
رواية مجرد خيانة
الفصل السابع والعشرون 27
بقلم رحمات صالح
فتحت اللاب توب الموصل بشبكة واي فاي ، و فتحت قائمة موسيقية فيها مجموعة من الأغاني الأجنبية .. و بدت تبحث في النت عن محلات تصميم الأزياء ، و معارض الهدايا .. و بعد ساعات من البحث قدرت تحدد الأفكار الأساسية ... و بدت تدون ملاحظاتها في نوت ، .. و شالت تلفونها إتصلت على أبوها ..
(باااااباا ، مساء الورد)
ضحك وقال (القمر مبسوط الليلة)
قالت (جدا ، و الحمد لله حددت الإحتياجات الأساسية للمحل بس يابابا في نقطة مهمة ، التصاميم .. و الأقمشة .. و ديكور المحل .. حتى الديزاينر نفسهم .. ده كلو لازم يكون من برة)
قال بضيق (قمر .. سفر براك مستحيل)
قالت بدلع (بابا ... بلييييز ، ده حلمي ، و بعدين ممكن تقنع بودي يسافر معاي)
قال (انتي عارفة عبد الرحمن مشغول جدا .... خلاص بعدين نبقى نشوف .. و عندي ليك خبر مهم)
قالت (خبر شنو؟)
قال (بعدين .. لسه ما عملت اتصالاتي)
قفل منها و خلاها قلبها مقبوض ، كانت حاسة إنو الموضوع بتعلق بي نصري .. بس طردت التفكير من راسها و حاولت ترجع تندمج في جو المحل البتحلم بيهو .....
أبوها بعد قفل إتذكر الموضوع ، و مباشرة ضرب و قال للسكرتيرة (حوليني لرقم جلال ضيف الله .. الشخصي)
....
نصري و أصحابو وصلو .. و طلعو من المطار و هم مبسوطين بالسفر ، الا نصري كان حاسي انو الحياة ما ليها طعم .. ماقادر يحس بالتغيير و لا قادر حتى يفكر في الشغل الهو جاي عشانو و كل شي كان بعملو بصورة آلية وتلقائية ....
كان الجو معتدل ، و الشارع منور كأنو نهار ما كأنو الساعة 8 بالمساء ، و المكان هادي نسبيا ... رغم إنهم ماشين في الظلط البطلع من المطار وكل واحد جاري شنطتو .. و كل شوية يجي تاكسي يقيف جنبهم يعرض عليهم التوصيل ...
مصطفى صرخ فجأة (يااهههووو .. أيوة دي كده الحياة و لا بلاش)
أمين قال (ياخي ماتفضحنا ، و بعدين دي ما اول مرة نحن نسافر)
مصطفى قال بحماس (بس المرة دي غير ، مافي خوف زي أول مرة ، و المال جرى في يدنا) و إتلفت بي حركة مسرحية ناحية وحدة أجنبية جات مارة جنبهم وقال (شوف الجكس ده نضيف كيف .. ياااخ مش تقول لي جكس الحلة ههههااااي)
البت خافت و مشت بسرعة بعيد منهم ، و نصري قال ببرود (لو عندكم أي برنامج أمشو ، أنا ماشي الفندق أرتاح)
لؤي قال (ياخ راحة شنو .. كلها أسبوع خلينا نستمتع)
أمين (ارح يازول ، نمشي الفندق ننزل الشنط و نطلع نشوف مطعم ناكل لينا شي ، جعانين ياخ)
مصطفى صرخ تاني (ياااهههووو ياعيني على العضة النضيييفة)
نصري قال (طيب يلا) و إتلفت على مصطفى و قال (بس الله يرحم والديك روق شوية)
.......
..
(السيد محمد عبد الرحمن ، عاش من سمع صوتك)
ضحك وقال (أخونا جلال هههه كيف الأحوال)
جلال قال بمرح (اخوك بي وين ياعم ياخ أنا قدر عبد الرحمن ولدك ههههه)
(ههههه لا ياشيخ ما للدرجة دي ، المهم أنا متصل عليك في موضوع شخصي شوية)
جلال (وانا تحت أمرك ..)
قال بجدية (في واحد موظف عندك إسمو نصر الدين)
جلال إرتبك ، وقال (مالو)
قال (في الحقيقة .. عايز أعرف رايك عنو)
جلال (رايي؟)
ابو قمر قال (سمعت إنو بقى يدك اليمين ومعتمد عليهو .. صحي الكلام ده)
جلال مابقدر يقول عنو شي كعب لأنو هو شغلو الظاهر للناس كلو شغل تجاري قانوني .. و مدام هو عرف إنو معتمد عليهو يبقى ماعندو حل غير يقول (فعلا .. شاب ممتاز و مسؤول و طموح جدا)
أبو قمر إبتسم براحة و قال (أنا كمان قلت كده ، جلال ضيف الله راجل دغري و محترم و ما يعتمد إلا على زول محترم زيو كده)
جلال زفر براحة وقال (الله ما ضراك يا أستاذنا)
قال (طيب كده ريحتني ، أنا أبقى أقابلو في أقرب فرصة)
جلال (هو اليوم سافر مشى ال/// ، لمن يرجع أبقى قابلو)
أبو قمر خبط المكتب وقال (يا راجل ، شوف القدر ده كيف ... أنا حأطلب منك خدمة أخيرة ياريت تنفذها لي)
جلال في نفسو بقول (وبعدين مع الراجل ده) بس قال ليهو بترحاب مزيف (نخدمك بعيوننا)
قال (مش إنت واثق فيهو كويس؟)
جلال (جدا .. جدا)
أبو قمر (تمام .. يلا أسمعني.......)
......
سحر كانت في بيت أم نصري ، اخر شي عملتو سخنت اللبن و جهزت ليها العشا و لبست توبها و قالت (بعد ده أخليك تاكلي و تنومي يا خالتي )
الحجة قالت (قسمتك بي الله كان تاكلي معاي)
قالت (أنا شبعانة ياخالتو و كمان الليلة اتأخرت ، أبقى أمشي عشان أجهز العشا لي أبوي)
أم نصري قالت (الله يديك العافية و يخليك لي أبوك .. كان قعدتي شوية لمن ناجي ولدي جاني ، و كمان بالمرة أسمع رايك في الكلام القلتو ليك)
سحر إرتبكت .. و صلحت توبها في راسها وقالت (لكن ..)
الحجة قالت (لكن شنو؟ ولدي ما بنعاب و إياك تصدقي كلام ناس الحلة البقولو فوقو)
سحر ما كانت متوقعة إنو أمو عارفة الكلام البتقال عنو ، قالت (أبدا ياخالتي أنا عارفة تربيتك)
قالت (أها عاد تاني في شنو)
سحر (يا خالتي أنا عايزة اعرف .. ده رايك انتي و لا هو الدايرني)
ام نصري استبشرت بالسؤال ده وقالت (وحات الله الخلقني هو القال يكلموك قبل ما أطلع من الحبس)
سحر إبتسمت بخجل ، لكن كل شي راح لمن سمعت صوت باب الشارع بفتح و خمنت إنو ناجي ، و إتذكرت كلامو ليها و الحيرة الكانت داخلاها..... وقفت وقالت (شكلو ناجي جا ، فتك بي عافية ياخالتو)
الحجة قالت بسرعة (باكر تديني رايك)
سحر طلعت .. و لاقت ناجي في الحوش جنب الباب ، دنقر راسو لأنو اتحرج لمن اتذكر موقفو معاها بتاع الصباح ، و قال (مساء الخير)
قالت وهي مرتبكة (مساء النور .. و مع السلامة)
قال (لا ما ممكن) ورفع الكيس الكان في يدو وقال (انا جبت عشا لازم تاكلي مع الحجة)
قالت (معليش الوقت اتأخر ، و حسي أنا ختيت ليها العشا و طلعت)
قال (معقولة .. والله لو ما اكلتي تشيليهو معاك البيت)
دخل على المطبخ و بدا يقسم ليها .. وهي واقفة مكانها ماعارفة تدخل و لا تمشي .. جاها راجع و هو شايل صحن فيهو فول ماعليهو شي غير الزيت ، و قال (معليش عشانا متواضع)
إبتسمت من قلبها على بساطتو و قالت بمرح (و نحن لينا شنو غير الفول)..... و شالتو و مشت ...
في اللحظة دي نصري و شلتو كانو قاعدين حول الطاولة الدائرية وقدامهم برياني بالخضار ، و شوربة سي فود ، و ناتشوز سالاد ، اسبرينغ رولز ، اسكلوب غوردون بلو ، استيك مشروم ... مصطفى قال (زي الوقت ده نحن ملمومين في صحن فتة من دكان خليفة .. ههههااااااععع) و مد يدو و بدا ياكل باستمتاع ...
أمين كمان كان ناوي يبدا ياكل لكن رجع يدو لمن شاف نصري ملامحو اتغيرت .. و قال (مالك يانصري)
نصري (مافي شي) .. و شال طبق الشوربة بدون ما يشرب منها وهو بفكر في اللحظة دي أمو حالها كيف و بتاكل شنو و مرتاحة و لا متضايقة و حزينة و لا سعيدة ، و في نفسو قال : عهدا علي يمة أول ما أرجع اعزك عزة ....
قطع سرحانو رنة الموبايل .. كان رقم جلال ، ما إستغرب لأنو مترقب إتصالو ، بس جلال ما سألو من الشغل ، و مباشرة قال (نصر الدين ... بتعرف واحد إسمو محمد عبد الرحمن ؟)
نصري ما كان متوقع عشان كده قال بثقة (لا)
جلال (أبو قمر .. مابتعرفو؟)
نصري من الخلعة وقف على طولو و قال (أبو قمر ؟ مالو ؟)
جلال (الراجل طلب مني خدمة .. بتو محتاجة شوية مشتريات و عايز يسفرها ليك ، أبقى خلي بالك منها كويس الراجل ده صاحب فضل علي)
نصري قال بحدة (قمرررر ؟ مستحيييل .. بعدين أنا جاي لي شغل .. و أصلا هم وصلو لي كيف .. أنا مافاهم شي)
جلال قال بعدم مبالاة (و لا أنا ما فاهم ، بس اعتبرها أوامر و لازم تتنفذ ، البت حتجيك و هو معتمد عليك .. سلام)
جلال قفل الخط و نصري عاين للتلفون بذهول ... و فجأة اترمى في الكرسي و بدا يضحك .. يضحك .. يضحك ....
(يازول مالك)
نصري ما رد على أمين و مسح دمعتو السالت من الضحك و قال (في حاجات كده الله بسلطها عليك زي العقاب هههههااااا حاجات كده زي المرض المزمن هههه ماتقدر تتفك منو زاتو .. كان مشيت لي آخر الواطة بتلحقك بتلحقك ههههههههههههه) و غير نبرتو و قال بحزن وهمس (ده شنو البحصل لي ده يارب)
....
..
في نفس اللحظات دي .. في الفيلا
صرخت (بابا .. مستحييييل ... ده شنو العملتو فيني ده)
أبوها استغرب وقال (مش إنتي القلتي عاوزة تسافري ؟ و مش ده الولد القلتي عايزاهو .. و أنا استأمنتو عليك .. في شنو طيب)
سارة قالت (أسمحو لي أتدخل .. بصراحة يا أبو عبد الرحمن الحكاية دي ماجاية و الولد ما جا اتقدم ليها لسه .. و بعدين انت بتعرفو من وين عشان تسفر ليهو بتك؟)
قال بثقة (بعرف ناس بعرفوهو و شكروهو لي خالص .. و بعدين هي ما حتكون براها .. في واحد صحبي عندو مكتب هناك والسكرتيرة حقتو حتكون ملازماها لغاية ماترجع)
قمر هزت راسها بعدم تصديق وقالت و دموعها بدت تتجمع (لا يا بابا .. ما ينفع)
قال بهدوء (يبقى تنسي الموضوع كلو .... أنا مرهق طالع أنوم) و مشى خلا قمر وسارة محتارين .......
.....
زهراء بدت توعى شوية شوية من النومة الطويلة الشالتها غصبا عنها وهي قدام التلفزيون .. أول مافتحت عيونها وقبل ماترفع راسها من الكنبة شمت ريحة غريبة .... ريحة زول سيئة ، بس بعيدة شوية ... رفعت راسها و هي حاسة انو في شي غريب .. اتصمنت مكانها و هي بتحاول تتأكد .. هل هي فعلا سامعة صوت ؟ أيوة في صوت .. جاي من الغرفة تحديدا .... قلبها دق بعنف ... و عرقها اتصبب ... أول شي خطر ببالها إنها تقوم و تجري على جهة الباب و تطلع ..... وفعلا عاينت للباب .. و حاولت تحرك رجلينها الكانت زي الاتخدرت بالخوف ... قامت براحة ... وقبل ماتتحرك ......... سمعت صوت خطوات .... خطوات سريعة جدا ... أسرع من تفكيرها انها تجري ..... خطوات جاية تجاهها مباشرة ...........