رواية عشق مهدور الفصل التاسع عشر 19والعشرون20 بقلم سعاد محمد سلامه


رواية عشق مهدور
الفصل التاسع عشر 19والعشرون20
بقلم سعاد محمد سلامه


بعد مرور شهر ونصف

دروب مُتعرجه وملتويه تسير بها تشعر كآن هنالك من يتعقبها تحاول السير سريعًا، لكن كلما ظنت أنها وصلت الى نهاية الطريق تجد نفسها بنفس مكان البدايه، لا تعلم إن كانت طُرق متشابهه، أم أنها تائه بنفس الطريق، توقفت تشعر بإنهاك
تنظر الى تلك الدروب أمامها، تشعر بحِيرة أى درب تسلكه لتجرج خارج تلك الدروب، لكن فجأة تشنج جسدها حين شعرت بيد توضع على كتفها، إذن صدق حدسها هنالك من يتعقبها فعلًا، إستدارت بصعوبه تنظر خلفها، زاد تشنُج جسدها للحظات قبل أن تنتفض بعيدًا لخطوه تمقت تلك البسمه وذالك الصوت الذى نطق إسمها بنبرة هادئه: 
سهيله. 
شعرت برهبه من تلك النظاره التى تِخفى عينيه بالتأكيد يُخفى خلفها الجحيم،عاودت خطوه أخرى للخلف لعدم إنتباهها كادت تتعرقل  حاولت تفادى السقوط، لكن شعرت بقبضة يده على معصم يدها يمنع سقوطها حتى إستقامت واقفه سُرعان ما سحبت يدها بعنف،نظرت حولها كل الطُرق تتشابه 
نُطقه لتلك الكلمات كان مثل سَنّ نصل فوق الحديد:
سهيله إحنا طريقنا واحد،مهما تحاولي بنهاية الطريق هتنتقابل دايمًا.

بسبب صوت تنبيه الهاتف 
فتحت عينيها بفزع 
نظرت حولها بترقُب للحظات قبل أن تفيق من هذا الحِلم،بل الكابوس...جمعت خُصلات شعرها بيديها للخلف وزفرت نفسها قائله:
الكوابيس دى مش هتنتهي،ليه آصف ظهر تانى بحياتى،كنت نسيته،وفكرت نفسى بقيت أقوي،ليه رجع يلازم أحلامي من تانى،لازم يفضل بعيد عني،ولازم أكون أقوي من كده آصف مالوش مكان فى حياتي،هو أكتر شخص وثقت فيه وإتسبب فى أكبر أذى فى حياتي.

زفرت نفسها تحاول نفض تلك المشاعر البغيضه عن قلبها لكن عاود تنبيه الهاتف،جذبته من فوق الطاوله،وقامت بالضغط على الشاشه فوق علامة توقف،بالفعل توقف تنبيه الهاتف لكن كان هنالك بعض الإشعارات،فتحت الهاتف تراها،تبسمت من ذالك الفيديو المُضحك المُرسل لها من رحيم معه عبارة "صباح الخير"
تبسمت وهى ترا موعد إرسال هذه الرساله كان باكرًا جدًا،ضحكت قائله:
رحيم اللى مكنش بيقوم من النوم  وماما كانت بتصحيه بالعافيه عشان يقوم يروح المدرسه أو ميعاد دروسه بقى بيصحى قبل الفجر.  

سُرعان ما خفتت بسمتها وهى ترا إشعار آخر لأحد المواقع الخاصه بأخبار عامة،وإستهزأت من مدح تلك المُراسله بذكاء وحِنكة المحامي الشاب،أنهي القضيه وربحها كالعادة...سخرت قائله:
هو ده العدل اللى كنت بتقول عليه،عدالة القانون  بمنظور
"آصف أسعد شُعيب". 

تصفحت أخبار أخري، لكن وضعت الهاتف فوق الفراش وتبسمت حين سمعت صوت دفع باب الغرفه الموارب وهروله ذللك الصغير يمرح بضحكات بريئة وهو يتجه نحوها على الفراش يصعد جوارها كآنه يختبئ بها، تبسمت وهى تضمه قائله: 
إنت هربان من تيتا سحر. 

تبسمت آسميه التى دلفت خلفه قائله: 
لاء هربان منى أنا. 

ضحكت سهيله قائله: 
وهربان من ناناه ليه. 

جلست آسميه على الفراش وذهب الصغير وجلس على ساقيها تبسمت له بموده قائله: 
والله الواد ده خساره فى أمه هويدا. 

تبسمت  سهيله وهى تداعب خُصلات شعره قائله: 
سبحان الله، إنتِ بتحبِ حسام جدًا وبدلعيه وهو كمان بيحبك، عكس هويدا إنتِ وهى مش عارفه سر عدم تقبلكم لبعض، رغم إنها المفروض كانت تبقى الأغلى على قلبك لآنها أول حفيده. 

بخطأ من آسميه دون وعى قالت: 
والله  الحفيده اللى من النوعيه  الغتوته دى قلتها أحسن  والحمد لله إنها مش حفيدتى. 

إستغربت سهيله،رد آسميه وظنت أنها تمزح، بنفس الوقت كانت سحر تدخل الى الغرفه وسمعت ذلة لِسان آسميه تداركت الموقف ونظرت لـ آسميه بـ تحذير قائله: 
إنتِ طول عمرك كده يا ماما تحبي تهزري، وهويدا معذوره شُغلها فى البنك تقيل. 

تهكمت آسميه قائله: 
آه فعلًا تقيل، ربنا يكون فى عونها، بس المحروس جوزها بقالى فتره مس بشوفه خلقته السِمحه. 

ردت سهيله: 
إدعي له يا تيتا بيشتغل فى بنك إستثماري، هويدا بتقول إن المرتب كويس، وإنها قالت يشوف لها وظيفه فى البنك ده هى كمان.

رفعت آسميه يديها قائله:
ربنا يرزقها إياكش تشبع،وتهتم شويه بإبنها اللى من وقت ما ولدته وهى زى ما تكون مكنتش عاوزاه ولا جيباه من حرام.

ردت سحر:
لازمته أيه الكلام الفارغ ده،بعدين حسام هو اللى بيسلينى أنا وأيمن معظم الوقت لوحدنا. 

تبسمت آسميه ونظرت لـ سهيله بحنان قائله: 
عقبال ما اشيل ولاد بقية أحفادي. 

شعرت سهيله بوخز فى قلبها لكن تبسمت قائله: 
طاهر جاي قريب فى ميعاد أجازته يلا يا تيتا بقى جهزى له ليسته عرايس.

نظرت آسميه لـ سهيله بغصه ولم تريد الضغط عليها بالقول،كذالك سحر شعرت بآسى،بينما تبسمت سهيله على أفعال حسام الذى نهض من فوق ساق آسميه وخرج من الغرفه،نهضت سحر قائله:
أما أطلع ورا حسام لا يلعب فى حاجه فى المطبخ.

نهضت آسميه هى الأخرى قائله:
خديني معاك،خلينا نسيب سهيله تكمل نوم،أكيد حسام اللى صحاها.

تبسمت سهيله،قائله:
لاء انا كنت صاحيه،هقوم أتوضا وأصلِ الضُهر الحمد لله عندى النهارده أجازه من المستشفى آخد راحه شويه للمسا ميعاد العيادة.

نظرت لها آسميه بمحبه قائله:
ربنا يعينك يارب.

خرجن آسميه وسحر ذهبن الى المطبخ جلسن خلف طاوله صغيره يقومن بتجهيز بعض الاطعمه،تركت آسميه ما كان بيديها ونظرت الى سحر سائله:
هنفصل ساكتين لحد إمتي يا سحر،أنا مش عاجبني حال سهيله،طاحنه نفسها فى الشغل بين المستشفى والعياده،أمتى هتشوف نفسها وتعرف إن العمر بيعدي،الأول كنا بنقول تخلص الماجستير والدكتوراه،والوقت هينسيها اللى حصل من اللى ما يتسمى إبن أسعد،فات أكتر من خمس سنين،المفروض تفوق بقى لنفسها وتبني لها حياة ويكون ليها أولاد،مش شايفه حُبها لـ حسام ومعاملتها له كآنه إبنها،نفسى أشيل ولاد أول حفيده ليا وأفرح بيهم أنا مبقتش صغيره.

شعرت سحر بغصه قويه قائله:
أنا كمان نفسى سهيله يبقى ليها بيت وولاد وأفرح بيهم دى بنتِ الوحيدة،خايفه ولمحت لها كذا مره،وهى بتتهرب مني بأي حجه،خايفه يكون لسه آصف فى قلبها.

نفضت آسميه ذالك برفض قائله:
مستحيل اللى ما يتسمي ده يكون لسه فى قلبها بعد اللى عمله فيها،هى بس تلاقيها خايفه من التجربه،ولازم تعرف إن مش معنى إنها عاشت تجربه سيئه توقف حياتها.

تنهدت سحر بآسى:
والله قولت كده لـ أيمن وقالى سيبيها  على راحتها.

زفرت آسميه نفسها قائله:
أيمن  غلطان.. 
لو سيبيناها على راحتها هتفضل خانقه نفسها.

ردت سحر: 
أيمن حاسس بالذنب بسبب اللى حصلها  مع آصف، لغاية دلوقتي  بيلوم نفسه  إنه إتنازل وقبل جوازها منه. 

تنهدت آسميه بآسف وآسى: 
مش ذنب أيمن ده ذنب آصف اللى خدعها، وهى كانت لسه  صغيره وقلبها متشعلق بأمل إنها  تظهر برائتها قدام الناس،بس هو أثبت أنه  من نسل عيلة "شُعيب"  طلع واطي وقذر زى إبن عم أبوه زمان...ما عمل مع "إبتهال"،بس إبتهال مكنتش بريئه زى سهيله. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ مكتب آصف ظهرًا
كان يضجع بظهره على المقعد،ينظر الى شاشة الهاتف، أغمض عينيه للحظات ثم فتحهما، تنهد بشوق يتلمس بآناملهُ تلك الصوره على شاشة الهاتف،مازالت  ملامحها لا تُفارق خيالهُ، كآنها وشمً يستحيل إزالته حى بالكي بالنار،وإن كان حقًا يشعر بأن قلبه مكوى بلهيب الفُراق... 
سمع صوت فتح باب المكتب،لوح رأسه ونظر لمن دخل،أغلق الهاتف  
وإستدار بالمقعد ينظر الى إبراهيم الذى دلف ثم سأله بإستخبار: 
ها القضيه إتحكم فيها. 

تبسم إبراهيم بزهو قائلًا: 
قولتلك القضيه مش هتاخد معايا وقت أهو الحُكم صدر. 

تبسم آصف وهو يجذب سيجارًا وأشعله ثم نفث دُخانه قائلًا: 
عاوزك تطلع قرار تنفيذ الحكم فى أسرع وقت ويتبعت على العنوان التاني. 

أومأ إبراهيم  قائلًا بتوضيح: 
بس خُد بالك حُكم الطاعه دلوقتي بقى مختلف عن زمان، مبقاش" أوضة وقُله وحصيره" لازم مسكن لائق غير كمان بقى فى ضوابط، وكمان هى تقدر ترفض لو قدمت للمحكمه إلتماس بأى حِجه مُقنعه، زى عنيف،أو بخيل مثلًا.

عنيف…
هو فعلًا خسرها بسبب ذلك، لكن هو على يقين أنه ليس كما تعتقد عنه، يعلم جيدًا أنه لو كان تزوج بها قبل مقتل سامر، كان أذاقها من كؤوس غرامه، لكن أخطأ ودفع الثمن صدمات ألقتها بوجهه، والصدمه الأقسى أعترفها بأنه كرهته أكثر مما أُغرمت به سابقًا، كُرهها قاتل وهو يستحق ذالك، لكن قبل تنفيذ قرار الإعدام يسألون المحكوم عليه عن رغبته الأخيرة، لما لا تسأله هى عن رغبته الأخيرة ويبوح لها 
رغبتِ الأخيرة، قبل أن أعثُر على صَفحك الأخير أُريد "قُبله وعِناق" 
قُبله... أتنفس منها آخر نسمات الحياه
عِناق... أشعر بعودة هويتي كإنسان وأنى لستُ جمادً بلا مشاعر كما تظنين. 

زفر دخان السيجار يشعر بوخزات نازفه بقلبه ليس أمامه غير هذا الطريق، مُرغمً بعد لقاؤه بـ سهيله
هى لن تغفر، وهو لن يستسلم ويرفع الرايه ويتركها لآخر غيره 
حتى لو كان عودته لحياتها إجبارًا يفرض نفسه عليها... لابد أن ترا الوجه الآخر له، أو بمعنى أصح الوجه الحقيقي الذى عشقها، ربما ضل فى وسط الطريق، لكن هنالك فُرصه لرجوع قبل منتصف الطريق..كل ما يحتاجه هو فرصه أخرى يُصلح ما أفسدهُ بحماقة إنتقام زائف. 

بنفس الوقت صدح رنين هاتف آصف نظر الى الشاشه فكر قليلًا فى عدم الرد لكن إبراهيم نهض ونظر الى شاشه الهاتف بفضول ثم نظر بتعجب لـ آصف قائلًا: 
مي المنصوري  مش بترد عليها ليه؟!. 

زفر آصف دخان السيجار قائلًا بسأم: 
مش عارف مش بحب طريقة كلامها المُتكلفه زيادة عن اللزوم، بحسها منفوخه عالفاضي. 

تبسم إبراهيم  قائلًا: 
منفوخه عالفاضي، إنت مش شايف جمالها ولا شخصيتها دى فى رجال أعمال لهم إسمهم وسطوتهم، بس يتمنوا إشاره منها  وهيركعوا تحت رِجليها، وأنا لو مش متجوز عن مراتي عن حُب كنت بقيت زيهم.

إلتقط آصف قلمً من على المكتب وألقاه على إبراهيم قائلًا بذم:
بتقارن مراتك اللى إستحملتك وإنت بتبدأ من تحت الصفر بـ شخصيه بارده وجافه زى "مي المنصوري".

تبسم إبراهيم قائلًا:
لاء طبعًا بس واضخ إن مي مش هتبطل إتصال قبل ما ترد عليها،أنا قايم أروح أتغدا مع مراتى وولادى،وإنت ماين نفسك شويه وإتحمل غلاسة مي،دى برضو مش زبونه عاديه،يلا أشوفك بعدين.

خرج إبراهيم وترك آصف الذى ينظر الى شاشة هاتفه،الذى إنتهى مدة الرنين تنهد للحظات لكن سُرعان ما عاد الرنين مره أخري،بضجر قام بالرد سمع إندفاع مي بغضب وهى تقول بسؤال كآنه أمرًا:
إتصلت عليك أكتر من مره ليه مش بترد عليا من أول إتصال.

زفر آصف نفسه لكن لم يحاول تقبُل طريقتها الآمره وقال بغلظه: 
والله أنا مش فاضى طول الوقت للرد على الإتصالات، أفرضي إنى كنت فى إجتماع مع عميل للمكتب، أو حتى باخد وقت راحه، فى سكيرتاريه فى المكتب كان سهل تتصلِ عليهم وتطلبِ ميعاد وهما هيبلغوني.

رغم أنها غاضبه من طريقة رده المُتعاليه عليها لكن هذا يُثير إعجابها أكثر،هى تعودت أن تكون ذات شآن وأولويه لدا الجميع،إبتلعت ذلك وقالت:
المستندات اللى سبق وطلبتها بقت جاهزه.

تنهد  آصف قائلًا:
تمام....

قبل أن يطلب آصف منها إرسالها او حتى أن تأتى بها الى المكتب قاطعته مي قائله:
هستناك الساعه عشره المسا  عندي فى مكتب شركة السياحه، هبعتلك مكان المكتب عالفون. 

لم تنتظر مي الرفض من آصف وأغلقت الهاتف، شعر آصف بالضجر، 
لكن فكر قليلًا هى مقابلة عمل لا أكثر من ذالك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ ألمانيا

وقعت روميساء على وصل إستيلام باقة تلك الزهور ثم أخذتها من عامل التوصيل ودلفت الى الشقه، تبسمت لوالدها الذى قال: 
بوكيه ورد الچوري الابيض والأحمر بتاع كل يوم، برضوا اللى بيوصل الورد مقالكيش مين اللى بيبعت الورد ده. 

هزت رأسها  بنفي وهى تستنشق عبق تلك الباقه الخلاب،وجذبت تلك الورقه الصغيره المرفقه بالباقه قرأت كلماتها بالالمانيه:
"الى أجمل نساء العالم،أغار من تلك الزهور أنها سبقتني ولمست يداكِ" .

تبسم والداها وهو يرا إهتمامها بتلك الزهور، يشعر بفرحه فى قلبه، قائلًا: 
نفس كلمات كل مره، نفسي أعرف مين الشخص ده، وأيه غرضه من الورد ده. 

سبحت روميساء بكلمات ورائحة الزهور لم تنتبه لسؤال والدها الذى
إقترب منها ووضع يدهُ على كتفها سألًا:
مش غريبه أنا فكرت فى البدايه اللى بيبعت الورد ده شخص يمكن كان بيمهد طريق،بس فات أكتر من شهر ونص وكل يوم الورد بيتبعت وهو لغاية دلوقتي مش عاوز يكشف عن شخصيته حتى لما سألتِ فى محل الورد ده،جاوبك وقالك إن شخص دفع حساب الورد نقدًا وطلب منهم إرسال الورد كل يوم للعنوان بتاعك.

إنتبهت روميساء الى حديث والدها وقالت:
فعلًا غريبه،وبس فى حاجه غريبه كمان فى الرساله اللى مع البوكيه 
مكتوب بالعربي: 
"اللقاء قريب إمرأتى الجميله والخجوله".   

إستغرب والدها ذالك قائلًا: 
معنى كده إن الشخص ده ممكن يكون عربي. 

فكرت روميساء قليلًا ثم قالت: 
ممكن يكون  كده فعلًا، لآن الورد بدأ يتبعت من تانى يوم لحفلة السفارة المصريه. 

شعر والداها  بإنشراح قائلًا  بتمني: 
يمكن يكون شخص قابلك ليلتها. 

تنهدت روميساء بتفكير تحاول التذكُر،ربما تصل لهوية ذلك الشخص لكن فشلت توقاعتها وقالت: 
مش عارفه بابا. 

تبسم والداها قائلًا: 
عالعموم هو قال اللقاء قريب، خلينا ننتظر. 

أومأت روميساء رأسها  بفضول لمعرفة من الذى يُرسل تلك الباقات. 

شعر والدها بغبطه وهو يراها تعود لإستنشاق تلك الباقه التى أصبحت تنتظرها يوميًا،تنهد قائلًا بهمس لنفسه:
قلب الصخره إتحرك. 

بينما بـ ڤينا
فتح هاتفه يرا تلك الرساله المُرسله بصورة روميساء وهى تستلم باقة الزهور، شعر بإنشراح فى قلبه وتذكر تلك الليله بالحفل، راقب روميساء عن كثب كظلها حتى أنه تتبعها الى منزلها بعد الحفل وسأل عنها وعرف كل ما يريد معرفته عنها،  تفاجئ حين علم أنها من أصول عربية،تلمس صورتها بآنامله قائلًا بتنهيد عاشق:
الرحله الجايه ألمانيا
اللقاء قريب يا جميلتِ. 
ــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً ڤيلا شهيره
بغرفتها، شعرت  بضجر ولم تستطيع النوم، نهضت من فوق فراشها، ذهبت الى تلك المرأه الكبيره  بالغرفه، إلتفت تنظر الى  مُنحنيات جسدها عبر المرآه، مازالت رشيقه كما هى رغم بلوغها العقد الخامس من العمُر، لكن إقتربت من المرآه أكثر بوجهها نظرت بتمعن لملامحها لاحظت بعض خطوط التجاعيد حول عينيها، خطوط تكاد لا تُرا لكن إنخضت منها، وقالت: 
المفروض أروح لدكتور التجميل بقالى فتره ناسيه نفسى، الخطوط دى  لازم تختفي.

إبتعدت عن المرآه وعادت تتسطح على الفراش تنظر الى سقف الغرفه،ثم نظرت الى مكان اسعد الخالى بالفراش،تنهدت بزهق،وهى تشعر أنها وحيده،كـ ليالى كثيرة قضتها سابقًا،حتى بوجود أسعد جوارها معظم الوقت بالخمس سنوات الماضيه بعد أن إختارت شُكران مرافقة آصف وأصبحت هى الزوجه الوحيده بحياته،لكن لم يختفى شعور أن له زوجه أخري غيرها،كذلك هنالك مكان بقلبها شاغرًا لم يجد من يملأوه،ربما أرادت أن يكتمل لكن ليس مع أسعد،أسعد خالي المشاعر كلمات فقط هى ما تشعر به 
كلمات مقابل لحظات غرام...إرتضت بأن تكون زوجه ثالثه بوقت كانت شُهرتها طاغيه،لكن علمت أن وقت تلك الشهره سيكون قليل، إختارت بعقلها ولغت قلبها، أصبحت إمرأه خاويه، النجاح والشُهرة هدفها الوحيد عثرت عليهم، نسيت أن لكل لحظة تمُر بالعُمر زهوه، إنطفأت بداخلها، ذكريات  صباها وأحلامها تحققت لكن تنازلت كثيرًا عن عواطفها، بل وئدتها بالبحث عن السطوه والمال، أما آن آوان أن تسترد تلك الأنثي التى بداخلها. 
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بـ شقة عادل
بعد نهايه علاقة  كانت مُجرده من المشاعر كآنه كان مع "إمرأة ليل" يقضى معها مجرد وقت لطيف وينتهى بلا مشاعر،حتى قُبلة الإمتنان لم يضعها على جبينها حين إبتعدت عنه وأعطت له ظهرها،كذالك هى تشغر بخواء من المشاعر،زواج قائم لكن قاضب للمشاعر،سنوات مرت وهى لا تشعر بمشاعر زوجه،فقط وقت لطيف يمُر،أحيانًا تبغضه وأحيانًا تتخيل زوج بمواصفات هى تريدها حتى تستطيع تقبُل تلك اللحظات الحميميه،لم تلوم تفسها على تلك المشاعر أنها لم تفعل شئ لتُبدلها لمشاعر حقيقيه بين زوجين،لكن لامت سهيله على تسرُعها وأنفصالها عن آصف، ربما لو إستمر زواجها قائم كانت إستطاعت الوصول الى أسعد، تذكرت صباح اليوم حين  رأته بالبنك يتجول ومعه معاونيه، وإستقبال المدير  له بحفاوة من أجل نيل بعض الإمتيازات، لم تستطيع  فعل كما فعلت بالسابق وتقربت منه، إلتزمت بمكتبها حتى هو لم يرمُقها ببسمه، حياه لا تريدها هكذا، كانت تود حياه أخري تكون بها سيدة مُجتمع راقيه، إهتدى عقلها، لما لا تتنازل وتحاول قد تصل لما تُريد لاحقًا. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ عيادة سهيله
تبسمت لـ بيجاد الذى دلف قائلًا بمرح: 
أنا حاجز ميعاد ودافع الفيزيتا. 

أشارت له بالجلوس قائله: 
أنا دكتورة أطفال على فكره... يعنى مش هفيدك، بس طالما  دفعت الفيزيتا، ييقى تمام إتفضل قولى بتشتكي من أيه أهو أحلل تمن الفيزيتا. 

تبسم لها قائلًا: 
الحمد لله أنا راجل رياضي وصحتِ كويسه، كل الحكايه إنى عاوز أقعد معاكِ شويه، وكل ما أكلمك  تقوليلى وقتِ مش فاضى، بين المستشفي  والعيادة، قولت مفيش غير العيادة.

رسمت بسمه قائله: 
تعرف إن باباك هو السبب إنى أحب دراسة الطب، زمان. 

تبسم بيجاد قائلا: 
طب كويس أنا كنت عكسك خالص مكنتش غاوى طب، بس زى ما بيقولوا إبن الدكتور لازم يطلع دكتور زيه، وانا اهو درست طب، بس طب على مزاجي، بحب الطب النفسي. 

تبسمت له قائله: 
قصدك طب المجانين. 

تبسم لها قائلًا: 
بالعكس كل البشر محتاجين لطبيب نفسي، بس مش ده الموضوع  اللى عاوز أتكلم فيه معاكِ. 

تسالت بفضول: 
ويا ترا بقى أيه الموضوع  المهم اللى خلاك تدفع  تمن فيزيتا؟. 

ألقى كلمته مره واحده دون لف ودواران وتتبع ملامحها كذالك حركة يديها: 
مين" آصف". 

سأمت ملامحها، كذالك إرتعشت يديها، لكن حاولت تمالُك نفسها وقالت بغضب: 
ده موضوع قديم وإنتهى، ومن فضلك أنا مش بحب أفتكر الشخص ده. 

لا يعلم لما يشعر بفضول أكثر، ربما اراد إجابه اخري، يعلم بها حقيقة مشاعرهُ نحو سهيله، إن كانت حُبً أو مجرد فضول لحاله إستفزته كطبيب نفسى، لكن وجد نفسه يقول: 
تتجوزيني يا سهيله. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ مكتب مي المنصوري
بحفاوه إستقبلت آصف الذى تعمد التأخير لأكثر من نصف ساعه، يستفزها بذالك، رغم ذالك تغاضت عن تأخيره لكن سألت بدلال: 
إتأخرت عن ميعادنا يا حضرة المحامي، أنا كنت لسه هلغى الميعاد  وأبلغ السكرتيره  تعتذر منك إن عندي ميعاد تاني. 

ببرود رد عليها: 
بسيطه،إتفضلي لميعادك،ونتقابل مره تانيه.

قال هذا وتوجه نحو باب المكتب،لكن ذهبت مي سريعًا وجذبته من مِعصمه قائله:
لاء أنا لغيت الميعاد التاني.

نظر آصف الى يديها اللتان تقبضان على معصم يدهُ بإشمئزاز،سحب يده منهما قائلًا:
قولتِ المستندات اللى طلبتها بقت جاهزه.

تبسمت له قائله:
فعلاً بقت جاهزه ثوانى هخلى 
"شاكر" يجيبهم 
رفعت سماعه هاتف داخليه وطلبت تلك المستندات،ثم وضعت السماعه ونظرت الى آصف الذى مازال واقفًل قائله:
إتفضل أقعد مش معقول هنتكلم وإنت واقف.

بدبلوماسيه جلس يضع ساق فوق أخرى،حاولت مي جذبه للحديث لكن كانت ردوده مُقتضبه حتى سمعا طرقًا على الباب ثم دخل شابً...نهضت مي واقفه تقول:
شاكر يبقى أخويا والنائب بتاعي.

مد شاكر يده لمصافحة آصف قائلًا:
على فكره أنا كنت زميل أخوك
"سامر"كنا دفعه واحده فى الجيش،حتى كنا قريبين من بعض .

أزاح آصف ساقه وإعتدل جالسًا،نظر بتمعُن لـ شاكر.

لاحظت مي ذالك لم تلتفت لذالك وقالت:
كفايه تعارف لحد كده،إدى المستندات اللى معاك لـ آصف باشا.

أعطي شاكر تلك المستندات لـ آصف ثم إستأذن،لكن آصف كان يود إسترسال شاكر عن سامر،لكن أجل ذالك.

بينما توجهت مي الى ثلاجه صغيره بالمكتب وفتحتها وأجرجت زجاجه نظرت لـ آصف سائله بإختصار:
كاس.

أومأ لها موافقًا.

صبت كآسين من الزحاجه،وذهبت نحوه تمد يدها بگأس له   
أخذ من يدها ذالك الكأس راسمًا بسمة مُجامله 
بينما هي أخذت كأس آخر لها وجلست على مقعد أمامه تضع ساق فوق أخري بدلال تحاول إظهار فتنة جسدها التى تمتلكها وجذبت  كثير من الرجال سابقًا بثياب مُطابقه لذالك الفستان الضيق والقصير بالكاد لمنتصف ساقيها  الذى يُبرز قدها الرشيق ومفاتنها وساقيها الممشوقه، لكن مع هذا الجالس لا يلتفت حتى لوجهها هو ينظر لذالك الكأس الذى يدور بيدهُ قبل أن يضعه على فمه ويتجرع ما فيه بعدم رغبه. 

شعرت بضيق من تجاهله للنظر إليها لاول مره لا ترى بعين رجُل إعجاب لها، هى كانت تحصُل على ليس فقط على إطراءات بجمالها بل وبذكائها أيضًا، كانت أمنياتهم الحصول فقط على رمقة عين منها، زاد فضولها من ذالك المجهول الغامض أمامها، نظرت له كان إنتهى من تجرُع الكأس، سألته بدلال: 
تحب أجيبلك كاس تاني. 

أومأ رأسه بـ نعم 
نهضت تعمدت الدلال بسيرها وهى تتعمد الإغراء الى أن جلست جواره وضعت  إحدى يديها على فخذه قائله: 
الكاس. 

نظر ليدها الموضوعه على فخذه بإستهزاء بداخله، وأخذ الكأس من يدها الأخرى  وظل صامتًا، زاد فضولها وتسألت: 
مش غريبه محامي ناحج وله شهره كبيره، زيك ويفضل عازب. 

نظر للكأس الذى بيدهُ قائلًا: 
منين جالك إنى عازب. 

إستغربت ذالك سأله: 
ده اللى معروف عنك، بس ممكن تكون من النوع اللى بيخفى حياته الشخصيه، بيقول حياتى الشخصيه ملكيه ليا لوحدي مش للعامه. 

رد ببرود: 
ده فعلًا، أنا مش بحب حد يدخل فى حياتي الشخصيه. 

مازالت تضع يدها على  فخذه وقالت بدلال: 
أنا إستثناء، وعندي فضول أعرف، يا تري مرتبط. 

مازال يتجاهل حركة يدها على فخذه وينظر للكأس الذى بيده قائلًا  بإختصار: 
شبه مُنفصل. 

إستغربت من جوابه وتسألت: 
بعني أيه شبه مُنفصل، مش فاهمه؟!. 

رد بغصه قويه تضرب قلبه: 
يعنى كنت متجوز. 

فهمت جوابه وقالت: 
يعني  مطلق. 

رد بنفي: 
لاء. 

إستغربت ذالك سائله بحِيره:
إنت قولت كنت متجوز وشبه منفصل، يعني  مطلق. 

رد ببساطه: 
فعلًا، إطلقنا، وطلبت أرجعها بس هى مرضيتش. 

إنشرح قلبها وقامت بإلقاء اللوم على طليقته قائله: 
فى سِت عندها عقل وترفض شخصيه ناحجه وقويه وجذابه  زيك، أكيد عندها خَلل فى عقلها.  

تهكم بغصه وإستهزاء من جاوبها قائلًا: 
يمكن عشان هى أكتر واحده عارفه حقيقية شخصيتي من جوه مش المظهر الجذاب اللى بظهر قدام الناس. 

إستهزأت سائله: 
يعني هتكون أيه حقيقة شخصيتك، اللى تخليها تُرفض ترجعلك بدل ما كانت هى اللى تسعى لطلب رضاك. 

رغم تلك الغصه المُتحكمه فى قلبه،لكن مازال يتذكر تلك الصِفه التى قالتها له وقت طلبها للإنفصال بعد أيام معدوده من زواجهما الذى إنتهى بمجرد أن بدأ بسبب قسوة إنتقامهُ الخاطئ،بداخلهُ يقين أنه عكس تلك الصفه، لكن هو من ترك لها تجربه قاسيه أكدت لها تلك الصِفه،هو من أرغمها على ذالك الكُره الذى رأه بعينيها له، لكن نظر لتلك التى سمع  من بعض الرِجال مدح عن قوة شخصيتها ودهائها، بإستهزاء فماذا بها يأسرهم،هى لاشئ سوا أنوثه بارده لكن لا تمتلك ذالك الدهاء ولا قوة الشخصيه التى سمعهم عنها 
لكن إستهزأ أكثر بها حين 
  شعر بيدها التى ضغطت بقوه على فخذه،ثم نظر لعينيها اللتان لمعن ببريق إعجاب حين قال: 
عشان أنا شخص "سادي". 

بينما هى برد فعل تلقائى منها 
نهضت من جواره وجثيت على ساقيها أمام ساقيه بإمتثال  رفعت وجهها تنظر له بخضوع  قائله برجاء: 
نتجوز عُرفي.

سَخِر من ذالك بداخله،لو كان رُجل آخر لشعر بزهو، إمرأة يلهث خلفها الرجال تترجي أمام ساقيه بخضوع،لكن هنالك أخرى بقلبهُ مازال مأسور لها،رغم أنه سحق قلبها. 

تجاهل ذالك ونهض واقفًا ثم وضع الكآس الذى كان بيدهُ على  منضده، ثم بدأ  بالسير دون النظر لها، لكن هى نهضت سريعًا قبل أن يخرج من المكتب وجذبته من مِعصمه  مره أخري قائله  برجاء وتنازل عن كبريائها: 
بلاش الجواز العرفي. 

رمقها بتقزُز وسحب يديه منها وخرج من المكتب صامتًا غير مُبالى لا لسماع صرختها ووعيدها ولا لأصوات تلك التكسيرات بالغرفه... 
يعلم جيدًا أنه ليس ساديًا،لو أراد أن يكون كذالك لما كان شعر ببؤس من عِشقه لـ إمرأة  واحده غزت كيانهُ لا يرا ولا يريد غيرها، لكن هو كان معها أسوء من سادي، كان متوحشًا بغشاوة إنتقام. 
«يتبع» 
العشرون
عشق_مهدور💔

ــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور يومين
ألمانيا
بحوالى الثانيه والنصف ظهرًا
ترجل آيسر من سيارة الأجره يحمل تلك الباقه من الزهور،شعر بتسمة هواء باردة بسبب الطقس لكن داخل قلبه يشعر بدفئ غريب، رفع رأسه ينظر الى إحدي شُرفات  تلك البِنايه العاليه، توجه مباشرةً الى المصعد الكهربائي الخاص بالبِنايه وصعد به الى أن توقف أمام الطابق المُحدد ترجل من المصعد وذهب نحو باب تلك الشقه،وقف قليلًا يأخذ نفسه كذالك هندم ياقة مِعطفه ثم إتخذ القرار وقام بقرع جرس الشقه مُبسمً بترقُب أن تفتح له الجميله...

بينما بداخل الشقه،نظرت روميساء إلى ساعة موضوعه على حائط الردهه،رغم أن الوقت لم يتأخر سوا دقائق لكن بداخل قلبها تلك الدقائق ساعات، سأل عقلها... لما تأخر ساعي الورد اليوم، هل لن يأتى بالباقه ككل يوم فى نفس هذا الموعد، تلاعبت بها الظنون، أصبح لتلك الباقه تأثيرًا عليها، أصبحت تنتظر ميعاد الساعي،تقرأ نفس الجمله المكتوبه بكل الرسائل المُرفقه بالباقه،لكن تشعر أنها كلمات حيه تنطقها بقلبها،لما تأخر اليوم هل سوء الطقس هو ما منعه أو أخرهُ،وإجابات كثيره تخشى الإحباط ولا تحصُل على باقة الزهور اليوم...
لاحظ  والدها حالتها ونظرها للساعه ولباب الشقه، خمن سبب وقوفها  بهذا الوقت، تبسم لكن سألها بخباثه:
واقفه كده ليه عم تنتظري شئ؟.

إرتبكت روميساء قائله بنفي:
أبدًا بابا.

تبسم والدها قائلًا بخُبث:
إتأخر اليوم. 

سألت روميساء بعدم فهم: 
شو اللى إتأخر اليوم بابا؟. 

قبل أن يرد عليها سمعا الإثنين صوت قرع جرس الشقه، سريعًا ذهبت روميساء نحو الباب وقامت بفتحه، تبسمت بإنشراح، حين وقع نظرها على باقة الزهور جذبتها منه دون حتى النظر الى حامل الباقه، بحثت عن تلك الرساله بين الزهور، لكن سُرعان ما تفاجئت بعدم وجود رساله، رفعت نظرها نحو الساعي، لكن جحظت عينيها بضجر قائله بتلقائيه بالعربي: 
إنت شو جابك لهون، ما بيكفى هديك الليله تحملت سخافتك مشان ما أثير ضجه بالسفاره، ما تقولي صُدفه  وإنك عم تشتغل بمحل الورد.

تبسم وهو ينظر لملامحها بتمعُن دون النظارة هى آيه فى الجمال،عينان وشفتان،آه من تلك الشفتان،ستجعلني أُذوب الآن وأنا أقتنصها الآن بقُبلة جامحه... 
خيال جامح وحقيقه عكس ذالك حين سألته مره أخرى: 
هتضل تنظر الي. 

تبسم حين رفع عينيه عنها ونظر الى والدها قائلًا: 
مساء الخير. 

تبسم والدها الذى إستغرب حديثها بالعربي سألًا: 
إنت عربي؟. 

أومأ برأسه قائلًا: 
أيوه، أنا مصري. 

تبسم والدها بترحاب: 
وليش واقف قدام الباب، إدخل، أنا بقالى فتره كبيره مقابلتش شخص عربى  فى ألمانيا. 

كاد أن يدخل  للشقه، لكن رفعت روميساء يدها بوجهه قائله لوالدها بلوم: 
إنتظر، كيف يا بابا بتدعي هدا الشخص يدخل لبيتنا إفرض بيكون حرامي أو شخص سئ. 

جذب والدها يدها وأخفضها قائلًا: 
أنا عندي نظره فى الأشخاص واضح  إن هدا الشاب محترم. 

تبسم  له قائلًا: 
والله صدقت يا عم الحاج...؟. 

نسيت نتعرف أنا"آيسر أسعد شُعيب"بشتغل طيار فى شركة مصر، رغم إنى درست طيران حربي بس مرتاحتش  فيه وأختارت الطيران المدني. 

"طيران حربي" 
كلمتان سمعتهم تذكرت صوت تلك الطائرات وقت العدوان الغاشم، وخزات ضربت قلبها لاحظ والدها ذالك شعر بغصه وبدل الحديث قائلًا:
عم الحاج، هده كلمه حلوه  منك بتمني ربنا ينولني زيارة الحرم الشريف، 
قولى بقى بتعرف تلعب طاوله.

رد آيسر بمديح لنفسه:
إن شاء الله بتزور الحرم الشريف قريب جداً 
أنا  بقى بلا فخر حريف طاوله وشطرنج بالك أنا كنت بكسب كل زمايلى فى الملجأ وبلاعبهم على فلوس،أنا كونت ثروتي الكبيرة من القُمار. 

ضحك والدها قائلًا: 
واضح إنك فعلًا مصري دمك خفيف، شكلنا هنتفق خلينا نتعرف، أنا "مدحت موافي" مهندس سابق. 

تبسم آيسر ودلف الى الشقه وأغلق باب الشقه عيناه على روميساء التى تشعر بضيق منه، لكن تجاهل ذلك وعاود النظر لـ مدحت قائلًا بمزح: 
واضح إننا هنتآلف مع بعض حضرتك عندك قناعه بالوحدة العربيه.

ضحك مدحت بينما قالت روميساء بتهكم وسخريه:
"وحدة عربيه"
بابا انا حاسه إنى مصدعه هتركك وروح نام.

تبسم مدحت، بينما أحرجها آيسر: 
مش المفروض  إنى ضيف وأبسط شئ ترحبِ بيا بكوباية قهوة، تدفيني فى الجو العاصف ده.

نظرت له بسخط قائله: 
وشو خلاك تتطلع بها الجو العاصف، إتحمل بقى، ومعندناش قهوة  ممنوعه من الدخول لهون؟. 

تبسم مدحت  بإيماءه قائلًا  بتظلُم: 
فعلاً  رومس صادقه، القهوه والنسكافيه ممنوعين هون بسبب تحذير الدكتور، صديقك كان مُدمن عليهن وهلأ بقيت اشرب اعشاب عشان الكريسترول والضغط. 

تبسم  آيسر ببرود قائلًا: 
تمام أنا ماما دايمًا تقولى الشاب لازم يحافظ على صحته وعشان أنا رياضي زى ما حضرتك شايف وظاهر عليا، ممكن أشرب أى مشروب دافى من إيد "رومس". 

نظرت له روميساء بضجر قائله: 
إسم روميساء ما بسمح لك تناديني بغير هالأسم. 

بينما همست لنفسها قائله: 
واضح  إنك شخص ثقيل ومعندك إحساس، بتمتى أشربه سِم دافي يسري بعروقه. 

غادرت روميساء  بينما أشار مدحت بيده لـ آيسر بالدخول  نحو إحد الغرف، جلسا سويًا يتحدثان، شعر مدحت بالتآلف ناحية أيسر كذالك أيسر، بعد قليل جلست معهم روميساء تُراقب حديثهم  معًا صامته، لا تنكر إعجابها بلباقة وعفوية ذالك السخيف الذى إقتحم شقتهم اليوم دون إستئذان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ شقة آصف 
تفاجئت شُكران بـ يارا 
إستقبلتها بترحاب وموده قائله بعشم وعتاب: 
بقالك أكتر من شهرين مجتيش تزريني، غير يقيتى كل كام يوم على ما تفتكري تتصلي عليا. 

ضمتها يارا قائله بإعتذار وتبرير: 
حضرتك عارفه قيمتك غاليه فى قلبي ، بس والله أنا من يوم ما اشتغلت فى مركز الحاسبات والمعلومات يادوب بوفق بين الشُغل وكمان رساله الدرسات العُليا واخده بقية وقتِ. 

تبسمت شُكران  بحنان قائله: 
ربنا يوفقك. 

تبسمت لهن صفوانه قائله: 
مش كفايه عِتاب، يلا
الغدا جِهز كمان آصف وصل وطلع يغير هدومه وهينزل مباشرةً. 

تبسمن لها وذهبن خلفها الى غرفة السفره، جلسن ينتظرن مجئ آصف الذى لم يتأخر كثيرًا وتفاجئ بـ يارا 
التى تبسمت له وتحدث معها بأُلفه عاديه شبه أخويه، شعرت شُكران بزيادة موده لـ يارا ومن محاولتها جذب آصف للحديث معها،لكن قطع حديثهم رنين هاتف آصف،الذى جذب إحد المحارم وقام بتنظيف شفاه ثم أخرج هاتفه من جيبه نظر لهوية المُتصل،سخر بداخله ونظر نحو شُكران،ثم أغلق الهاتف،سألت يارا بفضول:
مين اللى بيتصل عليك وليه مش بترد عليه.

نظر آصف نحو شُكران وقال:
عادي شخص مش مهم،وأنا شبه عارف هو بيتصل ليه،ومش حابب أرد عليه.

تبسمت يارا بإيماءه،لكن شعرت شُكران أن آصف تعمد عدم الرد لسبب ليس كما قال،بينما وضع آصف الهاتف جوار يدهُ على طاولة ثم  عاود الطعام،لكن صدح الهاتف مره آخرى لكن هذه المره كان برساله...ترك الطعام بضجر وعلم أن من كان يهاتفه هو  بالتأكيد من أرسل الرساله،كاد أن يُغلق الهاتف لكن الفضول هو ما جعله يفتح الرساله وقرأ محتواها،هب واقفًا غير مُصدق،إستغربن يارا وشُكران من ذلك،سألت شُكران:
خير يا آصف.

نظر لها وحاول الهدوء عكس الغضب الذى يهدر بقلبه،قائلًا:
خير يا ماما،ده عميل وإفتكرت إن كان فى بينا ميعاد.

لم ينتظر وهرول الى غرفته يشعر بنزيف هادر فى قلبه فتح خزانة ثيابه جذب ثياب أخرى إرتداها سريعًا ثم توجه إنحنى قليلًا، وجذب أحد أدراج الدولاب جذب ذالك الملف سحب منه ورقه قرأها ثم قال بيقين ووعيد عاشق:
واضح إنى أتأخرت كتير بس إنتِ مش هتقدري تتحرري مني غير بموتي يا سهيله. 

قام بثنى الورقه ووضعها فى جيب مِعطفه وخرج مُسرعًا، تصادم مع  يارا وشُكران التى لاحظت تغيُر ملامحه، سألته:
خير يا آصف. 

قَبَل رأسها بموده قائلًا: 
خير يا ماما، أنا لازم أمشى عندى ميعاد مهم مع زبون ولازم أسافر دلوقتي ومتقلقيش عليا إحتمال كبير  أبات هناك كمان يلا هبقى أتصل عليكِ. 

لم ينتظر آصف وهرول نحو خارج الشقه... 
بينما نظرت يارا الى حِنية شُكران  شعرت بغصه، بينما شكران هي  الأخري لديها يقين أن هنالك سبب هام غير العمل  لذهاب آصف بهذه الطريقه المُندفعه، نظرت الى يارا قائله: 
قلبي حاسس إن الموضوع مش حكاية ميعاد شُغل زى ما هو قال، بتمنى ربنا يخلف ظني، وميكونش الموضوع يخُص سهيله. 

إستغربت يارا ذالك قائله: 
سهيله! 
مش معقول بعد أكتر من خمس سنين يكون لسه بيفكر فيها!. 

تنهدت شُكران  بآسى على حال آصف قائله: 
آصف مفيش لحظه  بتمُر فى حياته من غير ما يفكر فى سهيله، ويندم على اللى هو عمله، هو إرتكب غلطه كبيره، بس عقاب سهيله إنها تختار تبعد عنه كان قاسي أوي وصعب عليه، مقدرش أقول إنه مكنش يستحق العقاب ده،بس آصف من وقتها بقى جلاد لنفسهُ،رغم نجاحهُ  وشهرته بس هو مش قادر يتقبل بُعد سهيله عنه...  أو إنه يقول حُب وإنتهي، هو لسه بيحبها ويمكن أكتر من زمان. 

تنهدت يارا  بآسى على حالها كيف ظنت أن آصف قد يكون نسي غرامهُ وهى الأخرى مازالت تُعاني من أول غرام لها،همست لنفسها:
فعلًا  بُعدنا عن  اللى بنحبهم مش سهل أوقات بيبقى صعب إننا ننسى ونقول ماضى وإنتهى. 

تنهدت بآسف وهى تتذكر ذلك اليوم الذى كان نهاية قصة لم تكتمل بل شبه وئِدت قبل أن تبدأ. 
  
[بالعودة قبل خمس سنوات] 
بذالك الكافيه القريب من الجامعه 
دلفت يارا مع إحدى زميلاتها،فى نفس اللحظه كان طاهر  يكاد يقترب من الخروج من الباب،تجاعل عن عمد النظر إليها،شعرت بوخزات قويه فى قلبها،لكن أعطت له مُبررًا،فما حدث لأخته من آصف ليس هينًا،لكن تحكم قلبها بها،بعد أن علمت أن عروس آصف هى أخت طاهر  ظنت أن بزواجهما قد تقترب المسافه بينها وبين طاهر،لكن كان هذا الزواج كارثه وحلت على الجميع،أنهت أمالًا أصبحت صعبه،لكن هل تستسلم وتتنحي،فضلت أن تسير عكس التيار،وتنازلت عن غرورها،وقامت بالنداء على طاهر...
رغم ترددهُ فى عدم الرد لكن بعكس إرادته توقف يشعر بإختراق صوت يارا لقلبه ليس لـأذنيه،تركت زميلتها وسارت تلك الخطوات القليله،ثم قالت بطلب:
طاهر ممكن خمس دقايق من وقتك.

نظر الى زملاؤه الذى كان من بينهم إحدي الفتيات  ،قائلًا:
هحصلكم عالمدرج.

بالفعل ذهب زُملاؤه، بينما هو أشار لها بيدهُ قائلًا: 
تمام خلينا ندخل للكافيتريا مش كويس وقوفنا فى الشارع... كمات الطقس بارد.

أومأت له ودخلا مره أخرى الى الكافيه جلسا خلف إحدى الطاولات...ظل الصمت قليلًا الى أن تنحنحت يارا قائله:
أنا عارفه إنك بالتأكيد بعد اللى حصل من آصف....

لم تُكمل يارا بقية حديثها حين قاطعها طاهر بعصبيه:
ياريت بلاش تجيبِ سيرة الشخص الحقير ده،أنا فرحت لما سهيله إطلقت منه وإنتهت قصته على كده... ده شخص معدوم المشاعر من البدايه مكنتش موافق عليه أساسًا بس هو إستغل براءة قلب سهيله عشان يسهل إنتقامه منها وهى وقعت فى فخهُ، صحيح التجربه قاسيه بس سهيله  أختى اقوى من إن حقير زى آصف يهزمها ومتأكد إنها هترجع توقف تانى على رِجليها وهتبقى أقوي حصل ده معاها قبل كده. 

نظرت يارا الى طاهر وكادت تعترف له أنها مُعجبه به،او بالاصح لديها شعور خاص ناحيته يزداد، كذالك ود طاهر أن يعترف ان لها مكانه خاصه لكن أصبحت بعيده كثيرًا عليه هو لن يُعيد نفس القصه مع يارا،رغم إختلاف المشاعر، لكن لا يود أن يجني الفشل لاحقًا، ربما ان إنتهت المشاعر من البدايه  أفضل لكليهما، ساعده القدر فى ذالك حين صدح هاتفه برساله، فتح الهاتف وقرأ الرساله وتبسم دون وعى لان الرساله كانت مازحه من زميلته التى أخبرته: 
"بطل غراميات وتعالى المحاضره  الدكتور هيحُط درجات العملي عالحضور النهارده". 

بينما تلك البسمه التى إرتسمت على شِفاه طاهر غرست نصلًا بصدرها، حين سألته بعفويه: 
الرساله من مين؟. 

أغلق الهاتف ونظر اليها قائلًا: 
دى زميلتى اللى كانت معايا من شويه. 

تسالت يارا بعفويه: 
إنت لسه سايبها من دقايق، أيه اللى إستجد عشان تبعتلك رساله. 

لم ينتبه طاهر الى نبرة الغِيره بصوت يارا، ظنها عاديه، لكن سوء حظ أو  بالاصح سوء تفكير منه أن يُخبرها بإعجابه بأخري كى يظهر  أمامها أنه لديه أشخاص  مهمه بحياته، قال عمدًا: 
هى بصراحه مش مجرد زميله عاديه بالنسبة  ليا، أنا بحس  إن فيها مميزات كتير من فتاة أحلامى اللى اتمنى أكمل معاها مشواري. 

ما معني هذا الكلام....؟ 
ما تفسيره.....؟ 
هكذا سألته هو بلوعة قلب تتمنى تفسير آخر غير الذى قاله بتسرُع منه: 
أنا وهى مناسبين لبعض فى كل شئ حتى أفكارنا وأهدافنا فى الحياة تقريبًا واحدة...بس بصراحه انا مُتردد،أنا لسه بدرس فى الجامعه...غير مش عارف هى مشاعرها أيه؟.  

بقلب مُنفطر أومأت برأسها بصعوبة نطقت: 
قصدك يعنى إنك بـ معجب بزميلتك دي، وخايف تفاتحها وتكون هى مش بتبادلك نفس  الإعجاب. 

شعر أنه تسرع واخطأ فيما قال هو ليس لديه مشاعر لتلك الزميله سوا زماله فقط، لكن ذلة لسان فهمتها هى خطأ، هو معجب فقط بذكائها العلمي لا أكثر، بينما هنالك مشاعر أخرى  يشعر بها إتجاههاهى، لكن ليس فقط يخشى تطور تلك المشاعر، هنالك عائق أمام تلك المشاعر، لا يود أن يجني الخذلان كما جنت أخته سابقًا حين صدقت مشاعر آصف، لكن كان كاذب وخداعه كاد يوصلها للموت. 

بينما هى تشعر بإنهيار داخلى فقط هى هيئه تتماسك أمامه حتى لا تبكى وتلومه لما حرق قلبها بهذه الطريقه، لكن أعطته عُذرًا، بالتأكيد لن يلتفت لها بالنهايه هى نصف شقيقه لـ آصف الذى شبه دمر قلب  أخته، مثلما تدمر قلبها هى الآن.

أومأ برأسه
كانت تلك الإيماءه وئد لمشاعر الإثنين، وكان هذا آخر لقاء مباشر بينهما، رغم أنهما تقابلا لاحقًا لكن لم يتحدثا مباشرةً. 
[عوده] 
رغم مرور سنوات لكن مازالت تحتفظ بقلبها بتلك المشاعر البريئه، والحب الأول الذى لم يكُن سرابً سهل نسيانه كما ظنت، بل ربما مازال يآسر مشاعرها. 
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بسيارة آصف كان يقود بسرعه كبيره على الطريق، بداخله نزيفً
سمع صوت رنين هاتفه، للحظه توقع من يتصل عليه، لكن حين أخرجه من جيبه كان شخصًا آخر، وضع الهاتف جواره ثم أوصل سماعة الأذن بأذنيه وسمع قول الآخر: 
بعتلك المعلومات اللى وصلتني عن "شاكر المنصوري".

تنهد آصف بفضول قائلًا:
تمام قولى مُختصر المعلومات دى. 

رد الآخر: 
شاكر هو المساعد الأول بتاع مي المنصوري، وهى  تقريبًا فارضه شخصيتها عليه، حتى فى حياته الشخصيه هى مسيطرة  عليه. 

تسأل آصف: 
قصدك أيه،بـ مسيطره عليه؟. 

رد الآخر: 
يعنى حتى فى حياته الشخصيه هى اللى إختارت له مراته رغم إن فى قالوا إنه كان على علاقه  بالسكرتيرة الخاصه بيه، بس البنت دى إختفت من الشركه تمامً، وهو فجأة إتجوز من بنت واحد من رجال الاعمال المشهورين، ومحصلش بينهم وفاق وتم الطلاق بالتراضي بينهم،ومن وقتها وهو كل فتره يطلع عليه إشاعة إرتباطه بأى بنت وبعدها تنتهي الإشاعه،فى بيرجحوا ده 
لـ مي هى اللى بتضغط عليه يتراجع قبل خطوة الجواز،طبعًا عشان مصالحها متتأثرش بإرتباطه ببنت دون المستوى اللى هى بتسعي إليه...وفى ترجيح تانى كمان....

توقف الآخر للحظات تسرع آصف بسؤال عله يصل للإجابه الذى يريدها،ويصل لبداية خيط يستطيع معرفة قاتل أخيه:
أيه هو الترجيح التاني؟.

رد الآخر:
الترجيح ده من عندى،ممكن شاكر يكون لسه على علاقه بالسكرتيرة دى فى الخفاء بعيد عن مي،لأن أثناء مراقبته اليومين اللى فاتوا لاحظت تردده على ڤيلا بمنطقه سكنيه جديده شبه خاليه من السُكان. 

إبتلع آصف ريقه قائلًا بآمر:
تمام عاوزه تعرف لى سبب تردده على الڤيلا دي،بأسرع وقت.

أغلق آصف الهاتف وأزاح سماعة الأذن لدقائق ظل يُفكر بشخصيه مثل شاكر التابع لقرارات إمرأه، هل يُشبه أخيه "سامر" فى الميول الشاذه، لكن نحي ذالك عن رأسه وجذب الهاتف وقام بإتصال آخر ثم وضع سماعة الأذن مره أخرى حتى سمع رد الآخر عليه سأله بإندفاع:
عرفت منين إن سهيله هيتقدم ليها عريس. 

تهكم عليه ضاحكًا يقول:
واضح إنك لسه عاشق يا سيادة المحامي المُبجل.

تضايق آصف قائلًا بهجاء: 
للآسف يا أسعد باشا رغم إني بشبهك كتير بس مطلعتش لك فى الحته دى قلبي مش مشاع يساع أكتر من ست،قولى عرفت منين؟.

تبسم أسعد يشعر بزهو رغم هجاء آصف له وتذكر 
[قبل أقل من ساعه ونصف] 
أثناء جلوسه بسيارته الخاصه،التى يقودها السائق الخاص به على طريق البلده الشبه تُرابي، زفر نفسه يشعر بضجر، صدفة  رفع رأسه ونظر  الى تلك المرآه الأماميه للسياره  لفت نظره تلك التى تسير على جانب الطريق، علم هويتها سريعًا، إنها شبيهة الماضي، تذكر بالامس حين تعمد تجاهُلها  أثناء تجوله بالبنك، كذالك هى لم تلفت نظرهُ إليها، فكر لثواني قبل أن يتخذ قرارهُ الخبيث، وأمر السائق: 
وقف العربيه. 

نفذ السائق ما أراده وتوقف بالسيارة، إنتظر أسعد لدقائق حتى إقتربت هويدا وكادت تُمر من جواى سيارته، لكن هو فتح باب السياره وطل من خلفه قائلًا: 
أستاذة هويدا ممكن خمس دقايق  من وقتك. 

للحظه إرتبكت هويدا وشعرت بهزه فى جسدها رجفه، ونظرت حولها بكُل إتجاه  كان الطريق شبه خاليّا، ماره قليلون وكل ينتبه الى سيرهُ، لكن فكرت أن تدلل وتُرفع من شآنها وسألت وهى تقف جوار السياره: 
خير يا أفندم؟. 

تبسم أسعد مجاوبً: 
خير،إركبِ العربيه، مش هينفع الكلام  وإنتِ واقفه جنب باب العربيه.

بذكاء منها تلفتت حولها وقالت له: 
ميصحش اركب مع حضرتك العربيه واقفه فى نص الطريق. 

تبسم لها قائلًا: 
هما خمس دقايق  مش أكتر. 

وافقت هويدا قائله: 
تمام بس سيب باب العربيه مفتوح. 

تبسم أسعد وإبتعد للخلف فى المقعد ونظر الى السائق عبر مرآة السياره فهم السائق  نظرته وترجل من السيارة بنفس الوقت التى صعدت فيه هويدا الى السيارة إرتبكت، لكن سُرعان ما شهقت شهقه طفيفه بخضه حين صدح رنين هاتفها، فتحت حقيبة يدها كي تُغلق الهاتف، لكن علمت هوية المُتصل، نظرت لـ أسعد ثم للهاتف الذى مازال يدُق بيدها حسمت أمرها وقامت بالرد بهدوء وثبات*
مساء الخير يا ماما. 

ردت عليها سحر مباشرةً: 
خلصتِ شُغلك فى البنك تعالى على الدار عندنا عشان تبقى  جنب أختك. 

إستغربت هويدا سأله: 
أبقى جنب أختي، ليه مالها؟. 

تبسمت سحر قائله: 
بخير، بس عشان تبقى جنبها، سهيله الليله فى عريس جاي يتقدم ليها.

ذُهلت هويدا سأله:
وسهيله تعرف بالموضوع ده؟وموافقه عليه!؟.

ردت سحر:
أيوه،ده دكتور من اللى كانوا بيشرفوا على رسالة الدكتوراة بتاعتها، يلا تعالي عندنا عالبيت إبقى جنب أختك. 

ردت هويدا: 
طيب ياماما. 
أغلقت هويدا الهاتف مازالت تشعر بإستغراب لكن نفضت ذلك  ونظرت لـ أسعد قائله: 
حضرتك قولت خمس دقايق. 

رواغها أسعد قائلًا: 
خير شايف ملامحك إتغيرت بعد المكالمه. 

صمتت لحظات مازالت مشدوهه، لكن تخابث أسعد قائلًا: 
آسف إن كنت أزعجتك بالسؤال اكيد ده شئ خاص مكنش قصدي أتطفل عليكِ. 

نظرت له هويدا قائله دون قصد منها: 
لاء أبدًا مفيش إزعاج، كل الحكاية ماما عاوزانى أبقى جنب أختي.

زاد الفضول داخل أسعد سألًا:
ليه خير مالها؟.

إدعت هويدا الطيبه قائله:
أبدًا الحمدلله هى بخير،بس متقدم ليها عريس وماما عاوزانى أكون معاها عشان أنا أختها الكبيره.

سهم أسعد للحظات،يُفكر هل يعلم آصف بذالك،وماذا سيكون رد فعلهُ،أليست هذه هى سهيله التى بسببها حدث بينهم فجوه وجفاء منذ سنوات،بينما قالت هويدا:
حضرتك منظر وقوف العربيه فى نص الطريق كده مش لطيف.

تنحنح أسعد مُعتذرًا:
متآسف إن كنت حطيتك فى موقف حرج،عالعموم هدخل فى الموضوع مباشرةً...أنا مدير الحسابات اللى كان عندي للآسف فى الفتره الأخيره كِبر فى السن وبقى محتاج له مساعد يخلص بعد التعاملات الخاصه فى البنوك وكان رشح ليا كذا محاسب يساعده فى إدارة الحسابات الخاصه بيا، وأنا بصراحه مدير البنك الزراعي مدح ليا فى شُغلك كتير، وإنك عندك خبرة خسارة تشتغل فى بنك صغير زى ده، فأنا كنت لسه هكلم مدير البنك يفاتحك فى الموضوع ده، بس الصدفه إنى شوفتك النهارده، وقولت أفاتحك أنا مباشرةً دون وسيط، يعنى تبقى مساعدة مدير الحسابات  عندي، وطبعًا المرتب اللى هتطلبيه. 

فرصه عظيمه لها وآتت على طبق من ذهب، لكن فكرت لو وافقت مباشرةً  قد يظن أنها ملهوفه، تحدثت بتردُد كاذب: 
بصراحه دى فرصه كويسه جدًا، بس للآسف أنا عندي مسؤليات، أنا زوجه وكمان أم، يعنى هنا إبني بيفضل عند ماما لحد ما برجع من البنك... 

تسرع أسعد قائلًا: 
سهل إبنك يروح حضانه متخصصه فى وقت العمل، عالعموم أنا هسيب ليكِ فرصه تفكري وهنتظر ردك واتمنى يكون بالموافقه، وإتفضلى ده كارت برقمِ الخاص والمباشر.

أخذت هويدا الكارت من أسعد وترجلت من السياره لكن قبلها قالت:
تمام هفكر وأرد عليك.

رد ببراعه:
هنتظر قرارك وأتمنى يكون بالموافقه إنتِ مكسب كبير لأي مكان بتشتغلي فيه.

تبسمت وهى حاسمه أمرها لكن لا مانع من بعض التعزيز لنفسها...بينما أسعد من خبرته السابقه فى التعامل مع النفوس البشريه على يقين بأنها فقط تتعزز وستوافق لاحقًا....
بعد قليل بـ سرايا شُعيب بغرفة المكتب،فكر فيما علمه من هويدا عن طريق الصدفه،بأمر خطوبة سهيله،تبسم بشمت ولم يظل كثيرًا قبل أن يتصل على آصف،لكن تبسم على عدم رد آصف عليه،بل وإغلاقه للإتصال،لكن لم يستسلم قام بإرسال رساله مُتهكمً بسخريه وشمت
"يا ترا الحارس الخاص اللى معينه لحراسة الدكتورة سهيله حرمك المصون،عرفك إن فى عريس هيتقدم ليها الليله" 
علم بالتأكيد أن آصف سيقرأ الرساله، ضحك بتشفي وهو يضع الهاتف فوق المكتب أمامه ينتظر إعادة إتصال آصف عليه، حتى إن كان إختار أن يبتعد عن دائرته لكن يعلم خِصاله جيدًا، آصف بارد لكن بشأن سهيله هو بركان خامل سهل الإنفجار بلحظه ، وها هو آصف لم يخيب توقعه من ناحيته وعاود الإتصال عليه... 
[عودة] 
عاد أسعد يضحك وهو يرد على سؤال آصف: 
وصلني الخبر من مصدر موثوق، أكيد هى متعرفش إنها لسه على ذمتك، وعشان كده وافقت على الإرتباط بشخص تانى الله أعلم مين ومشاعرها أيه إتجاهه، أصل المشاعر مع الوقت بتتغير بسهوله، بس العيب مش عليها العيب على اللى ردها لذمته و..... 

قطع أسعد بقية تهجمه على آصف حين سمع صوت إغلاق آصف لهاتفه...
رغم ضيقهُ لكن تبسم وهو يتخيل ملامح وجه آصف.

بينما آصف تضايق بشده وزاد فى سرعة السياره،يشعر بغضب كفيل بهدر دم ذلك العريس الذى ربما يتوقع من يكون. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
بقاعه فخمه  بأحد الفنادق الكبرى بالقاهرة كان هنالك تجهيز لعرضًا ضخمً لأشهر مُصممي الازياء، والراعي الرسمي له هو شهيرة
التى وافقت على طلب ذلك المُصمم وان تعرض هى الفستان الخاص بنهاية العرض،منذ سنوات لم تسير على ذلك المسرح الخاص بتلك العروض لكن مازالت تمتلك الرشاقه والسير على المسرح لن يكون صعبًا عليها مازالت تمتلك الجرآه والثقه بالنفس وهذا كل ما تحتاج إليه،وها هى تسير على المسرح تعرض ذلك الفستان الذى يصف ويشف بعضًا من أجزاء جسدها تحصد إعجاب وإطراء مُتهمي الموضه وكذالك عدسات التصوير،توقفت أمام تلك العارضات الصغيرات وهن خلفها مثل الملكه والرعيه،كانت حلمهن أن يُصبحن مثلها يومً ما،تشعر أنها نالت القمه 
كما أرادت،وقفت تُصفق بإناقه لـ مصمم العرض الذى يقترب من مكان وقوفها وإنحني يُقبل يدها ثم أعطاها تلك الباقه من الورود،وأتبع ذالك بتقبيل وجنتيها،إمتلكتها زهوه خاصه،تشعر أنها ماسه وكل العيون تتشهى النظر إليها ،لم تُمانع ذالك غير آبهه بعدسات الهواتف الذكيه وعدسات بعض مواقع الموضه كذالك القنوات الخاصه...ولم تهتم بما سيحدث لاحقًا.   
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منزل أيمن، غرفة سهيله
جلست سهيله على مقعد أمام المرآه تنظر الى نفسها، شعرت بالبروده تغزوا قلبها، دمعه فرت من عينيها هنا قبل سنوات جلست هكذا، كان بداخلها أملًا أن تحصل على السعادة مع من  كان مازال قلبها ينبُض بعشقه وقتها، صدقت أكاذيبه الذى كان يخفيها خلف تلك النظارة المُعتمه التى كانت تُخفي جحيمً لها معه،دمعه أخري سالت وهى تتذكر رفض والداها،لكن تخلا غصبًا عن هذا الرفض لاحقًا حين أظهرت أنها راغبه بالزواج من آصف،
آصف الذى قصف بداخلها كل الأماني والأحلام،جعلها تفيق على حقيقه واحده أنها أصبحت جسد بلا روحً فقط أرادت أن تثبت أنه لم يهزمها كما ظن عادت تنهض تقف على ساقيها تُكمل طريق كل ما تريده هو أن تظهر كـ إمرأه ناجحه لم تنهزم من أقوى تجربه سيئه مرت بحياتها، حتى كانت أقسي من تلك الأشهر التى قضتها بين قُضبان السجن...
لا تعلم لما وافقت على عرض بيجاد 
هنالك ترجيحات قليله جدًا
هل أرادت ان تبدأ حياتها مره أخرى من جديد...
هل أرادت أن تضع نهاية وحائط صد أمام آصف ،بعد عودة ظهوره أمامها...
والترجيح الأقرب هى أرادت أن تُثبت أنها أقوي دائمًا وهى فقط من تتحكم بإرادتها.

رفعت يديها وجففت تلك الدمعه حين سمعت صوت مقبض باب الغرفه،رسمت بسمة مُزيفه حين رأت دخول آسميه تحمل حسام قائله بمرح:
يلا يا حسام سقف لـ سهيله وقولها مبروك.

صفق حسام بيديه مرحً بينما إقتربت آسميه من سهيله وقامت بتقبيل وجنتيها بمحبه،لكن سُرعان ما سئم وجهها حين دخلت هويدا للغرفه ونظرت الى سهيله قائله:
مش تحُطِ  روچ أو كحل فى عينك،ينوروا وشك شويه،اللى يشوفك يقول حد غاصب عليكِ.

نظرت لها آسميه بنزق قائله:
مالها وشها منور من غير أى مكياچ يخليها شبه البلياتشو. 

تضايقت هويدا وصمتت عقلها مشغول بعرض أسعد الذى بالنسبه لها فرصه كبيره لن تُضيعها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ألمانيا
أغلق مدحت ذالك الصندوق مُبتسمً،يقول: 
أنا مبسوط من فتره مكسبتش فى لعب الطاوله ولا الشطرنج.

نظر آيسر الى تلك الصامته التى تُشاركهم فقط بالمشاهده وتيقنت من خباثة آيسر الذى كان من السهل عليه ربح والدها أكثر من مره لكن كان يتغاضي عن ذلك ويتقبل الهزيمه،تبسم قائلًا بمرح:
أول مره تحصل معايا وأنهزم فى لعب الطاوله والشطرنج،بس المثل بيقول،الخسران فى اللعب كسبان فى الحُب.

تبسم أيضًا مدحت هو الآخر مُعترف أن آيسر أحرف منه لكن كان يتعمد الخساره من أجل يُماطل فى الوقت  حين يطلب منه اللعب مره أخرى تعويضًا لخسارته،أُعجب كثيرًا بذكاء آيسر،لكن طال الوقت وبدأت روميساء فى التثاؤب،وضح على وجهها الإرهاق،تبسم وهو ينهض قائلًا:
أنا لسه قدامي أسبوع بحاله هنا فى ألمانيا    
ولازم ﭢلعب مع حضرتك جيم مره تانيه عشان أعوض خسارتى النهارده. 

تبسم مدحت له قائلًا: 
تمام هستناك بكره فى نفس الوقت، بصراحه إنت لاعب ممتاز  وخليتني أحس بزهو وفخر إنى حريف.

تصعب آيسر بمرح قائلًا:
المثل بيقول يا بخت من بات مغلوب،ولا ايه يا رومس.

تعصبت روميساء من نطقهُ هذا الإسم وقالت:
إسمِ روميساء،وماليش فى الامثال والكلام الفارغ مش بعترف غير بالأحقيه والجداره،غير كده يبقى فشل،وبالذات لما يكون الشخص كان قدامه أكتر من فرصه للفوز ويضيعها بإيده يبقى "مُغفل" .

رسم آيسر بسمة برود قائلًا  بحِنكه: 
أوقات ممكن الشخص يتنازل عن فوز كان قدامه سهل، عشان يكسب الصعب بسهوله بعد كده. 

تنهدت روميساء بضجر من هذا السمج الذي يحاور من أجل المماطله وبقاؤه أكثر، لكت هى ضاقت ذرعًا منه تهكمت بلوى شِفاها بسخريه، تبسم آيسر، يعلم أنها  على شفا لحظة وستقوم بطرده مباشرةً، تنحنح قائلًا  بسماجه مُتعمده: 
إن شاء بكره هاجي فى نفس الميعاد، يا عم مدحت، ويمكن يكون معايا الحظ وانا اللى أكسب حضرتك.... أصل الحظ مش دايم بين لحظه والتانيه اللعبه بتتغير. 

ماذا لو صفعته الآن، لا ماذا لو قامت بإلقاؤة من شُرفة الشقه، لا ماذا لو قامت بضربه على رأسه بقوه ضربه أفقدته الذاكرة هذا أفضل حتى ترتاح من رؤية ذالك السمج مره أخري. 

لكن لا تعلم أنها  أمام طيار مُثابر. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أمام منزل أيمن
ترجل آصف من السياره هرول سريعًا نحو باب المنزل مباشرةً دق الجرس، وإنتظر اللحظه تمُر ساعات 

بينما بداخل المنزل 
رحب كل من آسميه وأيمن بـ بيجاد 
كذالك سحر،جلسوا جميعًا بغرفة الضيوف بينهم حديث هادئ،حاز بيجاد على إعجاب آسميه ببساطته ومرحه،بينما كانت هويدا تشعر بالسخافه منه،دق جرس باب المنزل،كادت تنهض سحر،لكن نهضت هويدا قائله:
خليكِ يا ماما أنا هفتح الباب اشوف مين.

ذهبت هويدا فتحت باب المنزل،نظرت أمامها بذهول،بالتأكيد هذا مستحيل،لكن فكر عقلها،أيُعقل أن يكون أسعد أخبره،وجه آصف واضح عليه الغضب،إنزاحت قليلًا جوار باب المنزل،دلف آصف دون آستئذان منها...

بينما بغرفة الضيوف تنحنح بيجاد قائلًا:
أنا سبق وطلبت من الدكتوره سهيله إنها تقبل وتتجوزني،وهى أبدت موافقه،وحسب الأصول المفروض كان يبقى معايا حد من عيلتِ بس انا ماليش غير أمى وأختى مسافره مع جوزها السعوديه، للآسف ماما مقيمه عندها الفترة دى تراعها عشان حامل ومعاها ولاد محتاجين رعايه،فانا قولت أجي لحضرتك أطلب إيد سهيله ونقرا الفاتحه وإن شاء الله....

توقف بيجاد عن تكملة حديثه حين سمع صوت تصفيق  

كذالك توجهت أنظار من بالغرفه بغضب الى ذالك الذي إقتحم الغرفه يُصفق 
رغم أنه يشعر بنيران تتآكل بداخله لكن رسم الهدوء والبرود، وتوقف عن التصفيق قائلًا بإستفزاز: 
الشو خِلص، مقدرش أقول غير إن الأداء كان هزلي، يفطس من الضحك، مش معقول يا دكتور جاي عشان تُطلب إيد الدكتوره، وهى على ذمة زوج، بصفتي بمارس مهنة المُحاماه قانونًا ده يعتبر سَفه منك. 

شعرت سهيله بتيبُس بساقيها حاولت النهوض حتى وقفت عليهم بصعوبه ونظرت له بنفور وغضب قائله بتكذيب: 
بس أنا مش على ذمة زوج، ولا.... 

قاطعها وهو يقترب منها بخطوات واثقه يُظهر برود يُثلج صدرها: 
ولا يا دكتوره، إنتِ مراتي شرعًا وقانونًا. 

ذُهل عقل سهيله وتعلثمت قائله: 
مستحيل إحنا إطلقنا وفي قسيمة طلاق تثبت ده. 

ضحك آصف بإستفزاز قائلًا بـ ثقه : 
كنت متوقع إنك مش هتقري وثيقة الطلاق، كان كل هدفك تشوفي إمضتي على قسيمة الطلاق وخلاص بس نسيتِ إنى كنت على درجة مُستشار أول يعنى كنت قاضي قبل ما أبقى مُحامي، وأفهم،وأعرف أستغل ثغرات القانون وأطوعها لمصلحتي كويس... تفتكري كان ممكن بسهوله أوافق عالطلاق غير لو عارف إنى هقدر أرُدك تاني لـ ذمتي حتى لو كان بدون عِلمك... 
الطلاق كان راجعي يا دكتوره. 

ذُهلت سهيله تنظر له بـ بُغض وغضب ساحق وهى تراه يتقدم بالسير الى أن توقف أمامها مباشرةً يضع عيناه بعينيها بوقاحه ، إرتعش جسدها، تشعر بضياع 
إزداد تآثيرًا حين أخرج آصف من جيبهُ وثيقة وقام بمد يدهُ بها لها قائلًا بـ ثقه مُفرطه: 
فاكره سبق وقولتلك هتفضلِ مراتي لحد آخر لحظه بعُمري اللى ربط بينا عشق غازي مستوطن
بـ قلبي،صعب.. لاء... مستحيل... تتحرري من عشقي بلحظة.

أخذت سهيله الورقه من يد آصف وقرأتها هى حقًا وثيقة زواج أخري بتاريخ قبل نهاية فترة عِدتها...ذُهلت تشعر برجفه قائله بتعلثُم:
ده مستحيل.

رسم بسمه بارده قائلًا بأحقيه له: 
أنا فعلًا مستحيل أتخلي عن حقِ فيكِ يا سهيله، بس تأكدي
أنا جيت ليكِ مرتين المره التالته إنتِ اللى هتيجي لحد عندي. 

إقترب أكثر منها هامسًا جوار أذنها بثقه:  
وقريب جدًا... 

لم يخجل من الجالسين وطبع قُبله على وجنتها وأتبعها بعشق مُتملك: 
يا حبيبتي. 



تعليقات