
رواية مجرد خيانة
الفصل الثاني والعشرون 22
بقلم رحمات صالح
لما الدنيا تضيق و تظلم في وشك .. و تحس إنك خسرت فيها أغلى شي .. و تحس إنو كل حاجة حلوة تانية ماليها طعم و لا معنى و لا لازمة .. بتجي لحظة بتعرف إنو الحياة أقيم و أثمن من إننا ننهيها في لحظة .. لمن تشوف الموت بي عينك .. حتعرف إنو كل الوجع العشتو ما يسوى شي قصاد الوجع البصيبك لمن تعرف إنو دي آخر لحظة في حياتك ....... و تتمنى بس لو الزمن يرجع ثواني ... و ترجع للحياة ... وتصارع فيها .... و تعيش قدرك بي كل الخير و الشر الفيهو ....
نرجع لي يوم أمس ... بالعصر
فتح عيونو بعد ما إتشرق بالموية الجات طالعة من أنفو و خشمو ... قح بعنف ... و شعر بألم في صدرو و بطنو من قوة الضغط .... عاين وهو ما مستوعب ده منو الراجل العجوز الكان بضغط عليهو ده .....
(حمد الله على السلامة ... الله ما دايرك تموت كافر)
كان مجهد جدا و كل عضمة في جسمو بتألمو بسبب المجهود البذلو في مقاومة الغرق ... حاول يتكلم لكن شعر بالم أقرب للسكين من حلقو لغاية معدتو .. العجوز قال (يا زول توب و إستغفر)
قال بصعوبة (إنت منو)
(أنا ... واحد كنت ماشي في طريقي .... سمعت صراخ .. إتلفت شفت واحد بطلع ملابسو و بدخل البحر)
و فجأة .... العجوز سكت و رفع يدو و ضرب نصري كف قوي وقال (أحمد ربك إننا صيادين و ربنا أدانا القوة نعوم)
نصري ما ألمو الكف قدر ما إتألم من الإهانة الماقادر يردها للعجوز .. كان حاسي إنو في أقصى درجات الضعف ... قال (أنا... ما أستحق...) وماقدر يكمل بسبب الألم الفي صدرو ...
الراجل قال (خلاص أرجع أرمي نفسك تاني) و قام من حتتو و إختفى عن أنظار نصري ... و نصري إتلفت حوالينو بعيونو لقى نفسو في راكوبة مصنوعة من القش و الشوالات ... و راقد في عنقريب بالي جدا .... ماعرف نفسو وين ... وبعد شوية الراجل رجع و هو شايل كوز قديم فيهو لبن ... مسكو من رقبتو و شربو ... ماقدر يشرب كتير ... العجوز خت الكوز و قال (أهلك وين يا جنا)
نصري (أبوي مات) و بدى يبكي بصمت .... العجوز شعر إنو عندو مشكلة ... سألو (كلنا رايحين ،.. وبعدين)
نصري سكت ... و حاول يقوم بصعوبة ... و الراجل ما حاول يساعدو و لا يمنعو .. لكن قال ليهو (لو داير تفوت فوت .. ألبس العراقي داك) نصري إتلفت محل كان الراجل بيأشر ، كان في عراقي قديم و لونو متغير معلق في وحدة من عروق الراكوبة ... نصري كان بقح .. و مرهق... لكن قاوم .. و قام و لبس العراقي .... و قبل ما يطلع قال (شكرا ياعمي)
العجوز قال (لو الدرب جابك في أي وقت تعال غاشيني ...)
نصري طلع من الراكوبة ما شاف شي غير مكان فسيح فاضي ... و من بعيد شايف النيل و الموية بتتحرك بصورة مرعبة بالنسبة ليهو ... حس برهبة و خوف غريب .. رجع و دخل ... و بدون مايقول شي طلع العراقي علقو مكانو ... و رجع رقد في العنقريب و قبل عكس ..... وهو منكمش على نفسو ... و جسمو برتجف .....
......
نرجع لليوم التاني....
زهرا بمجرد ما وصلت الداخلية مع زميل نادية و قبل ما تدخل أمها إتصلت .. وقالت إنها وصلت الخرطوم و مشت بيت ولد عمتها اللي هو أبو منى ... و قالت لي زهرا تجيها هناك .....
زهراء قفلت منها و رجعت إتصلت على نادية .... كانت خايفة إنو خالها لو شافها ما يسكت و يمكن يفضحها مع أمها ... نادية طمنتها .. و قالت ليها أمشي .. و فعلا .. مشت ...
...
في بيت قمر .. سارة ما كانت عارفة تقول ليها شنو بعد ماعرفت إنها بتبكي عشان حبيبها مات غريق ... بس كانت قاعدة جنبها و بتحرك رجلها بتوتر .. لغاية ما تلفون قمر رن ... شهقت بفزع لمن شافت رقم الزول الكانت معاهو أمس و إتبادلو الأرقام ووعدها لو في جديد حيتصل عليها ....
(ألووو)
(آنسة قمر .. الحمد لله ......)
قمر قبل ما تسمع باقي الكلام صرخت (وينووو ... ؟ هو كويس ؟؟ أرجوك قول إنو كويس)
الزول قال (والله أنا ما شفتو بس ... سمعت إنو في واحد أنقذوهو من الغرق و موجود حاليا مع صياد عجوز ..)
قمر نطت من مكانها و قالت (أنا جاية حالا)
سارة (على وين)
قمر ما ردت عليها و فتحت دولابها و بدت ترمي كل الفيهو في الأرض لغاية ما طلعت فستان و طرحة .. سارة قامت عليها و مسكتها من يدها و قالت (ماشة وين؟)
قمر قالت بترجي (أرجووك سيبيني .. كفاية اتحرمت منو قبل كده بسببك .. أرجوك .. أرجوك سيبيني أمشي أشوفو)
سارة فكرت بسرعة و قالت (أوكي .. بس بشرط .. أنا معاك)
.....
قمر وقفت العربية قريب من بيت الزول الإتصل عليها .. ونزلت بدون ماتتحرك لأنها شافت تجمع شباب قدام البيت ... سارة نزلت وقالت (مالك وقفتي)
قمر (خايفة)
سارة لفت عليها و مسكتها من يدها وقالت (تعالي .. حتشوف الحاصل شنو)
وصلو مكان التجمع و سارة قالت (سلام يا شباب ... )
الولد مما شاف قمر قال للشباب (ياها دي .. خطيبتو)
أمين عاين ليها و عرفها مباشرة .. لكن ما بين ليها انو عرفها وقال (أهلا)
قمر قالت بصوت ضعيف (وينو؟)
أمين جاوب نيابة عن الولد (ما معروف .. في واحد لاقى الزول ده قبل شوية في السوق وقال انو في واحد أنقذوهو من الغرق ... بس لسه ماعرفنا مكانو)
اول ما كمل جملتو .. جاهم ولد صغير جاري وبقول من بعيد (البشارة يا ناس ... لقيتلكم الزول ...)
....
زهراء وقفت قدام بيت خالها .... سحبت نفس عميق و قررت تبقى قوية و تمثل الثقة قدام خالها و أمها .. وتتجاهل حكاية إنو متبري منها .... دقت الباب الكان أصلا مفتوح و دخلت ......
أمها مما شافتها وقفت و ضمتها و هي بتقول (الزهرا بنيتي الحمد لله إنك بعافية الحمد لله)
زهراء قاومت دموعها و العبرة الخنقتها وجواها بتقول : اااخ يمة وينها العافية .....
قعدت جنبها ... و هي متحاشية النظر تجاه خالها الكانت حاسة إنو بعاين ليها بحدة .... و أمها بدت تتكلم و تحكي عن أخبار البلد و الحصل وراها و عن أخوانها الصغار ... و زهراء ما كانت فاهمة شي من كلامها ... و فجأة ...
(عمتو .. حمد الله على السلامة)
زهراء إتخلعت لمن شافت منى ... لأنها فهمتها إنها مسافرة تدرس برة ... منى سلمت على عمتها بحرارة و على زهراء بإختصار .. و إستأذنت دايرة تطلع ... زهراء كانت حاسة إنها متوترة و مرتبكة ... لقت نفسها بتناديها (منى)
منى وقفت و قالت بإبتسامة ما أخفت توترها (نعم زهرا)
زهراء إتعمدت السؤال (الشغل في الصيدلية ماشي كيف)
منى (تمام .. ) وقبل ما تتحرك باغتتها بسؤال تاني (و .. و الدكتور) غلبها تقول اسمو ... منى ردت (كويس)
زهراء نست نفسها .. و نست أمها ،، وخالها الكان براقبها بحدة ... و قالت (ومالك مرتبكة كده؟)
منى كشرت وشها وقالت (لا عادي .. بس مستعجلة عندي شغل و إنتي معطلاني صراحة)
زهراء قالت بعد ما إستقزاها أسلوب منى (عندك شغل ههه شنو المرة دي ؟ مخدرات و لا حبوب هلوسة)
منى شهقت و ختت يدها في خشمها و قالت (ده كلام شنو)
زهراء وعت لي نفسها و سكتت .. لكن .. بعد فوات الأوان ..... لأنو منى أنفاسها علت من الغضب .. و أبوها كمان .. قال بنهرة كأنو منتظر الفرصة دي من قبيل (أسكتي يااا... ما أسمع صوتك خالص... بتي الدكتورة أطهر منك)
أم زهرا قالت وصوتها مرتجف (ما تتكلم مع بتي كده .. أنا يادابي عرفت هي لشنو مشت منكم .. أتاريكم بتعاملوها كده) و إتلفتت على زهرا وقالت (قومي يابت أرح من هنا)
أبو منى قال (سوقي بتك و أرجعي بيها البلد أحسن .. بدل طالقاها كده)
أمها قالت لي زهراء (أسبقيني على الشارع)
زهراء رفضت تطلع و قالت (يمة أرح بس)
الأم رفعت أصبعها بتهديد وقالت (وحيات ربي البقول كلمة في بتي تاني لامن تقوم الساعة لساني ما يكلم لسانو)
منى حست إنو أبوها حيتمادى .. عشان كده قالت عشان تختصر الكلام (خلاص ياعمتي .. حقك علينا .. و إنت يا بابا خلاص مافي داعي ..)
الأبو كلام منى خلاهو يزيد ويقول (يابت هوي .. خلي الولية تعرف بتها بتعمل في شنو)
قالت وهي بترتجف من الغضب (بتي البلد كلها تحلف بي أخلاقها و أدبها)
قال (أسأليها ... طلعتها من بيتي ليه)
زهراء رجلينها بقت ما شايلاها ،... و خالها كرر (طلعتي ليه يا زهرا ؟ ؟ ردي .. قبل ما أرد أنا)