
رواية أسير عينيها
الفصل الرابع 4 والخامس 5 الجزء الثاني
بقلم دينا جمال
جلس علي الفراش صدره يعلو ويهبط بجنون يضم صغيرته لصدره يحاوطها بذراعيه، لل يصدق ما حدث كانت ستضيع منه في لحظة واحدة، بعد صراخها هب سريعا ينتشل الصغيرة من الماء حمد لله لم يصل الماء لانفها
اختطف منشفة كبيرة يلف بها صغيرته.
رمق لينا بنظرات نارية مشتعلة متوعدة ليأخذ الصغيرة متجها الي الفراش جلس علي حافته حينما شعر بأن قدميه لم يعودا يستطيعان حمله يضم صغيرته لصدره ترتكز حواسه بأكملها مع دقات قلبها الصغير المنتظمة
خرجت من المرحاض بالكاد تستطيع التقاط أنفاسها من مما حدث عينيها حمراء بشرتها شاحبة، تحدثت بصوت مرتجف: هي كويسة
نظر لها بتوعد يجز علي أسنانها بغضب
فتحت يديها تريد اخذها منه: طب هاتها.
مدت يدها تأخذها الصغيرة منه لتشهق فجاءة حينما دفع يدها بعنف لدرجة أنها سقطت ارضا امامه، نظرت له بذهول
ليصيح بحدة: مالكيش دعوة ببنتي فاهمة يا بنت جاسم
هبت واقفة تصيح بحدة مماثلة: دي بنتي انا كمان ومش حقك تبعدها عني.
قبض علي ذراعها يهزها بعنف يصيح بقوة: بنتك، بنتك اللي سبتيها في الماية وواقفة تتخنقي علي الشغل، إنت عارفة لو بنتي بعد الشر كان حصلها حاجة ما كنش هيطفي ناري عيلتك كلها، كنت هموتهم كلهم قدام عينيكي، أما انتي كنت هخليكي تتمني الموت من اللي هعمله فيكي، مش عايز اسمع كلمة الشغل دي تيجي علي لسانك خالص، لو كان في أمل واحد في المية اني اوافق علي شغلك بعد اللي حصل دا مش عايز اسم كلمة شغلي تاني انتي فاااااااااااااهمة.
انتفضت الصغير تبكي خائفة من صوت والدها الغاضب ليربط خالد علي ظهرها برفق يهدهدها بحنان، بينما تقف هي في حالة صدمة لا توصف بدأ جسدها يرتجف تلقائيا بدأت الدموع تسيل بغزارة من عينيها لا تصدق أن تلك الكلمات القاسية خرجت من فمه هو!
تحدثت بصوت مرتجف باكي: ططب هااات البنت البسها هدومها بدل ما يجليها برد
ضحك ساخرا: خايفة عليها اوي يا بنت جاسم
رددت بحزن: بنت جاسم.
هتف بحدة: ما هو انتي لما بتعدي عن دلع لوليتا وحنية لينا وتفكري بانانية تبقي بنت جاسم ابوكي طول عمره اناني ما بيفكرش غير في مصلحته وبس
لينا بحدة: لو سمحت ما تتكلمش عن بابا بالشكل دا
التوي جانب فمه بابتسامة ساخرة: مش بقولك بنت جاسم
اتجه ناحية دولاب ملابس الصغيرة اخرج لها بعض الثياب وهو مازال يحملها علي ذراعه.
القاهم علي الفراش وضع الصغيرة علي الفراش ناظرا لها بحدة: غيريلها مهما كان ايدي هتبقي ناشفة وممكن اوجعها وأنا بلبسها
افسح لها المجال لتبدل ملابس الصغيرة برفق وهي تداعبها تستمع بضحكاتها البريئة
ما إن أنهت تبديل ملابسها كادت ان تحملها حينما اخذها منها وضعها في مهدها الصغير
جلس علي ركبتيه بجانبها يلعب معها بالعابها الكثيرة الي ان نامت ورغم ذلك لم ينم هو ظل جالسا بجانبها ينظر لها حتى يتأكد فقط أنها تتنفس.
اما هي فتجلس علي حافة الفراش تنظر لصغيرتها من بعيد وكأنه أصبح حاجز بينهما
اقتربت بخطئ بطيئة جلست بجانبه امام فراش الصغيرة تنظر له بعتاب نظرات صامتة متألمة، نظر ناحيتها ببرود لدقيقة واحدة ومم ثم قام وتركها متجها الي فراشه تمدد عليه موليها ظهره.
مدت يدها تمسد علي خصلات شعر الصغيرة تهمس بصوت منخفض باكي: أنا آسفة يا حبيبتي والله العظيم ما كنش قصدي الحمد لله انك بخير لو بعد الشر كان حصلك حاجة كنت هموت وراكي
سمعته يهتف بصوت بارد خالي: سيبي البنت نايمة ما تزعجيهاش عايزة تتكلمي اطلعي برة
شخصت عينيها بصدمة هتفت بذهول: أنت ازاي بتقولي كدة دي بنتي أنا كمان علي فكرة
سمعت نبرته الساخرة وهو يقول بتهكم: آه ما أنا واخد بالي.
يكفي كلماته كالخناجر تمزق فيها دون رحمة جلست بجانب تخت صغيرتها تسند رأيها علي حافته الخشبية ضامة ركبتيها لصدرها تنساب دموعها بصمت ظلت تبكي لمدة لا تعملها الي ان غلبها النعاس رغما عنها
لم ينم يعلم أن كلامته قاسية حادة هو نفسه لا يعرف كيف قالها صدقا هو ليس نادما علي ما قال، لن يتحمل أن يخسر طفلته الثانية
لن يتحمل ذلك الألم مرة أخري.
التفت ناظرا ناحيتها ليجدها علي حالتها تلك نائمة تسند رأسها علي فراش الصغيرة دموعها تغرق وجهها، زفر بضيق ليقم من علي الفراش متجها إليها دثر صغيرته بالغطاء جيدا ليجثي علي ركبتيه بجانبها مد أنامله يمسح تلك الدموع التي تغرق وجهها ليسمعها تهتف وهي نائمة لوليتا أنا آسفة، آسفة.
حملها بين ذراعيه بهدوء وضعها علي الفراش وضع عليها الغطاء ليعود مرة اخري يجلس جزار فراش الصغيرة ينظر لها وهي نائمة يطمئن فقط انها تتنفس، ظل علي حالته تلك الي أن سطعت الشمس قام مقبلا جبينها، اتجه ناحية المرحاض يمط ذراعيه في الهواء بتعب لم ينم منذ الأمس، اغتسل وبدل ملابسه ليتجه ناحيتها يوقظها ببرود
خالد بحدة: لينا انتي يا استاذة قومي
هبت جالسة بقلق تسأله بلهفة: في ايه لوليتا كويسة.
تجاهلها يهتف بجد: أنا نازل قومي عشان تخلي بالك من البنت
هزت رأسها ايجابا تهمس بحزن: حاضر
تحرك ليخرج من الغرفة حين استوقفته: مش هتفطر
رد بكلمة واحدة: لاء، ليخرج من الغرفة صافعا الباب خلفه
تنهدت بحزن من طريقته الجافة لم تفكر كثيرا فبالتأكيد هو من وضعها بالفراش اطمئنت أنها بخير لتذهب سريعا تعد لها زجاجة الحليب.
جالسا في مكتبه يتحدث في الهاتف
رفعت بجد: الورقة قدامي اهي، أنت متأكد أنه مش هياخد باله، زمانه جه، مش دلوقتي علي طول شوية، طيب خلاص، اه ماشية زي ما خططت، تمام اول ما يمضي عليها هقولك، طيب سلام
جلس في مكتبه واضعا وجهه بين كفيه يشعر بصداع يكاد يفجر رأسه اجفل علي صوت دقات علي باب الغرفة
خالد بجد: ادخل
دخلت مايا تمشي بدلال لم يلحظه هو في الاصل لم يراها الي ان جلست علي الكرسي امامه.
مايا بدلال: هاي يا خالد
رفع وجهه يبتسم لها بتعب: اهلا ازيك يا مايا
مايا مبتسمة بدلع: كويسة كتير لما شوفتك، مالك شكلك تعبان
ابتسم باصفرار: ما فيش مصدع شوية
قطبت جبينها بحزن تمط شفتيها بدلال مصطنع: اوووه عشان أنت بتتعب اوي في الشغل، لتبتسم بدلال، انا عندي فكرة هايلة هتضيعلك الصداع في ثواني.
قطب جبينه باستفهام ليجدها تقوم من مكانها متجهه ناحيته وقفت خلف كرسيه ليشعر بها تمد يديها ناحية رأسه تدلكها بحركات دائرية ناعمة! عند ذلك الحد انتفض من مكانه ينظر لها بحدة هاتفا بضيق: انتي بتعملي ايه
مطت شفتيها بحزن مصطنع: مش بعمل حاجة مش أنت مصدع أنا كنت عايزة الصداع يروح
هتف بجد: لائ متشكر الصداع راح اتفضلي بقي عشان ورايا شغل، لينادي بصوت عالي، يا عسكري.
دخل العسكري سريعا ليخبره بجد: وصل الاستاذة مكتب اللوا رفعت عشان شكلها اتلغبطت في المكتب
العسكري بجد: حاضر يا باشا، اتفضلي معايا
نظرت له بتوعد لتخرج بخطي مغترة من مكتبه ليعود مرة اخري يلقي بجسده علي الكرسي تلك المرة وجد هاتفه يرن، انها هي غاضب ولا يريد الرد ولكن ماذا يفعل بقلبه الاحمق
فتح الخط يرد بجفاء: نعم
سمعها تصرخ باكية: الحقني يا خالد
هب واقفا يسألها بفزع؛ في ايه.
ردت من بين شهقاتها: لوليتا، لوليتا ساخنة وعمالة تترعش
صرخ بلهفة: أنا جاي حالا البسي علي ما اجي عشان هناخدها للدكتور
اغلق الخط مهرولا الي باب المكتب كاد أن يفتحه حينما وجده فتح من الخارج دخل احد العساكر يهتف بجد: خالد باشا رفعت باشا بيقول لحضرتك أمضي علي الورق دا عشان يقفل الفضية بتاعت شخنة المخدرات اللي اتمسكت الأسبوع اللي فات
هتف علي عجل: بعدين.
العسكري: ما ينفعش يا باشا رفعت باشا مأكد أنك ما تمشيش قبل ما تمضي علي الورق عشان لازم الفضية تتقفل النهاردة
اختطف الورق من يده يلتقط قلم جاف من علي مكتبه أسرع يخط اسمه علي جميع الأوراق ليلقي القلم تاركا الورق مكانه اسرع يركض خارج الإدارة متجها الي سيارته
يقودها بجنون التقط هاتفه يتصل بسامح
خالد بلهفة: ايوة يا سامح أنت في العيادة
سامح: آه لسه واصل
خالد سريعا: طب تمام أنا دقايق وهبقي عندك.
وصل الي منزله ليجد لينا تقف في الحديقة تنتظره وهي تحمل الصغيرة ففتح لها باب السيارة لينطلق سريعا ما أن ركبت
خالد برفق: اهدي يا حبيبتي لوليتا هتبقي كويسة ما تخافيش
لينا باكية: دي سخنة اوي يا خالد
بلع لعابه بخوف يطمئنها: ما تخافيش بإذن الله خير
كان يطمئنها وهو بداخله مرعوب علي ابنته الصغيرة جالت في باله افكار بشعة عن أنه فقدها.
امسك رفعت تلك الورقة ليبدأ برفق نزع غلافها الخارجي كانت ورقة ملتصقة بورقة اخري ابتسم بخبث حينما شاهد امضته علي الورقة الاصلية
رفعت بخبث: والله وصباعك بقي تحت ضرسي با ابن اختي، يخربيت دماغك يا، شيطان
امسك هاتفه يتصل بذلك الرقم يهتف بفخر: تمام، مضي، لا ما شكش في حاجة، لو شك ما كنش مضي، بكرة هقوله، كل حاجة ماشية تمام.
وصل سريعا الي عيادة سامح فاخذ الصغيرة منها يركض مسرعا الي تلك العيادة
سامح: خير، يا خالد قلقتني
خالد سريعا: لينا، لينا سخنة اوي
سامح: طب حطها علي السرير دا
وضع خالد الصغيرة علي السرير الطبي وبدأ سامح يفحصها
خالد بقلق: في ايه يا سامح طمني
سامح بجد: هو ايه اللي حصل
تحدثت بصوت مرتجف باكي: ما اعرفش أنا روحت اصحيها عشان آكلها لقيتها عماله تترعش وبعدين لقيت حرارتها عليت فجاءة.
سامح مبتسما بهدوء: ما تخافيش هي واضح انها خدت نزلة برد والحمد لله لحقناها في الأول
جلس علي مكتبه يخط بعد الأدوية علي الروشتة امامه
سامح بهدوء: تاخد من الدوا دا بانتظام أنا كاتب جنب كل نوع كام مرة في اليوم وبإذن الله هتبقي كويسة
خالد بجد: متشكر يا سامح.
اخذ الروشتة منه ليخرج هو و زوجته التي اسرعت واخذت صغيرتها منه تضمها لصدرها بحنان وخرجت من العيادة وخلفها خالد واستقلا سيارته وقف خالد امام احدي الصيدليات ونزل منها واشتري الدوا ثم عاد واستقل سيارته وعاد الي منزله
صعدت لينا لأعلي وهي تضم الصغيرة لصدرها بشدة وخلفها خالد
خالد: نيميها في سريرها يلا يا حبيبتي
لينا: لاء هتنام في حضني
خالد مبتسما: ماشي يا ستي.
وضعت لينا ابنتها علي سريرها وتمددت بجانبها تنظر لها بخوف ثم امسكت كفها الصغير برفق وقبلته، رفعت نظرها لخالد تنظر له بخوف
لينا: خالد، هي هتبقي كويسة صح
خالد: ما تخافيش يا حبيبتي، سامح قال انها كويسة والله
هزت رأسها ايجابا بابتسامة صغيرة متوترة
بدأ النوم يهاجمها وهي تقاومه لاحظها هو فربت علي يدها برفق
خالد بحنان: حبيبتي، نامي شوية
هزت رأسها نفيا وهي تحاول ان تبقي عينيها مفتوحة.
لينا: لاء يا خالد فاضل ساعة علي ميعاد دوا لوليتا
خالد: ما تقلقيش نامي وانا هدهولها
نظرت له بشك ورفعت حاجبها بتوجس
لينا بشك: هتعرف تديهولها
خالد: مش شغلانة يعني يا لينا معلقتين دوا نامي يا حبيبتي وما تقلقيش
لينا: طب لو ما عرفتش صحيني
خالد: حاضر
لينا: وعد
خالد: وعد يا حبيبتي، يلا بقي نامي
اغمضت عينيها واستسلمت للنوم بدأ النوم يهاجمه هو الاخر فهو لم ينم منذ الأمس هز رأسه نفيا عدة مرات ليبعد عنه النوم.
خالد بجد: لا لا فوق يا خالد، عشان دوا لوليتا
رغما عنه اغمض عينيه بضع دقائق
ففتحت الصغيرة عينيها تنظر حولها باستغراب لتبتسم بسعادة حينما رأت والدها زحفت ناحيته الي ان جلست علي صدره تشد أزرار قميصه تحاول خلعها للعب بها ليفتح عينيه فجاءة يهتف بمرح: قفشتك يا حرمية بتسرقي زراريري وأنا نايم
لم تفهم منه شيئا ولكنها ضحكت عاليا ببراءة
بسط كف يده يتحسس جبينها برفق ليتنهد براحة: الحمد لله الحرارة راحت.
نظر في الساعة
خالد: يلا عشان ناخذ الدوا
اعتدل في جلسته واجسلها بجانبه واحضر الدواء واعطاه لصغيرته
بدأت الصغيرة تصدر اصواتا: بوووووووووف، فووووووووو، تتتااالتالتاتتاا
خالد. ضاحكا: شكلك كدة صحصحتي تعالي بقي عشان ما نصحيش ماما
حملها علي ذراعه و ذهب بها الي غرفة العابها، غرفة جعلها مخصصة لطفلته وملئها بالألعاب
جلس ووضع صغيرته علي قدميه وبدأ يلعب معها الي ان نامت الصغيرة.
فحملها برفق ووضعها في فراشها ودثرها بالغطاء وقبل جبينها
خالد بصوت منخفض: تصبحي على خير يا جنة قلبي
نظر في ساعته فوجدها الثامنة، مد ذراعيه في الهواء بتعب
ذهب الي الحمام واغتسل وارتدي ملابسه وقف امام المراءة يصفف شعره عندما
قامت لينا فزعة من نومها
لينا بلهفة: لينا، لينا فين
خالد برفق: اهدي يا حبيبتي ما تخافيش لينا نايمة
لينا بلهفة: طب هي الحرارة نزلت بقت كويسة يعني.
ابتسم بهدوء: اه يا حبيبتي، بقت كويسة الحمد لله
نظرت له بدهشة عندما وجدته يرتدي ملابسه ويستعد للخروج
لينا: ايه دا انت رايح الشغل
رفع كتفيه بتعجب من سؤالها
خالد: اه طبعا
لينا: بس انت ما نمتش من امبارح
خالد مبتسما بحنان: ما تقلقيش عليا انا متعود علي النوم القليل، خلي بالك من لينا علي ما اجي.
هزت رأسها ايجابا بحزن ليذهب ناحيتها جلس بجانبها فاتحا ذراعيه قليلا لتنكمش ملامحها بحزن اسرعت تختبئ داخل صدره تبكي بحرقة
خالد: أنا آسف
هزت رأسها نفيا تبكي بقوة تتشبث بقميصه
لينا باكية: بابا خالد زعقلي وقالي كلام يزعل اوي
مسد علي شعرها برفق: حقك عليا يا حبيبة بابا، اوعدك أنه مش هيقول كدة تاني ابدا هو بس غبي لما بيبقي خايف ما بيعرفش يتحكم في أعصابه.
ابعدها عنه يسمح دموعها برفق: خلاص بقي آخر مرة أنا آسف يا ستي حقك عليا
ربط علي شعرها برفق: مش عايزة حاجة وأنا جاي
شهقت بذهول: أنت نسيت ولا ايه
خالد مبتسما: قصدك عيد ميلاد لوليتا، مين يصدق ان بقي عندها سنة
لينا مبتسمة: هتعمل حفلة
هز راسه ايجابا: اه طبعا، شوفي ايه المطلوب وانا اجيبه هو انا عندي اغلي منها
ضربته بقبضتها الصغيرة علي صدره
لينا بغيظ: يا سلام.
خالد ضاحكا: منك، هو انا عندي اغلي منك انتي الي سمعتي غلط
استيقظت الصغيرة وبدأت تبكي فتملصت من بين ذراعيه وذهبت اليها سريعا وحملتها من مهدها
وذهبت بها ناحية خالد، فأخذها منها وقبل جبينها
خالد مبتسما: صباح اللوليتا علي احلي لوليتا
لينا بغيظ طفولي: كدة يا خالد، خلاص انا زعلانة منك
اتسعت ابتسامته الخبيثة يهتف بمكر: اصالحك.
وضع صغيرته في فراشها، وعاد اليها وجدها تحاول ان تخرج من الغرفة دون ان يلاحظ، فأسرع وامسكها وحبسها بين ذراعيه والباب
خالد بخبث: قفشتك رايحة فين، انا لازم اصالحك
اتسعت عينيها بخجل: لالالا أنا مش زعلانة خالص
غمزها بوقاحة: يا بت علي العموم هنأجل الصلح لبليل عشان أنا متأخر علي الشغل، آه صحيح اجهزي انتي ولوليتا هعدي عليكوا الساعة 5 نروح نشتري المطلوب عشان الحفلة
ثم نظر في ساعته يا خبر دا انا انت اتأخرت اوي.
قبل جبينها ونزل سريعا وهي تركض خلفه
لينا: استني يا خالد افطر الاول
خالد بسرعة: معلش يا حبيبتي مستعجل
امسكت ساندويتش صغير وركضت خلفه الي ان وقفت امامه واعترضت طريقه بجسدها الصغير
لينا بعند: مش هتخرج غير لما تاكل دا
امسك يدها الممسكة بالشاندويتش وبدأ يأكله باستمتاع
لينا بخجل: طب سيب ايدي عشان تعرف تاكل
خالد مبتسما بخبث: تؤ، كدة الاكل طعمه احلي، صحيح هو دا ساندويتش ايه اساسا
لينا: جبنة رومي.
خالد: بجد، امال انا ليه حاسة ساندويتش عسل او مربي
لينا بخجل: بس بقي يا خالد
خالد بهيام: هتوحشيني
لينا: ما تتأخرش
خالد: من عنيا يا حبيبتي
لينا: يلا بقي مش قولت متأخر
خالد بسرعة: اه صحيح، سلام يا روحي
ذهب الي عمله ثم الي مكتبه
محمد: ايه يا عم كل دا تأخير
خالد: اديني جيت اهو، علي الله بقي تقولي الوا رفعت عايزك انا ما فييش دماغ لأبوك النهاردة
محمد: لا اطمن، بس قولي ايه الي شاغل دماغك.
خالد: انت مالك انت عيل تنح صحيح، يلا يالا علي مكتبك
محمد: خلاص يا عم، سلام
خالد: صحيح عيد ميلاد لينا بكرة
محمد: انهي واحدة فيهم
خالد بتهكم: اكيد مش هعزمك علي عيد ميلاد مراتي، مش عايز غباوة
محمد مبتسما: معقولة لوليتا تمت سنة، كل سنة وهي طيبة
خالد مبتسما: وانت طيب، بكرة الساعة 8 علي الله ما تجيش وتجيب رانيا ولوجين معاك عشان وحشتني
محمد: ماشي يا عم 8 بالدقيقة هنكون عندك.
خالد: بقولك انا نازل صالة التدريبات شوية، لو ابوك سأل عليا قوله مات
محمد ضاحكا: الله يرحمك يا صاحبي
نزل خالد الي صالة التدريبات وخلع ملابسه وارتدي ملابس التدريب الخاصة به المكونة من تيشرت اسود بحمالتين وسروال قطني أسود ايضا، و ارتدي قفازات الملاكمة وبدأ يتمرن.
وقفت تلك العيون تراقبه بنظرات عاشقة راغبة تتطلع إلى عضلاته المرسومة بجرائه، قضت ليلتها بأكملها تحلم به وتفكر فيه، رجل غريب لم تلتقي مثله أبدا، فهو لم ينجذب كمعظم الرجال التي قابلتهم لفتنتها ولا انوثتها الطاغية، حتى انه رفض ان يسلم عليها، وعاملة بفظاظة بالأمس.
عقدت حاجبيها بغيظ وهي تتذكر مدي عشقه لتلك الفتاة بل الطفلة من وجهه نظرها لن تنكر انها جميلة لها هالة خاصة من البراءة تحيط بها، ولكنها تريده هو تريد ذلك الحب الذي يغدق به تلك الطفلة، وهي أن رغبت في شيء تحصل عليه
ابتسمت بخبث وهي تتذكر ما حدث بالأمس
كانت تقق في شرفة غرفتها في منزل والدها، تفكر فيه اصبح يحتل تفكيرها من يوم واحد رأته فيه، دق رفعت الباب ودخل
رفعت مبتسما: الجميل لسه صاحي ليه.
مايا بضيق: مش جايلي نوم دادي
رفعت: مالك يا حبيبتي، ايه الي مضايقك
مايا: ما فيش، دادي هو ينفع يعني...
رفعت: قولي يا حبيبتي
مايا: ينفع يعني الواحد يحب من أول نظرة، ولا بيحصل في الأفلام بس
رفعت مبتسما بخبث: خالد مش كدة
اتسعت عينيها بدهشة: دادي انت عرفت ازاي
رفعت: عنيكي كانت هتاكله واحنا عنده في الفيلا، حبيتيه
مايا بحزن: يس دادي، بس ايه الفرق هو بيحب مراته اوي، مستحيل يحبني.
رفعت مبتسما: انتي عيزاه يحبك ولا يتجوزك
مايا بدهشة: What
رفعت: مش انتي بتحبيه انا هخليه يتجوزك وبعدين انتي خليه يحبك بعد كدة
مايا بفرحة: بجد يا دادي
رفعت مبتسما: طبعا يا حبيبتي، أنا اهم حاجه عندي هي سعادتك، اوعدك انك اي حاجة هتحلمي بيها انا هحققهالك
احتضنت مايا رفعت بسعادة: I love you dad
رفعت: وانا كمان بموت فيكي يا حبيبتي
باااااك.
فاقت من شرودها ومازالت تلك الابتسامة الخبيثة تزين شفتيها، اقتربت من الصالة ببطء الي ان دخلتها ووقفت خلفه مباشرة
مايا مبتسمة: خالد
التفت اليه وهو يتصبب عرقا وينهج بشدة من كثرة التدريبات
خالد مبتسما باصفرار: اهلا يا مايا ازيك
مايا مبتسمة: كويسة، انت عامل ايه
خالد مبتسما: الحمد لله بخير، اه صحيح عيد ميلاد لوليتا بنتي بكرة الساعة 8 مستنينك
مايا بدلال: أكيد هاجي، طالما انت عايزني أجي ولا ايه.
ابتسم ابتسامه صغيرة بمجامله ثم وقف صامتا لا يعرف ماذا يقول يريدها ان تخرج ليكمل تدريباته اما هي فكانت تقف تتفحصه بنظراتها
الي ان دخل محمد
محمد بضيق لمايا: اللوا رفعت عايزك
نظرت مايا لمحمد بضيق ثم تركتهم وذهبت
خالد مبتسما: جاي في واقتك مظبوط
محمد: أنا لقيتك واقف مش عارف تعمل ايه وهي شكلها لازقة مش هتخرج قولت لما اخلصلك منها.
خالد: تعيش يا صاحبي، هو ابوك فاكر الادارة دريم بارك جايب اختك تتفسح فيها
محمد: يا عم احنا مالنا خلينا في شغلنا
خالد: علي رايك، انا راجع مكتبي ولو ابوك سأل عليا قوله انتحر
محمد: بالسم
خالد ضاحكا: لا بالقتال يا خفيف، دا أنت بقيت عسل أسود يا محمد
بدل ملابسه وعاد إلى مكتبه مرة أخرى.
جلس علي كرسي مكتبه الكبير يراجع ما امامه من قضايا الي ان وقعت عينيه علي البرواز الصغير الذي يحوي صورة طفلتيه، امسكه ينظر الي تلك الضحكات البريئة المرتسمة علي شفتي حوريتيه كما اسماهما، فاتسعت ابتسامته والتقط هاتفه من جيب سترته ليتصل بهما
خالد: وحشتيني
لينا: وانت كمان
خالد: لوليتا عاملة ايه
لينا: بقت احسن بكتير الحمد لله
خالد: هي صاحية
لينا: اه، اهي جنبي
خالد: طب افتحي الكاميرا.
فتحت لينا الكاميرا وبالمثل فعل خالد
لينا: بابي اهو، قولي باي
ظلت الصغيرة تنظر الي خالد باستغراب
خالد مبتسما: صباح الفل يا لوليتا
لوليتا: فوووووووو، بوووووووووف نتنللتننلتلااا
خالد ضاحكا: مش عارف ليه حاسس ان بنتك بتشتمني
لينا ضاحكة: لوليتا، اعملي كدة
اخرجت لينا طرف لسانها لخالد ففعلت الصغيرة مثلها
خالد ضاحكا: بقي كدة يا اوزعة انتي وهي ماشي لما اجيلكوا
لوليتا: ب. ا. ب. ا
خالد مبتسما: نعم يا قلب بابا.
لوليتا: تا. تا
عقد حاجبيه باستفهام يحاول ان يفهم ماذا تريد وعندما لم يستطع
خالد: يعني ايه، يا لينا
لينا: شكولاتة يعني
خالد مبتسما: بس كدة من عنيا
لينا: لاء يا خالد ما تجبش شكولاتة عشان هي تعبانة
خالد بلهفة: ليه، مالها هي سخنت تاني
لينا: لاء يا حبيبي، اهدا، بس الشوكولاتة غلط عليها مع الأدوية
تنهد بارتياح: خلاص ماشي، اوعدك يا حبيبتي اول ما تخفي هجبلك شكولاتة كتير اوي
دق احد العساكر الباب ودخل.
العسكري: خالد باشا، اللوا رفعت عايز حضرتك في مكتبه
خالد: طيب ماشي، روح وأنا جاي وراك
ثم التفت الي الهاتف
خالد: انا هقفل دلوقتي عشان عندي شغل، سلام يا حبيبتي سلام يا لوليتا
لينا: مع السلامة يا حبيبي، يلا اعملي لبابا باي
ابتسم بسعادة ثم اغلق الخط
خرج من مكتبه وذهب ناحية مكتب اللواء رفعت، دقائق مرت وبدا صوت الجدال يتصاعد..تبع
رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس
خرج من الإدارة غاضبا الدماء تكاد تنفجر من عينيه، استقل سيارته يقودها مسرعا يحاول إخراج غضبه بزيادة سرعة السيارة ليقف رغما عنه في تلك الإشارة المرورية المزدحمة
اخذ نفسا عميقا يزفره علي مهل، عاد بظهره لظهر مقعده يغمض عينيه لثواني
ليري صورة صغيرته حينما كانت بعمر أسبوع فقط معلقة في ميدالية فضية أمامه في السيارة التقط الميدالية ينظر لها بابتسامة دافئة ليشرد في احداث عامين مضوا.
Flash back طوووويل
في ذلك اليوم كان نائما بعمق حين اخترقت أذنيه صوتها تتأوه بألم انتفض فزعا يبحث عنها بعينيه رأي باب المرحاض الملحق بالغرفة مفتوحا فهرول ناحيته ليجدها تقف أمام حوض الغسيل تمسك معدتها لتميل فجاءه ناحية الحوض تتقيأ، اسرع ناحيتها يهتف بلوعه: في ايه يا لينا مالك يا حبيبتي
ادمعت عينيها من الألم: بطني، بطني بتقطع يا خالد
اسندها يهتف سريعا: غيري هدومك علي ما اغير ونروح للدكتور.
هزت رأسها نفيا تهتف بابتسامة شاحبة: لالا مالوش لازمه أنا هبقي كويسة هرتاح شوية وهبقي أحسن
اسندها إلي أن جلست علي الفراش ليسرع بالتقاط هاتفه: ارتاحي وأنا هطلب الدكتور
أخذت الهاتف من يده تهتف بضيق: مالوش لزوم يا خالد قولتلك أنا كويسة
ابتسم بهدوء: ماشي يا حبيبتي
اقترب ليقبل جبينها فدفعته بعنف بعيدا عنها
لينا هاتفه بغضب: اووووف ابعد مش طايقة ريحتك
قبض علي ذراعها صارخا بحدة: انتي اتجننتي يا لينا.
كادت أن ترد عندما سمعوا دقات علي الباب دخلت الخادمة تهتف بهدوء: في ضيوف مستنين حضرتكوا تحت
خالد باقتضاب: مين
الخادمة: العيلتين يا افندم ومعاهم رشيد بيه
خالد: طب شوفيهم يشربوا ايه وأنا نازل وراكي
هزت الخادمة رأسها إيجابا باقتضاب لتخرج من الغرفة مغلقة الباب خلفها بهدوء
نظر لها بضيق ليذهب الي دولاب ملابسه اخذ بعض الملابس واتجه ليخرج من الغرفة
لينا: رايح فين.
تقوس جانب فمه بابتسامة ساخرة: هغير في اوضة تانية عشان ريحتي ما تخنقيش
انزلت نظرها بحزن لا تعلم ما اصابها فهي حقا تعشق رائحة عطره هي من تختاره له دائما صدقا لا تعرف لما شعرت بالاختناق والغثيان
قامت بخطي بطيئة متعبة بدلت ملابسها ولفت حجابها متجهه الي أسفل
وجدته يجلس معهم يتحدث سلمت علي الجميع نظرت ناحيته لتجده يرمقها بضيق اشاح بوجهه بعيدا ما أن رأته متصنعا الحديث مع جاسم.
ذهبت وجلست بجانب والدها الذي ربطت علي كتفها برفق
جاسم: مالك يا حبيبتي لونك مخطوف ليه كدة، انتي تعبانة
جاهدت لرسم ابتسامة صغيرة علي شفتيها
لينا: انا كويسة يا بابا ما فيش حاجة
نظر والده ناحيته يهتف بتوعد: علي الله تكون مزعلها
ابتسم له باصفرار وذهب وجلس بجانبها من الناحية الاخري يلف ذراعه حول كتفها
خالد مبتسما: دي هي اللي مزعلاني.
حبست أنفاسها قدر المستطاع لم تعد تتحمل رائحته تغزو أنفها تشعرها بالنفور والغثيان
لم تستطع تحمل الرائحة اكتر من ذلك
فدفعته بكلتا يديها وقامت تصرخ غاضبة
لينا غاضبة: مش قولتلك ابعد عني مش طايقة ريحتك
نظر لجاسم يصرخ غاضبا: شايف بنتك بتعمل ايه
جاسم بضيق: عيب كدة يا لينا ايه الي انتي بتقوليه دا اعتذري لجوزك حالا.
أصبحت الصورة مشوشة هزت رأسها نفيا بعنف لما يدورون بتلك السرعة وضعت يدها علي رأسها تحاول الاتزان لكن دون فائدة سقطت ارضا تحت قدميهم فاقدة للوعي
آخر شئ سمعته صوته وهو يصرخ بفزع بعدها لم تسمع شئ
قام خالد سريعا حملها بين ذراعيه الي غرفته خلفه جاسم والبقية
رشيد: حظك ان شنطتي معايا
دخل رشيد ليفحصها ودخل معه زينب وفريدة
ووقف خالد خارجا يأكله القلق.
جاسم صارخا بغضب وهو يمسكه من تلابيب ملابسه: عملت ايه في البنت قسما بالله...
قاطعه بحدة: ما عملتش حاجة بنتك اللي عنيدة كانت تعبانة ومع ذلك رفضت أنها تروح للدكتور
مر بعض الوقت الي ان خرج رشيد منكسا رأسه بحزن بادي علي وجهه
اتجه صوبه بلهفه يسأله سريعا: خير يا رشيد
رشيد بحزن: بصراحة يا خالد مش عارف اقولك ايه
شخصت عينيه بفزع يهز رأسه نفيا بعنف: لينا مالها يا رشيد.
ربطت علي كتفه برفق: خالد انت راجل قوي ولازم تتمساك عشان نشوف هنحل المشكلة دي ازاي
نطق بذهول: مشكلة، مشكلة ايه، ليصرخ بغضب، انطق لينا مالها
رشيد مبتسما بمرح: اه طبعا مشكلة لما لينا مراتك الي هي بنت عمي دي تجبلنا نسخة كمان منك تبقي مشكلة
استني بقي اقولك الجملة التي بتيجي في الافلام العربي احم مبروك المدام حامل
نظر له بذهول للحظات لينطق بصعوبة: حححااامل، ببجد حاامل.
رشيد مبتسما باتساع؛ ايوة يا ابني والله حامل وعلي الله تقولي يعني انا هبقي اب عشان مستحيل هتبقي خال او عم مثلا
اقترب خالد منه وعلي شفتيه ابتسامة غامضة: رشيد أنا عايز اقولك حاجة مهمة أوي
رشيد مبتسما بغرور: عارف عارف عايز تشكرني، ااااه
صرخ رشيد بألم حين فاجئته لكمة خالد الغاضبة
خالد بحدة: عشان تبقي تستخف دمك تاني، دا أنت وقعت قلبي، حرام عليك يا اخى.
مسد رشيد علي فكه المتورم برفق لتنكمش ملامحه بألم: اااه، صحيح خير تعمل
دخل خالد الى الغرفة فوجدها تستفيق تحرك رأسها بألم تحاول فتح عينيها ليجلس جوارها علي حافة الفراش اشار للواقفين بأن يلتزموا الصمت
فتحت عينيها بتعب تنظر حولها باستفهام هتفت بصوت ضعيف؛ في ايه هو ايه اللي حصل
التفت ناحيته عندما سمعته يهتف بضيق: بقي مش عارفة في ايه دي عاملة تعمليها يا ست هانم.
شحبت ملامحها بخوف تتمتم بقلق: عملت ايه والله ما عملت حاجة
قطب جبينه بغضب يهتف بحدة: لاء عملتي، ليبتسم بسعادة: هتجبيلي احلي هدية ممكن تجيلي في حياتي
بسط كف يده علي بطنها برفق يهتف بابتسامة واسعة: مبروك يا حبيبتي انتي حامل
فتحت فمها ببلاهة تنظر لكف يده بذهول خرجت الاحرف من بين شفتيها بصعوبة: ححامل
وضعت كف يدها فوق يده تبتسم ببلاهة: يعني أنا هبقي ماما وهيبقي عندي بيبي صغير.
هز رأسه إيجابا بابتسامة واسعة لتصرخ بسعادة أرادت أن تقفز علي الفراش من سعادتها ليمسك بها سريعا هاتفا بحنق: بتعملي ايه يا بنت المجنونة
لينظر لوالدتها معتذرا: سوري يا فيري
عاد ينظر لها بحزم أشهر إصبعه في وجهها يهتف بحزم: علي الله تتنططي زي القردة
زينب مبتسمة: ممكن ازغرط بقي
هز رأسه إيجابا بسعادة: اتفضلي المايك مع حضرتك
بدأت زينب تطلق الكثير من الزغاريد السعيدة فرحا بقدوم اول حفيد/ة لعائلة السويسي.
بينما احتضنت فريدة ابنتها بسعادة
فريدة بفرحة: مبروك يا حبيبتي اخيرا هبقي تيتة
دخل جاسم في تلك اللحظة كالعادة كان ينظر لخالد بكره حاول إخفاءه وهو يبارك لابنته
قبل جبينها بحنان هاتفا بسعادة: مبروك يا حبيبتي ألف مبروك
دخل رشيد يهتف بمرح: انا كالعاده هادم اللذات و مفرق الجماعات
كتب رشيد بعض الأدوية علي روشتة هاتفا بجد: دي شوية فيتامينات مهمة عشان الست لينا جسمها ضعيف جدا وطبعا لازم تتابعوا مع دكتورة.
خالد: اكيد
تعلقت عيني رشيد بعيني خالد بنظرات ذات مغزي ليخرج رشيد من الغرفة
خالد بحزم: أنا هعمل تليفون مهم وجاي علي الله تتحركي من مكانك
هزت رأسها ايجابا بابتسامة واسعة بلهاء
ليخرج من الغرفة، اغلق الباب خلفه ينظر للواقف امامه بقلق: خير يا رشيد
رشيد بجد: خالد انا المرة دي بتكلم بجد، لينا جسمها ضعيف جدا جدا جدا وحط تحت جدا الف خط لازم ليها راحة تامة والا لقدر الله هيبقي في خطر علي حياتها.
شخصت عينيه بخوف ليرد سريعا: أنا مستعد انقلها احسن مستشفي في اي مكان في العالم
رشيد: اهدي يا خالد الموضوع مش مستاهل مستشفى برة ولا مستشفي جوة حتي
انا بقول راحة تامة لا خروج ولا مفاجئات ولا نزول ولا الكلام دا كله تغذية كويسة جدا وراحة تامة
حرك رأسه إيجابا بإيجاز: تمام
رشيد: أنا اعرف دكتورة شاطرة هديك رقم تليفونها وعنوانها صدقني هي شاطرة جدا في المجال دا.
وقد كان اخذ خالد من رشيد عنوان تلك الطبيبة ورقم هاتفها وبدأ بجمع المعلومات عنها
ليتأكد من صحة كلام رشيد وقد كان
رحل الجميع بعد المباركات والتهاني ليخرج هو قضي عدة ساعات بالخارج، عاد ليلا بعد منتصف الليل ليجدها قد نامت، ابتسم بسعادة حينما مر بباله أنها فقط ايام وستأتي ثمرة عشقهما الكبير، دثرها بالغطاء جيدا ليقبل جبينها متجها لأسفل
صاح بصوت عالي: دادة رحمة يا دادة.
جاءت تلك السيدة من المطبخ تهتف بقلق: خير يا ابني
خالد مبتسما: ما تقلقيش يا دادة ما فيش حاجة، أنا بس عايزك تجهزي شنطة هدومك عشان السواق هياخدك الصبح
رحمة بقلق: ليه يا ابني خير
قص عليه ما يريد كاملا، لتبتسم بحبور
رحمة مبتسمة: من عينيا حاضر
ابتسم لها بود: تسلمي يا دادة
في صباح اليوم التالي، استيقظت علي صوته يوقظها برفق: لوليتا حبيبتي اصحي يلا
فتحت عينيها بنعاس تهتف بخمول: خالد بليز أنا عايزة أنام.
بعثر شعرها بمرح: هتنامي زي ما انتي عايزة لما نوصل
اعتدلت في جلستها تسأله باهتمام: هو احنا مسافرين
وضع ذراعه أسفل ركبتيها والاخر خلف ظهرها يحملها بين ذراعيه بخفة: هوووبا، لاعب حاجبيه بمشاكسة البسي وهتفهمي كل حاجة
وضعها داخل المرحاض لتنظر لها باستفهام عندما ظل واقفا: نعم!
ابتسم بخبث: ايه يا لوليتا هساعدك
شهقت بذهول من جرائته لتصيح بخجل: اطلع برة يا سافل يا منحرف.
دفعته في كتفه بضيق الي أن خرج من المرحاض وبقيت ضحكاته العالية تصدح في أرجاء المكان
اغتسلت وبدلت ثيابها، خرجت من المرحاض فلم تجده في الغرفة رفعت كتفيها بلامبلاة لتذهب ناحية مرآه الزينة تمشط شعرها لتجد فجاءة مشطها الخشبي يؤخذ من يدها بخفة
شهقت بخوف وهي تنظر لانعكاسه المبتسم من خلال المرآه: بسم الله الرحمن الرحيم أنت جيت ازاي
ضحك بتهكم: من تحت الأرض جيت من الباب يلا لفي حجابك عشان نمشي.
هزت رأسها ايجابا أمسكت حجابها وبدأت تعقده بأحكام حول شعرها انتهت من وضع الدبوس الأخير لتلتفت قائلة بابتسامة صغيرة: أنا خلصت
تحركت خطوتين لتخرج من الغرفة ليستوقفها: انتي رايحة فين
اشارت الي باب الغرفة قائلة بتلقائية: هنزل مش قولت خارجين
تقدم ناحيتها الي أن أصبح أمامها مباشرة لتشهق فجاءة حينما وجدت قدميها لم يعودوا يلمسان الأرض حين حملها بين ذراعيه ركلت بقدميها في الهواء بضيق.
قطبت جبينها بغيظ تهتف: نزلني يا خالد
لم يعرها انتباها بل ظل يحملها متجها الي أسفل فتح له الحارس باب سيارته ليضعها فيه ومن ثم ركب بجانبها
عقدت ذراعيها بغيظ تصيح بحنق: ممكن افهم في ايه احنا رايحين فين وليه كل شوية عمال تشلني
هتف بهدوء وعينيه لا تفارق الطريق: كلها شوية وهتفهمي كل حاجة.
ساعة تلتها اخري وهو مازال يقود بانهماك شعرت بذلك الملل الذي يصاحبه نعاس لتغمض عينيها رغما عنها ما كادت تسقط في بئر النوم حتى شعرت بأن السيارة تقف فتحت عينيها تنظر لها باستفهام: احنا فين
فتح زجاج المجاور لها يشير الي تلك العمارة السكنية امامه: شايفة العمارة دي.
همهمت باهتمام ليكمل: فيها عيادة دكتورة: سلوي باهر، من اشطر دكاترة النسا والتوليد في البلد، الميزة بقي هنا أنها ساكنة في نفس العمارة شقتها في الثالث والعيادة في التاني
هزت رأسها ايجابا بتفهم: يعني إنت جايبنا عشان نكشف، بس لسه بدري اوي يا خالد العيادات دايما بتشتغل بليل.
هتف بجد: أنا لسه ما خلصتش كلامي، فتح زجاج النافذة الذي يجاوره هو يشير الي فيلا صغيرة الي حد ما، شايفة الفيلا دي، هزت رأسها ايجابا ليكمل، دي بتاعت واحد سعودي اشتراها من شهر وقفلها بيجي فيها مرة واحدة في السنة، أنا بقي عرفت اوصل للراجل دا واشتريت منه الفيلا وغيرت العفش وبعت ناس نضفتها وهنسكن فيها لحد ما حالتك تستقر عشان نبقي قريبين للدكتورة.
رمشت بعينها عدة مرات تستوعب ما قال لترد بذهول: أنت عملت كل دا امتي
التوي جانب فمه بابتسامة واثقة؛ الفلوس يا حبيبتي تعمل اي حاجة
نظرت لتلك الفيلا رغم صغر حجهما تبدو فخمة تحاوطها حديقة كبيرة تبعث شعور رائع بالراحة لتهمس له بخجل: بس دا كتير اوي اكيد الفيلا دي غالية أوي
احتضن كفيها بين كفيه يهتف بابتسامة دافئة: الفيلا دي مهما كان تمنها ما تسويش حاجة قدام صحتك وصحة بنتي او ابني.
نزعت يديها من يديه تلفها حول عنقه تهتف بسعادة وهي تحتضنه بقوة: بحبك
شدد على عناقها يستنشق عطر برائتها باستمتاع: وأنا بموت فيكي
نزلا من السيارة ليحملها كالعادة متجها بها الي غرفة النوم
خالد: هتلاقي عندك الهدوم في الدولاب غيري ما اجبلك الفطار
اتجهت ناحية دولاب الملابس لترفع حاجبيها بتعجب وكأن دولاب ملابسها نقل بأكمله هنا أخرجت منامة منزلية قطنية ذات لون وردي.
جلست علي الفراش لتجده يدخل الغرفة يحمل صينيه كبيرة وضعها أمامها علي الفراش
خالد: يلا عشان تاكلي
نظرت الي الاكل بعدم رضا
لينا بضيق: ايه الاكل دا انا مش هاكل الكلام دا، فين الفطار بتاعي
عقد ساعديه بجد: دا الفطار بتاعك من هنا وجاي انسي بقي النسكافية والكورن فليكس والهبل دا جسمك ضعيف ومحتاج تغذية
نظرت الي الافطار المحتوي على العديد من انواع الجبن والقشطة والبيض المسلوق والمربي والعسل.
لتنكمش ملامحها بضيق: لا لا انا مستحيل آكل الكلام دا
خالد بهدوء: قدامك حل من اتنين لتاكلي الاكل دا كله بنوتة شطورة كدة لوحدك لهكتفك واخليكي تاكليه غصب عنك
رفعت حاجبها الأيسر بتهكم ترد بعند: مش هاكل
ابتسم بخبث: انتي اللي قولتي يا روحي
جذبها ناحية صدره الي ان جلست امامه فضم يديها بقبضة يده اليسرى وبدأ يطعمها بيده الاخري تلوت بين يديه بغضب: اوعي يا خالد سيب ايديا.
هتف بجد وهو يدس تلك اللقمة الكبيرة في فمها: لما تخلصي اكل الاول
بلعت ما في فمها بصعوبة من كثرته تهتف باستسلام: خلاص خلاص سبني وانا هاكل لوحدي
ترك يدها فابتعدت عنه تنظر له بغيظ: ينفع الي ان عملتوا دا
حرك رأسه إيجابا بابتسامة صفراء مستفزة: آه ينفع ولو ما كلتيش يا لينا هكتفك تاني، يلا كلي، بدأت تأكل علي مضض رغما عنها
خالد: افتحي بوقك
فتحت فمها فاطعمها لقمة كبيرة من العسل
لينا: طعمها مش حلو.
خالد: ايه دا بجد طب جربي تاني كدة، يلا افتحي بوقك
أمسكت معدتها بألم: كفاية بقي يا خالد انا شبعت
شمر عن ساعديه يهتف بخبث: سمعيني قولتي ايه كدة تاني
انكمشت ملامحها بألم: والله بطني وجعتني
دخلت رحمة تحمل كوبا من القهوة وكوبا من الحليب
التقطت لينا كوب القهوة تشم رائحته باستمتاع
لينا مبتسمة: أخيرا القهوة ميرسي يا دادة
اخذها خالد منها: بس يا ماما القهوة دي بتاعتي.
ضيقت عينيها بغيظ: اشمعني يعني، انا هروح اعملي نسكافيه
اشهر سبابته يهتف بتحذير: علي الله تفكري بس تنزلي من علي السرير
لينا: اوووف بقي خلاص يا دادة اعمليلي انتي نسكافيه
خالد: روحي يا دادة شوفي وراكي ايه وسيبك منها
خرجت رحمة فأعطاها كوب الحليب
خالد: اشربي
عقدت حاجبيها بغضب تهتف باشمئزاز: يع، لا طبعا
لاء بضيق: ليه لازم نلجأ للطريقة الصعبة، ما ينفعش تسمعي الكلام علي طول.
لينا بضيق: أنت عارف اني ما بحبش اللبن
صاج بحدة: بس هتشربيه، يلا اشربي
مطت شفتيها بضيق طفولي امسكت بكوب الحليب ترتشف منه علي مضض الي ان انهته
خالد: شطورة، يلا بقي عشان ناخد الدوا
اعطاها الدواء ونامت فدثرها بالغطاء وقبل جبينها وخرج من الغرفة
ليلا اخذها وذهب الي الطبيبة تسطحت علي سرير الكشف في عيادة تلك الطبيبة، بدأت سلوي تحرك جهاز السنور علي بطن لينا المسطحة وخالد واقفا بجانبها ممسكا بيدها.
لينا بغيظ: بص الناحية التانية
ضحك رغما عنه: حاضر
اشاح بوجهه في الاتجاه الآخر ينظر لها بطرف عينيه
لينا بغيظ: بقولك بص الناحية التانية
خالد ضاحكا: علي اساس ان دي اول مرة اشوف بطنك
نظرت له بغيظ ثم قربت يده الممسكة بيدها الي فمها وعضتها بغيظ
خالد متألما: ااااه يا بنت العضاضة انتي بتعضي من دلوقتي لسه يا ماما بدري علي العض
سلوي بحزم مصطنع: بس بقي انتوا الاتنين ايه شغل العيال دا
خالد ولينا معا: حااااضر.
انتهت سلوي من فحص لينا: تمام البسي هدومك وهستناكي أنا وجوزك في المكتب في الأوضة اللي جنبك
حركت رأسها ايجابا لتخرج الطبيبة ومن بعدها خالد الي الغرفة المجاورة
خالد: خير يا دكتورة
سلوي بجد: دكتور رشيد كان اداني تقرير مبدئي عن حالة لينا مراتك وقالي قد ايه هي جسمها ضعيف ودا اللي اتأكدت منه النهاردة لينا فعلا جسمها ضعيف جدا
اتقبضت خلجاته بقلق: والجنين؟
الطبيبة بهدوء: خالد باشا حياة الأم في خطر أكتر من حياة الجنين خصوصا أن بنيتها اصلا ضعيفة جدا والجنين بيتغذي منها يعني ممكن في اي لحظة يجيلها هبوط حاد في الدورة الدموية وبعد الشر يعني قلبها يوقف
تسارعت دقات قلبه خوفا: لو الجنين فيه خطر علي حياتها نزليه اهم حاجه عندي هي وبس.
سلوي بابتسامة هادئة: ان شاء الله مش هنوصل للمرحلة دي اهم حاجه الراحة التامة والتغذية الكويسة وتاخد ادويتها في ميعادها انا كتبت لحضرتك الادوية المطلوبة والأغذية الي مفروض تأكلها وتبعد تماما عن الشاي والقهوة والنسكفية واي حاجة تحت بند المنبهات، واشوفها بعد اسبوع إن شاء الله
خالد: شكرا يا دكتورة
الطبيبة بهدوء: العفو دا شغلي.
وقد كان اخذ إجازة طويلة من عمله لا يفعل شيئا سوي أنه يهتم بطعامها رفض نهائيا ان تتحرك من علي الفراش، حتى المرحاض يحملها إليه بالطبع لم تكن مسالمة تسمع الكلام فهي علي وشك أن تصيبه بجلطة دماغية من شدة عنادها
الي ان جاء ذلك اليوم
خالد بضيق: خلاص بقي يا لوليتا آخر لقمة مش كل نعمل فيلم علي ما تاكلي
أكلت ما في يده ليجد هاتفه يرن، برقم علي
خالد: ايوة يا علي.
علي بجد: خالد في اجتماع علي صفقة جديدة بعد ساعة، الورق عمر جابهولك من اسبوع
خالد بجد: آه معايا وقريته خلاص تمام أنا جاي أهو
أغلق الخط ينظر لها بجد هاتفا بحزم: بصي بقي أنا عندي اجتماع مهم في الشركة، رجلك من تتحركش من علي السرير الا لحد الحمام لو عوزتيه غير كدة هزعلك وانا زعلي وحش اللهم بلغت اللهم فاشهد
هزت رأسها ايجابا بابتسامة واسعة بلهاء، ليذهب سريعا يبدل ملابسه متجها الي سيارته منطلقا الي وجتهه.
في المنزل، رحمة بحزم: لاء يا لينا يعني لاء
خالد باشا منبه ما تتحركيش من مكانك
لينا بإلحاح: عشان خاطري يا دادة وحياة لوليتا عندك حرام عليكوا أنا بقالي 3 شهور ما بتحركش من علي السرير والله حرام محسسني اني عاجزة ولا مشلولة
رحمة بحزن: يا بنتي
قاطعتها بإلحاح: عشان خاطري يا دادة خمس دقايق همشي رجلي بس.
هزت رحمة رأسها إيجابا باستسلام، أمسكت يدها تساعدها علي النزول لأسفل شعرت لينا بسعادة كأنها طفلة صغيرة تجرب المشي لأول مرة
اجلستها رحمة علي الأريكة: اقعدي بقي هنا اديني مشيتك شوية
لينا مبتسمة بخبث: ممكن اطلب منك طلب بس تحلفي بحياتي انك هتعمليه
رحمة بحنان: وحياتك هعمله
لينا: عايزة فنجان قهوة
شهقت رحمة بفزع: يا نهار أسود دا كان خالد باشا قطع رقبتي أنا وانتي
ابتسمت بخبث: انتي حلفتي.
تنهدت رحمة بضيق لتذهب الي المطبخ صنعت لها فنجان قهوة صغير خفيف للغاية، اخذته منها بلهفة تشم رائحته باستمتاع رفعته لفمها لترتشف منه لتشخص عينيها بفزع حينما سمعت صوته يهتف بتوعد من خلفها: دا انتي ليلة ابوكي سودا...
لقراءة جميع حلقات الروايه الجزء الثاني من هنا