رواية أسير عينيها الفصل الرابع والعشرون 24 والخامس والعشرون 25 الجزء الثاني بقلم دينا جمال


 رواية أسير عينيها

الفصل الرابع والعشرون 24 والخامس والعشرون 25 الجزء الثاني

بقلم دينا جمال

في صباح اليوم التالي استقيظت مبكرا هي في الأساس لم تنم سوي بضع ساعات تشعر بقلق غير مبرر ذلك الخوف ينهش خلجات قلبها بعنف، ودعت صغيرتها بعد أن أوصت رحمة عليها جيدا

جلست على الاريكة في الصالة الصغيرة تنظر للفارغ بشرود هزت رأسها نفيا بعنف تحاول طرد كل الافكار السيئة من رأسها لتمسك هاتفها تتصل بوالدتها

فريدة بسعادة: لوليتا وحشتيني يا حبيبتي كل دا سفر للدرجة دي الغردقة حلوة اوي كدة.


ابتسمت بقلق لترد سريعا: آه يا ماما كنا بنريح اعصابنا شوية من ضغط شغل خالد، أنا بعتلك لوليتا لما عشان بابا قالي أنها وحشتك اوي

هتفت بسعادة؛ آه في حضني أهي حبيبة تيتا دي كانت وحشاني بطريقة

ادمعت عينيها بقلق تهتف برجاء: ماما عشان خاطري خلي بالك منها

انقبض قلب فريدة قلقا: طبعا يا حبيبتي دي في عينيا، بس في ايه يا لينا مالك انتي كويسة يا حبيبتي.


هتفت سريعا: ما فيش يا ماما اصلها اول مرة تبعد عني فقلقانة عليها

فريدة: ما تقلقيش يا ستي، دي اعز الولد وانا هشيلها جوا رموش عينيا، بس ما تتأخريش انتي بس عشان وحشتيني اوي

لينا: حاضر يا ماما، مع السلامة

فريدة: سلام يا حبيبتي.


اغلقت الخط تتنهد بقلق، اتجهت ناحية غرفة نومهما، جلست جواره على الفراش تنظر له بابتسامة حزينة قلقة مدت يدها تغوص في خصلات شعرها دنت برأسها تقبل جبينه لتجد تلك ابتسامة صغيرة ارتسمت على شفتيه، شهقت بصدمة؛ إنت صاحي

هتف بخبث وهو مازال يغلق عينيه: لا نايم كملي كملي

لكزته في صدره بضيق: طب قوم بقي ألبس عشان ما نتأخرش

ضحك بمرح ينتصف جالسا على الفراش يبعثر شعره بنعاس يمط ذراعيه بكسل: هي الساعة كام.


همست بابتسامة صغيرة: ثمانية ونص قوم يلا ألبس أنا جهزتلك الحمام وحضرتلك هدومك جوا

التقط كف يدها يقبله بامتنان: ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي، ليكمل بمرح والجنونة ما تطلعش تاني

ابتسمت بقلق تفرك يديها بتوتر: بقولك يا خالد ممكن تتصل برشيد

قطب جبينه باستفهام: رشيد! ليه يعني

ابتسمت بارتباك: كنت عايزة اكلم شروق ومش معايا نمرتها

لم يزيده كلامها الا حيرة ليسألها مرة اخري: شروق ليه يعني.


نفخت بضيق تهتف بحنق: هقولها حاجة يا خالد مش لازم كل حاجة يبقي ليها الف سؤال

اسودت عينيه من الغضب ليقبض على مرفقها يهزها بعنف يهتف بحدة: نتظبط عشان ما اظبطكيش على الصبح

نكست رأسها بحزن تهز رأسها ايجابا تتجمع الدموع في عينيها

ترك يدها يلتقط هاتفه يتصل برشيد وبعد الكثير من الترحيب، القي الهاتف أمامها على الفراش يهتف ببرود: شروق على الخط.


خرج من الغرفة متجها للمرحاض تابعته بعينيها إلى أن خرج لتلتقط الهاتف تهتف بلهفة: ايوة يا شروق

شروق بود: ايوة يا لينا كيفك يا حبيبتي

لينا: أنا كويسة، شروق معلش أنا ليا عندك طلب

شروق: طبعا يا حبيبتي قولي

لينا: خلي بالك من لينا بنتي هي جيالكوا في السكة وحياة جاسر يا شروق خلي بالك منها

شروق سريعا: طبعا يا حبيبتي ما تقلقيش واصل بتك في عينيا

تنهدت بارتياح: متشكرة اوي يا شروق بجد مش عارفة اشكرك ازاي.


شروق بود: ما تقوليش اكدة يا حبيبتي دا انتي زي اختي والله

بعد كثير من الشكر اغلقت الخط تزفر براحة خرجت من الغرفة بعدما بدلت ملابسها لتجده واقفا في صالة المنزل يرتدي بنطال اسود من خامة الجينز وقميص ازرق غامق

ابتسمت باتساع تهتف بإعجاب: ايه القمر دا متجوزة مز يا ناس

نظر لها بجانب عينيه ببرود يرفع حاجبه الأيسر بتهكم، لتمط شفتيها بحزن اسبلت عينيها ببراءة كالطفلة الصغيرة ليضحك رغما عنه.


اتجه ناحيتها يقرص وجنتها الصغيرة برفق: خلاص يا ستي مش زعلان

زمت شفتيها بضيق تشيح بوجهها بعيدا فها هي قد تذكرت موقف حدث منذ عدة أيام وآن الأوان حتى تبدأ وصلة النكد هتفت بضيق: اوعي بقي أنا اصلا اللي زعلانة منك

رفع حاجبيه بتعجب يهمس في نفسه: مجنونة والله مجنونة، عقد ساعديه أمام صدره يهتف بتعجب: وزعلانة من ايه بقي إن شاء الله.


اشهرت سبابتها أمام وجهه تهتف بضيق: مش نسيهالك أن الفلانتين عدي وما جبتليش حتى وردة

امسك اصبعها ينزله لأسفل يهتف بجد: نزلي دا بس أحسن اكسره، وبعدين فلانتين ايه دا اللي بتتكلمي عنه، الفلانتين دا بتاع العيال التوتو اللي لمؤخذة بتسقط البناطيل وتمشي دباديب وتسشور شعرها احنا رجالة أوي لمؤاخدة بنجيب كحك في العيد الصغير وندبح في الكبير، ويلا اخفي من وشي عشان هكلم الواد إسلام يجي، يلااااا.


فرت هاربة إلى غرفتها ليعدل ياقة قميصه متمتا بفخر: الحمشنة حلوة ما فيش كلام

التقط هاتفه يطلب رقم إسلام رن الهاتف بعض الوقت قبل ان يجيب إسلام

خالد ضاحكا: معلش يا عريس صحيتك

إسلام بصوت ناعس: ولا يهمك يا باشا، خير يا باشا

خالد: معلش تعالالي خمس دقايق عايز اقولك كام حاجة قبل ما أسافر

إسلام: حاضر يا باشا، ثواني وهبقي قدام حضرتك

دقيقتان ودق إسلام باب المنزل، فذهب خالد وفتح الباب

خالد: صباح الخير يا إسلام.


اسلام: صباح الفل يا باشا

خالد: معلش ازعجتك، بس أنا مسافر كام يوم، اعطاه مفاتيح الورشة والشقة

خالد: دا مفتاح الورشة افتح واشتغل والي يطلع منها حلال عليك، ودا مفتاح الشقة اقعد فيها أنت وشمس على ما أجي

ابتسم باحراج: أنا متشكر أوي يا باشا أنا لو ليا أخ مش هيعمل معايا كدة

ربط على كتفه بحزم: بس ياض بطل عبط ويلا أرجع لعروستك معلش خدناك منها

إسلام: ولا يهمك يا باشا عن اذنك.


عاد إسلام لشقته فنادي خالد على لينا: لوليتا يلا يا حبيبتي عشان منتأخرش

خرجت من غرفتها واتجهت ناحية الحقيبة لتحملها

ليتنهد بضيق: الهانم بتعمل ايه

هتفت بتلقائية: هشيل الشنطة

خالد: دا على اساس انك متجوزة سوسن

ضحكت رغما عنها: خلاص، خلاص انا اسفة يا سوسن قصدي يا خالد

زمجر بتوعد: بقي كدة طب تعالي بقي.


صرخت بفزع وبدل من ان تركض بعيدا ركضت ناحيته تختبئ في صدره تلف ذراعيها حول خصره تهتف بدلال: الحق يا بابا خالد عايز يضربني

ضحك عاليا يشدد من احتضانها: بتثبتيني انتي كدة، يلا يا عسل عشان متأخرين ولسه المشوار طويل

لينا: صحيح احنا هنروح ازاي

خالد: يلا ننزل وهشرحلك في السكة

نزلا إلى اسفل، فشبكت لينا يدها في يده

لينا: ها يا سيدي هنروح ازاي.


خالد: بصي يا ستي، هنركب ميكروباص لحد المترو، وبعدين هنركب المترو وبعدين هنركب اتوبيس كبير لحد أسيوط، مشوار طويل ومتعب، ليتنهد بقلق: يا ريتك روحتي مع باباكي

ربطت على يده تبتسم بحنان: طب ما انا رايحة مع بابا أهو

ابتسم بسعادة، فهي تعرف جيدا كيف تثلج صدره بكلماتها الحانية: آه منك يا اوزعة، ربنا يخليكي ليا يا احلي ضحكة في عمري.


وصلا إلى موقف للميكروبصات ليسأل عن السيارة التي ستذهب إلى المترو دله أحدهم عليها فذهب مع لينا وركب في تلك السيارة على كرسيين متجاورين

خالد مبتسما: أول مرة تركبي ميكروباص صح

هزت رأسها ايجابا تنظر حولها باستغراب كأنها فقط طفلة صغيرة: بصراحة آه، شكله غريب شوية

ظلت السيارة واقفة لمدة طويلة بدون حركة

لتهتف بضيق: هو مش بيتحرك ليه

خالد: الميكروبصات ما بتتحركش قبل ما تحمل العدد كامل

لينا: والاتوبيسات كدة بردوا.


خالد: لا يا حبيبتي، الأتوبيسات بتتحرك بمواعيد

همست بقلق: يعني كدة ممكن يمشي وما نلحقوش

خالد: لاء ما تقلقيش احنا نازلين بدري وأن شاء الله هنلحقه

واخيرا اكتمل العدد وصعد السائق، وكعادة سائق الميكروباص في قام بتشغيل اغاني شعبية ( مهرجنات ) بصوت عالي جدا

لينطلق بسرعة كبيرة

قبضت على كف يده بخوف: هو بيسوق بسرعة ليه كدة.


خالد مبتسما: حبيبتي ما يبقاش قلبك خفيف كدة، دا كدة ماشي براحة عشان الشارع زحمة، عارفة لو فاضي كنتي هتحسي انك بتطيري

لينا بضيق: والصوت دا مزعج أوي هو ليه معلي الصوت اوي كدة

خالد: زي ما تقولي كدة دا تقليد أساسي عند سواقين الميكروباصات، لازم يشغلوا أغاني بصوت عالي جدا زي ما انتي سامعة دلوقتي

دق احدهم على كتفه واعطاه عشرين جنية

الشخص: اربعة من عشرين.


اخذ خالد النقود من الرجل ثم اخرج عشر جنيهات من جيبه واعطاها للرجل، ودق على كتف الرجل الذي امامه

خالد: ستة من عشرين

فأعطاه، الرجل خمسة جنيهات

نظرت له لينا ببلاهة لا تعي ما يحدث وخاصة عندما بدأت النقود تمطر من الخلف

اتنين من عشرة، واحد من خمسة، ثلاثة من عشرين.


اخذ خالد منهم النقود ثم يقوم بجمعها وتفوقيها ويعطي منهم الباقي من النقود التي معه، ثم يعطيهم للراجل الذي امامه فيعطيه باقي النقود، ابتسم رغما عنه حينما وجدها تنظر له وكأنه يفعل شيئا خارقا: بتبصيلي كدة ليه

هتفت ببلاهة: مش فاهمة حاجة أنت عرفت تحسب الحاجة دي ازاي، وبعدين صحيح أنت ركبت البتاع دا قبل كدة

خالد: آه طبعا كتير، أيام ثانوي والكلية، لحد ما اشتريت عربية.


لينا: امممممم، بس انا بردوا مش فاهمة حاجة يعني ايه 15 من 14

خالد ضاحكا: ايه 15 من 14 سمعتيها ازاي

لينا: ما هما اللي بيقولوا حاجات غريبة

خالد: أول وآخر مرة اركبك ميكروباص

لينا: ليه دا لطيف خالص، بس الجو حر ومش عارفة افتح الشباك

فتح لها خالد فتحة صغيرة من الشباك، فبدأ التراب في الشارع يدخل إلى السيارة وخصوصا مع سرعتها الكبيرة

فبدأت لينا تسعل منه: اقفله، اقفله

اغلق خالد الشباك سريعا يهتف بلهفة: انتي كويسة.


استطاعت بصعوبة ان تسيطر على نوبة السعال هتفت بصوت لاهث: الحمد لله

التفت الفتاة التي كانت جالسة على الكرسي الامامي للينا

الفتاة: قوليلي لو سمحتي هي اللينسز إلى في عنيكي دي جيباها منين

كتم خالد ضحكته، بينما نظرت لها لينا بذهول

لينا: لاء حضرتك دي عنيا مش لينزز

الفتاة: مستحيل طبعا، ازاي يعني عينيكي، أنا كل اللي عايزاه اسم المحل

هتفت بضيق: والله دي عنيا فعلا

الفتاة: هي انتي مصرية

لينا: آه حضرتك مصرية.


الفتاة: تبقي مش عنيكي قوليلي بس اسم المحل اصل انا متقدملي عريس بكرة وعيزاه ينبهر بيا

لينا: والله حضرتك هو المفروض ينبهر بشخصيتك واخلاقك مش بعنيكي، وآخر مرة هقولها لحضرتك والله دي عنيا

خالد بصوت عالي: على جنب يا أسطى

ثم نظر للينا، يلا عشان هننزل

هزت رأسها ايجابا، اوقف السائق السيارة على جنب الطريق، فنزل منها خالد وساعد لينا على النزول، وما ان نزلا حتى انفجر خالد في الضحك

لينا بضيق: بتضحك حضرتك.


خالد ضاحكا: ما شوفتيش نفسك وانتي متعصبة وخدودك حمرا وعماله تحلفي انها عنيكي وبردوا البت مش مصدقة

لوت شفتيها بضيق: دي كان ناقص تقولي اخلعيها عشان اصدق انها عنيكي، خالد هو انا لون عنيا حلو أوي كدة

ابتسم بعشق: اومال أنا أسير عينيكي ازاي

توردت وجنتيها تهمس بخجل: هنروح فين دلوقتي

اشار خالد إلى محطة مترو الأنفاق

خالد: هنركب المترو، طبعا دي اول مرة تركبيه

هزت لينا رأسها إيجابا

خالد ضاحكا: دا انتي هتشوفي العجب.


دخلا إلى محطة مترو الأنفاق وقطع خالد التذاكر وذهب ناحية ذلك القطار

خالد: بصي يا حبيبتي، انتي هتركبي عربية السيدات

لينا: وأنت هتركب عربية الرجالة

خالد ضاحكا: هو الحقيقة ما فيش حاجة اسمها عربية رجالة، العربيات التانية بتبقي مشتركة بين الرجالة والستات

لينا: طب ليه ما فيش عربيات للرجالة

هتف بأسي: احنا ضايع حقنا في البلد دي والله يلا المترو وصل

همست بقلق: خالد انا خايفة اركب لوحدي.


هتف بحزم: لوليتا بلاش دلع، صحيح احنا هننزل محطة، ، لما المحطة تيجي هتلاقي ناس كتير واقفة على الباب، اقفي معاهم وانزلي في المحطة

وصل القطار وقف خالد مع لينا امام كبينة السيدات، وعندما انفتح الباب جحظت عينيها بصدمة وخوف عندما رأت تلك العربة المزدحمة

قبضت على كف يده تهمس بخوف: خالد انا هركب هنا لوحدي

نظر لها يتنهد بقلق فهو ايضا قلق من فكرة تركها بمفردها: تعالي هتركبي معايا وامري لله.


وقف امام احدي العربات المشتركة لم تكن مزدحمة كعربة السيدات، ولكن لم تكن بها أماكن فارغة، امسك خالد يدها واوقفها عند الباب المغلق ووقف امامها مباشرة حتى يغطي جسدها الصغير بجسده

همست بضيق: خالد ابعد شوية

همس من بين أسنانه بحدة: هششش، ولا كلمة لحد ما ننزل، مش عايز اسمع غير حاضر وبس

هتفت بصوت خفيض: حاضر

نزل احد الركاب فاصبح هناك مكانه فارغا فنادي أحد الركاب الجالسين على خالد.


الراكب: يا أستاذ في مكان فاضي اهو للأنسة

نظر ناحية المكان الفارغ، فوجده بين رجلين

خالد: متشكر حضرتك اتفضل أنت

همست بصيق ليه يا خالد، رجلي وجعتني من الوقفة

نظر لها نظرة حادة اخرستها

ظلت صامتة تنظر له باستفهام لا تفهم سبب ضيقه ولكنها لاحظت ان نظراته حادة غاضبة

بعد مدة قصيرة فرغ مكانين متجاورين فجلس خالد واجلس لينا بجانبه حتى اصبح مسند الكرسي الحديدي بأحد جانبيها وهو بالجانب الآخر.


كانت تنظر حولها باستغراب كالطفلة التي تري مكان جديد لأول مرة لتسمعه يهمس بحدة: وشك في الأرض

هزت رأسها ايجابا سريعا، ظلت تنظر ارضا بضيق طفولي إلى ان نزل المترو تحت الارض في الظلام فشهقت بخوف ليضغط على يدها يهتف بحدة: صوتك ما يطلعش

لينا بصوت منخفض: أنا آسفة، انا بس اتخضيت.


بدأت حركة المترو تزيد وألم بطنها تزيد بحدة فقبضت على يده بألم، واغمضت عينيها من قوة الألم، عندما حاولت ان تضع يدها على معدتها، جذب يدها بعنف وابقاها بجانبها لتهمس بألم: أنا آسفة

واخيرا انتهت وصلة العذاب، ووصل القطار إلى المحطة

خالد: يلا عشان ننزل

لينا بصوت منخفض: حاضر

نزلا من المترو، فامسك خالد يدها وخرجا من المحطة بأكملها

خالد: ساكتة ليه

نظرت له لينا بضيق لتشيح بوجهها بعيدا.


خالد مبتسما: اممممم، دا انتي زعلانة بقي

لينا بضيق: ليه انت عملت حاجة تزعل

خالد مبتسما: لينا حبيبتي انا راجل شرقي واحنا في المترو، عارفة يعني مترو يعني الف عين هتبصلك لو عملتي ولو حركة صغيرة وانتي عارفة انا ما بحبش حد يشوف الماستي

لينا: بردوا زعلانة منك

ابتسم بثقة: ما بتعرفيش اصلا تزعلي مني

لينا مبتسمة: اعمل ايه يعني بحبك، وما اقدرش أزعل منك.


هتف برفق: وأنا بموت فيكي، تعالي يلا اجبلك أكل عشان انتي لسه ما فطرتيش

وقف امام محل ( سوبر ماركت) واشتري بعض المأكولات السريعة والشيبسي والعصير

ثم ذهبا إلى الأتوبيس، ركبا على كرسيين متجاورين

خالد: عشر دقايق والاتوبيس هيطلع

لينا: هي المسافة بتاخد وقت اد ايه

خالد: اممم 3 ساعات، او 3 ونص

لينا: كتير اوي

خالد مبتسما: كلي ونامي لحد ما نوصل وانا هصحيكي

اعطاها بعض الطعام فبدأت تأكل إلى ان انتهت، فأعطاها علبة عصير.


لينا: لاء خلاص شبعت

خالد: لوليتا مش عايز دلع، اشربي العصير عشان ما تدوخيش

لينا بضيق: حاضر

شربت العصير لتغمض عينيها ومن تعب الطريق والألم الحاد الذي عاد يغزو معدتها سقطت في بئر النوم بعض دقائق لتستيقظ سريعا حينما سمعت صوته يصرخ: عينيك يا ابن ال...

فتحت عينيها سريعا لتجده يمسك احد الرجال من تلابيب ملابسه يضربه دون توقف، صرخت بفزع كادت أن تقم حينما سمعته يصرخ كعادته: اترزعي مكانك.


بعد مدة طويلة نوعا ما استطاع بعض الركاب أن يخلصا ذلك الرجل من يده، وعرفت هي من احدي السيدات أن ذلك الرجل كان ينظر لها بطريقة وقحة وهي نائمة، عاد يجلس بجانبها جذب رأسها يخبئها داخل صدره لتشد على قميصه تحتمي به، جحظت عينيها بذهول حينما سمعته يهتف بجد: انا هجبلك نقاب

ابعدت رأسها عن صدره: ليه

خالد: من غير ليه إلى اقوله يتنفذ، وإلا انسي انك هتخرجي من باب البيت تاني.


تجمعت الدموع في عينيها تهمس بخوف: انا ذنبي ايه

زمجر بحدة: ذنبك انك جميلة جدا، في زمن انعدم فيه الاخلاق

هتفت بنحيب: مش هلبس النقاب يا خالد

خالد غاضبا: هتلبسيه يا لينا، يا إما مش هخليكي تشوفي حتى ابوكي

ابتعدت تحتمي في كرسيها بعيدا عنه

لينا باكية: انت ليه بتعمل كدة، ليه بقيت قاسي عليا كدة

هتف غاضبا: انتي مش شايفة إلى بيحصل كل مرة بنخرج انا وأنتي

لينا باكية؛ ودا ذنبي.


خالد غاضبا: ولا ذنبي أن ألف عين تجرح في جسمك، تجرح في شرفي انتي فاهمة

لينا باكية: لاء مش فاهمة ومش عايزة اتكلم معاك تاني

التوي جانب فمه بابتسامة واثقة: هترجعي بليل لحضني تاني انتي ما تقدريش تعيشي من غيري.


اغمضت عينيها تصطنع النوم لتنهي ذلك النقاش المؤلم لتهرب تلك الدموع العالقة بعينيها نظر لها بحزن ليهتف في نفسه بأسي: هو ايه إلى بيحصل انا بقيت بقسي عليها ليه كدة، ليه بقيت انا السبب في دموعها دي لوليتا بنتي إلى ما كنتش بتسكت عن العياط غير في حضني دلوقتي انا إلى بعيطها

لاحظ انها ترتجف وهي نائمة ففتح حقيبته.


واخرج منها سترة جلدية سوداء اللون يدثرها بها بدأ يمسد على شعرها عندما لاحظ ان بعض الهمهات الغير مفهومة تخرج منها، ولكن سرعان ما فهمها لينغرز خنجر مسموم داخل قلبه، فهي كانت تقول.


( خالد، خالد، ياسمين خدت عروستي، ليه يا خالد كسرتها دي عروستي، لتبدأ في البكاء وهي نائمة شخصت عينيه بصدمة يتذكر ذلك اليوم جيدا عندما اخذت ياسمين عروسة لينا المفضلة وكسرتها وحتي لا تحزن ظل يجوب المحلات لأكثر من خمس ساعات حتى وجد عروسة مشابها لها، يقسم انه لم يكسرها، يبدو ان قسوته حولت احلامها السعيدة إلى كوابيس

همست بصوت مرتجف: برررردانة برررردانة.


بسط راحة يده على جبهتها خشية ان تكون حرارتها مرتفعة ولكنه وجد جسدها بارد للغاية

خالد بقلق: لينا، لينا حبيبتي انتي كويسة

ازدادت ارتجافة جسدها بشكل مخيف ليقم سريعا من مكانه متجها ناحية الأريكة الكبيرة في نهاية الاتوبيس يتحدث مع بعض الركاب.


ليعود اليها بعد قليل حملها بين ذراعيه متجها بها إلى تلك الاريكة يجلس مكان ذلك الركبين الذي بدل معهما الامكان اجلسها بالداخل ليجلس بجانبها يخبئ جسدها في صدره يشدد على عناقهات يربط على شعرها: انا آسف يا حبيبتي، آخر مرة هعاملك بالطريقة دي

فتحت عينيها الباكية تهمس بخوف: مش هتخوفني منك تاني

خالد بحنان وهو يمسح دموع عينيها: اموت نفسي تحت رجليكي قبل ما أعمل كدة

لينا: بعد الشر عليك.


قبل جبينها يضمها لصدرها مرة اخري

خالد: بحبك

ابتسمت بخجل: وأنا كمان

واخيرا وصل الاتوبيس إلى أسيوط ونزلا منه

خالد مبتسما: اخيرا وصلنا

كان قد بلغ منها التعب مبلغه ابتسمت بشخوب تسأله: احنا هنركب حاجة تاني

خالد: تعبتي

لينا: اوي، عايزة انام

عقد جبينه بشك؛ مش ملاحظة انك بقيتي اليومين دول بتنامي كتير

رفعت كتفيها بلامبلاة: عادي، أغمضت عينيها حينما غزت انفها تلك الرائحة الشهية: خالد انت مش شامم ريحة مانجة.


خالد بدهشة: مانجا، لينا انتي بتتوحمي ولا ايه

لينا: لاء طبعا

وضعت لينا يدها على معدتها واغمضت عينيها بألم

خالد بلهفة: مالك يا لينا

لينا: ما فيش بطني بتوجعني شوية

خالد: لينا احنا لازم نروح تكشفي

لينا: طب نستريح شوية يا خالد بجد تعبت

خالد: ماشي

شعرت فجاءة بأن هناك شئ دافئ يتحرك على قدميها، لتهتف بفزع: الحقني يا خالد انا بنزف!تبع

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس والعشرون


صرخ باسمها حينما هوت ارضا ليلتقطها سريعا بين ذراعيه ينادي باسمها بذعر، ليجد احد الرجال يهتف سريعا من داخل سيارته: تعالا يا استاذ بسرعة في مستوصف قريب من هنا

حملها يركض بها مهرولا ناحية سيارة ذلك الرجل يشكره: متشكر، متشكر اوي.


وضعها على الأريكة الخلفية يحتضن جسدها بين ذراعيه يبكي بخوف خاصة حينما أصبحت ساكنة تماما جسدها قطعة من الجليد، اخيرا وصل إلى المستشفى حملها سريعا يصرخ في الممرضات، ليأخذها بعض الممرضات متجهين إلى غرفة العمليات ليجد ذلك الصوت يهتف من خلفه بدهشة

رشيد: خالد أنت بتعمل ايه هنا

التفت خالد ناحية بلهفة يمسك يديه يهتف باكيا: لينا يا رشيد لينا في أوضة العمليات، لينا بتموت يا رشيد، أبوس ايدك الحقها.


هز رأسه إيجابا سريعا ليتركه مسرعا إلى غرفة العمليات لينهار هو ارضا يجلس أمام غرفة العمليات يبكي بانيهار يديه وقميصه ملطخان بدمائها انتحب باكيا يدعي داخل قلبه: يااااارب ياااااارب

دقائق مرت كساعات ليخرج رشيد من الغرفة وجهه مظلم حزين انتفض خالد يهرول ناحيته يسأله بلهفة: لينا يا رشيد لينا عاملة ايه

هز رشيد رأسه نفيا بحزن يهمس باضطراب: أنا آسف يا خالد، لينا كانت حامل والجنين مات.


اتسعت عينيه بصدمة ولو أنه تلقي صاعقة كهربائية لكانت ارحم به من وقع تلك الكلمة، طفل آخر من أطفاله مات، ألن تتركه تلك اللعنة، إلى متي سيتحمل، لقد خارت اليس بشر اليست لديه طاقة احتمال، فاق على يد رشيد تربط على كتفه برفق يهمس بحزن: ربنا يعوض

اخذ نفسا عميقا حينما شعر بأنه يختنق يهتف بحرقه: لله الأمر من قبل ومن بعد، لله الأمر من قبل ومن بعد.


سمع رشيد سريعا: خالد أنك الخبر صعب عليك، بس لازم بسرعة ننقل لينا مستشفي تانية المستشفي دي مش مجهزة ابدا وهي حالتها صعبة جدااااا

وضع يده في جيبه ليبتسم بسخرية، كل ما يملك فقط 100 جنية، شردت عينيه في الفراغ لتختفي دموعه ويملأ الانتقام حدقتيه، أقسم سيدفع الجميع ثمن ما حدث له ولها، نظر لرشيد يهتف سريعا: رشيد أنا مش عايز حد يعرف ان لينا هنا

رشيد: حاضر بس إنت هتعمل ايه.


شردت عينيه في الفراغ ليهتف سريعا؛ مش هتأخر

تركه وخرج يركض من المستشفي، يطلب ذلك الرقم: أنا موافق، بس بشرط

رفعت مبتسما بانتصار: طبعا

خالد: ...

رفعت: تمام مستنيك

اغلق الخط يركب أول سيارة اجري تقابله، متجها إلى ذلك البيت ينسج مئات من الخطط الشيطانية للانتقام وقفت السيارة امام ذلك القصر الفخم فترجل.


من السيارة ودخل إليه بعدما تم تفتيشه جيدا عند البوابة. دخل إلى القصر ينظر حوله ليجد رفعت ينزل على سلم البيت بهدوووء يبتسم بانتصار يهتف بشماتة: كنت عارف انك عاقل وهتسمع الكلام صحيح اتأخرت بس معلش كل تأخيره وفيها خيرة زي ما بيقولوا

جز على أسنانه بغيظ ليهتف ببرود: فلوسي يا رفعت

وقف رفعت أمامه يبتسم بخبث: أول ما تمضي على القسيمة هترجعلك.


نزلت مايا في تلم اللحظة تركض ناحية خالد تصرخ بسعادة اسرعت تلقي بنفسها داخل صدره تصرخ بسعادة: اخيرااااا مش قولتلك إنت بتاعي

شعر بأن نيران تستعر في جسده بأكمله ما ان لامس جسدها جسده، كلامتها السامة تجعله يود أن يدق عنقها ينزع قلبها، يقطع لسانها حتى تصمت للأبد ابعدها عنه بعنف ينظر له باشمئزاز يوجه كلامه للرفعت: ابعت هات المأذون

ابتسم رفعت بانتصار: المأذون مستنيك في المكتب، اتفضل معايا.


دخل بخطي مترددة وتلك العقربة متعلقة بذراعه

وجلس بجانب المأذون من ناحية بينما جلس رفعت على الناحية الأخرى

المأذون: المهر قد ايه

رفعت: عشرين الف جنية

المأذون: ومؤخر الصداق

ابتسم رفعت بخبث: عشرين مليون دولار

حينما اشترط خالد أن تعود املاكه له دون أن يكن رفعت اي صلة بها، اشترط رفعت عليه أن يكون مؤخر الصداق كبيرا جدا حتى لا يستطيع طلاق ابنته.


تهدجت أنفاس خالد بغضب ينظر لرفعت بتوعد وضع يده في يد رفعت، وبدأ بالترديد خلف المأذون بحروف تقطر دما والما، إلى ان وصل إلى الجملة الاخيرة

المأذون: قول يا ابني ورايا قبلت زواجها

اغمض عينيه بألم ليري حبيبته تضحك بسعادة هي وصغيرتها في مشهد جعله يبتسم تلقائيا ليتبدل المشهد رآها وهي فاقدة للوعي شاحبة متعبة

يحتاج النقود لأجلها، سأفعل اي شئ من أجلك حبيبتي، واعدكِ حبيبتي لن اعتبرها زوجة ما حيت انتي فقط زوجتي.


انتي فقط من اسرتي قلبي وفؤادي، اعدكِ حبيبتي ساذيقهم اسوء عقاب على ما فعلوه بنا

اغمض عينيه واخذ نفسا عميقا لينطق بتلك الجملة التي خرجت بشق الأنفس: قبلت زواجها

المأذون: زواج مبارك بإذن الله

رحل المأذون ووقف ينظر لهم بجمود

خالد: فلوسي يا رفعت

رفعت: ما تقلقش من قبل ما ندخل للمأذون وأنا اتنزلتك عن كل املاكك، صحيح يا خالد ما تتأخرش اجازتك قربت تخلص

عقد جبينه باستفهام: اجازة ايه.


ابتسم رفعت بخبث: هو أنا ما قولتكش، اصل أنت ما كنتش موقوف عن العمل أنا ما اقدرش اوقفك عن العمل مني لنفسي، أنت بس كنت مقدم طلب اجازتك السنوية اللي أنا وافقت عليه واللي بالمناسبة فضلها أسبوعين وتخلص

صرخ بغضب لينقض عليه يقبض على تلابيب يزمجر غاضبا: قسما بربي اللي خلق الكون لهدفعك التمن غالي اوي يا رفعت

خرج من المنزل يركض يتصل بعلي وعمر ومحمد يصرخ فيهم يلقي الكثير من الأوامر.


في فيلا رفعت

جلس رفع جوار مايا يبتسم بانتصار: اظن أنا وفيت لحبيبة بابي وعملتلها اللي هي عيزاه

ابتسم مايا باتساع تقبل رفعت على وجنته: thanks dad، l love you so much

اخرج رفعت تلك الورقة المطوية من جيبه يفتحها أمامها يبتسم بخبث: وانا كمان بحبك اوي يا حبيبتي، بس يلا امضي مش في بينا اتفاق، أنا اجوزك خالد وانتي ترجعيلي فلوسي اللي امك سرقتها مني وهربت وحرمتتي منها ومنك.


هزت رأسها ايجابا بابتسامة واسعة لتلقط القلم سريعا تخط اسمها على تلك الورقة ليأخذها رفعت منها يطويها بحرس شديد يعديها إلى جيبه مرة اخري يهتف بسعادة: حبيبة بابا والله

عقدت ساعديها تمط شفتيها بضيق: طب يعني دلوقتي انا مش هروح اعيش مع خالد

قبل رفعت جبينها: لاء طبعا هتروحي أول ما يجي من السفر أنا بنفسي هوديكي لحد عنده مبسوطة كدة يا ستي.


عانقته تصيح بسعادة: اوووووي يا دادي أنت احسن بابا في الدنيا، أنا هروح بقي البس عشان هروح الديسكو مع أصحابي

رفعت بحزم: خلي بالك من نفسك وما تتأخريش

هزت رأسها ايجابا سريعا بابتسامة صفراء لتركض إلى غرفتها تصيح بسعادة فها هي قد فازت بلعبتها التي تمنتها!


في شقة إسلام، اتجه ناحية فراشها يوقظها برفق: شمس، شموسة، قومي يا حبيبتي

فتحت عينيها تنظر له باستفهام لتهب جالسة على الفراش تنظر له بفزع: أنت مين وبتعمل ايه هنا، كادت ان تصرخ حينما وضع يده على فمها سريعا يهتف بدهشة: في ايه يا شمس انتي فقدتي الذاكرة أنا إسلام يا ماما، جوزك والله العظيم جوزك، افتكرتي.


هز رأسها ايجابا تخفض انظارها بخجل ابعد يده عن فمها ليجدها تهمس باحراج: معلش اصل أنا لما بصحي من النوم ببقي مش مركزة

ابتسم بحنان: طب قومي يلا هنروح نقعد في شقة خالد

عقدت جبينها باستفهام: طب وهما

ابتسم يرجع خصلة ثائرة من شعرها الاشقر خلف اذنها: خالد خد اختك حبيبتك وسافروا النهاردة الصبح

مطت شفتيها بحزن: يعني لينا سافرت من غير حتى ما تودعني

إسلام: كلها وهيجيوا، لو مش عايزة تروحي خلينا هنا.


هزت رأسها نفيا: لا عادي اللي تشوفه

ابتسم بسعادة يهتف بمرح؛ ياااه كان نفسي اتجوز من زمان عشان اسمع اللي تشوفه يا سي إسلام

ضحكت بمرح على مزاحه ليغني هو بصوت نشاذ: ضحكت يعني قلبها مال وخلاص الفرق بينا اتشال

شمس: إسلام ممكن اطلب منك طلب

هتف سريعا: اؤمري

شمس بقرف: ما تغنيش تاني عشان صوتك وحش

حمحم باحراج يعبث في شعره تمتم في نفسه: أين الجبهه أنا لا اراها، وأنا اللي كان نفسي ابقي سي إسلام.


حمحم بضيق: قومي يا شمس، ادي جوزاة اللي يغني لمراته.


في المستشفي

دخل على سريعا خلفه طاقم من الأطباء إلى تلك المستشفي الصغيرة دله مكتب الاستقبال على حجرتها اتجه إليها مسرعا ليجد رشيد ومعه احدي الممرضات في الحجرة

رشيد بدهشة: على، أنت بتعمل ايه هنا

على سريعا: بعدين يا رشيد سيب الدكاترة يشوفوا شغلهم

خرج رشيد مع على من الغرفة ليهتف رشيد يسأله؛ في ايه يا على وخالد فين وليه الدكاترة دي هنا.


في تلك اللحظة خرج الاطباء من الغرفة يدفعون ذلك الفراش الطبي الذي تسطح جسد لينا عليه متصل بالكثير من الاجهزة، ليهتف على سريعا وهو يهرول خلفهم: بعدين يا رشيد أهم حاجة ابقي بلغ جاسم أن لينا مع خالد وانهم مش جايين

اخذها الأطباء إلى سيارة اسعاف مجهزة وضعوها في السيارة لتنطلق سريعا إلى المطار.


حيث كان ينتظرهم على متن طائرة خاصة ركض ناحية سيارة الاسعاف ما ان رآها يحملها بين ذراعيه متجها بها إلى تلك الطائرة بجانبه العديد من الاطباء لتنتطلق الطائرة بعدما اخذت اذن الاقلاع إلى احدي المستشفيات الشهيرة بلندن.


جاسم صارخا من القلق: يعني ايه البنت راحت فين، اكيد خطفها دا مجنون ويعمل اي حاجة

راشد: اهدي بس يا اخوي وحاول تتصل بيهم تاني

جاسم بحدة: موبيلها مقفول وموبيله زفت ما بيردش هقتله قسما بالله لو البنت حصلها حاجة لهقتله

دخل رشيد في تلك الاثناء يهتف بجد: أنا عارف لينا فين

هرول جاسم ناحيته يسأله بلهفة: فين يا ابني، هي فين.


بلع ريقه يهتف بحزن: لينا خالد جابها المستوصف بتاع البلد من حوالي ساعتين كانت حالتها صعبة جدا للأسف لينا كانت حامل والجنين نزل، شهقت فريدة بفزع: بنتي، بنتي

جاسم سريعا: طب يلا نروحلها

هز رشيد رأسه نفيا: على جه من شوية ومعاه طقم دكاترة وخدوا لينا ومشيوا حاولت اعرف هيروحوا فين رفض يقولي

شحب وجهه جاسم من الصدمة: يعني ايه، كدة يبقي اتجوزها، طب بنتي راحت فين، وداها فين.


كانت شروق تقف بعيدا تنظر لتلك الصغيرة التي تحملها بين يديها تتذكر كلمات لينا، لتجد نفسها تلقائيا تضم الصغيرة لصدرها تربط على ظهرها بحنان تهمس: ما تخافيش يا بتي، ما تخافيش انتي بتي زي ما وعدت امك، ربنا يرجعهلنا بالسلامة يا رب

ربط رشيد على كتفها يبتسم بامتنان: دا العشم بردوا يا شروق خلي بالك من البنت لحد ما نعرف لينا حصلها ايه.


ردت سريعا: ما تقلقش يا سي رشيد لينا من دلوقتي بتي وحتة من قلبي زيها زي جاسر تمام

خرج جاسم من المنزل يتصل بذلك الرقم يصرخ بحدة: ايه اللي حصل يا رفعت وازاي ما تبلغنيش

رفعت: ابلغك بايه، بقولك ايه يا جاسم اللي انت عايزة خلاص حصل، خالد اتجوز مايا، وأنا خلاص رجعلتي فلوسي وهدفعلك الفلوس اللي في الشيك اللي عليا وخرجني بقي من العبة القذرة بتاعتكوا دي.


هتف جاسم بسخرية: أنت فاكر أن دخول الحمام زي خروجه يا رفعت ولا ايه، أنت هتخرج بمزاجي أنا، دلوقتي أنا عايز اعرف خالد خد البنت وراح فين

رفعت: ما اعرفش أنا اعرف أنه سافر برة مصر فين بقي ما اعرفش

جاسم بحدة: طب اقفل، اقفل ما يجيش من وراك خبر عدل

اغلق الخط ليجد هاتفه يرن بذلك الرقم ليجيب سريعا

، : لقد تم الأمر

جاسم: أين ابنتي.


، ساخرا: لا تخبرني انك خائف، صدقا جاسم لا يليق بك دور الاب الخائف فكلانا يعلم إنت لا تخاف سوي على اقتصادك فحسب

جاسم بحدة: اين ابنتي

، : هي قادمة لي لا تقلق ساستقبلها بنفسي

وداعا عمي

جاسم بحدة: اياك ان تؤذيها، أنا اساعدك فقط حتى ادمر علاقتها بذلك الرجل

ضحك ذلك الرجل ساخرا: اوووه جاسم انت تكرهه بقدر حب ابنتك له، لا تقلق انت تعلم اني أحبها ولن اؤذيها أنا فقط اريدها، انت تعلم اني اعشقها، وداعا عمي.


جاسم بهدوء: وداعا

اغلق جاسم الخط يشرد في الفراغ امامه سيفعل اي شئ ليدمر ذلك الرجل ويبعد ابنته عنه.


في شقة إسلام

طرقت سعاد غرفة اسلام تطلق الكثير من الزغاريد العالية تهتف بسعادة: اصحوا بقي يا عرسان كل دا نوم

هتف طه بضيق: ما تسبيهم يا سعاد

سعاد مبتسمة بخبث؛ يا راجل يقوموا حتى يفطروا وأنا اسيبهم براحتهم

ظلت تطرق على الباب بعنف دون مجيب لتهتف بقلق: هما ما بيردوش ليه، أنا هدخل

طه سريعا: تدخلي فين يا سعاد يمكن نايمين

هتفت ساخرة: نايمين ايه دول لو كانوا ميتين كانوا صحيوا، انا هدخل يعني هدخل.


فتحت باب الغرفة لتشهق بفزع تصيح بصوت عالي؛ يالهوووووي

دخل طه سريعا يهتف بقلق؛ في ايه يا سعاد

سعاد بقلق: الواد والبت راحوا فين، العيال راحوا فين، اتخطفوا اكيد اتخطفوا، انا قيلالة ابن الموكوسة ما يكلمش حد غريب في الشارع ولا ياخد حاجة من حد ما يعرفوش

نظر لها بصدمة كأنها برأسين لا يعرف ايضحك ام يقلق: ايه اللي انتي بتقوليه دا يا سعاد هو ابنك لسه عيل صغير

سعاد بقلق: اومال راحوا فين، يمكن البت راحت لاختها.


خرجت سعاد سريعا من باب الشقة تدق باب الشقة المقابلة بلهفة وطه يحاول جذبها دون فائدة: يا سعاد تعالي بطلي فضايح

كادت أن تتكلم حينما فتح لها إسلام يفرك عينيه بنعاس: صباح الخير يا ماما

سعاد بصدمة: يالهوي أنت بتعمل ايه هنا يا موكوس يا ابن الموكوسة وفين البت شمس

إسلام: في ايه يا امي، شمس نايمة جوا

سعاد: طب ولينا وجوزها نايمين في الحمام.


إسلام: خالد باشا سافر النهاردة بدري وسابلي مفتاح شقته ومفتاح الورشة على ما يجي

هتفت سعاد بابتسامة واسعة: والنبي جدع طيب وابن حلال

ضحك إسلام ساخرا: مش الطيب دا اللي ما كنتيش طيقاه من يومين

هتفت بثقة: يلا بقي المسامح كريم وأنا طول عمري كريمة، أنا هروح اجبلكوا الفطار عشان ترم عضمك يا حبيبي

ضحك إسلام على خفة ظل والدته وعفويتها في الحديث لتذهب سعاد سريعا تحضر له صينية الطعام لتعود إلى شقتها مرة اخري.


خرجت شمس تهمس بارتباك: هو في ايه

إسلام: ما فيش يا حبيبتي دي ست الكل كانت بتجيبلنا الفطار اقعدي يلا كلي أنا نازل عشان في شغل كتير في الورشة

همست بخجل: طب ممكن تقعد تفطر معايا

هز رأسه إيجابا بابتسامة واسعة: يا خبر أنا أطول يا باشا، بس للأسف أنا ماليش في الحلويات

نظرت ناحية صينية الطعام باستفهام تهمس باستفهام: بس الفطار ما فهوش حاجات حلوة.


هتف بسهتنة: هو ما فيهوش بس انتي اي حاجة هتمسكيها بايديكي هتبقي احلي من السكر

غزت الحمرة القاتمة وجنتيها تفرك يديها بتوتر لتجده يجذب يدها متجهين إلى طاولة الطعام الصغيرة جلس واجلسها بجانبه يطعمها بيديه تاخذ منه الطعام بخجل دقات قلبها سريعة عنيفة بالكاد تستطيع التقاط أنفاسها شعور غريب لذيذ يغزو خلاياها يدغدغ حواسها برفق يبدو ان قلبها بداء يدق من جديد.


على متن الطائرة يجلس جوار فراشها يمسك بيدها يهمس بألم: سامحيني يا لينا سامحيني يا حبيبتي أنا عارف إن اللي عملته دا غلطة كبيرة في حقك، بس أنا تعبت يا لينا كل إنسان ليه طاقة احتمال وانا خلاص ما بقتش قادر استحمل، الدنيا كلها بتحاربنا كلهم علينا، انا كنت مستعد أحارب لآخر نفس فيا طول ما انتي وبنتي بخير، بسط يده على بطنها لتنساب دموعه بألم: مات يا لينا، ما قدرتش يا لينا والله ما قدرت كفاية اوي كدا، قسما بالله لهدفعهم التمن غالي، بس تبقي بخير وأنا وربي ما هسيبهم، بس عشان خاطري سامحيني، ما كنش قدامي حل تاني، تعبت من فكرة اني عاجز، انتي عارفة كل ليلة لما كنت بحط دماغي على المخدة ما كنتش بنام كنت بفضل افكر يا تري بكرة هقدر اجيب فلوس تكفينا، لو حد فيكوا تعب أنا هعمل ايه، أنا آسف يا لينا، اسف والله آسف، وحياتك عندي لهخدلك حقك منهم كلهم واولهم مني أنا.


اخيرا وصلت الطائرة ليحملها سريعا متجها بها إلى سيارة الاسعاف التي تنتظرهم متجهين بها إلى تلك المستشفي، التي بمجرد وصولهم اخذها الأطباء منه سريعا إلى غرفة الطوارئ

ليقف هو خارجا يجوب الممر ذهابا وايابا يهنش القلق قلبه بلا رحمة مر اكثر من ساعة حينما خرج أحد الأطباء من الغرفة هرع إليه يهتف بلهفة: ارجوك اخبرني ما هي حالتها

الطبيب بأسي: أنا آسف حالتها خطيرة جدا عليها البقاء في العناية المركزة.


هتف سريعا: ارجوك افعل اي شئ سأعطيك كل ما تريد فقط اريدها أن تعيش

هز الطبيب رأسه إيجابا: سأفعل ما بوسعي

خالد: هل يمكنني أن أرها

هز الطبيب رأسه نفيا بهدوء: آسف لا يمكنك دخول العناية المركزة

هز رأسه إيجابا بتفهم ليتركه الطبيب ويرحل، وقف أمام غرفتها ينظر لجسدها الهزيل الشاحب المتصل بالكثير من الأجهزة يبكي بحرقة: أنا آسف، يا ريتنا ما سافرنا، انا السبب أنا اللي وصلتك للحالة دي.


ياااارب ما تحرمنيش منها أنا مش هقدر اعيش من غيرها

مرت عدة ساعات كان يقف فقط فيهم امام غرفتها ينظر لها وهي غائبة عن تلك الدنيا ليقتحم أنفه رائحة منفرة، منبعثة من الدم المتجلط على ملابسه، قرر الذهاب لاحد الفنادق القريبة ليبدل ملابسه ويعود اليها مرة أخري القي عليها نظرة اخري ليتركها ويرحل.


خرج من المستشفي يستقل سيارة اجري لتتسع ابتسامة ذلك الجالس في سيارته نزل من السيارة يغلق زر حلته السوداء يمشي بخطي منتظمة متجها لتلك المستشفى، ومنها إلى تلك العربة الذي اخبره رجاله برقهما، حذاء أسود لامع خطوات منتظمة حادة يسمع صداها في طرقات المستشفي الفارغة وصل إلى تلك الغرفة لينثني جانب فمه بابتسامة ساخرة اظهرت بعض أسنانه البيضاء اللامعة ادار المقبض، دخل إلى الغرفة يغلق الباب خلفه بهدوء، تقدم ناحية ذلك الفراش إلى أن جلس بجانبه، ابتسم بخبث مد يده يحرك أصابعه على وجهها هتف بابتسامة شيطانية خبيثة: اوووه لوي لو تعلمين كم اشتقت لكي صغيرتي!....


الفصل السادس والعشرون والسابع والعشرون من هنا 


لقراءة جميع حلقات الروايه الجزء الثاني من هنا

تعليقات