رواية مهرة والامبراطور
الفصل السابع عشر 17
بقلم مي مالك
أستيقظ مازن من نومه الطويل ، وعلى وجهه أبتسامه جميله ، نظر حوله على أملاً أن يجد مهرة ، لكنها لم تكن موجوده ، نهض من مكانه وتحرك يمسك بملابسه الملاقاه على الأرض بأهمال ويرتديها ، ثم خرج من الغرفه يبحث عنها
هبط إلى الأسفل عندما وجدها تجلس على الأريكة وعلى قدمها الحاسب المحمول ، وقف ورائها وقبل وجنتيها وهو يقول :
"صباح الخير يا مهرتي"
قابلته مهرة بتوتر وهي تنهض والتفتت له قائلة بضيق :
"أهلا"
وتحركت لتذهب ، مد مازن يده ليمسكها وعلى وجهه علامات الحيرة من تصرفاتها ، لكنها فاجئته بالأبتعاد عنه ، نظر لها بضيق وهو يسألها :
"مالك يا مهرة !! ، هو أنا ضايقتك"
عقدت حاجبيها بضيق وهي تجيب بأختصار :
"لا مفيش"
وتحركت لتذهب لكنه أمسكها عنوة وألقاها على المقعد وأقترب منها يحاصرها وهو يسألها مرة أخرى عن ما بها ، لتجيب بغضب :
"في أيه يا مازن الموضوع مش مستاهل كل ده ، أنا ....أنا بس محتاجه أتعود على الوضع الجديد"
أبتعد عنها وهو يسأل بعصبيه :
"وضع !!! ، وضع أيه يا مهرة ، هو أنا بقربك مني ولا ببعدك ؟؟ "
أشاحت بنظرها بعيداً عنه ولم تتحدث ، ليبتعد عنها وهو يتمتم بغضب :
"أنا غُلبت من عمايلك ومن طريقتك ومن تصرفاتك"
وتركها تنظر للفراغ
___________
(بعد عدة ساعات)
طرق أحدهم على الباب ، ليحثه مازن على الدخول ، دلف ميرفت وهي تقول :
"أنسه ليلي بنت عم حضرتك تحت"
رفع حاجبيه بدهشه ....ما الذي جاء بليلي هنا
سألها بهدوء :
"هي مهرة رجعت من بره ولا لسه"
"لا لسه"
هز رأسه لتستأذن وتخرج ، وتترك مازن ينظر للفراغ ، ما الذي جاء بها إلى هنا !!! ، ولماذا في هذا الوقت تحديداً
نهض من على الأريكه الصغيرة وترك الورق الذي بيده ، وتحرك للخارج وهو يعدل ملابسه وشعره ، على أمل أن تنتهى تلك الزيارة سريعاً قبل أن تعود مهرة من صاله الرياضيات
ما أن رأته ليلي من أعلى الدرج ، أبتسمت ونهضت من مكانها وهي تود لو تركض بأتجاهه تعبر له عن مدى أشتياقها لكل شئ به
هبط إليها ببرود ولم يمنحها أي أهتمام وهو يرحب بملل ، ويسأل عن السبب الزيارة الكريمه وفي روايه أخرى _غير مرحب بها_
"قولت نسيتنا ومبقتش تسأل علينا ، فجيت أسأل أنا وأطمن عليك وعلى ملك"
"أحنا تمام ....بس مظنش أن ده السبب"
ضحكت بملاوعة وهي تقول :
"طول عمرك فاهمني"
لكنه لم يضحك بل نظر لها بضيق وملامح وجهه المتهكمه خير دليل على عدم قبوله لوجودها في منزله من الأساس
تنهدت بحزن من طريقته ، ثم مدت يدها بداخل حقيبتها وأخرجت دعوه وأعطتها لمازن
"دي دعوه خطوبه يونس ، لتعمل نفسك غريب ومحتاج عزومه"
لم يتوقع أن يكون الأمر بتلك السرعه !! ....توقع أن تقلق ليان لخسارته ....لتفكر جيداً في والدها الروحي
"أنا لا هحضر خطوبه ولا غيره"
قالها بغضب لتقابله ليلي بهجوم :
"هو أنت لا راضي بيونس مع ليان ولا غير ليان"
لم يفهم مقصدها ، ليطالب بالتفسير قائلاً :
"يعني أيه !! ، يونس مش هيخطب ليان"
"لا يونس فهمك ألف مرة وجهه نظره ، عمره ما هياخد ليان غير منك ، ولو أنت مش موافق فهو كمان مش هيوافق يتجوزها"
شرد للحظه في شعور ليان الآن ، لكنه عاد للواقع سريعاً على يد ليلي التي وضعت على يده :
"ليه عملت فيهم كدة ، لو كان ممكن تتنازل عن سرك وتقولنا عدم قبولك ليونس أيه كنا حلناها وخلصنا بدل ما أنت وجعت قلب يونس وقلب ليان ، وأوعى تفتكر أن ليان مش زعلانه ، دي زعلانه عليك أكتر ما هي زعلانه من يونس على إلى عمله ، موجوعه على أخوها إلى كان دايماً سندها ....لكن دلوقتي سابها وكأنه مبقاش محتاجها"
"هي إلى محتاجاني مش أنا ، أنا مش محتاج لحد ولا هحتاج لحد ، قولتلها إلى مضايقني وهي محاولتش تتغير ، أتكلمت معاها مرة وأتنين وتلاته ، لكنها مصممه ، أنا تعبت ومش حمل مناهده مع حد ، ومش أنا مازن القديم إلى مهما تعمل هطبطب وأدادي وكأني بتعامل مع عيله صغيرة"
"عمري ما كنت أتخيل أنك تكون قاسي كدة خصوصاً مع ليان ، أنت مش عارف هي عامله أزاي من ساعة ما جت قعدت عندنا"
أبتسم وهو يقول بسخريه :
"طبعا لا بتاكل ولا بتشرب وقلباها حزن ، مش بعيد تكون لابسه أسود وقاعده تعيط ولا كأن أمها كانت من أول وجديد"
"لا المرة دي أبوها أستغنى عنها وقالها أنا متبري منك"
"من عمايلها ، هي إلى وقفت قصادي ، هي إلى جرحت ووجعت وكأنها بتكلم لوح معندوش مشاعر ، دي قالت كلام أنا عمري ما هنساه مهما القلوب أتصافت ، أنا عمري ما هنسى الكلام إلى قالته"
تنهدت وكانت لتكمل ، لكن أصمتها مازن وهو يقول بغضب :
"الموضوع منتهى يا ليلي ، مش هتقدري تصلحي حاجه ، هي إلى زرعت ولما جت تحصد معجبهاش ، تشرب ....أنا مش مسؤل عن رده فعلي أتجاه عمايلها ، لو سمحت متفتحيش الموضوع ده تاني"
نظرت له قليلاً وظلت ثمته لبعض الوقت ، ثم تحدثت :
"لسه زي ما أنت متغيرتش ، بتنهي العلاقات بكل سهوله ، مهما كان عمقها بالنسبالك ، مع أن قرارتك دي دايماً بتضيع إلى حواليك ......زي ما ضيعتنا"
وتنهدت تحاول كتم دموعها ثم أكملت بضحكه حزينه :
"لو كان حد قالي قبل 10 سنين أني هكون قعده القعده دي وبعيد عنك بمترين وأنت أتجوزت مرتين وقدرت تتعايش معاهم أكتر مني مش هصدق"
نظر لها بضيق وهو يقول :
"صدقيني دا كان أحسن ليا وليكي ، وقتها أحنا كنا صغيرين مش واعين يعني أيه بيت وأسرة ، بس لما وعيت أكتشفت أننا مننفعش لبعض"
"ليه !!! ، ليه تحكم عليا بلسانك أنت ، ليه مفهمتنيش أنت عايز ايه ، ليه مش تناقشنا في وجهه نظرك وفهمت قصدك ، ليه كل فرصه القدر بيبعتها بتقفلها في وشي"
"أنا مقفلتش حاجه"
قالت بعصبيه :
"لا قفلت ، لما مريم ماتت بعدها بأسبوع كنت متجوز مهرة ، وكأنك بتقولي مش من حقك تقربي ، مع أني هقدر أتأقلم مع ملك أكتر من مهرة ، دي بتتعب أكتر ما بتكون كويسه ، بتهتم بمظهرها وشكلها وكعب جزمتها أكتر منك ومن ملك ، دي واحدة أطلقت لسبب الله أعلم هو أيه ، بس السبب واضح"
أبتسم مازن بسخريه :
"وأيه هو السبب بقى يا سيادة المحقق كونان ؟؟"
"أنها فاشله ، فاشله في البيت وفي الأولاد وفي كل حاجه ، ده حتى أبنها مات منها من قله الأهتمام ، فتح عينك يا مازن وشيل الوهم إلى هيا معيشاك فيه ، مهره مش ملاك"
"ولا أنتي ملاك يا ليلي ، محدش فينا ملاك عشان يتجوز ملاك"
"بس على الأقل مش شيطانه زيها"
أتسعت عيناها ولم يتمكن من منع رغبته في الضحك وهو يقول :
"شيطااانه !!! ، دا أنتي المسميات خدعتك ، ولا أقول ليان إلى خدعتك"
قالت مدافعه :
"لا يا مازن مش ليان إلى خدعتني ، أنا شوفت ده بعيني في خطوبة نرمين ، ولا أنت مخدتش بالك هي ضربت الراجل أزاي"
"لا خدت ، أنا قولت قبل كدة في الخطوبه وهقولها تاني ، الراجل إلى غلط أنا مراتي مبتغلطش"
"مفكرتش أيه إلى يخلي واحدة من وجهه نظرك جميله ورقيقه ، تضرب واحد بالمنظر ده وتجيبه عند رجلها لمجرد أنه عاكسها"
"عشان هي مبتسكتش على الغلط ، ومهما كان إلى حصل يا جدعان متشغلوش بالكم ، هو أنا إلى متجوزها ولا أنتم ، أنا ...يعني لما تحصل مصيبه مش هيلبسها غير أنا وبنتي ، أقدر أفهم أنتم بقى مضايقين ليه"
"عشان صعبان علينا إلى أنت بتعمله ده ، أنت بترمي نفسك في النار"
"ماشي يا بيضا أوعى لتتلسعي"
قاطع مشاحنتهم مهرة ، الذي دلفت إلى المنزل وأغلقت الباب ورائها ، لكنها تسمرت مكانها ما أن رأت ليلي التي وضعت يدها على يد مازن وهي تنظر لمهرة بضيق ، أقتربت منهم وألقت التحيه ، ثم نظرت ليد ليلي الموضوعه على يد مازن وقالت بغيرة :
"شيلي أيدك يا حببتي مش بتكلمي أبن أختك !!"
لم تتوقع ليلي أن تكون مهرة بتلك الجراءه ....ضحكت بسخريه وهي تقول لنفسها :
"متوقعه أيه يعني منها ، على رأي ليان دي حيزبونه"
نهضت من مجلسها وهي تقول :
"طيب يا مازن أستأذن أنا ، أبقى تعالا متنساش ، عن أذنكم"
وتحركت ناحيه الباب وما أن أمسكت المقبض سمعت صوت مهرة وهي تقول بغضب :
"أبقى أقفلي الباب وراكي يا حببتشي"
لتغلق الباب ورائها وهي تسب وتلعن مهرة بكل الطرق
نظرت مهرة لمازن ثم نظرت للباب وهي تقول ببرود :
"شكلك بدأت تفكر في التالته بسرعه ، وقت ما تقررو أبقى قولي عشان أجي أخطبهالك"
ضحك مازن ساخراً وهو يقول :
"التالته ، أنا معايا واحدة توبتني عن جنس حوا كله"
أقتربت منه وهي تقول بمكر :
"بس شكل لسه في حته متابتش"
لبتسم هو ويقترب من أذنها وهو يقول بنبرة مشاكسه :
"طب ما تيجي تتوبيني أنتي ، عندي أوضه فوق مخصوص للتوبه عن النسوان ، تيجي نشوفها"
أبتسمت له وهي تقول :
"لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين يا روحي"
وتركته يحدث نفسه قائلاً :
"يارب أبقى أنا المؤمن مش الجحر"
يحاول فهمها ! ....حقاً يحاول ....ولكن ألغازها صعبه ....لا يتمكن من فهمها ولا فهم مشاعرها ....ولا يفهم هل هي سعيده أم حزينه
___________
كانت تقود السيارة وهي تبكي وتصرخ من الوجع الذي حل بها ....فهي لم تتوقع أن تجرح بهذه الطريقه ومن أقرب الناس لها ....من مازن مرة ....ومن يونس مرة ....لقد خسرت شقيقها بسببه ....لقد قادت مشاجرات ومشاحنات بين أخوتها من أجله ....وهو الخائن ذهب ليخطب أخرى بعدما تركت كل شئ وذهبت له ....لقد كانت الطعنة قاسيه ....لقد كان الدرس موجع لدرجه لا تتحمل
وهي الآن تقود السيارة ولا تعلم أين تذهب .....لشقيقها الذي طردها شر طرده ....أم لخالتها التي لا تكف عن الحديث عن مهرة وأفعال مهرة وما حدث مع مهرة ....فهي تريد معرفه كل أخبار مهرة ....أم لطليقها الذي لا يريد رؤيه وجهها بعدما تخلص منها ....وكل ما بينهم هو النفقه التي تحول برصيدها بالبنك كل شهر ....أكتشفت أنه ليس لها مكان خاص بها ....مكان يحترم رغباتها كمسؤله ....فهي في كل المنازل ضيفه مهما بقت
توقفت بالسيارة خوفاً من أفتعال أي حادث بسبب دموعها التي تخرب الرؤيه بالنسبه لها ، وفضلت أيقاف السيارة ، وتذكرت المحادثه التي أجرتها مع يونس
دلفت للغرفه بعدما دقت على الباب ، وجدت يونس يجلس على الأريكه يشاهد التلفاز
ما أن رأها تنهد بضيق ...يعرف أن المواجهه قريبه ....لكن من الواضح أنها حانت
أما هي فكان بداخلها آلاف الكلمات ، لكن عندما وقفت أمامه نست كل شئ
وكل ما تمكنت من قوله :
"هونت عليك ؟"
نهض من مكانه وهو يقول بنبرة غريبة :
"لا مهونتيش يا ليان ، بس ملهاش حل تاني ، المفروض كل واحد يشوف حياته بقى ، خلاص خلصت"
قالت بنبرة موجوعه :
"خلصت !! ، بالبساطه دي نهيت كل حاجه ، ده أنا جيتلك قولتلك عاديت الناس كلها عشانك ، عشان مخسركش ، مقدرش على خسارتك يا يونس ، تقوم أنت ترميني كدة"
"أنتي إلى جيتي متأخر يا ليان ، من قبل ما تيجي وأنا مقرر أخطب ومظبط كل حاجه"
صرخت به :
"كنت مقرر تخطب وأتكلمت مع أهلها وبعدها بكام ساعه كلمتني في التليفون وقولتلي لسه راجع من الشغل ، جالك قلب أزاي تكدب عليا ، قدرت أزاي تخدعني ، ضميرك موجعكش ، قلبك محسش بوجعي وقد أيه هتكون واطي لو عملت كدة"
صرخ مقابلاً لها :
"وأنا مش واطي يا ليان ، أنا مكنتش قادر أسيبك ، مش قادر ولله ما قادر ، كنت كل ما أحاول أقفل معاكي كنت بلاقيكي في وشي ، وبعدين واطي ليه عشان خطبت ، ده حقي ، علاقتنا كدة كدة خربانه ، هستني ايه اكتر من كدة انا خلاص داخل على الاربعين ، من حقي انا كمان اكون بيت واسرة وولاد ولا كتير عليا ، انتي اتجوزتي وخلفتي واتطلقتي وانا مقدرتش الومك"
قالت ببكاء :
"كان غصب عني"
قال بوجع :
"كدابه ، زياد مكنش غصب عنك ، زياد جه غصب عنك ، لا ، انتي نسيتيني وعشتي حياتك ، انا الي مقدرتش اعيش حياتي ، ولما رجعتي ولقتيني لسه زي ما انا قولتي ده مستنيني اما ارجع الحب القديم ، ونفضل احنا في دايرة مقفوله ، ليان فوقي علاقتنا منتهيه لا اخوكي هيوافق ولا انا هوافق اتجوزك بدون رضي اخوكي ، يبقى خلاص الموضوع خلصان ، وانتي بنت عمي وزيك زي ليلي ونرمين ، انما اكتر من كدة متتأمليش ، أنا مش هقدر أديكي حاجه تاني ، أنا وأخوكي في سن بعض وهو أتجوز مرة وأتنين وأنا لسه هاخطب ، سبيني في حالي يا ليان ، أنا أسف بس كفايه كده ، أقفلي الصفحه دي مبقاش ليها لازمه"
"مكنتش أعرف أني رخيصه عندك كدة ، أني بقيت برخص التراب بالنسبالك ، أنا أسفه أني حطيت نفسي ما واحد واطي ومعندوش ضمير ولا قلب زيك ، أنا إلى أسفه يا يونس أني حبيت واحد زيك ، وعاديت عشانه أخويا إلى مكنش يستاهل مني كل ده ، والصفحه دي مش بس أتقفلت ، الصفحه دي قطعتها من حياتي ، سلام ....يا أبن عمي"
عادت من ذكرياتها وهي تقول لنفسها من وسط دموعها :
"ولله ما يستاهل أي حاجه ......أنا ....أنا إلى عملت في نفسي كدة .....أنا غبيه ....وحمارة ....اااااه يا مازن ....سامحني أنا إلى وجعتك بأيدي عشان الحقير ده ....بس أنا بحبه ....ميستاهلش بس بحبه ....طب هقدر أعيش من غيره أزاي ....ده كان كل حاجه ....هعمل أيه من بعده ....ده كان كل حاجه"
___________
(بعد منتصف الليل)
دلفت إلى الحفل الغريب الذي أخذها طاهر إليه ، نظرت حولها وهي تكتشف أنه ليس مجرد حفل ، أنه بيت دعارة !!!!
وقفت مكانها كالصنم ، وهي تنظر حولها بصدمه ، كل رجل يأخذ فتاه ويجلس في ركن ما والفاحشه تطير حولهم كالذباب على قطعه حلوى مكشوفة
كانت فظاعة المنظر أصعب من أن تحتمل ....كيف سنحت لهم عقولهم بهذا التفكير القذر
حاولت الخروج من هذا المكان القذر لكن أمسكها طاهر وهو يقول بسخرية :
"أيه يا مهرة أنتي خوفتي من دلوقتي ، ده لسه التقيل جي"
وسحبها من يدها للداخل ، تحركت ورائه مجبورة وأسنانها تخبط في بعضها من فرط الرعب ، وهي ترى تلك المناظر القذرة حولها بكل مكان
ظل يتحرك بها طاهر وسط الغرف الذي كان بعضها مفتوح ويظهر كل ما يحدث داخله ....هذا ليس مكان للرذيلة ....هذا مكان نشأة الرذيلة حيث كل شئ مباح
طرق طاهر على أحدى الأبواب المغلقه ، دقائق وفتحت إمرأه بفستان ليس فستان فهو حرفياً لا يغطي أي شئ
نظرت سوسن لطاهر ثم قالت :
"أنت تاني ، مش قولت المطلوب مش عاجبك"
قال طاهر بسرعه :
"لا مش عاجبني أيه ، مش كان شرطكم أنها تكون هبله ومتعرفش أي حاجه في المجال ده"
مد يده بمهرة التي كادت أن تموت رعباً مما هو قادم ، نظرت لها سوسن من رأسها لقدميها وهي تقييمها ثم قالت :
"مش بطاله"
قال بتشوق :
"طيب يلا هاتي بوسي"
"والفلوس"
"ياستي هديهالك لما أخلص ، هاتي البت بقى خليني ألحق"
دلفت إلى الداخل ومعها مهرة وخرجت ومعاها فتاة أخرى ، أبتسم طاهر وكاد أن يسيل لعابه وهو يسأل :
"الأوضه جاهزة"
نظرت له الفتاة وهي تضحك بمياعه ثم قالت :
"ده بقت أوضه تعذيب كامله متكامله ، مجهزهالك بنفسي ، لدرجه أني بقيت خايفة لمخرجش منها"
وقبل أن يتحرك أمسكته سوسن التي كانت من الواضح أنها رئيسه هذا المكان
"أنت ماشي كدة أستني ، دلوقتي البت إلى أنت أدتهاني دي أستعمال حريمي ولا رجالي"
"كلو يا سوسن ، شوفي عايزة تعملي فيها أيه وأعملي ، المهم محدش يخبط عليا ولا يقاطعني"
وتركهم وذهب ، أغلقت سوسن الباب والتفتت لمهرة وهي تتفحصها بشهوه واضحه ، أبتعدت مهرة عنها وهي تسأل بخوف :
"هو ....هو طاهر راح فين"
ضحكت سوسن ضحكه شيطانيه وهي تقول :
"متقلقيش يا حبيتي شويه وراجعلك ، أما أنتي فهتنبسطي معانا أوي الشويه دول"
ومدت يدها تمسك الفستان لتنزعه ، لكن مهرة ألقتها بعيداً عنها ونظرت في الغرفه يميناً ويساراً تبحث عن شئ تدافع به عن نفسها ، لكنها لم تجد
أقتربت منها سوسن مرة أخرى ولم تستسلم ، لكن مهرة ركضت بأتجاه الغرفه الأخرى الموجوده على بعد سنتيمترات منها ، ولكن تفاجأت بما يوجد داخلها رجال ونساء والشيطان طرف ثالث في الغرفه ، صرخت بصوتها كله وعادت إلى مكانها لتمسكها سوسن من شعرها وتلقيها على الفراش بمنتهى القسوة وهي تقول :
"أنتي هتغلبيني ولا أيه ، أنا صبري ليه حدود"
وطرقت على الغرفه التي دخلتها مهرة من ثوان وأخرجت رجلان وأشارت إلى مهرة وهي تهمس بأشياء لم تسمعها مهرة ، لكنها توقعت ما سيحدث عندما أقترب أحدهم وأمسك يدها بقوة ، والأخر يحاول نزع فستانها ، صرخت بقوة لم تكون بها يوماً ، حاولت التحرك وضرب أحدهم بأي طريقه لكنها لم تفلح ، نظرت للمرأه التي أمامها لتجدها تنزع ثيابها ، أتسعت عيناها بصدمه وهي تحاول توقع أن تلك السيدة الحقيرة تريد فعل أشياء مستحيله معاها ، صرخت وهي تطلب النجدة لعل يسمعها أحدى الجيران ، أو يأتي بطل خارق ينقذها ، تتوقع الآن حدوث أي شئ سوى أن يتم أغتصابها من تلك المرأة الملعونة
صرخت بقوة وهي تنهض من الفراش ، نظرت حولها وهي تمسك قلبها الذي يقرع كالطبول ، تنهدت براحه ما أن رأت نفسها في غرفتها في منزل مازن ، نهضت من على الفراش وهي تمسح دموعها ، لقد توقفت الأحلام فترة ....لدرجه أنها أعتقدت أنه أنتهى أمرها ....ويمكنها أن تعيش طبيعية ....وتنسى الماضي ....لكن الماضي أصبح يتشكل على هيئة أحلام ليؤكد لها أنه لن يتركها مهما حدث .....وأنه سيظل سرها الملعون التي لن ولم تبوح به لأي شخص
نهضت من على الفراش وهبطت للأسفل لتشرب المياة ، وتعتاد على الهدوء لتعود مجدداً للنوم ...فهي الآن تشعر كأنها خرجت من حرب للتو وأنه ليس مجرد حلم
هبطت درجات السلم لتجد مازن في وجهها ، شعرت ببعض القلق ونظرت له ....ما الذي جعله مستيقظ حتى الآن فالوقت متأخراً
أما هو فتفحص هيئتها الغريبه ، بشرتها شاحبه ....وجهها مليئ بالعرق الغزير ....ويدها ترتعش بطريقه غريبه وكأنها رأت الأهوال بالغرفه
وقبل أن يتحدث تحركت إلى المطبخ لتشرب الماء وتعود إلى غرفتها سريعاً ، فهي لا تريد أن يكتشف أحد تلك المعركه التي كانت تخوضها قبل قليل
فتحت البراد وأخرجت زجاجه ماء وفتحتها وشربتها بأكملها على مرة واحدة ، ثم غسلت وجهها
لتزيد قدرتها على الأدراك أن هذا حقاً مجرد حلم ليس أكثر ....وأنها مع مازن زوجها الذي لن يسمح لأي شئ يحدث معاها ، هو قال ذلك وهي صدقته
تحركت من المطبخ عائدة إلى غرفتها لتجد مازن يقف على أول الدرج ينتظر شئ ما ، نظرت له وكادت أن تتحرك لولا أنه أمسك يدها وهو يقول :
"مهرة ينفع أطلب منك طلب"
طلب بعد منتصف الليل ....ماذا يا ترى ؟
التفتت له وهي تسأله بعيناها قبل شفتيها ، ليقول بتوتر :
"أ .....أصل أنا مش عارف أنام في الأوضه من غيرك ، أتعودت على وجودك لدرجه أني مش عارف أنام في السرير من غيرك ومن غير ما تكوني موجوده عشان كدة سهران لحد دلوقتي ومش عارف أنام ، دا أنا حتى كنت ناوي أصحيكي تنامي جمبي لولا أنك صعبتي عليا ، فــ لو ممكن تنامي جمبي وصدقيني مش هعملك حاجه ولا هضايقك"
ظلت تنظر له بدهشه ....هل يتحجج بذلك لتنام في غرفته ....لا تعلم لكنه شئ جيد ، فهي عندما تنام بجانب مازن تشعر بالأمان !!!! ....تشعر بالأمان حقاً ....وهذا شئ غريب بالنسبه لها ....بل شئ مستحيل
ظل ينظر لها وهو يرفع حاجبه على طريقة أتساع عيناها ، ليهزها وهو يسأل :
"أيه موافقه ؟"
هزت رأسها وقالت :
"اه هجيب تليفوني وجايه"
وتحركت إلى غرفتها تجلب هاتفها ثم ذهبت إلى غرفته ، لم تجده على الأغلب كان هو الذي كان يفعل تلك الأصوات من المطبخ ، وضعت الهاتف على الخزانه الصغيرة الموضوعه بجانب الفراش ، وتمددت على الفراش وهي تستنشق رائحه مازن التي تغلف المكان ، وكأنه بجانبها يربت عليها ويطمئنها ، أبتسمت فبرغم من عدم وجوده رائحته كافيه لبث الأمان لها
دلف إلى الغرفه وبيده دورق المياه الذي كان يملؤه خصيصاً لمهره حتى لا تضطر للنهوض من مكانها مرة أخرى ، وضعه بجانب المصباح الكهربي ، ونظر لمهرة التي تتكوم على نفسها تاركه له مساحه كبيرة ليأخذ راحته ، شعر بالضيق من طريقتها لكنه لم يتكلم بل أخذ وسادته وتحرك ناحيه الأريكه
ثم قال وهو يضع وسادته على الأريكه :
"خدي راحتك في السرير ، أنا هنام على الكنبه عشان مضايقكيش ، هو كفايه ريحتك في الأوضه"
وأنهى كلامه وهو يطبع قبله على جبينها ويقول :
"تصبحي على خير"
وتحرك ناحيه الأريكه ، التفتت له مهرة وراقبته إلى أن تمدد على الأريكه ، ثم أغمضت عيناها وهي وتتمنى أن لا تزورها أي أحلام مزعجة فيكفي ما رأته
🕺🏻دمتم ساالمين 💃🏻...
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا
