رواية أسير عينيها الفصل الثلاثون 30 والواحد والثلاثون 31 الجزء الثاني بقلم دينا جمال


 رواية أسير عينيها

الفصل الثلاثون 30 والواحد والثلاثون 31 الجزء الثاني

بقلم دينا جمال

في فيلا خالد السويسي

جلست لينا جوار زينب تشاهد التلفاز، التفت ناحية رسمية حينما هتفت بعنجهية: قومي يا لينا هاتيلي كوباية ماية

كادت أن ترد حينما قاطعتها زينب تهتف بضيق: اوعي تقومي انتي مش شغالة عند حد، لتصيح بصوت عالي: فتحية يا فتحية

جاءت الخادمة مسرعة: ايوة يا هانم

زينب مبتسمة: معلش يا بنتي هاتي لرسمية هانم كوباية ماية.


هزت الخادمة رأسها ايجابا لتتركها وترحل فنظرت زينب للينا تهتف بحزم: انتي مش شغالة انتي ست البيت دا، وكل اللي فيه ضيوف عليكي، وضيوف تقال يا حبيبتي ما تقلقيش هينزاحوا قريب، قومي قومي عيزاكي في كلمتين جوا، اصل الحطيان ليها ودان

قامت زينب لتتبعها لينا متجهين إلى المطبخ بينما تنظر رسمية لهم بغيظ تجز على أسنانها بغل

هتفت زينب برفق وهي تقف جوار لينا في المطبخ: عاملة ايه يا حبيبتي.


لينا: الحمد لله يا ماما كويسة

زينب: اوعي تكوني زعلانة ان خالد اتجوز انتي عارفة انه غصب عنه، وان انتي الوحيدة إلى في قلبه

ابتسمت بشحوب: عارفة، بس مش قادرة امنع النار إلى بتقيد في قلبي كل ما بشوفها بتحاول تقرب منه

ربطت زينب على كتفها بحنان: معلش يا حبيبتي، دا وضع مؤقت لحد ما خالد يلاقي حل.


هزت رأسها ايجابا بابتسامة صغيرة، لتهتق زينب بود: فكي بقي، اقولك يلا بينا نعمل الغدا، بقالي كتير ما عملتش للواد خالد محشي وهو بيحب محشي ورق العنب

حمحمت بحرج: احم، اصل بصراحة انا يعني ما بعرفش اعمل محشي

زينب: ولا يهمك يا ستي اعلمك

بدأت زينب ولينا مهمة اعداد الطعام، انتهوا من صنع تلك الخلطة فجلست هي وزينب على الطاولة في المطبخ ليبدوا في مرحلة لف التعبئة.


بدأت زينب تعلم لينا كيف تفعل ذلك، وهي تفشل مرة بعد اخري، نفخت بضيق: اووووف صعب اوي بيتلف ازاي دا

(كدة)

جاء صوته من خلفها اتجه ناحيتها انثني بجذعه ممسكا بكلتا يديها يحركهما بسرعة وسهولة

لينا: حرام عليك خضتني

قبل وجنتها يهمس بعبث: سلامتك من الخضة يا قلب خالد

اتسعت عينيها من وقاحته تهمس باضطراب: خالد عيب، ماما

رفع نظره ناحية والدته يبتسم باتساع: حبيبي يا زوزو محشي مرة واحدة.


زينب مبتسمة: بالهنا والشفا يا حبيبي، على فكرة مراتك هي إلى عملاه

هتفت سريعا: لاء والله يا خالد انا كنت بساعد ماما بس هي إلى عملاه

قبل يد لينا ويد والدته يهمس بحنان: تسلم ايد إلى عملت وايد إلى ساعدت

زينب: يلا يا حبيبي روح انت غير هدومك على ما نخلص الاكل

اعتدل خالد يهتف برسمية: تمام اوامر معاليكي يا افندم

انتهوا من اعداد الطعام ووضعوه على الطاولة جلس خالد وزينب، وجاءت رسمية ومايا وهدي.


لفت مايا ذراعيها حول رقبة خالد من الخلف تهمس بدلال: وحشتني يا خالودي

نفض ذراعيها ليمسك ذراعها الابسر يثنيه خلف ظهرها بعنف يهتف باشمئزاز: أنا مش قولتلك ما تنطقيش اسمي على لسانك وما تجيش جنبي طول ما انا قاعد

هتفت رسمية سريعا: واااه، بالهدواة على مرتك يا ولدي دي لسه عروسة، ما تقوليله حاجة يا زينب هي دي مش مرت ولدك زي لينا ولا ايه.


هتفت زينب بتهكم: ايش جاب لجاب، طب لينا دي بنتي مربياها على ايدي عارفة اخلاقها كويس، مش إلى عايشة طول عمرها برة ما اعرفش بتعمل ايه ولا اخلاقها عاملة ايه، مش كفاية هي إلى رمية نفسها عليه

خرجت لينا من المطبخ لتري خالد يثني ذراع مايا بتلك، لتغمض عينيها بألم حينما تذكرت كيف كسر ذراعها، ذلك الألم الذي لا يحتمل، اتجهت ناحيتهم تفلت يد مايا من يده تهمس باضطراب: كفاية يا خالد هتكسر دراعها.


نظرت مايا للينا بغل لتتركتهم تفر لاعلي، لتصيح رسمية بحدة: منكد على مرتك وهي لسه عروسة، ما سبعتش

ابتسم ببرود: والله دي مراتي واعمل فيها إلى انا عايزه.


ضيقت عينيها بضيق، هدفها من تلك الزيارة يذهب سدي، وصلت الأخبار إليها أنها قد اجهضت حديثا لذلك اتت لتشمت بها وتقعنه بالزواج من ابنتها، لتجده بالفعل قد تزوج، ولكن حقا ما يشغل بالها لما يعامل زوجته الجديدة بتلك الطريقة السيئة، ابتسمت بخبث لتهتف بحدة بعد صمت طويل: كل دا عشان خاطر دي، اشارت للينا باحتقار، مش كفاية انها ما عرفتش تحافظ على حم...


قاطعها صارخا بغضب: عمتي، إلى يقعد في البيت دا يحترم اصحابه، يا إما يتفضل من غير مطرود

شخصت عيني رسمية بصدمة تهتف بذهول: وااه بتطردني يا ولدي عشان خاطر مرتك

مسح وجهه بكف يده يستغفر في سره يحاول السيطرة على غضبه: استغفر الله العظيم يا رب، انا آسف يا عمتي

ابتسمت زينب ساخرة: اقعدي يا رسمية، دوقي اكل مرات إبني هتاكلي صوابعك وراه

خالد: حقك عليا يا عمتي اقعدي كملي اكلك.


هتفت بحزم: لا هقعد ولا هدوق لقمة واحدة قبل ما تطلع تعيط على مرتك وتراضيها وتيجي تاكل معانا

هتف بحدة: ما عنها ما طفحت

لتهتف بحزم: وأنا ما هكلش الا ما تيجي

زفر بضيق، يريد قتل تلك الفتاة والتخلص منها نهائيا، هز رأسه إيجابا ينظر للينا بأسف لتبتسم بشحوب، بينما نظرت زينب لرسمية بتوعد

لتهتف سريعا: على فكرة يا رسمية انا قولت لمحمود انك هنا وهو حلف يمين انك لازم تيجي تقعدنا عندنا.


رسمية بابتسامة صفراء: اني مرتاحة اهنه

ابتسمت زينب بخبث لتهتف بمسكنة: هاااا معقولة يا رسمية تكسري يمين اخوكي الكبير طب اقوله ايه اختك صغرتك وقلت بكلمتك وكسرت يمينك وخلت رقبتك قد السمسمة وما رضيتش تيجي معايا، خلاص انا هكمله واقوله

ضيقت رسمية عينيها تنظر لزينب بحقد لتبتسم على مضض: لع ما هو اصل اني همشي بعد الغدا طوالي، لتكمل في سرها، اه منيكي يا زينب الوحيدة إلى بخاف منيها في العيلة كليتها.


زينب مبتسمة: طب يا حبيبتي، على رأي يا بخت من زار وغار يوووه قصدي وخفف واديكي شايفة يا اختي خالد فيه اللي مكفيه شغل وبيت وشركة وجوازة جديدة لا كانت على البال ولا الخاطر، يا عيني يا ابني مش ناقص لا ضغط ولا قمص ولا كلام مالوش لازمة يا اختي، ما تزعليش مني

ابتسمت رسمية باصفرار تهز رأسها ايجابا لا تجد ما تقوله بعد سخرية زينب اللاذعة منها.


بينما صعد هو لأعلي متأففا دخل إلى غرفتها يهتف ببرود: انزلي يلا عشان تاكلي

اصطنعت البكاء تشيح بوجهها بعيدا عنه: مش عايزة

ليزفر بضيق: اخلصي يلا عمتي مش راضية تاكل غير لما انتي تيجي

لفت وجهها نايحته تصرخ بغيظ: يعني انت طالع بس عشان عمتك

انثني جانب فمه بابتسامة ساخرة دس يديه في جيبي بنطاله يهتف بتهكم: اومال يعني طالع عشان سواد عيونك.


قامت من مكانها متجهه اليه همست بدلال: أنت ليه خالد بتعاملني كدة دا انا بحبك اوي

هتف ببرود: وانا ما بحبكيش

لتصرخ بغيظ: قولي فيها ايه احلي مني عشان تحبها الحب دا كله ومش راضي حتى تديني

فرصة

اشار ناحيته صدره يصدم موضع قلبه بقوة: دا اختارها وحلف ما يدخل حد تاني معاها.


وضعت يدها موضع قلبها تهمس ببطئ: طب ما دا كمان اختارك، أنت ما تعرفش دا بيحصل فيه ايه لما بسمع بس صوتك بحس أنه هيخرج من مكانه من كتر ما هو بيدق بسرعة، خالد أنا بحبك، صدقيني أنا بحبك اوي طب حتى شوف، جذبت يده سريعا تضعها على قلبها، شوف بيدق بسرعة ازاي حس بيا يا خالد، لفت ذراعيها حول رقبته تهمس باغواء: أنا بحبك اوي.


ابتسم ساخرا بالفعل تلك الفتاة تجيد التمثيل جيدا، ما كاد يفتح فمه حتى يتكلم، سمع صوت تصفيق بطئ يأتي من خلفه.


في منزل على

جلس على الأريكة واضعا وجهه بين كفيه يزفر بضيق، سمع صوت الباب يفتح ليتجه بنظره ناحية الباب وجد لبنى تدخل تحمل في يدها حقائب مشتريات كثيرة

وقف يهتف ساخرة: اقدر اعرف الهانم كانت فين

وضعت الحقائب على الطاولة ومن ثم القت بجسدها على الأريكة بتعب: في ايه يا على ما إنت عارف إن أنا يوم الجمعة بنزل اشتري حاجات البيت بتاعت الاسبوع الجاي، عشان الشغل ما بلحقش اشتري حاجة.


هز رأسه إيجابا يهتف ساخرا: صحيح، الشغل الاستاذة لبنى فريد الصحفية

زفرت بضيق: بقولك ايه يا على أنا تعبانة ومش حمل تريقتك

اتجه ناحيتها، يرفع حاجبيه ببراءة مصطنعة يهتف بتهكم: ليه يا روحي، سلامتك لتكوني حامل

بلعت لعابها الجاف تبتسم بتوتر: حححامل، لالا ما افتكرش

رفع حاجبيه يضحك ساخرا: صحيح، هتبقي حامل ازاي وانتي بتاخدي دا.


اخرج شريط الاقراص من جيبه يلقيه في وجهها لتتسع عينيها بفزع، امسكت الشريط بأصابع مرتجفة، تشعر بأن دمائها جفت داخل عروقها، ضحك ساخرا: ما تنطقي ولا القطة كلت لسانك، بس حقيقي حقيقي عجبتيني مخبية الشريط في دولاب هدومي الشتوي، اللي ما بفتحهوش في الصيف، عشان لو شكيت اقول اكيد مش هتخبي حاجة زي كدة في حاجتي، زي الحرامي اللي راح استخبي في القسم، صفق بيديه ببطئ: لا حقيقي احييكِ.


بلعت ريقها بخوف تهمس بصوت مضطرب متلعثم: ععلي، صدقني إنت فاهم غلط

صرخ في وجهها بغضب: فااااااهم غلط للدرجة دي فكراني قرطاس، شهور وانتي بتاخدي الزفت دا من ورايا للدرجة دي مش طيقاني مش عايزة تخلفي مني

هزت رأسها نفيا سريعا: لاء يا على صدقني الموضوع مش كدا، انا بس مش عايزة أخلف دلوقتي انا لسه في بداية حياتي ولسه بكون اسمي في شغلي.


ضحك بألم: شغلك، صح، صح يا لبنى شغلك عندك أهم من بيتك وجوزك تضحكي على جوزك وتستغفليه مش مهم، المهم شغلي اسمي، المهم اني اوصل لهدفي حتى لو هدوس على اقرب ناس ليا، فاكرة جملتك اللي قولتهالي واحنا في أسوان ( الواحد لازم يضحي عشان شغله ) أنا دلوقتي اتأكدت أنك ممكن تضحي بأي حد عشان شغلك، اخذ نفسا عميقا يسطير به على أعصابه يهتف ببرود: من هنا وجاي ما فيش شغل، أنا إن كنت سايبك تشتغلي عشان انتي بتحبي شغلك وما حبتش ازعلك واحرمك منه، بس لحد هنا وكفاية، من بكرة مش هتروحي الجرنان.


صرخت بحدة: لاء طبعا انا مش هعمل الهبل اللي أنت بتقول عليه دا ابدا، ااااه

صرخت بألم حينما هوي كف يده على وجهها لتجده يصيح بحدة: قسما بالله يا لبنى لو لسانك طول تاني لقطعهولك، وانسي بقي كلمة شغل دي ابدا عشان لو انطبقت السما على الأرض مش هتعبي برا عتبة البيت دا

رمقته بنظرات حزينة صامتة لتفر إلى غرفتها توصد الباب عليها بالمفتاح تبكي بحرقة.


التفت خلفه سريعا يدفع تلك الحية بعيدا عنه ليجد لينا تقف عند باب الغرفة تنظر ناحيتهم بألم، الدموع تملئ عينيها، اخفت ذلك بابتسامة ساخرة: هاااايل بجد مشهد رائع، معلش يا خالد قطعتكوا اصل إنت اتأخرت، عن اذنكوا

هتف سريعا وهو يهرول خلفها: لينا استني يا لينا

لتبتسم مايا بخبث: ولسه يا ست لينا يا أنا يا انتي في البيت دا.


اتجهت إلى طاولة الطعام صامتة جامدة تشعر بقلبها يصرخ من الألم جلست جوار زينب من الناحية بعيدا عن مقعده، ربطت زينب على يدها بحنان، لترد عليها بابتسامة صغيرة شاحبة، نزل هو يهرول ناحيتها سريعا ليجدها تنظر في طبقها تأكل بهدوء تام

زينب: اقعد يا ابني كل زمان الاكل برد.


جلس على مقعده ينظر للمقعد الفارغ جواره بحزن، نظر ناحيتها لتتقابل عينيه مع عينيها الحزينة فقط ثانية واحدة واشاحت بوجهها بعيدا ليتنهد بحزن، نزلت تلك الصفراء تتحرك بدلال، اسرعت تجلس على المقعد بجانبه، نظرت ناحية تبتسم بخبث تهتف بنبرة غامضة تحمل الكثير من المعاني: ميرسي يا لوليتا انك سبتيلي مكانك

مدت مايا يدها بالطعام تقربتها من فم خالد فاشاح بوجهه غاضبا.


رسمية مبتسمة بخبث: كل من يدها يا ولدي ما تكسفهاش، عشان خاطري

اخذ ما في يدها بضيق

لتلقي عينيه بعينيها ليلاحظ تلك الدموع المتجمدة بعينيها

زينب بضيق: كلي يا اختي وبطلي مياعة

لينا: عن اذنكوا هطلع اشوف لوليتا

صعدت لأعلي بخطوات سريعة وكأنها تهرب، بقي يراقبها بعينيه إلى أن اختفت من امامه

ليتنهد بحزن فاق على صوت والدته: صحيح يا خالد مش هتسلم على عمتك اصلها ماشية بعد شوية.


عقدت مايا حاجبيها بتعجب تنظر لرسيمة التي حركت رأسها ايجابا بهدوء، بعد قليل كان يقف يودع عمته مع ابنتها، يشعر بشئ غريب يحدث نظرات غير مريحة إطلاقا بين عمته وتلك الصفراء، رحلت بعدها والدته

مايا بنعاس: الواحد كل كتير اوي أنا هطلع أنام شوية، لتبتسم بدلال: مش عايز تنام

نظر لها باشمئزاز يهتف ببرود: قدامك 3 ثواني لو لمحتك قدامي هفرغ خزنة مسدسي في دماغك، واحد.


ركضت سريعا إلى غرفتها تهتف في نفسها بخوف: دا مجنون

اتجه إلى غرفته حينما استوقفه صوت رنين هاتفه: ايوة يا على

على غاضبا: تعالالي دلوقتي حالا

اتسعت عينيه بذهول: في ايه يا ابني مالك

على غاضبا: لما تيجي يا خالد، انا ماسك اعصابي بالعافية لولا كدة كنت قتلتها وخلصت

خالد سريعا: قتلت مين يا مجنون انت، طب انت فين

على غاضبا: في البيت

خالد: طب مسافة السكة وهكون عندك ما تجننش أنا جايلك.


في الأعلي رن هاتف لينا برقم لبنى، لتسمح دموعها سريعا ترسم ابتسامة مرحة على شفتيها: وحشتيني اوي يا لبني

لبني باكية: الحقيني يا لينا

هتفت بلهفة: مالك يا حبيبتي ايه إلى حصل

لبني باكية: على، اتجنن وضربني وكان هيموتني

شهقت بذهول: ايه إلى انتي بتقوليه دا انا جيالك حالا

لبني: ما تتأخريش يا لينا

لينا: حاضر يا حبيبتي مسافة السكة

اخذت بعض الملابس سريعا ودخلت إلى المرحاض لتبدل ملابسها.


بينما صعد هو لاعلي ليبدل ملابسه ليذهب لعلي

دخل الغرفة فوجد الصغيرة في مهدها ولم يجدها ولكنه سمع صوت المياة القادم من المرحاض

خرجت لينا سريعا تحاول تعديل ياقة فستانها

ولكن دون فائدة فوقفت امام المراءة تمشط شعرها سريعا لترتدي حجابها، ابتسم فمن سرعتها واضطرابها لم تلاحظ وجوده معها او ربما لاحظت وتجاهلت الأمر

ذهب ناحيتها يعدل تلابيب فستانها برفق لتهتف ببرود: شكرا

همس بأسف: يا حبيبتي صدقيني انتي فاهمة غلط.


لينا: مش وقته لبنى كلمتني وهي منهارة من العياط وبتقولي ان اخوك ضربها، لتبتسم ساخرة: صحيح وانا مستنية ايه من اخوك ما اكيد لازم يبقي شبهكك

هتف بحدة: لينا بلاش الطريقة دي

لينا: مش مهم دلوقتي، انا لازم اروحلها

خالد: ومين قالك ان هسمحلك تيجي معايا

هتفت بعند: هروح يا خالد حتى لو مش معاك هروح لوحدي، ولا أنت بتتلكك عشان تفضل قاعد جنب الست مايا

زفر بضيق: والله انتي مجنونة، يلا يا مجنونة خلصي على ما ألبس.


نظرت له بغيظ لتكمل لف حجابها وابدلت للصغيرة ملابسها، بينما انتهي هو من ارتداء ملابسه

فذهبت وركبت بجانبه وانطلق إلى منزل على بعد مدة من الصمت حاول كسرها عدة مرات ولكن دون فائدة لم تنطق بحرف واحد طوال الطريق

وصل إلى منزل على فوجد محمد يركن سيارته وينزل منها هو ورانيا زوجتة ولوجين ابنتهم

خالد: هو على اتصل بيك

محمد: ايوة كنت خارج افسح رانيا ولوجين لقيته بيكلمني وشكله على آخره فجبتهم وجيت على طول.


خالد: طب تعالا نشوف اخوك نيل ايه

صعدوا إلى منزل على ودقوا الباب ففتح لهم وهو في حالة مرعبة شعره اشعث عيناه حمراء من الغضب، عروق رقبته ويديه نافرة

ليهتف خالد بتهكم: قتلتها ولا لسه، ما هو اصل دا منظر قتال قتلة

على: ادخلوا

دخل الجميع إلى المنزل لتسأليه لينا بلهفة: لبنى فين

على بضيق: متلقحة جوة

نظرت لينا له بضيق لتتجه إلى الداخل مع رانيا ولوجين وبالطبع لينا الصغيرة

على: تشربوا ايه.


هتف ساخرا: كوباية دم في الخمسينة

محمد ضاحكا: بس يا خالد، لحد ما نشوف البيه هبب ايه

خالد: ها ايه إلى حصل

في الداخل

دقت لينا على باب غرفة لبني

لبني من الداخل: مش هفتح يا على

لينا: انا لينا يا لبني

فتحت لبنى سريعا وادخلت لينا ورانيا لتهتف لينا سريعا بقلق: لبنى انتي كويسة، ايه إلى حصل

لبني غاضبة: البيه عايز يمنعني من الشغل

لينا: ليه

رانيا: يا بنتي مش يمكن هو ليه وجه نظر.


لبني: لا وجهه نظر ولا زفت، هو بس عايز يلغي شخصيتي، ويخليني امينة للسي السيد

شردت لينا في رفض خالد الدائم لعملها وتسألت أهو ايضا يريد طمس شخصيتها ويجعلها مجرد ظل له

فاقت على صوت لبنى تصيح بغضب: لاء وكمان البيه بيمد ايده عليا ويضربني بالقلم

ضحكت ساخرة على حالها في نفسها فلبني اقامت الدنيا على رأس على لمجرد صفعة

أما هي فالقت بنفسها بين ذراعي خالد

بعد ان كسر ذراعها تارة واغتصبها تارة أخرى.


نفضت تلك الفكرة عن رأسها المهم الآن محاولة إصلاح تلك المشكلة حاولت تهدئة لبنى ان سمعوا صوت خالد يصدح من الخارج، ينادي عليهم

لبني غاضبة: مش خارجة

لينا: ما تعنديش يا لبنى تعالي نتكلم ونحل المشكلة بالعقل مش بالعند

خرجت الفتيات يجلسن على الاريكة المقابلة الذي يجلس عليها الثلاث رجال

لتهمس رانيا باضطراب: هما شكلهم يخوف ليه كدة

لينا بصوت منخفض: ربنا يعديها على خير

خالد: بطلوا برطمة، وجه كلامه للبني.


لبني من النهاردة ما فيش شغل ودا قرار نهائي

لبني غاضبة: يا سلام انت مين انت عشان تتحكم فيا

على غاضبا: اتلمي لقوم المك، وزي ما خالد قالك مافيش شغل

محمد بهدوء: يا لبنى افهمي انت مش واخدة حاجة من الشغل غير وجع القلب والقضايا إلى كل شوية تتلفق ليكي، ولو كان على مرتبك على هيدهولك

هتفت بحدة: انا ما بشتغلش عشان المرتب انا بشتغل عشان اثبت شخصيتي ويبقي ليا كيان

خالد ساخرا: هي جملة واحدة وكلهم حفظينها.


لتنظر لينا له بعتاب

على غاضبا: وانا مش هجري كل يوم على حد من أخواتي واقوله الحقني مراتي محبوسة دا غير الخلفة يا هانم، سيادتك رفضة تخلفي مني، عشان الاطفال هتعطل حياتك المهنية

لبني غاضبة: انا هنزل شغلي واعلي ما في خيلكوا اركبوه

صاح ثلاثتهم بصوت عالي غاضب: لبني

انتفضت الفتيات في جلستهم وتمسكوا ببعضهم بخوف.


قام محمد غاضبا: انا ماشي يا على، ولما تعلم مراتك ازاي تحترم اخواتك ابقي اتصل بيا، يلا يا رانيا هاتي لوجين ويلا

اخذ محمد زوجته وابنته وخرج من منزل على غاضبا

لبني بصوت منخفض خائف: بالله عليكي يا لينا ما تسبيني، انتي مش شايفة على شكله عامل ازاي

خالد غاضبا: شد شوية يا على مش كدة، لولا انها مرات اخويا كنت خليت ايديا سلمت على وشها، يلا يا لينا

بلعت ريقها تهمس بارتباك: لاء، انا مش هسيب لبنى لوحدها.


زمجر بحدة: انتي اتجننتي، يلا يا هانم قدامي

هزت رأسها نفيا بخوف تتمسك بيد لبنى: لاء يا خالد، انا هفضل مع لبني

ابتسم بتوعد: هعد لحد تلاتة لو مالقتكيش سبقتيني على العربية هخليكي تكرهي اللحظة إلى قولتي فيها لاء، واحد

لبني: خلاص يا لينا روحي يا حبيبتي

قامت لينا سريعا وذهبت إلى سيارة خالد وركبتها

ليهتف في نفسه بتوعد: ماشي يا لينا اصبري لما نروح!تبع

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الحادي والثلاثون


جلست بجانبه في السيارة ترتجف خوفا، تهتف في نفسها بخوف: استرها يا رب، يارب استرها، يارب، يارب.


دقائق مرت كساعات، تجلس جواره في السيارة كل خلية في جسدها تنتفض خوفا، تختلس النظرات ناحيته بين الحين والآخر لتجده يقبض على المقود بعنف مفاصل يده ظاهرة بيضاء من شدة الضغط عليها، بلعت لعابها بفزع حينما توقفت السيارة امام باب الفيلا، نزلت سريعا من السيارة تحمل صغيرتها متجهه للداخل حينما سمعته يهتف بصوت عالي: استني عندك.


ازدردت ريقها بخوف التفت ناحيته تكاد تبكي من الخوف لتجده يمد يده بحقيبة يده يهتف بهدوء: نسيتي دي في العربية.


مدت أصابعها المرتجفة تختطفها من يدها لتفر إلى غرفتها سريعا وضعت صغيرتها على الفراش الكبير لتجلس بجانبها تحاول إلتقاط أنفاسها الفزعة تلهث بعنف: الحمد لله، الحمد لله، نظرت لابنتها تهمس بقلق: تفتكري بابا هيعدهالي بالسهولة دي، انسابت دموعها تهتف بألم: بابا اتغير أوي يا حبيبتي، انا بقيت بخاف منه أوي.


أمسك مرفقها بعنف يصيح بحدة: ايه اللي الهانم نيلته دا، انتي ازاي تتكلمي بالطريقة الزبالة دي مع اخواتي انتي ايه يا شيخة ما لكيش كاسر

نزعت ذراعها من يده تصرخ بغضب: أنا مش غلطانة يا على بيه أنت الغلطان، مش المفروض حد يعرف مشاكلنا، المفروض مشاكلنا ما تخرجش برة باب شقتنا، عايز تفهمني أن خالد ومحمد ما عندهمش بس هما بقي ما بيدخلوش حد في مشاكلهم مش انت رايح تعملي قاعدة.


ابتسم ساخرا: يعني في الآخر أنا اللي غلطان، انا اللي ضحكت عليكي، انا اللي طلعت بستغفلك طول المدة دي مش كدة، همس بألم: أنا اللي في الآخر طلعت ما بحبكيش مش كدة

شهقت بفزع تهز رأسها نفيا سريعا: لالا لا يا على أنا والله بحبك اوي

ضحك ساخرا: بحبك عشان كدة مش عايزة اخلف منك، طب تيجي ازاي دي.


اتجهت ناحيته إلى ان وقفت امامه مباشرة كوبت وجهه بين كفيها تهمس بعشق: على صدقني أنا بحبك أوي، بس الحكاية كلها ان أنا مش عايزة أخلف دلوقتي، فيها ايه لو اجلنا الخلفة سنتين تلاتة

رفع يديه يبعد كفيها عن وجهها يهتف بحدة: كان المفروض تقوليلي من الأول نتناقش، نتكلم مش تاخدي القرار من دماغك ولا كأن في حمار، ليه حق عليكي.


نكست رأسها بخزي تهمس بألم: أنا عارفة اني غلطت عشان خبيت عليك، بس صدقني أنا مش جاهزة دلوقتي للخلفة، عشان خاطري إنت ما تعرفش أنا شوفت ايه في حياتي، أنا مش عايزة اخلف على الأقل دلوقتي ارجوك

شعرت بأصابعه ترفع وجهها برفق لتتقابل عينيها مع عينيه ليهمس مستفهما: شوفتي ايه

هزت رأسها نفيا سريعا تهمس بألم: مش عايزة اتكلم يا على ارجوك، أنا آسفة عشان خبيت عليك.


هتف بجد: لبنى معلش أنا عندي سؤال وما تفهمنيش غلط، انتي بتغيري من لينا مش كدة!

اتسعت عينيها بصدمة تهز رأسها نفيا سريعا: ايه اللي انت بتقوله دا لاء طبعا، بلعت ريقها بصعوبة تهمس بارتباك: لالا اكيد لاء

ضيق عينيه ينظر لها بشك لتتهرب بانظارها بعيدا، زفرت بضيق تهمس بأسف: ممكن اكون كنت بغير منها بس صدقني دلوقتي لاء لينا غلبانة وطيبة بهبل كدا، متعلقة أوي بخالد بطريقة مريضة، لاغية شخصيتها تماما.


بسببه، وبعدين إنت بتغير الموضوع دا ليه

هتف بجد وهو يعقد ساعديه امام صدره: ماشي يا لبنى أنا موافق أنك ترجعي شغلك

ابتسمت بسعادة لتجده يكمل بجد: بس بشرط، ما تاخديش الحبوب دي تاني

اندثرت ابتسامتها تدريجيا تنظر له بحيرة، اتجه نايحة غرفته يهتف بجد: آخر كلام عندي يا لبنى عايزة ترجعي شغلك بطلي تاخدي الحبوب دي.


راقبته وهو يدلف إلى غرفتهم يغلق الباب خلفه شردت في الفراغ امامها تهتف في نفسها: وماله اقوله حاضر والمرة دي هخبي الحبوب في مكان مستحيل مش هيلاقيه

هزت رأسها ايجابا بعزم تؤكد تلك الفكرة في رأسها، لتتجه إلى غرفته دخلت بهدوء لتجده جالسا على الفراش يعبث في هاتفه، حمحمت بارتباك لتجذب انتباهه، ابعد نظره عن الهاتف ينظر لها بهدوء: ها فكرتي

هزت رأسها ايجابا: حاضر يا على مش هاخد الحبوب دي تاني.


ابتسم باتساع ليتحرك متجها ناحيتها يعانقها بحنان: كنت عارف أنك هتعملي كدة ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي

ابتسمت بتوتر تهمس بارتباك: ويخليك ليا يا حبيبي.


جالسا خلف مكتبه يفرد قدميه على سطح المكتب يجلس بارتياح على كرسيه الاسود المريح يمسك سيجارة الفاخر بين أصابع يده اليمني، يحمل كأس نبيذه المعتق بين راحة يده اليسرى ينظر للفراغ بشرود عينيه سوداء قاتمة نظراته شيطانية خبيثة ماكرة، تعلقت عينيه بتلك الصورة التي تملئ الحائط المواجه له ليمسك ذلك السهم الصغير يلقيه عليها، ليصيب موضع قلبها، ليضحك ذلك.


الجالس بشر يهتف بتوعد: سأنتقم صغيرتي، سأسحق قلبك، ستشربين كأس انتقامي كاملا، فقط انتظريني

هتف بصوت خالي حينما سمع دقات على باب الغرفة؛ ادخل

دخل الحارس ينحني بخوف: سيد اياد، أنها في انتظارك

هز رأسه إيجابا ببرود اشار بسبابته إلى باب الغرفة ليخرج الحارس سريعا، قام من مكانه يستقبل القادمة بابتسامة خبيثة فاتحا ذراعيه

أياد مبتسما بخبث: بيرلا عزيزتي اشتقت لكي فاتنتي.


استندت بيديها على صدره بجراءة تهمس باغواء: وأنا ايضا عزيزي اشتقت لك، اخبرني هل انتقمت من تلك العاهرة، اااااه

صرخت بألم حين هوي كف يده على وجهها بعنف، جذب شعرها بقوة يهمس بهسيس مستعر: اقسم بيرلا أن ذكرتيها بسوء مرة اخري سأقطع لسانك واحرقه امام عينيك

هزت رأسها ايجابا سريعا تهمس بذعر: آسفة آسفة ارجوك آسفة.


ترك شعرها متجها ناحية ذلك الحائط الزجاجي ينظر للخارج بشرود لتذهب ناحيته تضع رأسها على ظهره تلف ذراعيها حول صدره تهتف بتعجب: صدقا أياد أنا لا افهمك انت تعشقها يا رجل لما تنتقم منها

انثني جانب فمه بابتسامة ساخرة: تعرفين بيرلا انتي الوحيدة من أخبرتها بقصة انتقامي، تعليمن لماذا

ابتسمت بسعادة تدفن وجهها في ظهره: بالتأكيد لأنك تحبني.


اهتزت احباله الصوتية بقوة أثر ضحكاته القوية العنيفة الصاخبة تحدث من بين ضحكاته: اضحكتيني عزيزتي

التف إليها يقبض على فكها بين راحة يده اليسرى يشد عليها بعنف: أنا احبكي انتي، انتي فقط عاهرة اقضي معها وقتا لطيفا، اتحدث معها كأنها جروي اللطيف، أعرف أنه لن ينطق بحرف والا ساحرقه حيا، هل أنا مخطئ عزيزتي

هزت رأسها نفيا ليبعد قبضة يده يربط على وجهها بعنف: احسنتي.


جذب يدها متجها بها من خارج غرفة مكتبه، متجها بها إلى غرفته بالاعلي، زمت شفتيها بضيق ما أن رأت الغرفة بالكاد تستطيع رؤيه حواف الحائط، من كثرة صورها المعلقة بها، لتهتف بضيق: إن كنت تحبها لتلك الدرجة لما لم تأتي بها إلى هنا

ابتسم بشر: قريبا، انا اريدها محطمة

هتفت بارتباك: سؤال آخر، آسفة ولكن يقتلني الفضول لأعرف، لما ارسلت لهم تلك الفتاة هي لا تفعل شيئا لن تحضر لك أوراق ولا صور ولا معلومات، ما فائدتها.


ضحك بخبث: انا فقط امرح معهم قليلا، مايا تلك الحمقاء أنا اعرف أنه لا جدوي منها هي فقط تثير القليل من القلق في ذلك الرجل ولكنه الكثير في نفس صغيرتي انتي لا تعرفينها حساسة لدرجة مخيفة، ومايا ستكون كابوسها المقلق طوال فترة بقائها

بيرلا بفضول: ولكن...

صمتت حينما وضع إصبعه أمام شفتيها يهمس بخبث: هشششس، لم تأتي هنا لنتحدث.


بسط كف يده على وجهها لتسود عينيه ببريق مخيف يهمس بخبث: لوووي لو تعلمين كم اموت بدونك قريبا صغيرتي، قريبا ستكونين بين ذراعي، قريبا لن يفرقنا احد ابدا

لتسدل الستار على ليلة سوداء يفعل أصحابها كبائر الذنوب.


جلس في مكتبه من المفترض أنه يراجع تلك الاوراق التي أمامه ولكن دون فائدة تركيزه ضائع مشتت، يكرهها ويكره قلبه الأحمق وعقله الثائر اي لعنة وقع بها لما عشقها مؤلم لتلك الدرجة لما لا تسمع كلامه، لما يشعر بتلك النيران تغلي في أوردته، القي ذلك القلم من يده بعنف يشد على شعره بقوة يزفر بضيق يشعر بأن روحه تختنق، تلك الحمقاء لو تكف عن أفعالها، اراد أن يكسر رأسها على عصيانها كلامه ولكنه لازال يسمع صوت صراختها يصم أذنيه، اغمض عينيه يبتسم ساخرا رائحة عطرها تقترب، دقت باب الغرفة ودخلت حينما ظل صامتا دون رد.


ابتسمت بارتباك: مش هتنام

رفع عينيه ينظر لها ببرود: لا طبعا اكيد هنام

ابتسمت ببراءة: طب يلا احسن نعسانة خالص

ضحك ساخرا: صحيح هو أنا ما قولتكيش

قطبت جبينها باستفهام تهز رأسها نفيا؛ قولتي ايه

هتف بهدوء: أنا هبات عند مايا النهاردة

شخصت عينيها بفزع تهز رأسها نفيا ابتسمت من وقع الصدمة تهتف سريعا: أنت بتهزر صح

ابتسم ساخرا يهز رأسه نفيا.


جثت على ركبتيها ارضا تنظر له بحسرة تصرخ بألم ودموعها تنهمر دون توقف: يعني انت بتعمل كدة عشان انا ما سمعتش كلامك ليه يا خالد ليه مصر تخليني مجرد ضل ليك بتعمل اي حاجة عشان تمحيني حرررام عليك

ضحك بقوة وكأنها فقط تخبره مزحة سخيفة ليردف بتهكم: واضح ان كلام لبنى أثر عليكي شوية

صرخت بنواح: مش هي دي الحقيقة انت ليه بتعمل كدة.


قام من مكانه يتحرك بخفة فهد يستعد للانقضاض على فريسته دني بجذعه ممسكا بكتفيها جذبها، لتقف امامه نظرت له بعينيها الباكتين لتري عينيه المتسعة بجنون ابتسامته المفزعة تداعب ثغره: عايزة تعرفي انا بعمل كدة ليه، عشان انتي ملكي بتاعتي مستحيل اخلي اي حاجة مهما كانت تشغلك عني انتي مش ضلي انتي روحي

روحي إلى هفضل حابسها جوايا لحد ما اموت حتى لما اموت هخدك معايا.


شهقت بفزع من نبرته المخيفة تضع يديها على فمها تنظر له بذعر غمغمت بخوف: أنت مجنون

ضحك عاليا مرة اخري ليكوب وجهها بين راحيته يهتف بخبث: بيكي مريض بعشقك مجنون لينا، مجنون بيكي انتي ما تعرفيش أنا بتعذب ازاي بقربك، انت ما تعرفيش ايه اللي بيحصل فيا لو حد بصلك ولو حتى صدفة

انتي لعنة، مرض نفسي اخلص منه ومش عارف.


شحب وجهها من الصدمة ارتجف جسدها بفزع تهمس بخوف: طلقني صدقني دا الحل الوحيد احنا الاتنين بنأذي بعض، صدقني الحياة بينا بقت مستحيلة

ضحك بخبث: انتي هتفضلي على ذمتي لآخر نفس فيا، فاكرة لما قولتيلي أنا سيباك تتحكم فيا بمزاجي، أنا بقي عايزك تفكي خيوطك يا عروستي لو عرفتي تعملي كدا، هسيبك

دني برأسه مقبلا جبينها بحنان: يلا يا حبيبتي تصبحي على جنه يا قلبي اتغطي كويس.


نظرت له بذهول لحظة اثنتين ثلاثة لتغمض عينيها، فاقدة للوعي بين ذراعيه التي التقطها بحنان، حملها بين ذراعيه يضعها في مهدها

ظل مستيقظا طوال الليل لا يتكلم لا يتحرك لا يفكر حتى فقط ينظر لها.


يومين، يومين مروا دون جديد منذ آخر مواجهة بينهما لم يكلمها، يذهب لعمله باكرا يعود متأخرا، يذهب لحجرة تلك الصفراء ليقضي ليلته فيها، صحيح انه لم يمسسها ولم يتحدث معها حتى، ولكنها يقتل تلك الاخري تلك التي لا تعرف في الدنيا سوي عشقه، عشقه الذي يقتله ببطئ، يومين لم تنامهما تجلس طوال الليل تنظر ناحية باب الغرفة تنتظره، قلبها يخبره دائما ولكن تبا لقلبها الاحمق الغبي الذي يعشقه رغم كل ما يفعله بها، أما تلك الصفراء كانت سعيدة بما يحدث بينهما حتى وإن لم تلاقي منه حبا فيكفي ان تشهد على تدمير تلك علاقتهم السعيدة.


أتي اليوم باكرا على غير العادة دون أن ينطق بحرف اتجه إلى مكتبه قامت لينا وذهبت إلى المطبخ أعدت له فنجان من القهوة ثم ذهبت اليه

قررت مايا ايضا استغلال الفرصة وفعلت مثلها مع اضافة صغيرة انها كانت ترتدي قميص فاضح للغاية كعادتها

دقت الباب ودخلت فوجدته منكب على الاوراق امامه حمحت لتجذب انتباهه: احم خالد

لم يبدي اي رد فعل لم تتحرك عينيه حتى من على الأوراق امامه

لينا: انا عملتلك قهوة.


تحدث ببرود: حطيها واخرجي

وضعت القهوة على سطح المكتب امامه تهمس بارتباك: على فكرة انا المفروض ابقي زعلانة مش إنت

هتف ببرود: اخرجي برة

انسابت دموعها تصيح باكية: لاء مش هخرج يا خالد انا عايزة أتكلم

رفع نظره لها يطالعها ببرود: عايزة ايه

لينا باكية: عايزة خالد حبيبي

هتف ساخرا: المجنون

فتحت فمها لترد ولكن اسكتها دخول مايا إلى الغرفة تتحرك بخطي بطيئة متغنجة: القهوة يا بيبي

نظرت لينا لها بغضب كافي لاحراقها.


لاحظ خالد نظرات لينا فاراد اغاظتها

ابتسم لمايا بخبث يشير لها باصبعه لتتقدم ناحيته

فذهبت مايا تلف ذراعيها حول عنقه

لينا في نفسها بغضب؛ إلى هنا وكفي

ذهبت ناحية مايا بغضب وجذبتها من شعرها على فجاءة فسقطت ارضا فجثت لينا عليها تضربها وتشد شعرها وتعضها وتخدشها باظافرها بوجهها

افاق من صدمته وأسرع لابعاد لينا عن مايا.


صرخت غاضبة: سبني، انا هموتها خطافة الرجالة دي، يا حيوانة يا جزمة خالد دا بتاعي يا غبية، انتي ما بتفهميش قولتلك قبل كدة خالد دا بتاعي انا

صرخ غاضبا: كفاية يا لينا كفاية

بصعوبة ضم فبضتيها بيده وبحركة سريعة حملها فوق كتفه وهي تركل بقدميها وتصرخ فيه ان يتركها، إلى ان وصل لغرفتها فتركها

خالد غاضبا: انتي اتجننتي ايه إلى انتي بتعمليه دا.


جذبت خصلات شعرها تصرخ بهستيريا: بعمل نفس إلى انت بتعمله لما بتحس ان في حد بس بيبصلي ليه يا خالد بتعمل فيا كدة كل دا عشان قولت لاء

خلاص والله مش هقول لاء تاني، هقول حاضر، حاضر وبس مش دا إلى انت عايزه عايز تمحي شخصيتي ووجودي يا إما حاضر يا اما اتعاقب، صح ولا لاء

اتسعت عينيه بفزع من حالة الهيستريا التي اصابتها هتف سريعا: اهدي يا لينا، اهدي يا حبيبتي.


اقترب يضمها لتدفعه في صدره تصرخ بقوة: ما تقولش حبيبتي، انت ما بتحبش غير نفسك انا لعبتك عروستك إلى انت بتحركها بصوابعك عشان تفضل متحكم فيها على طول

امسك بذراعيها يهزها بعنف: فوقي يا ليناااا

ولكن ما حدث انها بدأت تغمض عينيها وفقدت الوعي مرة أخري

صرخ بفزع: لينا، لينا فوقي يا حبيبتي، فوقي يا لينا.


حملها بين ذراعيه يضعها على الفراش واحضر زجاجة عطره، حاول افاقتها عدة مرات ولكن دون فائدة، فامسك هاتفه واتصل باحدي الاطباء سريعا، إلى أن جاء الطبيبة بدل ملابسها إلى احد فساتينها الطويلة ذات اللون الغامق وحجاب أسود

جاء الطبيبة وبدأت بفحص لينا تحت انظار خالد الحادة والقلقة إلى ان إنتهت ليهتف بقلق: خير يا دكتورة.


الطبيبة بهدوء: صدمة عصبية، دا غير ان حالتها الصحية مش مستقرة بشكل كبير لازم تبعدها عن اي ضغط او اي زعل حالتها النفسية مهمة جدا في العلاج المشكلة عندها نفسية أكتر من كونها عضوية

هز رأسه إيجابا بتفهم يتمتم بعبارات شكر مقتضبة

حاسب الطبيبة واوصلها لباب المنزل وبينما هو عائد إلى غرفتها، قابتله مايا تصرخ بغضب: عاجبك إلى عملته مراتك فيا دا

هتف ببرود: آه عاجبني وغوري من وشي الساعة دي بدل ما اقتلك.


عاد لغرفته ليجلس جوارها على الفراشاحتضن احدي يديها بين كفيه، ينظر لها دون كلام لاحظ انها تحرك جفنيها بصعوبة تحاول فتح عينيها إلى ان فتحتهما

ابتسم برفق: حمد لله على السلامة، كدة تخضيني عليكي

ابتسمت ابتسامة متعبة في أول الأمر سرعان ما اخفتها حينمت تذكرت ما حدث قبل ان تفقد الوعي فنزعت يدها من يده بعنف تشيح بوجهها للجانب الآخر تتساقط دموع عينيها بصمت همس بحنان: لوليتا

صرخت بألم قلبها: أخرج.


خالد بحنان: حبيبتي انا اس...

قاطعته صارخة مرة اخري: بقولك أخرج، مش عايزة اشوفك، مش عايزة اسمع صوتك اخرج بقي

هتف سريعا: حاضر حاضر هخرج بس اهدي يا حبيبتي.


خرج من الغرفة وتركها لدموعها، تركها لصراعها النفسي المؤلم من هي ظل حطام لعبة هو من يحركها يقسو ثم يحنو وهي دائما تسامحه، لما عليها ان تقهر طوال حياتها والدها أولا وذلك المختل أياد ثانيا، وهو اخيرا ظنت أنها حين عادت له، إنها عادت لامانها وسعادتها اسلمت مقاليد كل شئ اسلمته روحها ليسجنها تحت مسمي عشقه، قلبها ليحطمه، عقلها ليلغيه ماذا فعل بها عشقه جعلها شخصية هشة ضعيفة طفلة كثيرة البكاء.


لاء يجب ان تنهي هذه المهزلة

قامت من على فراشها بخطئ متعبة

وخرجت من غرفتها فوجدته يتحدث في الهاتف في مكتبه يبدو سعيدا: سراج باشا يعني انت هنا أنا جاي لحضرتك حالا مسافة السكة

اغلق الخط التفت ليرحل فوجدها تقف امامه سألها بلهفة: انتي كويسة ايه إلى قومك من السرير انتي لسه تعبانة

هتفت بخواء: طلقني يا خالد

ضحك ساخرا: انتي اتجننتي ولا ايه.


هتفت بحدة: لاء يا خالد انا عقلت كفاية كدة انا ما بقتش عارفة انا مين، مش عارفه حاجة غير اني لازم أسمع كلامك واقول حاضر وبس

نظر لها بهدوء بضع لحظات ليهتف اخيرا: يعني انتي عايزة تطلقي

ردت بصوت مختنق من البكاء: ايوة.


اتجه ناحية مكتبه يفتح احد الادراج ليخرج مسدسه منه، أشهر المسدس أمام وجهها يبتسم ساخرا، لتتسع عينيها بفزع، اخفض المسدس يتفحص خزينته ليهز رأسه إيجابا برضا اتجه ناحيتها يضع المسدس في كف يدها يقبض على كف يدها بقبضته يهتف ببرود انا مستحيل اطلقك لكن لو انتي عايزة تطلقي روحك مني اقتليني وهتبقي روحك حرة.


ازاح يدها من على المسدس يقبض عليه هو وجهه إلى صدره ليمسك بيدها يهتف بهدوء: خلي ايدك فوق ايدي عشان بصماتك ما تبقاش على المسدس، اضغطي على صباعي وأنا هضغط على الزناد واخلصك مني للابد

انسابت دموعها تهز رأسها نفيا ابتعدت عنه لتسقط على ركبتيها تهمس بالم: أنت ليه بتعمل فيا كدة، انا عملتلك ايه عشان تأذيني كدة.


جلس ارضا يضع مسدسه بجانبه عانقها رغما عنها يهمس بحنان: هشششش مش عايز اسمع الهبل دا تاني، طلاق مش هطلق انا بحبك من ساعة ما فهمت يعني ايه حب وفضلت ادور عليكي 12 سنة عملت فيها جميس بوند عشان ابوكي يوافق على جوازنا شوفت الويل لما اطلقنا أول مرة وجاية تقوليلي طلقني، انتي عارفة أن الموت عندي اهون من اني اسمع منك الكلمة دي

انتحبت باكية: بس أنا تعبت خلاص والله ما بقتش قادرة استحمل.


ابعدها عن صدره يمسح دموعها يبتسم بحنان: أنا محضرلك مفاجاءة هتنسيكي اي زعل، ويا ستي لو ما عجبتكيش أوعدك هنفذلك كل اللي انتي عيزاه، ماعدا اني اطلقك طبعا

قرص خدها برفق: وعلي الله اسمع كلمة طلقني دي تاني فاهمة يا اوزعة انتي

ابتسمت بخبث رغم دموعها: حاضر يا عمو

ضحك بخبث يغمز لها بطرف عينيه: ماشي ماشي، استني لما عمو يخلص مشواره ويرجعلك.


تركته وفرت لأعلي سريعا وهي تصرخ فيه من خجلها ليبتسم بخبث، ها قد استطاع مكر آدم ان يهزم كبرياء حواء مرة اخري، ليخرج من منزله متجها إلى منزل سراج لتبدأ نهاية رفعت ومايا..


 الفصل الثاني والثلاثون والثالث والثلاثون من هنا 


لقراءة جميع حلقات الروايه الجزء الثاني من هنا



تعليقات