محمد: معلش يا خالد راعي حالتها النفسية هي اكيد دلوقتي مدمرة نفسيا
خالد: والله مراعي وحاولت اقنعها اننا الحمد لله عندنا بنت وان انا مش عايز اطفال تاني ولا حياة لمن تنادي إلى في دماغها في دماغها.
محمد: بس انت برضوا لازم يبقي عندك طول بال أكتر من كده اقولك خدها وسافروا اي حتة بعيد، أنت وهي بس وهات لوليتا عندي على ما ترجعوا
خالد: هشوف يا محمد انا اصلي عندي شغل كتير اليومين دول ومش هينفع أسافر خالص
محمد: طب يا عم حضرلها مفاجأة من بتوعك وهاتلها هدية
خالد مبتسما: مش عارف من غيرك كنت عملت ايه
محمد مبتسما: كنت هتعمل نفس إلى انا قولتلك ايه، وبعدين انت ليك جميل في رقبتي مش هقدر اوفيه لحد ما اموت.
خالد: بطل هبل ياض وبعدين انسي الموضوع دا بقي دا عدي عليه سنين
محمد: عمري ما انسي يا خالد لولاك كنت ضعت
خالد: هي دي الحلقة الاخيرة يا عم انا قايم ماشي قبل ما تقلبها محزنة كفاية إلى عندي في البيت
محمد: وحياة أبوك يا شيخ اهدي وحاول تتحكم في غضبك شوية
هز رأسه إيجابا: سلام
محمد: مع السلامة
ترك صديقه وذهب إلى احدي محلات الهدايا واشتري هدية كبيرة للينا ثم قاد سيارته عائدا للمنزل.
في أسيوط كانت رسمية في غرفة ابنتها تخطط لي...
رسمية بخبث: ها ايه رايك في دماغك امك
هدي بتوتر: بس يا اما لو حد عرف.
رسمية بخبث: ما حدش هيعرف ولا حاجة جدك هيتصل بكرة عشان يجيله بكرة، عشان هو تعبان وعايز يشوفه، لو جه لحاله يبقي زين هحطله منوم في اي عصير او قهوة ولما ينام تدخلي اوضته وتعملي كيف ما قولتلك قطعي هدومك واعملي نفسك كأنه ضربك وأنا هجبلك شوية دم من اي فروجة، جدك بقي لما يشوف المنظر دا هيغصب على خالد انه يتجوزك
همست هدي بقلق: بس يا اما اكدة مش عيب.
لكزتها رسمية بضيق: عيب ايه يا مزغودة انتي هو هيعملك حاجة بجد، اني ما هرتحش غير لما اجوزهولك خالد، راجل طول بعرض معاه فلوس يا اما جدك نفسه كاتبله نص الورث ليه لوحده
هدي بقلق: وافرضي مرته جت معاه
ابتسمت رسمية بخبث: ما تقلقيش اني هعرف اشغلها، المهم أن اللي في راسي هيتم يعني هيتم
هزت هدي رأسها ايجابا عينيها شاردتين بقلق من القادم...
الفصل الرابع والثلاثون والخامس والثلاثون من هنا
لقراءة جميع حلقات الروايه الجزء الثاني من هنا