رواية مهرة والامبراطور
الفصل الثامن عشر 18
بقلم مي مالك
مرت فترة هادئة لا تخلو من حنان مازن ومشاكسات مهرة اللطيفة ، لكن مهرة كانت تبتعد تماماً عن أي شئ يربطها بمازن برغم من الأمان التي تشعر به معه ....لكنها لا تتمكن من الأقتراب ....وكأن بينهم عازل كبير يفصلهم عن بعض ....يدعى ...الماضي
فتحت له باب السيارة وأمسكت بيده ليخرج من السيارة ، أستند عليها وهو يشعر بالفرحه ، أخيراً سوف يتحرر من ذلك الجبس الذي يمنعه عن التحرك ، أمسكته مهرة بعنايه ودلفت به إلى المشفى
تحركت به في الأرجاء حتى وصلت إلى الطبيب المختص به وسلمته له وتحركت للخارج تطلب قهوة من كافيه المشفى وتعود له مرة أخرى ، لكنها في طريقها قابلت خالد زميلها السابق في العمل
أنشرح وجهه ما أن وجدها ثم قال لها :
"أستقاله يا مهرة ، وفجأه كدة من غير مقدمات"
أبتسمت له بأحراج وهي تقول :
"هو الموضوع جه فجأه ، بس أنا حسيت أني بتعب أكتر ما بروح الشغل فقولت أقعد في البيت أحسن"
"على فكرة مفتقدينك في الشغل ، وعدم وجودك أثر في قسم البرمجه أوي ، خصوصاً أن المهندسين كانوا معتمدين عليكي ، ولما قررنا نرقي ناس من إلى بيشتغلوا معانا ، ربنا ما يوريكي الموضوع قلب مجزره وكأنهم في حرب على مين إلى ياخد الترقيه ، حاجات كتير باظت بسبب الموضوع ده ، الفريق بتاعك الحاجه فيه كانت بتطلع مطابقه للمعاير بالظبط ، حتى والدي كان بيدور على حد مصري شغال في فروعنا بره مصر ، بس للأسف CV مكنش محط أهتمام زي بتاعك"
تنهدت وعلى وجهها أبتسامه لم تختفي ، ليقول خالد :
"أنتي لاقيتي شغل تاني !"
هزت رأسها بنفي ، ليتوقع قائلاً :
"أيه حامل !!"
ضحكت ضحكه صغيرة ثم قالت :
"برضو لا"
"أومال أيه خلاكي تستقيلي"
"تعبت ، أنا حققت CV بتاعي وأنا سنجل مفيش حاجه ورايا ، أنما حاليا أنا متجوزه والبيت بيحتاج متطلبات ، وأنا مش عارفه أوفق بين الأتنين"
"يا مهرة ده مجرد أشراف"
"متنساش أني كنت بعمل عينات عشان الفريق يفهم أنا عايزة أيه ، والعينات بتاخد وقت ومجهود ، وأنا مش بقدر أروح أشوف متطلبات مازن وملك"
قال متذكراً :
"اااااه ملك ، أنا نسيت بنت جوزك ولله ، طب وأيه أنتي مرات بابا الحربايه"
ضحكت وهي تقول :
"لا أنا مهرة بس حربايه برضو"
ضحك ثم قال :
"طيب لو قدرتي ترجعي الشغل تاني أحنا أولى ببنتنا دا انتي بنت الشركه"
"ليه هو المشرفين الأجانب لسه مش عارفين يتعاملوا"
"ده بيتخانقوا معاهم أكتر ما بيشتغلوا ، لسه رافدين مهندس ضرب المشرف بسبب أنه خد تليفونه ومرضيش يخليه يتكلم في التليفون ، والدي كان هيتشل من إلى بيحصل"
هزت رأسها متفهمه الموقف ، ثم قالت :
"طيب أنا هحاول أظبط الدنيا ، لو لقيت نفسي قادرة أشتغل هتصل بيك"
"هكون مبسوط أوي لو ده حصل"
"صحيح عملت أيه في موضوع البنت إلى كنت معجب بيها"
"أيمان !!!"
ورفع يده اليمنى لتظهر الدبلة التي بيده ، تفاجأت مهرة وهي تقول :
"خطبتها ......ألف مبروك بجد فرحتلك"
"الله يبارك فيكي ، طلعت معجبه بيا أصلا ولما مشيت من الشركه يومين بالظبط ولاقيتها أتصلت بيا فكراني تعبان ومن هنا لهنا روحت كلمت بابا وقابلنا أهلها وأتخطبنا من أسبوعين"
"فرحتلك بجد ، ربنا يتمملك على خير ، أنا مضطره أمشي عشان في ناس مستنيني فوق"
ودعوا بعضهم على لقاء أخر لن يتم ، وتحركت مهرة إلى الأعلى حيث يامن ثم قالت :
"ااااه صح أنا نسيت أسأله أيه إلى جابه المستشفي ، ليكون تعبان !!"
لامت مهرة نفسها على نسيانها ثم تحركت إلى يامن لتجده فك الجبس ويحاول التحرك على قدمه بمساعده الممرضه ، لكن الحركه صعبه بالنسبه له ، أمسكت ذراعه مكان الممرضه وحاولت سنده بكل قوتها ، أتكئ عليها وهو يشعر بشقيقته بجانبه ليست مجرد زوجه أخيه
وبعدما أنهوا التمرين قال الطبيب :
"تمام هنمشي على علاج طبيعي فترة وهنراقب التقدم ، وأنت محتاج راحه تامه ومتحملش على رجلك ولا تشيل حاجات تقيله ، لكن تتحرك بهدف أنك تعود رجلك على الحركه بعد مده راحه طويله ، ونلغي الأدويه إلى كنا ماشين عليها وهكتبلك على أدويه جديده"
هز يامن رأسه بتفهم ، وذهب الطبيب ليكتب الأدويه ثم ناول الورقه لمهرة ، التي أخذتها شاكره ثم تحركت بيامن بعدما جلبت له عصا طبيه ، ما أن رأها تذكر تلك المدعوه أسلام ، التي كادت أن تصيبه بمقتل جراء قيادتها المتهورة ، أبتسم للذكرى
ثم أستند على العصا وتحركوا للخارج ، ذهبت به إلى السيارة ثم قالت :
"أنت كنت بتضحك على أيه عند الدكتور ، بديك العكاز لقيتك أبتسمت فجأه"
صعد يامن بالسيارة ثم قال :
"هحكيلك ، بس متقوليش عليا مجنون"
وبدأ يقص عليها قصه تلك الفتاة الغريبه التي تقول أنها تدعى أسلام
وهي تقود السيارة ، تاره تبتسم وتارة تضحك ، لكن ما أضحكها بحق هو طريقه يامن في وصف مشاعره ....فرغم من أنه جيد مع النساء ألا أنه لا يفهم مشاعره ويطالب مهرة بأن تفهمه !!
توقفت أمام المنزل وهي تضحك :
"يعني أنت معجب بواحده أسمها أسلام"
"تخيلي أن أخر ما ربنا يهديني وأعجب بواحده ، تطلع أسلام"
"ده تكفير ذنوب عن عمايلك السوده زمان"
"المهم أنها كانت ماشيه على عكاز برضو ، كانت مكسحه زي حالاتي كده"
ضحكت مهرة على كلمه "مكسحه" ، ثم هبطوا من السيارة وتحركت مهرة تسند يامن لكنه قال :
"أنا كويس أنا كويس ، سبيني أتعود عليه"
وحاول التحرك واحده خطوه خطوه ، وكأنه مبتدأ يتعلم المشي ، ومهره تعاونه من وقت لأخر ، برغم من مللها لكنها ظلت بجانبه إلى أن دلفوا إلى المنزل ، نظرت حولها فمن الواضح أن مازن مازال لم يعود من العمل ، صعدت بيامن إلى غرفته ثم ذهبت إلى غرفتها لتبدل ملابسها ، ما أن فتحت الغرفه وجدت صندوق كبير نسبياً بالون الأحمر والأسود ، عقدت حاجبيها بدهشه ، من جاء بهذا الصندوق هنا !!!
خطت بضع خطوات ووقفت أمام الصندوق ، حلت عقدته وفتحته لتكشف عما بداخله ، وجدت بضع أشياء مرتبه بعناية أولهم كان حذاء رياضي بلون الأسود وبه رباط أبيض ، أبتسمت فهي عاشقه للون الأسود أولاً وعاشقه للأحذيه الرياضيه ثانياً ، أدارته لترى المقاس ووجدته مظبوط "37" ، فتحت الصندوق الثاني لتجده مجموعه صغيره مكونه من فنجالان وكنكة من الفخار لعاشقه القهوه مهرة ، أمسكت بالهديه الثالثه وجدتها في الأغلب وساده !! ، لكنها وساده خصيصاً للرقبه ، والأخيره كانت لعبة محشوة كبيرة نسبياً على هيئة "فلافيلو" فيل كبير أرته أياه ذات مرة وهي تقول أن شكله مضحك
لم تتمكن من منع نفسها من الأبتسام وهي ترى الهدايا التي على الأغلب هي لها ، دلف مازن من الشرفه بعدما أنهت تفحص الصندوق أبتسمت له وتركت اللعبه التي بيدها وتحركت بأتجاهه تحتضنه بحب وهي تشعر بأنها طفله
أما مازن فتنهد براحه وهو يشعر أنه حقق ما يريده ، فكل ما كان يريده هو ذلك العناق الذي يتمناه منها
أمسكها من يدها وأخرجها من بين ذراعيه ثم أوقفها أمام المرآه وهو يقول :
"ولسه المفاجأة الكبيرة"
وأخرى شئ ما من يده لتراها مهرة في المرآه ، كانت سلسله ذهبيه بأسمها ....تخطو بأسم مهرة المكتوب بعنايه ، أبتسمت بفرحه وهو يلبسها لها وما أن أغلقها ونظر لها في المرآه ليرى عيناها التي تلمع ثم هبط قليلاً ليقبل مؤخرة رأسها ، أرتعشت بخوف ثم التفتت له
وجدته حائراً ماذا يفعل لها !!
أزاح عينه عنها وبقى يحركه هنا وهناك ، إلى أن خرج من الغرفه بهدوء لم تعهده منه
تنهدت بتعب فهو يطلب أشياء ترهقها ، تذكرها بالماضي ، وهو لا يفهم
__________
مر الوقت بسلام ، كان مازن يبتعد عن مهرة ولا يترك لها أي فرصه للحديث
كان يجلس في المكتب يحاول متابعة عمله ، لكن تفكيره بمهرة جعله غير منتبه تماماً لما في يده
رن هاتفه لينتشله من عالم أفكاره ، أمسكه وأجاب وهو يقول :
"ألو يا خالتو"
جاءه صوت خالته المزعج :
"في أيه يا مازن ، أنت زعلت ليان في أيه !!"
تنهد بضيق وهو يقول :
"أنا مزعلتش حد يا خالتو"
"أومال هي بتقولي أنك مزعلها ليه"
عاد ماقاله مره أخرى بنبرة غاضبة :
"أنا مجتش جمبها"
قالت بضيق وحيرة :
"أومال مين بس زعلها"
"هي قالتلك أيه !!"
"ماهي لو قالت أيه إلى هيحوجني ليك ، عشان أعرف منك"
"يعني أيه"
"يعني الهانم أختك فتحت البيت القديم وقعدت فيه هي وأبنها ، وقافله عليها بخبط مش بتفتح ، والكبيرة بقى ...أن الحلوة غيرت الكالون عشان معرفش أفتح بالنسخة بتاعتي ، قولت هستنى لما تهدى وتيجي تقولي أيه مزعلها ....مجاتش ، أستناها لما تخرج ....مبتخرجش ، حاجتها كلها بتجبها دليفري الحلوة ....من كتر فلوسها ، ولما فتحت الباب وهي بتحاسب المندوب ، وسألتها مالها ، قالتلي ببرود الدنيا مفيش يا خالتو عايزة أقعد في بيت أهلي عندك مانع ، ولما قولتلها أنها قاعده عندي ، قالتلي إلى أنتي دفعاه تعالي خوديه ده بيت أمي وقالتلي سلام وعلى وشها أبتسامه سمجه كانت هتشلني وأنا واقفه ، وقفلت الباب في وشي ، أيه إلى حصل خلاها تتقلب كده"
ظل قليلاً يستوعب ما تقوله هل حقاً ليان فعلت هكذا !!
قالت بشرود :
"شكلها عقلت"
"نعم يا أخويا ، هي كانت مجنونه ، مازن تعالا أعدل أختك أحسن لك ، أنا صبري له حدود"
"خالتي شيلي ليان من دماغك وركزي في عيالك وأحفادك ، وسبيها وهي لما تكون كويسه هتخرج يعني هيا هتفضل في البيت عمرها كله"
"يعني أنت شايف كده يا مازن ، طب وكرامتي"
"أمسحيها فيا أنا يا خالتي"
"طب أنت متعرفش مالها"
"لا معرفش ومش عايز أعرف ....سلام"
وأغلق الخط وأراح رأسه للوراء وهو يفكر في ليان ....ترى ما مخططها !! ....هل ملت من دور الحقوده الذي لا يليق بها ....أم تنوى على فعل كارثه أخرى ....هل هذا مخطط بينها وبين خالتها ليقلق عليها ....اااه منك يا ليان فماذا تريدين بعد ....فيكفي ما حدث من ورائك
___________
(بعد قليل)
خرج من الحمام بعدما أنهى أستحمامه ، وقف أمام المرآه وهو يتنهد بضيق ، يشعر بالحيرة من أفعال مهرة وأفعال ليان هي الأخرى ....ما بال تلك النساء وأفعالهم المجنونه
كانت مهره تجلس على الفراش تراقبه دون إن يدري ....لا تعلم ماذا تقول ....تريد قول أي شئ لتتحدث معه ....لقد أشتاقت للحديث معه ....لكنها أختارت شئ خاطئ لتتحدث عنه
"صحيح أنت عمرك ما قولتلي أنك عندك عم غير هاشم !"
أتسعت عيناه صادماً من تلك الجمله ....ليس بها شيئاً غريب بالنسبه لها ....أما له فهي الغرابه بنفسها
أخذ نفسه بصعوبه وهو يحاول أن يبين عدم أهتمامه بالأمر
"عادي .....مجتش مناسبه ....أو يعني أقولك ليه !!!"
نظرت له بأحراج وهي تقول :
"عادي يعني ، المفروض أنا مراتك ، يعني المفروض تتكلم معايا"
أبتسم بسخريه وهو يقول :
"وتفتكري لو أتكلمت معاكي ، هتركزي !! ، ولا هتفكري أني عايز منك حاجه ، أنتي كل تفكيرك أني راجل مش بيفكر غالبا غير في نفسه ، كل حاجه بعملها بتكون عشان حاجه عايزها منك"
"عشان ده فعلا محور تفكيرك ، قصدك أيه لما تحضني من ظهري وتقعد تبصلي في المرايه ، ولا لما في الرايحه والجايه تبوسني ولا كأني مسافرة ، وبوكس الهدايا مش جايبه عشان تبتزني ، إلى هو المفروض مرفضش ليك طلب ، ما أنت دافع بقى ، وال....."
أشار لها بالسكوت وهو يقول بنبرة غريبة :
"متكمليش ، طالما وصلتي للمرحله دي متكمليش ، خليكي أنتي في ملك ، وخليني أنا في إلى أنا فيه ، طالما كل حاجه أعملها هتفكري في التفكير المبتذل ده بلاها أحسن أعملك أي حاجه"
وتحرك ناحيه الأريكه لينام ، نظرت له بضيق ثم قالت :
"أنت هتنام !!"
قال بعصبيه :
"أه هتخمد ولا في تهم تانيه عايزة توجهيهالي"
"لا أنا عايزة أروح الشغل"
نظر لها وهو يرفع حاجبه ، لتكمل هي :
"خالد أنهاردة كلمني وطلب مني أرجع الشغل ، وأنا عايزة أرجع"
"خالد مين !!"
"أبن مدير الشغل بتاعي"
"وده كلمك أمتى !"
"ده أنا شوفته صدفه وأنا رايحه مع يامن المستشفى"
ظل ينظر لها بضيق إلى أن أعطاها ظهره ولم يتحدث ، نهضت هي من على الفراش وذهبت له وجلست أمامه على ركبتها وهي تقول :
"أيه رأيك !!!"
أردف وهو مازال مغمض عينه :
"مش موافق"
برغم من صدمتها قالت :
"ليه !!"
فتح عينه وقال ببرود :
"عشان مبقاش وافقت عشان مصلحتي ، عشان أنتي شيفاني راجل مش بيفكر غير في نفسه وبس ، شايفاني حيوان بيفكر تفكير غرائزي وأنا مش كدة ، ف أنا قررت أني مش هعملك حاجه تاني عشان أبقى بني آدم مش حيوان"
"يا مازن أنا مقصدش كدة وأنت عارف ، يعني أيه حيوان لا طبعا ، العيب فيا أنا إلى معيوبه أنت ....."
نهض من مكانه ورفع يده وهو يقاطعها بغضب :
"أقسم بالله لو قولتيها تاني همد أيدي عليكي ، أيه معيوبه دي ، أنتي ست البنات ، لا أنتي بتلت أيدين ولا بأربع رجلين ، أتلمي ونقي كلامك"
أبتسمت رغماً عنها ثم قالت وهي تجلس بجانبه على الأريكه :
"طيب ياسيدي خلاص سماح المره دي ، أنا وأنت عكينا في الكلام خالصين ، عايزة أروح الشغل"
"زنانه ، ماشي بس بشروط"
رفعت حاجبيها ورضعت يدها على صدرها وهي تقول :
"شروط أيه أن شاء الله"
"تنتظمي على الأدويه ، تاكلي الأكل إلى تلاقيه يعني متقعديش تقولي ده مش بحبه وده مش بحبه ، وتتفقي مع مديرك رسمياً مش أبن المدير مش كوسة هيا ، أنك هتقللي ساعات الشغل وترجعي الساعه 2 ظهراً وافق أهلا وسهلا موافقش أنا أولى بيكي ، مش هنبسط لما تجيلي تعبانه وأحتاس مش عارف أروح فين وأجي منين ، متفقين"
"أيه كل الشروط دي يا مازن ، أنت بتعجزني !!"
"ولله دي شروطي عاجبك ماشي ، مش عاجبك خليكي قاعده في البيت"
زفرت بضيق ثم قالت بنبرة حانقة :
"ماشي موافقه"
ثم قالت بخبث :
"صحيح مالك مضايق ليه من خالد كدة ، وبتتكلم عليه بطريقه مش لطيفه"
نظر لها ورفع أحدى حاجبيه وهو يقول بأستنكار :
"أنا لا خالص ، أنا بس مش بحب عظم تقدير السلطات ، يعني أيه أبن المدير ، المفروض الحاجات دي تبقى للمدير شخصياً ، هو أبن المدير هيوظف إلى على مزاجه"
لمست لحيته وهي تقول بدلع :
"ياشيخ ، يعني مش عشان غيران ، أعترف أنك بتغير يا زوما"
"أنا بغير .....طيب عادي أنا بغير ، هو أنتي مش مراتي ومن حقي أغير عليكي ، وأخبيكي عن كل العيون ، ولا أنا متجوزك صدقه جاريه"
ضحكت بلطف ، ليبتسم لها ويقترب منها ثم قال بضيق :
"قومي من هنا"
وضحت علامات التعجب على وجهها ، ماذا غيره فجأه
"مالك"
قال بأختصار :
"عايز أنام ، وأنتي مضايقاني"
رمشت عده مرات تستوعب تغيره المفاجئ ، ثم نهضت من على الأريكه ، ليتمدد على الأريكه ويغمض عيناه
ظلت تنظر له بدهشه ، إلى أن فتح عيناه مرة أخرى وقال بضيق :
"الروج إلى أنتي حطاه شكله حلو"
كتمت أبتسامتها وهبطت لمستواه وهي تقول :
"أيه إلى يضايق في كده"
"مفيش ، أمشي من قودامي دلوقتي"
قالت برخامه :
"مش همشي ، أيه ضايقك !!"
"لو ممشتيش هبوسك"
توقع منها أن تنتفض ، تخاف ، ككل مره ، لكنها وبكل بساطه أقتربت منه هيا ووضعت رأسها على الأريكه التي ينام عليها
ظل ينظر لها ثم قال بصوت عال :
"أنا مبقتش فاهمك"
لكنه تنهد وهو يبتسم وأقترب منها يقبلها ، وهي بادلته بحب ، وهي تشعر بالسكينه عن كل مرة يقترب فيها منها ، ظلوا هكذا طويلاً إلى أن أبتعدت عنه وهي تأخذ نفسها بصعوبه
أخذها بين ذراعيه وتمدد على الأريكه الصغيرة وهي تضع رأسها على صدره
قالت بهدوء :
"هو أنت ليه بطلت تنام جمبي ، هو نومي مضايقك"
تنهد وهو يقول :
"لا خالص ده أنتي حتى نومك بقى حلو وبطلتي تطيري في السرير ، بس عشان تكوني براحتك ، أنتي مش بتحبي تنامي جمبي"
قالت بصدمه وهي تشير لنفسها :
"أنا ، لا خالص ، مين قال كده"
"ردود أفعالك ، ساعات كتير بحسك مش عايزة تنامي جمبي ، فبنام على الكنبه أفضل ، عشان تكوني براحتك"
نهضت من مكانها وهي تقول :
"على فكرة بقى أنا مش قصدي كده ، أنت إلى بترجم أفعالي غلط"
"أهو إلى حصل حصل ، عايزه أيه يعني"
"عايزاك تنام على سريرك مش هبقى ضيفه وأنيمك على الكنبه"
"ضيفه !!! ، دي أوضتنا يا ضنايا أنتي حوله"
قالت بمشاكسه :
"طيب طالما أوضتنا مغلبني ليه ، م تنام على السرير"
أبتسم لها وهو ينهض ويأخذ بيدها :
"طيب ننام على السرير عشان خاطر مهرة"
وناموا الأثنان على الفراش بجانب بعضهم ، في هدوء وسكينه
كان مازن على مشارف النوم إلى أن قالت مهرة :
"صحيح أنت مقولتليش ، هو أنا ضايقتك لما جبت سيرة عمك"
حاول التنفس طبيعياً وهو يقول :
"لا عادي .....ولو سمحتي عايز أنام"
وبدأ معركه مهرة لا تعلم عنها شيئاً ، معركه الماضي الذي لا يريد أن ينغلق وكأنه كُتب عليه العذاب للأبد
_____________
كانت تجلس ليان مع نفسها ، تنظر من الشرفه على المارة القليلين الذي يمرون في الشارع من وقت لأخر
وظلت تتذكر أحداث كثيرة لها معان كبيرة لكنها لم تهتم
"ليان أنتي أتغيرتي ، شكلك أتغير وطريقه كلامك أتغيرت ، ده حتى مشاعرك مبقتش زي ما هي ...بقيتي باهته"
عندما قالت ليلي تلك الجمله لها ذات مره لتبرر موقف شقيقها المحرج ، لم تفهم ليان معنى الجمله لكنها فهمت الان معنى أنها بهتت
أنها لم تكن ليان السابقه ....أصبحت إمرأه أخرى قليله الصبر ....فضوليه ....غيورة ....عديمه الثقة بنفسها ....والأهم أنها أزدادت أكثر من 20 كيلو جرام بعدما أنجبت زياد ....ولم تحاول أن تنتظم على حمية غذائية للعوده لسابق عهدها ....كانت سابقاً واثقه في نفسها حد الغرور تقريباً .....والآن هي ترى كل من حولها جميل ألا هيا
"كل إلى بتعمليه أنك بتطبخي وتاكلي"
جمله قالها يامن ذات مرة قاصداً التوضيح لما تفعله ....لكنها لم ترى سوى قبح الجمله ....ولم تفهم معانها
"أنا هعيش وهموت صغيرة حتي بعد 70 سنة هفضل ألعب بالمراجيح وأتفرج على كارتون وأفرح لما أشتري بلالين وورد ، هفضل زي ما أنا لأن العمر مجرد رقم بالنسبالي"
جمله أختصرت أشياء كثيره ...توقفت ليان عن فعلها لأنها نضجت على هذه الأشياء ....لا تعلم أن العمر مجرد رقم كما قالت مهرة في مرة من المرات
سقطت دمعتها وهي ترى أن الجميع حاول أن ينصحها لكنها لم تفهم ....لم تفهم ما يقصدوه ...بل فسرت الأمر على أنه غباء أو جهل ....وأكتشفت متأخراً أن الغباء صدر منها هي
وحان الوقت لتصليح الأمر فلا مزيد من تضيع الوقت .....وأول شئ تريده هي فترة نقاهه من كل تلك الأحداث السيئه والبدأ من جديد
_____________
(الساعه 3 فجراً)
كانت مازن مستغرقاً في النوم ، في حين راوده الماضي المخيف ، على هيئة حلم مزعج
كان الكلام متداخل لكنه يفهم ....يتذكر تلك المحادثه جيداً .....كانت أخر محادثه بينه وبين عمه قبل موته بعده أيام
"وفلوسي حقك أنت وأخواتك يا مازن !!!"
ضحك مازن بسخريه ثم عاد لجديته :
"أعتبرها هديه منك لينا يا عمي ، مش أحنا ولاد أخوك برضو ، ولاد أخوك إلى قتلته ، أوعى تفتكر أني كنت عيل صغير وقتها ، أنا كنت فاهم ، بس متكلمتش ، عارف ليه !!! ، عشان كنت مستني الوقت إلى هاخد فيه روحك بأيدي"
ثم تبدل المشهد وهاشم يصرخ في مازن :
"أنت إلى قتلت أخويا ، هو بقاله فترة بيقول أن تصرفاتك غريبه ، أنت إلى قتلته أنا متأكد"
قابله مازن ببرود غريب لا يناسب التهمه الموجهه له :
"ولله يا عمي البوليس قودامك والطب الشرعي قودامك ، هما إلى يثبتو برائتي ، عمي مات بسكته قلبيه ، لا مات مقتول ولا حتي لغبطه دواء"
وتبدل المشهد مرة أخرى ليرى مهرة أمامه في مكان غريب ، نظرت له بحزن وهي تقول :
"أنت قاتل !"
هز رأسه وهو يقول بسرعه :
"لالالا أنا مقتلتوش يا مهرة ، صدقيني أديني فرصه أفهمك ، أنا مقتلتوش أنا كنت ......"
قاطعته مهرة وهي تقول ببكاء :
"أنت كداب ....أنا عمري ما هصدقك ، أنت قاتل ، معندكش عزيز ولا غالي ، أنت مكانك السجن"
ظل يردد وهو يبكي :
"صدقيني أنا مقتلتوش متسبنيش يا مهرة ، أنا مقتلتش حد صدقيني ، متسبنيش أنا مقدرش أعيش من غيرك"
تحركت مهرة بعيداً عنه وظهرت ملك من العدم وأمسكت بيد مهرة وذهبوا ، التفتت له ملك وهي تراه للمره الأخيرة ثم ذهبت هي ومهرة إلى أن أختفوا ، ظل مازن يصرخ وهو يبكي ويحاول التحرك لكنه كان مكبل في شئ ما لم يراه ، ظل يصرخ ويقول أنه برئ ولم يقتل أحد ، ولكن أختفت مهرة ولم تعود ، وجد القيود التي تمسكه أختفت ، نهض من مكانه ليجد في وجهه حبل مشنقه
ظل ينظر له وهو يقول في نفسه ...هل هذه حقاً النهايه
تنهد بحزن وهبطت دمعته ثم صعد فوق المقعد وأدخل رقبته بداخل الحبل ، وأغمض عيناه .....1 .....2 ....3 وألقى المقعد بعيداً عنه ، وأنتهى الأمر
أستيقظ من نومه بفزع وهو يتحسس رقبته نظر حوله ليجد مهره تنظر له بخوف ، ظل يأخذ نفسه بصعوبه وهو يحاول منع نفسه من البكاء ، ربتت مهرة على ظهره ليبعد عنها وهو يصرخ بها :
"أبعدي عني متلمستيش ، ملكيش دعوة بيا"
سحبت يدها وهي تنظر له بحزن وكادت أن تبكي من صراخه عليها ، التفتت لأبريق المياة وملئت كوب وأعطته له وهي تمسح دمعه عالقه في أهدابها
أخذ منها الكوب وهو يرتجف حرفياً من فرط الرعب ، رشف من الكوب قليلاً ثم أعطاه لها ، ظل يتنفس بصعوبة وهو ينظر حوله ليعتاد على المكان ويؤكد لنفسه أن هذا مجرد حلم ليس أكثر
عادت تربت مهرة على ظهره تحاول تهدئته ، نظر لها قليلاً لن يتحمل فكرة ذهابها بعيداً ، لقد تغير الأمر من ناحيته أما هي فبتأكيد لا تشعر بأي شئ ، ألقى نفسه بين ذراعيها وهو يحبس دموعه ويتنهد من وقت لأخر ، ربتت مهرة على ظهره وشعره وقبلته عدة مرات ليهدأ
وبعد دقائق ، تمددت على الفراش مرة أخرى ، وهو بين ذراعيها
رفع وجهه لتظهر عيونه الحمراء ، ظل ينظر لها ثم قال بأختناق :
"متسبنيش يا مهرة"
وضعت يدها على وجنتيه وهي تقول :
"أسيبك وأروح فين"
"تمشي زي ما مشيتي قبل كدة"
"ولما مشيت وسبتك عرفت يعني أيه حضن اتحامى فيه ، أنت إلى بتحامى فيه يا مازن"
"يعني عمرك ما هتسبيني"
"أبداً"
خبئ نفسه في صدرها وهو يحاول التفكير في أي شئ يلهيه عن الحلم حتى يتمكن من النوم مجدداً
أما مهرة فمثلت النوم ....لكن من داخلها قلقه ....لماذا يطالبها بالبقاء ....فهي عندما فعلت نفس الشئ معه كان بسبب ماضيها المؤلم ....لكن هو ماذا فعل ليقلق على وجودها معه
🕺🏻دمتم ساالمين 💃🏻...
