
رواية مجرد خيانة
الفصل السادس والعشرون 26
بقلم رحمات صالح
صباح اليوم التاني
(أمي .. عايزاك في موضوع)
ختت الكمشة من يدها و مسحت يدها في قطعة صغيرة كانت معلقة في يد الباب .. وقالت (في شنو)
طلعت قدام أمها على الراكوبة القدام المطبخ و قعدت وقالت (محتارة)
أمها قعدت و قالت (أريتو يكون المحيرك ده عريس)
هزت راسها بحرج ....
أمها رفعت يدها وقالت (يارب يكون ود عز يستاهلك ما زي الجبتي لي المرة الفاتت)
قالت كلمة وحدة (نصري)
ضربت صدرها بيدها و قالت (سجمي نصري منو ؟ ود المرحوم؟)
سحر قالت (وفيها شنو يمة)
(الولد أمو في الحبس وهو بفكر في العرس؟)
قالت (أمي ... الحجة هي زاتها الفتحت معاي الموضوع ده)
(الولية خرفت و لاشنو ؟ المرة راجلها ميت وهي بالها في جنس ده)
سحر قالت (أمي خلاص دي ما مشكلة)
أمها هدأت و قالت براحة كأنها بدت تتذكر (لكن بيني و بينك سمعت كده إنو الولد الله فتحها عليهو و إشتغل شغلة سمحة...)
سحر (يعني تفتكري أبوي برضى بيهو؟)
(مالو عاد مابرضى .. وقت الولد مقتدر)
سحر (أمي ماتحسبيها كده .. أنا مترددة .. لأنو .. أنا بعرف نصري من كنا أطفال .. و .. بتاع لف و دوران و بنات و طلعات و برامج ..)
أمها قالت بسرعة (طيش شباب .. كلهم كده و بعد العرس بنصلحو .. لكن ابوك اليقعد معاهو و يشوف شغال شنو والكلام البقولوهو عليهو ده صح و لا غلط)
سحر قالت (في مشكلة تانية)
أمها ما ردت .. لأنها أصلا ما سمعتها كانت بتفكر بعمق في الموضوع .، و سحر سرحت و هي بتتذكر شكل ناجي ليلة أمس لمن جاها و إترجاها ترفض .... غمضت عيونها و صوتو برن في أضانها
(سحر ... أنا .. أنا .. مما كنا صغار أنا.. .. ......)
سكت ما كمل جملتو .. وهي كمان ماقدرت تقول شي .. و فجأة قال (أرجوك ماتوافقي... .. مع السلامة) و مشى بسرعة لغاية ما إختفى في الضلام........
....
..
قمر صحت بدري نسبيا .. كانت حاسة بنشاط على غير العادة في الفترة الأخيرة ، إبتسمت لمن إتذكرت ليلة أمس و الملاهي و اللعب اللعبتو كأنها طفلة صغيرة .. قامت و غسلت وشها و نزلت بالبجامة العليها عشان تلحق أبوها قبل ما يطلع ....
لقتو زي ما إتوقعت قاعد في الجلسة الخشبية المطلة على الحديقة الخارجية و بشرب في القهوة و جنبو سارة بتقرا في جريدة .. لمن شافها نزل الفنجان و قال (يا هلا بالقمر البطلع بالصباح ، تعالي)
قعدت وقالت (صباح الخير يا بابا و سارة)
سارة إبتسمت (صباح النور .. ماشاءالله على النشاط)
قالت (عاوزة بابا في موضوع مهم عشان كده)
سارة عاوزة تقوم وقالت (خلاص أخليكم تاخدو راحتكم)
قمر (لا لا خليك لأنو رايك يهمني برضو)
أبوها إبتسم وهو راضي عن الإنسجام البينهم ... و قمر قالت (بابا .. أنا عاوزة أشتغل)
كشر وشو (ليه ؟ انتي ما محتاجة شي ؟)
قمر (لا يا بابا ما محتاجة بس زهجت وعاوزة أشغل نفسي بشي)
قال (طيب ياقمورة عاوزة تشتغلي وين)
صلحت قعدتها و بدت تقول بحماس و بسرعة (عاوزة أعمل محل .. محل كبييير .. أممم .. فوق يكون فاشون هاوس .. أجيب فيهو مصممين مبدعين ، و حأستعمل أجود انواع الأقمشة.. أما تحت حيكون قيفت إستور .. ورد طبيعي و هدايا ، و حأعمل إعلانات ضخمة و ....)
قاطعها (حيلك حيلك ياقمر)
سارة قالت (ليه ؟ فكرتها ممتازة . و مدام هي عندها الرغبة و مخططة لكل شي أكيد حتنجح)
قال (طيب أعملي دراسة جدوى و جيبيها لي .. بس خلي بالك ، البدفعو ليك راس مال و يرجع ، لازم تعتمدي على نفسك)
قمر قامت و باست راسو و قالت (الله يخليك لي يا أحلى بابا في الدنيا)
و دايرة تدخل جوة قال (أقعدي لحظة)
قعدت وهو قال (و بالنسبة للموضوع التاني الكلمتيني بيهو)
قمر بقلق عاينت لي سارة كأنها بتقول أنقذيني من الموقف ده .، سارة رفعت كتفها بمعنى ماعارفة أعمل شنو .. قمر قالت (ااا .. حيقابلك يابابا .. بس ماعارفة متين)
قال (أديني حالا إسمو و رقمو ، و بياناتو كلها)
قمر بخوف (لا يابابا خليهو لمن هو يتصل)
قال (ما تخافي .. حأسأل منو بس)
.......
نصري مجهز شنطتو قدامو و بشرب في الشاي ، وهو لابس بدلة رسمية سوداء مع قميص أبيض و جزمة سوداء .. و زهراء قصادو بتعاين ليهو و ماقادرة تسأل من شي .. لكن هو قال (حأرجع بعد أسبوع .. لمن أجي عاوز القاك طلعتي جواز .. حأقعد يومين و حاسافر تاني .. و إنتي معاي)
زهراء فرحت و قالت (بالجد ؟ حنسافر وين؟)
قال بغموض (مامعروف لسه .. خليك جاهزة)
قالت (أنا جاهزة من حسي)
دخل يدو في جيبو طلع رزمة قروش .. ختاها ليها في التربيزة و شال شنطتو و قال (في أمان الله)
بمجرد ما طلع شعرت بي وحشة و خوف غريب ... مع إنو الوقت بالصباح وهي إتعودت تقعد هنا براها .. قفلت الباب بالمفتاح .. و فتحت التلفزيون عشان يشغلها شوية .....
.....
سحر أمها رسلتها تجيب حاجات من الدكان ، لبست التوب و طلعت .. و قبل ما تصل الدكان صادفت لؤي طالع ، و شايل شنطة ضهر ، فجأة جا على بالها شي و عملتو بدون ما تفكر (لؤي....)
لؤي وقف وقال (مرحب)
قالت بحرج (كيفك .. اااا .. أنا .. معليش لكن مدام صادفتك عاوزة أسألك من حاجة)
قال (إتفضلي)
قالت (بصراحة .. عاوزة أعرف نصري صحبك .. ليه ساب الحلة ، و حاليا شغال وين ، و رايك فيهو شنو)
لؤي إرتبك و صلح نضارتو و قال (أنا حاليا مستعجل .. مرة تانية ممكن نتكلم)
سحر شعرت إنو بتهرب عشان كده قالت (بس عاوزة إجابة أيوة و لا لأ .. لو إتقدم لي وحدة من أخواتك حتوافق؟)
أشر ليها بعيد وقال (شايفة الشباب ديلاك واقفين منتظرني .. عن إذنك) ومشى من قدامها بسرعة و جبينو إتصبب عرق من الموقف الإتخت فيهو ...
سحر ما إرتاحت لي تصرفو ده و شعرت إنو فعلا نصري وراهو شي .. و صممت إنهالازم تعرف .. حتى لو ما حتوافق بيهو لازم تعرف ... و من التفكير نست نفسها إنها ماشة الدكان و لفت رجعت بيتهم و هي بتكلم نفسها .....
ناجي الكان شايف الموقف من بعيد جا عليها بسرعة .. و لمن وصلها لحقها قبل ماتدخل بيتهم ، وقال (سحر .. الزول ده مالو معاك)
إتلفتت عليهو بإستغراب وقالت (مافي شي ، بسلم بس)
قال بحدة (الوقفة الطويلة دي كلها سلام؟ و بعدين إنتي طلعتي إتكلمتي معاهو و رجعتي)
قالت بغضب (و إنت الدخلك شنو ..)
قال (أنا... أنا بحبك ، إنتي ليه ما راضية تفهمي .. و لو ما بقيتي لي حأجن ، مافي زول حياخدك مني فاهمة؟)
قالت (ناجي .. ما كده)
قال (لأ كده ، و عمرك ما حتكوني لغيري)
لؤي بعد ماوصل عند الشباب مصطفى غمز وقال (المزة دي كانت بتقول ليك في شنو)
لؤي (ولا شي)
مصطفى (يا شيييخ ، ده كلو و لا شي؟)
أمين قال (يخوانا مواعيد الطيارة حتفوتنا يلا)
.........
بعد ساعات ......
(لحظة لحظة .. أسجل المعلومات دي)
فتح درج المكتب طلع نوتة و قلم و رجع صلح السماعة البلوتوث على أضانو و بدا يكتب وهو بقول (إسمو بالكامل منو ؟ .... أوكي .. عندو أخ واحد إسمو منو ؟ ...تمام... والدو إتوفى قريب ، ساكن وين بالضبط ؟ بيت الأسرة وين في أمدرمان؟........ كيف ماعايش مع أسرتو ؟ طيب ساكن وين ؟ ...... لا لازم تعرف لي المعلومة دي .... و تاني ؟ شغال وين قلت لي ؟ نعم؟؟؟؟ شغال مع جلال ؟ جلال ضيف الله؟ إنت متأكد؟)