رواية مهرة والامبراطور الفصل التاسع عشر 19بقلم مي مالك


 رواية مهرة والامبراطور

الفصل التاسع عشر 19

بقلم مي مالك

مرت فتره أخرى أكثر هدوءً بين مهرة ومازن ، عادت مهرة لعملها مره أخرى ، وكأنت تمشي على شروط مازن بأكملها لتستمر في عملها 


ألقت كعبها العالي بعيداً وهي تفرك قدمها بألم ...كل هذا بسبب مازن الغيور الذي يريدها أن ترتدي فساتين فقط ....وكأنه ....زوجها ....كل فساتينها واسعه وطويله بشكل لا يصدق ....وجميعهم يحتاجون لكعب عالي 


دلف مازن في ذلك الوقت ليجدها تفرك قدمها بتعب ، أبتسم بوقاحه وكأنه لم يفعل شيئاً ، ثم قال بلؤم :

"أيه ده مالها رجلك"


نهضت مهرة من مكانها وصرخت به :

"بقولك أيه أنا مش هلبس فساتين تاني ، أنا هرجع للبدل بتاعتي ولو مش عاجبك أخبط دماغك في الحيط"


أقترب منها قائلاً بنبرة تهديده بأن تكرر ما قالته مرة أخرى :

"أخبط دماغي في الحيط ، سمعيني كده قولتي أيه"


توترت لهجتها وهي ترى أمواج تسونامي قادمه ناحيتها بسرعه البرق :

"يعني .....هو مش تخبطها أوي" 


أبتسم وهو يقول بهدوء غريب :

"مش أخبطها أوي ، حاضر يا مهرتي" 


وأمسك رأسها بين كلتا يديه لتقول بدهشه :

"أنت بتعمل أيه" 


أبتسم وهو يقول بسخريه :

"مش هخبطهالك أوي"


وقبل أن تستوعب ، نطحها برأسه بقوة ، جعلتها تقع على الفراش وهي تدور في المكان وكأنها تجرعت من الخمر حتى ثملت 

أمسكت رأسها وهي تكاد تبكي ، وتتحسس رأسها ترى أذا كان فيه دم أم لا 


ليقول بضحك :

"لا متخافيش أنتي مش عندك دم أصلا" 


نظرت له بغيظ وهي تستوعب أنه نطحها ، ثم نهضت وهي تقول بغضب :

"أنت خدتني على خوانه ودي حاجه أنا مش هقبلها"


نزع عنه المعطف الجينز وفك حزام بنطاله وألقاهم بعيداً ، ثم أردف بتحدي :

"طيب نبدأ من الأول ، تعالي نتنافس ونشوف مين يكسب" 


نظرت له بتحدي هي الأخرى ، وفتحت هي الأخرى سحاب فستانها الأسود ونزعته عنها لتظهر حماله الصدر والبنطال القصير ذو اللون الأسود 


أبتسم وهو يقترب ، لتوقفه قائلة بتنبيه :

"أولا مفيش شلاليت في أماكن حساسه ، ولا عض عشان أنت عضاض"


ليقول بضحك :

"ومحدش يخرج برة الأوضه ، وتبطلي تشديني من شعري" 


هزت رأسها تهاوده لكن في الحقيقه هي تعشق شده من شعره 

لزياده التأكيد اغلق مازن الباب بالمفتاح ووضعه فوق الخزانه حتى لا تطوله مهرة 


قال متذكراً :

"وإلى يكسب" 


"لو أنا كسبت أبطل ألبس فساتين وأروح الشغل بالبدل بتاعتي"


ضحك على طموحتها المستحيله وهو يقول :

"ولو أنا إلى كسبت هحكم عليكي حكم ، بس بعد ما نخلص" 


هزت رأسها بإيجاب ، وبدأت المعركه ، ركض مازن بأتجاه مهرة ينوى جعلها فتات مهرة ، لكنها نهضت فوق الفراش سريعاً لتهرب منه وهي تضحك بقوه أفحمته 

قفزت عليه من فوق الفراش وهي تلكمه في معدته وتشده من شعره 

ألقاها على الفراش وهو يمثل الغضب :

"مش قولنا شد من الشعر لا"


أخرجت لسانها وهي تقول برخامة :

"الأتفاق أنتهت صلاحيته" 


ألقى نفسه عليها وهو يدغدها في مناطق ضعفها وهي تحاول أبعاد يده عنها بكل الطرق ، لكنها فشلت لتقوم بشد شعره ، ليقابلها بعضة في رقبتها صرخت بتفاجئ وهي تزيحه بقوة أكبر من عليها ، ليقع بجانبها على الفراش ، جلست هي فوقه وهي تقول بضيق :

"مش قولنا مفيش عض" 


ضحك هو بأستمتاع وهو يقول :

"أنتي إلى بدأتي وشدتيني من شعري" 


ثم أبتسم لها بشماته وهو يقول :

"ثم الأتفاق أنتهت صلاحيته" 


وضعت يدها ورائها ثم فجأه قرصته في فخذه بقوة جعلته يلقيها بعيداً عنه فوقعت أرضا 

صرخت من الألم وهي تمسك مؤخرتها ، ضحك مازن من ورائها وهو يقول :

"تستاهلي ، حد يقرص حد كده" 


قابلته بغضب :

"وأنت حد يوقع حد بالشكل ده" 


رفعها من مكانها وأجلسها على الفراش ، ثم قال ممثلاً الأهتمام :

"أيه بيوجعك"


نظرت له بغيظ ولم تتحدث ، ليحاول منع ضحكته وهو يقول :

"طب أنا وقعتك على أيه"


أثار غضبها أكثر لتهجم عليه وتلكمه في كل مكان يقابلها وصراخهم معاً أثار شكوك من بالخارج وهم يسألون بحيرة ماذا يفعلون هؤلاء المجانين ؟؟

ظلوا هكذا حتى أرهقو وألقى الأثنان نفسهم على الفراش وهم يضحكون ، ثم نظر لها مازن وهو يقول بفرحه :

"أنا كسبت" 


قالت مهرة بأنفعال :

"لا طبعا أنا كسبت" 


"أنا كنت رؤوف بيكي عشان أنتي بنت"


"وأنا مالي ، حد قالك متضربنيش" 


تنهد بضيق وهو ينظر لها :

"يبقى محدش ينفذ حكمه وخلاص"


قالت بسرعه :

"أو ممكن أحنا الأتنين ننفذ حكمنا عادي يعني" 


نظر لها قليلاً ثم أقترب منها وقبلها بحيويه ، لفت يدها حول رقبته وهي تكاد تبتسم لولا شفتيه التي تمنعها لفاها للفراش ووضعها عليه وهو فوقها ، ظلوا هكذا طويلاً ، إلى أن أبتعد عنها وهو يحاول أن يفيق ويحاول تذكر أن مهرة تخافه 

فتحت مهرة عيناها وهي تتنفس وتبتسم مؤكده لنفسها أن هذا مازن ولن يكون شخصاً غيره ، فمن يمكنه أن يؤذيها أو يقترب منها في وجوده 

نهضت من على الفراش لتمسكه وهي تسأله :

"رايح فين"


"الحمام" 


نظرت له وهي تقول بتوتر :

"هترجع تاني"


أبتسم لها وهو يقبل شفتيها ، ثم ذهب إلى الحمام ، أبتسمت هي بحبور وهي تتنهد شاعرة ببهجة غريبه 

غاب مازن بالحمام إلى أن سمعت صوت دش الأستحمام ، لتعقد حاجبيها وتنهض من الفراش ، ثم طرقت على الباب وهي تقول :

"مازن ، أنت بتعمل أيه" 


سمعت صوت مازن الهادئ :

"باخد دش ومش هخرج دلوقتي ، عايزة حاجه" 


أبتعدت عن الباب بأحراج ثم أرتدت ملابسها وهي تمسح دموعها ...فهذه أول مرة تتلقى هذا الرفض الساعق ...ومنه ....من مازن الذي كان يترجاها لأن تفعل ذلك معه ....ولكنه مل من المحاوله ....فضل البقاء كالأشقاء ....فضل أن يعبرها شقيقته حتى تهدأ هوجاته وضربات قلبه التي تفضحه ....لقد مل منها هي شخصيها ومن خوفها الغير مبرر ....ألم يتمكن من الأنتظار قليلاً ....فهي كانت تحاول وبكل الطرق أن تهدأ وتكون طبيعيه ....لكنه لم يلاحظ معاناتها ....فقط ركز على رفضها له عدة مرات دون أن يفهم ما بها 


دلفت إلى غرفتها وسمحت لدموعها بالهبوط وكأنها عروس أكتشفت خيانة زوجها ليله العرس 

لقد مل من المحاوله ....ولا تعلم لما هي حزينه بهذه الطريقه المرزيه ....من أجل ماذا ....فهذا الشئ هو أكثر ما تكرهه في حياتها ....لكن أكثر ما أوجعها هو ملل مازن من هنا ....حتى بعدما جاءته هيا .....ماذا كان يتوقع منها ....أن تسلمه نفسها من أول ليله وكأنه رجل لم يخلق مثله ....لكنه حقاً لم يخلق مثله ....هو جيد بكل شئ ....العيب بها هي ....هي المريضه ....لكن هذا أقل شئ تفعله ....ماذا يتوقع من فتاة تم أغتصابها من عدد لا بأس به من النساء ....حتى زوجها أغتصبها ....ماذا يتوقع من فتاة عاشت مع رجل سادي لمده 6 سنوات ....وهربت من منزله حية ....ماذا يتوقع من فتاة أهلكت بكل الموازين ....وسقطت من حياتها كفة الأحساس ....ماذا توقع منها أن يكون كل ما حدث معها أن زوجها قاسي بعض الشئ ....المشكله أن لا أحد يتوقع أن هذا حدث معها ....ولا حتى والدتها 


ظلت تبكي إلى أن هدأت ، ونهضت تبدل ملابسها وهي مقررة مسح ما حدث منذ قليل معها هي ومازن ....وأن الأمر سيتوقف هنا ....لا مزيد من الأهانات الخفيه والأحراج ....لن تقترب من مازن مهما حدث ....كل ما بينهم هو ملك 

جلست على الفراش بعدما بدلت ملابسها وأخرجت مذكراتها من الدرج كالعاده وفتحت الصفحه الأخيرة ....وبدأت تكتب قصيده السنه ....فهي كل يوم تشعر به بأحداث جديده تكتب جزء من القصيده ....إلى أن تنتهي السنه وتنتهي معها القصيده ....كملخص تحكي فيه مهرة ما حدث معها في تلك السنه 

كان يعم الهدوء في المكان إلى أن سمعت صوت صراخ بالأسفل ، اغلقت المذكرات وخرجت من الغرفه لترى ليان اصرخ بمازن الواقف أمام ليان وهو يسمع صراخها بهدوء وتأن


صرخت بمازن قائلة بوجع :

"حرام عليك كنت مستني أيه تاني عشان تجوزني ليه ، مستني أيه عشان تحس بيا وتعرف أني بحبه ...."


صمتت ثوان ثم قالت بسخرية :

"وتحس بيا أزاي وأنت مش ناقصك حاجة ، مراتك ماتت أتجوزت أختها ، وبنتك عايشة وسط أب وأم طبيعين هتحس بيا أنا وأبني أزاي .....


هبطت دموعها قائلة بوجع :

"حتي يونس ، مبقتش بيحبني وللأسف حقه أنا مقدرش ألومه ، كنت مستنيه أيه يقعد جمبي لحد ما يقفل 40 سنه وهو حتى مفكرش يخطب ....


مسحت دموعها وتنهدت بقوة ثم قالت بقوة زائفة :

"بس عارف أنا إلى غلطانة أني سبتك تتحكم في حياتي ، بس خلاص كل حاجة خلصت ، أنا همشي وسايبالك البيت والبلد كمان ، أبقى شوف حد غيري تتحكم فيه وتخرب له حياته" 


وتركته وصعدت إلى غرفتها ، تنهدت مهرة التي كانت تتابع الحوار ، ثم هبطت إلى مازن الذي جلس على أحد المقاعد بقلب مجروح فحديث أخته كان أشبه بسكين بداخل قلبه ، نظرت له مهرة بحزن ولم تعرف ماذا عليها أن تفعل أو تقول لتمسك رأسه بكلتا وتضعها على صدرها وهي تربت على ظهره وشعره ، لف ذراعيه حولها وهو يقول بنبرة منكسرة :

"ولله يا مهرة ما كنت أقصد ، أنا كنت خايف عليها ومش عايز أخسرها ، ولله مكنت أقصد يا مهرة" 


قبلت رأسه وهي تقول بصدق :

"أنا عارفة ، عارفة أنت قد أيه بتحبها وخايف عليها ، متقلقش أن شاء الله كله هيبقى تمام" 


ثم عدلت وقفتها وهي تقول :

"أنا هروح أهديها شوية يمكن تعقل وتقعد"


لم يجيب ولم تنتظر هي أجابته ، صعدت درجات السلم بتوتر حتي وصلت إلى غرفة ليان ، طرقت على الباب بهدوء ثم دلفت لتهدأ ليان وهي تقول :

"لو كنتي جيا تشمتي فده حقك أنتي كمان برضو ، أنا أستحق الشماته ، ولو كنتي جيا تشفقي عليا ف ..."


قاطعتها مهرة وهي تقول بضيق :

"أنتي دايما فهماني غلط ، أنا مش بالصورة إلى عقلك مصورهالك ، ليه أشمت فيكي ....الموضوع كله شويه وقت ....وصدقيني هتكوني أحسن من الأول"


تركت ليان ما في يدها وهي تنتبه لمهرة قائلة :

"قصدك أيه !!"


___________


بعد كل محاولات مهرة لبقاء ليان التي أقسمت أن لا تبقى في المنزل ، أعتقد مازن أن سوف تعود إلى منزلها ، لكنه تفاجئ بعد عدة أيام بخالته تخاطبة في الهاتف وهي تستفسر عن هاتف ليان المغلق دائماً ، وأنها تريد أن تحدثها في أمر هام ، جن جنون مازن وهو يحاول معرفة أين شقيقته وسط محاولات يامن في إيجادها جاءت كل النتائج بالفشل ، كانت حالة مازن تسوء أكثر فأكثر ومهرة لا تعرف ماذا عليها أن تفعل في تلك الظروف ، فهو دائماً صمتاً وهادئاً على غير عادته الحانقة دائماً 


نظرت له مهرة عن بعد ، كان يجلس في الحديقه ينظر للسماء وتنهد من وقت لأخر ، ثم ينظر إلى هاتفه 

أقتربت منه بحزن ، ووضعت يدها على كتفه وهي تقول بحزن على حاله :

"برضو مش هتاكل" 


نظر لها وعيناه مليئة بالدموع ثم قال بصوت مختنق :

"مش عايز أكل ، أمشي" 


هبطت لمستواه وهي تقول بحسرة :

"هتفضل لحد أمتى متاكلش"


"لحد ما الأقيها"


نظر إلى هاتفه حيث صورة ليان ، وهو يقول بحزن :

"أكل أزاي وأنا مش عارف هيا فين ، ولا بتاكل ولالا ، ولا في أمان ولالا ، أول مرة أحس أني مشلول ومش قادر أعملها حاجه" 


هدأت من روعه وهي تقول :

"طيب هقولك ، قلبك بيحس بيها ، لو هيا فيها حاجه كان وجعك أو حسيت بخوف مش مفهوم"


صرخ بها بحده :

"ما هي دي المشكله ، أني قلبي واجعني ، مش عارف هو واجعني عليها ولا منها ولا أيه ، بس هو واجعني ، قلبي واكلني عليها وأنا مش عارف هيا فين ولا بتعمل أيه ، خايف يكون فيها حاجه وأنا مش عارف" 


"صدقني يا مازن هيا أكيد كويسه ، فترة وهترجع دي مش بتقدر تعيش من غيرك ، أكيد هترجع ، وحتي لو رجعت ومجتش هتروح عند خالتها وهي أكيد هتقولك طالما عارفه أن الكل بيدور عليها" 


نظر ثم تنهد وهو يحاول عدم البكاء ، لتحتضنه مهرة وهي تطمئنه قائلة بوجع :

"صدقني كويسه ، خليك واثق أنها هترجع تاني"


__________


مر بضعه أيام أخرى وأرهق الجميع من كثرة البحث ، حتى يونس وهاشم كانوا يبحثون معه ، ولكن كل النتائج واحد ، لم يجدوها 

جلست ليلي على الأريكه وهي تواسي مازن بحزن :

"متقلقش يا مازن ، أن شاء الله هنلاقيها"


لم يتحدث مازن ، لتقترب منه أكتر مستغله عدم وجود مهرة ، وأمسكت بيده تواسيه ، لم يكن لمازن بال بيدها ولم يهتم بها فكان عقله في وادي أخر 


جاءت مهرة من المطبخ ولم ترى يد ليلي ، بل أمسكت برأس مازن وهي تلمس على شعره قائلة بحنان :

"تاكل دلوقتي ولا شويه كده ، أنا عملتلك الأكل إلى أنت بتحبه" 


نظر لها مازن ونبرة صوته وصلتها همساً :

"مش عايز أكل يا مهرة ، ومش قادر أكل ، لو سمحت متضغطيش عليا" 


جلست على ذراع الكرسي وهي تحتضه قائلة بحب :

"يا حبيبي ما أنت لازم تاكل هتفضل متاكلش كده لحد أمتى" 


نهض مازن وهو يردد بعصبيه :

"لحد ما الأقيها وأخدها في حضني أطمن أنها كويسه ومجرلهاش حاجه وقتها أكل وأنبسط وأرجع أمارس حياتي ، غير كده محدش يطلب مني أكون طبيعي وأنا عايش من غير روحي" 


وتركهم وصعد ، تنهدت مهرة بحزن وقلبها يكاد ينخلع من فرط الحزن عليه ، أما ليلي فنظرت لها بضيق ثم قالت :

"هو محتاجني جمبه ، وبوجودك أنا مش عارفه أبقى جمبه"


نظرت لها مهرة وهي تقول بغيرة :

"متديش لنفسك مكانك أكبر من حجمك ، مازن محتاج أخته لا محتاجك ولا محتاج غيرك" 


ثم أكملت بضيق :

"شكلك لسه حربايه زي ما أنتي متغيرتيش" 


أمسكت ليلي حقيبتها بضيق ، ثم تحركت ذاهباً من المنزل 

أما مهرة فتابعتها حتى خرجت ثم قالت بغضب :

"قال محتاجك قال أهو ده إلى ناقص" 


وتحركت إلى الغرفه حيث يجلس مازن ، طرقت على الباب بهدوء وفتحت ، ثم صرخت بصدمه ما أن وجدت مازن فاقد الوعي 

حاولت إيفاقته ولكنها فشلت بجدارة ، جاء يامن على صوت الصراخ ، ليجد شقيقه ملقى على الأرض ومهرة بجانبه 


نظرت له مهرة ببكاء وهي تقول :

"ساعدني نشيله" 


حملوه الأثنان ووضعوه على الفراش ، وبقت مهرة بجانبه وذهب يامن لأحضار الطبيب 

بكت مهرة خوفاً من أن يحدث له أي شئ 

جاء يامن ووضع يده على شعرها يطمئنها :

"متقلقيش هو بس عشان مكنش بياكل تلاقيه تعب أن شاء الله خير"


نظرت له وهي تحاول التماسك :

"تفتكر" 


هز رأسه بإيجاب ، وبقى بجانبها إلى أن جاء الطبيب 


وبعدما فحصه ، قال بروتينيه :

"هو متعود مياكلش"


قال يامن بسرعه :

"لا دي عمرها ما حصلت ، هو بس زعلان شويه عشان كده مش بياكل" 


"لازم يعرف أن الزعل ملوش علاقه بالأكل ، وكمان الزعل الكتير هيأثر على صحته" 


دون بعض أسماء الأدويه في ورقة وأعطاها ليامن قائلاً :

"الأدويه دي لازم ينتظم عليها ، وميخرجش في الجو ده خالص لمده 3 أيام على الأقل" 


هز يامن رأسه وهو ينظر لمهرة بحيرة ....كيف سيتمكنوا من أقناع مازن بعدم الخروج والبحث عن ليان 


أمسكت مهرة هاتفها وذهبت بعيداً لتتحدث إلى أحدهم ، أما يامن فذهب إلى الصيدليه ليجلب الدواء 


___________


بعد قليل


أستيقظ مازن وهو يشعر بدوار غريب ، فتح عيناه ليجد مهرة تجلس بجانبه وهي تمسح دموعها بحزن 

حاول مازن النهوض لتمسكه سريعاً وهي تقول :

"حمد لله على السلامه ، أنت كويس ، حاسس بحاجة ، في حاجه بتوجعك" 


وضع يده على فمها يمنعها من ثرثرتها الكثيرة وأجابها بأختصار :

"أنا كويس"


وأنزل يده وهو يقول :

"سنديني أروح الحمام ، عايز أخد دش" 


أمسكت يده وذهبت به إلى الحمام ، فتحت الصنبور لتملئ حوض الأستحمام ولكنه قال بتعب :

"لا مش برتاح في البانيو" 


أمسك القميص القطني الرياضي الذي يرتديه وحاول نزعه ، لكنه لم يفلح ، أمسكته مهرة تساعده وما أن نزعه قال لها :

"شكرا يا مهرة خلاص لو أحتاجت حاجه هنادي عليكي" 


خرجت مهرة وأغلقت الباب ، وتركت مازن يحاول الأستحمام ، ضبط المياة ونزع ما تبقى من ملابسه وقف أسفل الماء قليلاً لكنه لم يقوى على الوقوف أكثر من ذلك ، جلس على حافه حوض الأستحمام وهو ينادي على مهرة ، الذي جاءت سريعاً ، قال لها بتعب :

"أسنديني عشان أخرج" 


سألته بحيرة :

"أنت لحقت أستحميت" 


أجابها بحسرة :

"أنا مش قادر أستحمى ، مش قادر أقف" 


وبلا تفكير أمسكته وهي تقول :

"تعالى أسندك أنا ، تعالى يا بابا" 


وأمسكته ونهضت به ، ثم عادت تحت المياة مرة أخرى ، ولكن تلك المرة وهو بين ذراعيها ، كان يتمني أن نتجرف المياة عليهم في وضع أفضل من ذلك

بعدما طلب مازن الخروج ، ألبسته رداء الحمام وخرجت به ، أجلسته على الفراش وأخرجت له ملابسه ، وساعدته في أرتدائها ، وظل مبتسم فترة عندما ساعدته في أرتداء البنطال وهي مغمضة عيناها بطريقه أضحكته 

ثم جلبت الفرشاه والكريم الخاص به وبدأت تمشط  شعره ، أبتسم لها وهو يقول :

"لو كنت أعرف أني لما أتعب هتدلع الدلع ده كله ، كنت تعبت من زمان" 


ردت بسرعه :

"بعد الشر عليك يا مازن ، ده أنا كان قلبي هيقف من الخضه عليك ، قوم أنت بس بالسلامه وأنا أدلعك أحلى دلع" 


واختتمت حديثها بقبله على جبينه


__________ 


وبعد عده أيام 


طرق الباب ، لتذهب أحدى العاملات وتفتح الباب بتلقائية لتتفاجئ بـ ليان التي عادت أخيراً ، دلفت إلى المنزل ليستقبلها يامن بالأسئلة أين كانت ؟ ، ولماذا أغلقت هاتفها ؟ ، هل جنت ولا تهتم بدراسة طفلها ؟ ، لم تكثر ليان لكل ذلك ، كانت تضع كل أهتمامها ناحيته ، مازن الذي كان يقف بعيداً ولا يقترب ينظر إلى كل أنش بجسدها ويطمئن أنها بخير وبصحة جيدة أمامها ، لكنه لم ولن يقترب وكأنه لم يكن سوف يموت من قلقه عليها ، تقابلت عيناهم لتلقي عيناها عتاب عظيم من أخ كاد أن يفقد روحه في سبيل عودة شقيقته ، لكنه أزاح عينه سريعاً ، ظل على هذا الحال ثوان حتي قالت مهرة بضيق :

"كدة يا ليان تقلقينا عليكي ، طب كنتي حتى أتصلي وطمنينا" 


لتقول ليان بغيظ :

"تقلقينا ليه يابنتي مش أنتي إلى حجزالي الفندق بنفسك في شرم الشيخ ، وكنتي بتتصلي تطمني عليا كل يوم من تليفون زياد" 


أتسعت عيون مهرة ، فهي لم تكن تتوقع الغدر خصوصاً في هذا التوقيت وهي وسط مازن ويامن الذي كانوا يبحثون عن شقيقتهم كالمجانين 


لتكمل ليان الكارثة قائلة بتشفى :

"أومال لو مكنتيش صاحبة الفكرة" 


نظرت مهرة إلى مازن الذي وصل إلى ذروة غضبه من زوجته المصون ، ودون سابق أنذار ركضت مهرة تختبئ من مازن الذي ركض ورائها تماماً ، دلفت إلى غرفتهم وهمت أن تغلق الباب ، لكنها لم تكن بالسرعة الكافية لتتخطي الثور الهائج الذي دلف إلى الغرفة وباغتها بأمسكها من شعرها قائلاً بصدمة :

"صاحبة الفكرة ، وعمالالي فيها دور البريئة إلى بتساعد جوزها وتهون عليه ، وأنتي أصلا صاحبة الفكرة" 


قالت مهرة بتوتر وهي تمسك قبضته على شعرها :

"ولله هفهمك ، أنا خوفت لتمشي فعلاً ومنعرفش طريقها ، فقولت أحجزلها أنا بنفسي عشان أعرف مكانها وأطمن عليها"


ليقول مازن بغضب :

"اااه تطمني عليها ، وتسبيني أنا هموت من القلق عليها ، عشان حضرتك معندكيش ذرة أحساس ، وكل طبطبتك عليا وحزنك عليا ده كان تمثيل وأنتي تلاقيكي كنتي فرحانة فيا أصلا ، ده أنا كنت مصدقك" 


صمت قليلاً ثم قال وهو يتذكر أول مرة رأها بها :

"أنا من أول مرة شوفتك فيها وأنا قولت أنك سوسة ومش سهلة" 


كانت صامته تستمع له ، في حين هو يكمل بغيظ :

"أعمل فيكي أيه ، أمد إيدي عليكي دلوقتي"


"وهو شد الشعر ده مش مد أيدين" 


"لا ده أنا ماسكك عشان متفلتيش مني ، تحبي أوريكي الضرب بيبقى أزاي" 


هزت رأسها بالنفي ليترك مازن شعرها وهو ينظر لها قائلاً بأختناق :

"عملتلك أيه عشان تعملي فيا كدة ، ده أنتي شوفتي قلبي كان محروق عليها أزاي"


قالت له مهرة ببكاء :

"ولله كنت خايفه لتمشي ومنعرفش طريقها ، وولله تاني قولتلها ترجع أول ما تعبت بس هيا مرضيتش ، ولله يا مازن قولتلها ترجع عشان قلبي كان واجعني عليك ، مقدرتش أشوفك تعبان بالطريقه دي وفي أيدي حل ومتحركش ، بس هيا مرضيتش ولما كلمتها تاني قفلت التليفون ، صدقني" 


نظر لها بجمود ثم قال بغضب :

"وأنا أصدقك تاني بعد إلى شوفته بعيني ، خلاص يا مهرة الموضوع خلص"


وألقاها على الفراش وخرج وأغلق الباب وراءه ، نظرت للباب بصدمه وهي تبكي بعنف وتشهق بطريقه أوجعتها 


أما بالأسفل سمعت ليان ما دار وشعرت ببعض الذنب أهذا جزاء مساعدتها لها لتؤذيها هكذا ، لكنها نفضت تلك الأفكار من عقلها ما أن تذكرت أنها أتهمتها بعديمه المسؤليه والأحساس ، وأنها لا تشعر بما يشعر به شقيقها وأنها سوف تقول على مكانها أن لم تعود ، ففضلت هي الغدر بها قبل أن تغدر بها مهرة 

هبط مازن ، لتنظر له ليان بحزن ولا تعرف ماذا تقول 


"مازن أنا مقصدش أقلقك عليا أنا بس كنت محتاجه فترة هدوء عش ....." 


أشار لها بالصمت ثم قال :

"أنا مش عايز أعرف أنتي كنتي فين ولا بتعملي أيه ، وميفرقش معايا ، أنتي حرة وكبيرة وواعيه كفايه عشان تعرفي الصح من الغلط ، أنا أصلا مقلقتش عليكي ، هتكوني فين يعني ، ولا هتعملي أيه يقلقني عليكي ، هتنتحري ، هتهاجري ، أنتي حره وكبيرة كفايه عشان تكوني مسؤله عن قراراتك ، ومش لازم تدخليني فيها ، أنا مش كبير أوي يعني ، أنا مجرد أخوكي الكبير" 


وتحرك ناحيه المكتب وهو يشعر بنار تجتاحه من فرط الغضب 

أما ليان فصُدمت فالمعلومات التي أوصلتها مهرة كانت مختلفه تماماً عما يقوله مازن 


تنهدت بضيق فيبدو أنه يجب أن تبقى عدة أيام هنا لتصلح ما أفعلته ، ذهبت إلى غرفتها وهي تتنهد بضيق فها هي معالم الصفحه الجديده الذي فتحتها مع مهرة بدأت تظهر 


تذكرت ماذا فعلت مهرة معها وكيف ردت لها ما حدث بطريقه لم تكن تريدها ولكن غضبها أعماها 


سألت ليان بأستفسار :

"قصدك أيه"


قالت مهرة :

"قصدي أنك فعلا محتاجه تبعدي ، بس مش دايماً ، مهما حصل ومهما عملتوا في بعض أنتي ومازن هتفضلوا أخوات ، مهما عكيتي في الكلام هو بيسامحك بيشخط وينطر ويزعق ، بس ده من وجع قلبه عليكي صدقيني" 


هزت رأسها وهي تقول بحزن :

"أيوة عندك حق ، يعني أقعد وممشيش"


قالت مهرة بسرعه :

"برضو لا أنتي محتاجه تبعدي بس مش على طول ، محتاجه بس فترة نقاهه ، عشان تخرجي كل السلبيات إلى جواكي وترجعي واحده جديده ، واحده عندها أمل ومش حقوده ولا متكبره على الفاضي ، صدقيني مفيش حاجه تستاهل" 


نظرت لها ليان بضيق ....كلامها صحيح ومنطقي 

لكنها قالت :

"أخر ما هاخد النصيحه هاخدها منك أنتي !" 


تحاولت نظرات مهره للغضب فوراً وسيطرت على نبرتها وهي تقول :

"عندك حق ، أنا غلطانه" 


وتحركت لتذهب لتوقفها ليان وهي تسأل بفضول :

"يعني أعمل أيه !" 


"تمشي وتاخدي أبنك وتروحي أي مكان فيه بحر ، وأنا هبعتلك واحده من إلى شغالين هنا تروح معاكي عشان تاخد بالها من زياد ، وأنتي حاولي تخرجي الكبت إلى جواكي وترجعي واحده جديده ، يونس ، ومشاكل أخوكي ، وطليقك ، وخالتك وأي حد مضايقك خرجيه من دماغك ، وأنسي كل المواقف الوحشه إلى حصلت بينك وبينهم ...وأرجعي واحده جديده مش فاكرة غير المواقف الحلوة بس ، ومقصدش بكده أنك ترجعي معاهم كويسه ، أنا أقصد تسامحيهم وتنهي كل حاجه وتخرجيهم من تفكيرك ، والكلام ده ميمشيش على مازن"


نظرت لها ليان وهي تسأل بتعجب :

"فكرتك حلوة ، بس أنتي بتعملي معايا كده ليه ، أفتكرتك في الأول عايزة تمشيني للأبد بس طلعتي بتقولي فترة"


"للأبد !! ، لا طبعا بالكتير أسبوع مازن مش هيقدر يستحمل خصوصاً أن أنتي إلى زعلانه مش العكس ، وأنا هحجز لك الفندق بنفسي كعربون بدايه جديده بينا" 


ومدت يدها وهي تسألها :

"نبدأ من جديد ؟؟"


نظرت ليان ليدها ثم قالت بأمل :

"ماشي" 


ولم تهتم بيدها وأنما عانقتها بأمل وهي تتطلع لمستقبل أفضل من تلك البؤرة المظلمه التي تدعى حاضرها 


"متنسيش تقفلي تليفونك خالص ومتهتميش بأي حد" 


"طيب خدي رقم زياد عشان تكلميني من وقت للتاني عشان تقوليلي الأخبار أول بأول" 


"تمام"


عادت من ذكرياتها وألقت نفسها على الفراش وهي تريد النوم فقط ، لترحم من شعور الذنب الذي يمتلكها 


____________ 


(في المساء) 


دلف مازن إلى الغرفه لتنتفض مهرة من مكانها معبرة عن مفاجئتها 

لم يعيرها مازن اهتمام وتحرك ينام على الأريكه ، نظرت له مهرة وهي تقول :

"مازن أنت مش هتنام جمبي" 


أعطاها ظهره وهو يحاول أن يبدو هادئاً :

"نامي يا مهرة" 


"طب نيمني أنا على الكنبه" 


قال بتلقائيه :

"لا الكنبه ناشفه هتوجع لك ظهرك" 


نهضت من مكانها وهي تقول :

"طب تعالى نام على السرير وأديني ظهرك بس متنامش على الكنبه" 


قال بعصبيه :

"مهرة أنا مش طايق أشوف وشك ، نامي وأهمدي" 


"طالما مش طايق تشوف وشي أنا همشي من الأوضه"


نهض من مكانه بغضب وهو يشير لها :

"تؤ تؤ تؤ أرجعي مكانك ونامي ، وبطلي رغي" 


اقتربت منه والندم يملؤها ، ليبتعد هو بالمقابل :

"متلمسنيش ، ملكيش دعوه بيا" 


ظل ينظر لها من أعلى إلى أسفل ثم تحرك ناحيه الأريكه لينام 

جلست مهرة على الفراش وهي تحاول النوم من وسط بكائها ، ولكنها لم تتمكن 

ومازن يضع وساده فوق أذنه ويدعي النوم ، ولكنه في النهايه تنهد بضيق وهو يقاوم رغبته في الذهاب إليها وأخذها بين ذراعيه 

فمهما حدث هي تظل مهرة ....زوجته 

ظل قلبه يلح عليه في الذهاب إليها ....وترك ما حدث بعيداً ....فهي الآن تحتاجه ....وتحتاج عناقه 

زفر بضيق من تلك الرابطه بينهم ليحزن عليها ولا يتمكن من النوم وهي تبكي ....فهو كان يترك مريم تبكي وأعتاد على ذلك .....لكن هذا بسبب كثرة بكاء مريم فهي كانت (زنانه) وعلى أتفه الأسباب تبكي .....أما مهرة فهي لا تبكي ألا لشئ كبير ....وزعله منها يعتبر شئ كبير بالنسبه لها 

نهض من على الأريكه وذهب إليها يحيطها بذراعه 

التفتت له سريعاً ثم عانقته من وسط دموعها 


قال بحزن :

"أنا لسه زعلان منك ، ولسه قلبي مصفيش من ناحيتك ، بس مش قادر أسيبك بتعيطي كده" 


أبتسمت له وهي تقول :

"ولله يا مازن هي كانت صعبانه عليا وكنت عايزه أساعدها" 


"لو سمحت مش عايز أتكلم في الموضوع ده ، ممكن ننام في هدوء وبكرة نبقى نشوف هنعمل أيه" 


هزت رأسها بإيجاب ، ليتمدد مازن على الفراش وهي تنام على ذراعه تحيط رقبته بيدها ، ثم همست بهدوء بعدما كفت عن البكاء :

"أنا عمري ما أتعلقت بحد كده" 


نظر لها وهو يتأكد أذا كانت هي من قالت هذا أم مجرد هلاوس ، ليجدها تفتح عيناها وتنظر له ، شدد من عناقه لها ، ثم أغمضوا الأثنان عيناهم وذهبوا في نوماً عميقاً.... 


🕺🏻دمتم ساالمين💃🏻...



                 الفصل العشرون من هنا 

     لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رواية مسك الليل كامله جميع الحلقات من الأول حتى الاخير بقلم هايدى الصعيدى

رواية غفران العاصى كامله جميع الحلقات من الأول حتى الاخير بقلم لولا

رواية مسك الليل الفصل الثاني عشر 12بقلم هايدى الصعيدى