رواية عشق مهدور الفصل الواحد والعشرون 21والثانى والعشرون 22 بقلم سعاد محمد سلامه


رواية عشق مهدور
الفصل الواحد والعشرون 21والثانى والعشرون 22
بقلم سعاد محمد سلامه


بعد مرور عشر أيام

بـ آتلييه شهيرة
شعرت بسعادة غامره وهى تتصفح تلك الجريدة الشهيرة الخاصه بعالم الموضه والأزياء، التى تحتل صورتها غلاف العدد الشهري، ومديح بها بأنها من أيقونات الموضه التى مازالت تستمتع بجمالها ورشاقتها وحضورها المُميز.

تبسم رامز الجالس أمامها قائلًا بفخر:
رغم إن الديفليه بقاله عشر أيام بس لسه صدي نجاحه مدوي فى وسط الفاشون كله حتى فى مجلات ومواقع مشهورة إتواصلوا معايا عاوزين إنترڤيوا مع النجمه اللى أذهلت الجميع فى الديڤليه،شوفتى لما سمعتِ لى ووافقتِ عالعرض،الأتلييه بقى له جماهيريه مُضاعفه مش هتصدقى مين من المُصممين كلمونى وفى منهم اللى طلب منى مباشرةً إننا ننظم له ديڤليه خاص بيه،الخطوه دى كان لازم تتعمل من زمان.

تبسمت شهيره له قائله:
فعلًا، بس إنت عارف أسعد كان معارض فى الموضوع ده. 

تهكم رامز قائلًا: 
وفيها أيه هو يعنى كان إتعرف عليكِ منين ماهو من عرض زى ده، وأعتقد أنه مهتمش الدليل إنك مبسوطه.

سهمت شهيرة للحظات وهى تتذكر شِجار أسعد معها عبر الهاتف بعد أن رأي بعض الصور لها كذلك تهديده المباشر لها أنها لو كررت ذلك لن يكون هنالك فرصه أخري لبقائهم معًا فى البدايه إرتبكت وخشيت أن يُنفذ تهديده لكن  ...
تجاهلت  تهديد أسعد بعد أن رأت كل هذا النجاح والشُهرة التى عاودت لها الثقه بقوة بعد إختفاء سنوات كانت تظهر فى صورة مُنظمة عروض أزياء فقط...أسعد لم يُعقب كثيرًا كل ما قاله كان تهديد وليد اللحظه فقط ،وربما كانت عصبيته بهذه الفترة بسبب بتلك الإنتخابات،هكذا إهتدى عقلها كى تستمتع بتلك الضجه حولها،تشعر بزهو.    
  ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل أيمن
كانت تتمدد بجسدها فوق الفراش تشعر بتوهان بسبب تلك المفاجأة، هى مازالت زوجة آصف، مازال يطبق بجبروته عليها، ظنت أنها تحررت منه لكن كانت خدعه منه إستمرت بوهم لمدة خمس سنوات أن آصف إنتهي من حياتها لكن عاد مره أخرى  يصفعها بحقيقة قاسيه، أجل قاسيه، هى لا تود العودة تتذكر تلك المشاعر التى خذلتها بقسوة الحقيقه أنها ذات شآن لديه لكن هى كانت مجرد عاطفة وقت تبدلت مع أول إختبار، أصبحت رغبة إنتقام، إرتجف جسدها بخضة بسبب سماعها لجرس المنزل،حاولت النهوض من فوق الفراش، لكن شعرت فجأه بتيبُس فى جسدها،شعرت بعجز للحظات تذم نفسها،لكن إتخذت القوة وقالت:
مستحيل أسمح لإحساس العجز ده يتملك مني مرة تالته.

حاولت إستجماع قوتها بصعوبه نهضت من فوق الفراش وضعت قدميها على الأرض وثبت واقفه للحظه مازالت تشعر بالتيبُس،لكن نداء سحر عليها كآنها كان دافعًا لها سارت فى البدايه بخطوات بطيئه الى أن خرجت من باب الغرفه عادت تسير طبيعيًا،وإستغربت وقوف والداتها عند باب المنزل أمامها شخص آخر، سُرعان ما قالت لها:
سهيله تعالى.

وصلت سهيله إليها تفاجئت بقول هذا الشخص سألًا:
حضرتك سهيله أيمن الدسوقي 
أنا مُحضر من المحكمه ولازم تمضي لى على إستيلام الإخطار ده. 

رغم إستغراب سهيله، لكن قامت بالتوقيع له وإخذت منه الاخطار، ثم غادر، اغلقت سحر خلفه الباب تشعر بريبه وقالت لـ سهيله إفتحى الجواب، ربنا يستُر؟. 

بالفعل فتحت الإخطار وبدأت بقراءة محتواه، إنصدمت قائله بذهول: 
ده إخطار من المحكمه بحكُم تنفيذ أمر بيت الطاعة!.

ذُهلت سحر وضربت على صدرها بخصه قائله: 
بيت الطاعه! 
هو وصل بـ آصف الحقارة للدرجة دى، طبعًا مستحيل ده يحصل، كفايه إننا إتفاجئنا إنه خدعنا وإنك لسه على ذمته، ده مستحيل، أنا هتصل على أيمن يجي دلوقتي  ونروح للمحامي يشوف لينا حل. 

زفرت سهيله نفسها بغضب،تذكرت آخر كلمات آصف قبل آيام
"المرة التالته إنتِ اللى هتيجي لحد عندي" 
إذن لم يكُن حديثً فارغً، نظرت لـ سحر تحاول رسم الهدوء
قائله: 
المحامى ممكن يكون مش فاضى دلوقتى  أو فى المحكمه، ماما أنا عارفه غرض آصف كويس. 

تسألت سحر: 
وأيه هو غرضه، مش مكفيه اللى حصل منه قبل كده، راجع يفاجئنا من تانى إنك لسه مراته... ودلوقتى كمان طالبك فى بيت الطاعه. 

تنهدت سهيله بآسف قائله: 
ده مش طلب يا ماما ده حكم واجب التنفيذ، ومتخافيش أنا اللى لازم أواجه آصف كفايه كده كتير. 

تركت سهيله سحر وذهبت الى غرفتها أبدلت ثيابها بأخري، وخرجت تفاجئت سحر بذالك سألتها: 
مش واخده أجازة النهارده من الشغل فى المستشفى، رايحه فين؟. 

ردت سهيله: 
أنا مسافره القاهره يا ماما هواجه آصف بنفسي. 

إرتجف قلب سحر وقالت بخفوت: 
تروحى فين، إستني هتصل على باباكِ وهو يتصرف معاه. 

ردت سهيله  بقوه: 
لاء كفايه كده يا ماما أنا أكتر واحده عارفه آلاعيب آصف، اللى كان لازم أواجها من البدايه وأتأكد فعلًا إن الطلاق مش راجعي، وكان لازم أقرا الورق كويس قبل ما أمضى عليه، آصف مُخادع. 

تركت سهيله سحر وتوجهت نحو باب المنزل، رغم عدم رغبة سحر التى حاولت منعها.

سارت سهيله الى موقف السيارات الخاص بالبلده،صعدت الى إحدى السيارات المُتجه الى القاهره مباشرةً. 
ــــــــــــــــــــــــــــــ
عصرًا
بـ مكتب آصف
أثناء إنشغاله بدراسة إحدي القضايا، صدح رنين هاتفه، 
جذب هاتفه وتبسم ترك دراسة تلك القضيه وقام بالرد مازحً:
قولى سيادة الطيار فين النهاردة. 

تبسم آيسر وهو يقول: 
ألمانيا. 

إستغرب آصف قائلًا: 
غريبه بقالك أكتر من عشر ايام قاعد فى ألمانيا فى الاول قولت واخد أسبوع أجازه، أيه هى ألمانيا حلوه أوى كده، مش سبق وقولت إنك مش بترتاح فيها، ولا يمكن هتلر حاجزك عندك. 

ضحك آيسر قائلًا: 
مديت فترة الأجازة، 
بتقول فيها، والله دى فعلًا، أخت هتلر فى الإطهاد.

ضحك آصف قائلًا بخُبث:
مين اللى أخت هتلر،دى واضح إن هواك جاي على ألمانيا.

تنهد آيسر قائلًا:
والله مش ناقص سخافتك، ومعرفش أساسًا أيه اللى خلانى أتصل عليك...شكلك رايق.

تهكم آصف بحُنق وإستهزاء:
رايق عالآخر... 

قطع إسترسال حديث آصف رنين الهاتف الأرضى الخاص بالسكرتيره. 

تنهد آصف قائلًا: خليك معايا دقيقه. 

رفع آصف سماعة الهاتف وقام بالرد أخبرته السكرتيره: 
مدام مي المنصوري معايا عالخط التانة دلوقتي  وبتقولى إنها بتتصل على حضرتك موبايلك مشغول.

تنفس آصف وزفر نفسه برتابه قائلًا تمام حوليها عالخط ده.

لحظات وسمع إندفاع مي بالسؤال:
بتصل ليه مش بترد عليا،أعتقد بينا أعمال شخصيه...

قاطعها آصف بصد قائلًا:
بينا أعمال خاصه بالشُغل فقط،وأعتقد مكتبِ مفتوح عشان الاعمال دى،هنتظر حضرتك الليله فى مكتبِِ عالساعه تسعه،ودلوقتى متآسف معايا إتصال مهم.

وضع  آصف سماعة التليفون،ثم زفر نفسه بضجر،لكن إنتبه الى حديث آيسر الذى مازال على الهاتف:
مالك هى زبونه رخمه ولا تكون ليها نوايا تانيه.

إستهزأ آصف قائلًا:
نوايا تانيه زى أيه،أساسًا النوعيه دى متلفتش نظري،بقولك هترجع إمتى لسه مطول فى ألمانيا.

تنهد آيسر:
معتقدش الأجازة خلصت،ومدتها كمان خمس أيام وفاضل فيها يوم واحد...هرجع أستلم شُغلي من تانى،بس هرجع عالقاهره الأول. 

تبسم آصف قائلًا: 
تمام... ،بقولك إتصل على ماما طمنها عليك،عشان سألتنى عنك الصبح،وقالت إنك مش بتتصل عليك،شكلك مشغول أوى عندك  مع  هتلر،وناسى الدنيا كلها.

ضحك آيسر قائلًا: 
تمام هتصل على ماما، أهو أطلب منها تدعيلى ربنا يحنن قلب هتلر عليا... يلا أسيبك لزباينك اللُطاف. 

أغلق آصف الهاتف ووضعه على طاولة المكتب وإضجع بظهره على المقعد،لكن عاود هاتفه الرنين،جذبه وقام بالرد يسمع للآخر:
آصف بيه جيبت لحضرتك المعلومات اللى كنت طلبتها بشآن شاكر المنصوري،زى ما توقعت قبل كده وقولت لحضرتك،الڤيلا فعلًا شاكر متجوز فيها من البنت اللى كانت سكيرتيرته،بس فى حاجه كمان حصلت،مي المنصورى عرفت بكده،بس معرفتش رد فعلها. 

تهكم آصف قائلًا:
تمام،شكرًا لك،هحولك بقية أتعابك على حسابك فى البنك.

أغلق آصف الهاتف وشعر بآسف،كان يظن أن شاكر قد يوصله لبداية معرفة قاتل أخيه،لكن خاب توقعه،لكن مازال هنالك فرصه،ربما يعلم شاكر أى معلومه قد تُفيده لاحقًا، إنتبه الى تلك الورقه الموضوعه على المكتب جذبها وتبسم وهو يقرأها قائلًا: 
مش قادر أتوقع رد فعلك يا سهيله. 

تذكر يآسه بعد أن صدمته بحقيقة سامر المُخزيه كذالك طلبها للطلاق وإصرارها عليه ورفضها مقابلته مره أخري بعد ذلك، حتى لقاء البُحيرة الأخير بينهم كان عاصفً لقلبه رأى مدى رهبتها منه، سفحت قلبه تلك النظره التى كانت بعينيها، 
[بالعودة لسنوات، قبل أن يوافق على طلب سهيله الإنفصال]
كان يشعُر بالضياع كل شئ هُدم أمامه،بحماقته الذى إستسلم لها،هدر بغباوته عشقهُ،بعد أن إستسلم للأوهام 
فكر فى المُماطله بالوقت عَل سهيله تتراجع عن ذلك،لكن كان هنالك والداها  يُصران على ذالك الإنفصال
صدفة،أو ربما نجده إلاهيه آتت له 
إتصال إبراهيم عليه وقتها وطلب لقاؤه، بالفعل تقابلا بأحد مطاعم كفر الشيخ
إستغرب إبراهيم  من ملامح آصف البائسه، فهو تزوج قبل أيام فقط، مزح قائلًا: 
قولى بقى يا عريس أيه أخبار الجواز معاك، أوعى تكون قاسى مع العروسه، الستات صنف ناعم يحب الحِنيه والدلع. 

نظر آصف له بسخط صامتً،عن أى حِنيه ودلع يتحدث وهو كاد يوصلها للموت 
زاد إستغراب إبراهيم سائلًا: 
فى أيه مالك ساكت  كده ليه، أيه اللى حصل اللى يشوف البؤس اللى مرسوم على ملامح وشك ميقولش عريس مكملش أسبوع. 

تهكم آصف بسخريه وحُنق قائلًا: 
وعاوزنى أبتسم وأنا داخل على طلاق. 

ذُهل إبراهيم  قائلًا: 
طلاق! 
إنت مكملتش أسبوع يا جدع، أيه اللى حصل. 

شعر آصف بخزى وهو يقول: 
أنا السبب مش هى... دماغك ميروحش لبعيد أنا تمام بس فى حاجه  حصلت ومتسألنيش أيه هى، أنا محتار مش عارف أعمل أيه، سهيله مُصره على الطلاق، حتى رافضه إنها تقابلني، وباباها عمال يلح عليا حتى قالى إنهم متنازلين عن كل مستحقاتها من نفقه وقايمة عفش ومؤخر... حاسس إنى مخنوق مش قادر أفكر. 

شعر إبراهيم  بآسف على حال آصف الذى يراه بهذا المنظر المهزوم لأول مره منذ معرفتهم بالجامعه، تنهد قائلًا: 
وأنت مش عاوز تطلقها بسيطه أرفض الطلاق، هدد إنك ممكن تطلبها فى بيت الطاعه. 

نظر له آصف قائلًا: 
أصلها ناقصه، بلاش تفكر قولى كنت عاوزنى ليه؟. 

رد إبراهيم: 
سيبك من كنت عاوزك ليه، لأنه مش مهم، المهم دلوقتي  نشوف حل لمشكلتك، إنت بتقول إنك مش عاوز تطلق، وفى نفس الوقت مجبور عالطلاق بسيطه إستخدم الشرع والقانون، ومش هقولك بيت الطاعه متخافش بس إنت دارس قانون شرعي كمان وعارف إن فى مُحايلات كتير تقدر بيها تنفذ لمراتك طلبها وفى نفس الوقت تسيب لنفسك مدخل لفرصه تانيه  معاها. 

إنتبه آصف وفهم قصد إبراهيم، تبسم بإنشراح قائلًا: 
إزاي كانت تايهه عنى، بقولك أنا هحتاجك، بس كـ محامى خاص بيا.

ضحك إبراهيم مازحً:
وماله طالما هتدفع أتعاب مناسبه يا سيادة القاضي.

تبسم آصف قائلًا:
هدفعلك اللى تطلبه بس يحصل اللى أنا بخطط له فى دماغي.

فى اليوم التالى 
تواصل آصف مع أيمن وأخبره أنه قام بتطليق سهيله لدى المأذون،وأنه سيرسل محامى خاص به ومعه بعض أوراق خاصه بتسوية بعض الحقوق بينهم،وافق أيمن وسهيله على ذالك 

بعد ثلاث أيام
ذهب إبراهيم الى منزل والد سهيله التى للتو عادت مع آسميه من شقة البُحيره 
أخرج إبراهيم ملفً خاص قائلًا:
أنا مفوض من السيد آصف بتسوية حقوق مدام سهيله الماديه سواء عن النفقه والمؤخر وكمان قايمة العفش.

رد أيمن بدلًا عن سهيله:
سبق وقولنا له كل الحاجات دى متنازلين عنها،قصاد أنه يطلق وطالما طلق يبقى خلاص.

برر إبراهيم ذالك قائلًا:
دى إجراءات قانونيه ولازم تتم غير إنها حقوق مدام سهيله وأنا مفوض بها،ده ملف خاص فيه نسخه من قسيمة الطلاق كمان هنا تنازل من مدام سهيله إنها أخدت جميع حقوقها الشرعيه المذكوره،المفروض إنها تمضى عليه. 

تنهدت سهيله بضجر وأخذت قسيمة الطلاق لم تقرأ سوا عنوان القسيمه كذالك بحثت عن توقيع آصف فقط،تنهدت براحه قائله:
تمام أنا موافقه أوقعلك على التنازل عن مستحقاتى.

تبسم إبراهيم قائلًا:
تمام إتفضلى ده شيك خاص بكل مستحقات حضرتك،وإتفضلى  إمضى على التنازل ده. 

لم تأخذ سهيله الشيك، وأخذت الملف الذى به ورقة التنازل قرأتها ثم قامت بالتوقيع عليها، تبسم إبراهيم ونهض واقفً جوارها وأزاح تلك الورقه لورقه أخري أسفلها: 
فى كمان وثيقه تانيه كمان تحت دى  تفيد  إن وصلك كافة مستحقاتك الماليه فى الملف غير  التنازل ياريت تمضى عليها هى كمان.

كادت سهيله أن تقرأ تلك الوثيقه لكن شغلها إبراهيم قائلًا 
إتفضلي الشيك. 

نظرت له  سهيله بإستياء،وقامت بالتوقيع دون قراءة الوثيقه الأخري  وأخذت منه الشيك وقامت بتمزيقه قائله: 
أنا قولت متنازله عن كل شئ يكفيني الطلاق وبس.

أومأ إبراهيم لها قائلًا بإنصياع:
تمام،أنا مجرد مفوض ودى حريتك،هستأذن أنا.

إستأذن إبراهيم،بينما سهيله شعرت براحه،قائله:
كده خلصت من قيد آصف.

بعد قليل بـ سرايا شُعيب بغرفة خاصه 
إستقبل آصف إبراهيم نظر له بلهفه سألًا:
مضت على التوكيل.

كاد إبراهيم أن يراوغه لكن حالة آصف المزاجيه لا تسمح بذالك،أومأ له بموافقه...وقال له أنا بكره هروح أسجل التوكيل ده فى المحكمه وبعدها بصفتِ موكل عام عنها هرجعها لعصمتك من تانى،بس إياكش تعد الجمايل،ومتنساش إن معايا توكيل مفوض بالزواج من مدام سهيله يعنى أقدر مش بس أرجعهالك،كمان أقدر أرفع عليك قضية خُلع.

تبسم آصف قائلًا:
دا أنا كنت أخلع عينيك.  

[عودة] 
عاد آصف من تلك الذكريات يشعر أنه ربما كان مُخادعً،وتحايل بالشرع والقانون، لكن كما يقولون 
"كل شئ فى العشق مُباح".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ألمانيا 
-كِش ملك. 
قالها مُبتسمً وهو ينظر الى عينيها اللتان تُشعان بضجر، بعد ثلات محاولات فازت عليه بسهوله، هذه الجوله الرابعه خسرتها بكل سهوله أمامه أيضًا لكن ليس بمزاجها كما يفعل هو، كزت على أسنانها بسُحق، كيف خُدعت ولم تنتبه الى حركة قطع الشطرنج... هل تستسلم للخسارة وتنهى تلك الجولات بعد فوز ثلاث جولات تستسلم لأول هزيمه... 
رفعت وجهها ونظرت الى عينيه اللتان ينظران لها بترقُب، أو بالأصح بتوقع هى لن تنسحب مهزومه، لكن خاب توقعه حين فكرت بدهاء هو ينتظر أن تطلب جوله أخري تعلم نواياه من خلف تلك الجولات هو إطالة الوقت... ضيقت عينيها بخُبث ومدت يدها تُصافحه قائله: 
تمام أنا عندى روح رياضيه، مبروك إنت الفايز. 

وضع يدهُ بيدها مُصافحًا يقول: 
عندنا فى مصر الفايز هو اللى بيحكم الخسران فى اللعب. 

نظرت له متسأله: 
شو يعني إنت بدك تحكُم علي. 

أومأ برأسه مؤكدًا: 
دى أصول اللعب. 

تنهدت قائله: 
بس أنا كسبت تلات جولات ومحكمتش عليك بشئ. 

راوغها مُبتسمً بإعتراف: 
فعلًا، ده حصل، بس أنا كنت بطلب جيم تانى، إنما إنتِ إنسحبتِ من أول هزيمه. 

تأففت بضجر قائله: 
تمام نلعب جيم خامس. 

ضغط على يدها بقوه وباليد الأخري قام ببعثرة قطع الشطرنج قائلًا بمكر: 
ده كان قبل ما تنسحبِ... دلوقتي  انا اللى ليا الحُكم. 

تنهدت بضجر قائله: 
أوكيه شو هو الحُكم اللى بدك ياه. 

أخفى تلك الوقاحه لنفسه هامسًا: 
والله لو بمزاجي كنت طلبت حاجات كتير أوي، بس عارف لو بس قولتلك أقلعي النظارة مش بعيد تقلع رقابتى أو يمكن تحدفنى من البلكونه على جدور رقابتي تتكسر، خليك محترم يا آيسر، فكر بسرعه فى طلب مناسب.

إهتدى عقله للطلب، حين دلف عليهم مدحت يحمل صنيه عليها بعض أكواب مشروب دافئ قائلًا: 
عملتلكُن هوت شوكيلت دافي، وصايه مش هيك بيقولوا المصريين. 

المصريين! 
هذه هو الطلب، تبسم آيسر  قائلًا: 
هيك بيقولوا يا عم، وبما إنى كسبت  فى الشطرنج والمفروص فى حُكم لازم يتنفذ، أنا قررت من إنى أبدله من حُكم لدعوة خاصه لزيارة مصر 
وبما إننا فى مصر بنقول خير البر عاجله، أنا  راجع مصر بعد بكره أيه رأيك تجيوا معايا على نفس الطيارة. 

نظر مدحت الى روميساء وتبسم بموافقه، لكن إعترضت كعادتها: 
لاء هدا حُكم ما بعرف نفذه هلأ، كيف راح أخد أجازة من الشركه ياللى بشتغل فيها. 

لم يحتاج آيسر الى إقناع روميساء هنالك من أناب عنه قائلًا: 
وأنا موافق جدًا، ومو صعبه تاخدي أجازة إنت تقريبًا مش بتاخدي أجازات غير الرسميه، وأسبوع أو إتنين فى مصر فرصه هايله إيلنا نغير جو ببلد جميل متل مصر أم الدُنيا. 

لكن لابد من إعتراض، واقفت بعد مُحايلات عِدة كان بطلها مدحت، بينما آيسر يتلاعب من بعيد حتى لا يظهر أنه يضغط عليها، لكن تبسم بزهو حين قالت روميساء  بإقتناع: 
خلاص بابا، بكره راح روح الشركه وأطلب أجازة أسبوع واحد بس مو أكتر من هيك. 

تبسم مدحت  كذالك آيسر الذى حدث نفسه متوعدًا: 
بس إنتِ تنزلي مصر، وأوعدك أنسيكِ ألمانيا، ولبنان نفسها... يا جميلتي. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
بالقاهرة 
توقف سائق سيارة الأجره قائلًا: 
هو ده العنوان اللى قولتليى عليه حضرتك. 

تنهدت سهيله تستجمع شجاعتها وأخرجت مبلغ مالى أعطته له ثم
ترجلت من سيارة الأجرة، 
وقفت لحظات تنظر الى ذاك المبني الأنيق تهكمت بداخلها ماذا ظنت أن يكون لديه مكتب مُحاماه صغير "غرفه وصاله" لابد من مبني فخم يليق بـ "آصف شُعيب"
تركت النظر الى. المبني ودلفت الى داخله رأت إحدى الفتيات تجلس خلف مكتب بمدخل المبني 
ذهبت نحوها بتلقائيه، ألقت عليها المساء: 
مساء الخير، ممكن أعرف مكتب آصف شُعيب. 

نظرت لها الموظفه بتمعن وإستغربت من تلك التى تبدوا بوضوح من ملابسها البسيطه والمُحتشمه،وتقول إسم صاحب المؤسسه بلا ألقاب سابقه لإسمه،صمتت لحظات. 

زفرت سُهيله نفسها بضجر وعاودت السؤال: 
من فضلك فين مكتب آصف شُعيب... ولا أقولك أنا هسأل أى حد تاني، يمكن معين خارسه فى الإستقبال. 

تضايقت منها موظفة الإستقبال وقالت: 
لاء أنا مش خارسه، ومكتب مستر آصف فى الدور التالت، بس إنت عاوزاه فى أيه، لو جايه عشان وظيفه.... 

لم تكمل الموظفة بقية حديثها حين تركتها سُهيله وتوجهت نحو مكان ذلك المصعد، ودخلت إليه مباشرةً دون السماع الى تحذير تلك الموظفة أن هذا المصعد خاص بالرؤساء فقط، أغلقت باب المصعد وضغط على رقم الطابق، بعد لحظات توقف المصعد 
وقفت للحظات بالمصعد تزدرد ريقها تشعر برهبه لكن تغلب عليها الغضب وحسمت أمرها لابد من مواجهته لم تعُد تبقى تلك الجبانه التى تخشى رؤياه، بالفعل حسمت أمرها وخرجت من المصعد تهكمت هنالك أكثر من موظف و موظفه بردهة الطابق الواسعه، توجهت الى إحد الموظفات وقالت مباشرةً: 
فين مكتب آصف شُعيب. 

تركت الموظفه العمل على الحاسوب الذى كانت تعمل عليه، كذالك بقية الموجودين بالردهه 
نظروا لها بإستغراب. 

شعرت سُهيله بضيق من نظراتهم لها وعاودت السؤال: 
قولى لى فين مكتب آصف ولا أقولك أنا هوصل له بنفسي. 

بدأت سهيله بفتح أول مكتب أمامها كان مكتب يبدوا أنيق لكن تعمل به إمرأة أنيقه، نظرت لها سُهيله بتهكم قائله: 
لاء ده مش مكتب آصف آسفه. 

أغلقت المكتب وتوجهت نحو باب مكتب آخر لولا أن إعترضت إحد الموظفات وقفت أمامها وكادت تمنعها من الدخول وقالت لها بتعسف: 
إنتِ مين وداخله تتهجمي على مكاتب المؤسسه، أنا هطلب لك أمن المؤسسه. 

نظرت لها سُهيله بسخط وجذبتها بعيدًا عن باب المكتب وقالت لها بإستبياع: 
الأفضل تطلبِ الأمن المركزي. 

نحت الموظفه جانبًا وفتحت باب المكتب ودلفت إليه مباشرةً 

رفع آصف وجهه ونظر نحو باب المكتب تفاجئ 
بـ سُهيله أمامه... 
ظن للحظه أنه يتخيل أغمض عيناه لوهله ثم فتحها 
تيقن أنه لم يكُن يتخيل، إنشرح قلبه لكن سُرعان ما نهض واقفًا يرسم بسمه على شفاه، كذالك نهض الشخص الآخر الذى كان يجلس معه يتناقش بأحد القضايا الخاصه به. 

خرج آصف من خلف مكتبه وحاد بنظره عن سُهيله التى تبدوا ملامحها مُتجهمه بوضوح، 
مد يدهُ لـ للعميل صافحه قائلًا: 
تمام نتقابل بكره الصبح فى المحكمه نكمل بقية الإجراءات. 
غادر العميل المكتب
بنفس الوقت آتت تلك الموظفه التى كانت تمنعها من الدخول ومعها فرد أمن، نظرت لـ آصف وقالت بتبرير: 
آسفه يا مستر آصف أنا حاولت أمنـ... 

توقفت الموظفه حين أشار لها آصف بالإنصراف 
هى وفرد الأمن 
بالفعل إمتثلت الموظفه هى وفرد الأمن 
نظرت لهم سُهيله بسخط وتهكمت، لكن سُرعان ما إرتجف جسدها حين رأت آصف كاد أن يغلق باب المكتب نظرت له بـ ريبه لكنها أخفتها خلف قولها بتعسُف: 
متقفلش باب المكتب... ولا خايف الموظفين بتوعك يسمعوا أمجاد الرئيس بتاعهم.

شعر آصف بغصه فى قلبه،يعلم أنها مازالت تخشى وجودها معه بمكان واحد،لكن نظر لها ورسم برودهُ المُعتاد عنه قائلًا:
واضح إنك متعصبه،تحبِ أطلبلك ليمون يروق أعصابك.

نظرت له بغضب وقالت بإستياء:
هتفضل حقير لحد إمتى يا آصف،إنت إختارت طريقك وأنا طريقِ بعيد عنك ليه مُصر إنك تزود كُرهي لك،أنا بكره اليوم اللى دخلت فيه سرايا شُعيب وشوفتك فيها.

شعر بنصل حاد يُرشق بصدره،لكن مازال صامتً،ينظر لها فقط.

تضايقت من صمته وفتحت حقيبة يدها وأخرجت ورقه منها ومدت يدها بها له قائله:
أيه ده؟.

لم ينظر آصف الى الورقه يعلم ما بها إتكئ بيديه على حرف المكتب وأجابها ببرود:
أعتقد الدكتورة بتعرف تقرأ كويس.

تهكمت سُهيله وشعرت بغصه فى قلبها وقالت:
فعلًا بعرف أقرأ كويس،وعشان كده أنا هتصرف بنفس طريقتك الدنيئه وهرفع عليك قضية خُلع.

تبسم آصف بتهكم قائلًا:
أنا محامي، وهديكِ إستشاره مجانيه، مستحيل يتقبل منك قضية الخُلع،قبل ما تنفذى حكم الطاعه اللى فى إيدك. 

نظرت له بغضب ساحق وقالت له: 
طبعًا القانون بقى لعبتك اللى بتتسلى بيها، وتأذى بيها على مزاجك، وبسهوله قدرت توصل للـ الحُكم ده، بس أنا مش هنفذ الحُكم ده يا آصف، مستحيل أنا وإنت يجمعنا مكان واحد، غير بسهوله هاخد حكم فى قضية الخُلع كفايه أقول إنك سادي عنيف، وسهل أقدم تقرير المستشفى اللى يثبت ده. 

شعر بوخز قوي يضرب قلبه ونظر لها بندم، لكن سُهيله لم تنظر له، وكادت تتوجه نحو باب الغرفه، لكن آصف جذبها من معصم يدها وسريعًا أغلق باب الغرفه وحاصرها وبلا إنتظار قبل شفاها قُبلات حنونه وشغوفه ممزوجه بإشتياق. 

بينما سُهيله إرتبكت من المفاجأة وتلجم عقلها لوهله قبل أن يرتجف جسدها وتدفعه عنها بقوه حتى ترك شفاها، إبتعدت عنه سريعًا يرتعش جسدها وبرد فعل تلقائى رفعت يدها وتهجمت عليه بغضب وكادت تصفعه على وجهه... لكن أمسك كف يدها ضغط عليها بغضب قائلًا: 
مفيش قدامك حل غير إنك تنفذى قرار المحكمه بإلزامك بـ بيت الطاعة، لأن القرار واجب التنفيذ، ولو رفضتِ تبقي "ناشز" ووقتها صعب توصلِ للطلاق أو حتى الخُلع.

سحبت يدها من يده سريعًا قائله بإستبياع: 
بتحلم يا آصف، حتى لو كُنت بدلت تقرير المستشفى،وإشتريت ضميرهم على هواك، فأنا مستحيل يجمعني بيك مكان واحد ولو وصل الأمر أنى أقضي بقية حياتى.... 

قبل أن تستكمل بقية إستهجانها، جذب آصف هاتفه ومفاتيح سيارته من فوق المكتب ثم جذب يدها مره أخري يجذبها للسير نحو باب المكتب قائلًا: 
بينا كلام كتير 
مش هينفع نكمله هنا. 

حاولت سهيله سلت يدها  لكن هو كان يُطبق عليها بقوه، جعلتها غصبًا تستسلم للسير خلفه رغم رجفة جسدها الذى تغاضى عنها آصف وهو يسير بسرعه رمق مديرة مكتبه بنظره قائلًا بآمر: 
إلغى كل مواعيد النهارده، والمهم حوليه على مستر إبراهيم. 

أومأت له بآستغراب، كذالك نظرات العاملين بالمكان إستغربوا ذلك الموقف، كذالك إبراهيم الذى تقابل معه أثناء خروجه باب المصعد،نظر ناحية سهيله سريعًا خمن سبب العصبيه الظاهره على ملامح آصف تبسم سائلًا: 
على فين يا آصف ناسى ميعادك مع مي المنصورى. 

رد آصف بلا مبالاة: 
إبقى قابلها إنت أو حتى إلغي الميعاد. 

قال آصف هذا ودلف بسهيله الى المصعد وأغلق الباب وضغط على ذر نزول المصعد، تبسم إبراهيم قائلًا: 
ربنا يكون فى عونك، صحيح إن كيدهن عظيم، وإحنا الرجاله غلابه. 

نظر إبراهيم  أمامه الى تجمُع بعض الموظفين، رسم الجِديه قائلًا: 
واقفين كده ليه، يلا كل واحد على شُغله مش عاوز أى تقصير. 

بينما بداخل المصعد حاولت سهيله سلت يدها من يد آصف سُرعان ما تركها لكن جذبها مره أخري حين ذهبت نحو ذِر المِصعد بتلقائيه إختل جسدها لتقبع بين يديه شبه بحُضنه للحظه كانت كفيله بزلزلة قلب آصف، وهى بين يديه، لكن سُرعان ما دفعته بيدها تشعر برجفه تشعر ببداية إختناق قائله بإندفاع وغضب: 
إبعد عنى، وقف الاسانسير. 

لم يستغرب آصف تلك الرهبه التى تظهر على سهيله، سبق وأخبرته أن لديها رُهاب الاماكن المُغلقه، لكن شعر بوخزات قويه من تلك النظره التى بعينيها له، نظرة توهان أكثر من ذالك الرُهاب،بالفعل  توجت مره أخرى الى ذر المصعد وضغطت عليه لكن كان قد وصل الى الطابق الأرضى، سُرعان ما فتحت الباب وخرجت من المصعد، وقفت للحظه تستنشق الهواء قبل أن يجذبها آصف مره أخري من يدها، حاولت نفض يدهُ عنها بإستهجان، كذالك نظرت الى هؤلاء الموظفين، كادت تستنجد بهم  وتطلب منهم المساعدة لكن لديها يقين أنهم لن يفعلوا ذلك، فـ آصف هو صاحب ومدير هذه المؤسسه، وكل منهم يخشى فقد وظيفته، سارت خلفه بصعوبه الى أن دخلا الى مرآب السيارات الخاص بالمؤسسه، ضغط على جهاز تحكم صغير بيديه سمعت صوت صفير فتح أمان السياره، جذبها أصف نحو تلك السياره، نظرت سهيله  حولها  بترقُب، فتح آصف باب السيارة  الأمامى، نظرت له سهيله بعصبيه قائله بآمر: 
سيب إيدي وإبعد عني يا آصف وكفايه كدب وخداع وتدليس حقيقة إنت عارف إننا إنفصلنا وجوزنا إنتهى  من قبل ما يبتدي 
بعد ما وصلت لهدفك وإنتقمت مني،سيبنى خليني أرجع كفر الشيخ،كل شئ بينا إنتهى،وإنسى إنى أرجع أصدق إنك بتحبني اللى بيحب مش بيأذى اللى بيحبه بيتمنى له السعادة حتى لو بعيد عنه . 

غص قلب آصف وتغضنت ملامحه قائلًا بصدق ولوعه:
ياريت كنت أقدر إنى أتحمل بُعدك عني،صدقيني غصب عنى كنت بموت كل لحظه....

تهكمت سهيله وقاطعت حديثه تنظر له بإزدراء :
بطل كذبك ده يا آصف،زمان كان بيدخل عليا وبصدقه عشان كنت ساذجه،بس فوقت بعد لما وصلت للموت على إيديك. 

  شعر آصف بنصل يسفك قلبه  ونظر ليدها التى مازال يقبض عليها بيدهُ إزدادت مرارة  تلك الغصة فى حلقه، علم من محاولة سهيله سلت يدها وتهجمها عليه أنها لن تهدأ بسهوله، رفع يده الأخرى 
وجذب سهيله عليه بقوه بلحظه ترك يدها قبل أن تلتقط سهيله نفسها فاجئها آصف حين وضع يدهُ فوق العِرق النابض بعُنقها وضغط عليه بقوه أفقدتها الوعى. 
«يتبع» 
الثانى_والعشرون
عشق_مهدور💔
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ منزل أيمن
نظر أيمن الى ساعة الحائط قائلًا بلوم لـ سحر التى تشعر هى الأخري بقلق قائلًا: 
مكنش لازم تسيبها تخرج تروح لآصف... أنا مش عارف إزاى سمحتِ لها تخرج من البيت أساسًا كان لازم تمنعيها.

سأمت ملامح سحر قائله:
حاولت أمنعها وقولت لها نتصل عليك ونشوف المحامى هيقول أيه بس هى مسمعتش كلامي.

جلس ايمن على الاريكه يزفر نفسه بآسف قائلًا:
مش عارف آصف لسه عاوز منها ايه بعد ما كان دمرها،ليه رجع تاني يفرض نفسه عليها...ومتقوليش زى ما هويدا قالت،أنه بيحبها،اللى بيحب مش بيأذى يا سحر بالعكس بيخاف على اللى بيحبه من الهوا الطاير ومش بيظلمه.

جلست سحر لجواره وضعت يدها فوق يدهُ قائله بتوافق:
ده اللى بقوله دايمًا،آصف إفترا قبل كده وخدعنا وخدع سهيله وصدقت كدبه،خايفه ترجع تقع تاني وتصدق كلامه الناعم،ويتلاعب بعواطفها.

تنهد أيمن بآلم قائلًا:
مش هسمح ليها مره تانيه معنديش إستعداد أعيش نفس الآلم مره تالته،وأشوفها مش قادره تتحرك.

وضعت سحر رأسها فوق كتف أيمن وتنهدت بآسى:
قلبي حاسس 
هويدا هى اللى كبرتها فى دماغها، إنها لازم تواجهه، وتعرف حقيقة إزاي هى لسه مراته، سهيله مكنتش مُقتنعه بس الصبح بعد ما إستلمت إنذار بيت الطاعه، إتعصبت جامد من آصف، أنا كمان خايفه 
أنا مش هقدر أتحمل أى أذى ليها  كفايه أوقات بحس إن ربنا بيعاقبني فى بنتِ  الوحيدة،حظها قليل حتى صحتها كمان،والله زمان مفكرتش لما إبتهال إديتني هويدا أرضعها،رغم إن قلبي وقتها كان محروق على إبني اللى مات بعد ساعات من ولادته قولت ربنا حط فى قلبي الصبر وبعتلي هويدا خدت هى رزق سابه إبني فى صدري،ربيتها على أنها بنتِ ويعلم ربنا عمري ما فرقت بينها وبين سهيله،رغم حقدها دايمًا كان واضح على سهيله،حاولت كتير أقربها من بقية ولادى،وأقولها إنتِ الكبيره،يعنى مكاني ،بس هى مش بتقوي غير عـ الشر،وده اللى حصل مع سهيله،حرضتها بطريقتها إستفزتها
بس تعرف يا أيمن سهيله فعلًا لازم تواجه آصف كفايه مش لازم تبقى ضعيفة هو لازم يدفع تمن اللى عملهُ فيها،مش لازم تخاف وترتجف منه،أنت مشوفتش منظرها يوم ما جه هنا ملامح وشها كانت قد أيه خايفه،رغم إننا كنا حواليها...كمان إنتم روحتوا لشيخ الجامع وسألتوه وهو فسرلك الوضع،سهيله لازم تتحرر من خوفها من مواجهة آصف ، قبل نهاية جوازها منه. 

تنهد أيمن وأومأ رأسه موافقًا،وتذكر 
باليوم التالي لمجئ آصف وتلك المفاجأة  التى قالها أن سهيله مازالت زوجته، بعقد رسمى 
بعد أن تأكدوا من وجود توكيل سابق بينها وبين إبراهيم،لكن تم فسخه من جانب إبراهيم بعد يوم واحد من عقد قرانها على آصف.. 
عقب صلاة العشاء
طلب أيمن من إمام الجامع الجلوس معه ليسأله عن فتوى خاصه 
بالفعل إنتهت سهيله من الصلاة 
بمُصلى النساء ثم ذهبت مع والدها الى تلك الغرفه الخاصه بـ إمام الجامع...
تنحنح أيمن قائلًا:
شوف يا حضرة الشيخ فى أمر خاص،ومحتاج منك فتوة فيه. 

حثهم إمام الجامع  قائلًا: 
خير يا عم أيمن. 

نظر أيمن  لـ سهيله  ثم للـ الإمام وسرد له ما حدث،أن آصف سبق وأخبرهم عن طلاقها.

وجه الإمام حديثه لـ سهيله سألًا:
هو كان رمى عليكِ يمين الطلاق؟.

لاء
قالتها سهيله بإختصار.

سأل إمام الجامع:
وهل دخل بيكِ كزوج.

لوهله تذكرت سهيله تلك الليله الشنيعة وشعرت برجفه فى جسدها،بتلقائيه قبضت على يديها بقوه وأومأت بحياء قائله بخفوت:
أيوه.

أومأ الإمام قائلًا  بتوضيح:
يعنى مازال زوجك،وله عليكِ كل الحقوق الشرعيه.

رفعت سهيله وجهها بتفاجؤ كذالك أيمن الذى قال:
طب إزاي وهو طلقها عند المأذون،كمان التوكيل اللى ردها بيه يعتبر تدليس.  

رد أيمن بتوضيح: 
طالما دخل بها كزوج، والطلاق كان راجعي، حتى لو طلقها عند المأذون،يحق له يرجعها لعصمته طول فترة العِدة،كمان من غير عقد  أو مهرٍ جديد
زى ما ربنا قال فى كتابه الكريم (وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَٰلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا)
كمان زى ما ذكر عمأيمن إنك أنتِ اللى أصريتي عالطلاق وهو مكنش موافق، بس إتغصب عشان يرضيكِ وقتها ويسيب لك فرصه تهدي أعصابك،ويبقى سهل الرجوع مره تانيه،وده اللى حصل زى ما عم أيمن قال إنه ردك فى آخر أيام العِده،يعنى ساب وقت يمكن فكر وقتها إنك ممكن تكونى هديتِ،وهتتقبلي رجوعكم من تاني.

شعرت سهيله بالإستغراب قائله: 
هو فعلًا عمل كده، بس أنا حتى  وقتنا هذا مش قابله أنى ارجعله كمان خبي الموضوع ده خمس سنين، إفرض إني كُنت إتجوزت من شخص تاني، كان هيحصل أيه وقتها. 

رد الإمام: 
هو فعلًا غِلط، غلط فادح لما أخفي إنه ردك من تاني لعصمته، معرفش السبب عنده أيه، مقدرش أديله عُذر، بس كمان 
معتقدش إنه كان هينتظر لو عرف إنك هتتجوزي من شخص تاني. 

فكرت سهيله  بقول الإمام، حقًا لا تعلم من الذى أخبر آصف وجعله يآتى تلك الليله، كذالك شتت عقلها بتلك القِبله الذى وضعها  على وجنتها ليلتها، جعلتها تصمت ولا تقوم بالرد المناسب وتصفعه أمام الجميع، لكن هو كان مراوغًا فلقد غادر المنزل مباشرةً  بعد أن أشعل فيتل تلك القُنبله وتركها وحدها بين الذهول والحِيرة والغضب.
[عودة]
عاود أيمن يُزفر نفسه سألًا:
نفسى أعرف مين الى وصل لـ آصف،إن سهيله هيتقدم ليها عريس،خلاه رجع تانى لحياتها...تفتكرى هويدا هى اللى ممكن تكون وصلت له الخبر.

رفعت سحر رأسها قليلًا عن كتف أيمن ونظرت له بنفى قائله:
لاء معتقدش هويدا،لأنها معرفتش غير قبلها بوقت قليل، كنا بعد الضهر وهى راجعه من شُغلها،وجت على هنا مباشر،وبعدين هويدا مصلحتها أيه.

تنهد أيمن بحِيره قائلًا:
مش عارف، آه
نسيت أقولك رحيم إتصل عليا وقالى مش هينزل أجارتة الأسبوع ده.

تبسمت سحر رغم وجع وحِيرة قلبها قائله:
أكيد متعاقب زى العادة.

أومأ أيمن رأسه ببسمه،ثم أخرج هاتفه من جيبه وقام بإتصال،إستغرب بلهفه وهو ينظر الى سحر قائلًا:
بتصل على سهيله موبايلها بيرن ومش بترد. 

رغم لهفة قلبها هى الآخرى لكن قالت بتهدئه:
يمكن فى الطريق راجعه وإنت عارف دوشة المواصلات مش هتعرف ترد،إطمن،قلبي حاسس إنها بخير.

تنهد أيمن بأمنيه أن يصدق إحساس سحر.     
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ سرايا شُعيب
بغرفة النوم
أنهي أسعد مهاتفته تليفونيًا لـ شهيره، بعد شِجار دار بينهم، لأول مره شهيره تتحدث بهذه الطريقه الجافه التى لم تُعجبه، لكن لن يتغاضى عن ذلك لاحقًا فقط فكرهُ ووقته مشغولان هذه الفترة بالدعايه من أجل الفوز فى الإنتخابات البرلمانيه،لكن مجرد أن ينتهي منها سيكون هنالك جزاء لما إقترفته رغم تحذيره السابق لها.

وضع الهاتف جواره على الفراش يزفر أنفاسه يشعر بضجر وسأم،تمعن بسقف الغرفه،هنا تزوج بـ شكران وكان معها زوجه أخرى مريضة إنتهت صلاحيتها كزوجه طريحة الفراش بسبب خطأ طبي،أو ربما أراد القدر بزوجه أخري مثل شُكران،لا ينكر أنه عاش معها فى هدوء أنجبت له ثلاث صِبيه،بعد أن كان يظن الجميع أن خلفه كل سيكون إِناثً،آتى آصف كان له فرحه خاصه بقلبه،أول ولد كذالك مازال له مكانه خاصه فى قلبه رغم سنوات الجفاء بينهم لكن لا ينكر أنه سعيد بنجاحهُ المدوي،لكن أحيانًا يشعر بضيق بسبب شُكران التى لم تُفكر للحظه وإتخذت جانب آصف،ربما إستقوى آصف بهذا عليه،لو كانت شُكران إختارته هو كان آصف رق مع الوقت من أجلها،لكن شُكران خيبت أمله وتوقعه،ربما لسبب برأسها غير أمومتها،أن ترُد له صاع زواجه عليها بأخرى رغم تقبُلها ذالك طواعيه منها، هى لم يكُن ينقُصها شئ وقتها،لكن هذا بنظرها هي،هو كان يحتاج لإمرأة ذات واجهه إجتماعية  
شكران لم تكُن تصلُح واجهه إجتماعية طبيعتها الريفيه طغت عليها دائمًا، إمرأة كل ما تهتم بيه أنها زوجه وأُم فقط،ينقُصها،أنها ليس لديها ذكاء إجتماعي مثلما أراد أن تكون زوجته، هذا ما جعلهُ يبحث عن أخري، تعوض ذلك النقص...ووجده حين تقابل مع شهيره التى تُظهر التمرُد الآن.

فى أثناء تفكيره صدح رنين هاتفه،نظر نحوه وجذبه رمق الشاشه كى يعلم هوية المتصل،قبل أن يُقرر الرد أو التجاهل،لكن سُرعان ما إبتسم وجلس على الفراش وقام بالرد مازحً بإيحاء:
كُنتِ لسه على بالى وبفكر فى عدم ردك على عرض الشغل،قولت ممكن يكون جوزك رفض العرض،بصراحه معاه حق،يخاف عليكِ.

تهكمت هويدا،هل حقًا عادل يخشى عليه،بالتأكيد لا هما زوجان بالآسم فقط كل ما يجمعها فراش واحد،وطفل آتى بالخطأ،احلامهم وطموحاتهم متباعده حتى مشاعرهم باردة مثل صقيع الشتاء 
لكن أظهرت عكس ذلك قائله:
بصراحه عرضك أى شخص مكانى مستحيل يرفضه لأنه فرصه كويسه،فكرت في العرض وقررت أقبلهُ.

إنشرح قلب أسعد بشده،لكن أظهر الدهاء قائلًا:
أنا مبسوط جدًا لأنك مكسب هايل جدًا لأي مكان تشتغلي فيه، رغم
بصراحه لما إتأخرتِ فى الرد كنت هوسط مدير البنك يحاول يقنعك.

تبسمت بزهو قائله:
فعلًا،أنا كنت هرفض والسبب إبني محتاج لى زى ما قولتلك قبل كده،بس ماما لما حكيت ليها على عرضك قالتلى فرصه كبيره وأكيد لمصلحة إبنك يعيش فى مستوي راقى، بلاش تضيعيها،وأنا إقتنعت برأيها.

للحظه شعر اسعد بوغوشه سائلًا بإستفسار:
وقولتِ لمامتك إنك هتشتغلى عندي؟.

ردت هويدا سريعًا:
لاء،بس قولت لها إنه فى مكان مرموق وهى رحبت،وأنا إقتنعت.

إنشرح قلب أسعد قائلًا:
تمام،من أول الشهر تقدري تستلمِ شغلك فى المجموعه،هوصي مدير الحسابات عليكِ بلاش يتعبك فى الشغل.

ردت بذكاء:
لاء أنا مش بحب الوسايط بحب أدى لشُغلي حقه حتى عشان ربنا يحلل لى المرتب اللى هاخده.

تبسم بإعجاب قائلًا:
تمام براحتك،على أول الشهر هتكون الإنتخابات إنتهت وهيكون لينا لقاء مباشر،نكمل فيه الإتفاق.

تبسمت قائله:
ربنا يوفقك ومتأكده إنك هتفوز فى الإنتخابات بإكتساح،إنت شعبيتك عاليه هنا كمان الناس بتحبك وبتعترف بجمايلك عليهم.

تبسم قائلًا:
مش جمايل منى دول أهلي ولهم فضل عليا.

تبسمت قائله بمدح له:
بالعكس إنت اللى فضلك عليهم كبير،أتمنالك التوفيق،تصبح على خير.

لم يكُن يُريد إنهاء المكالمه مع هويدا، كذالك هى الأخري تود زيادة الحديث بينهم علها تستطيع بدهائها الوصول الى عقله والسيطره عليه، لكن لا مانع من بعض الدلال وإظهار الأخلاق... 
بينما أسعد لم يكُن يُريد إنهاء  المكالمه من أجل اللعب بعقلها أكثر، كي يعلم ما تلك المشاعر الذى يشعر بها حين يراها أو يسمع صوتها، نفس رنين صوت "تهانى" 
مازال برأسه رغم مرور السنوات... نهض من فوق الفراش وذهب الى غرفة المكتب فتح تلك الخزنه وفتحها وأخرج ذالك الملف  
فتحه مره أخري، نحى وثيقة الزواج العرفي كذالك إعتراف البنوه، جذب صوره فوتوغرافيه، نظر خلفها الى التاريخ الموجود عليها كان قبل وفاة إبن عمه بأقل من شهر كانت هذه الصوره ضمن مُتعلقاته الشخصيه التى أرسلت بعد وفاته بأحد كمائن الشرطه كان هو يترأسه لكن بالخطأ دعسته سيارة أثناء تأدية عمله،الصوره لـ إبتهال تحمل طفله صغيره إبنة بضع أيام،وضع الصوره ثم جذب ذلك الإعتراف
قرأ إسم "إبتهال علي شُعيب".  
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أمام مسكن آصف 
ترجل سريعًا من خلف مقود السيارة وفتح بابها الخلفي كانت مازالت سهيله غافيه
ظل ينظر لها لدقائق يستمتع بالنظر الى ملامحها البريئه التى سلبت قلبه،ومازالت تأثره،أخطأ بحقها حين سلم عقله لإنتقام،بدلًا من أن يساندها وقتها ويسعى لإظهار برائتها،سيطر على عقله الغضب وأعماه،بليلة سحق ليس قلبها،بل سحق قلبه،كان بغفوة وحين إستفاق منها ندم بإستحقاق،لكن مازال لديه أملًا لن يفقدهُ وسيسعي لنيل الغُفران،تنهد يعلم أن الطريق مازال فى البدايه بل قبل البدايه، إقترب من شفاها وقبلها بإنتشاء كأنه يعود له الشعور بالحياه، تنهدت سهيله بلا وعى، ظن انها قد عادت للوعى، إبتعد عن شِفاها ونظر لها مازالت غافيه،برفق حملها  بين يديه من السياره وذهب الى تلك البِنايه دلف الى المصعد الخاص،ومنه توقف أمام الشقه التى يقطن بها،توقف ثم قام بقرع جرس الشقه...سريعًا فتحت صفوانه له الباب،بإستغراب،لكن قالت بذهول وإستخبار:
مالها سهيله...دى كانت لسه مكلمانى قبل أقل من ساعه ونص وطلبت مني عنوان مكتبك،وعطيته ليها.

قبل أن يرد آصف كانت خلفها شُكران التى نظرت لـ آصف بآسف قائله بإندفاع:
عملت فيها أيه تاني يا آصف والله لو كنت أذيتها مرة تانيه مش هسامحك وهسيب لك الشقه و....

شعر آصف بغصه من حديث شُكران وقاطعها:
سهيله بخير ياماما كل الحكايه مغمي عليها،وسعوا خليني أدخل بيها.

تجنبن على جنب حتى دلف آصف بها الى غرفة النوم الخاصه به وضعها فوق الفراش قبل أن يستدير بوجهه كانت شُكران تدلف الى الغرفه كذالك صفوانه التي جذبت إحدي زجاجات العِطر الخاصه بـ آصف،وإقتربت هى وشُكران من الفراش،تحدثت شُكران بتعسُف:
قولى أيه اللى حصل وإزاي أغمي عليها،من شويه كلمت صفوانه وأنا قولت لها على عنوان مكتبك،وإزاي تجيبها لهنا...أيه اللى حصل ومخبيه عليا يا إبن أسعد.  

شعر آصف بخزى  من إستهجان شُكران  عليه وقال: 
سهيله لسه مراتي شرعًا وقانونًا، وبلاش تسأليني إزاي.

ذُهلت كل من صفوانه وشُكران،لكن تغاضت شُكران عن الإستفسار الآن وجلست جوار سهيله على الفراش وقالت لـ صفوانه:
هاتي البرفان ده خلينا نفوقها وبعدين نبقى نعرف أسرار إبن أسعد.

أعطت صفوانه العِطر لـ شُكران وضعت منه القليل على يديها وقربته من أنف سهيله وبدأت تربت على وجنتيها بخفه،الى أن بدأت سهيله تعود للوعى،ترا بغشاوة صورة آصف كآنه أمامه،همست بإسمه لكن ليس حبً،بل رهبه 
وضحت أكثر حين حاولت دفع يد شُكران عن وجهها،ظنًا أنها آصف،لكن ربتت شُكران على وجهها بحنان قائله:
فوقي يا سهيله.

فتحت عينيها، أكثر للحظه شعرت برهبه،بالفعل آصف قريب منها، كادت تنهض جالسه، كآنها لم تنتبه لـ شُكران الا حين ضمت رأسها لصدرها قائله:
إهدي يا سهيله و متخافيش.

إهتدي عقل سهيله لـ شُكران ورفعت رأسها نظرت لها،شعرت بهدوء نسبي،لكن قالت بإستغراب:
أنا فين.

رد آصف:
إنتِ هنا فى شقتِ.

حاولت النهوض قائله:
مستحيل أفضل هنا،انا لازم أمشى دلوقتي.

نظرت لها شُكران بعتاب قائله:
كده يا سهيله بدل ما تقولى لى إزيك يا طنط،انا كده هزعل منك.

كذالك قالت صفوانه بعتاب:
كده،بقى أنا اللى أول ما بنزل البلد بروح عند سحر وأسأل عليكِ إنتِ والحجه آسميه.

شعرت سهيله بتوتر وقالت:
متأسفه،بس أنا لازم أمشى من هنا حاسه إنى هتخنق.

نظرت لها شُكران بعتاب:
تتخنقي وإنتِ فى حُضني،كُنت مفكره إنى غاليه عندك،زى ما أنتِ غاليه عندي،إنتِ متربيه على إيدي و...

قاطعتها سهيله بآسف: 
مش قصدي يا طنط، بس ماما وبابا زمانهم قلقوا عليا، ولازم أرجع كفر الشيخ. 

إستغربت صفوانه ذالك قائله: 
إنت عارفه الساعه كام إحنا بعد العشا وعلى ما ترجعى كفر الشيخ هنبقى نص الليل، خليكِ يا بنتِ هنا، وإن كان على سحر  أنا هتصل أطمنها عليكِ. 

حاولن شُكران  وصفوانه إقناع سهيله بالبقاء الليله، ظل آصف صامت لا يود الضغط عليها وانه لن يسمح لها بالإبتعاد عنه أكثر من ذالك، لكن إتخذ هُدنه فقط يكسب بها وقتً، بلا إجبار، وافقت سهيله بعد عذاب لـ شُكران  وصفوانه لكن نظرت الى آصف، وإتكئت براسها على صدر شُكران كأنها تحتمى بها قائله: 
خليكِ هنا معايا فى الاوضه يا طنط. 

تبسمت شُكران  وضمتها قائله: 
عيونى يا حبيبتى، يلا يا صفوانه روحى حضرى عشا خفيف لـ سهيله وهاتيه ليها هنا عالسرير، كمان هاتي ليها عبايه من بتوعي تنام فيها. 

ردت سهيله بنفس عاليه: 
لاء أنا مش جعانه كفايه العبايه.

تبسمت صفوانه قائله:
الأكل الاول وشك اصفر،وكمان هجيبلك كوباية لبن تهدي اعصابك وتنامى رايقه.

تبسمت سهيله بحياء،هى حقًا جائعه منذ فطورها بالمنزل لم تتناول أى طعام.

بينما غص قلب آصف للحظه  بسبب رهبتها منه لكن تبسم بعد إنطياع سهيله لهن كان ذكاء منه أن آتى بها لهنا ،لكن نظرت له شُكران بتعسُف قائله:
واقف كده ليه يلا روح نام فى الاوضه التانيه وأنا هفضل مع سهيله هنا.

وافق آصف على مضض وخرج من الغرفه،بينما ضمت شُكران سهيله قائله بحنان:
وحشتيني أوى يا حبيبتى كنت ببعت لك السلام مع صفوانه لما كانت بتنزل البلد.

تبسمت سهيله لها تشعر بمحبه وأُلفه معها، هى الوحيده التى صدقت برائتها، وعاملتها بطيبه ورافقتها حين كانت بالمشفى،وربما هى السبب فى إنقاذها تلك الليله.
......ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القاهرة 
بشقه متوسطه بحي متوسط، تمدد عادل بجسده فوق الفراش وجذب تلك الجريده الخاصه بالموضه،رغم انه لا يهتم بذالك النوع من الجرائد بل أحيانًا ينظر لها على انها نوع من الرفاهيه،بل التفاهات،لكن لفت نظره غلاف تلك الجريده التى يتصدرها صورة 
"شهيرة"نظر لها بإعجاب 
فَر بين الصفحات حتى وصل  الى تلك الصفحه والحوار الخاص بها وبدأ بقرائته 
كلمات كاذبه منها لكن ظنها حقيقيه وهى تجاوب على سؤال" لماذا تركت العمل كعارضه وهى بأوج شهرتها،وردها البديهي أرادت أن أكون لى أسرة خاصه بى وأعطانى الله
زوج وإبنتين أعيش معهم بسعاده"

شعر بحنُق أى سعادة تتحدث عنها وهى زوحه ثانيه  لزوج لديه زوجه أخري تُشاركها فيه،
وسؤال آخر"هل ترزوجتي عن حُب وجوابها دبلوماسى،أجل ومازالت اكن له نفس الحب" 
وسؤال أخير"هل زوجك كان معترضً على عملك كعارضه،وجواب واضح أنه نفاق
ايوة،بس أنا اللى كان عندى الأهم كنت حابه أبعد عشان راحة أسرتى بناتِ، وزوجي شخص حضاري ومتفهم جدًا".

تهكم عادل بحسره،على إمرأه كهذه تمدح بزوجها كثيرًا،عكس زوجته دائمًا تتذمر على أتفه الاسباب،يشعر بالبرد  وهى فى حضنه،بينما هذه الجميله تمدح بزوج أكبر منها فى العمر كذالك هى إحدى نساؤه،الفرق كبير حتى فى التعامل 
كفة شهيره الرقيقه تكسب.   
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل الفجر بوقت قليل
بشقة آصف
لم يستطيع النوم، ساهدًا فوق فراش غرفة آيسر، يشعر بالشوق لـ سهيله كل ما يفصل بينه وبينها باب هذه الغرفه وباب الغرفه المُوازيه لها مسافة خطوات، شوق ينبعث بقلبه،يسوقه بلا تفكير نهض من فوق الفراش وفتح باب الغرفه لكن للغرابه، باب الغرفه  الأخري كان شبه مواربً ربما من حُسن حظه، دفع الباب بهدوء
ونظر لداخلها، تبسم حين رأى  سهيله تنام على إحد يدي والدته، أمنيه سارت بقلبه، تمنى لو كان هو مكان والدته ويضم سهيله  بين يديه، يتنفس من أنفاسها، يشعر بنبضات قلبها، كذالك تشعر هى الأخري بقلبه المُشتاق والملوع
تذكر إحد لقائتهم الخاصه فوق البُحيره... 
بالعوده لقبل أكثر من ست سنوات
على شاطئ تلك البُحيره 
إنحنت سُهيله تلتقط تلك الزهره التى جرفتها الأمواج نحو الشاطئ، نفضت تلك المياه العالقه بأوراقها وقربتها من أنفها تسنشق ذالك العبق الذى مازال عالق بها، حتى سمعت من خلفها من يقول بإستهجان: 
إتأخرتي ليه. 

إستدارت تلوح له بالزهره بمغزي وهى تنظر له ببسمه هادئه تقول بنبرة ذم: 
كويس إن الموج حدف ورده عالشط من البوكيه اللى كنت جايبه وطبعًا لما إتأخرت زي عادتك بتتعصب وبتضايق بسرعه وترمي أى شئ فى إيديك حتى من غير ما تفكر فى غلاوة قيمته.

شعر بآسف من ذم سُهيله الواضح بين كلماتها، هدأت عصبيته، وقال بتوريه: 
أنا هنا بقالى أكتر من ساعتين عالشط، والجو برد وقولتلك متتأخريش. 

علمت أنه يحاول المراوغه من أجل أن تتغاضي عن عصبيته، تبسمت بهدوء قائله: 
أنا جيت بعد ما خلصت ورديتي فى المستشفى، ولا عاوزهم ياخدوا عني فكره اني مش ملتزمه من أولها ، أنا لسه يادوب منقوله هنا جديد بعد ما خلصت سنة التكليف، انا لسه بقول يا هادي. 

نظر لتسلُط آشعة شمس الغروب على وجهها تُعطي لعينيها السوداء بريق يُشبه اللؤلؤه السوداء النادره 
وتحدث بغرور: 
وماله ياخدوا فكره إنك مش ملتزمه، أو يرفدوكِ حتى، ميهمنيش. 

تهكمت سُهيله بتبسُم: 
خلينا نقعد تحت أي شجره قريبه من الشط، أنا هلكانه من شُغل المستشفي طول اليوم. 

أشار لها بيده أن تتقدم بالسير، سار جوارها يقول: 
طالما الشُغل فى المستشفى الحكومي مُتعب كده، 
بسيطه.. قدمي إستقالتك وأنا سهل أفتح لك مستشفى خاصه. 

جلست سهيله أرضًا تحت ظلال إحدي الأشجار،خلعت حذائها وقامت بمد ساقيه أمامها رفعت رأسها تنظر بعلو لـ آصف الواقف أمامها بشموخ قائله: 
طبعًا سيادة المُستشار، كل شئ عنده سهل وجود حل تاني ،ناسي إن من ضمن أساسيات مهنته كـ قاضي "الرأفه" بحال الناس المحتاجه ...

قالت هذا وتوقفت للحظه تُحدثه بتهكُم: أيه هتفضل واقف كده قدامي سادد نور ربنا اللى قرب يغيب، طبعًا خايف تُقعد عالارض لا هدومك الماركات الغاليه تتلوث من التُراب اللى تحت الشجره. 

تغاضى عن نبرة تهكمها وإنحنى يجلس جوارها ورفع يده وكاد يلتصق بها.... لكن هى إبتعدت قليلًا عنه. 

شعر للحظه بضيق لكن تبسم قائلًا: 
تعرفي لو حد تاني بيتكلم معايا بنفس طريقتك دي كان هيبقى ليا تصرف تاني معاه،لكن إنتِ ليك مكانه تانيه خاصه عندي. 

رمقته سهيله بنظره مُتهكمه قائله بتوريه: 
أكيد ليا مكانه تانيه ويمكن يبقى فى تالته بس يا ترى مين صاحبة المكانه الأولى. 

فهم آصف فحوي حديثها، رغم تلك 
النظره التى تمتزج بـ العشق والشوق والتمني
والذى يخُصهم لها وحدها لكن تبسم بغرور وتعالي بعض الشئ قائلًا: 
وماله الشرع محلل لـ الراجل أربعه طالما قادر ماليًا وجُسمانيًا. 

تهكمت عليه بضحكة سخريه قائله: 
أربعه!، طبعًا مامتك مطمنه، هى أُم الصبيان، وطبعًا مكانتها خاصه جدًا... بس سيادة القاضي أنا مش من نوعية الستات اللى تقبل بـ ست تانيه تشاركها بشريك حياتها، وتنتظر أنه يتفضل ويتكرم ويعطف عليها بليلة. 

تبسم بنظرة عِشق قائلًا بتأكيد: 
بس أنا فى ست واحده مستوطنه قلبي كله، قلبي مفيش فيه مكان ولا مكانه لـ ست تانيه غيركِ....
توقف للحظات ينظر لها ثم اكمل بصدق: 
مفيش أغلى منك إنتِ أغلى الغاليين يا سهليه. 

تخصب وجهها باللون الأحمر القاني وأخفضت وجهها بحياء وظلت صامته تشعر بإنصهار قلبها. 

فُتن آصف بملامح وجهها الخجوله وبشوق منه مد يده ورفع وجهها وإنحني برأسه يتمنى أن يتذوق قُبله من شفاها،لكن إبتعدت عنه ونهضت واقفه تتهرب تنظر ناحية البُحيره،تنفض آثار الرمال عن ثيابها تحاول تهدئة خفقان قلبها قائله: 
الشمس خلاص غابت والدنيا بدأت تضلم، بعد كده مش هنلاقي مركب ترجعنا للـ البر التاني. 

نهض واقفًا هو الآخر بمضض يعلم أنها تتهرب منه،شعر بوخز فى قلبه رغم أنه إعترف لها مرات سابقه أنه يعشقها لكن لم يحصل منها ولو لمره واحده على كلمة واحده تؤكد أنها تُبادله نفس المشاعر ،لكن نظر لها بثقه ويغلفها الغرور قائلًا:
فى يوم هدمر كل الحصون اللى بتحُطيها بينا وقتها هجيبك هنا ومش هتقدري تهربى مني بحِجة الوقت، وهبوسك ومش هتقدري تمنعيني،لانك هتبقي حلالِ واليوم ده قريب جدًا. 

إنتهت الذكري 
بدمعة ندم، 
لم يكن يظن أن يآتى يومًا،ويتخلى عن كل هذا العشق لها .... بلحظة إنتقام يفتك بها
بـ نصل حاد يُسفك قلبيهما الإثنين.

بينه وبينها لا أكثر من خطوتين،مِلكهُ شرعًا،لكن لا يستطيع الإقتراب منها.

غادر الغرفه مثلما دخل إليها يشعر بتهتُك فى قلبه . 

فتحت شُكران  عينيها وتنهدت بآسف على وجع قلب آصف الذى تسبب به لنفسه،هى كانت مُستيقظه وشعرت بدخوله  للغرفه وإقترابه من الفراش، كذالك خروجه يتسحب مثل اللصوص خشية أن تسيقظ سهيله،ويرى ذلك الخوف منه بعينيها،من كانت تلمع عينيها وتبتسم حين تراه،ترتعش شِفاها وتنظر له برهبه رغم أنها  مُغلفه بتحدي زائف.

بينما عاود آصف لغرفة النوم الخاصه بـ آيسر إرتمى بجسدهُ على الفراش،يحاول النوم لكن لم يستطيع.   
فى الصباح الباكر
إستيقظت سهيله 
نظرت الى جوارها، رأت شُكران نائمه، تسحبت من جوارها بهدوء، ونهضت من فوق الفراش، جذبت ملابسها الموضوعه على إحد المقاعد وأخذتها وتوجهت نحو حمام الغرفه بهدوء، أبدلت تلك العباءه الخاصه بـ شُكران وإرتدت ثيابها مره أخرى، وخرجت بهدوء من الحمام، نظرت نحو شُكران  تنهدت براحه حين وجدتها مازالت نائمه، تسحبت بهدوء نحو باب الغرفة  وخرجت منها، فتحت شُكران  عينيها وتبسمت، لديها يقين أن آصف لن يتركها بسهوله 

بينما سهيله  شعرت براحه حين وصلت الى باب  الشقه، دون ان تتقابل مع صفوانه أيضًا، رفعت يدها وضعتها على مقبض باب الشقه، وضغطت عليه، لكن لم يفتح الباب، شعرت  بخضه حين سمعت: 
رايحه فين يا سهيله. 

إستدارت تنظر له وقالت بغضب: 
ماشيه، أوعى تفكر إنك هترهبني بحكاية بيت الطاعه، سهل أرفض تنفيذه وكمان أوصل للطلاق يادوب مسألة وقت مش أكتر. 

تبسم آصف وهو يقترب منها  بخطوات بطيئه قائلًا بصدق ونبرة عشق: 
   قولتلك قبل كده مش هتنازل عن حقي فيكِ يا سهيله، ومش هيحصل بينا إنفصال غير بموتِ... خدى الورقه دى إقريها. 

جذبت سهيله تلك الورقه منه بغضب قائله: 
حياتك أو موتك آخر شئ تهمني،إنت متفرقش معايا، بس تأكد إنفصالنا مجرد وقت وهتأكد المره دى إن ميكنش فيه تلاعُب منك... 
وورقة أيه دى كمان. 

تبسم آصف ببرود عكسي لو بخاكره لجذبها من يدها ودخل الى أحد الغرف مثلما كان يفعل بالماضي، لكن وقتها كانت تتهرب منه قبل أن يحصل منها على قُبله لكن الآن لن تستطيع الهرب، لكن يخشى رد فعلها... مازالت أمنيه لديه أن يحصُل على قُبله برضاها، لكن تبسم على ملامح وجهها التى تبدلت بعد قرائتها لتلك الورقه، حين رفعت نظرها ونظرت إليه بغضب قائله: 
شاطر أوي فى اللعب بالورق ض
إزاي وصلت بيك الجباحه للدرجه دي، مستحيل اللى فى الورقه دى يحصل، وأنا همشى دلوقتي  ومش هتقدر تمنعني، إفتح الباب. 

ببرود عسكي ذهب آصف نحو باب الشقه وقام بفتح الذِر الاليكترونى الخاص به، لكن نظر لـ سهيله بثقه قائلًا: 
متأكد هترجعي لهنا تاني وبرضاكِ. 




تعليقات