رواية مهرة والامبراطور
الفصل السادس عشر 16
بقلم مي مالك
عادت للمنزل بعد الكثير من الأحاديث مع جينا ، وللصدمه كانت أشتاقت لمازن !!
فتحت الباب ودلفت لتجد صوت مازن يسمع في أرجاء ، وبعدها صوت ليان الساخط على حديث مازن :
" انت عملت ايه يعني عشان نشيلك جميله ، صرفت علينا ما احنا كان ممكن نروح لعمنا وعيشنا معززين مكرمين ، لولا عنادك وكبريائك إلى خلاك تمرمط نفسك بالشكل ده ، مش احنا يا مازن الي عملنا فيك كدة ، انت الي عملت كدة في نفسك مش حد غيرك وكفايه بقى الي بتعمله فينا كل شويه تعلق علينا شماعه تعبك ومرمطك وانت الى مرمط نفسك"
ثم يليها صراخ مازن بها
كل هذا كان قادم من المكتب ، تحركت مهرة ناحيته ، وجدت الباب مفتوح ويظهر من وراءه مازن يمسك برقبه ليان ويصرخ بها :
"عملتلك ايه عشان كل شويه توجعيني وتجرحيني بالشكل ده ، كل ده عشانه عشان يونس"
دفعها عنه وهو يكمل :
"غوري شوفي لو عايزة تتجوزيه روحي يكش تولعي أنتي وهو ، وتنسي أن ليكي أخ من الأساس ، ومن أنهاردة لا أنتي أختي ولا أعرفك"
وانهى حديثه بأشارته للباب ، نظرت له بصدمه هل حقاً سيتبرأ منها
"انتي وجعتيني كتير ، وأنا سكتلك ، بس أنا تعبت ، أنا جبت أخري منك ، خلاص مش مستحمل ، أبعدي عنك أنتي ومشاكلك"
نظرت له ببرود ، ثم قالت :
"انا اساسا إلى مش عايزاك في حياتي ، وهتجوز يونس وأعمل إلى أنا عايزاه"
تحركت للخارج لتجد مهرة في وجهها ، نظرت لها بضيق ثم قالت لها :
"خليهولك يختي أشبعي بيه ، مبقاش يلزمني"
وتركتهم وذهبت ، أقتربت مهرة من مازن الذي كان يكبح دموعه بصعوبة بالغة ، حاوطت رقبته بحنان ، حاول أبعادها عنه وهو يقول بأختناق :
"أنا كويس"
عانقته وهي تقول :
"مش عيب أن يمر علينا وقت نحتاج فيه لحد جنبنا"
خبئ وجهه برقبتها وشعرت بدموعه تهبط على رقبتها ، ربتت على ظهره وهي تشعر به أبنها ليس زوجها فقط
فجأة تحرك مازن وخرج من المكتب ذاهباً إلى غرفته ، تحركت مهرة وراءه ، حتى توقف عند غرفته قائلاً ببعض الضيق :
"لو سمحت يا مهرة عايز أبقى لوحدي ، بعد أذنك"
شعرت بالحرج الشديد ، لكنها تكيفت سريعاً مع الأمر واحترمت رغبته وقالت :
"طيب ، أنا هبات في أوضتي انهاردة عشان تبقى براحتك"
وتحركت بعيداً عنه ، تابعها بعينه وهو يتنهد بضيق ثم دلف إلى الغرفه
__________
ظل يامن ينادي كثيراً على من في المنزل ، لكن لا مجيب ، لتطرق مهرة الباب وتدخل ، أستقبلها يامن بضيق وهو يقول :
"هو أيه إلى بيحصل تحت ، هي ليان اتخانقت معاكي تاني !!!"
هزت مهرة رأسها بالسلب وهي تقول :
"لا ، أنا كنت بره ولسه راجعه من شويه ، ده ليان مع مازن"
"مازن !! ، ده صوتهم كان عالي أوي ، شكلها مش خناقه تافهه"
جلست مهرة على مقعد بجانبه وهي تقول :
"شكلها فعلا مش تافهه الموضوع كبير ، ليان عكت جامد المرة دي ومازن مسكتش وأنفجر فيها ، أخر الكلام انه قال أنها لا أخته ولا يعرفها"
قال يامن بعدم تصديق :
"لالالا مازن ...مازن ميقدرش يستغني عن ليان أبداً ، أنتي أصلك متعرفيش مازن وليان عاملين أزاي ، ده أبوها حرفياً لولا بس أنها مش مكتوبه على أسمه ، لا مستحيل مازن ...انا أقول مازن يقدر يعيش من غير أي حاجه ألا ليان ....دي حبه الأول والأخير ميقدرش يعيش من غيرها ، لولا بس ...."
أكملت مهرة بدلاً عنه :
"يونس"
"أهو يونس ده إلى طلع لنا زي المصيبه في حياتنا"
"هو أيه مشكله مازن معاه !! ، يعني ليه مش يجوزهم لبعض ويريح دماغه"
تنهد يامن وصمت قليلاً ثم قال :
"ولله مش عارف ، يمكن عشان مازن بيحس يونس مايع ومش قد مسؤليه ، ويمكن عشان شافه كذا مرة انه دايماً مش قادر ياخد قرار دايماً خايف يندم ، أصل هما الأتنين زمان كان في بينهم شغل وكانوا صحاب ، بس لما ليان دخلت في النص الموضوع اتغير ، صراحه في الأول أفتكرنا انه غيران عليها وقولنا مع الوقت هيعقل ، بس لما جوزها لعاصم أكد لنا أنه شاف حاجه من يونس محدش يعرفها ، عشان كدة كان رافض"
"أو ممكن الحاجه من العم نفسه ، عشان مازن نفسه ساب ليلي وأتجوز مريم الله يرحمها"
"صراحه فكرنا في كدة ، لدرجه أننا سألنا عمي هاشم نفسه ، لكنه قال أسئلوا أخوكم هو عامل أيه وخايف ليتكشف عشان كدة عايز يبعدنا عن عمي ، ويمكن البلوة إلى عملها لا تغفر ، ودي حلقه كانت ضايعه ومحدش فاهم النقطه دي غير مازن وعمي هاشم ، ولا مازن بيتكلم ولا عمي بيتكلم"
ظلت مهرة صامته لبعض الوقت وهي تتذكر حديث مازن عن وجوده مع ليلي
(أنا عاقل عشان كدة مش عايز أبقى واقف على حاجه مش مسنوده كويس ، مش عايز أبقى عايش وخايف أقع ، خايف أصحى على كابوس ، خايف ملقيش أختي الوحيدة جمبي ، أو خايف أصحى من النوم ملقيش مراتي ، أنا خايف يا مهرة ، والخايف ممكن يعمل أي حاجه في سبيل أنه يحس بالأمان)
ماهو الشئ الذي يجعل مازن يخاف على وجود أخته .....فهي بنظرها لا يوجد شئ يفرق بين ليان ومازن ....مهما فعلت فهي تعود له مرة أخرى وفي روايه أخرى _زي القرش الماسح 😂_
اخرجها يامن من دوامة تفكيرها وهو يقول :
"مشكله مازن أنه بيكون عصبي أوي لما حد بيفاتحه في الموضوع ده ، وده كل مرة بيأكد لنا أن فعلا في حاجه هو مخبيها"
ثم اكمل :
"المشكله أن محدش قادر يتوقع من مازن أي حاجه وحشه ، يعني لا بتاع حرام ولا نسوان ولا مشاكل ولا أي حاجه ، ده ليان لسانها طويل عنه ، عاقل وهادي بطريقه تخلي إلى قودامه ميقدرش يتوقع منه حاجه وحشه"
أبتسمت بهدوء وهي تؤكد على كلامه :
"فعلا عندك حق"
ثم حمحت وسألته :
"يامن ما تحكيلي عن طفولتكم"
"ولله مش عارف أقولك أيه ، كل إلى أقدر أقوله أن مفتكرش حاجه عن والدي غير حاجات بسيطه ، وبعدها اتقالنا أن بابا توفى ، ومازن كان تعبان جدا وقتها لأنه كان أكتر واحد متعلق ببابا ....كان والدتي ومازن هما المسؤلين عننا ، كنا عايشين في بيت في عمارة خالتو نورا ، مازن كان بيشتغل ويذاكر مع بعض وكان قادر يوفق بين الحاجتين بطريقه ....خلته يطلع بمجموع الثانويه العامة لكنه كان عايز يدخل سياحه وفنادق ....ولكي أن تتخيلي أن أنا مقدرتش أجيب مجموع الثانويه العامه وكملت تجاري ....لكن ....موت والدتي المفاجئ أثر على مازن وعلى دراسته ....وخلته يرمي الدراسه على جنب ويركز على الشغل وبس ، كان شغل مكانيكي بالنهار ....وبليل واقف في محل هدوم ، زمان كانوا بيقولو عليه الأسطى بليه من كتر ما هو كان شاطر في المكانيكا ، لدرجه أن خالتو أقترحت انه يكمل مكانيكا ، لكنه كان قال أنه يظبط اموره الأول في الشغل ويثبت في حته وبعد كدة يفكر في دراسته ، طلع من تحت أيده ليان كليه ألسن وأنا كليه تجارة ، وبعد ما عمي عامر مات ...."
قاطعته مهرة قائله :
"أيه ده أنتم كان ليكم عن تاني !!"
"أه عمي عامر الله يرحمه مات بسكته قلبيه مكنش متجوز ، وهو إلى كان مسؤل عن ورثنا لحد ما نكبر وحد فينا يقدر ياخده ، وفعلا مازن خده من عمي هاشم وصفي حساباته من شركات العيله ، وفتح بالفلوس مطعم وكمل دراسته ووقف لحد الثانوي ، وأتجوز مريم وكبر مطعمه وبعدين بكل ذكاء راح باعهم وفتح شركه شحن أشتغلنا فيها أحنا الأتنين فترة طويله ، لحد ما قررت أفتح فرع في لندن فخدنا قرض من البنك وانا سافرت لندن فتحت الفرع الخاص بيا أخيراً وأهو الدنيا مشيت عادي لحد يومنا هذا"
"مازن تعب أوي"
"مازن مش تعبان ، على قد ما هو محتاج هدنه ، محتاج فترة هدوء ، مازن مجنون شغل ، ولما بيقعد من شغله كام يوم بيحس أن الدنيا مقلوبه مع أن هو ملوش لازمه وجوده في الشركه طلما مفيش مقابلات مهمه ، لكنه بيحب كل شويه ينزل للعمال ويطمن عليهم ويشوف أحوالهم ، يشوف الطلبيات إلى بتتسلم والطلبيات إلى بتتجهز ، انا لما كنت شغال معاه في نفس الشركه كنت باجي ٣ أيام في الأسبوع لو أسبوع مهم ، غير كدة بقعد في البيت وأتابع كل حاجه بالتليفون ، وبعد كل ده لما يروح بيته بدل ما يرتاح يقعد يرجع في العقود ويشوف الميزانيه ويعمل حاجات هو أصلا حافظها ، حصلت مرة وفي ورق ضاع ومكناش لقينه ، لقيته حافظه !! ، عقود بأرقام مهمه ضاعت لقيناه حفظها ، لما خدنا نسخه من الطرف التاني لقيناها بالظبط زي إلى قالها هو ، عشان كدة اليومين دول عشان قاعد من الشغل تلاقيه بيخرب في أي حاجه ، ممكن تلاقيه بكرة بيروق مع ميرفت البيت ويكنس ويمسح ، مازن مبيعرفش يهمد ، يعني أنا أتصدمت صراحه لما قرر يسافر معاكي ، مازن إلى مبيقدرش يسيب شغله نص يوم هيسافر أكتر من يوم ، بس هو نحس برضو ملحقش يتهني بالسفاريه"
ضحكوا الأثنان ، وأستأذنت مهرة قائلة :
"أنا هسيبك بقا عشان ترتاح ، وأروح أطمن على مازن"
وتركته وذهبت ، خطت بضع خطوات لتصل أمام غرفة مازن ، أخذت نفس طويل ودقت على باب ، لا مجيب ، مرة وأثنان ووجدت أن لا أمل منه ، ففتحت الباب ، لكنها لم تجده ، الفراش كما هو لم يمسه أحد ، تحركت تطرق على باب الحمام عله يكون بالداخل ، لكن لا مجيب ففتحت الباب وجدته فارغ ، نظرت إلى الشرفه من الخارج فلم تجده
نادت بقلق :
"مازن !!! ، أنت فين"
قليلاً وجاءها الرد من الشرفه :
"أنا هنا يا مهرة"
دلفت إلى الشرفه لتجده جالس على الأرض في ركن ما ، أقتربت منه وجلست بجانبه وهي تقول :
"خضتني عليك ، في حد يقعد القعده دي"
أخذ نفس من لفافه التبغ التي بيده وأخرجه ثم قال :
"أومال عايزاني أقعد أزاي ، المفروض أنا زعلان ، والزعلان بيقعد في مكان بعيد عن الناس"
أعترضت على كلامه قائله :
"لا مش لازم على فكرة ، ممكن يقعد مع الناس عشان تخفف عنه"
ضحك مازن بسخريه :
"الناس ....ما هما الناس دول إلى بيوجعونا ويجرحونا ويدبحونا بسكاكين تلمه ، ووقت ما يقعوا في مشكله مينفعش مكنش جمبهم ، ولما تقولهم أنك موجوع منهم يتصدمو وكأن كمان المفروض مش من حقك تتوجع"
أختنق صوته وهو يقول بحزن بالغ :
"والمشكله مش بتكون في الوجع ، على قد ما الوجع بيكون كبير على قد ما إلى بيوجعنا ده غالي ، أغلى من أن أنك تتوقع منه يسببلك الوجع ده"
وبدأت دموعه بالهبوط ، أحتضنته مهرة وهي تسيطر على نفسها حتي لا تبكي معه ، أكمل مازن ببكاء وهو بين ذراعيها :
"أنا بحبها أوي ، برغم من كل إلى بتعمله فيا ومش قادر أكرهها هي الوحيدة الي قادرة توجعني ومع ذلك مش قادر على بعدها ، عارف أنها عقده حياتي ومع ذلك مش قادر اخلص منها ، زي السم بيجري عروقي"
ثم قال بأنهيار :
"أنا بحبها ومش هقدر أعيش من غيرها ، وبعدين ليان مش بتعرف تعمل حاجه لوحدها ، دي بتحتاس لو راحت تشتري حاجه لوحدها"
"متقلقش هيا مش هتقدر تعيش من غيرك ، ما أنت شايف بتتخانقوا كل خناقه والتانيه وبرضو بترجعلك ، دي ليان يا مازن يعني مهما راحت ولا جت مكانها جمبك ، عشان هي متأكده أن محدش بيحبها قدك"
صرخ بها :
"لا خليها مع سي يونس ينفعها ، هي فاكرة أن يونس ده بيموت فيها ، هخليها معاه"
"طيب خلاص خليها معاه ، متزعلش نفسك"
ظل ينظر لها كثيرا ثم أنفجرت مشاعره :
"بس أنا مش هقدر أعيش من غيرها"
ووضع رأسه بين كلتا يديه ، تنهدت بضيق فهي لم تعتاد على رؤيته بهذا الشكل ، ظلت تربت على ظهره إلى أن قالت :
"مازن الموضوع مش مستاهل كل ده ، أنت المفروض تكون واثق أن ليان مستحيل تستغنى عنك"
"ما انا لو واثق مكنش ده هيبقى حالي"
تنهد بضيق ثم أخذ نفس من لفافه التبغ وأخرجه وهو يحاول معها أخرج غضبه ، نظر لها بتأمل ....جميله ....هادئة ....حنونه برغم من دور الشريرة التي لا تتمكن من أتقانه ....ويكفي أنها قررت أن تبقى بجانبه برغم من أنه قال أنه لا يريد أحد ....لو حكي الأمر لشخص ما سيفسر الأمر على أنه برود وقله ادب ....أما من منظوره هو ....فشعورها بضيقه وحزنه ومحاوله أحتواءه تولد لديه شعور غريب ....شعور بأنه يحتاج لتلك المرأه بحياته ....فهو طوال حياته لم يشعر بذلك الأحتواء من أحد ....ولم يهتم أحد بمنحه الأحتواء
نظرت له وأبتسمت عندما وجدته شارد بها ، أبتسم لها ونظر للفافه التبغ وهو يقول :
"السجارة دي بتطلب حاجات غريبه"
ضحكت مهرة بمرح وهي تقول :
"حاجات غريبه ، غريبه أزاي يعني"
"زي كدة"
ومال عليها يلتهم شفتيها برقة بالغه ...أسرتها
حاوطت رقبته بيد والأخرى تتحسس ذقنه ، قليلاً وأبتعدت عنه وهي تشعر بالخوف من اللاشئ
شعر بخوفها ونبضات قلبها التي تكاد تخرج من بين ضلوعها ، أحتضنها بحنان وهو يربت على شعرها بأستقامة ، خفت من أرتعاشها ، ليرفعها ويتحرك بها إلى الداخل ، نظرت له بصدمه وهي تحاول توقع ما سيحدث بعد ذلك ، أرتجفت برعب وهي تنظر له وتكاد تبكي ، لكنه طمئنها وهو يقول ببراءه ذئب :
"متخافيش مش هعملك حاجه ، أنا عايزك جمبي بس"
وللحق هو كان يكذب هو يريدها وبشده ، لكنه لا يتمكن من قولها وهي خائفه منه بهذه الطريقه ، وضعها على الفراش ، وتحرك ينام بجانبها وهو يضع رأسه على ذراعها والأخر يمشي به على وجهها ورقبتها ، حاولت أغماض عيناها والبعد عن عيناه المخادعه ولكن حراره أنفاسه التي كانت تهاجم عنقها الرقيق جعلتها غير مرتاحه ولا أمل من وجود الراحه وهو قريب منها بهذا الشكل
انتصبت من مكانها ونهضت سريعاً وهي تقول بتوتر :
"أنا......أنا هروح أأأأ.....أنام في أوضتي"
وركضت إلى غرفتها ، ركض مازن ورائها وهو يحاول إيقافها ، دلفت واغلقت الباب في وجه مازن الذي سمع صوت بكائها ، طرق على الباب وهو يقول بضيق :
"مهرة أفتحي الباب"
أخذت نفسها بصعوبه وهي تجيبه رافضه فتح الباب ، تنهد بضيق وهو يقول :
"مهرة أفتحي عشان خاطري ، أنا محتاجك جمبي في الوقت ده ، لو سمحت يا مهرة أفتحي"
ضربت الباب بقدمه وهي تكرر :
"لا لا لا لا ، إلى في دماغك ده مش هيحصل ، ومستحيل يحصل"
"ليه !! ، هاا قوليلي ليه مستحيل يحصل ، مش طايقاني ، مش حسا بأي حاجه وأنتي معايا"
"لا مش بحس بحاجه أحنا مجرد أخوات يا مازن ومش أكتر من كدة"
قال مازن بتهكم واضح :
"كدابه يا مهرة ، مشاعرك إلى بحسها وأنا جنبك دي مستحيل تكون كدب ، قلبك إلى بيدق بقربي فاضحك ، أفتحي يا مهرة أنا عايز أكون جمبك ، أنا تعبت من فكره أنك عامله فيها أختي"
"ده كان الأتفاق ، مش عاجبك طلقني"
"طب أفتحي الباب يا مهرة نتناقش بالعقل ، ومتخافيش مش هعملك حاجه"
"يا مازن أنا منفعش أحسنلك تتجوز غيري ، أنا منفعش ، الموضوع بقى مستحيل معايا"
"يا مهرة أنا عايزك جمبي مش عايز منك حاجه ، أنا عايزك جمبي مرة وأنتي معترفه بمشاعرك"
سألته بترقب :
"يعني مش هتعملي حاجه !!"
تنهد وهو يقول :
"لا ......بس مش ضامن نفسي أوي"
قالت بقله صبر :
"يعني أفتح ولا مفتحش"
"أفتحي"
سمع تكه المفتاح ثم ظهرت مهرة من وراءه ، دخل وأغلق الباب وراءه
"أيه !!"
قالتها مهرة وهي تحاول أن تبدو واثقه ، أبتسم لها وهو يقول متأملاً الغرفه :
"أنا هنام هنا أنهاردة ، روحي غيري هدومك لو عايزة"
نظرت له بشك ، ثم تحركت وأخذت منامه حريره بكم وتحركت إلى الحمام الملحق بالغرفه ، جلس على الفراش ينتظرها ، دقائق وخرجت هيا ومن الواضح أننا تأخذ نفسها بصعوبه ، ولأول مرة طفت النور ولم تترك سوى المصباح الصغير الموضوع بجانب الفراش ، وأغمضت عيناها وهي تتمني أن ينتهي ذلك اليوم على خير ، وجدته يحاوط خصرها ويحتضنها من الخلف ، أرتعشت بخوف وهي تنظر له ، أبتسم لها بخبث ، لتنهض بغضب وهي تقول :
"أنت أيه حكايتك !! ، مش هترتاح غير لما تنفذ إلى في دماغك"
"أه ، أديني قولتلك بصراحه أهو ، أنا مش عارف ليه الجبن إلى أنتي فيه ده ، عشان أيه !!"
تنهدت بضيق وهي تقول :
"عشان أنا كائن معقد ومش سوى ومريضه نفسياً أرتحت"
"لا عشان جبانه ، وحكمتي على كل الناس من تجربه واحدة"
"لا على فكرة مش طليقي السبب ، أنا بقلق من كل الرجاله عادي"
ظل صامتاً لتقول بضيق :
"أنا مش عارفه أنت ليه مصمم"
"عشان أنا عايز علاقتنا تتغير ، أنا عايز نكون زوج وزوجه ، عايز نكون طبيعين من غير العقد والكلاكيع إلى بينا ، أنا مجرد ما بقرب منك بتترعبي ، لازم نكسر الحاجز بينا يامهرة"
نظرت له طويلاً ، ثم ألقت نفسها بين ذراعيه وهي تقول :
"أنا بخاف ، طمني"
حاوطها بذاعيه لفترة ، ثم بدأ بتقبيل رقبتها قليلاً وتطور الأمر ، سطحها على الفراش وهو فوقها ثم همس في أذنها بحب :
"أطمني أنا عمري ما هأذيكي"
وكانت هذه البدايه ، وبدأ الفارس في مراوضه مهرته التي قادته إلى الجنون ....أما المهرة ففي الغالب وقعت أسيرة لحنان فارسها المغاور الذي قرر المكوث على عرش قلبها
والنهايه كانت ، انها ظلت تأخذ نفسها بصعوبه وهي تستوعب أنها أجتازت الأمر ....ويا للهول أنها في الغالب سعيده ....لا تعلم ما هو أصل تلك المشاعر كل ما في الأمر ....أن مازن نجح في محاولته البائسه أن يطمئنها
نظرت له ، ليقول بهدوء :
"أنتي كويسه !! ، حاجه وجعاكي ، خايفه ، تعبانه"
هزت رأسها بنفي ، ليبتسم بحنان ومد يده يلعب بشعرها ، ثم تحرك وتسطح بجانبها وفرد يده لتنام عليها
"عارفه يا مهرة أنا عمري ما حسيت أن أنا مرتاح قد انهاردة"
"ليه أن شاء الله"
"حاسس أننا قربنا من بعض ، أنا عمري ما رضيت عن دور الأخوات إلى أنا وأنتي عايشين فيه ده ، أنا عايز أكون راجل متجوز عادي ، أرجع من بيتي ألاقي مراتي ، جميلتي ، سندريلتي ، وأقعد معاها"
"وتفتكر أنا هكون الشخص ده"
أبتسمت بحزن وهي تقول :
"مهما قربنا من بعض يا مازن ، هيفضل في مسافات بينا ، عشان الماضي عمره ما هينتهي"
"أنا مش فاهم ليه دايما بتتكلمي عن الماضي بالطريقه دي ، ماضيكي حصل فيه أيه ممكن يفرقنا عن بعض"
نظرت له بتوتر ولم تتحدث ، ليرفع نفسه قليلاً وهو مازال يضع الغطاء على جسده :
"حاجه واحدة بس مقدرش أسامحك عليها ، حاجه واحدة مش أكتر"
"المشي الشمال وأنتي فهماني من غير توضيح ، ومظنش أنك منهم ، أكتر من كدة مظنش أن في حاجه ممكن تعمليها مقدرش أسامحك عليها"
"الموضوع مش أنك مش هتسامحني على قد ما انك مش هتقدر تتقبلني زي دلوقتي"
"طب أيه إلى ممكن يخليني متقبلكيش"
"لما أكون قادرة أحكي هحكي ، على قد ما أنا خايفه أقولك ، على قد ما أنت أكتر واحد نفسي أقوله"
تسطح بجانبها وعانقها وهو يقول بحب :
"وأنا مش مهم عندي أعرف ، كل إلى أنا عايزة أنك تبقي جنبي ، غير كدة مش عايز"
ظلوا هكذا حتى غفت مهرة بين ذراعيه ، نظر لها ليتأكد من نومها ثم همس بحزن :
"شكلي مش أنا بس إلى ماضيا محزن"
💃🏻دمتم ساالمين 🕺🏻...
