
رواية مجرد خيانة
الفصل الثالث والعشرون 23
بقلم رحمات صالح
عندما يموت الضمير .. الحب ، و الكرامة و يموت الأمل .. تصبح الدنيا مجرد قبر .. يضم أبداننا .. التي خلت من كل حياة ، لا يصبح هناك فرق بين موت الروح و موت الجسد .. إلا تلك المغضغة التي تنبض داخل الصدر .. مجرد نبض .. بلا شعور .. كأنه قد مات غرقا بينما نجا البدن .. أو كأنه قد دفن حيا مع الموتى الذين فارقونا و تركو لنا لعنة الغضب .... لعنة السخط .. حرمونا الحياة ونحن لا نزال أحياء.... تركونا لنعيش بلا قلب .. و لن يهم بعد الان .. و ليكن ما يكن !!!!!!!!
كان بتلفت حوالينو و بسلم على أصحابو كأنو أول مرة يشوفهم .. ما كان بتعمد البرود بس كان حاسي إنو أشبه بالرجل الآلي .. برد السلام تلقائيا .. حتى قمر الكانت بتبكي و البت الغريبة المعاها ما أثارو جواهو أي شعور .. و لا حاول يفكر الجابهم هنا شنو و الحيحصل بعد كده شنو .... ومشى مع أصحابو بعد ما ودع الصياد العجوز ، بطريقة آلية برضو ........
...
زهراء .. مسكت أمها من يدها و قالت (أنا حأكلمك بي كل شي .. بس ما هنا .. يلا)
خالها أشر بيدو بمعنى يلا أمشو .. و أمها طلعت معاها .. ركبوا أمجاد من الشارع ... بعد ما أدتو الوصف ... طول الطريق أمها كانت ساكتة كأنها خايفة تسأل و زهراء كانت ساكتة بتفكر كيف ترتب الكلام عشان يتقال بصورة ما تسبب لي أمها صدمة مع إنها عارفة إنو مافي طريقة كويسة يتقال بيها الموضوع ده ... وصلو .. وزهراء نزلت و ساعدت أمها في النزول ... أمها عاينت للعمارة وقالت (ده بيت منو؟)
زهراء قالت (يلا نطلع بكلمك بعدين)
دخلو الشقة و زهراء شعرت بدوار من كتر التوتر و القلق ... و فجأة فكرت تتصل بي نادية ..
(الو زهورة .. ها .، الأمور مشت كيف؟ مشيتي الداخلية)
قالت بحذر لأن أمها متابعة كل حرف (لا .. أنا في البيت)
نادية إتخلعت (بتسوي شنو في البيت)
زهراء (نادية أنا معاي أمي و عاوزاك ضروري .. لازم تجي)
نادية (في شنو ؟ قلقتيني)
زهراء بإختصار (لمن تجي .. يلا سلام)
نادية بعد قفلت عاينت للساعة لقت مواعيد التصوير قربت.. قررت تخلص شغلها حتى تمشي لزهراء ....
أما زهراء في البيت .. دخلت المطبخ و بدت تجهز في الغدا .. عشان تقضي أطول وقت ممكن بعيد من أمها و عيونها المليانة قلق و تساؤل ......
....
قمر وسارة كانو في العربية و راجعين على البيت بعد ما إطمنو على نصري .. بس قمر كانت موجوعة جدا من خبر وفاة أبوهو وخمنت إنو سبب محاولة إنتحارو ماقدر يتحمل الصدمة مع ظروف مرض أمو .... سارة قطعت تفكيرها و قالت (قمر .. أمشي بينا على أي كافي و لا مطعم .. عاوزة أتكلم معاك شوية)
قمر قالت بهدوء (ماتفتكري إني عشان دخلتك في الموضوع ده و رضيت إنك تجي معاي يبقى حأغلط تاني و أفتح ليك قلبي .. أنا فضفضت ليك مرة و ندمت)
سارة (بس أنا خايفة عليك .. و معتبراك أختي)
قمر قالت بإنفعال (أختك ؟؟ لو عندك أخت كنتي بتتهميها في أخلاقها و شرفها بدون حق؟؟)
سارة (قمر .. أنا ما إتهمتك .. أنا كنت بحاول أحميك بعدما عرفت منك إنو.....)
قمر (إنو شنو ؟)
سارة (أنا ماعاوزاك تخسري سمعتك ياقمر ،. والله إنتي تهميني .. و فعلا بمكانة أختي الصغيرة)
قمر بحركة مفاجئة ضغطت فرامل .. و وقفت في نص الطريق و قالت (سمعتي ؟ إنتي بتتكلمي عن شنو)
سارة (ياقمر ما أي زول يوهمك بالزواج ليهو الحق إنو يسلبك شرفك)
قمر (و أنا ما بدي إنسان الحق ده)
سارة (بس إنتي قلتي لي كده)
جا من ورا أصوات العربيات الوراهم وهي بتضرب بوري ... قمر إنتبهت إنها قفلت الطريق .. و ركنت على جنب .. و قالت (أنا ما قلت كلام بالشكل ده)
سارة (ياااااه .. يارب أكون فهمتك غلط و أرتاح من الهم ده)
...........
في الصيدلية ...
منى دخلت و قفلت الباب الزجاجي بالمفتاح و مشت على جهة وليد بسرعة و قالت
)البت الإسمها زهراء دي)
وليد قال بإشمئزاز (قريبتك البيئة دي .. مالا)
منى بقلق (حتفضحنا .. ممكن تودينا في ستين داهية)
وليد ببرود (ولا تقدر تعمل أي حاجة)
منى (بتعمل ياوليد بتعمل ،، إنت ما شفت نظرة التحدي في عيونها .. و شكلها عارفة عننا كل شي)
وليد (طيب فرضنا انها عارفة .. نحن قانونيا كده غلطنا في شنو ؟ كلها حاجات متداولة و موجودة في أي صيدلية)
منى خبطت على شنطتو الكانت مختوتة في الأرض و قالت (الهباب الهنا ده .. أنا كلمت ألف مرة بلاش منو و خلينا في الحاجات المسموحة)
وليد (إنتي عارفة كويس إنو .. الهباب ده .. هو البأكلنا عيش .، و باقي الصيدلية دي كلها ماتسوى شي جنبو)
منى (بس إنت غلطت .، و غلطتك دي هي الحتخرب كل شي)
قال (أول شي أنا ما كنت في وعيي... و تاني شي ماتنسي إنك إنتي الجبتيها لي و قلتي لي دي عجينة خام شكلها زي ماتحب و خلينا نستفيد منها) ضحك ضحكة خبيثة و قال (و أهو أنا نفذت و إستفدت هههههههعع)
منى قالت بغضب (إنت إنسان وقح و حتضيعنا بطيشك ده)
قال بجدية (يا دكتورة .. إنتي من غيري .. ماتسوي أي شي .. و لا تقدري تشتغلي الشغل ده .. عشان كده ما تقيفي في طريقي و ماتلوميني على أي شي بحصل)
منى شعرت بنبرة تهديد في كلامو وقالت (قصدك شنو)
وليد (ولا شي .. و قريبتك دي فكك منها ،، دي وحدة وهم ساي.. و نافشة ريشها في الفاضي)
منى نفخت خشمها و قالت (اووووف ،، الله يستر بس .. منك انت بالذات)
.....
....
بعد ساعات .....
زهراء فتحت الباب بعد ما نادية كلمتها إنها وصلت ... نادية دخلت .، و سلمت على أم زهراء و هي بتحاول تبدو طبيعية مع إنها كانت محتارة في البحصل ده .. زهراء اتنحنت و قالت و هي بتقاوم الرجفة البدت تحس بيها (يمة .. دي نادية صحبتي .. مذيعة في التلفزيون .. و .. و أنا ناديتها عشان .،، عشان ....)
سكتت .. حست إنها إتهورت فعلا .. بس ما كان في مفر لأنو أمها مترقبة ليها ساعات ......
زهراء وجهت كلامها لي نادية (أحكي ليها يا نادية .. و وريها كل شي .. و ليه خالي طردني من بيتو... و .. و أنا داخلة جوة عن إذنكم) و جرت دخلت الغرفة و قفلت الباب و اترمت في السرير و هي بتحاول تسحب النفس الحست انو انعدم من حولها ....
برة الغرفة ...
نادية لقت نفسها في موقف لا تحسد عليه .. مع إنو هي قدامها الفرصة الكانت بتتمناها .. أم زهراء قدامها و مستعدة تسمع الحكاية الهي نفسها توصلها للمجتمع عن طريق البرنامج .. و دي أول و أهم خطوة .. إنو أم زهراء تعرف كل شي...... لكن .... جواها شي منعها من المواجهة ... و قالت (الحكاية ياخالتو إنها لقت وظيفة أحسن من الصيدلية .. و فيها سكن .. و .. و خالها زعل .. وقال مافي بنات يقعدو في داخليات ... و ..) سكتت لمن لقت كلامها ملخبط و ما مقنع ... لكن .. فاجأتها إنها قالت (بكون ما دايرها تشتغل شغل أحسن .. أصلهم الناس بقو يحسدو الواحد في النعمة ... لا تقول قريب لا غريب ..
نادية إتفاجأت ما كانت متصورة إنو في ناس قلوبها نقية للدرجة دي و بتصدق كل شي يتقال ليها ... إبتسمت و قالت بحماس من كتر الفرحة الحست بيها (و لا يهمك .. اصلو الناس بقت كده)
أم زهراء سألت بتعجب (لكن .. ده بيت منو؟)
في اللحظة دي .. إنفتح باب الشقة الكان مقفول اساسا بدون مفتاح ...... و .. جاهم الرد بصورة جافة .. خرب كل شي قالتو نادية (ده ...... بيتي أنا)
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا