رواية مهرة والامبراطور
الفصل التاسع 9
بقلم مي مالك
مرت عدة أيام على هذا النهج مازن ومهرة يتقربون ، وملك عادت تتقدم مرة أخرى في دراستها ونفسيتها تحسنت لكن ليس بفضل مهرة ، بل بفضل مازن الذي يلعب معها ويشاركها هواياتها التافهه ، وليان بعيدة كل البعد عن مازن ومهرة ، تراهم من بعيد وتبتسم بحزن على سعادة مازن والذي وجدها مع تلك الحيزبونة مهرة ، أما يامن فهو لا يريد العودة إلى لندن لتحمل المسؤلية وتارك كل شئ لصديقة ، وهو ضائع في مصر لا يعلم على ماذا يبحث أصبح لا يجد متعته لا في الشرب ولا في النساء ، حتى أصدقائه القدامة أصبحوا غرباء ، ومازن قرر الأكتفاء بمهرة وملك وأصبح لا يهتم بأحوال أخوته التائهين
أستيقظت مهرة أخيراً بعد محاولات كثيرة من مازن بعدما أصبحوا يتشاركون الغرفة نفسها ، نهضت من على الفراش بكسل وهي تحي مازن تحية الصباح ، أجابها مازن وهو يربط ربطة عنقه ، أخذت ملابسها وذهبت إلى الحمام لتنعم بدش منعش فاليوم هو أول يوم لها بالعمل بعد غياب
بعد قليل خرجت من الحمام وأكملت أرتاء ملابسها ثم أخذت تنشف شعرها بمنشف الشعر الهوائي ، ووضعت القليل من الميكاج وهبطت للأسفل بعدما أرتدت كعبها العالي ، فهو رفيقها مهما بلغ تعبها
كان مازن وملك يجلسون على السفرة يلعبون "حجارة ورقة مقص"
أبتسمت لهم مهرة وجلست بجانبهم في جو مرح حتي جاء الطعام ، بدأوا بالأفطار وبعدما أنتهوا ، مد مازن يده بأقراص الدواء الخاص بمهرة ، نظرت له مهرة بضيق وأخذتها على مضض ، ثم أمسك مازن ملك وحملها ليوصلها لمدرستها ، وترك مهرة تذهب إلى عملها
__________
"أيه يا بنتي التأخير ده كله"
قالها يونس لليان الذي جاءت متأخرة كالعادتها بعدم الألتزام بالمواعيد
أجابته بحنق :
"أيه المشكلة يعني ، ما أنا على طول بتأخر ، المفروض أتعودت"
"ده جزاتي يعني عشان عايز أفطر معاكي وأشوفك قبل ما أروح شغلي ، يلا نفطر بسرعة بقى عشان أنا ورايا معاد مهم مع عميل"
"يعني أنا أهم ولا العميل !!"
عقد يونس ما بين حاجبيه وهو يقول بغضب :
"هو أنا قومت ومشيت ما أنا قاعد معاكي أهو وهنفطر سوى مع أني أتاخرت عليه"
زفرت ليان بضيق ونظرت من نافذة المطعم المطل على الشارع ، ليتنهد يونس بحزن فهو لا يريد أغضابها بعدما مرت فترة طويلة على عدم رؤيته لها ، وضع يده على يدها الموضوعه على المنضدة وهو يقول بأشتياق :
"وحشتيني"
نظر له بخجل ثم شدت على يده الممسكة بيدها وهي تبادله الشعور :
"وأنت كمان وحشتني أوي"
ونتركهم سوياً يتبادلون حبهم الكبير
___________
(بعد عدة ساعات)
تحركت مهرة إلى الكافية بعد نصف يوم عمل شاق ، جلست على المقعد بعدما طلبت قهوة تركي ، دقائق وجاء خالد بضحكته المرحة كعادته ، جلس في المقعد المقابل لها وهو يتأملها ثم قال :
"أتغيرتي في الكام يوم إلى غبتيهم"
نظرت له بضيق وهي تقول :
"عارفة بشرتي بهتت من التعب"
أبتسم لها وهو يهز رأسه بنفي قائلاً :
"بالعكس إلى يشوفك قبل وبعد يقول أنك نورتي"
أبتسمت له بأستحياء وهي تتحسس بشرتها ، ليقول خالد :
"بشرتك مبقتش محتاجة مكياج ، شكلك هيكون أحلى من غيره"
"هبقى أجرب أجي يوم من غيره"
"سيبك بقى من دور لمبة فينوس الليد إلى أنتي عايشة فيه ده وخليكي معايا ، أنا عايز أقول لإيمان أني بحبها ، بس خايف"
"أيمان دي البنت إلى حكيت لي عنها قبل كدة"
"أه بس هي جد أوي ، مش زي يعني ، خايف أقولها تعايرني بأستهتاري وأني لحد دلوقتي معتمد على والدي ، وخايف مقولهاش تضيع مني"
نظرت له بحزن ، ثوان وقالت :
"يبقى أنت متسمحش أنها تقول عليك كدة ، شوف عيوبك وغطيها ، أنت مستهتر جدا أعقل شوية ، أنت معتمد على والدك ودي حقيقة يبقى سيب شركة والدك وروح أعتمد على نفسك برة هتتمرمط وهتتبهدل بس هتنجح طلما عندك دافع"
"طب ولما أروح أنا أشتغل برة أشوفها وأعرف أخبرها أزاي يا ذكية"
"هو ده إلى محيرك هبقى أجبلك أنا أخبارها يا أخويا ، أمشي أنت بس من الشركة وملكش دعوة"
"أنتي عايزة تمشيني وخلاص ، أنتي أساساً متعرفيش تعيشي من غيري"
قالت مهرة بتساؤل :
"ليه هو حضرتك كعب جزمتي العالي !!"
نهض خالد حانقاً من ردود مهرة :
"أنتي رخمة أوي وأنا غلطان أني كلمتك"
وذهب من أمامها ، لتضحك مهرة على طفوليته
___________
(بعد قليل)
كانت شاردة في شئ ما ، قاطع شرودها فجأة رنين الهاتف ، والمتصل مازن ، فتحت الخط ورسمت أبتسامة هادئة ، وصلها صوت مازن المشاكس :
"مرمر عاملة أيه دلوقتي ، الشغل ماشي تمام"
ضحكت بطفولية :
"أه الحمد لله يا ميزو"
ضحكوا الأثنان ، ليعود مازن للجدية قائلاً :
"كلتي حاجة ولا لا"
"مليش نفس مش بحب أكل لوحدي ، هبقى أكل لما أروح البيت"
"يا شيخة ، أومال عيشتي 3 سنين لوحدك برة مصر أزاي !"
"ومين قالك أني كنت عايشة لوحدي ، أنا كنت بمجرد ما أوصل يا بشتري شقة في سكن جامعي فيه كذا بنت يا أما بشتري بيت وبعرض نصه للإيجار"
"للدرجادي مش بتعرفي تعيشي لوحدك"
قالت بغموض :
"بطريقة لا تتخيلها"
"طيب أنا خلاص بقيت معاكي أنا وملك وقرفينك في عيشتك ، المهم دلوقتي عمي عازمنا على الغدا أنهاردة برغم من إلى حصل ، مش عارف ليه ، بس غالبا الواد إلى ضربتيه قال على إلى عمله ، وصمم أنك تيجي عشان يتعرف عليكي"
"وأنت أيه رأيك"
"أنا صراحة موافق جداً أنتي مش بتخرجي وأكيد حسا بملل فقولت يكون تغير جو ، بس برضو فكري ، ماشي"
"طيب هشوف النظام لو رجعت من الشغل تعبانة يبقى لا ، عشان أنت عارف أنا بحالات"
"تمام ، أحكيلي بقى عملتي أيه في يومك"
أبتسمت بفرحة كمراهقة أبصرت حبيبها وسط جمع من الناس ، وبدأت بسرد أحداث يومها الملل الذي كان مازن يهتم بكل تفاصيله مهما كانت صغيرة
___________
(الساعة ال4 عصراً)
خرجت مهرة من مقر الشركة وبجانبها خالد يهذي بكلام لا تهتم له مهرة ، وضعت يدها في حقيبتها تخرج مفاتيح سيارتها ، لكن فجأة أتسعت عيناها ما أن رأته ، وبدون عقل ركضت بأتجاهه بفرحة كالمجنونة ، كانت ستعانقه لكنها توقفت في أخر لحظة ، أبتسم لها بحبور وأقترب هو منها مقبلاً لجبينها ثم قال :
"خلصت شغلي بدري قولت أما أعدي أخدك"
أخفضت وجهها بخجل وهي تقول :
"مكنش له لزوم تتعب نفسك"
"أصل أنا قولت أجي أخدك ونروح نشتري شوية لبس أنتي بقالك كتير معملتيش شوبينج ، وصراحة الموضوع مريح طول ما أنتي مش بتشتري فساتين من أم 10 الف جنيه ، يبقى ناخدك نشتريلك إلى أنتي عايزاه"
صعدت في سيارته وهي تقول بضحك :
"ليه هو أنت لاقي فلوسك في الشارع عشان أجيب فساتين بالفلوس دي"
صعد هو الأخر وأدار السيارة ثم قال :
"وكمان أنتي زوقك حلو وعايزك تختاري معايا بدلة جديدة"
"أشطاا"
___________
نظرت بملل للبدل ذو الألوان المختلفة المعروضة أمامها ، نظر لها مازن بحنق :
"يا بنتي أنا عجبتني أول بدلة ، أنا مش فاهم أنتي أزاي مش مقتنعه ب ولا واحدة فيهم"
قالت مهرة بضيق :
"مش فيهم حاجة مميزة ، كلهم زي بعض ، وأنت عندك منهم كتير ، محتاجين تغير ، هو لازم بدل مينفعش نلبس كجول مثلا"
"عايزة تلبسيني تشيرت عليه سبونج بوب ولا أيه يا مهرة !"
"لا مش للدرجادي هتبقى ألوان سيمبل ، بس كجول بعيد عن جو البدل إلى أنت عايش فيه"
"طيب ياختي أديني همشي وراكي أما نشوف أخرتها وربنا يستر"
ذهبوا إلى قسم أخر من الملابس ، وأختارت أكثر من بنطال جينز لمازن أحدهم أبيض ، والأخر أسود ، والثاني تلجي ، والأخير جينز أزرق ، وبعض من القمصان القطنيه الرياضية ذو الألوان العديدة ، لكن الأمر الهام أن موضوع سبونج بوب كان كذبة وألا كان الأمر سيصبح مضحك ومازن الريان يرتدي سبونج بوب ، بالتأكيد أنتشله من أبنته
أنتهوا أخيراً من شراء الملابس لمازن والذي أعجب بها كثيراً ، كانت مهرة ستذهب لركن الفساتين لكنه أوقفها قائلاً بمرح :
"زي ما خليتك تختاريلي ، سيبني أختار لك"
"أوعى تختارلي حاجات غريبة"
أبتسم بصدق وهو يقول :
"عيب عليكي"
___________
(بعد عدة ساعات)
تجهز الأثنان للعزومة خرجت مهرة أولاً بالسلوبيت الجينز الذي أختاره مازن ، وربطة شعرها على ذيل حصان قصير وأخرجت منه بعض الخصل تضعها على وجهها ، ذهبت إلى مازن لتجده مازال يقف أمام المرآه ينظر لنفسه بعدم أقتناع بملابسه ، كان يرتدي بنطال جينز أسود وقميص قطني رياضي بكم من اللون الأبيض ، يرفع أكمامه قبل كوعه بقليل ويرتدي ساعة يد صغيرة على غير عادته فهو يحب الساعات الضخمة ، نظر لمهرة ثم نظر لملابسة بعدم أقتناع قائلاً :
"شكلي غريب ، حاسس أني مش أنا"
أبتسمت له مهرة وهي تقول :
"وهو في أحسن من أن الواحد يبعد عن نفسه شوية ، يعني أعتبر أنهاردة فري ، لا في مازن ريان ولا في مهرة ، أيه رأيك"
قال بمشاكسة :
"أمممم ولله فكرة أهو نشوف مهرة من غير عقد وكلاكيع هتبقى عاملة أزاي"
قالت بضحك :
"عمك هينبهر بشكلك أول ما يشوفك"
ضحك مازن ووضع يده على خصر مهرة قائلاً :
"طب يلا بقى ، عشان كدة هنتأخر على الغدا إلى بقى عشا"
"صحيح مش هناخد ملك معانا"
"لا أنا قولت لواحده من العمال تقعد معاها ، وأحنا كدة كدة مش هنتأخر كلها ساعتين بالكتير ، وكمان يامن في البيت هيخرج أنهاردة متأخر"
هزت رأسها وتحركت وهو ورائها
____________
ذهبوا إلى منزل هاشم الذي أستقبلهم بترحاب شديد ، وما فاجئهم أنه عزم ليان أيضاً وما أن أبصرت ملابسهم الطفولية ، حتي جن جنونها وكادت أن تنهض موضحة أن تلك الملابس للأطفال وليامن وليس لمازن ومهرة ، لكن نظرات مازن المهددة أخرستها ، ظلوا دقائق جالسين وكان من الواضح عدم أرتياح ليلي وليان بما يحدث وأقتراب مهرة ومازن الغريب والذي زاد عن حده في تلك الأيام القليلة ، والتي كانت مندهشة منه ليان وتعتقد أنه من أجل أيغاظة ليلي ، لكنها لا تعلم أن ذلك الأمر كان غير أرادي منهم ، فهم أعتادوا على ذلك في تلك الأيام القليلة الهادئة الذي قربتهم من بعض كثيراً ، جاءت (دليدا) زوجة هاشم وأخبرتهم أن الغذاء جاهز ، ليتحركوا صوب السفرة ، جلس الجميع وقالت داليدا بتواضع :
"معلش يا مهرة يا بنتي ، أحنا مش بنعرف نعزم أعتبري نفسك في بيتك"
أخذ مازن مهمة داليدا وبدأ هو بوضع الطعام لمهرة ، بدأ مازن بسكب الطعام لها ، وهي تنظر له بندم أنها لم تسكب لنفسها ، حيث بدأ هو بوضع كميات كبيرة وتمنت لو كان يسكب الطعام له ولها في طبق واحد
أمسكته من أذنه وهمست بحنق :
"أيه الأفترى ده يا مازن هاكل كل ده أزاي"
ليجيب عليها بنفس الهمس :
"هاها ما أنا عامل حسابي ، شايفة مرات عمي دي ، لو قومتي من غير ما تاكلي أكلك كله هتيجي مكاني وتأكلك بنفسها"
ضيقت عيناها قائلة بضيق :
"أه يا سوسة يا خبيث ، طب وبعد كل ده ، أنت مجبتش البرشام وهضطر أكل تاني ، ده في المشمش"
نظر لها بشماته ثم قال :
"كلي الأول بعدين نشوف موضوع البرشام ده ، مش أي حجة وخلاص"
قالت بغيظ :
"بطل تبصلي كدة بدل ما أعضك قودام الناس يقولو علينا مجانين"
"لا م هما عارفين من المرة إلى فاتت مش محتاجين زيادة تأكيد"
فلتت منها ضحكة مسموعة ، لينظر لها مازن ولم يتمكن من أخفاء أبتسامته الكبيرة الذي ظهرت أسنانه ثم قال :
"كلي يا مهرة ، كلي يا حببتي"
بدأت مهرة بتناول الطعام لتفاجئها ليلي أبنة عم مازن بقولها :
"صحيح يا مهرة أنتي كنتي متجوزة"
نظرت إلى مازن بدهشة من السؤال لكنها أجابت بهدوء :
"أيوة وأطلقت"
لتسأل ليلي بفضول :
"ليه بقى"
تركت الشوكة والسكين من يدها ثم قالت ببرود مستفز :
"عارفة ياليلي أنا من فترة كنت مربية حرباية بس رميتها من البلكونة وقتلتها عارفة ليه عشان كانت بتتدخل في إلى ملهاش فيه ، طبعا فاهمه قصدي"
لم يسيطر مازن على ضحكته التي فلتت غصب عنه ، لتتحول الضحكة إلى أختناق بسبب توقف الطعام في حلقه ، لتناوله مهرة كوب المياة ولم تتمكن من منع أبتسامتها من الظهور ، ظلوا صامتين قليلاً حتى كسرت ليلي الصمت وهي تعبر عن أعجابها قائلة :
"حلو أوي يا مازن أستايل لبسك لايق عليك أوي"
نظر لها قليلاً ثم حمحم قائلاً بلين وهو يضع يده على ذراع مهرة :
"ده ذوق مهرتي هي إلى أختارلي اللبس ده على ذوقها"
أخرستها جملته وهذا ما كان يريده ، قال يونس بتساؤل :
"صحيح يا مهرة أنتي بتشتغلي أيه"
"أنا مهندسة كومبيوتر ، وبشتغل في شركة المنصوري للبرمجة"
ليقول هاشم بفرحة :
"ولله كويس أنك مختيش الشهادة وقعدتي في البيت"
ليقول مازن تلك المرة بنبرة فخورة :
"لا خالص ، مهرة مش أول شغل ليها دي بتشتغل بقالها سنتين وزيادة برة مصر في لندن وألمانيا وأيطاليا"
أبتسم يونس وهو يقول بمرح :
"ما شاء الله أحنا عندنا محدش خد شهادة ألا وركنها في البيت ، عندنا صف بنات هنا مش راضي يجرب حتى الشغل عامل أزاي"
ونظر إلى أخوته نرمين وليلي الذي بادله النظرات بغيظ وتواعد ، بينما نظرت له ليان بحدة على تمجيد في تلك النيلة مهرة ، فهي لا ينقصها غرور :
"لا طبعا الراحة أحسن من المرمطة ، هي أيه يجبرها تروح شغل وتيجي من الشغل أهتمامها ببيتها يقل"
ليقول هاشم موجهاً الكلام لليان :
"طب وإلى معندهاش حاجة تعملها ، فاضية من مجاميعو ومش بتشتغل يبقى أيه !!"
أجابته ليان بغرور مشابه لغرور الحيزبونة مهرة :
"تبقى برنسيسة يا أونكل"
ليقول مازن ضاحكاً :
"لا دي تبقى كسولة يا روح أونكل"
ضحك الجميع في جو مرح ، الأ ليان وليلي الذي كانوا ينظرون لبعض بضيق من سخرية من حولهم ، أنهوا الطعام بسلام ، وخرجت الفتيات يستشقون بعض الهواء النقي في الحديقة
نظرت ليلي لمهرة وهي تقول بغيظ :
"ألا صحيح يا مهرة ، إلى يشوف مازن وتعاملاته معاكي يقول أن بينكم حب قديم ، مش مجرد كام شهر ، هو أنتم كنتوا تعرفوا بعض قبل ما مريم تموت ، أصلي صراحة مش مصدقة ليان في موضوع أن أول مرة تتقابلوا كان في عزا مريم"
وضعت مهرة ساق على الأخرى وهي تقول :
"ولله محبش أقول أسراري أنا وجوزي لحد غريب ، لكن لو مصممة تعرفي هقولك ، كل الموضوع أننا فاهمين بعض وبينا تفاهم وتشابه وإلى مختلف فينا بيكمل التاني"
نظرت لها ليلي بغيظ ومعها ليان الذي كانت تريد ضرب مهرة مرة أخرى ، أستأذنت داليدا تجلب بعض المشروبات ، قالت ليلي لها بأستفزاز :
"ألا صحيح يا مهرة هو أنتي أطلقتي من جوزك ، عشان الخلفة ، لو كدة الموضوع هيكون كويس أحسن مازن مش عايز أطفال غير ملك"
نظرت لها بضيق ثم قالت منهية للحوار :
"لا خالص أنا ومازن متفقين نخلف تاني ونجيب أخوات لملك ، بس شوية كدة عشان أنا وهو مضغوطين الفترة دي"
صمتت قليلاً ثم قالت ببرود :
"أنا شايفة طنط داليدا وأونكل هاشم ويونس ونرمين طيبين جدا ، بس إلى نفسي أعرفه أنتي طالعة حرباية لمين كدة !!"
بقيت الفصل التاسع
نظرت لها بضيق ثم قالت منهية للحوار :
"لا خالص أنا ومازن متفقين نخلف تاني ونجيب أخوات لملك ، بس شوية كدة عشان أنا وهو مضغوطين الفترة دي"
صمتت قليلاً ثم قالت ببرود :
"أنا شايفة طنط داليدا وأونكل هاشم ويونس ونرمين طيبين جدا ، بس إلى نفسي أعرفه أنتي طالعة حرباية لمين كدة !!"
لم تتمكن ليلي من الرد فقد أحتلتها الصدمة ، بينما شهقت نرمين من وقاحة مهرة ، وليان كانت سوف تجلبها من شعرها ، لولا نهوض مهرة ودخلوها إلى المنزل حيث يجلس مازن ويونس وهاشم ، أنضمت اليهم وجلست بجانب مازن ، وضع يده عليها وقربها منه سألاً بهمس :
"أيه مالك"
"مخنوقة ، وعايزة أروح ، ينفع نروح"
هز رأسه بإيجاب ، دقائق ونهض يودع عمه ويونس وأمسك بيد مهرة ذاهبين بعدما رفضت ليان الذهاب معهم وقالت سوف تذهب وحيدة إلى منزلها ، ركبوا الأثنان السيارة وتحركوا لها بعيداً عن المنزل
ظل يتحرك بها وهو لا يعرف أين يذهب ، نظرت له مهرة وهي تقول :
"مالك !"
"مخنوق مش عايز أروح ، زهقان"
"أممممم في حاجة في دماغك نعملها ، بدل ما أحنا ماشين بالعربية وخلاص"
صمت قليلاً ثم قال بجنون :
"أيه رأيك نروح سينما"
نظرت لتعابير وجهه هل يمزح ؟؟ ، لكنه كان يقول بجدية يشوبها الجنون ، لتقول مهرة :
"أممممم دلوقتي ، وأنت وراك شغل بكرة"
"عادي مش مهم ، المهم أه ولا لا"
"طيب بس بشرط"
رفع حاجبه وهو يسفسر :
"أيه !!"
"هقولهولك بكرة ، ومتقلقش حاجة حلوة مش وحشة"
"أوكي"
___________
دلفوا إلى السينما بعدما حجز مازن تذكرتين لفيلم أجنبي كوميدي ، جلبوا حبوب الذرة ودلفوا إلى قاعة السينما وسط بهجة مهرة وقفزها بين حين وأخر لأنها أقنعت مازن بحجز الفيلم الذي تريده ، بدأ الفيلم وسط فرحة مهرة التي لم تنقص ولو عقلة ، ضحكت كثيراً مما جعل مازن يندهش ، هل تلك هي مهرة !! ....جميع أفعالها تدل على طفولتها ....ركضها بأتجاه ما أن رأته أمام عملها ....هيئتها المجنونة بالسلوبيت ....قفزها فرحاً عندما حجزو الفيلم ....ضحكها الآن بتلك الطريقة ....يشعر وكأنه مع أبنته ليست زوجته ....وللحق هو لا يفعل أي شئ معها يدل على أنهم أزواج ....كم هي جميلة وهي تضحك
....بدت في بداية الأمر وكأنها خرفاء تضحك إلى الحد الذي لا نهاية له ....لكن عندما دقق في ملامحها ....وجد ملامح طفولة محفورة على وجهها مازالت لم تتأثر بما حدث لها في الماضي ....وتلك الملامح سيحاول وبكل ما لديه أن يجعلها تظل أكثر فترة ممكنه
"أنا مبسوطة أوي يا مازن"
قالتها مهرة ما أن خرجت من قاعة العرض وهي تركض فرحة ممسكة بيد مازن الذي حاوطها بكلتا يديه يبعدها عن الزحام
"وأنا ولله فرحان لفرحك ، بس ممكن نخرج من الزحمة دي"
وأنهي جملته ساحباً يدها إلى الخارج ، ليستقرو بعد ذلك في السيارة وقد هدأت فرحة مهرة قليلاً ، تحرك مازن بالسيارة لكنه لم يعد للمنزل ، نظرت له مهرة بحيرة لكنها صمتت فأفكارة جميلة وتستحق المغامرة
بعد قليل ، توقف أمام الكورنيش ، كان يخلو من الناس صمتاً هادئاً إلى من صوت الموج المسموع ، ظل ينظر للبحر من داخل سيارته وهو يتنهد برتياح وكأنه يشكي همه للبحر ، ظلت تنظر له مهرة لتقول بمكر :
"عارف الجو ده محتاج أيه"
نظر لها مازن دليلاً على تركيزه ، لتقول مهرة بجنون :
"نرقص"
ضيق مازن عيناه وهو يقول بأستنكار :
"نرقص ، هنا ، ودلوقتي !!"
هزت مهرة رأسها بإيجاب وكأنه شئ طبيعي ، ليقابلها مازن بالرفض فهو لم ولن يفعل هذا الجنون مهما كلفه الأمر ، أدار رأسه بأتجاه البحر ، دقائق معدوده وألتفت مرة أخرى قائلة بجنون :
"طب عندك أغنية حلوة نرقص عليها"
أبتسمت بخبث وهي تقول :
"طبعا ، تحب تسمع مهرجانات ولا أيه"
نظر في ساعته وقال بجدية :
"الساعة ٣ الفجر يعني لو شغلنا مهرجنات دلوقتي يتعمل فينا محضر أزعاج ونقضي بقيت الليلة في السجن"
ضحكت مهرة بعفوية ثم قالت وهي تمسك هاتفها :
"طيب هشوف أغنيه حلوة وأشغلها"
"بس تكون هادية"
بدأت مهرة بالتقليب بين الأغاني لتختار أغنيه هادئة نوعا ما ، ورومانسية قليلاً
نظروا لبعضهم قليلاً ، ثم خرجو من السيارة لتبدأ الرقصة ، وضع مازن يده على خصر مهرة وبادلته هي بوضع يدها على كتفه وأبتسامتها لم تفارقها ، وبدأو يرقصون وكأنهم في ساحة رقص ، لكن هذه
المرة كل منهم يرقص بلا قيود
ازازه فودكا مرميه عالكورنيش
وأنا وانتي بنرقص
في الطريق مجانين
هوا ساقع
يضايق عسكري في الجيش
غريبه البرد ده كله
ومش حاسين
أنا وانتي جنان رسمي
في كون مجنون بنسكن فيه
أنا وانتي كمان موال
في ودن مصاحبه هاند فري
فالو طولنا في الرقصه
هقولك عاللي حاسس بيه
ازازه فودكا مرميه عالكورنيش
وأنا وانتي بنرقص
في الطريق مجانين
هوا ساقع
يضايق عسكري في الجيش
غريبه البرد ده كله
ومش حاسين
علي كام ورقه مرميه
في الشارع والهوا بيزيح
أنا عاشق وهعمل ايه
ومش واصل لحل مريح
وجودك عندي بالدنيا
فا قوليهالي بشكل صريح
وظلوا هكذا طويلاً ولا يعلمون إلى متي ، والأغنية تعاد مرارً وتكرارً وهم يرقصون بلا توقف ، حتي أرهقوا ، صعدوا إلى السيارة والفرح يغمرهم وأخيراً ذهبوا إلى المنزل ، وأنتهى اليوم أخيراً....
🕺🏻دمتم ساالمين 💃🏻....
