الفصل الثالث والعشرون 23 و والرابع والعشرون 24
بقلم سمسم
استمر اطلاق تلك الالعاب الناريه نظرت "وتين" اليها ولكنها عندما نظرت بجوارها اتسعت عيناها من الذهول والدهشة لما رأته
وتين بذهول ودهشة:"ايه ده "
فهى لمحت دخول تلك المطربة التى تحب دائما ان تستمع الى أغنياتها وهى المطربة ( جنات) تدخل المكان تصدح بصوتها العذب اغنيتها (انا دنيته)
لاتصدق "وتين" ماتراه فكيف علم انها تحب أغانى تلك المطربة
وتين بابتسامة:''انت عرفت ازاى يا" ثائر" ان انا بحب جنات وبحب اغانيها"
ثائر:"من الاغنية اللى سمعتك بتسمعيها فكراها"
وتين:'اغنية عجبانى شخصيته انا هخليها تغنيهالك دلوقتى يا حبيبى"
ذهبت "وتين" اليها وبعد ان تبادلت معها السلام طلبت منها ان تغنى تلك الاغنية فهى تريد اهداءها اليه كان يبتسم على تصرفاتها فهى سعيدة كطفلة صغيرة وجدت نفسها فى مدينة الالعاب خاصتها
رمزى:"والله وعمك طلع جنتل جايبلنا جنات كمان علشان تغنى لينا فى الفرح"
مريم:"طبعا انت عندك شك فى حاجة زى دى ان عمو مفيش منه وطول عمره كريم وحنين ولما بيحب حد مبيبخلش عليه بحاجة حتى لو كانت ايه"
رمزى:'لاء يا حبيبتى معنديش شك انتى هتقوليلى على "ثائر" دا انا اعرفه قبل منك هو راجل اوى ومفيش فى جدعنته ولا شهامته بس قوليلى بقى هم كانوا بيأكلوكى ايه وانتى صغيرة مربى قشطة حلويات يا مانجة انتى يا قمر دا احنا ليلتنا بيضة ان شاء الله "
مريم بكسوف:"بس يا قليل الادب احترم نفسك بقى"
رمزى:"قليل الادب واحترم نفسى! ايه الكلمتين اللى ملهمش لازمة النهاردة دول انتى لسه شوفتى حاجة دا انا شوفى بصى يعنى مش هقولك على اللى هيحصل يا مريم"
مريم بعيون متسعة:"ايه ده يا رمزى عيب كده بطل بقى"
رمزى:"عيب ايه يا قلبى هو انا واخدك رحلة انتى مراتى يا قلبى عارفة يعنى ايه مراتى"
مريم بخجل:"لاء مش عارفة ومش عايزة أعرف واسكت بقى ثم انت هتسكت ولا مش هروح معاك النهاردة وروح بيتكم لوحدك"
رمزى بمزاح:"والنبى اروح لوحدى ازاى يعنى دا انا كنت ولعتلكم فى البيت ده وولعت فى عمك" ثائر" كمان بالمرة''
فى ذلك الوقت كان "ثائر" يقف خلف "رمزى" ولكنه لا يراه فهو عندما تكون "مريم" برفقته لا ينتبه لما يجرى حوله
ثائر:"تولع فى مين يا حيوان انت"
رمزى:' تصدقى يا "مريم" انا جالى تهيؤات لدرجة ان سامع عمك "ثائر" بيشتمنى دلوقتى دا انا باين عليا اتجننت"
مريم بضحك:" يعنى انت حاسس ان دى تهيؤات يا "رمزى" مش حقيقة"
رمزى:"شكلى من القاعدة مع عمك وصحوبيته ومعرفته السودة جابلى تهيؤات الله يسامحك يا غجرى"
ثائر:"غجرى فى عينك يا رمزى يا جزمة"
رمزى:"هو فى ايه كل ما اجيب سيرته واشتم الاقى رد على الشتيمة بسرعة هو عفريته حاضر فى المكان ده ولا ايه"
مريم:"بص وراك كده وانت تعرف ايه السبب"
نظر "رمزى" خلفه وجد ثائر ينظر اليه بحاجب مرفوع يضيق ما بين عينيه بتوعد
رمزى:"الله ايه ده .ده ثائر بجد اه مش تهيؤات"
ثائر:"بقى عايز تولع فيا يا" رمزى" ها ورينى كده هتولع فيا ازاى"
رمزى:"حبيبى يا ابو نسب هو انا اقدر اقول ولا اعمل كده لاء لاء مقدرش"
ثائر:" دا انا سمعك بودنى دى يا رمزى"
رمزى:''دا بيتهيألك يا حبيبى اوعى تصدق انا اقول عليك لايمكن ابدا ازاى يا نهار ابيض دا انت حبيبى يا ثائر"
كل هذا و'وتين" و"مريم" يضحكون بشدة على مشاكسة "رمزى" و"ثائر" فهم لن يتغيرون ابدا
ثائر:" والله لولا انك متجوز بنت اخويا كنت خليتك تقضى دخلتك فى القصر العينى النهاردة وزمانهم معلقين ليك محاليل دلوقتى"
رمزى:"واهون عليك يا حمايا العزيز تعمل فيا كده فى الليلة اللى مستنيها قرن من الزمن ههههه"
ثائر:"للأسف الشديد لاء يلا ربنا يصبرنى عليك وعلى رخامتك"
رمزى:"ايوة كده اظبط انا رخم على اساس انك انت دمك شربات أوى دا انت دمك يلطش يا "ثائر" كاتك نيلة فى شكلك"
ثائر بغيظ:" اه يا حيوان لولا ان فى ناس كنت بعترت بكرامتك الأرض وزمانك مش عارف تلمها"
رمزى ببرود:" متقدرش يا اخويا لا انت ولا عشرة زيك يقدر يعمل معايا حاجة"
ثائر:" ايه ياض انت ده الجرأة اللى جاتلك مرة واحدة دى ها"
رمزى:" طول عمرى ويلا بقى متصدعنيش النهاردة فرحى"
ثائر:" اه ما انت اخدت اللى انت عاوزه بقى ليك عين تبجح"
مريم:" وبعدين بقى احنا هنقضى الفرح وانتوا ماسكين فى بعض"
رمزى:" خلاص يا روحى قولى لعمك يلم نفسه وانا هسكت"
ثائر:" الم نفسى! "
نظر ثائر لرمزى بعينان غاضبتين فهو علم ما يدور بذهنه الآن فربما هو اوصل "ثائر" بمزاحه الى حد الغضب
رمزى:" ايه ياعم انت هتتحول ولا ايه وربنا انا بهزر دا انت صديق العمر يا "ثائر" يالهوى هو انا عندك كام غجرى فى حياتى قصدى عندى كام ثائر فى حياتى دا هو واحد بس"
ثائر:" جبان وخواف مبتجيش الا بالعين الحمرا"
رمزى:" قصدى بالعين الزرقا ههههه"
ثائر:" ههههه كاتك نيلة فى رخامتك''
رمزى:" خلاص بقى احنا خلصنا فقرة الشتيمة نبقى مؤدبين بقى ماشى"
ثائر:" يلا بس علشان خاطر مريم"
مريم:" تسلملى يا عمو"
ثائر:" ربنا يسعدكم ان شاء الله"
رمزى:" ويسعدكم انتوا كمان يا ثائر"
اقترب منه يحتضنه فهو صديقه الاوحد الذى لا يتخيل حياته بدونه ابدا بالرغم من ان أحياناً يصل حوارهم إلى المشاجرة الا ان هذا لم يأثر على صداقتهم يوماً
وتين:"مبروك يا حبيبتى مبروك يا رمزى ربنا يتمم بخير"
رمزى:"الله يبارك فيكى يا "وتين" ومبروك ليكم انا عارف انتى اتجوزتى الغجرى ده ازاى مستحملاه ازاى أساساً
وتين بعشق:"اتجوزته علشان حبيته وعشقته"
ثائر:"حبيبة قلبى انتى يا وتينى"
مريم بمزاح :"شايف الرومانسية يا اللى عندك جفاف فى الرومانسية"
رمزى:"انا عندى جفاف فى الرومانسية طب صبرك عليا يا بنت العمرى"
قال ذلك ذهب "رمزى" يحمل بيده ميكروفون يقف وسط المدعوين يريد جذب انتباههم له
رمزى:"مساء الخير يا جماعة طبعا عارفين ان النهاردة فرحى وبتجوز مين بس اللى انتوا متعرفهوش ان مراتى دى كانت احلى حاجة شفتها عينيا اول ما شوفتها وهى لسه مولودة حسيت انها خطفت قلبى مبقتش شايف حاجة فى دنيتى غيرها هى بقيت اعد الايام علشان تكبر بقيت اشوفها بتكبر قدام عينى ويوم ورا يوم حبها فى قلبى بيزيد لماحسيت ان عايز قلب على قلبى علشان يساعى حبى ليها" مريم" انا بعششششقك"
قال كلمته الاخيرة بكل ما يحمله فى قلبه من حب وعشق لها وجدت دموعها تنزل على وجنتيها وابتسامة على شفتيها فهو صرح بحبه لها امام الجميع.صفق الحضور من تصريحات ذلك العاشق الذى اظهر حبه وعشقه لزوجته أمام كل الحاضرين
ثائر:"دا رمزى طلع بيفهم اهو وبيعمل حركات شيك اوي"
وتين:"ربنا يسعدهم يارب ويوفقهم"
ثائر:"اللهم امين ويسعدنا احنا كمان يا وتينى انتى مبسوطة يا حبيبتى"
وتين بسعادة غامرة:'اوى اوى يا ثائر انت مش متخيل احساسى عامل ازاى دلوقتى دا النهاردة يوم ميتنسيش فى حياتى أبدا
ثائر:"ولسه ان شاء الله هسعدك اكتر واكتر يا عشق ثائر وقلب ثائر"
وتين:"انا بحبك اوى اوى يا ثائر بعشقك حتى العشق بقى شوية عليك يا حبيبى"
ثائر:" انا اللى محظوظ انك ظهرتى فى حياتى يا" وتين" وخلتينى اعيش المشاعر والأحاسيس اللى كنت دايما اسمع عنها وكنت اشوفها فى تصرفات "رمزى" بس كنت بسأل نفسى هو فعلا فى حاجة اسمها حب او عشق او ان انا تبقى حياتى واقفة عليكى انتى وان لو حاجة حصلتلك او تعبتك ابقى انا اللى تعبان او حاسس بالوجع اللى فيكى بقيت احس انك قلبى اللى لو بعد عنى هموت"
وتين:" بعد الشر عليك يا "ثائر" وانا خلاص مبقتش اقدر اتخيل حياتى من غيرك "
فهى لا تجد كلمات تصف بها شعورها نحوه فهى قد تخطت مرحلة العشق فلابد انها فعلت شئ جيد بحياتها حتى يرزقها زوج مثله لايدخر جهداً فى توفير كل سبل الراحة لها وايضا يعشقها كل هذا العشق فهى تتمنى الآن ان يرزقها الله منه بذرية تشبهه فى كل صفاته التى يحملها فعدد قليل من الرجال ما يتمتع بتلك الشخصية التى يملكها "ثائر".رفع بصره وجد الدكتور "فريد" يدخل الحفلة بيده ابنته" نورين" التى كانت متأنقة بشكل كبير ملفت للنظر فهى لاحظت بعض نظرات الحضور لها ولكنها لا تبالى بتلك النظرات هى تريد نظرة من شخص اخر
ثائر بترحيب:" اهلا دكتور فريد نورت الحفلة اهلا يا آنسة"
نورين:" ممكن تقولى نورين بلاش آنسة دى احنا خلاص بقينا معرفة"
فريد:" الف مبروك وربنا يتمم بخير بس هو ده فرحك ولا فرح بنت اخوك"
ثائر:" ده فرحنا احنا الاتنين"
نورين:" ليه هى "وتين" مكنتش مراتك لما كانت فى المستشفى انت كنت عايش معاها كده من غير جواز"
ثائر بانفعال:" لاء طبعا كانت مراتى بس لما ربنا شفاها حبيت اعملها مفاجأة ونعمل فرحنا من تانى بس علشان تبقى مبسوطة"
نورين:" واوو حركة حلوة اوى دى منك "
ثائر:" عقبال عندك ان شاء الله"
نورين:" فى حياتك ان شاء الله"
فريد:" الف مبروك يا ثائر ربنا يسعدكم"
ثائر:" شكرا يا دكتور نورتونا"
اخذ فريد ابنته مبتعدا عن "ثائر" فهو بات يشعر ان ابنته على وشك افتعال مشكلة فهو يعرف تصرفاتها جيدا حتى انه هذه الأيام يرى انها ليست على طبيعتها ولا ينسى حماسها عندما علمت انها ستأتى معه الى حفل الزفاف جلست على احدى الطاولات تتبعه بنظراتها اينما ذهب كأن لايوجد احد بالحفلة غيره لمحت زوجته ظلت تفكر ما هو الشئ المميز الذى جذبه اليها هل لانها محجبة هل لانها جميلة ام ما هو الشىء الذى يوجد بها يجعله لايرى غيرها.
فريد:" ايه اللى انت قولتيه ده يا نورين"
نورين:" قولت ايه يا بابى"
فريد:" انتى بتقوليله انت كنت عايش مع مراتك من غير جواز دى كلمة تتقال يا نورين"
نورين:" اصل استغربت فى المستشفى انت قولت مراته وجينا النهاردة عملها فرح فطبيعى الواحد يفكرها انها كانت عشيقته ولا حاجة"
فريد:" ايه عشيقته دى كمان اللى انت متعرفهوش ثائر محترم جدا ومتربى كمان ومش من النوع ده ولا زى اللى بتسمعى عنهم انهم ممكن يعرفوا ستات والقرف ده"
نورين:" يا سلام للدرجة دى يعنى هو محترم ومؤدب"
فريد:" ايوة بالرغم من عصبيته وأحيانا بيتصرف مع اللى بيسئ التصرف معاه بقسوة الا انه عمره ما جه على حد ضعيف او اساءت التصرف فى حق بنت او ست هو عنده قيم واللى غرز فى القيم دى اخوه رؤوف لان هو اللى كان مربيه"
نورين:" انا شايفة يا بابى انك منحاز ليه اوى وبتدافع عنه كتير"
فريد:" لان زى ما قولتلك انا اعرف ثائر من صغره وعرفه كويس والصراحة هو عاجبنى شخصيته اللى قليل اوى تلاقى حد زيه"
نورين:" على العموم ربنا يوفقه انا هقوم علشان ابارك لمراته"
وجدت نفسها تقترب منهم تريد تهنئة "وتين" على حفل الزفاف ولكنها ليس سوى مبرر حتى تقترب منهم
نورين:" مبروك يا مدام "وتين" الصراحة اتفاجئت ان النهاردة فرحكم انا فكراه فرح بنت اخوه بس"
وتين:" الله يبارك فيكى وعقبال عندك اه مفاجئة حلوة مش كده"
نورين:" أوى اصل اول مرة اشوف حد يتجوز مراته مرتين ان اعرف ان الجوازة التانية بيكون متجوز عليها مش متجوزها هى"
سمعت "وتين" كلماتها التى اردفتها تلك الفتاة بشئ من السخرية ابتسمت لها ابتسامة مقتضبة تحاول ان تتمالك أعصابها فهى لا تريد شئ يفسد تلك الليلة الرائعة
وتين:"لاء اصل انتى متعرفيش ان "ثائر "محدش يعرف هو بيفكر فى ايه لكن حكاية ان يتجوزنى مرتين دى فده علشان هو بيحبنى اوى وعايز يسعدنى بأى طريقة حتى لو هيعملى فرح من تانى"
نورين:" جميل اوى حبكم لبعض بالتوفيق ان شاء الله"
وتين:'' شكراً ليكى وعقبال عندك ان شاء الله"
كل هذا و"ثائر" يتابع الحوار بينهم بدون ان يتفوه بحرف واحد فهو ترك تلك المهمة لزوجته فهو بات يشك بتصرفات تلك الفتاة فهو لا يخفى عليه أيضاً تلك الافعال فهو ليست هذه المرة الاولى التى يتعرض بها لشئ كهذا فكثيرا غيرها حاولن معه بتلك الطرق والاساليب التى ينظر اليها نظرة متدنية فهو يسأم افعال بنات حواء من الاغواء فالوحيدة التى تستطيع ان تغويه هى تلك التى تحمل اسمه وتغويه بأتفه الطرق من مجرد ابتسامة تنفرج بها شفتيها او لمحة مضيئة من عينيها الساحرة....فهو أخذ قراره ان لا وجه او عينان او شفتان او ذراعان تلتف حول عنقه تستطيع اغوائه واغراءه غيرها هى فقط ولن تستطيع اى انثى آخرى ان تفعل ذلك حتى وان كانت تملك جمال الكون بأكمله.. نظرت اليها "نورين "التوت شفتيها بابتسامة جانبية وكأنها تخبرها ان زوجها ما هو الا رجل مثل باقى الرجال فانثى واحدة لا تكفيه.عندما حاولت الابتعاد تعثرت بفستانها وجدت نفسها تسقط بين ذراعيه تلك اللحظة التى شعرت فيها "وتين" بتلك النيران التى شبت فى قلبها وهى تراها بين ذراعى زوجها وليس هذا فقط فتلك الفتاة تغمض عينيها باستمتاع من رائحة عطره التى باتت تشمها من قربها منه فهى تعلم تلك الرائحة وماذا تفعل بالحواس فهى كانت بمجرد استنشاق رائحته تشعر بالخدر فى أوصالها
نورين:" اه انا اسفة كنت هقع ما اخدتش بالى"
ثائر بجمود:" حصل خير وبصى كويس وانتى ماشية يا آنسة"
نورين:" ان شاء الله عن اذنكم ومبروك مرة تانية"
قبل ان تعود الى والدها رأته يقترب منها تنتفخ اوداجه من تصرف ابنته اقترب منهم معتذرا عن مغادرة الحفل الآن
فريد:" عن اذنك بقى يا ثائر علشان لازم امشى دلوقتى"
ثائر:" لسه بدري يا دكتور فريد بسرعة كده"
فريد:" معلش بس علشان عندى عمليات الصبح ان بس جيت علشان اباركلك الف مبروك وعن اذنكم"
ثائر:" الله يبارك فيك اتفضل نورتنا الشوية دول يا دكتور فريد"
فريد:" تسلم يا ثائر عن اذنك"
أردف كلماته قام بسحب ابنته من يدها قبل ان تنطق حرف واحداً شعرت بمدى عصبيته ركبت بجواره لا تنطق بكلمة واحدة كأنها اصابها الخرس وصلوا الى المنزل عندما حاولت الصعود الى غرفتها اوقفها بصوته الغاضب
فريد:" استنى يا نورين عايز اتكلم معاكى"
نورين:" خير يا بابى فى ايه"
فريد:" انا اللى المفروض أسألك فى ايه ومالك اليومين دول وتصرفاتك الغريبة دى من ساعة ما شوفتى ثائر"
نورين بتوتر:" وانا عملت ايه وانا مالى ومالى" ثائر" ده كمان وانا كويسة ومعملتش حاجة"
فريد بعصبية وغضب:" اللى فى دماغى بطليه يا "نورين" والا مش هيحصل طيب انتى فاهمة ابعدى عن "ثائر" يا "نورين" انا مش اعمى علشان اشوف انتى بتبصيله ازاى او كلامك الغريب اللى بتحاولى تضايقى بيه مراته فوقى يا "نورين" بقى "ثائر" مش" مروان "انتى فاهمة مش "مروان" مش علشان فيهم شبه من بعض يبقى "ثائر" هيبقى بديل "مروان" "مروان" خلاص مات انسى بقى وشوفى حياتك ومتحاوليش تحيى" مروان" فى "ثائر "لان ده مينفعش حتى لو كان "ثائر" مش متجوز متحاوليش تعملى بديل ل"مروان" يا "نورين "واصحى لنفسك بقى"
سمعت كلمات والدها الغاضبة وجدت دموعها تهطل بغزارة على وجنتيها فوالدها ضغط على جرح الماضى بكل قوته حتى شعرت بنزيف قلبها مرة اخرى
نورين بدموع:" بس يابابى بس كفاية بقى انت ليه فكرتنى ليه حرام عليك"
فريد:" فكرتك علشان تفوقى وتعرفى انتى بتعملى ايه والا كده انا هرجعك فرنسا تانى ومش هترجعى مصر الا وانتى ناسيه الهبل اللى فى دماغك ده"
نورين:" بابى انت غلطان انا مفيش حاجة بينى وبين ثائر"
اردفت كلماتها ذهبت الى غرفتها قبل ان يسمعها كلام آخر دلفت الى الغرفة وجدت نفسها تذهب الى ذلك الصندوق الذى يحوى بعض الصور والرسائل فتحت الصندوق تنظر الى صور ذلك الشاب وتلك الابتسامة التى كانت تملأ وجهه الوسيم نزلت دموعها عندما تذكرته فمن حظها السئ ان تخسر حبيبها ولكن اراد القدر ان تقابل شبيه له ف"ثائر" و'مروان" يوجد تشابه بينهم الى حد ما وخاصة لون العينين لذلك فهى منذ ان رأت "ثائر" وهى لا تصدق انه يوجد من يشبه حبيبها الى هذه الدرجة....
بعد انتهاء تلك الليلة البديعة التى كانت بمثابة حلم جميل يعيشه كل من هؤلاء العشاق بالرغم من محاولة "وتين"ان تضبط أعصابها من تصرفات "نورين" ذهب "رمزى" و"مريم" الى منزله وصعد "ثائر "و"وتين" الى غرفتهم
وصل "رمزى'' منزله فمنزله لايبعد كثيرا عن منزل "ثائر'' دخل المنزل يحملها بين ذراعيه لايصدق انه عاد اليوم الى منزله وبرفقته حوريته التى يسرى عشقها فى اوردته
رمزى بحب:"نورتى بيتك يا حبيبتى البيت زاد نوره يا مريم"
مريم بخجل:''تسلم يا حبيبى"
صعد بها الى غرفتهم دخلت الغرفة بقلب تتعالى صوت دقاته حتى كادت ان تصم أذنها فهو لاحظ توترها حاول التخفيف من ذلك التوتر الذى أصابها فهو يعلم مدى رقتها وخوفها
رمزى:"حبيبتى هسيبك تغيرى براحتك علشان نصلى سوا ماشى يا مريم"
مريم بكسوف:"ماشى يا حبيبى"
خرج من الغرفة قامت بخلع فستان الزفاف ثم ارتدت ما يناسب تلك الليلة كانت توضأت ثم لبست اسدالها دلف "رمزى" إلى الغرفة ذهب الى غرفة الملابس قام بتغيير ملابسه ثم توضأ أيضا وقف امامها يأمها فى الصلاة أدوا صلاتهم بخشوع بعد الانتهاء وضع يده على رأسها يدعو لها ويقول الدعاء الخاص بتلك الليلة وهى تأمن خلفه وقفت تبتلع ريقها مرة تلو الآخرى فهى تشعر بالخوف والقلق والخجل والتوتر حتى شعرت ان قلبها ربما سيقفز خارج ضلوعها الآن ابتسم لها ابتسامة تشجيع اقترب منها حدثها بصوت هادئ لتهدئة روعها و خوفها وذعرها فهى ربما ترسم فى مخيلتها الآن اشياء تجعلها ترتعد من الخوف والخجل
رمزى بابتسامة:" مريومتى "
عندما حاولت ان تنطق شعرت بجفاف فى حلقها ولسانها اصبح مستعصياً عليه الكلام فعندما تحاول ان تتفوه بكلمة تهرب منها الكلمات
رمزى:" حبيبتى ردى عليا بوصيلى يا مريم"
رفعت وجهها اليه بعيون يملأها الخجل ولكن أيضاً تملأها الحب ولكنها لا تتخيل ان الآن ستتغير حياتها ستتغير هى نفسها
رمزى:"حبيبتى متخافيش منى اوى كده واهدى خالص ولو مش حابة يحصل اى حاجة النهاردة عادى مفيش مشكلة مفيش داعى لخوفك وقلقك ده والرعب اللى فى عيونك ده"
مريم بتوتر:"يعنى انت مش هتزعل منى يا رمزى"
رمزى:"وازعل من ايه انا يا قلبى كفاية عليا بس النهاردة ان انا هنام وانتى صوت دقات قلبك سامعه وانتى جمبى وان انتى معايا فى مكان واحد فاهدى ويلا تعالى نامى تلاقيكى النهاردة كان يوم متعب وتعبتى جامد ولا انتى جعانة يا حبيبتى اجبلك تأكلى"
مريم:"فى اكل على التربيزة دادة عملته علشانا"
رمزى بمزاح:"خلاص تعالى بقى اكلينى علشان ميت من الجوع وعايز حد يأكلنى"
مريم بابتسامة:"بعد الشر عليك يا حبيبى تعال ناكل"
اجلسها بجواره وضع الطعام فى فمها تتناوله باستحياء شديد فهو لا يريد افزاعها او ان تأخذ مفهوم خاطئ عن تلك الليلة بعد الانتهاء قامت بغسل يدها قامت بخلع اسدالها رأها بذلك الجمال مارس اقصى درجات ضبط النفس فليس من السهل عليه ان يرى جميلته التى كان يتمناها ليلاً ونهاراً بجواره ولا يستطيع الاقتراب منها ولكنه يجب ان يكون مراعياً لشعورها ذهبت "مريم" الى السرير تمدد بجوارها ينظر اليها بابتسامة بالرغم من ذلك اللهيب الذى اشتعل بداخل قلبه يطلب ودها وقربها حاول اغلاق عينيه عبثاً لاتعرف لماذا تريد الآن ان تقترب منه؟ فهى تحبه وتريده ان يشعر بحبها له وجدت نفسها تقترب منه تضع رأسها على صدره تهمس له بتلك الكلمة التى وصلت لمسامعه مدغدغة لمشاعره تعصف بقلبه وجوارحه
مريم بهمس ناعم :"رمزى انا بحبك"
رمزى بابتسامة:"وانا بموت فيكي يا حبيبتى"
رفعت رأسها اليه وجد نفسه يقترب من رأسها يضع قبلة على مقدمة رأسها ثم أخذت شفتيه تتجول على صفحة وجهها كان يتعامل معها بمنتهى الرقة والحنان انساها خوفها وتوترها وبدأت ليلتهم بمزيج من الحب والعشق والخجل فهو عندما شعر باستجابتها لم يستطيع منع نفسه من ان يقترب منها**على الجانب الاخر كان ذلك العاشق وجميلته بعد ان أدوا صلاتهم اصرت عليه ان يرقصوا سويا على صوت الموسيقى الهادئ فى تلك الليلة الساحرة التى يضيئها ضوء القمر كانت تقف بأطراف أصابعها على قدميه حتى تستطيع الوصول اليه تضع ذراعيها حول عنقه تدفن وجهها بين كتفه وعنقه مرسلة انفاسها الدافئة التى تجعله يضمها اليه يحتويها بين ذراعيه بقوة كأنه يريد ان يسجنها بداخل قلبه الذى صار ينبض بتلك السرعة ومما زاد فى احتراق خلايا جسده من ذلك الشوق الرابض بقلبه تلك القبلات التى كانت تطبعها على عنقه بتلك الشفاه الناعمة التى تشبه بتلات الورد كان يتمايل بها على صوت الموسيقى وهو يرفعها عن الأرض يحتضن خصرها بذراعين من فولاذ سمع صوت تنهيدات ناعمة تصدر منها
ثائر بهمس:" مالك يا وتينى بتتنهدى كده عليه"
وتين:" مش عارفة يا ثائر كأنى فى حلم حميل وهصحى منه على حقيقة توجعنى"
ثائر:" ليه بتقولى كده يا قلبى احنا في حقيقة مش خيال"
وتين بغيرة:" خايفة ييجى يوم وواحدة تانية تاخدك وتخطفك منى"
ثائر بابتسامة:" هى مين ده اللى تخطفنى يا حبيبتى انا اخطف اه بس مفيش واحدة تخطفنى مفيش غيرك انتى وبس"
وتين:" الصراحة مرتاحتش للى اسمها "نورين" دى ولا لكلامها"
ثائر:" سيبك منها نورين ايه وبتاع ايه فى ليلتنا دى ركزى معايا انا دلوقتى"
ابتسمت له ابتسامة جميلة وجدوا أنفسهم غارقين فى بحر من الحب تتصارع صوت دقات قلبيهم فكلما ابتعد عنها يجد نفسه يقترب أكثر وكأن بها شئ كالمغناطيس يجذبه يجعله غير قادر على الابتعاد يهمهم بتلك الكلمات العاشقة التى تصل لاذنها تجعلها غير راغبة فى شئ سوى الخضوع لسلطان الحب اخذت انفاسها بقوة وكأنها تريد ان تحمل رئتيها اكبر قدر من رائحته تلك الرائحة الممزوجة بالعشق وضع رأسه فوق قلبها حيث ترتعش هيامأ غرزت أصابعها فى شعره ترتبه تارة وتبعثره تارة اخرى .ولكن خطر على بالها سؤاله لماذا اغمض عينيه لحظة دخولهم حفل الزفاف
وتين:"ثائر انت نمت يا حبيبى"
ثائر بصوت اشبه بالنعاس:"اممم لسه بس بسبب لعبك فى شعرى كنت هنام حسيت دماغى تقلت اوى"
وتين:"هوانا ممكن اسألك سؤال"
ثائر باهتمام:"خير يا روحى فى ايه عايزة تسألى على ايه"
وتين:"هو انت ليه غمضت عينيك لما سمعت صوت الالعاب النارية "
ثائر:"علشان مبحبش صوت الفرقعة علشان بتفكرنى باللى حصل ل''رؤوف" بتفكرنى بصوت انفجار العربية علشان كده مبحبش اسمع الاصوات دى ولو سمعتها مبستحملش صوتها فى ودانى بحس بالغضب والعصبية ساعتها علشان كده بغمض عينى علشان اهدى نفسى"
وتين:'فهمت يا حبيبى انا افتكرت ان فى حاجة مضيقاك ومش عايز تقولى هو احنا هنسافر امتى"
ثائر:" هنسافر بعد بكرة"
وتين:"اشمعنا يعنى نسافر بعد بكرة مش المفروض نسافر بكرة"
ثائر بلؤم:'لان انا مش هقدر اقوم من النوم بكرة فعايز انام وارتاح يا روحى فهمتى يا قلبى"
وتين بشهقة:"هااا انت رهيب يا "ثائر" يا ساتر"
ثائر:"قصدك بجح وقليل الادب يا روحى قوليها انا عارف انها واقفة فى زورك وعايزة تقوليها"
وتين:"هههه انا اللى واقف فى زورى كلمة تانية مش دى"
ثائر:"كلمة ايه دى"
وتين:''ب ح ب ك يا ثائر بعشقك"
ثائر:" نيمينى يا وتين عايز انام"
وتين:"انيمك ازاى يعنى اعمل ايه"
ثائر:''يعنى احكيلى حدوتة علشان انام يلا بقى"
وتين:" طب عايز حدوتة ايه احكيهالك"
ثائر:''اختارى انتى حدوتة على مزاجك واحكيهالى"
وتين:"هحكيلك حكايتى لانها تشبه حياة سيندريلا هحكيلك حكايتى معاك يا اميرى الغجرى"
ابتسم" ثائر" على كلام زوجته التى بدأت تقص عليه قصتها منذ ان كانت تعانى الامرين من العذاب والقهر الى ان قابلته ووقعت فى غرامه وتزوجته حتى اصبحت حياتهم الى ماهى عليه الآن
*"*"*
تمطت بكسل على سريرها تبتسم وهى مغمضة العينين عندما شعرت بشئ يداعب وجهها فلم تكن سوى وردة يداعب بها زوجها وجنتيها
رمزى بابتسامة حب:"صباح الخير على احلى عروسة فى الدنيا دى كلها صباح الخير يا مريومتى"
مريم:"صباح النور يا حبيبى"
رمزى:"انا كل يوم هصحى على الوش الجميل ده والابتسامة العسل دى والعينين اللى تدوخ دى وتنسينى اسمى"
شعرت بالخجل من كلامه فليلة الأمس كانت ليلة خيالية قضتها برفقة حبيبها الذى كان يتعامل مع جهلها برقة وتفهم فهو لم يحاول افزاعها او بث الخوف فيها بأى شكل من الأشكال بل كان صابراً معها الى اقصى الحدود
مريم:"وانا هصحى على الكلام الحلو ده كل يوم"
رمزى:"دا انا اغنيلك كمان يا حبيبتى انا عندى كام "مريم" فى حياتى هى واحدة بس ومفيش غيرها"
مريم:" تسلملى يا حبيبى بس تصدق عمو و"وتين" وحشونى اوى"
رمزى بمزاح:"دا تلاقى عمك دلوقتى فى كوكب زحل ومش فاكر حتى اسمه ولا هو مين"
مريم:"هههههه بس بقى يا "رمزى" هقوم احضرلك الفطار بس هاخد شاور الاول واعملك الفطار على طول ماشى"
رمزى:"احنا هنعمل الفطار سوا يا روحى انتى تعملى الاكل وانا اكل انتى تبتسمى وانا احبك انتى تدينى حضن انا اديكى حضن كده يعنى الحياة مشاركة بين الزوجين"
مريم بضحك:"وانت الصراحة كده هتتعب اوى يا حبيبى"
رمزى:"يلا ربنا يقدرنى ويصبرنى على التعب ده كله"
مريم بمزاح :" ربنا يقويك يا حبيبى والله على الهزار بتاعك ده"
رمزى:" ايه مش عاجبك هزارى ولا ايه يا روحى"
مريم:" دا انا بموت فيك بسبب خفة دمك دى وكلامك العسل ده"
رمزى:" وبعدين بقى"
مريم باستغراب:" مالك يا حبيبى فى ايه"
رمزى:" انا بقول بلافطار بلا بتاع بقى عايشين عمرنا بناكل خدنا ايه يعنى"
مريم:" قصدك ايه يعنى''
رمزى:" يعنى بحبك يا بنت العمرى ومش عايز اكل انا عايز اكلك انتى حلال الله أكبر"
لم يمهلها فرصة تستوعب كلماته اذ وجدت نفسها تذهب معه الى عالم اخر ذلك العالم الذى دخلته بالأمس
***
كان ينتظر بلهفة موافقة زوج خالته على زواجه من "دينا" فمنذ متى وهو اصبح متلهف بهذه الطريقة فهو كأنه هذه اول مرة بختبر ذلك الاحساس بالرغم من انه كان يحب "وتين" وقام بخطبة "هيام" ولكن هذه المرة كأنه اول مرة يفعل شئ كهذا لمحت والدته حيرته ابتسمت له جلست بجواره
نادية:"مالك يا "اسامة" مش على بعضك ليه كده"
اسامة:"ها لا ابدا يا ماما انا كويس مفيش حاجة انا تمام"
نادية:"انا عيزاك بس يا ابنى المرة دى تفكر بعقلك ومتندفعش زى المرة اللى فاتت"
أسامة:"قصدك ايه يا ماما"
نادية:"قصدى ان انت المرة للى فاتت كنت عايز تخطب واحدة ولما روحنا نخطبها خطبت قريبتها فا انا مش عايزة اخسر اختى يا اسامة"
اسامة:"انتى عارفة ان "هيام" ضحكت عليا وشككتى فى "وتين" علشان كده حصل اللى حصل"
نادية:"وهو ده اللى عيزاك تفهمه مش اى كلام تسمعه تصدقه لازم يبقى عندك عقل تغكر كويس قبل ما تحكم وانت عارف اللى انت ناوى تتجوزها تبقى بنت اختى حصل بينكم سوء تفاهم وترجع تعمل اللى عملته قبل كده يبقى انا خسرت اختى الوحيدة فهمت يا ابنى"
اسامة:"فهمتك يا ماما وعارف انتى عايزة توصليلى رسالة ايه والرسالة وصلت وصدقينى انا اتعلمت الدرس كويس
نادية:"ربنا يوفقك يا حبيبى ويكتبلك الخير يا رب"
اسامة:"تسلميلى يا ماما"
اثناء حورارهم سمعت نادية صوت رنين هاتفها قامت بفتح الهاتف بابتسامة
نادية:"ازيك يا حبيبتى"
أمينة:" الحمد لله تسلميلى يا رب انا بس اتصلت عليكى علشان اقولك ان "مدحت" موافق وان شاء الله هينزل مصر كمان اسبوع علشان نتمم الخطوبة"
نادية بفرحة:"يوصل بالسلامة ان شاء الله وربنا يتمم بخير سلميلى على عروستنا الحلوة"
أمينة:'يوصل ان شاء الله"
بعد انتهاء المكالمة كان يريد معرفة رأى زوج خالته بشأن تلك الزيجة
أسامة:"ها يا ماما ايه الاخبار"
نادية:"عمك "مدحت" موافق وهييجى كمان اسبوع علشان نتمم موضوع الخطوبة"
اسامة بحماس:"ان شاء الله يا ماما"
شعر بالتفاؤل فربما الآن سيستطيع ان يبدأ من جديد مع تلك لفتاة التى لم يخطر على باله يوماً انها ممكن ان تكون هى نصيبه وحظه من الدنيا
*"*"*
لاتجف الدموع من مقلتيها ندما وحسرة على ماوصلت اليه فهى كانت تريد ان تتزوج من ذلك الشاب التى رأت به فارس احلامها الذى سيحقق لها كل أمانيها ولكن لم يكن كل هذا الكلام سوى وعود كاذبة مجرد كلام ينطقه وتمر عليه ثانية لا يتذكره فهى تذكرت يوم ما حدث لها تلك الكارثة التى حلت بها
"فلاش باك''
كانت تجلس بجواره فى سيارته بتلك الابتسامة العريضة بسبب ما اخبرها به للتو من انه سيريها الان ذلك المنزل الذى سوف يسكنوه بعد زفافهم
هيام:"هو لسه كتير على ما نوصل الفيلا يا حبيبى ولا ايه"
يحيى بخبث:"لاء يا حبيبتى احنا قربنا نوصل اهو هى الفيلا اللى هناك دى"
هيام:'وانت هتيجى تطلبنى امتى من اخويا ومن ماما علشان نتجوز"
يحيى:"اول لما الفيلا تتشطب وتخلص هنتجوز على طول يا حبيبتى"
هيام:"هى لسه الفيلا متشطبتش ولا ايه"
يحيى:"خلاص المهندس هيشطبها انا بس جبت تشوفيها علشان تختارى الالوان والذوق اللى يعجبك"
سمعت ذلك رفرف قلبها من الفرحة فهى اصبحت على وشك تحقيق حلمها وصلوا الى تلك الفيلا نزلت من السيارة تنظر الى المكان باعجاب فالمكان يخص تلك الطبقة الراقية التى تراها وتسمع عنها
يحيى:"تعالى يا حبيبتى علشان تشوفيها من جوا هتعجبك اوى"
هيام بحماس:" ماشى يلا بينا"
دخلت معه الى المنزل ظلت تتجول بعينيها فى ذلك المكان الرائع الذى سيصبح قريبا من نصيبها حسب تلك الأحلام والامانى التى ترسمها فى مخيلتها
هيام باعجاب شديد:"واووووو المكان تحفة يا يحيى"
يحيى:'ولسه الدور اللى فوق هيعجبك اوى تعالى معايا"
صعدت معه الى الدور العلوى قام بفتح احدى الغرفة ولكن لدهشتها وجدت بها سريرا فقط"
هيام:"ايه السرير ده بيعمل ايه هنا"
يحيى:"ده تلاقى بس حد من العمال عامله علشان لما يرتاح او يباتوا هنا فى الفيلا علشان يشطبوها بسرعة"
هيام:"اممم آه فهمت"
يحيى:"مقولتليش بقى عجبتك الفيلا ولا لاء"
هيام:"اوى اوى يا يحيى جميلة اوى انا مش مصدقة ان انا خلاص هبقى مراتك ونتجوز"
يحيى:"انتى خلاص بقيتى بتاعتى ومراتى يا "هيام" مراتى اللى هخيها تعيش أميرة وكل طلباتها مجابة وهخليها تلف معايا العالم كله وهفسحها فى بلاد عمرها ما شافتها"
كانت تستمع إلى كلامه المعسول بانبهار وجدته يقترب منها ومازال يمطرها بتلك الوعود الكاذبة التى جعلتها تضعف وتخضع لذلك العابث.فها هى قد وقعت فى المحظور وجدت نفسها فى لمح البصر تخسر كل شئ وتخسر نفسها اولا قبل اى شئ.بعد ان انتهى منها تبخرت تلك الوعود التى كان يوعدها لها
هيام:'يحيى انت لازم تيجى تخطبنى بسرعة ماشى"
يحيى ببرود:"وانتى مستعجلة على ايه هى الدنيا هطير يعنى"
هيام:'يحيى بلاش استهبال انت لازم تصلح اللى انت عملته دلوقتى لازم تصلح غلطتك"
يحيى:"وهى الغلطة غلطتها لوحدى انتى مكنش عندك مانع وكنتى موفقانى على كل حاجة يعنى انا مغصبتكيش على حاجة"
هيام:" انت وعدتنى انك هتيجى تتجوزنى انت ضحكت عليا"
يحيى:"هاتى اللى يثبت كده ان انا وعدتك ان هتجوزك"
هيام بذهول:'انت قصدك ايه يا يحيى بكلامك ده"
يحيى:"قصدى يعنى خلاص كفاية عليكى كده يا "هيام" واشوف وشك بخير انا ضيعت معاكى وقت زيادة عن اللزوم"
قال ذلك سبقها الى الخارج جرت خلفه تمسكه من ذراعه تبكى على حالها الذى وصلت اليه ترجوه ان يكذب ما قاله لها الآن ويخبرها انه ليس الا مزاح معها
هيام:''يحيى انت بتهزر مش كده انت مش هتسيبنى صح مش انا حبيبتك مش كنت بتقول انك بتحبنى"
يحيى:"انتى مبتفهميش قولتلك خلاص كل شئ خلاص ومش عايز اشوفك ولا اسمع صوتك تانى وانسيتى خالص يا ''هيام" انتى فاهمة"
جثت على ركبتيها تبكى بقهر على ما وصل إليه حالها فهى من خاضت فى عرض وشرف فتاة بالكذب اصبحت هى فاقدة العرض والشرف
"انتهاء الفلاش باك"
تفكر وتفكر كيف تخرج من مأزقها ومصيبتها الذى اذا علم بها أحد من اهلها ستنتهى حياتها
*"*"*
يقف بشرفة غرفته يحتسى قهوته باستمتاع فى ذلك الليل الجميل الذى لا يعكر صفوه شئ فى حين انها تقوم بترتيب أغراضهم التى سيحتاجونها فى سفرهم لقضاء شهر عسلهم بعد الانتهاء وجدت نفسها تذهب سريعاً الى الحمام اخذت حمام دافئ ينعشها ارتدت تلك الملابس التى تجعلها تشبه النجمة المضيئة فى سواد هذا الليل اقتربت منه بخفة لا تصدر صوتاً وبالرغم من ذلك ارتسمت ابتسامة على شفتيه فهو علم باقترابها منه بسبب ذلك العطر الذى يفوح منها والذى طلب من احدى شركات العطور ان تصنعه خصيصاً لها اراد ان يكون لها عطرها المميز فهو عطر ذو رائحة اخاذة اقتربت منه تحيط خصره بيديها الصغيرة تريح رأسها على ظهره العريض تغمض عينيها تشعر بالشوق يختلج بين ثنايا قلبها قام بسحب احدى يديها يقربها من فمه يطبع عليها احدى تلك القبلات التى ترسل رعشة قوية في جسدها
ثائر:" خلصتى يا وتينى"
وتين:" اه خلاص خلصت وكل حاجة جاهزة على سفرنا الصبح"
التفت اليها مد يده يزيح خصلات شعرها عن وجهها فهو يريد ان يرى ذلك الوجه الملائكى وتلك العينان الساحرتان
ثائر:" انتى مبسوطة وسعيدة يا روحى"
وتين:" اوى اوى يا حبيبى لدرجة ان سعادتى ابتدت تخوفنى"
ثائر:" بلاش اوهامك دى بقى يا قلبى متفكريش فى حاجة تعكر سعادتك واصلا متفكريش فى حاجة مش هتحصل عارفة يعنى ايه مش هتحصل يعنى انا ليكى انتى وبس فهمانى يا "وتين" ودى كلمة عمرى ما قلتها لحد ولا هقولها لغيرك"
وتين:" مش عارفة انا بقيت موسوسة كده ليه"
ثائر:" استعيذى بالله من الوسواس ومتخليهوش يسيطر عليكى علشان كده هتتعبى يا حبيبتى"
وتين:" اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم واستغفر الله العظيم"
ثائر:" ايوة كده بس قوليلى ايه الحاجات اللى تجنن دى"
وتين:" حلو يعنى عليا"
ثائر:" اوووووووى بس انتى اللى زودتى حلاوته أكتر"
وتين بهمس ناعم:" كلامك حلو اوى يا "ثائر" بيخدر اعصابى ومبيخلنيش عارفة ايه اللى بيحصل حواليا"
ثائر:" دا انتى اللى بقيتى بالنسبة ليا زى الهوا اللى بتتفسه"
ظلت الهمسات بينهم كأنهم يخشون افساد تلك اللحظة الرائعة اذا علا صوتهم قليلا فذلك الهمس هو همس القلوب بين قلبين عاشقين
"فى المطار"...كانوا هؤلاء العشاق ينتهوا من معاملات المطار حتى يصعدوا على متن تلك الطائرة التى سترحل بهم الى اسبانيا لقضاء شهر عسلهم .كان واضعا يديه حول كتفها يحاوطها بيده يجعلها قريبه من قلبه ذلك القلب الذى اصبح بدون ارادة منه ملك تلك الفتاة التى جعلته عاشق لها حتى الموت كانت تحمل بيدها علبة من العصير ترتشف منها مثل الاطفال ابتسم على فعلتها فهى قبل ان تكون زوجته فهى طفلته المدللة التى بمجرد ان ترجوه لاى شئ من اجلها يجد نفسه يفعل بقلب راضى وابتسامة واسعة فهى قد أودت به الى هاوية جنون العشق والهوس اصدرت صوتا يعلن عن انتهاء العصير بيدها وجد نفسه يضحك على فعلتها
ثائر:"ههههه حبيبتى خلاص كيس العصير خلص ايه الصوت ده"
وتين:"هههه ما انا لازم احلفه على المصحف انه خلص ولازم اسمع صوته كده''
ثائر:"لو عايزة عصير تانى يا قلبى اجبلك"
وتين:"تسلملى يا حبيبى انا شاربه ييجى كرتونة عصير لحد دلوقتى"
ثائر:"بالف هنا وشفا على قلبك يا عمرى ماطرح ما يسرى يمرى"
وتين بعشق:"وبعدين بقى يا "ثائر" كده كتير وربنا وحرام بصراحة"
ثائر باستغراب:"هو ايه ده اللى كتير وحرام يا وتين"
وتين بمشاكسة:"حلاوتك دى يا" ثائر "الرحمة شوية"
ثائر:"اه منك انتى يا شقية مش بقولك بدلوكى فى المستشفى مش مصدقة"
ابتسمت وتين على كلامه لاحظت قدم "مريم" و"رمزى" اليهم
رمزى:"يلا علشان خلاص هنطلع الطيارة دلوقتى"
ثائر:" انتوا كنتوا فين كده بسلامتك"
رمزى بمزاح:"كنت بشوف مكان هادى كده علشان اقول لمريم كلمتين حلوين بس ملقتش الدنيا زحمة هنا"
مريم بكسوف:"رمزى بس اسكت بقى"
رمزى:'نعمين انتى كمان انتى هتعمليلى زى عمك ناقص تقوليلى مخصوم منك الشهر ده"
ثائر:"طب مخصوم منك الشهر ده يا "رمزى" ومش هخلى كلمتك تنزل الارض"
وتين:"هههه لاء حرام يا ثائر بلاش كده"
ثائر بطريقة كوميدية:"خلاص علشان خاطرك هتنزل المرة دى بس المرة الجاية لايمكن ابدا"
رمزى بمزاح:"قوم بينا يا معلم حنفى خلاص الهيبة راحت يا جدعان"
وتين بدفاع وبدون وعى:"عمر هيبته ابدا ما تروح هو "ثائر" و هيفضل طول عمره "ثائر" اللى مفيش فى رجولته وشهامته ولا فى حلاوته برضه"
لايجد ما يقوله فتلك الكلمات التى نطقتها زادته عشقا لها فهى تدافع عنه تخبرهم ما مكانته لديها وكيف هى تراه
مريم بابتسامة:"ربنا يسعدكم يارب"
ثائر:'ويسعدك يا حبيبتى لو الواد ده تاعبك قولى وانا زى ما قولتلك قبل كده لو جوزك زعلقك انا هعلقه من رجليه"
مريم:"دا رمزى مفيش زيه ربنا يباركلى فيه"
رمزى:" حبيبة قلبى اللى مجننانى بحلاوة أهلها دى"
ثائر:" مش بقولك متخلف انت مش مصدق يا رمزى"
رمزى:"بقولك ايه هنوصل اسبانيا مش عايز اعرفك سيبنى اعيش بقى انا ومراتى شهر عسل كده محصلش انت فاهم متقفليش على الواحدة يا اخويا هو شهر عسل ولا عقاب انا رايح انطلق انت فاهم"
ثائر:"علشان خاطر "مريم" بس انا هسيبك"
مريم:"تسلملى يا عمو"
وتين:"يلا بينا بقى ولا ايه هنفضل نتكلم كتير"
صعدوا على متن الطائرة غفت كل منهن على كتف زوجها كان "ثائر" ممسكا يدها بين احدى يديه وذراعه الاخرى تحاوطها كانت تشعر بذلك الدفء الذى يسرى فى اوصالها يجعلها راغبة فى الذوبان على قلبه لم يغلبها النوم بعد وجدت نفسها تقترب من عنقه تحك أنفها به تشم رائحته المميزة كانت حركتها تلك قد جعلت الرعشة تتملك من قلبه وجد نفسه يضغط حولها بقوة يكاد ان يحطم عظامها من قوة تلك الضمة لم يسعها سوى اصدار ذلك الانين الخافت الذى يجعله غير واعيا اكثر لما يفعل ولكن تحولها انينها من الهمس المتألم الى تنهيدات حارقة تخرج من بين طيات قلبها المفعم بعشقه.وصلوا الى المنزل الذى يملكه "ثائر" فى تلك المدينة نظرت وتين باعجاب شديد للمنزل فهو لا يفرق كثيرا عن منزلهم فى مصر
ثائر:"عجبك البيت يا وتينى"
وتين:"اوى اوى يا حبيبى دا شبه بيتنا اللى فى مصر"
مريم:"انا مش قادرة انا دوخت من الطيارة وعايزة انام يا رمزى"
رمزى:"يا سلام ايه الرومانسية دى نبتدى شهر العسل بالنوم بس مش مشكلة ملحوقة يا بنت العمرى"
ثائر:"اتلم ياض انت ويلا خدها تنام روحى يا حبيبتى على اوضتك يلا ولو ضايقك ارميه برا الاوضة خليه ينام على الباب"
رمزى:"هقول عليك ايه انا خلصت فيك كل الكلام غجرى"
صعدت" مريم" مع زوجها الى الغرفة التى كانت تسكنها دائما عندما تأتى برفقة عمها.صعدت "وتين" ايضا مع "ثائر" الى غرفتهم فارتمت على السرير بتعب
ثائر:'مالك يا روحى تعبتى انتى كمان من الطيارة"
وتين:'اصل دى اول مرة اركب طيارة واسافر برا مصر"
ثائر:"ومش هتبقى اخر مرة يا وتينى فاتعودى على كده بقى"
وتين:"انت نور عيون وتين وقلبها من جوا"
ثائر:"انتى هتنامى بهدومك ولا ايه"
وتين:"والله ما قادرة اقوم اغير هدومى مش مشكلة بقى لما اقوم ابقى اغيرها"
ثائر:'خلاص اقلعى حجابك علشان تعرفى تنامى براحتك"
وتين:"ليه انت هتروح فين مش هترتاح شوية"
ثائر:"مش رايح فى حتة بس هنزل تحت اشوف ايه الاخبار و اشوف الناس اللى بتشتغل هنا"
وتين:"طب انا هنام بقى يا حبيبى"
ثائر:"نامى يا قلبى"
طبع قلبه على رأسها ثم غادر الغرفة متجها إلى الاسفل ليرى العاملين الذين يعملون لديه فى المنزل عندما يأتى الى هنا قام بالاتصال على ذلك الرقم اردف بعدة جمل باللغة الاسبانية بضرورة حضور ذلك الرجل هو وزوجته وابنته..بعد ان قضت بضع ساعات فى النوم قامت من على السرير متجه الى حقيبتها اخرجت منها ملابس لها ثم اتجهت الى الحمام لاخذ حمام سريع بعد الانتهاء ارتدت ملابسها ثم هبطت الى الاسفل ظلت تنادى عليه بصوتها ولكنها لاتجد احد يجيب ندائها
وتين:"ثائر ثائر انت فين يا حبيبى ثائر"
ولكنها لا تسمع صوت فاين ذهب؟ فهى اذا كانت تتحدث الاسبانية ربما كانت سألت احد من هؤلاء الناس الذين يعملون بالمنزل عن مكان وجود زوجها
وتين:"اعمل ايه دلوقتى انا مبعرفش اتكلم اسبانى و"مريم" زمانها نايمة"
قررت ان تبحث عنه بنفسها كل غرفة تقابلها تفتح بابها وتنظر بها ثم تغلقها حتى وصلت الى حديقة المنزل ظلت تبحث عنه سمعت صوت من مكان يشبه اسطبل الخيول اقتربت من المكان لمعرفة من يضحك ويتكلم بهذا الصوت المسموع فهى ميزت صوت زوجها ولكنها لم تميز الصوت الآخر وصلت الى المكان ولكن عيناها توسعت على آخرها فهى ترى زوجها ومعه فتاة جميلة تضحك معه حتى انها قامت بوضع يدها على ذراعه وهى تضحك بهذا الشكل عند هذا زاد جنونها صرخت باسمه بانفعال قوى
وتين:"ثاااائر ايه ده ومين دى اللى معاك وبتعملوا ايه"
ثائر:'وتين انتى صحيتى من النوم امتى يا حبيبتى"
وتين:"ليه مكنتش عايزنى اصحى ولا ايه ولا كنت عاوزنى افضل نايمة على ودانى"
ثائر باستغراب :"فى ايه يا حبيبتى مالك وبتتكلمى كده ليه مالك يا وتين"
وتين بصوت مرتفع :"انا بسألك مين دى يا "ثائر" رد عليا انا مش بكلمك مبتردش عليا ليه هااا رد عليا"
ثائر بغضب:"وتين وطى صوتك ومتعليش صوتك عليا انتى فاهمة انتى بتعلى صوتك ليه دلوقتى وبتتكلمى ليه بالشكل ده"
وتين بعصبية:"انا بقولك مين دى جاوبنى يا" ثائر" ولا تكون الحلوة واحدة من معجبات ثائر بيه العمرى"
ثائر بغضب:"برضه بتعلى صوتك عليا يا "وتين" يلا ادخلى جوا حسابى معاكى بعدين على ان تعلى صوتك عليا وتتكلمى معايا بالشكل ده وانتى عارفة مبحبش حد يعلى صوته عليا ولا يعارضنى فى الكلام حتى لو كان مين"
وتين بعند وتمرد طفولى:'"وانا مش همشى من هنا ولا هسمع كلامك الا لما اعرف مين دى وبتعمل معاك ايه هنا فى الاسطبل يا "ثائر" بيه
البارت الرابع والعشرون
وتين بعصبية:"انا بقولك مين دى جاوبنى يا" ثائر" ولا تكون الحلوة واحدة من معجبات ثائر بيه العمرى"
ثائر بغضب:"برضه بتعلى صوتك عليا يا "وتين" يلا ادخلى جوا حسابى معاكى بعدين على ان تعلى صوتك عليا وتتكلمى معايا بالشكل ده وانتى عارفة مبحبش حد يعلى صوته عليا ولا يعارضنى فى الكلام حتى لو كان مين"
وتين بعند وتمرد طفولى:'"وانا مش همشى من هنا ولا هسمع كلامك الا لما اعرف مين دى وبتعمل معاك ايه هنا فى الاسطبل يا "ثائر" بيه"
ثائر بغيظ:" انتى ايه حكايتك النهاردة انا مش بقولك ادخلى جوا كلامى يتسمع من مرة واحدة مفهوم ولا مش مفهوم يا وتين"
وتين باستهزاء:"ايه انت مضايق قطعت عليك خلوتك بالحلوة ولا ايه ولا مخلصتوش ضحك وهزار تحبوا اجبلكم عصير ليمون علشان القاعدة تحلو وتعرفوا تاخدوا راحتكم ولا اقولك انت خدها واطلعوا فوق انا خلاص صحيت والاوضة فاضية فوق هتعرفوا تتكلموا براحتكم أكتر جايز الحلوة وحشاك وعايز تشبع منها"
ثائر بذهول:'' ايه اللى انتى بتقوليه ده لاء دا انتى اتجننتى بقى يا "وتين" وجرا حاجة لمخك انتى فى وعيك يا مدام"
وتين:"وكمان بتشتمنى يا محترم وتقولى اتجننتى جايز خلاص مبقتش عجباك يا ثائر بيه"
ثائر بأمر:''على اوضتك انتى فاهمة احسن وقسما بربى ماهتعرفى انا ممكن اعمل فيكى ايه دلوقتى يا وتين"
كانت تلك المرأة لا تفهم شئ مما يقولنه فهى عاقدة حاجبيها تنظر اليهم باستغراب شديد فملامح وجههم تدل على انهم ربما يتشاجرون نظرا لجلها بتلك اللغة التى يتحدثون بها عندما حاولت الكلام اشار اليها ثائر بالسكوت
وتين بعند:" انامش هروح على اوضتى واللى عندك اعمله يا "ثائر" وانت شاورت للحلوة تسكت ليه خليها تتكلم متخافش انا مبعرفش اللغة اللى بتتكلموا بيها"
ثائر:''كده ماشى تعالى معايا يا وتين"
نطق بعض الكلمات بالاسبانية لتلك المرأة ثم اعتذر منها مغادرا قابضاً على ذراع زوجته بقوة ألمتها كان يمشى بخطوات واسعة وكادت ان تقع اكثر من مرة بسبب جره لها خلفه فتح باب غرفتهم ادخلها الغرفة ينظر اليها نظرات غاضبة وعيون اصبحت تطلق شرار بسب تمرد تلك العنيدة التى لا تستمع إلى كلامه
ثائر:'انا عايز اعرف انتى ايه اللى جرالك النهاردة انتى اتجننتى يا "وتين" وايه تصرفات العيال اللى بتعمليها دى انتى جرالك ايه"
وتين:"تصرفات عيال عايزنى اشوف جوزى مع واحدة واقف اتفرج عليهم"
ثائر:'انتى ليه محسسانى انك قفشانى معاها فى وضع مخل او ان انا وهى لقتينا فى اوضة النوم بتاعتك ودخلتى علينا فجأة"
وتين:"بس دى كانت حاطة ايدها على دراعك بتعمل ايه"
ثائر:''هى مش قصدها حاجة كانت بتضحك فايدها لمست دراعى عادى زى نوع من الهزار مش اكتر انتى ليه فهمتى الموضوع غلط دا انا حتى محستش بلمسة ايدها يعنى مكنتش قافشة فى دراعى يعنى"
وتين:"فهمت غلط! وصوت الضحك اللى مسمع فى البيت كله ايه كانت بتقولك نكت يا محترم"
ثائر:"تصدقى انا غلطان ان انا بعاتبك اصلا يا" وتين" انا عايز افهمك الموضوع وهى تبقى مين بس الظاهر انتى مش عايزة تصدقى غير شوية اوهام فى دماغك وخلاص وسواسك صورلك حاجات ملهاش وجود بس براحتك يا "وتين" بس انا بقى مش هسمحلك تتمادى معايا فى تصرفاتك دى اللى ملهاش لازمة الظاهر دلعى فيكى اخدك عليا بزيادة بس وماله نصلح الوضع ده"
وتين بثقة:" هتعمل ايه يعنى يا" ثائر" ها قول هتعمل فيا ايه هتضربنى هتعاقبنى هتحرمى من المصروف قول هتعمل ايه علشان ابقى عارفة عقابى ايه ها سمعاك يا ثائر"
ثائر بغضب شديد:" انتى عارفة ان انا مبضربش ستات وانا ولا هعاقبك ولا هحرمك من المصروف بس هحرمك منى يا وتين"
وتين بدون وعى:" هتحرمنى منك يعنى ايه والله انا مش غصباك على حاجة انت اللى هتشتاقلى وهتجيلى لحد عندى يا ثائر"
ثائر:" وماله يا وتين انتى واثقة فى نفسك اوى بس مش انا مش علشان بحبك هجرى وراكى لاء انتى كده غلطتى فى العنوان لو حتى انتى الهوا اللى بتنفسه وضايقنى يبقى احسن ليا اموت ولا افضل مخنوق"
قال ذلك وخرج من الغرفة صافعاً الباب بقوة كعادته جلست مكانها تشعر بدموع المهانة ملحة عليها فكيف يحدثها بهذا الشكل؟ بل انه نعتها بأنها طفلة الا يحق لها ان تغار عليه كأى إمرأة تعشق زوجها ماهذا الحظ السيء الذى سيجعلها تمضى يومها الاول هنا فى خصام معه بل وصل به الأمر الى تهديدها بحرمانها منه هو كيف وصل به الأمر ليقول تلك الكلمة **بعد ان ترك الغرفة هبط الى الاسفل دخل غرفة المكتب يحاول التقاط انفاسه بسبب غضبه منها فهى عنيدة ووصل بها الامر الى عصيان كلامه بل وانها أيضاً تتهمه باشياء يعلم الله انه برئ منها ولكن يجب ان تلتزم حدودها فاذا كانت تتصرف بهذا الشكل لتيقنها من عشقه لها وانه سيتركها تفعل ما يحلو لها حتى أن وصل بها الأمر الى هذه الدرجة فيجب تذكيرها من يكون هو ؟ فاذا كانت قد نسيت "ثائر" القديم سيعيده اليها ولكن بشكل اسوأ
***
استطاعت الخروج من المنزل بعد إقناع أمها بأن لها صديقة تريد منها الذهاب معها لشراء بعض الاغراض اللازمة لزفافها اتجهت إلى محطة القطار تريد الوصول الى القاهرة فهى تريد مقابلتها فربما تستطيع مساعدتها بعد ان غدر بها ذلك الجبان ولكنها لا تعلم عنوان منزل زوجها ولكن تذكرت انه رجل اعمال معروف فربما تعثر على العنوان بسهولة كانت جالسة فى القطار تبكى على حالها لدرجة ان هناك امرأة جالسة بجوارها قد اخذتها الشفقة عليها بعد ان راتها على تلك الصورة
المرأة:"مالك يا بنتى بتعيطى ليه كده استهدى بالله "
هيام:"لا ابدا مفيش حاجة انا كويسة''
المرأة:"دا انتى يا بنتى عينك حمرا زى الدم من كتر العياط وباين عليكى فى حاجة كبيرة مضيقاكى"
هيام بدموع :"بعيط على حالى وعلى اللى جرالى واللى حصل ليا"
المرأة:"استهدى بالله يا بنتى وربنا قادر يفرج همك ان شاء الله ربنا قادر على كل شيء"
هيام بأمل:"يارب يسمع منك ربنا وأخرج من اللى انا فيه"
المرأة:"ايوة قولى يارب وربك عليه الاجابة وان شاء الله مشكلتك تتحل قريب باذن الله"
هيام:''ان شاء الله"
ظلت تتحدث معها حتى وصل القطار الى محطة مصر فنزلت من القطار تخرج على غير هدى هائمة على وجهها لاتعرف اين تذهب قامت بايقاف احد سيارات الأجرة
السائق:"ايوة يا انسة على فين ان شاء الله"
هيام بتوهان:''ها مش عارفة انا راحة فين"
السائق:"افندم امال انا هوصلك فين دلوقتى انتى راحة عنوان ايه"
هيام:"هو الراجل معرفش غير اسمه بس مش عارفة العنوان بتاع البيت او الشركة بتاعته"
السائق:'اسمه ايه الراجل ده يا انسة طيب"
هيام:"اسمه ثائر العمرى واعرف ان عنده شركة وراجل غنى اوى"
السائق:'احنا كده هنبقى بندور على ابرة فى كوم قش"
هيام برجاء:''ابوس ايدك يا اسطى تساعدنى اوصل لعنوان الراجل ده"
اخذته الشفقة عليها فقرر مساعدتها فهى حاولت مراراً الاتصال بوتين ولكن هاتفها مغلق قام السائق بتشغيل السيارة يجوب الشوارع لعل احد يعرف من يكون "ثائر العمرى" وبالفعل استطاع الحصول على عنوان الشركة الخاصة به فهى معروفة وصلت "هيام" الى الشركة شكرت السائق بشدة على مساعدته لها
هيام:"انا متشكرة جدا يا اسطى واسفة تعبتك معايا النهاردة"
السائق:"ولا يهمك يا انسة الناس لبعضيها كويس ان احنا عرفنا نوصل العنوان"
هيام:'اتفضل الاجرة اهى يا اسطى"
السائق:"ماشى شكرا يا آنسة"
هيام:"سلام عليكم"
السائق:"وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته مع السلامة"
هيام:" الله يسلمك"
اخذ اجرته وانصرف وقفت امام الشركة تنظر الى ذلك الصرح العملاق الذى يتوسطة تلك اللافتة التى كتب عليها بالبنط العريض ( العمرى جروب) لمحت احد افراد الأمن ارادت سؤاله عن عنوان منزل "ثائر" لانها تعلم انه ربما يرفض مقابلتها ولكنها تريد ان تتحدث مع "وتين"
هيام:"السلام عليكم"
الرجل:"وعليكم السلام ايوة يا آنسة افندم"
هيام:"لو سمحت عايزة عنوان بيت ثائر بيه ضرورى"
الرجل:' ليه خير يا آنسة عايزة ايه من العنوان بتاع ثائر بيه"
هيام:"عيزاه ضرورى بالله عليك تقولى عليه"
الرجل:"اسف مقدرش اقولك على العنوان يا آنسة معنديش اوامر ان اقول على حاجة تخص صاحب الشركة"
هيام بدموع:"والله انا محتاجة اقابل مراته ضرورى هى قريبتى والله"
الرجل:"حتى لو اديتك العنوان يا انسة مش هتقدرى تقابليها لان اصلا "ثائر" بيه مسافر هو ومراته برا مصر بيقضوا شهر العسل"
هيام باستغراب:"شهر العسل! شهر عسل ايه ده اللى بيقضوه دلوقتى"
الرجل:"ايوة لانهم اتجوزوا من يومين وسافروا برا مصر"
كانت تستمع هيام لكلام رجل الامن باستغراب كيف كان زفافهم منذ يومين وهم بالاساس متزوجين منذ بضعة اشهر ولكن الان هى ليست فى حالة تحليل ذلك الموقف فهى ستعود الى المنزل بخيبة أمل كبيرة فأملها فى مقابلة وتين قد تبخر وستعود تجر اذيال الخيبة
***
"فى شقة سمير"..عاد من عمله كعادته دخل الى المنزل هدوء غريب يعم المنزل وكأن اصحابه قد هجروا هذا المنزل نادى بصوته ليرى أى أحد منهم
سمير:"اميرة أميرة انتى فين يا امى يا هيام هم راحوا فين كلهم كده"
قام بفتح باب غرفته ولكن ايضا لم يجد زوجته ذهب الى غرفة والدته وجدها تاخذ قسط من الراحة فلم يشأ ان يقلقها بعد بضع دقائف وجد زوجته تدلف المنزل تحمل بيدها اغراض كثيرة فهى يبدو عليها انها كانت تقوم بشراء اغراض المنزل الاسبوعية
سمير:'' انتى كنتى فين يا أميرة وايه الاكياس دى كلها"
اميرة:"كنت بشترى شوية طلبات للبيت خضار وفاكهة والحاجات دى بتاعة الاسبوع"
سمير:"امال هيام فين انا امى نايمة جوا بس مش شايف هيام مش فى اوضتها"
أميرة:''سمعتها بتقول لامك انها خارجة مع واحدة صاحبتها علشان يشتروا شوية حاجات لجهاز صاحبتها علشان هتتجوز قريب"
سمير:"البت دى مش عجبانى خالص اليومين دول مش عارف ليه بقت بهتانة كده وعلى طول سرحانة ومش زى عوايدها ومبتتكلمش وحابسة نفسها فى اوضتها على طول"
أميرة:"انا كمان مستغربة اللى هى فيه بس انت عارف "هيام" العلاقة بينى وبينها مش قد كده علشان اسألها فكلمها انت يا "سمير"واعرف فى ايه وايه اللى جرالها خلاها كده لتكون تعبانة ومش عايزة تقول"
سمير:"ان شاء الله لما ترجع ليا قاعدة معاها يلا انتى حضريلى الاكل علشان جعان"
أميرة:"شوية ويكون الاكل جاهز غير هدومك وهحط الاكل على السفرة وكمان صحى مامتك علشان تاكل هى كمان"
سمير:"ماشى بس بسرعة علشان جعان"
ذهب الى غرفته قام بتغيير ملابسه ثم ذهب الى غرفة والدته نادى عليها بصوت منخفض
سمير:"امى امى اصحى يلا "
عايدة بنوم:"هيام انتى رجعتى يا حبيبتى"
سمير:'دا انا سمير يلا قومى علشان تاكلى يا امى"
عايدة:"ماشى يا حبيبى جاية وراك على طول"
خرج من الغرفة اعتدلت "عايدة" جلست على السرير تفكر لماذا تأخرت'' هيام" كل هذا الوقت ولم تعود الى الآن
خرجت" عايدة" من الغرفة كانت "أميرة" وضعت الطعام على السفرة جلست تأكل بصمت فهم أصبحوا لا يتكلمون سويا الى قليلا بالرغم من ان "أميرة" كانت تريد معاملة طيبة منها فهى فقدت امها منذ زمن وكانت تأمل ان تصبح تلك المرأة امها لتعوضها عن فقدانها لامها ولكنها امرأة قاسية القلب لا تعرف كيف يكون التعامل الحسن مع الاخرين
***
منذ ان ادخلها غرفتها لم تخرج فهى تنتظره ان يأتى اليها الآن ولكنه فات الكثير ولم يعود سمعت طرق على الباب ارتسمت ابتسامة عريضة على شفتيها حاولت تصنع الهدوء أذنت للطارق بالدخول
وتين:" ايوة ادخل"
ولكن انفتح الباب ولم يكن "ثائر" هو الطارق ولكن "مريم" هى التى أتت اليها تريد منها النزول لتناول الطعام
مريم:"ايه يا بنتى مش هتنزلى تاكلى ولا ايه"
وتين بأمل:"هو عمك اللى بعتك علشان تناديلى يا مريم"
مريم:"لاء انا مشفتكيش تحت فجيت اقولك هو فى حاجة حصلت ولا ايه يا وتين "
وتين باحباط:"لاء مفيش حاجة بس افتكرت ثائر هو اللى بعتك علشان تناديلى"
مريم:"طب يلا قومى يلا نأكل علشان لو هنخرج نتفسح شوية"
هبطت "وتين" الى الاسفل وجدته يجلس على رأس المائدة بدون تعبيرات على وجهه كأن وجهه قُد من حجر يتناول طعامه بتلك الطريقة الهادئة والرزينة كعادته فهو لم يرفع رأسه وينظر اليها وكأنها غير موجودة جلست بدون ان تتفوه بكلمة واحدة تشعر بالامتعاض من تصرفه لماذا لا ينظر اليها؟ لماذا لم يأتى اليها؟
رمزى:"احنا هنخرج بعد الاكل مش هتخرجوا معانا ولا ايه يا ابنى"
ثائر برفض:"مليش مزاج النهاردة يا رمزى اخرج انا تعبان من السفر وعايز ارتاح شوية بكرة ان شاء الله ابقى اخرج"
مريم:"الف سلامة عليك يا عمو مالك"
ثائر:"الله يسلمك يا حبيبتى مفيش بس شوية صداع خفيف وهاخدله مسكن خلصوا اكل انتوا واخرجوا علشان تلحقوا ترجعوا بدرى"
رمزى بمزاح:"هى خارجة مع زميلها فى الكلية يا اخويا ما نتأخر براحتنا ان شاء الله نبات برا انت مالك انت"
ثائر:"اخرس ياض انت وكل وانت ساكت مش ناقص رخامتك دى دلوقتى مش فايقلك احسن اخبطك بالطبق ده فى وشك دلوقتى"
رمزى:" كاتك ضربة يا "ثائر" عايزب تخرشمنى وانا عريس وعايز اقضى شهر العسل"
ثائر:" رمزى بجد والله ما فايق لهزارك"
مريم:"طب ناخد وتين معانا يا عمو تتفسح شوية وتشوف البلد هنا"
ثائر:" والله هى حرة عايزة تخرج معاكم مع السلامة مش عايزة هى برضه حرة"
مريم:"تيجى معانا يا وتين قولتى ايه"
وتين:"لاء يا "مريم" مرة تانية انا كمان شكلى تعبانة من السفر وعايزة ارتاح بلاش النهاردة"
رمزى:"خلاص براحتكم يلا يا مريومتى احنا"
مريم:"يلا يا حبيبى سلام"
ثائر وتين:" مع السلامة"
اخذ "رمزى" "مريم" وخرجوا من المنزل فحين انها مازالت جالسة مكانها تنظر اليه ولكنه لا يعيرها التفاتاً او انتباهاً انتهى من طعامه وجدته يقوم من على السفرة ولكنها لاحظت تلك المرأة التى رأتها معه قادمة فوجدته يبتسم تلك الابتسامة الجذابة التى عندما تراها هى تشعر بأن هناك ماس كهربائي أصابها وجدت تلك المرأة تقترب تحدثه بتلك اللغة التى تجهلها وهو يجيبها ثم انصرفت بعد ان انتهت من كلامها معه خرج من المنزل تبعته بخطواتها وجدته ذهب الى ذلك الاسطبل مرة اخرى فوسوس لها عقلها انه ربما ذهب لمقابلتها مرة أخرى ولكنها رأته يسحب بيده لجام احد تلك الأحصنة يخرجه من مكانه يمتطيه برشاقة واحترافية لكز الحصان فانطلق يعدو بسرعة على تلك المساحة الخضراء فهو كأنه يريد ان يسابق الريح اخذت بمظهره فهو يشبه الفرسان وهو يمتطى ذلك الحصان مع سرعة الهواء التى تبعثر خصلات شعره كأنه احد فرسان العصور الوسطى ينقصه فقط ارتداء تلك الملابس التى كانوا يرتدونها ويحمل بيده سيفاً ودرعا ًظلت تتأمله وقت طويل حتى انتهى وعاد من تلك الجولة التى كان يتصارع بها مع الغضب الكامن بداخله من تلك العنيدة التى أصبحت تتصرف مثل الأطفال عاد الى الاسطبل ادخل الحصان اراد الذهاب الى غرفته لاخذ حمام ويرتاح قليلاً كل هذا وهو يراها ليست على بُعد مسافة كبيرة منه ولكنه يتعمد عدم النظر اليها حتى لا يغلبه حنينه وشوقه اليها فهى يجب ان تتعلم كيف تستمع إلى كلامه ولا تقذفه بتلك التهم الباطلة وصل إلى الغرفة وهى تتبعه تكاد تموت غيظاً بسبب بروده ولا مبالاته بها رأته يخلع قميصه ويأخذ ملابس نظيفة ذاهباً الى الحمام ولكنها حالت بينه و بين وصوله إلى الحمام فهى سدت عليه الطريق تقف أمامه تنظر إليه نظرة هو يعرفها جيداً ولكن اغلق عينيه بتأفف فهى تظن الآن ان بمجرد أن تنظر اليه بهذا الشكل سيركض اليها طالباً ودها وقربها
ثائر:" ابعدى متقفيش قدامى كده"
وتين:"لاء مش هبعد يا ثائر"
ثائر بغضب:" بقولك ابعدى عن طريقى يا وتين الساعة دى اتقى شر غضبى احسن ليكى"
وتين:"قولتلك لاء مش هبعد يا "ثائر" ومش هتحرك من مكانى"
ثائر:" انتى عايزة تثبتى ايه بالظبط ها انك بمجرد ان لما تقفى قدامى خلاص هنسى كل حاجة وخلاص"
وتين:" انت ليه مش عايز تعترف انك غلطان"
ثائر:" انا اللى غلطان يا وتين انا حاولت افهمك بس دماغك دى قفلاها على حاجة معينة"
وتين:" ما انت لسه كنت بتبتسم ليها لما جت تكلمك قبل ما تخرج تركب الحصان وهى كمان كانت بتبتسم ليك البتاعة دى هى اسمها ايه اصلا"
ثائر:" اسمها كارمن ارتاحتى يا وتين وهى بتشتغل هنا وحكاية ابتسمت دى فده من باب الذوق مش أكتر انتى لو فضلتى بنظامك ده عايزة تحاسبينى على حاجات محصلتش يبقى النظام ده مش نافع يا وتين"
اقتربت منه وضعت يدها على صدره تنظر إليه احدى نظراتها القاتلة ولكن عيناه تبعث نظرات كالجليد فهى الآن تظن انها بمجرد ان تقترب منه وتفعل ذلك سينسى مافعلته ولكن لا ليس هو الرجل الذى يقبل باغراء المرأة لتثبت سيطرتها عليه قام بنفض يدها عنه وازاحها من طريقه ذاهبا الى الحمام وقفت مكانها لا تصدق ما فعله الآن فهو لم يتأثر بقربها منه هل ما حدث الآن حقيقة؟ فهى تعلم كيف كان يتلهف الى قربها فهى كانت بمجرد ان تلمسه تشعر بحرارة عناقه التى تغلفها تجعله غير مدركة لما حولها .شعرت بدموعها تتجمع بعينيها الجميلة من اسلوبه الجاف معها
***
جالسة امام إحدى القبور تبكى بقوة امام قبره فوالدها ضغط على جرح الماضى بقوة جعله ينزف مرة اخرى في قلبها فهى وجدت قدميها تسوقها الى قبره قبر ذلك الشاب الذى شاء القدر ان يموت ويتركها تعانى من فراقه
نورين بدموع:" مروان انا جيت يا حبيبى انت عارف انت وحشتنى اوى يا "مروان" كان نفسى تبقى معايا النهاردة انا النهاردة هفتح المعرض انا لسه فاكرة لما كنت بتشجعنى على الرسم وانا فعلا سافرت فرنسا كملت دراستى انت ليه سبتنى بسرعة كده يا" مروان" هو ده وعدك ليا انك مش هتسبنى بس انت رحت بسرعة من بين ايديا بس دلوقتى يا "مروان" حسيت انك رجعتلى تانى لما شوفت "ثائر" حسيت انك رجعت تانى على قيد الحياة مبقتش قادرة امنع نفسى من ان انا اقرب منه عارفة ان ده غلط بس مش قادرة يا مروان الشبه اللى بينكم لاغى عقلى خالص بقى كل همى دلوقتى ان انا عايزة اوصل لثائر وبس حتى لو بأى طريقة بقيت احس انه من حقى انا مش من حق ''وتين" انا حاسة ان قربت اتجنن من تفكيرى بالشكل ده بس عايزة اكمل احلامى اللى رسمتها معاك اكملها معاه هو عايزة ابقى مراته وحبيبته عايزة اعيش الاحاسيس اللى ادفنت جوايا من ساعة موتك بس سامحنى متفتكرش ان انا نسيتك انا محبتش ثائر الا علشان هو شبهك بس يا "مروان" متزعلش منى "
بعد ان أتمت قراءة الفاتحة عادت الى المنزل لتجهيز نفسها لافتتاع معرض اللوحات الخاصة بها اليوم قابلت والدها
فريد:" نورين اناى كنتى فين"
نورين:" كنت بقرأ الفاتحة لمروان يا بابى"
فريد:" حبيبتى انا مش عايزك تزعلى منى على كلامى معاكى بس عايزك تفوقى"
نورين:" عن اذنك يابابى علشان اغير هدومى علشان انت عارف افتتاح المعرض النهاردة''
ذهبت الى غرفتها قبل ان يبدأ والدها في اسماعها المزيد من كلماته فهى الآن لن تستطيع الابتعاد عن" ثائر" حتى لو طلب منها والدها ذلك فهى جاءتها فرصة يجب عليها ان تحافظ عليها ولا تجعلها تضيع من بين يدها مرة أخرى
*"*"*
زاروا عدة اماكن كان يحيط كتفيها بيده يتملكها بجانبه يشعر باهتزاز قلبه مع صوت ضحكاتها الخلابة فهو حتى الآن يستيقظ كل يوم ولا يصدق انها اصبحت ملكه زوجته وحبيبته
مريم:"رمزى"
رمزى:"عيون وقلب رمزى نعمين وحتة يا قمر"
مريم:"انا جوعت اوى من كتر المشى"
رمزى:"بس كده شاورى على احلى مطعم واجيب احلى أكل لملكة قلبى"
مريم بحب:"ربنا ما يحرمني منك ابدا يا حبيبى"
رمزى بمزاح:"يالهوى على ام الكلمة دى منك قوليلى هو بوليس الاداب نظامه ايه هنا "
فهمت قصده شهقت بصوت مسموع من تلك الصراحة التى وصلت الى حد الجرأة منه
مريم:"يا قليل الادب يا رمزى"
رمزى بابتسامة عريضة:"انتى فهمتى قصدى يا روحى ولا ايه"
مريم:"بس يا سافل يا قليل الادب"
رمزى:"سافل سافل بعشق اهلك برضه ياقمر انتى"
مريم:"بطل هزار بقى ويلا تعال هاتلى اكل مش قادرة هموت من الجوع"
رمزى :" بعد الشر على الجميل يلا يا روحى تعالى اجبلك اكل"
مريم:"رمزى هو فى حاجة حصلت بين عمو ووتين شكلهم مش مريحنى زى ما يكون فى حاجة ومش عايزين يقولوا"
رمزى:''مش عارف والله يا "مريم" بس الاتنين شكلهم كده فى حاجة بس عمك مقليش على اى حاجة زى ما انتى شيفاه كده"
مريم:"انا لاحظت كده برضه بس مش عارفة ايه اللى حصل خلاهم كده احنا وصلنا وهم كانوا كويسين مع بعض نمنا وقومنا لقيناهم كده"
رمزى:''احنا نسيبهم يحلوا مشاكلهم مع بعض مندخلش بينهم هم حريين مع بعض"
مريم:"انا طبعا مش قصدى ادخل بينهم بس مبحبش اشوفهم زعلانين"
رمزى:"ما تخافيش زمان "وتين" حلت الموضوع والدنيا بقت زى السكينة فى الحلاوة دلوقتى وعمك رجع لقواعده ههههه"
سمعت مريم ذلك ظلت تضحك بقوة على كلام زوجها الذى يقضى معظم وقته فى المزاح
رمزى:"يلا بينا هناكل ولا ايه يا قمرى"
مريم بابتسامة:"يلا يا رموزه يا حبيبى
رمزى:"يالهوى على رموزه واللى بيحصله منك يا بنت العمرى"
****
عادت إلى المنزل بحالة من التيه فهى لا تعرف كيف تتصرف الآن وجدت اخيها ينتظرها ولكن ملامح وجهه تدل على انه مستاء بشدة منها
هيام:"السلام عليكم"
سمير:"وعليكم السلام اهلا يا آنسه اخيرا شرفتى ولا كنتى ناوية تباتى برا النهاردة"
هيام:"اسفة يا "سمير" بس صاحبتى لفت كتير علشان تشترى الحاجة بتاعتها"
سمير بحدة:"وانا المفروض اهبل واصدق الحكاية دى مش كده يا هيام"
هيام:"قصدك ايه يا سمير بكلامك ده"
سمير:"قصدى مخبية عليا ايه يا هيام ومش مخليكى على بعضك اليومين دول"
هيام بتوتر:"وهخبى ايه يعنى يا سمير مفيش حاجة انا مخبياها عنكم"
سمير:"مفيش حاجة! وعيزانى اصدق يا هيام"
قام مرة واحدة يجذبها من حجابها بقوة كبيرة تألمت تحت يده من قبضة يده على رأسها حتى صرخت بصوت عالى خرجت على اثره امها وأميرة رأوا ذلك حاولوا تخليصها من يده ولكنه ابى ان يتركها وظل يهز رأسها بعنف
سمير:"سيبونى اربيها محدش يدخل بينى وبينها انتوا فاهمين"
عايدة:"سيب اختك يا سمير هتموتها فى ايدك يا ابنى سيبها"
سمير:" تموت ولا تروح فى ستين داهية مش احسن ما تحط راسنا فى الطين قليلة الادب دى اللى تخرج من اول النهار وراجعة البيت متأخر"
عايدة بغضب:"انت ازاى تقول على اختك كده يا سمير شوف نفسك انت بتقول ايه"
سمير:'انتى اللى فضلتى تدلعى فيها لحد مبقاش حد مالى عينها قليلة الادب دى "
أميرة:"سمير مش كده اهدى شوية وسيبها من ايدك يا سمير"
عايدة:"والله تلاقيكى انتى اللى مسلطاه عليها علشان يضربها يا بنت سالم"
أميرة:"الله يسامحك يا حماتى انا مس هرد عليكى"
عايدة:"ردت الماية فى زورك اعملى فيها بقى الشويتين دول وانك غلبانة وخايفة عليها والكلام ده وانتى ماية من تحت تبن"
أميرة:"انا غلطانه ان انا ادخلت بينكم عن اذنكم"
قالت ذلك وذهبت إلى غرفتها نظرت "عايدة" الى ابنها تطلب منه ترك اخته فهى اصبحت تتأوه بشده بسبب قبضة يده
عايدة بغضب:"سيبها يا سمير بقى انا مش بكلمك"
سمير:" على فكرة بقى فى عريس متقدملك وانا هجوزك واخلص منك يا هيام"
هيام برعب:" لاء انا مش هتجوز مش هتجوز سبونى فى حالى"
سمير:" لاء العريس هييجى وهتقعدى معاه وهتشوفيه وانا هوافق على جوازكم"
هيام:" قوليله يا ماما مش عايزة اتجوز ابوس ايدك"
عايدة:" وعريس مين ده بقى اللى انت عايز تجوزهولها"
سمير:" ده زميلى فى الشغل وهو كويس ومقتدر ومفيهوش عيب "
عايدة:" لما ييجى ونبقى نشوفه الأول"
هيام:" وانا مش هقعد مع حد ولا هشوف حد مش هتجوز يعنى مش هتجوز"
سمير:" رأيك ميهمنيش يا هيام واعلى ما فى خيلك اركبيه"
قام "سمير" بدفعها فى حضن امها ثم ذهب غاضبا الى غرفته بسبب تصرفات والدته فهى بسبب دلالها لها افسدتها واصبحت لا تحترم كلامه
عايدة:"بس يا حبيبتى متعيطيش محدش هيقدر يلمس منك شعرة طول ما انا عايشة يلا ادخلى اوضتك ارتاحى ولو عايزة تاكلى هجبلك تاكلى"
هيام:" لاء مش عايزة اكل انا عايزة انام"
ذهبت الى غرفتها ارتمت على السرير تبكى بشدة فكرت فى الاتصال على ذلك المخادع لعل ضميره يأنبه ولو قليلا على ما فعله بها ويحاول تصليح خطأه
هيام:"الو ايوة يا يحيى"
يحيى:"عايزة ايه يا هيام منى تانى مش قولتلك متكلمنيش تانى''
هيام بدموع:"حرام عليك يا يحيى انت ضيعتنى اخويا عايز يجوزنى واحد زميله اتجوزه ازاى دلوقتى"
يحيى:"بقولك ايه كل حاجة كانت بموافقتك انا مغصبتكيش على حاجة ثم عادى يا حبيبتى هى عملية صغيرة وترجعى صاغ سليم وترجعى بنت تانى وتتجوزى براحتك وانا عندى استعداد ادفعلك فلوس العملية"
هيام:" انت بتقول ايه انت ضحكت عليا وخدعتنى ولازم تصلح غلطتك''
يحيى:"هو انتى يعنى صغيرة مش عارفة مصلحتك ولا عارفة اللى يضرك من اللى يصلحلك يا هيام"
هيام:"طب علشان خاطر ربنا اتجوزنى ولو حتى بعدها بيوم طلقنى بس علشان خاطر اهلى حرام عليك يا يحيى"
يحيى:"انا مش بتاع جواز يا ماما شوفى حد غيرى ارمى بلاكى عليه وانا قولتلك مستعد ادفعلك فلوس العملية غير كده ملكيش حاجة عندى يا هيام"
هيام بدموع:'' منك لله ربنا ينتقم منك يا يحيى"
يحيى:" بقولك ايه متصدعنيش سلام ولو فكرتى فى موضوع العملية انا موافق سلام"
بعد ان اسمعها كلماته التى كانت كالخناجر الحادة تطعن روحها اغلق الهاتف عادت الى بكاءها مرة أخرى وتفكر كيف ستخرج من تلك المصيبة التى اوقعت نفسها فيها بسبب غباءها فهى ارادت ان تكون مثل "وتين" تتزوج من شاب غنى ولكن صارت أمورها الى ما صارت اليه بينما 'وتين" تنعم الآن بشعر عسل مع زوجها فماذا تفعل الآن؟ هل توافق على الاقتراح الذى عرضه عليها ؟
***
انتهى من ارتداء ملابسه تأنق بشكل كبير فاليوم يوم خطبته من ابنة خالته التى لم يخطر بباله ان هذه الفتاة هى من ستصبح زوجته يوماً دخلت والدته الغرفة ابتسمت له
نادية:"بسم الله ماشاء الله قمر يا حبيبى"
أسامة:"تسلميلي يا ماما ربنا يباركلى فيكى انتى وبابا"
نادية:"تسلم يا حبيبى يلا بينا"
أسامة:"بابا خلص لبس ولا لسه"
رفعت:"ايوة انا خلصت يلا يا عريس"
ذهبوا جميعا الى منزل خالته فزوجها وصل من سفره لاتمام خطبة ابنته التى كانت ترتدى اليوم ذلك الفستان الذى جعلها جميلة حقاً بذلك الخجل على وجهها والذى يجعل وجهها شديد الاحمرار
أمينة:"اهلا وسهلا نورتونا"
نادية:"تسلمى يا حبيبتى حمد الله على السلامة يا ابو دينا"
مدحت:"تسلمى يا ام أسامة نورتونا وشرفتونا"
رفعت:"حمد الله على السلامة يا مدحت نورت مصر كل دى غيبة"
مدحت:"أكل العيش بقى هنعمل ايه بقى"
رفعت:"ربنا يعينك ويقويك ان شاء الله"
بعد ان جلسوا قليلا واحضرت "دينا" الصينية الخاصة بالمشروبات وجلست باستحياء شديد
رفعت:"انت عارف يا مدحت احنا جايين النهاردة علشان نطلب ايد بنتك لاسامة ابنى قولت ايه"
مدحت:" ودى محتاجة كلام يا رفعت دا اسامة ابنى"
اسامة:"تسلم يا عمى"
نادية:"خلاص احنا نقرأ الفاتحة كده بالصلاة على النبى علشان ربنا ييسرلنا القاعدة كده"
تم قراءة الفاتحة وكل هذا وهى تختلس اليه النظرات من طرف عينيها فهى قد أحبته منذ ان كانت صغيرة ولكنه كان دائم الشجار معها فهى حتى الآن لا تستوعب انه سيصبح خطيبها وفى القريب العاجل زوجها
رفعت:"طلباتكم ايه يا مدحت"
مدحت:"انا مليش طلبات غير انه يحفظ بنتى ويصونها دى اهم حاجة عندى ان بنتى تعيش مرتاحة ومبسوطة"
أسامة:"دى فى عينى يا عمى متقلقش"
أمينة:"انت عارف يا اسامة احنا محلتناش غير دينا وعايزنها تعيش مع واحد يخاف ويتقى ربنا فيها"
أسامة:"قولتك هى فى عينى يا خالتو"
نادية:"يناسبكم امتى ان شاء الله نجيب الدبل والشبكة"
مدحت:"كمان يومين ان شاء الله"
رفعت:"ان شاء الله"
نادية:"طب ما نقعد فى الصالة ونسيب العرسان يتكلموا مع بعض شوية"
شعرت "دينا" بجفاف فى حلقها بعد سماع تلك الجملة فكيف ستجلس معه بمفردها وبالفعل خرجوا الى الصالة وتركوا اسامة الذى يجلس على الكرسى المقابل لها ينظر اليها بابتسامة وهى خافضة نظرها إلى الأرض
أسامة:"ها مش عايزة تقولى حاجة"
دينا بخجل:"اقول ايه عايزنى اقول ايه"
أسامة:"اى حاجة سمعينى صوتك دا انتى لما كنتى صغيرة مكنتيش بتبطلى صريخ فى ودانى"
سمعت ذلك افلتت منها إبتسامة فهو ما زال يتذكر طفولتها التى كانت تزعجه فيها بتصرفاتها
دينا:"ما خلاص كبرت بقى مبقاش ينفع اصوت او اصرخ"
أسامة:"وبطلتى كمان تشربى عصير المانجا"
دينا:'هههه انت لسه فاكر عصير المانجا"
اسامة:"انتى فى اليوم ده بوظتيلى احسن قميص كنت بحب البسه"
دينا:"ما انت اللى كنت بتحب ترخم عليا والكوباية ادلقت عليك من غير ما اقصد وانت ساعتها شدتنى من شعرى"
أسامة:"هو انتى سكتى يعنى انتى عضتينى من ايدى"
ظلوا يتذكروا تلك الذكريات الطفولية فرأها تبتسم وتضحك على تلك المواقف وما استرعى انتباه تلك الغمازة التى توجد بوجنتها اليمين تضيف الى جمالها جمال من نوع اخر
*"*"*
كانت تسير بجواره شاردة فمر ثلاثة أيام منذ شجارهم ولم يقترب منها فهو نفذ ما برأسه وابتعد عنها اصبحوا غريبين يتقاسموا سريراً وفراشاً فهو كأنه يرفض الكلام فبالنهار يخرجوا الى تلك الاماكن التى يريد ان يزورها وبعد ان تنتهى جولتهم يعودوا الى المنزل وكل هذا وهم يتصنعون السعادة حتى لا يضايقون رمزى ومريم لم تنتبه الى تلك السيارة التى ربما كانت ستودى بحياتها لولا انه قام بجذبها بقوة إلى أحضانه اغمضت عينيها تلتقط انفاسها بصعوبة
ثائر بخوف:" مش تبصى قدامك وانتى ماشية انتى كان ممكن تموتى يا وتين"
لم ترد عليه فهى شعرت بسيلان دموعها على وجهها قامت برفع ذراعيها تحيطه بهم فهى اشتاقت الى قربه منها فهى تعلم انها هى من تجاوزت حدودها فى كلامها معه
مريم:" انتى كويسة يا وتين"
وتين:" انا تمام الحمد لله''
رمزى:" خلى بالك يا وتين وانتى ماشية"
وتين:" ان شاء الله هخلى بالى"
وجودها بين أحضانه شعر ان حنينه وشوقه اليها سيغلبه قام بابعادها عنه ببطئ ينظر لعينيها الدامعتين ولكن عندما تذكر ما حدث منها عاد اليه غضبه منها مرة اخرى عندما قام بابعادها عن احضانه شعرت كأنها كانت فى جنتها الخاصة ولكنها طردت وحرمت منها اكملوا تجولهم اخذوا العديد من الصور عادوا الى المنزل بعد انتهاءهم من فسحتهم
مريم:" ياااه الفسحة النهاردة كانت حلوة اوى بس الحمد لله محصلكيش حاجة يا وتين"
وتين:" الحمد لله اه البلد هنا حميلة ولو ان انا عاملة زى الاطرش فى الزفة مش عارفة هم بيقولوا ايه "
رمزى:"ماتعلمها اسبانى يا ثائر"
ثائر ببرود:"إن شاء الله هعلمها كل حاجة هى محتاجة تتعلمها"
شعرت من لهجته انه يقصد انه سوف يؤدبها وليس يعلمها ف"ثائر" أصبح لا يطاق بذلك البرود وكأنه اصبح لوح من الثلج واختفى الدفء والحب من قلبه فكيف طاوعه قلبه ان يبتعد عنها كل هذا الوقت الم يشتاق اليها؟ فهى قد احترق قلبها من شدة شوقها إليه ولهفتها الى ان تعود الى مكانها الطبيعى فى أحضانه وبين ذراعيه اشتاقت لمسكنها بين يديه اشتاقت الى دفئه اشتاقت الى سكون جسدها بين يديه اشتاقت إلى نظرة عيناه الدافئة
مريم:"هى كارمن فين مش شيفاها"
ثائر:"روحت عيزاها فى حاجة ولا ايه يا مريم"
مريم:"كنت هقولها تجيب ولادها اشوفهم علشان وحشونى اوى وعايزة العب معاهم شوية "
وتين بصدمة:"هى كارمن متجوزة و عندها اولاد"
ثائر باستهزاء:"اه شوفتى ازاى يا وتين هى متجوزة وعندها ٣ عيال كمان "
مريم:"انتى مكنتيش تعرفى انها متجوزة ولا ايه يا وتين"
وتؤن:'لاء مكنتش اعرف هو فين جوزها هو بيشتغل هنا"
ثائر:"جوزها بيشتغل فى مكان تانى هى بس بتيجى مع ابوها وامها تساعدهم هنا فى البيت وبعدين بتروح"
وتين:"وانت ايه سر اهتمامك بيهم اوى كده يا ثائر"
رمزى:"ليه انتى متعرفيش انهم اصلا قرايب ثائر يا وتين"
وتين:'قرايبه ازاى يعنى ايه صلة القرابة اللى بنهم"
مريم:" كانت چوانا جدة عمو تبقى عمة ابو كارمن ففى صلة قرابة بنا وعندها ٣ عيال عسلات هتحبيهم اوى يا وتين لو شفتيهم مش هتبطلى لعب وهزار معاكم"
رمزى:"عايزين نروح صحيح يا ثائر الأرض بتاعه الغجر ونحضر الا حتفالات بتاعتهم"
ثائر:"هنروح كمان يومين ان شاء الله"
وتين:"هنروح نعمل ايه هناك"
ثائر:"هعرفك عليهم واشوفهم علشان وحشونى بقالى فترة كبيرة مشفتهمش"
مريم:"بيعملوا شوية احتفالات بالليل جميلة اوى يا وتين هتنبسطى اوى هناك"
وتين بحب وندم :"طالما هبقى مع" ثائر" اكيد هبقى مبسوطة يا مريم"
حاولت تحميل جملتها شئ من الندم الذى تشعر به الآن بسبب تسرعها وسوء ظنها ولكنه على ما يبدو لم يتأثر بذلك أيضاً
مريم:"يلا يا رمزى نطلع ننام الواحد النهاردة تعب من كتر المشى واللف"
رمزى:"يلا يا عيون رمزى"
ذهب "رمزى" مع" مريم" الى غرفتهم وبمجرد ما اغلق الباب ابتسم لها ابتسامة تحمل نوايا هى باتت تعرفها جيدا
رمزى:"اكلك منين يا بطة اكلك منين فى فراولتين فى شفايفك حلوين طعمين هاتى واحدة لرمزى يلا بسرعة"
مريم بابتسامة:"قليل الادب اوى يا رمزى"
رمزى:"قشطة احبك بالاسبانى يا ابيض انت"
ظل يطاردها كثيرا فى الغرفة وصوت ضحكاتها يصدح فى الغرفة فسمعته "وتين" فابتسمت عندما تذكرت انها كانت تفعل ذلك هى أيضاً عندما كانت تجعل "ثائر" يطاردها فى غرفتهم."ثائر" فهو اصبح الآن يتعامل معها بجمود وبرود يغلف صوته وقلبه .دخل الى غرفة مكتبه ظلت جالسة مكانها لا تعرف ماذا تفعل حتى تعيده اليها مرة اخرى.حاولت ان تجد من حيل حواء ما يساعدها على لين قلب ابن آدم ففكرت فى الذهاب الى غرفتها وارتداء اجمل ما لديها من اجله لعل جمالها يشفع لها عنده ويحرك قلبه قليلا فهو كان دائما ما يخبرها انه عندما يراها بجمالها هذا تنسيه ما حوله فربما هذا سلاحها الآن وسوف تجيد استخدامه فيكفى ثلاثة ايام هجر منه فهى لا تستطيع التحمل أكثر من ذلك ولا ان تقضى بقية شهر عسلهم وهم بهذا الشكل.وبالفعل ذهبت الى غرفتها فتحت خزانة الملابس ظلت تفكر ماذا ترتدى اخرجت الواحد تلو الآخر لاختيار افضلهم وقع اختيارها على شئ لم ترتديه من قبل فهو فستان احمر نارى قصير قامت بفرد شعرها الحريرى على كتفيها زينت شفتيها بذلك اللون الاحمر الذى ظهر كوضوح الشمس فى وجهها الأبيض كانت شفتيها كتفاحة ناضجة بانتظار من يقطفها رسمت عينيها التى بانت بهم تلك اللمعة الجميلة قامت برش برفانها الخاص الذى تناثر على جسدها مخلفا رائحة عطرية أخاذة هاهى اصبحت كالعروس بانتظاره ان يأتى اليها حتى تسوى ذلك الخلاف تجعله طى النسيان ففراقه أشبه بالموت كان فى غرفة مكتبه تتقاذفه الأفكار هل يصعد الى غرفته؟ ام يذهب الى غرفة اخرى؟ فهو لم يعد ان يحتمل ان يسمع صوت نبضات قلبها او صوت انفاسها بجواره ويظل بهذا الجمود فهو يمارس اقصى درجات ضبط النفس ولكن الى متى سيستطيع الصمود أمامها؟ فهو بمجرد ان يسمع صوتها يشعر برعشة قوية فى قلبه مخلفة وراءها قلب على وشك الانهيار اطلق تنهيدة قوية سيذهب الى غرفته ياخذ ملابس له ويذهب للمبيت فى غرفة أخرى فيكفى تعذيباً فى نفسه وقلبه الى هذا الحد فهى رفضت من البداية الاستماع اليه.سمعت صوت خطواته على السلم زادت ضربات قلبها بقوة حاولت تهدئة نفسها عبثاً فهى كأنها عروس وهذه ليلة زفافها تشعر بتوتر وقلق كأن شئ يقبض على معدتها بقوة كبيرة
وتين:"اهدى يا وتين اهدى خالص هو واحشك قوى فانتى لازم بقى تصفى الخلاف ده كفاية هجر لحد كده انتى مش عارفة تعيشى من غيره ولا يبقى جمبك ومش قادرة تقربى منه"
بالتزامن مع حديثها مع نفسها رأته يفتح باب الغرفة ولكن ينظر إلى الأرض فعندما رفع وجهه صعق من جمال تلك الحورية التى تنتظره فى الغرفة بذلك الفستان الذى ربما صنع خصيصا لكى ترتديه تلك الجميلة تضيف الى جماله جمال اخر نظر اليها مطولا لا تعلم هى إذا كانت تلك نظرة اعجاب ام ماذا؟ فهو لم ينطق بكلمة واحدة ينظر اليها فقط. ماهذا الصمت؟ هل لم يعجبه ما ارتدته؟ هل فعلت شئ خاطئ؟ لماذا لا يتكلم ؟ما هذا الصمت الموجع ؟فهى عندما تريد الكلام يهرب من بين شفتيها حاولت اكثر من مرة أن تقول شئ ولكنها لم تستطيع رأته يضع يده بجيوبه ينظر اليها نظرة تقيمية من رأسها الى أخمص قدميها ماسحا بنظرته جسدها بأكمله فهى كأنها دمية على وشك شراءها اذا هى أعجبته لا تعلم لماذا شعرت بالاهانة من تلك النظرة الخاصة به عندما وجدت ان الصمت طال الى هذا الحد شعرت ان الدموع على وشك ان تتساقط من عينيها ولكنه اخيرا أردف بتلك الجملة التى اخترقت مسامعها
ثائر:"ايه اللى انتى عملاه فى نفسك ده"
الفصل الخامس والعشرون والسادس والعشرون من هنا
لقراءة جميع حلقات الرواية من هنا