رواية مهرة والامبراطور
الفصل العشرون 20
بقلم مي مالك
عاد مازن يعامل مهرة ببرود وفي المساء يأخذها بين ذراعيه وكأن لم يحدث شيئاً ....وكأنه ينتظر وقت النوم ليرمي بكل مشاكلهم عرض الحائط ويتذكر فقط أنها زوجته الذي تعب طوال اليوم ليعود ويلقي نفسه بين ذراعيها
كان يتابع عمله حتى دق هاتفه برقم ليلي ، رفع حاجبه بدهشه ما الذي يجعلها تتصل به
أجاب ليقتل فضوله ، وصله صوت ليلي الناعم :
"أزيك يا مازن"
أجاب بصوت قادم من الأسكيمو من كثرة بروده :
"أهلا ، في حاجه"
وصله صوت حمحمة ليلي من الجهه الأخرى ثم تفاوهت بدلع :
"هو مينفعش أتصل أطمن عليك ، ده أنت برضو أبن عمي ، وكمان أطمن على ليان ، حمد لله على سلامتها"
زفر بضيق ثم قال بحنق :
"طيب أنا تمام ، وبالنسبه لليان فهي في البيت روحي أطمني عليها"
"أه ما أنا روحت ، ومشيت كمان"
"أومال عايزه أيه !!"
تنهدت بتعب ثم قالت بنبرة مترددة :
"ينفع أشوفك"
أغمض عيناه بملل من تلك الخرفاء ، ثم قال بصوت عال وبلهجة حازمة :
"بصي يا ليلي أنا مش عارف أنتي عايزه مني ومش عايز أعرف ، بطلي تكلميني على الفاضي والمليان ، على الأقل أعملي لنفسك كرامه ...
أنا مش عايزك ومش هعوزك ، ومفيش حاجه جدت فأيه إلى هيخليني أجيلك في الوقت ده دوناً عن غيره"
صمتت قليلاً وهي تسمع كلامه بتأن ، ثم قالت بنبرة خبيثه :
"يمكن عشان إلى عملته مراتك ، أنها كانت عارفه مكان ليان وشافتك وأنت بتتوجع عليها ومتحركتش ، في الوقت إلى كان قلبي بيتقطع عليك وعلى حالك ، يمكن عشان هي مريبه والكل حاسس ناحيتها بقلق بسبب أسلوبها وطريقه تعاملها ، وكأن ماضيها ده وصمة عار مخبياه على الكل ، وأكيد مخبياه عليك أنت كمان ....وأنا عارفاك مش بتحب الألغاز ....ولا بتحب عقلك يروح ويجي ....بتحب الوضوح ومهرة مش واضحه ، أنما أنا ماضيه وحاضري عارفه كويس وأكتر من أي حد"
تنفست وهي تشجع نفسها أن تكمل :
"أنا عارفاك يا مازن ، وبالنسبه لكرامتي ف مفيش في الحب كرامه ، وأنا بحبك وعايزاك"
ظل مازن صامت ، لتقول ليلي :
"مازن أحنا ضيعنا كتير من حياتها ، مش يمكن ده الصح إلى أنت بتبعد عنه ، ربنا حاول يفوقك أكتر من مرة ويعرفك أن مهرة وحشه ، بس أنت إلى مفهمتش"
فكر في كلامها كثيراً ....هل ما كان يحدث بينه وبين مهرة حقاً أشارات
رمش عده مرات وكأنه ينفض تلك الأفكار من عقله ، ثم قال بهدوء :
"يعني أنتي عايزة أيه دلوقتي"
هتفت بسعاده :
"عايزاك تعزمني على الغدا ، نتكلم وأفهمك وجهه نظري وأنا متأكده أنك هتقتنع ، أرجوك وافق يا مازن ، ولو مقتنعتش أتأكد أني هخرج من حياتك للأبد ، وهبعد عنك ومش هتشوف وشي تاني"
تنهد مازن وهو يفكر ....هو يريد أن يسمعها ....ولا يعلم السبب ....لكنه يريد أن يقابلها حقاً
أعطاها موافقته وأغلق الخط ، بعدما أتفق معاها على المعاد والمكان ، وضع الهاتف على المكتب وهو يشعر بالغرابه من نفسه ....ماذا يريد أن يثبت أنه قوي ....وأن علاقته بليلي منتهيه ....أم يريد أن يؤكد حديثها بأن علاقتهم لم تنتهي بعد ....هل هذا من أجل مهرة ....أن يؤكد أنها لا تعني له أي شئ وأصبحت مثلها مثل غيرها ....لكن لو كان حقاً كذلك هل سيحزن لحزنها ....سيوجعه قلبه بسبب بكائها ....لم تؤثر به إمرأه مثلها ....وكأنها خلقت لتفك شفرته
_______________
(في المساء)
كان يتجهز أمام المرآه ينظر لحلته السوداء ، نظرت له وهي تبتسم على طريقة تأنقه ، أما هو فأبتسم بسخريه وهو يفكر ماذا سيحل محل تلك البسمه لو علمت إلى أين هو ذاهب
غمزت له وهي تقول بمشاكسه محاولة خلق حديث معه :
"أيه الشياكه دي ، أنتي رايح تقابل حد مهم"
أبتسم لها في المرآه دون أن يلتفت وهو يقول :
"لا عادي ، دي ليلي بس عزمها على العشا"
أختفت أبتسامتها وهي تشعر بدقات قلبها تؤلمها ، ثم قالت تداري أختناقها :
"أيه المناسبه ، قصدي أنتم مش قريبين من بعض أوي كده"
التفت لها تلك المرة ، ثم قال بجديه :
"بفكر في كلامك ، مش قولتيلي أتجوز تاني ، بدأت أفكر في الموضوع فعلا ، وأهو بالمرة تجيلك ضرة تونسك"
جلس على الفراش يرتدي جزمته السوداء ، يبنما هي نهضت ووقفت أمامه قائلة بوجع :
"طب وأنا !"
أبتسم قائلاً بغرابه :
"أنتي أيه ، أنتي عشان ملك ، مش أنتي بتقولي كده ، وهي بقى عشاني ، وأهو الواحد بعد العمر ده يرتاح جمب حب عمره ، ولا أنتي شايفه أيه"
نظرت له بقهر ، ثم تحركت خارج الغرفه ، تابعها بنظره حتى خرجت ثم أبتسم بشماته ....هي تستحق كل ما فعله وسيفعله بها ....طلبت وهو نفذ ....ما المحزن بذلك !!
___________
جلس على المقعد وهي مقابلة له ، نظرت للمطعم وهي تقول بأبتسامه واسعه :
"ذوقك حلو"
أبتسم لها ولم يعقب ، لتقول بهدوء :
"فاكر زمان ، لما قالو مازن قتل عمي وأتهمت فيها ....ساعتها قولت أنك مستحيل تعملها ....مع أن مكنش في حاجه بينا وقتها ....وأنت مكنتش تعرف مشاعري ....بس أنا كنت واثقه فيك .....عارفه أن الراجل إلى قلبي دق له عمره ما يعمل كده"
أبتسم بسخريه وهو يقول في نفسه :
"لا يا حببتي يعمل ويعمل أكتر من كده ، طالما الدافع قوي"
لعبت بأصابعها بتوتر وهي تقول :
"فاكر أول مرة قولتلي فيها بحبك وهي مش طالعه منك ، كنت أول مرة أعرف أنك بتتكسف ....خصوصاً لما قولتلك أني بحبك من قبل ما أنت تاخد بالك مني ، ساعتها وشك أحمر وضحكت ضحكه عمري ما هنساها"
وظلت هكذا طويلاً حتى مل مازن وبدأ يطرقع أصابعها ويهز قدمه وهو يتركها تخرج كل ما لديها ، فهو يريد أن ينتهى منها
___________
بدأت مهرة بلملمة أشيائها والعوده بها إلى غرفتها ولن تنام بجانبه مرة أخرى ....حتى لو وجدت طاهر بجانبها على الفراش ....لن تذهب لمازن وستثبت له أنها حقاً هنا من أجل ملك ليس أكثر ....أما هو فلا يعنيها بأي شئ ....أما الحقيقه أنها تريد الأثبات لنفسها هذا الشئ
___________
"الماضي حلو ....بس مينفعش يتكرر ....إلى حصل زمان يا ليلي غلط ....مينفعش يتكرر تاني ....مفيش بني آدم بيقع في حفرة مرتين"
قالها مازن بعدما أنهت ليلي كل ما لديها ، تنهد بضيق ثم قال :
"لو كان في حاجه جوايا ليكي ، كانت أتحركت ، بس أنا مشاعري مش ليكي"
ضربت بيدها على المنضده وهي تضغط على أسنانها بغضب ، ولكنه قابلها بطريقه أقرب للامبالاه ، هدرت بسخرية :
"مشاعرك لا ليا ولا لغيري يامازن"
"مش ليكي كلامك صح ، بس مش لغيرك مظنش"
نظرت له بوجع ، ومسحت دمعتها قائلة بحسرة :
"مش لغيري يا مازن ، أنت لسه بتتعافى من حبي ، زيي ، زي ما أنا مش عارفه أحب غيرك"
اقترب منها وهو يقول بضيق :
"ده عشان أنتي مش شايفه غيري ، ناس كتير تتمناكي يا ليلي ، أنتي إلى محاصرة نفسك معايا ، وأنا مبقتش أنفع لك"
نظرت له قائلة بتهكم :
"حبتها !"
أغمض عيناه قائلاً بأنزعاج :
"مش عارف ، يمكن فعلا كلامك صح هي مريبه ، وماضيها فيه حاجه غلط ، وعندي فضول شديد أعرفه ، وتصرفتها ، وطريقتها ، ومعاملاتها ، وكل حاجه فيها غريبه ....بس"
تنهد وأكمل بمشاعر غير مفهومه :
"أنا بحسها بتكملني ، الموضوع طلع مش ملك وبس ، الموضوع أكبر من كده وأنا نفسي مش فاهمه ، كل إلى فاهمه أن لا ماضيها ولا طريقتها تفرق معايا ، أنا حبتها زي ما هي ومهما كان في الماضي بتاعها مش فارق معايا ، كل إلى فارق معايا وجودها ، أنا بحبها تقريباً"
أبتسمت بألم ، ونظرت للأرض قليلاً ثم رفعت رأسها وهي تقول بشموخ :
"تمام يا مازن ، ربنا يسعدك"
طرقع أصابعه بتوتر وهو يقول بحزن :
"ليلي أنتي ألف حد يتمناكي ، بس أنا مش منهم ، بصي حواليكي هتلاقي إلى تحبيه ويحبك"
"كنت فاكرة أن في أمل"
"أنتي مش مجبورة على حياه زي دي ، أنتي لسه صغيرة ليه تكوني مسؤله على طفله وزوج زي أنا وملك ، أنتي صغيرة يا ليلي والحياة قودامك ، متضيعيش نفسك معايا"
هزت رأسها ولم تتكلم ، ليقول له :
"طب يلا أروحك"
____________
ظلت تنظر من شرفة غرفتها وهي تشعر بالغيرة تكاد تفتك بها حيه ، وجدت سيارته تدخل من الباب ، دلفت من الشرفه سريعاً ....حتي لا تخيل له نفسه عندما يراها أنها تقف تنتظره ....أو أنها تشعر بالغيره ....نهائياً
دلف هو إلى المنزل ، وتحرك إلى غرفة وجد النور مطفئ وأثارها غير موجود من الواضح أنها أنتقلت إلى غرفتها ، نظر للغرفه بملل من طفولتها ، وأغلق الباب وتحرك إلى غرفتها
فتح الغرفه وأبتسم ما أن وجدها تغطي نفسها من رأسها حتى قدميها
أقترب منها وهزها من تحت الغطاء لتمثل النوم ، ضربها على رأسها وهو يقول بمزاح :
"أنتي هتستعبطي أومال لو مكنتش شايفك من البلكونه وأول ما شوفتيني طلعتي تجري ، فاكراني أهبل"
رفعت الغطاء عنها وجلست بضيق وهي تقول :
"عايز أيه ! ، هي السنيورة موفقتش تكون زوجه تانيه"
نزع عنه حذاءه وطالبها بالتحرك للداخل ليجلس بجانبها ، تحركت على مضض وظلت تنظر له بحنق دون أن تتحدث ، وضع رأسه على صدرها وهو يقول :
"أول مرة أحس أني لوحدي ومليش حد أشاوره وأخد رأيه"
أغمضت عيناه بحزن ثم وضعت يدها تضمه أكثر وهي تقول :
"عندك يامن وليان أهم مش أخواتك ويقدرو يساعدوك"
"محدش يقدر يساعدني منهم ، عشان محدش فاهمني ، ألا أنتي ....محدش غيرك يا مهرة بيحسسني أني بني آدم وأستحق كل المشاعر إلى بتدهاني"
قالت بحيرة :
"أنا مبقتش فاهمه حاجه ، مالك"
"أنا مش عارف أكمل معاكي بالأسلوب ده وبالطريقه دي ، مش قادر أخبي مشاعري ، وفي نفس الوقت مش قادر أعيش معاكي طبيعي"
نظرت له وقالت بشرود :
"وكأن في حاجز بيمنعنا من بعض"
رفع رأسه وهو يسألها :
"أنتي حسا بالي بحس بيه"
وضعت يدها على لحيته وهي تهمس أمام شفتيه :
"مفيش ست مش بتفهم جوزها بيحس بأيه خصوصاً لو كان شبهها"
"يعني أنتي فهماني يا مهرة"
"الموضوع مش محتاج كل الحيرة دي ، لو حطتني في مقارنه مع ليلي يبقى متخترنيش ، عشان طالما حطتني في المقارنه يبقى أنا مهمكش"
نظر لها بألم وهو يقول :
"يبقى مش فاهماني يا مهرة ....مفيش وجه مقارنه أصلا ، أنا وليلي مفيش حاجه بينا ، أنا إلى محيرني نفسي وأنا معاكي ، ليلي صفحه قديمه كنت بقفلها أنهاردة"،
"يعني أنت مش هترجع لها"
"إلى خلاني مقدرش أكمل معاها زمان ، لسه موجود دلوقتي مفيش حاجه أتغيرت ومفيش حاجه هتتغير"
وعاد يحتضنها مرة أخرى :
"مشكلتي معاكي أنتي ، أنا في حاجات نفسي أقولهالك بس مش قادر ، حاولت بس الكلام مش طالع ، عايز أقولك إلى جوايا ، عايز أقولك الماضي إلى واجعني وخايف تسبيني"
لمست شعره وهي تقول بحب :
"مفيش حاجه في الدنيا تقدر تخليني أسيبك"
وأكملوا الأثنان في نفسهم :
"ألا الماضي"
أحتضنها مازن لعل آلمه يخف قليلاً ، وهو يشعر أن وقت الأعتراف أقترب ....فهو لا يريد أن يعيش في ذلك الرعب كثيراً
___________
مرت الأيام على وتيرة هادئة حتى ذلك اليوم المشؤم ، ذهبت مهرة لتجلب ملك من المدرسه بعد دوام عملها ، وبعد العناق والقبله صعدوا بالسيارة ، أبتسمت ملك وهي تقول بمشاكسة :
"هو بابي وحشك !!"
ضيقت مهرة عيناها ، لتفهمها ملك وهي تقول بتوضيح :
"أنا قصدي يعني لو بابي وحشك نروح له الشغل"
أقتربت منها مهرة وهي تقول بخبث :
"أنا برضو إلى بابي وحشني ولا أنتي يا سوسه"
ضحكت ملك بطفوله وهي تقول :
"طيب خلاص بابي واحشني ، ممكن نروح له الشغل"
فكرت مهرة قليلاً ثم قالت :
"ماشي نروح الشغل ونعمله مفاجأة"
وذهبت بها إلى مقر الشركة عبر تطبيق الخريطة على هاتفها
بعد قليل وصلت إلى الشركة ، تنهدت وهي تنظر لملك ، ثم أردفت بفرحة :
"يلا يا لوكة وصلنا"
أبتسمت ملك بأشتياق وهبطت من السيارة ، ضبطت هيئتها وهيئة ملك ودلفوا إلى الشركه ، سألت عن مكتب مازن ، حتى وصلت إلى مكتب معتز المساعد الخاص بمازن
أبتسمت ملك وهي تسلم على معتز :
"أونكل معتز ، عامل أيه"
تفاجأ معتز من رؤيتها ونهض من مكتبه وحياها بحبور ، ثم نظر لمهرة بأبتسامه مجامله وهو يقول بأحترام :
"أستاذ مازن جوا مع حد ، حضرتك تدخلي ولا تستني هنا"
نظرت لمكتب مازن ثم قالت بتفكير :
"هو فاضله كتير طيب"
"لا مظنش ده بقالهم ساعه جوا ، يعني قربو يخلصوا تقريباً"
هزت مهرة رأسها أثناء جلوسها على أحدى المقاعد ، وملك على المقعد المقابل
قال معتز بمجامله :
"حضرتك نورتي مكتبي المتواضع مدام ....."
"مهرة"
أبتسم لها وقال :
"مدام مهرة"
ظلوا قليلاً إلى أن رن الأنترفون ، ضغط معتز وهو يجيب سريعاً :
"أيوة يا فندم"
وصله صوت مازن قائلاً بجديه :
"أتنين قهوه يا معتز"
"تمام يا فندم حالاً أروح أقول للبوفيه"
وأغلق الخط ، وأستأذن من مهرة دقائق وسيعود ، خرج معتز وأنتظرت مهرة مع ملك ، ثوان وخطرت لمهرة فكرة مجنونه ، جلست على مكتب معتز وضغتت على زر الأتصال بمازن
في الداخل كان مازن يتحدث مع جمال ، إلى أن دق معتز ، فتح المكبر وهو يسأل بدهشه :
"في أيه يا معتز !"
وصله صوت مهرة المازح :
"هو أحنا مش قولنا مفيش قهوه ، بتشرب قهوه ليه !"
نظر للأنترفون يتأكد من الصوت ثم أبتسم وأستأذن من جمال ، وخرج من مكتبه ليجد في وجهه مهرة وقبل أن يتحرك ركضت الصغيرة بأتجاهه تحتضن قدمه وهي تعبر عن أشتياقها له ، أحتضنها بفرحه ونظره معلق بمهرة ولم تمحى أبتسامته ، ترك ملك لتتعلق مهرة في رقبته وهي تهمس بأشتياقها له ، لولا ملك لكان قبلها
حمحم معتز وهو يرى كم المشاعر الجياشة بداخل مكتبه الذي لم تزوره أي شئ مؤنث منذ فترة
أنزلها برفق ونظر لمعتز ، ليزيح معتز الإحراج وهو يقول :
"القهوه على وصول يا فندم ، حضرتك تؤمر بحاجه تانيه"
أبتسم مازن وهز رأسه بالنفى ، ليقول معتز :
"مدام مهرة ، مستنيه حضرتك بقالها فترة ، سألتها تستني ولا تدخل وهي إلى طلبت تستني"
هز رأسه وأشار لمهرة بالدخول ومعها ملك ، دلفت ملك وجلست على الأريكه المحببه لها في مكتب والدها ومهرة ورائها وما أن أبصرت من بالداخل ، أتسعت عيناها بصدمه ، كان يجلس رجل في أواخر الثلاثينات من عمره وظهرت بعض الخصل البيضاء في شعره ، نهض جمال من مكانه بصدمه بسبب المفاجأة ....في أقصي أحلامه لم يتوقع أن يراها مرة أخرى ....تلك الملعونه الخادعه التي خدعته وكذبت عليه وهربت
نظر لهم مازن بدهشه ثم سأل :
"أنتم تعرفوا بعض !!"
فاقت مهرة على نظرات مازن ، قالت وصوتها يكاد لا يخرج من فرط الصدمه :
" داا .....دا يبقى جمال كان ....مدير مكتب طليقي"
حاول جمال كبح غضبه وهو يرحب بها :
"أهلا يا مهرة ، بصراحه أتصدمت لأن معلوماتي بتقول أنك هر ....."
تدرك ما سيقوله أمام مازن ، ثم قال بتوضيح :
"أنك سافرتي برة مصر ، متوقعتش أنك بتشتغلي هنا"
قال مازن ببعض الضيق وهو يلف يده على خصرها :
"لا مهرة مش بتشتغل هنا ، دي مراتي"
هنا ظهرت الصدمه أكثر على وجهه ، وكأنها مصممه أن تثبت له أنها أقذر من أن يشفق حتي عليها ...تلك الحقيرة
قال بهدوء وعقل :
"لايقين على بعض"
تلك الحقيرة ....التي ضحكت عليه هو ومديره ....لم ولن يسامحها .....كاد أن ينسي أمرها ....لكنها ظهرت أمامه مذكرة أياه بغباءه ....فهو ذلك الغبي الذي صدق حبها له ....وهي الحقيرة التي ضحكت عليه وورطته بسرقة مديرهُ وهربت بالأموال
قاطع حبل أفكاره صوت مازن وهو يقول بجدية :
"نبقى نكمل كلامنا بعدين يا أستاذ جمال ، مع السلامه"
نهض جمال بهدوء وصافح مازن ثم تحرك وقبل أن يخرج نظر لمهرة نظرة تمنت أن تكون خاطئة ....وأنه لا ينوي الغدر بها كما فعلت به هيا سابقاً
وبعد أن خرج مباشراً ، ظل يعبث في هاتفه إلى أن وصل إلى مراده ، أتصل على أحدهم ووضع الهاتف على أذنه دقائق ووصله صوت فتاة سأل عن طاهر ، ليصله صوت الفتاة وهي تطالبه بالأنتظار قليلاً ، ثوان ووصله صوت طاهر الرخيم وهو يقول :
"أيوة يا جمال"
أبتسم جمال وهو يقول بخبث :
"لقيتلك مهرتك يا باشا"
___________
مر بضعه أيام ومهرة تشعر بالخوف يغلفها ، ومازن يشعر بالشك يراوده ، فهي منذ أن رأت جمال في المكتب وهي حالتها غريبه ....دائما تشعر بالفزع ....تحتضنه بقوة كلما أجازت لها الفرصه ....لكنه رمي تلك الأوهام من عقله ....فهي يمكن أن تكون مجرد شكوك ....فهي لا تحب الحديث عن طليقها ليس أكثر ....وتذكرته عندما رأت جمال ....لا داعي لتكبير الأمر
كان يجلس على الفراش يعبث بالحاسوب الخاص به ، في حين مهرة بالحمام تستحم ، دق هاتفه معلناً أتصال من غريب
فتح الخط بدهشه ، ليصله صوت رخيم وبادر :
"مازن الريان"
عقد حاجبيه وأردف بتركيز :
"أيوة مين"
وصله الصوت وهو يقول بنبرة شيطانيه :
"أنا طاهر مهران طليق مهرة"
ترك ما في يده وتوجه نظره تلقائياً للحمام وهو يقول :
"وعايز أيه ، وجبت رقمي منين أصلاً !!"
"أنا مش عايز حاجه ، أنا عايز حقي 10 مليون جنيه ، إلى مراتك المصونه مهرة سرقتهم"
....
🕺🏻دمتم ساالمين💃🏻....
الفصل الواحد والعشرون والثاني والعشرون من هنا
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا