رواية عشق مهدور الفصل السابع7 والثامن 8 بقلم سعاد محمد سلامه


رواية عشق مهدور
الفصل السابع7 والثامن 8
بقلم سعاد محمد سلامه


بعد مرور يومين
ليس كالعاده خرجت يارا من السرايا بلا هدف داخلها أخذتها قدميها الى 
ذاك الكافيه القريب من الجامعه تستغرب ذلك الشعور التى تشعر به
رغم أن سامر نصف شقيق لها كذالك لم يكن بينهم إنسجام أخوه فقط كانت بينهم مُحدثات عاديه مثل رُفقاء يتشاركون  المنزل لبعض الوقت ،بالنهايه هم أخوات نصف شقائق،ربما تشعر بزيادة مشاعر   قليله فى شعورها نحو آصف وآيسر   لكن بداخل قلبها أكثر إقتراب لكن 
حزنت كثيرًا على موته شابً، عقلها يخبرها أن ربما هنالك سبب آخر هو بشاعة موتته كذالك حال والداته زوجة أبيها،لا تنكر معاملتها الحسنه لها وبالأخص منذ أن جاءت للبقاء فى كفر الشيخ من أجل إستكمال دراستها الجامعيه،لم تجد منها نفورًا عكس والداتها تشعر دائمًا أنها تبغض أخواتها سواء البنتان اللتان كُن من زواج أبيها الأول،وأكثر بُغضًا ناحية أبناء "شُكران"، لأول مره تشعر بهذا الشعور المُحزن والصعب
بداخلها لا تعلم لما أرادت ان تخرج من السرايا  اليوم،تود الخرج  من تلك الحاله  التى تسيطر عليها، أو ربما  لسبب آخر بداخلها أمنية علها ترا طاهر حتى من بعيد دون حديث بينهم 
جلست خلف إحدى الطاولات القريبه من رؤية الماره بالشارع طلبت من النادل قدحً من القهوه دون سُكر 
عينيها تنظر للـ الشارع من خلف نظارتها الشمسيه التى تُخفي عينيها الحزينه، حتى آتى لها النادل بقدح القهوه إنتظرت لدقائق حتى هدأت سخونتها، جذبت القدح وبدأت ترتشف منه برويه بعدم إستطعام حتى إنتهت منه،ظلت جالسه لوقت حتى شعرت بالملل من رتابة الإنتظار كذالك رأت بعض زخات المطر الغزيرة خارج الكافيه،كادت تنهض لولا أن رأت طاهر،يهرول للدخول الى الكافيه هو وبعض زُملائه إحتمائًا من المطر...بينما هى نهضت بداخلها رغبه تود السير أسفل ذالك المطر ربما يغسل عن كاهلها ذلك الشعور السئ،توجهت نحو مكان الخروج من الكافيه،بنفس اللحظه كان يقف طاهر قريب من ذلك المكان،ورأها وكادت تخرج،بتلقائيه منه مد يدهُ وأمسك معصمها قائلًا:
المطره شديده أوى بره.

توقفت اللحظات وسادت النظرات بين الإثنين لثوانى قبل أن يسمعا صوت سرج الشتاء 
فاق طاهر وترك معصمها مُتآسفًا:
آسف إنى مسكت إيدك بدون ما أقصد.

نظرت نحو مِعصمها شعرت برعشه تسير بجسدها،لا تعلم سببها أهو 
ذلك الهواء البارد الذى يسود الطقس،أم إزدادت البروده فى جسدها بسبب إقصاء يدهُ عنها...لكن أمائت رأسها بإمتثال وبسمه خرجت مغصوبه منها. 

بينما هو شعر بأنه أخطأ وتسرع بمسك يدها كان من السهل تحذيرها شفهيًا فقط دون ذلك،لكن لا يعلم لما تلهف وفعل ذلك، كذالك شعر بغصه من ملامحها التى تبدوا حزينه كذالك ود رؤية عينيها اللتان تختفيان خلف تلك النظاره القاتمه.

بخفوت أجلت صوتها:
شكرًا،فعلًا المطره شديده،ولو خرجت ممكن أخد برد،بس إنت كمان هدومك مبلوله.

خلع ذلك المعطف الجلدي الذى كان يعلو ثيابه قائلًا:
لاء المطر عالجاكيت بس.

تبسمت له... عينيها تتمعن لكن إنش به من أسفل تلك النظارة التى تُخفى نظرات عينيه عنه،بينما هو الآخر يود التمعن بالنظر لها لكن يشعر بإستحياء وقبل ذالك إستحرام...
تبسم لها قائلًا:
بلاش الوقفه دى هنا الجو عاصف،إدخلى لجوه الكافيه دفا عن هنا.

لا تعلم أهى جرآه منها،أو تلقائيه حين قالت:
تمام خلينا ندخل نقعد على أى طرابيزه نشرب نسكافيه أو أى مشروب دافي.

تبسم لها بموافقه قائلًا:
تمام...بس أنا اللى عازمك.

أومأت له ببسمه قائله:
تمام.

ذهب الإثنين وجلسا خلف إحدى الطاولات،أشار طاهر للنادل الذى  
آتى مُبتسمً ودون ما طلبه الإثنين.

وضع طاهر مِعطفه على مقعد ثالث بالطاوله،نظر الى صمت يارا،أراد أن يتحدث معها وسألها يفتح معها حوارًا:
آه صلحتى موبايلك فى المركز اللى كتبت لك إسمه.

ردت ببساطة:
لاء،معرفتش أوصل للمكان،بس إشتريت موبايل جديد،بس مش نفس الماركه،ولا حتى نفس إمكانيات الموبايل ده،بس أهو بيقضى والسلام.

تبسم لها قائلًا: 
غريبه العنوان بتاع مركز التصليح ده مشهور هنا فى كفر الشيخ، واضح  إنك مش من هنا عشان كده يمكن معرفتيش توصلى لمكانه.

ردت يارا:
فعلًا
أنا عايشه فى القاهره أنا هنا بس عشان الجامعه،جواب التنسيق جابنى هنا. 

إبتسم طاهر قائلًا: 
مالها كفر الشيخ دى مميزه جدًا. 

تبسمت يارا قائله: 
فعلًا، كمان دى تعتبر بلدى لأن بابا كمان من هنا من كفر الشيخ. 

تبسم طاهر وكاد يسألها عنه لكن بنفس اللحظه صدح رنين هاتفها..فصمت،بينما هى إستأذنت منه وفتحت حقيبة يدها أخرجت هاتفها نظرت للشاشه ثم لـ طاهر وقامت بإغلاق الهاتف دون رد.

لم يهتم طاهر لذالك،بينما هى عاودت النظر خارج الكافيه،ثم قالت:
المطره باين هديت.

نظر طاهر نحو الشارع وقال:
واضح كده فعلًا.

مازالت تود البقاء معه لكن نهضت قائله:
كويس حتى عشان ألحق سكشن العملى قبل الدكتور ما يدخل المعمل ويقول كلام مش لطيف.

نهض هو الآخر،لكن نظر لها بعتاب حين أخرجت نقود من حقيبتها وكادت تضعها أسفل القدح الخاص بها أمسك يدها مره أخرى بنهى قائلًا:
سبق وقولت إنى عازمك عالنسكافيه .

نظرت له ببسمه وقالت:
تمام،بس المره الجايه أنا اللى هعزمك.

أومأ لها بموافقه وترك يدها وأخرج مال من جيبهُ وضعه على الطاوله وأشار لها بالسير أمامه...سارت أمامه،لكن توقفت للحظه ونظرت له قائله:
على فكره إحنا متعرفناش على بعض أنا 
"يارا آسعد.."
كادت أن تُكمل بقية إسمها لكن لا تعلم لما توقفت عن ذلك،ربما ظنت أن يعرف إسم والدها فهو صاحب سطوه كبيرة فى المحافظه،أرادت أن يتعرف عليها هى فقط.

تبسم طاهر قائلًا:
وأنا "طاهر أيمن "

تبسمت له،سار الإثنين وخرجا من الكافيه،كان مازال هنالك رذاذ خفيف للمطر تبسم طاهر لها قائلًا:
واضح إن العاصفه لسه مهديتش والمطر مستمر،بس على خفيف.

تبسمت له بداخلها شعور غريب أو كآنها تآثرت  بمشهد رومانسى رأته بأحد الأفلام
عاشقان يسيران أسفل زخات المطر يُمسكان بأيدي بعضهما،بالفعل تحقق ذالك  بإختلافات بسيطه انها لا تُمسك بيدهُ، 
حتى انها  سرحت بخيالها ولم تنتبه الى تلك الحُفره الضحله التى كادت تتعثر بها لولا أن أمسك طاهر يدها وجذبها بعيد عنها قائلًا:
مش تخلى بالك وإنتِ ماشيه،أكيد النضاره مُعتمه مش شايفه منها.

قال طاهر هذا بدافع داخله أن تخلع تلك النظارة وينظر الى عينيها،لكن هى وضعت سبابتها على النظارة وعدلتها حول عينيها لا تود أن يرى عينيها الذابله بسبب الحُزن،أو تفضحها نظرات عينيها له أنها مُعجبه به.

ترك يدها حيت إبتعدت عن تلك الحُفره  وسارت جوارهُ الى أن دخلا الى الحرم الجامعي، توقف فجأه حين إقتربت منه إحدى زميلاته تبتسم له، تبسم هو الآخر لها ثم وقف يتحدث معها بود كآن المطر لا يهطل فوق رأسيهم، شعرت بغِيره، لكن إستأذنت وتركتهم رغم انها تبتعد عنهم لكن كانت تراقبهما خلال  إنعكاسهم بنظارتها الشمسيه الى أو دلفت الى المعمل الخاص بالمحاضره، جلست تزفر نفسها تشعر بغضب،لكن سُرعان ما تنهدت ببسمه طفيفه. 

بينما طاهر ظل ييتبعها الى أن غابت عن عينيه داخل المعمل زفر نفسه ببسمه يشعر بسعاده، لمجرد ان بقى معها ذلك الوقت القليل، سعاده ربما ساهمت فى إزاحة ذلك الحُزن الذى يتملك قلبه بسبب قضية أخته. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالسرايا 
قبل قليل 
دخلت شهيرة من غرفة شكران تشعر بإنتشاء فى قلبها  من رؤيتها لـ شكران بهذا المنظر "بائسه" هى
تستحق ذالك،تعلم أنها هى من تزوجها آسعد عليها،لكن لديها يقين أن تلك المَكانه الخاصه التى لديها لدى آسعد هى أنها أُم أبناؤه الذكور،لو كانت أنجبت له ذكرًا كان سهل عليها أن تُسيطر عليه أكثر،لكن لسوء قدرها أنجبت فتاتين وبعد الفتاه الثانيه تعرضت لمرض أضطرت بسببه إستئصال الرحم دون عِلم آسعد حتى لا يراها ناقصه،ويبحث عن أخرى غيرها  وإدعت إكتفائها بإنجاب البنتين،تربطان بينهم،تحملت كثير أنها زوجه ثانيه هى من إختارت البقاء بالمكوث بالقاهره،بحجة أن لديها عملها الخاص بعروض الأزياء كان سهل مُتابعت ذالك من أى مكان، لكن ودت أن  تكون بعيدًا عن شكران حتى لا تشعر بأن هنالك أخرى تمتلك قيمه أكثر منها لدى زوجها،كذالك تتلاعب على إشتياق آسعد لهت  ، هى تعلم أن شُكران بسبب مرضها المُزمن، قد تُقصر ببعض المشاعر الرجوليه الذى يحتاجها...لولا هؤلاء الفِتيه ربما كانت إستحوزت على آسعد وحدها...ها هو واحدًا منهم قد فارق الحياة،ليت الإثنان الآخران يلحقان به بأقرب وقت،وقتها هى من ستضع يديها على كل ما يملكه آسعد،بغض النظر عن إبنتاه من زوجته الاولى لكن حتى هاتان لديها لهن حل،لو أعطت لهن الطفيف سيرضيان به،فهو يضع لكل منهن مبالغ طائله بإسمهن بالبنوك كذالك كتب لهن قطع أرض بأسمائهن،يكفيهن هذا،هى فقط وإبنتاها لم يكتب لهن شئ،فقط مبالغ مالية لا تُحسب،يكفى لقد تحملت كثيرًا.

وهجت عينيها بنظرة تشفي وتمني سُرعان ما أخفتها بنظرة تصعُب حين دلف آسعد الى الغرفه،مثلت أنها كانت تبكى وهى تُجفف عينيها بمحرمه ورقيه...نظر آسعد نحو الفراش وشعر بآسى على تلك الراقده غافيه بفعل بعض الادويه.

تنهدت شهيره بإدعاء الآسى  قائله:
صعبانه عليا ربنا يصبر قلبها،هو كده الفُراق صعب فى أوله،وده إبنها وموته صعبه علينا كلنا،ما بالك هى قلب أُم غير مرضها كمان.

تنهد أسعد يشعر بآسى هو الآخر،   
ثم نظر الى شهيره سألًا بآستخبار:
إنت لابسه كده ليه، رايحه فين. 

إزدردت شهيره  ريقهها وأجابته: 
أنا مسافره القاهرة، "رامز" أخويا 
إتصل عليا وبيقولى فى مشكله  فى الآتلييه ومش عارف يحلها هسافر القاهره، أحلها وهرجع آخر النهار  تانى. 

نظر لها أسعد سآلًا: 
وأيه هى المشكله  دى بقى اللى ميعرفش يحلها؟. 

ردت شهيره بتفسير: 
كان فى زبونه مهمه إختارت مجموعة فساتين من الديفليه اللى كنت عملاه آخر مره وهو غلط وحط لها مجموعه تانيه وهى زبونه مهمه للآتلييه، ولازمن أنا أحاول أصلح الغلط ده معاها عشان مخسرهاش، دى من أهم زباين الآتلييه،وهو من غير ما يسألنى إداها ميعاد النهارده بعد الضهر، هروح ومش هغيب يادوب هراضيها، ومسافة السكه، يعنى المسا هكون هنا. 

نظر أسعد لـ شهيره بداخله شعر بغصه يعلم أن شهيره بالتأكيد ملت من البقاء هنا، لكن تنهد بإستسلام قائلًا: 
تمام، بلاش ترجعى فى نفس اليوم، كده كده  فى هنا اللى يراعى شُكران، وكمان آصف وآيسر هنا، وكتر خيرك الايام اللى فاتت كنتِ معانا. 

وضعت شهيره  يديها حول خصر أسعد ورفعت وجهها تنظر له ومثلت الحُزن قائله بعتاب: 
أنا مش غريبه يا آسعد، المرحوم سامر يبقى أخو بناتِ وكان له مكانه خاصه عندى، ربنا يعلم حِزنت عليه قد أيه، وكمان زعلانه أوى على حالة شُكران  هى صحيح ضُرتى وبتشاركني فيك بس ربنا العالم حزينه على حالها قد أيه وقلبى متقطع عليها، لو كان رامز  كلمنى قبل ما يحدد مع الزبونه الميعاد كنت قولت له أجله الفتره دى،أو حتى خد منها المجموعه وأما ارجع أبقى اتفاوض معاها، بس هو قالها إنى أنا اللي  هقابلها فى الأتلييه...ومن الذوق والصدق إنى اقابلها بنفسى زى ما قال لها. 

إستسلم أسعد قائلًا: 
تمام... بس لو الوقت إتآخر بلاش ترجعى فى الضلمه باتى هناك فى القاهره وإبقى تعالى بكره. 

اومأت شهيره برأسها وهى تسحب معها آسعد للخروج من الغرفه قائله:
شكران نايمه،بلاش تزعجها،إتمشى معايا لحد مكان العربيه.

توقف الإثنان أمام سياره تصف بالحديقه،نظر آسعد للسياره سائلًا
فين السواق.

ردت شهيره:
راح يوصل يارا للجامعه.

أخرج آسعد هاتفه وكاد يهاتف سائق آخر،لكن وضعت شهيره يدها على الهاتف قائله:
هتكلم مين؟.

رد آسعد:
هكلم أى سواق تانى يجي يوصلك للقاهره.

ردت شهيره:
لاء،مالوش لازمه إنت عارف إنى بعرف أسوق عربيات كويس ومعايا رُخصة قيادة،كمان مش أول مره أجى للبلد وعارفه الطريق،كمان العربيه فيها Gps هيوجهنى عالطريق بسهوله.

كاد أسعد أن يرفض ذلك لكن هى أصرت،إستسلم لها قائلًا:
تمام،بس زى ما قولتلك لو إتأخرتى باتى فى الڤيلا.

أومات شهيره برأسها وتوجهت نحو باب السياره وفتحته وصعدت إلي داخلها ثم فتحت زجاج الشباك وأشارت له بيدها،وقامت بتشغيل السياره وغادرت،تتنهد بإرتياح بعد أن خرجت من باب السرايا،قادتها تشعر كآنها كانت حبيسه وتحررت لكن فجأة توقفت بالسياره حين رأت أمامها أكثر من تشعيبه للطريق،إحتارت أى طريق تسلك حتى يوصلها الى الطريق الرئيسى للبلده الذى يوصلها ببداية الطريق السريع،زفرت نفسها بغضب وهى تنظر نحو جهاز الخريطه الخاص بالسياره،لم يُعطى لها إشاره لأى طريق،زفرت بغضب قائله:
حتى Gpsمش شغال هنا،مفيش قدامى غير إنى أسأل أى حد ماشى عالطريق،عاودت السير بالسياره الى أن رأت شابً يسير على جانب الطريق      
فتحت زجاج باب السياره ونظرت على الطريق توقفت حين رأت  واشارت له قائله: 
لو سمحت... من فضلك. 

نظر لها الشاب ثم ذهب نحوها. 

سألته: 
لو سمحت أنا مش من البلد هنا ومش عارفه أخد أى طريق قدامي يوصلنى للطريق السريع. 

وقف للحظه مأخوذ من تلك المرأه التى تبدوا راقيه كذالك خُصلات شعرها التى تدلت وتطايرت بسبب هواء الطقس السيئ من أسفل وشاح رأسها الذى إنزاح للخلف للحظه صمت،لكن أجابها حين عاودت سؤاله ودلها على بداية الطريق،شكرته ثم عادت تقود السياره نحو الطريق الذى وصفه لها غير مُباليه، 
بينما هو ظل مكانه مُتصنمًا للحظات ينظر فى آثر السياره التى بدأت تبتعد عن مرأى عيناه تنهد بحسره قائلًا:
عربيه زى دى كفيله بحل كل مشاكلك يا عادل وتقدر وقتها تحل نفسك من الإرتباط بـ هويدا،اللى بتتحمل عجرفتها عشان مرتب ملاليم. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد الظهر
بمنزل أيمن 
نفضت سحر بقايا ذلك الطعام الذى شبه لم يأكل أحد، بنفس الوقت صدح رنين جرس باب المنزل ذهب
رحيم وفتح الباب للطارق،ثم عاد بصُحبته
نظر أيمن ورسم بسمه خافته قائلًا:
أهلًا يا عمتى.الدار نورت.

ردت آسميه:
الدار هتنور لما ترجع سهيله قريب يارب.

تبسم ايمن بغصه،بينما قال رحيم:  
أكيد سهيله هترجع يا تيتا  تعرفى عيل رذل زميلى النهارده  بيقولى أختك هتكمل بقيه حياتها فى السجن كنت هضربه، وقولت له سهيله قلبها أبيض وبكره هتطلع وترجع للدار، وأنا هبقى ظابط وهدافع عنها. 

تبسمت سحر بدمعه وهى تربت على شعره، كذالك قالت آسميه: 
أيوه يا حبيبى أى حد يتكلم  على سهيله  بسوء ربنا ينتقم منه. 

تهكمت هويدا قائله: 
البلد كلها  بتتكلم  عنها يا تيتا، أنا بقيت أنكسف أبص فى وش زمايلى فى البنك نظراتهم كلها إتهام،كآنى أنا اللى قتلت مش هى.

نظرت لها آسميه بغضب قائله:
سهيله مش مجرمه وتبقى أختك،واللى يسمعك يقول مصدقه أنها تقتل،مع أن المفروض إنتِ اللى تدافعى عنها.

تهكمت هويدا قائله:
أدافع عنها،
طب أقول أيه،أنا نفسى مش فاهمه أيه اللى حصل لعقل سهيله طب لو هى بريئه ليه الأدله بتقول عكس ده.

نظرت لها آسميه بغضب وقالت:
حتى لو مش واثقه فى برائتها،هى أختك والمفروض مكنتيش تقولى كده.

نظرت هويدا لها بإستهزاء،بينما نظر أيمن وسحر لبعضهم يشعران بآسف من رد هويدا،لكن دلف الى الغرفه طاهر،بعد ان ألقى عليهم السلام،أخرج من جيبه مبلغ مالى ووجهه ناحية أيمن قائلًا:
بابا أنا كنت عامل جمعيه مع أصحابى فى الجامعه كنت هشترى لابتوب جديد،بس اللى عندى حالته كويسه ويستحمل،خد الفلوس دى وخلى المحامى حتى يطلع سهيله بكفاله لحد برائتها ما تظهر.

تبسمت آسميه ووضعت يدها على كتف طاهر بمحبه ثم نظرت لـ هويدا التى شعرت بخزي،لكن لم تهتم بنظرات آسميه لها.

بغضت نظرات آسميه لها،تعلم دائمًا أنها تُبادلها نفس الشعور لكن لم تهتم الا لذالك المال الذى وضعه طاهر فوق فخذ والده،كادت تقول له يكفيك غباءًا إحتفظ بمالك قد ينفعك مستقبلًا. 
ــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلًًا 
بسرايا شُعيب 
بغرفة شكران، على ضوء شبه خافت
كان آصف يجلس على أحد المقاعد بالغرفه، يُغمض عينيه، 
سمع هزيان شكران وهى نائمه كذالك همسها كآنها تنتحب 
نهض من مكانه وذهب نحو الفراش نظر لوجه شكران،رأى لمعة تلك الدمعه التى سالت من عينيها على وجنتبها،تنهد ببؤس،  حتى وهى غائبه عن الوعى تبمي، إنشطر قلبه،رؤية والداته هكذا هزيله وطريحة الفراش نائمه معظم الوقت بسبب الأدويه،رغم ذالك تشعر بالآسى.

توجه ناحية باب الغرفه وخرج بهدوء،توجه الى شُرفة كبيره قريبه من غرفة والداته،وفتح بابها، وتقدم للأمام يتنفس ذلك الهواء البارد يلفح وجهه،يشعر أنه مثل الشرد،أخرج علبة سجائره والقداحه أشعل واحده وزفر دخانها  ينظر الى  
ذالك الضباب الذى أمامه يُخفى آثر المكان،يشعر أنه داخله مُعتم مثل هذا الضباب،تذكر قبل يومين أنه كان قرر الذهاب الى سهيله وسؤالها: هل فعلت ذلك.
لكن توقفت أمام سيارته الخادمه وأخبرته أن والداته سقطت مغشيًا عليها وهى تجلس بين النساء الاتى آتين للعزاء،نسى أمر الذهاب لـ سهيله أو بمعنى أصح أرجأ ذلك لحين يطمئن على صحة والداته التى تم نقلها الى إحد المشافى وظل مرافق معها الى صباح اليوم حين أصرت على الخروح من المشفى،غصبًا وافقها...لكن لابد من مواجهه بينه وبين سهيله 
قرر لن يكون هنالك تآجيل بالغد سيذهب لها.

ذمه عقله: 
إذهب لها لكن إحذر، قد يلين قلبك أمامها. 

تهكم على حاله أى قلب يلين وهو يرى كل ذلك البؤس حوله. 

أخرجه من دوامة أفكاره شعوره بمعطف وضع على كتفيه، كذالك  يد تربت عليه قائلًا: 
آصف أيه اللى موقفك فى التراس كده وكمان فاتح الباب الجو برد جدًا.

إستدار ينظر لصاحب الصوت،قائلًا:
بابا أيه اللى صحاك دلوقتي.

بآسى رد آسعد:
مين اللى قالك إنى كنت نايم،تعالى ندخل لجوه الجو برد،ممكن تاخد لطشة هوا فى صدرك. 

إمتثل آصف لوالده ودخل معه الى داخل  السرايا وأغلق باب الشرفه، جلس الإثنين معًا، تحدث آصف بسؤال: 
بابا إنت بتحب  ماما؟. 

إستغرب آسعد من السؤال وتسأل: 
قصدك أيه مش  فاهم أكيد بحبها والأ مكنتش عشت معاها الفتره دى كلها.

رد آصف بتفسير:
مش قصدى حب العِشره اللى بينكم قصدى حبيتها كـ حبيبه..إنت فاهم قصدى.

تنهد آسعد قائلًا:
مش عارف قصدك،بس أكيد حبيتها وإتفاهمنا وولفنا  مع بعض. 

تهكم آصف وفجأه بقوله: 
طب طالما حبيتها  ليه إتجوزت عليها  طنط شهيره. 

إرتبك آسعد وأجابه بهدوء: 
كل شئ نصيب. 

ردد آصف نفس الجمله: 
كل شي  نصيب
زى ما أتجوزت ماما وإنت على ذمتك زوجه أولى، كمان روحت إتجوزت  عليها زوجه تالته. 

إستغرب آسعد حديث  آصف وقال بتوضيح وتبرير: 
أنا لما أتجوزت  من شُكران مراتى الاولانيه كانت مريضه والدكاتره قرروا أنها أصبحت فى مراحل مرضها الأخيره ومبقتش تقدر تدينى حقى كزوج،وإنت فاهم انا أقصد أيه، وأنا كنت شاب وقتها ودورت على اللى ناقصنى فى الحلال. 

تهكم آصف قائلًا: 
فى الحلال! 
طب ولما إتجوزت  من الليدى شهيره كانت ماما ناقصها أيه.

زفر آسعد نفسه ببداية غضب قائلًا:
مكنش ناقصها حاجه،بس سبق وقولت ده النصيب،وأنا مآثرتش فى حق شكران، وعدلت بشرع ربنا،يمكن كمان كتير بميز مامتك عن شهيره.

تهكم آصف وكاد يتحدث ويسأله بأي شئ ميزها،لكن صدوح رنين هاتف آسعد جعله يصمت حتى إنتهى من الرد على الهاتف قائلًا:
تمام يا شهيره باتى عندك مش مشكله،تصبحِ على خير.

أغلق أسعد الهاتف ونهض واقفًا يقول:
أنا حاسس بصداع هيفرتك راسى،هروح أخد منوم يمكن يعمل مفعول وأقدر أنام،كل ده بسبب المجرمه اللى قتلت أخوك بدم بارد بس أنا مش هسيبها قبل ما أخد حق سامر منها مُضاعف هخليها تتمنى أنها كانت تموت قبله.

للحظه إرتجف قلب آصف وكاد يبيح له أن تلك هى من يهواها قلبه،لكن حاول الهدوء قائلًا:
سيب لى أنا الموضوع أنا هتصرف فيه.

أومأ له أسعد بموافقه وتركه وغادر،ظل آصف جالسًا،يزفر سيجاره خلف أخرى وأفكار تتداول برأسه حتى تنهد بعين تنضخ بقسوة هامسًا : 
"سهيله".      
ــــــــــــــــــــــــــــــ
على الحانب الآخر بزنزانه مُظلمه 
كانت سهيله جالسه على فراش شبه بالى تدفس وجهها بين ساقيها تبكى تشعر بضياع 
يعود لذاكراتها تلك الزياره الصباحيه لوالداها حين أخبرها أنه ذهب للقاء آصف لكنه رفض مقابلته، شعرت بآسى وبؤس، هل صدق آصف أنها قتلت حقًا وتخلى عنها 
كان الجواب سهلًا
أجل صدق ذلك والدليل  رفضه مقابلة والدها... لم يعُد هنالك طوق آخر لديها  كانت تتمنى أن يكون آصف هو ذلك الطوق حين تخبره أنها بريئه ويُصدقها ولكن إنتهى ذلك، وعليها أخذ القرار الذى فى مصلحتها كما طلب منها المحامى، فطول الوقت ليس فى مصلحتها... تنهدت بندم وآسف تهمس: 
"آصف" 
ــــــــــــــــــــــــــــــ
صباح اليوم التالى
بمركز الشرطه 
دلفت سهيله الى غرفة وكيل النيابه 
نظرت الى ذلك  المحامى الذى يجلس معه اومأت رأسها له 
كذلك فعل المحامى،بينما نظر وكيل النيابه الى ذالك العسكرى وأمره قائلًا:
فُك الكلابشات.

فعل ذالك ثم غادر،بينما نظر وكيل النيابه لها قائلًا:
المحامى بتاع حضرتك بيقول إن عندك أقوال جديده عاوزه تدلى بيها،أتمنى تكون فى مصلحة القضيه.

توترت سهيله للحظه،لكن نظرة المحامى لها جعلتها تومئ برأسها بموافقه.

تحدث الوكيل لها قائلًا:
تمام إتفضلى إقعدى عشان أسمع أقوالك الجديده.

جلست سهيله بمقعد مقابل للـ المحامى صامته حتى سألها وكيل النيابه:
وأيه هى أقولك الجديده؟.

إزدردت سهيله ريقها الجاف وقالت:
بصراحه أنا مقتلتش سامر.

قالت هذا وتوقفت للحظات حتى حثها وكيل النيابه على مواصلة اقوالها قائلًا:
سبق وقولتى كده،وتقرير الطب الشرعى أكد بصماتك إنتِ والقتيل عالمشرط.

إبتلعت سهيله ريقها وحاولت الثبات قائله: 
أقصد يعنى إن اللى حصل كان  دفاع عن النفس،وبالغلط المشرط وصل لرقبة سامر. 

إستغرب الوكيل  سألًا: 
قصدك أيه؟. 

ردت سهيله بعد مُعناة مع ضميرها لكن إيماءة المحامى لها وقوله: 
دكتوره سهيله، ياريت توضحى لوكيل النيابه اللى حصل بالضبط.

حثها بتردد منها تفوهت بتسرُع:
أنا كنت بدافع عن شرفي.    
ـــــــــــــــــــــــــــ
بنفس الوقت بـ سرايا شُعيب 
دلف آصف الى غرفة والداته كى يطمئن عليها قبل أن يخرج من السرايا، وجدها تجلس على الفراش مُستيقظه لكن صامته فقط تسيل دموعها، من يراها يشعر بالآسى، زفر نفسه بغضب، لكن بنفس الوقت دلف أسعد الى الغرفه، بمجرد ان راته شكران  بكت أكثر 
غص قلب آصف من ذالك وكاد يجلس جوارها يواسيها لولا أن صدح رنين هاتفه،نظر الى شاشته سُرعان ما خفق قلبه 
قام بالرد يسمع حديث الآخر له حتى إنتهى  
بعصبيه مُفرطه أغلق الهاتف يديه تكاد تكسر الهاتف من الغضب.

تسأل اسعد:
مين اللى كان بيتصل عليك.

  نظر آصف الى والده بإستهجان قائلًا: 
زي ما توقعت القضيه هتتحول لدفاع عن النفس، المجرمه غيرت أقوالها وقالت إن سامر حاول يعتدي عليها... وقتلها له كان دفاع عن شرفها،دلوقتي ممكن تخرج من السجن إخلاء سبيل على ذمة القضيه،وتتحاكم وهى خارج السجن ومش بعيد تاخد براءه أو حتى أقصي حُكم سجن مع إيقاف التنفيذ.

وقف أسعد بغضب قائلًا:
مستحيل ده يحصل مش هسيبها تنفد بدون عقاب،لو وصلت هبعت لها اللى يقتلوها قبل ما تطلع من السجن،أو ليه يقتلوها يبقى رحمتها أنا هخليهم يغتصبوها وتقتل هى نفسها خوف من نظرات الناس ليها زى ما هى بتدعى على المرحوم بالكذب. 

بينما آصف
رغم تأجُج النيران بقلبه، وهو يرى دموع ونحيب والداته  ، لكن بلحظه آتت له فكره يستطيع بها أخذ القصاص ويثأر ليس فقط لأخيه المغدور بل أيضًا للعداله الضائعة خلف أكاذيب وإفتراء تلك المجرمه...ونظر لوالده بغضب يسحق قلبه دون رد...وحسم قراره لم يبقى داعى للمواجهه مع سهيله هى من حسمت مصيرها معه.
«يتبع»
 
الفصل_الثامن 💔

عشق_مهدور

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وحشتيني!. 
سمعتها وهى تلتفت خلفها تنظر له سُرعان ما شعرت بإنشراح فى قلبها وبخطوات سريعه كانت تقطع تلك المسافه القليله بينهم وققت أمامه تلتقط نفسها تهمس إسمه بشوق:
آصف،كنت متأكدة...

قطعت بقية حديثها حين إستدار وأعطى لها ظهره، يسير يبتعد عنها بالسير بين أشجار  تلك الحديقه   

إستغربت ذلك لكن سارت خلفه لكن فجأة شعرت كآن أغصان تلك الأشجار تمدد بعروشها أمامها كلما حاولت إزاحتها عن طريقها جرحت يديها بأشواكها الحادة توقفت تشعر بآن تلك الاشواك أصبحت تغزو جسدها ودماءها أصبحت تسيل فوق تلك الأشواك، نظرت أمامها حاولت الإستنجاد بـ آصف نطقت إسمه بصعوبه، توقف للحظه وإستدار ينظر لها لكن فجأة خافت من عينيه  اللتان نظر لها بهن، شعرت كآنهن فرحان بما أصابها من جروح بسبب تلك الأشواك 

نهضت مفزوعه تنظر حولها كانت المكان شبه مُظلم ضوء يكاد يكون مُعدم بالزنزانة،
ظلت لدقيقه غير مستوعبه ذلك الحلم،لكن كان تفسيرهُ واضحًا،رفض آصف لـ مقابلة والداها ليس لها تفسير آخر غير أنه صدق أنها ليست بريئه وتخلى عنها 
سالت دموع عينيها تشعر أن قلبها هو من يآن ويبكى بآلم،تذكرت حديث وكيل النيابه لها وهو يسألها صباحً 
كيف قتلته؟
أجابته أنها لم تدري بشئ بعد أن تلقت تلك الضربه على رأسها وحين عادت للوعى وجدت سامر ينزف من عُنقه حاولت إنقاذهُ،لكن كانت الصدمه الكبرى لها حين قرر وكيل النيابه إعادة تمثيل الجريمه بنفس المكان بالمشفى بالغد...شرد عقلها ماذا ستمُثل...تنهدت بآسى تشعر بضياع فجأة إنقلبت حياتها دون سبب...والسؤال الأسوء التى تخشى إجابته:
هل من الممكن أن يكون كل ما تعيشه كابوسً،أو ربما أنها تشاهد فيلمً لبطلة غيرها مقهورة...لكن الجواب كان صعبًا 
هى بطلة تلك القصة التى دلفت لها بقدميها،ليتها تجاهلت كل ما سمعته و تركت سامر لشآنه طالما أنه بعيدًا عنها... نظرت حولها إزداد هطول دموعها، حين أدركت  أن الليل مازال بأوله، وما أطول ليالى الشتاء أمام بؤس قلبها. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ سرايا شُعيب
على طاولة سفرة العشاء 
ترأس الطاوله آسعد وعلى أحد جانبيه جلس آصف وجواره آيسر وعلى الناحيه الأخرى كانت تجلس كل من يارا الشارده وجوارها شهيرة التى كانت عينيها مُنصبه على آصف العابس الذى يعبث بالملعقه بالطبق الذى أمامه يبدوا شارد الفكر،تعمدت الحديث عن قصد منها تُمثل الآسى والحزن:
الحجه شُكران الله يكون فى عونها لما ببص لها قلبي بيتقطع عليها، مش عارفه المجرمه اللى قتلت سامر دى معندهاش قلب، أزاي خانت العِشره، ونسيت عطف الحجه شُكران عليها.

رفع آصف وجهه عن الطبق ونظر لـ شهيره بعبوس قائلًا بإستفسار:
وعرفتِ منين إن ماما كانت بتعطف عليها؟.

إرتبكت شهيره وأجابته:
أنا سمعت بعض النسوان اللى جُم للعزا وهما بتكلموا إن سهيله،مش إسمها سهيله برضوا.

أومأ آسعد رأسه بـ نعم 
بينما إستطردت شهيره الحديث تود إثارة غضب آصف:
سمعتهم بيقولوا أنهم كانوا بيشوفها تجي للـ السرايا كتير،كمان كان ليها مكانه خاصه عند الحجه شُكران،بس هو فى نوعيه كده بتبقى خسيسه وتنكر المعروف.

شعر آصف بالغضب ورمقها بحُنق قائلًا بسخط:
مكنتش أعرف إن الليدي شهيرة بتسمع لنم النسوان اللى المفروض إنهم جايين يعزوا مش يتهامسوا على مين يستاهل أو مين خان المعروف، وماما مكنتش  بتعطف على سهيله من الأساس، بلاش تصدقي همس الحريم الفارغ. 

تفاجئت شهيرة  من رد آصف الذى شبه دافع عن تلك المجرمه، لكن لم تستلم وقالت بإيحاء: 
اللى يسمعك يقول بدافع عن المجرمه اللى بسببها فقدنا سامر غير زيادة مرض الحجه شُكران. 

نظر لها آصف بتهكُم وصمت لدقيقه، ثم نهض من على مقعده دون رد.

بينما إستغرب آسعد ذالك سائلًا آصف:
رايح فين مش هتتعشى.

نظر آصف لـ شهيرة بإمتعاض ثم قال ببرود:
شبعت،هطلع الجنينه أشرب سيجارة.

رغم شعور شهيرة ببُغض آصف لها لكن تشعر بداخلها بإنشراح ليس غريب عليها، بينما نهض آيسر هو الآخر مُتحججًا: 
أنا كمان شبعت، هطلع أطمن على ماما وبعدها هنام من بُكره هرجع إستأنف شغلي فى الطيران، تصبحوا على خير. 

شعرت شهيرة بالحقد سواء  على آصف كذالك  آيسر، نظرت نحو يارا التى تبدوا شاردة وتهكمت عليها قائله: 
وإنتِ مش عندك محاضرات فى الجامعه  بكره. 

نهضت يارا  كآن شهيرة اعطتها حجه للنهوض هى الأخرى وقالت: 
فعلًا، عندى بكره سيكشن عملي وكمان إمتحانات  نص السنه قربت، هطلع أنام تصبحوا على خير. 

شعرت شهيرة بالضجر من رد فعل يارا  ونظرت لـ آسعد الذى يظهر على ملامحه هو الآخر الحُزن الشديد، شعرت بإمتعاض من ذالك،لكن أكملت عشائها تحاول جذب آسعد للحديث معها رغم عدم رغبتها بالطعام.
***
بينما خرج آصف الى حديقة السرايا،شعر بنسمة هواء بارده إخترقت جسدهُ،زفر نفسه بسخونه تخرج من قلبه عكس تلك البرودة توقف للحظات ثم نظر نحو إحدى  تلك الغرف الموجودة بالحديقة ذهب نحوها مباشرةً قام بفتحها ودخل إليها،نظر الى تلك الأجهزه الرياضيه الموجودة بالغرفه،شعر بغضب يزداد فى قلبهُ، خلع عنه سُترتهُ الثقيله وخلفها باقى ثيابهُ ظل فقط بسروال حول خصره،وتوجه ناحيه ذلك الكيس الرملي المُعلق، جذب قفازين للملاكمه وضعهم بيديه، ثم بدأ بلكم ذالك الكيس الرملي، لكمات تزداد عنفوان وقوه مع الوقت يشعر برغبه أقوي للتنفيس عن مكنون قلبه الغاضب ظل لوقت يلكم الكيس الرملي  حتى شعر ببوادر إرهاق، ترك اللكم وجلس على أحد المقاعد بالغرفه، يلهث يتصبب العرق بكامل جسده وبغزارة أقوى فوق جبهته يسيل على عينيه اللتان  تحجرتا، ربما يود البُكاء عل ذالك الشعور القاسى فى قلبه يهدأ، لكن مُقلتيه كآنهن أصبحن من صخر، أغمض عيناه يعتصر ذالك العرق الذى وصل لأهدابه،جالت  أمام عيناه صورة سهيله وآخر لقاء بينهم تذكر حديثها،للحظه شعر كآن هذا اللقاء كان مثل "لقاء الوداع" بينهم 
تذكر بقية حديثها الحاد معها ذلك اليوم 
[فلاشــــ/باك]
ألقت سهيله تلك الفتافيت من العيش على طول يديها فوق مياه البُحيرة،تبسمت على صراع تلك الطيور التى تهبط للمياة تلتقط تلك الفتافيت،تهكم آصف على تلك الطيور قائلًا:
مش عارف بيتخانقوا على أيه دى فتافيت عيش؟.

عادت سهيله بنظرها له وقالت له:
بالنسبه لك فتافيت عيش،بس بالنسبه للطيور دى مش حاجه ضئيله دى كنز هتسد جوعهم لحد بكره،بعدين مجاوبتش على سؤالي.

نهض يقف جوارها وضع يدهُ فوق يدها الموضوعه على  صاري بالمركب قائلًا بإدعاء التذكُر:
سؤال أيه مش فاكر؟.

نظرت له سهيله بضيق وسحبت يدها من أسفل يده وضيقت عينيها تعلم أنه يتخابث عليها وقالت بتكرار:
مع إنى متأكده إنت فاكر كويس أوى سؤالى بس مفيش مانع أسأله تانى...ليه إختارت تبقى قاضي فى المحكمه؟.

فى البدايه شعر  آصف بضيق من سحبها يدها،لكن نظر لها ببسمه عيناه تنضخ عشقًا لها مجاوبً:
بس أنا جاوبتك وقولت لك إن مكنش قدامى غير التدريس فى الجامعه،وده مكنش من أهدافي،أنا مش بحب التدريس،كان المُتاح قدامى آخد سلك القضاء،وده كمان الأفضل ليا،بغض النظر عن التنقُلات فى أماكن كتير،بسبب طبيعة وظيفة القاضي،ده غير مشاكلها،أخرها إنى كنت مُعرض للإغتيال والدليل قدامك أهو إيدي المرفوعة على صدري  فى قلب حامل طبي.

نظرت له وفكرت قليلًا،ثم قالت:
بس معتقدش ده السبب الوحيد إنك أختارت تبقى قاضي،عندى يقين فى سبب تاني.

أزاح  آصف يده التى كانت على الصاري،ومدها ناحية وجهها كى يقون بإزاحة طرف وشاح رأسها الذى تطاير بسبب هواء البحر يُخفى وجهها  قائلًا بمغزى:
يمكن التواصل  العاطفي  بينا خلاكِ تفهميني أكتر من نفسي. 

تراجعت بوجهها للخلف بعيدًا عن يدهُ ورفعت طرف وشاح رأسها  عن وجهها وقالت له: 
مغرور، بس هقولك سبب إختيارك للقضاء السبب هو 
"السُلطة"
إنت بتحب السُلطه يا آصف 
بتحب يكون لك آمر واجب النفاذ على غيرك.

ضحك آصف وهو يعود للجلوس، بينما إستطردت سهيله  الحديث بتوضيح:
بس فى رأيي إنت إختارت الطريق الأصعب،يا سيادة القاضى،الحُكم على الناس مش سهل زى ما أنت فاكر.

تبسم آصف قائلًا:
وأيه الصعب،انا بحكُم بالأدله والبراهين والمعطيات اللى قدامي.

تسألت سهيله:
كل ده مش عملية حسابيه مضمون نتيجتها، 
وفين روح القانون، أوقات الادله والبراهين والمعطيات مش بيبقوا كفايه عشان تحكم بيهم،سمعت مره  جدتي  "آسميه" بتقول مثل شعبي 
(كدب مساوى أحسن من صدق منعفش). 

ضحك آصف قائلًا: 
مش فاهم معنى المثل ده أيه، وأيه دخله فى القضاء. 

فسرت سهيله له المثل: 
يعنى أوقات الكداب بيعرف يسبُك كدبه كويس يخلى اللى قدامه يصدقه وهو مُقتنع  أنه صادق،والصادق لانه على نياته معرفش يبقى يسبُك كلامه كويس فيبان أنه مهزوز أو مش صادق...
أوقات بنشوف حقايق بشكل غلط،حاذر يا آصف تتعمي عينيك عن الحقيقه وغشاوة الكدب تخدعك.

ضحك آصف  
قائلًا:
لاء إطمني أنا منتبه كويس، 
وبمناسبة إنك قولتى،عـ الآمر النافذ اللى أنا بحبه،أمتى هتوافقي إنى أتقدملك ونتجوز وتبقى ليا ومعايا طول الوقت ومتتحججيش إنك هتتأخري،أو تبعدي عني؟.

نظرت له بتفكير ثم قالت بهدوء:
بعد ما أخد الماستر، يعنى قدامك سنه عالأقل تفكر فيها كويس يا سيادة المستشار. 

إندهش آصف قائلًا: 
سنه بحالها، لاء أنا هستخدم سُلطتي كـ قاضى وهصدر قرار مُلزم التنفيذ إننا نتجوز فى الأجازة القضائيه فى الصيف الجاي، وإبقى كملى الماستر وإنتِ مراتى. 

هزت رأسها  بنفي. 

تبسم لها قائلًا بتحدي: 
هتشوفي قبل السنه ما تخلص هتكونى حرم 
سيادة المستشار "آصف شُعيب". 

تهكمت سهيله بمرح وكررت كلمة آصف بإستهزاء: 
حرم... الكلمه دى قديمه أوى بقت أولد فاشون، بتتقال للناس العواحيز. 

تبسم لها آصف قائلًا: 
طب بلاش حرم، أظن كلمة" مدام" أفضل بكتير. 

شعرت سهيله بالخجل وإحمرت وجنتيها وأخفضت وجهها بحياء. 

تبسم آصف على حيائها الذى فتنه وهام أكثر بها ود لو كان معها وحدهم فقط فوق ذالك المركب ربما وقتها كان قَبلها وما إهتم برد فعلها بعد ذالك حتى لو صفعتهُ على وجهه، لكن وجود المراكبي منعه من تحقيق أمنيته...
أدار دفة الحديث لناحيه أخرى يستمتع بالحديث معها سألًا:
طب وإنتِ ليه إختارتي تبقى دكتورة أطفال.

جلست سهيله قريبه من آصف وأجابته وهى تنظر ناحية مياة البُحيرة،تشعر كآن آلم تلك الفتره عادت تشعر به يضرب بطنها. 

أنا  لما كنت صغيرة كنت بحب شُغل الديكور، وكان نفسى أبقى مهندسة ديكور، بس فى أولى ثانوي إتغيرت أمنيتي. 

إستغرب آصف سألًا: 
وأيه سبب تغير أمنيتك من مهندسة  لـ دكتورة أطفال بالذات. 

شعرت بآلم وأجابته: 
تعرف  إنى كمان كان نفسى أدرس طب نفسي  جنب دراسة طب الأطفال. 

تبسم آصف قائلًا: 
فعلاً  منكرش تنفعى دكتورة نفسيه بتعرفي  تحللي طبيعة الشخصيات ،بس أيه السبب اللى خلاكِ تغيرى أمنيتك.

تنهدت سهيله تشعر بنغزه فى قلبها قائله:
لما كنت فى أولى ثانوي كان جالى حالة تسمُم بسبب جُرعة دوا زيادة أو كانت علاج غلط من الأساس،وآثر عليا جامد وقتها،وكنت تقريبًا بموت بس كان فى دكتور أطفال فى المستشفى هو اللى عِرف سبب سوء حالتي وقتها وهو اللى إتعامل مع حالتي لحد ما عديت مرحلة الخطر وشبه خفيت،بصراحه أنا وقتها أُعجبت بالدكتور ده جدًا، وإتحولت أمنية حياتي من مهندسة ديكور لـ دكتورة أطفال عشان أبقى زميله له فى يوم من الايام وأقول له إنى كنت ومازالت مُعجبة بيه وكنت....

قاطعها آصف يشعر بغِيره قائلًا بحِدة:
وكنتِ أيه كمان نفسك تتجوزيه.

تبسمت سهيله بإيماءة رأسها بمعنى ـ يا ريت.

ود آصف لو صفعها لكن حاول التحكم فى غضبه وغِيرتهُ سائلًا:
والدكتور ده فين دلوقتى.

تنهدت سهيله بآسى:
للآسف الدكتور توفى من سنتين يعنى قبل ما أتخرج من كلية الطب،بس تعرف إن إبن الدكتور ده دلوقتي بقى دكتور نفسي معروف غير إنه أستاذ فى الجامعه،وأعتقد انه ممكن يكون من ضمن اللجنه اللى هتناقش معايا الماستر. 

تنهد آصف بضجر قائلًا: 
مش عارف ليه مستعجله على الماستر إنتِ لسه صغيرة، يعنى سامر زميلك ومش بيفكر فى الماستر.

ردت سهيله:
على فكره سامر أكبر منى بسنه هو عاد سنه فى الإعدادي.

تبسم آصف قائلًا:
فعلًا،بسبب وقت الإمتحانات كان وقع من على سلم السرايا وكان عنده الناحيه اليمين من جسمه كل ضلوعها مكسوره تقريبًا  ومحضرش  الإمتحانات وعاد السنه،مع إن كان سهل يحضر وقتها الإمتحانات بس ماما رفضت،وقالت مجتش من سنه تتعوض.

تهكمت سهيله قائله:
طنط الحجه شُكران بدلعكم أوى،وممكن الدلع ده يفسد سامر متهيألى إنه محتاج شوية يعتمد على نفسه،ويختار طريقهُ،يحس إنه مسؤول عن حياتهُ ويصلح من نفسه شويه قبل فوات الآوان،يجيب لكم مصيبه.

إستغرب آصف من حديث سهيله وكاد يسألها،لكن المراكبي إقترب منهم قائلًا:
حمدالله عالسلامه وصلنا الشط. 

نهضت سهيله واقفه وتوجهت نحو سلم المركب،سار خلفها يشعر بفضول أن تُكمل بقية حديثها معه عن سامر، لكن إنتهى آخر لقاء بينهم بعد أن أصرت كالعادة أن تعود للقريه وحدها،بينما هو تغافل ولم يضع الآمر برأسه إلا الآن 
[عـــــــــــودة] 
ظل للحظات يُفكر فى معنى حديث  سهيله، لماذا لمحت بذالك، ماذا كانت تقصد 
هل تحرش بها سامر حقًا، لا سامر كان يعتبرها زميله فقط،رأى جلوسهم معًا سابقًا كان بحدود،إذن مستحيل 
هكذا جاوبه عقله. 
وضع أنامله حول جبهته يفركها بضيق يشعر بصداع يفتك برأسه يكاد عقلة يشت، لما إدعت سهيله بالكذب على سامر، لديه يقين أن سهيله كذبت حين قالت أنه حاول الإعتداء عليها، إزداد تحجُر عيناه وتحجر معها قلبه يشعر أنه كُتله مُنصهره تحرق فؤاده ليتها قتلته هو وما كان عاش يشعر بكل هذا  الآلم الذى ينهش كيانه بالكامل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
بإحدى غرف السرايا
تمددت شهيرة فوق الفراش الناعم الوثير رغم ذالك تشعر بضجر تود العوده للقاهرة والبقاء هناك تشعر بحريتها عن البقاء هنا بين حوائط تلك السرايا القديمه،كذالك تبتعد عن ذلك البؤس والحُزن المُسيطر على السرايا ومن فيها،جذبت هاتفها تتصفح بعض الرسائل الخاصه المُرسله لها من أصدقائها،لكن رأت تلك الرساله القديمه التى مازالت تحتفظ بها 
فتحت الرساله ورأت تلك الصور التى كانت مُرسله لها...صور تجمع آصف مع تلك الفتاة المُتهمه بقتل سامر،تبسمت بإنشراح وهى ترى نظرات عين آصف لتلك الفتاة تبدوا بوضوح نظرات عاشق،تنهدت بسعادة،آصف يعشق قاتلة أخيه
هو الآن مُشتت بحرب ضاريه بين حبيبة قلبة وبين أخيه الذى قتلته تلك الفتاة،هدرت قلبه مع دماء أخيه،بالتأكيد يشعر بآلم جم فى قلبه،واضح على ملامحه وتصرفاته العصبيه دائمًا.

ألقت شهيرة الهاتف  على الفراش وإتكئت بجسدها فوق الفراش  تتمطئ بحُريه وراحه نفسيه رغم ضجرها من البقاء هنا،لكن رؤيتها 
لـ آصف بهذا التشتُت خفف من ذلك الضجر...إنتبهت لصوت فتح باب الغرفه،نظرت بإتجاهه رأت دخول آسعد الذى دلف وجلس على طرف الفراش يتنهد بآلم،نهضت تجلس على رسغى قدميها خلف آسعد وضعت يديها فوق كتفيه تقوم بتدليكم بخفه قائله:
إطمنت عالحجه شُكران.

تنهد آسعد بآسى قائلًا:
أيوه آيسر طلع ينام، سيبت معاها صفوانه هتفضل معاها بنفس الاوضه.

رغم تلك البسمه التى فوق شفاه شهيرة ولم يراها أسعد لكن إدعت الحديث بنبرة حُزن:
ربنا يرآف بقلبها مش سهله عليها أنا لو مكانها كنت روحت السجن للمجرمه دى وقطعتها بأسنانى لاء وكمان المجرمه عشان تطلع نفسها من الجريمه بتدعي عالمرحوم سامر أنه كان هيعتدي عليها. 

تعصب آسعد بشده وإنتفض جسده. 

شعرت شهيرة بإنتفاضة جسد أسعد أسفل يديها  تبسمت وإزدادت فى صب غضبه: 
المفروض تتصرف مع البنت دى، كده ممكن تنفد من العقاب اللى تستحقه. 

تنهد آسعد  قائلًا: 
أنا فعلًا كنت هدخل وهعرف البت دى قيمتها كويس، بس آصف قالى هو اللى هيتولى أمر سير التحقيقات. 

تسألت شهيرة بفضول: 
يعنى أيه آصف هو اللى هيتابع سير التحقيقات، إنت اللى قلبك مكسور على موت إبنك، وآصف... 

قاطع آسعد شهيرة  قائلًا: 
ناسيه آصف قاضي وأكيد عارف طريقة سير التحقيقات  دى، وكمان مش عاوز ينتشر فى البلد إنى بفتري عالبت دى بسبب سُلطتِ كنائب مجلس الشعب،سايبها تجيب آخرها...لآنى لو تدخلت فى الآمر مش هيكفينى موتها.

تهكمت شهيرة بين نفسها،آسعد ترك القضيه لـ آصف "العاشق المُتيم" ألم ينتبه أنها حين آتت بسيرتها بسوء أمامه دافع عنها،لكن لن تهتم آصف يستحق ذلك العذاب الذى يعيشه 
دم أخيه على يد حبيبته.
ــــــــــــــــــــــــــــــ . 
مع سطوع نهار جديد 
فى حوالى العاشرة صباحً
بالمشفى التى كانت تعمل فيها  سهيله 
دلفت بين إثتين من العساكر بيديها أصفاد 
حاولت إخفائها أسفل كُم كنزتها،لكن حتى لو أخفتها،فكل عيون من بالمشفى تنظر لها 
تنهشها وبالتأكيد تنعتها بالقاتله 

كان الطريق من باب المشفى الى تلك الغرفه التى قُتل فيها  سامر بالعادة قصير،لكن الآن كان بالنسبه لها كآنه طريق طويل لا ينتهى،تسير وهى تشعر أن قدميها مثل الهُلام،أعين زُملائها بالمشفى سهام تخترق جسدها تُدمي قلبها
توقف العساكر حتى آتى من خلفهم وكيل النيابه وشخص آخر معه كاميرا مُعده للتصوير،كذالك مدير المشفى ومعه المحامى الخاص
بـ سهيله،
تحدث وكيل النيابه بهدوء:
دلوقتي هنعيد تمثيل الجريمة زى ما حصلت من البدايه،ياريت بلاش تنسي أى تفصيله حتى لو صغيرة.

أومأت سهيله رأسها تشعر كأن روحها تنسحب من جسدها،ظلت مُتصنمه مكانها يُعيد عقلها ما حدث بالغرفه قبل أيام ،بينما نظر وكيل النيابه لـ العساكر آمرًا:
فكوا الكلابشات من حوالين إيديها.

إمتثل العساكر لذالك،بسبب توتر سهيله ورعشة يديها أثناء فك  الأصفاد ضغط العسكري على يديها ترك آثر لهما فوق معصميها.

أشار لها وكيل النيابة قائلًا:
إتفضلى إبدأي أيه اللى حصل من بعد ما دخلتِ الأوضه.

ظلت سهيله مُتصنمه لبعض الوقت حتى أشار لها مره أخري،توجهت نحو باب الغرفه تسير بترنُح تشعر أنها تفقد جزءً من روحها بكل خطوه قبل أن تصل الى باب الغرفه تهاوت بجسدها  أرضًا،تشعر بإنسحاب عقلها الذى لم يعُد يتحمل تركت له الزمام يقفدها الوعى،وتمددت أرضًا  مغشيًا عليها.

بتلقائيه إنحنى مدير المشفى يجث العرق النابض لها،تنهد براحه قائلًا:
واضح إن الدكتورة مقدرتش تتحمل إعادة تمثيل اللى حصل وأغمى عليها ولازم تتنقل لأوضه خاصه عشان نتعامل مع حالتها.

أومأ له وكيل النيابه بموافقة 
بعد لحظات وضع إثنين من المُسعفين جسد سهيله فوق نقاله طبيه خاصه وذهبا الى إحد غرف المشفى،تغافل الجميع عن رؤية آصف الذى كان بالمشفى ورأى جزء من ما حدث،شعر بإنخلاع فى قلبه وهو يرى سهيله تبدوا غائبه عن الوعي فوق تلك النقالة،سُرعان ما نهر نفسه على ذلك الشعور وغادر المشفى قبل أن يرق قلبه أكثر.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
بالبنك الزراعي.
لو غيرها لكانت تشعر بآسى على مستقبل أختها الوحيدة التى تواجه أزمه شبه أطاحت بمستقبلها لكن هى هادئه كآنها لا تعنيها،إقترب عادل بمقعده من مقعد هويدا،وإنتهز وقت فضاء العمل قائلًا:
أنا أتكلمت مع عمي ايمن إمبارح وقالى إن النيابه أمرت بإعادة تمثيل الجريمة النهارده،متعرفيش أيه اللى حصل.

ردت هويدا بلا مبالاة:
وأنا هعرف منين وأنا هنا فى البنك من الصبح،والمثل بيقول يا خبر بفلوس.

تفاجئ عادل بجواب هويدا البارد الجاحد...لكن عاود الحديث يُخبرها:
إمبارح وأنا مع عمي أيمن أقترح عليا إننا نأجل زفافنا شويه على ما نشوف موضوع سهيله هيوصل لأيه  ،وأنا وافقت مش معقول هـ..

قاطعته هويدا بغضب:
إزاي تقرر توافق على تآجيل زفافنا بدون ما تقولى،وبعدين أيه اللى مش معقول،عالعموم مش مهم،طالما واقفت على تآجيل الزفاف مترجعش تضايق لما أنا كمان أطلب تغير قاعة الفرح.

شعر عادل بإستغراب من رد فعل هويدا لو كانت أخرى هى من كانت طلبت منه ذالك لكن هويدا لديها قلب جاحد،بينما هويدا بداخلها تشعر بإنبساط من تآجيل زفافها،لكن مصحوب بضجر بسبب تآجيله من أجل تلك الحمقاء سهيله،لو كان لسبب آخر ما كانت تضايقت بل كانت رحبت بالأمر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمشفى أقر الأطباء أن سهيلة دخلت بحالة إنهيار نفسى  وأنهم أعطوها بعض الادويه الخاصه بالتهدئه النفسيه وبسبب آثرها الطبي ستظل نائمه لوقت،يتحتم بقائها بالمشفى الليله من أجل متابعة حالتها.       
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلًا
بـ سرايا شعيب 
إنتصف الليل وهو مازال ساهدًا كما بالليالى السابقه، لم يتذوق النوم سوا لأوقات قليله خطفًا ثم يصحوا وهو يشعر بسُهد 
نهض من فوق فراشه  قرر أن يأخذ حمامً دافئًا عل هذا  الشعور يزول عنه، لكن هيهات، وقف أسفل تلك المياة تتناثر المياه فوق جسده يشعر، بحرارة تغزو جسده، أدار مؤشر درجة حرارة المياه من دافئه الى بارده، لكن إرتعش جسده فقط للحظه سُرعان ما عاد نفس الشعور يُحركه قلبه الذى يود الإطمئنان على حال سهيله، أغلق المياه  وخرج الى الغرفه ترك الزمام لقلبه يتحكم به، إرتدى ثياب أخرى وخرج من السرايا متوجهًا الى المشفى، دخل بخطوات ثابته، لكن توقف بالممر حين رأى شُرطي يقف أمام تلك الغرفه، تردد للحظات قبل أن يحسم الصراع قلبه، توجه نحو ذلك الشرطى، وأخرج هاويته القضائيه. 
هاويته القضائيه تلك كانت كفيله بجعل ذلك الشرطي الذى يقف حارسً على باب الغرفه يسمح له بالدخول الى الغرفه دون إعتراض بل ويفتح له بنفسه باب الغرفه
دلف الى داخل الغرفة يشعر بغضب سُرعان ما تحول لوخزات قويه تضرب قلبه حين وقع بصرهُ على تلك الراقده فوق الفراش ملامح وجهها الشاحبه، كذالك تبدوا أنها فقدت القليل من وزنها بعدة أيام 
للحظات رآف قلبه حين رأى يدها المغروز بها إبر طبيه تتصل بآنابيب 
تُغذي جسدها بمحلول طبي، إنحنى قليلًا وكادت آنامله تلمس يدها، لكن سُرعان ما تحجرت عيناه وقلبه حين رأى آثار تلك الأصفاد حول يدها الأخرى، سُرعان ما إستقام يضم أصابع يدهُ  يضغط عليها بقوة تكاد تنفُر الدماء من أوردتها، نفض عن قلبه تلك الشفقه التى تملكت منه للحظات ، ذمهُ عقله 
وصراع محتدم بأشد أوجهُ بين مشاعر متناقضه بين العقل والقلب الذي ينزف قهرًا أمام حِيرة العقل، وضميرهُ كـ قاضى وقبل كل ذلك "حق الأخوة " هي كذبت وشوهت صورة أخيه المغدور،إبعد عينيه عنها وإستدار بجسده وكاد أن يُغادر الغرفه لكن توقف قبل أن يصل لباب الغرفه للحظه حين سمع همس ضعيف من سهيله  كآنها تنطق إسمه برجاء : 
آصف. 


تعليقات