
رواية سراج الثريا
الفصل الرابع والثلاثون 34 و الخامس والثلاثون 35
بقلم سعاد محمد سلامة
«عِناق عاصف»
خوف... رعب... بل هلع
فى قلبها صوت إهتزاز الباب يجعل قلبها يكاد يخرج من بين ضلوعها، كآن ذلك الدق الخفيف يقرع مثل الطبول بقلبها يُسبب لها إرتياب ورعشة قوية بسائر جسدها الذي شبه تخدر وهي جالسه خلفه... بنفس الوقت زاد الهلع مع رنين الهاتف، لم تستطيع النهوض ظلت جالسه بصعوبة رفعت يديها تضعهما حول أذنيها كى لا تسمع...خفق قلبها بقوة وإرتياب حين زاد طرق الباب،لوهله خشيت أن يفتح الباب عليها،شهقت بقوة وهي تحاول النهوض من خلف الباب،وعقلها يحثها أن تدخل الى المنزل وتغلق الباب الفاصل تحتمي،لكن بمن ستحتمي
أخيها أم والدتها،تخشي عليهما،كذالك إرتعب قلبها على سراج...زادت دائرة من تخشي عليهم
سراج إحتل مكانة خاصة هو الآخر،لن تستطيع تحمُل خسارة أحد بسببها... ليت وليت والعذاب يدق قلبها دقًا قاسي، كذالك تلك الدقات على باب المكتب، لكن فجأة صمتت وكآنها سمعت صوت سراج....
ذمها عقلها...
لا يا ثريا قد يكون فخًا...
لكن عاود الحديث بإلحاح
بالخارج أثناء سير سراج بالسيارة لم يُفكر حتى قليلًا هو مشتاق لـ ثريا حتى لو مر من أمام منزلها ربما إرتوي الإشتياق، لم يقاوم ذلك الشعور وذهب من ذاك الشارع الموجود به منزل والدة ثريا،
خفق قلبه بقوة لا داعي للتفكير، كآن إطارات السيارة ذهبت تلقائيًا... توقف أمام منزلها لمح ذلك الضوء الضعيف المُتسرب من عقب باب مكتب ثريا، تبسم بالتأكيد هي مازالت مُستيقظة، ترجل من السيارة شعر بلفحة هواء باردة، أخرج هاتفه وقام بالإتصال عليها، لكن رغم تكرار الإتصال لم ترد، تنهد وحسم أمره وهو يضع أذنه على ذلك الباب يسمع رنين الهاتف الخاص بـ ثريا، قام بالطرق بهدوء على ذلك الباب لأكثر من مره، ثم توقف وفكر ان يغادر ربما ثريا ليست بالمكتب، لكن قبل لحظات سمع صوت رنين هاتفها
... تنهد بتفكير سيغادر لكن بلحظة سمع شهقة ثريا كآنها خلف الباب مباشرةً تفوه بقلق:
ثريا أفتحي أنا سراج...
ثريا انا اللى بتصل عليكِ عالموبايل.
بصعوبة نهضت تستند على الحائط ذهبت نحو المكتب بيد مرتعشة جذبت الهاتف قرأت الشاشة، إطمئن قلبها قليلًا... بخطاوي متمهلة سارت نحو الباب، فتحت جزء بترقُب حين تأكدت من وجه سراج
فتحت الباب باتساع وسُرعان ما ألقت بنفسها عليه تُعانقه تود أن تشعر بإطمئنان.
ضمها سراج قويًا يشعر برجفة جسدها، رفع جسدها قليلًا عن الأرض وهو مازال يُعانقها ودخل الى الغرفة وأغلق الباب خلفه بينما ثريا كآنها تائهه فقط تشعر بعناقه له وهي مُتشبثة به، فاقت حين همس:
ثريا جسمك بيرتعش ليه؟.
مازالت تُعانقه لكن عادت بوجهها للخلف رأي دموع عينيها شعر بغصة قويه ورفع إحد يديه يمسح تلك الدموع سائلًا:
ثريا بتبكي ليه، ليه مردتيش على إتصالي.
لم يجد منها الإ الصمت، وهي تعود تعانقه مره أخري بإشتياق وإحساس بالأمان.
غصبًا تغاضي عن جوابها وضمها بقوة، لحظات زالت رعشة جسدها... وهدأ خفقان قلبها... تنهد سراج وهو يهمس بأسمها وعاد برأسه للخلف نظر لوجهها كانت جفت دموع عينيها، اراد تخفيف الوضع فمزح قائلًا:
للدرجة دي كنت واحشك، ومكسوفة تتصلي عليا.
غصبًا إبتسمت ثريا، فضمها سراج مره أخري، شعرت ثريا بالإطمئنان كاملًا حين رأت باب المكتب مغلق ، لكن عاود وعيها وسألت:
سراج إيه اللى جابك دلوق.
نظر لها بهيام قائلًا بإختصار وصدق:
وحشتيني.
خجلت وأخفضت وجهها للحظات يخفق قلبها ثم رفعت وجهها قائله:
وحشتك فى الوجت ده، وفي الطقس العاصف.
اومأ مُبتسمًا وهو يضمها بشوق يضم شفتيها بقُبلة إشتياق،كانت هي الأخرى مُشتاقة،لكن سُرعان ما تنبهت ودفعته بصدره،ترك شفاها يضع جبينه على جبهتها يتنفس من أنفاسها،كذالك هي...لحظات ورفعت وجهها كاد سراج يُقبلها مره أخري لكن وضعت يدها على شِفاه قائله:
إحنا فى المكتب يا سراج وأمي زمانها صاحيه والباب مفتوح ممكن....
لم تستكمل حديثها، جذب يدها التى وضعتها حائل وقبلها ثم تبسم مُتنهدًا بتوق لكن حاول أن يتقبل ذلك قائلًا:
نسيت... خالتي رحيمه كانت إتصلت عليا بتقول إنها إتزحلقت وقعت على رِِجلها وبتوجعها أوي، وكنت رايح لها... ومريت من هنا صدفة...شوفت النور من عقب الباب قولت أكيد صاحيه.
إبتعدت ثريا عنه قليلًا قائله بقلق:
وكنت هتروح لها دلوق، الطريق مش أمان،بس كمان زمان رِِجلها بتوجعها أوى...وهي لوحدها.
إبتسم سراج قائلًا:
إيه رأيك تجي معايا، أهو تونسيني عالطريق.
بلا تفكير أومأت ثريا برأسها بموافقة.
إبتسم سراج وضمها وأزاح جزء من طرف وشاح رأسها عن عُنقها يدفس رأسه بتجويف عُنقها وقبله.
دفعته قليلًا قائله:
دقيقة هدخل أقول لأمي ونمشي عشان الوجت،كمان خالتي رحيمه عمرها ما كانت هتتصل عليك،الا لو فعلًا موجوعة.
أومأ رأسه موافقًا قائلًا:
تمام بس هاتي شال تقيل على كتفك،الجو بره برد أوي.
أومأت له، بينما هو ظل بالمكتب ينتظر ثريا التى غابت دقائق معدودة وعادت له تحمل بيدها وشاحً ثقيل وضعته فوق جسدها من الأعلى،إبتسم لها وهي تسير أمامه وأغلقت باب المكتب وذهبت نحو السيارة لوهله عيناها كآنها تُراقب الطريق قبل أن تصعد للسيارة تنهدت بهدوء وهي تسند رأسها على خلفية المقعد،لاحظ سراج ذلك وهو يصعد جوارها لم يهتم بذلك،قاد السيارة ساد الصمت لوقت،نظر سراج نحو ثريا كانت مُغمضة العين،ظنها نامت،فقام بالضغط على أحد الأزرار كي يبسط المقعد خلف ثريا،لكنها شعرت بذلك فتحت عينيها ونظرت نحوه،إبتسم قائلًا:
فكرتك نمتي.
تبسمت بقلق قائله:
لاء بس يمكن الدفا جوه العربيه خلاني غمضت عنيا.
إبتسم ومد يده جذب إحد يديها يضمها بقبضة يده صامتًا، نظرات العيون بينهم كفيله ببث الإحتياج كل منهم للآخر بهذا الوقت.
بعد وقت قليل
توقف سراج بالسيارة أمام منزل قديم وصغير نسبيًا يشبه منزل والدتها وإن كان منزل والدتها بناء حديث نظر نحوها قائلًا:
قبل ما تنزلى من العربيه في الشال على جسمك الجو بره العربية برد أوي.
اومأت له ثريا بإمتثال بينما
ترجل سراج أولًا، ثم توجه ناحية ثريا فتح الباب
إبتسمت وهي تترجل من السيارة تنظر نحو إشارة يده لها بالسير أمامه، لحظات ووقف أمام المنزل أخرج مفتاح من جيبه ثم إنزاح جانبًا دخلت ثريا وهو خلفها وأغلق الباب، وهمس قائلًا:
واضح إن خالتي نامت...
لكن سُرعان ما سمع حديث بصوت عالي:
لاء أما مش نايمه إيه اللى آخرك كده هي دي مسافة السكه، ومين اللى معاك بتكلمه.
إبتسم وهو ينظر لـ ثريا التى سبقته نحو تلك الغرفة ودلفت تقول:
ألف سلامه عليكِ يا خالتي.
نظرت رحيمه وتبسمت بإنشراح قائله:
ثريا، أهلًا يا حبيبتي ...
كادت رحيمه ان تنهض لكن سبقتها ثريا وسرعت بخطواتها وإقتربت منها قائله:
خليكِ مرتاحه.
إبتسمت رحيمه وهي تفتح ذراعيها لها، استقبلت ثريا ذلك بمحبه وإنحنت عليها ضمتها رحيمه بحنان قائله:
انا لما شوفتك مبقتش حاسه بأي وجع، تعالى إقعدي جنبي عالسرير وإتغطي الجو برد.
قبلت ثريا ذلك وجلست جوارها ألقت رحيمه عليها الدثار، تبسم سراج الذي دخل للغرفه قائلًا بإحتجاج مرح:
طب ثريا اخدتيها جنبك عالسرير وأنا بقي كمان الجو مش برد.
إبتسمت رحيمه بحنان وهي تضم ثريا قائله:
لاء إنت راجل وتستحمل، أحلى حاجه عملتها إن جبت ثريا معاك.
تبسم وجلس على طرف الفراش قائلًا:
ورِجلك عامله إيه دلوقتي؟.
أجابتها:
دهنتها بمرهم كان عندي، ودلوقتي خف وراح خالص لما شوفت ثريا.
تبسم بمرح قائلًا:
كده يعني أمشي انا بقى.
تبسم وهي تفتح ذراعها الآخر، سرعان ما ضمها بمحبه، جلسوا ثلاثتهم كانت جلسة ود ومرح بينهم... بعد قليل تثائبت رحيمه قائله:
أنا مش متعودة عالسهر بس وجع رِجلي وكمان كنت مشتاقه لـ ثريا، يلا قوموا فى أوضة نوم تانيه فى الدار، سيبوني انام ساعتين قبل الفجر.
إبتسم سراج ونهض يمد يده لـ ثريا التى نهضت هي الأخري معه، ذهبا الى غرفه أخري، كانت صغيرة بها فراش شبه متوسط، نظرت ثريا نحو سراج وقالت:
تصدق نسيت أجيب معايا غيار غير اللى عليا.
إبتسم وهو يذهب نحو دولاب بالغرفه وأخرج دثارًا ثقيل قائلًا:
فعلًا، بس مش مهم ممكن أجيبلك جلابيه من بتوع خالتي تنامي فيها للصبح.
ذهب سراج لحظات وعاد بجلباب، بنفس الوقت تخلصت ثريا من بعض ثيابها وإرتدت تلك الجلباب نظرت لها وهي تصعد تتمدد على الفراش قائله:
واسعه أوي عليا،بس أحسن ما أنام بهدومي.
وافقها سراج مُبتسمًا وهو يطفئ ضوء الغرفه، وترك نور خافت.. ثم تخلص من ثيابه وتوجه للناحيه الاخري من الفراش تمدد عليه سُرعان ما جذب ثريا وضمها يدفس رأسه بين حنايا عُنقها يستنشق عبقها،يشعر كآن الهواء عاد لرئتيه مره أخري....
شعرت ثريا بأنفاسه كذالك لمساته لها، إستنشقت كآنها تعود للإحساس مره أخري
وضعت يده فوق كتفه وهمست حين شعرت بلمسات سراج التى بدأ يُقبل عنقها يستحث عاطفتها،إلتقطت نفسها قائله بتحذير:
سراج خالتك فى الاوضة اللى جنبنا.
رفع سراج رأسه يتأمل ملامحها الذي إشتاق إليها على ذلك الضوء الخافت،لم يُبالي بتحذيرها وإقترب من شفاها يضمها بين شفتيه بقُبلات شوق وتوق وشغف،لشوقها هي الأخري له كآن عقلها نسي الخوف التى كانت تشعر به الليالي السابقة...سطوة مشاعر جذبتهم ليتوغل الغرام بهمسات ولمسات منتشية لقلبيهم،ليتنهي الغرام بإرهاق لذيذ ليغفوا بأحضان بعضهم كل منهما يشعر بإكتمال.
بعد مرور يومين
ظهرًا
بمحل الذهب
دخلت إيناس نهض صاحب المحل يُرحب بها بحفاوة، كانت كعادتها مُتكبرة وتلقت حفاوته ببرود وتعالي، ثم قالت:
إنت إتصلت عليا وقولت إنك أنتهيت من الطقم اللى قولتلك عاوزه زيه.
أجابها ببسمه قائلًا:
جاهز يا ست الكل، بس الحاجات الثمينه دي مش للعرض هنا فى صالة المحل إتفضلي معايا لمكتبي.
بتأفف ذهبت معه الى المكتب جلست بتعالي،إستأذن منها قائلًا:
دقيقتين بس أجيبلك الطقم وأرجع.
بتأفف لم ترد، مر خمس دقائق شعرت بضيق وكادت تنهض لكن سمعت صوت فتح باب المكتب تحدثت بتعالي وكِبر:
قولت دقيقتين وبقوا خمسه يا...
صمتت يرفض عقلها ذلك الصوت التى ظنت ان رنينه إنتسي بعقلها وهو يقول ببرود هادي:
إزيك يا "أنوس".
أغمضت عينيها برفض وبصعوبة فتحتهما مره أخري ادارت راسها تنظر خلفها، نهضت بذهول
ترتعش شفتاها وهي تتحدث بتقطع وخفوت:
"غيث"...
قالتها ولم يستطيع عقلها القبول كادت ان تنهض لكن لقدميها رغبه أخري سقطت مغشيًا عليها.
كان على درايه بما سيحدث حين تراه إيناس،وكما توقع،أخرج من جيبه زجاجة عطر وإقترب من ذلك المقعد أفرغ القليل على راحة يده وقربها من أنف إيناس يُربت على وجهها بضربات خفيفة،يحثها على الإفاقه حتى إستجابت لذلك، وبدأت تعود للوعي تدريجيًا حتى استعادت وعيها بالكامل نظرت برعب تنزوي بالمقعد بعيد عنه تتحدث بتعلثُم:
غيث...غيث إنت مش ميت.
جلس على مقعد مقابل لها ببرود ينظر لها بإستهزاء،قائلًا:
لاء يا إيناس أنا لسه عايش.
ذُهلت من ذلك وتعلثمت بسؤال:
إزاي.
أجابها:
هقولك إزاي بعدين،دلوقتي فى الأهم.
بتعلثم سألته:
إيه الأهم ده؟.
أجابها:
قابيل.
خفق قلبها برعب سائله:
ماله قابيل؟.
أجابها وهو يترقب ملامح وجهها:
اللى حاول يقتلني هو قابيل.
نهضت بغباء تقترب منه قائله:
إنت كداب،قابيل كان أكتر واحد بيخبك وقريب منك،إنت مش غيث أخويا،إنت شخص منتحل شخصيته...وعاوز توقعني في جوزي.
ضحك بإستهزاء قائلًا:
لسه زي ما أنتِ يا إيناس مهووس عقلك بـ قابيل،رغم إنه عارفه بل متأكدة إنه مش بيحبك وعقله وقلبه مشغول بغيرك مش سبق وقولت لى كده...أبقى منتحل شخصية إزاي،تحبي أقولك على اسرار محدش يعرفها غيرنا عشان تتأكدي إني غيث
أول سر...بنتك إنتِ وقابيل
قصدي البنت اللى انا سرقتها من الحاضنه وحطيتها مكان بنتك اللى ماتت بعد ما إتولدت بسبب إختناق أثناء الولادة،بعد ما كنتِ خايفه إن قابيل وجتها يطلقك او يلوف على غيرك.
جلست مره أخري تشعر بإنسحاب روحها وهمست
"غيث".
ضحك بجبروت وإنبساط قائلًا:
أيوه غيث...اللى راجع عشان ياخد حقه،بس هأخر حقي من قابيل للآخر عندي الأهم الأول...إنتِ كمان بتكرهيها عكس قابيل المُتيم بها.
-مستحيل!.
ضحك غيث قائلًا:
كنت زيك كده ومفكر إن مستحيل بس قابيل حاول يقتلني عشان يفوز بـ ثريا،بس للآسف سبقه"سراج"وخطفها من قدامه
مراتي إتنين من رجالة عيلة العوامري مُغرمين بها،ولازم ترجع لعندي تحت رجليا.
أجابته بسؤال مستفسره:
قصدك إيه،إزاي هترجعها،اللى عرفته إنها بينها وبين سراج خلاف وسايبه الدار بقالها كام يوم،وعمتك ولاء حاولت تعرف إيه السبب بس إنت عارف سراج.
أجابها ببساطة:
سراج كداب متأكد فى دماغه هدف..
قاطعته إيناس:
هدف إيه يعني...لاء هو أكيد كشف كذبها وخداعها وإنها بتلعب على كل راجل شويه،هي أكيد كانت بتلعب على قابيل
معندهاش أخلاق،بس...
قاطعها بغضب مُعنفًا
-بس إيه فوقي يا ايناس هوسك بـ قابيل ده هيدمر عقلك
متأكد إن ثريا وسراج عاملين لعبه ولهم غرض من وراها....فوقي...فوقي...كفايه اوهام.
صرخت عليه بغضب وإحتدت ملامحها قائله برفض:
إنت اللى فوق،إنت راجع عاوز تنتقم من جوزي،بدل ما تنتقم من سراج اللى إتجوز مراتك،أو حتى تنتقم منها هي،إنها مصانتش عِشرتك وراحت إتجوزت اول واحد دخل مزاجها.
بغضب ساحق ود لو يخرج سلاحه من جيبه ويطلق رصاصه بمنتصف رأس إيناس، لكن حاول تهدئة نفسه وإبتلع صراخها قائلًا:
سراج... قابيل
الإتنين طمعوا فى مراتي وكل واحد منهم هياخد جزاؤه وثريا كمان مش هتفلت من إنتقامي، فى لحظه هظهر للعلن وهعرف أخد حقي منها،وحق....
صمت وهو يتذكر ذلك الفيديو الذي شاهده لـ ثريا مع سراج وهما هائمان بلذة لقاء حميمي ما كانت ترفضه معه فعلته مع غيره بطواعيه ورغبه منها، رغم أن الفيديو لم يُظهر وجههما لكن تلك الهمسات والآنات المُتلذذة كفيلة بسحقه لهما أحياء...
كذالك تذكر كيف دخل الى شقة ثريا وسراج
[بالعودة قبل فترة وجيزة قبل مقتل عمران وأثناء غياب سراج...كان برفقة ذلك الصائغ بدار عمران العوامري من أجل عمته ولاء التى طلبت من الصائغ بعض المصوغات،وذهب إليها تجلس بدار عمران كعادتها،كانت فرصته الذهبيه للدخول دون شك بهويته...
وضع شارب ثقيل،كذالك نظارة طبيه كبيرة حول عينيه،و قُبعة تستكمل بقية التخفي،ذهب الصائغ مع تلك الخادمة الى إحد الغرف،بينما غيث طلب من الخادمة الذهاب الى الحمام،وجهته الى أحد المراحيض بالدار،ثم ذهبت الى قضاء عملها،بينما هو راقب تلك الخادمه كذالك راقب وإنتظر الى ان سنحت له الفرصه،رغم حركة قدميه الثقيله لكن صعد السلم مُستندًا على السياج الخاص،به بترقب توقف أمام شقة سراج كان الباب مُغلق لكن ذلك ليس عائق لديه بثواني فتح الباب ودخل وأغلق خلفه الباب،وقف قليلًا يلتقط نفسه،ثم تجول بين الغرف الى ان دخل الى غرفة النوم،كان الفراش مُرتبًا،وقف قليلًا يتخيل سراج وثريا وهما معًا على ذلك الفراش يستمتعان سويًا بجسديهم،ثار عقله مثل الطوفان الجارف،كان بجيبه سلاحً أخرجه وكاد يطلق الرصاص على تلك الوسائد التى تحمل رأسيهما،لكن تمكن من تهدئة غضبه كذالك الوقت لو ظل لوقت اكثر قد ينكشف،سريعًا نظر الى سقف الغرفه حدد أحد الزوايا التى يستطيع ان يضع بها كاميرا مراقبه يستطيع كشف ما يحدث بتلك الغرفة وبالأخص على ذلك الفراش،حدد الزاويه وقام بوضع تلك الكاميرا خلف لمبات الإضاءة...وقف قليلًا،وفكر لما لا يترك لـ ثريا تذكارًا بسيط،أخرج قنينة العِطر الذي سبق وكادت ثريا أن تختنق منها وقام برش رذاذ كثير على الفراش،كذالك اخرج كيس من الدم وسكب منه على الفراش ووضع الرصاصه،ظل واقفًا لوقت قليل،لكن إنتبه على الوقت،خرج مثلما دخل يترقب حوله لحسن حظه انه وقت فضاء لعمل الخدمات وكُن بإستراحة،عاد بنزل من على السُلم،لكن لاحظته إحد الخادمات كان قد أصبح ببهو الدار:
إنت مين وعاوز مين؟.
غير نبرة صوته قائلًا:
أنا مارون مساعد الحواهرجي،وجاي معاه،وكنت فى الحمام والدار كبيرة ومش عارف فين الاوضه اللى قاعد فيها مع الست ولاء.
تفهمت الخادمه وأشارت له على الغرفه،لكن ضغط على هاتفه ليصدح رنين،فنظر له ثم قال لها:
دي مراتي،هرد عليها فين باب الدار اكلمها من بره الشبكه أحسن.
شاورت له،بالفعل سار نحو باب الدار،وذهب الى سيارة الصائغ وجلس بها ينتظر أن ينتهي،مر وقت طويل حتى عاد له الصائغ وقتها رأي دخول ثريا الى المنزل لوهله فكر ان يترجل من السيارة ويصدمها لكن رجح عقله ان يمهد لذلك أولًا ببث الرعب فى قلبها]
عاد ينظر الى إيناس التى نهضت تشعر هذيان تقول:
وإيه السبب إنك تخفي إنك لسه عايش،متقوليش الانتقام،فين نخوتك لما عرفت إن مراتك إتجوزت،ومش بعيد تكون حِبله.
وقف يضرب بعصاه الأرض قائلًا:
فعلًا الأنتقام وكل واحد هياخد اللى يستحقه وأولهم ثريا وسراج،وإنتِ مغصوبه تساعديني والا هغير خطتي وهيبقى أول واحد أنتقم منه هو حبيب قلبك الخاين قابيل،وهكشف سر بنتك اللى مش بنتك أنا الوحيد عارف هي بنت مين واللى بسببها لغاية دلوقتي إنتِ على ذمة قابيل، وكمان بحذرك حد غيرك يعرف إنى عايش مش هيهمني أي حد وهبقي زي الطوفان بياخد الكل فى رِجليه.
فكرت إيناس ثم نظرت لـ غيث تحثه:
ثريا لازمن تموت هي اللى زي الخية بتغوي رجالة العوامري.
أومأ لها بمهادنه على قدر عقلها، فهو يريد القصاص من الجميع وتلك الحمقاء هي الجسر الذي سيمده ويسير عليه الى هدفه.
ظهرًا
بـ دار زوج ولاء
كانت تجلس تحتسي قهوتها بإستمتاع فاتر، حتى صدح رنين هاتفها، وضعت كوب القهوة وجذبت الهاتف، لكن إنتهي الرنين سريعًا، نظرت للشاشه لمعرفة هوية المتصل، لكن كان ارقامًا فقط، سُرعان ما عاد رنين الهاتف لكن بصوت رسائل
تخت الهاتف وفتحت تلك الرساله الاولى سُرعان ما إعتدلت فى جلستها مشدوهه وهي ترا صور مُرسله بتبعيه خلف بعضها...ثم رساله أخيرة مكتوبه تنص:
"مش عاوزه تعرفي مين الشبح الخفي،اللى إستحوز على الأثار والبضاعة التانيه،ولا سيادة اللواء صرف نظر عنها".
إرتعب قلبها لوهله، وعاودت الإتصال على نفس الرقم، فتح الخط للخظة ثم عاود غلق الهاتف نهائيًا، بسبب تلك الرساله الآليه التى جائت لها بعد ان عاودت الإتصال" الهاتف خارج الخدمة".
سريعًا بيد مرتعشه أجرت إتصال آخر وسرعان ما طلبت منه:
هبعتلك رقم موبايل تعرف هو بتاع مين؟.
اغلقت الهاتف ورمته امامها على الطاوله تنظر له تشعر بإرتياب وحِيرة من ذلك الشبح الخفي.
❈-❈-❈
عصرًا
امام المشفى
تفاجئ إسماعيل بـ قسمت تقف أمام سيارته الخاصة تجاهلها وذهب الى الناحيه الأخري، ذهبت قسمت خلفه وجذبته من كتفه قائله:
إسماعيل لازم نتكلم سوا أرجوك.
أجابها ببرود:
للآسف مش فاضي دلوقتي بعدين.
برجاء نظرت له قائله:
إسماعيل إسمعني بس...
بنفس الوقت صدح هاتفه... نظر له ثم لها قائلًا:
للآسف زي ما شايفه الإتصال خاص بشغلى كطبيب تشريح ومش فاضي وقت تاني.
إبتلعت بروده وقالت:
خلاص هاجي معاك وفى السكه نتكلم.
وافق بعد رجائها، صعدت لجواره فى السيارة لكن للآسف لم تستطيع الحديث معه بسبب إنشغاله على الهاتف لأكثر من إتصال خاص، ربما هو من إستهواه ذلك وهو يراها هكذا، رق قلبه لها لكن لابد من إختبار أخير.
❈-❈-❈
الفيوم
منظر رباني يستحق التأمل وهي جالسه شاردة بهدوء ودفئ المكان عكس عواصف اليومان الماضيان،الشمس ساطعه...
فاقت من ذلك الشرود حين شعرت برذاذ مياه على وجهها،نظرت نحو سراج الذي ضحك وعاد يرش عليها رذاذ المياة،شعرت بضجر قائله:
رش المايه عداوة يا سراج.
ضحك وهو يجلس خلفها يضمها لصدره يُقبل وجتتها قائلًا:
عدوتي الحبيبة.
إبتسمت له قائله:
وإيه سبب التناقُض ده... شايف الشلال ده يا سراج بيفكرني بفيلم البطل نط من فوق الشلال بعد حبيبته ما طلبت ده منه برهان على إنه بيحبها، لو طلبت منك تنط هتوافق.
ضحك سراج ونهض واقفًا يمد يده لها قائلًا:
لاء ... تعالى نعدي سوا من فوق الشلال.
ترددت قائله:
لاء...
قاطعها يحثها على المُخاطرة قائلًا:
قوي قلبك يا ثريا وهاتي إيدك... خلينا نغامر سوا..... اللى بنخاف منه هو اللى بيحصل...لازم نخاطر سوا، وقتها هتحسي بلذة المُخاطرة،حتى لو خسرتي قلبك هيقوا.
بتردد اعطت يدها له سارا من فوق ذلك الشلال شعرت بإستمتاع وجمال آخر للمكان.
❈-❈-❈
ليلًا
إستطبل الخيل
تبسمت حنان لـ آدم الذي دلف الى غرفة النوم، تحدثت بهدوء:
أخيرًا خلصت شغلك، انا كنت خلاص مليت من اللعب عالموبايل والتقليب بين القنوات الفضائية وكنت هنام.
إبتسم لها قائلًا:
عشر دقايق هاخد دُوش عالسريع وأجيلك.
أومأت ببسمة بعد قليل إنضم لجوارها على الفراش يضمها لصدره يضع يده على بطنها التى إنتفخت قليلًا سائلًا:
كان عندك متابعه عند الدكتوره النهاردة.
إبتسمت وهي تضع يدها فوق يده على بطنها قائله:
الدكتورة قالت إن الجنين بخير.
قبل عُنقها قائلًا:
وبالنسبه للغثيان الكتير.
ضحكت قائله:
قالتلى فترة وهينتهي، كمان قابلت أبوي فى السكة، سلم عليا وقال عنده مشاغل.
ضمها قائلًا:
فعلًا تلاقيه مشغول، أنا كمان هنشغل الفترة الجايه لازم المخازن تتنضف، عشان الموسم بتاع الكتان قرب...
توقف آدم وغص قلبه بآسي قائلًا:
كان أبوي هو اللى بيقوم بالمهمه دي، صحيح كنت بساعده بس هو اللى كان بيتابع تنضيف المخازن.
وضعت حنان يديها على وجه آدم قائله:
عارفه الحزن لسه مالك قلبك، بس يا حبيبي الدنيا كده ولازمن نتحمل.
ضمها وتنهد بإسي قائلًا:
فعلًا لازمن نتحمل مفيش فى إيدينا غير الصبر.
❈-❈-❈
بذلك المكان النائي بذلك المنزل الذي يختفي به غيث،صدح رنين هاتفه...قام بالرد ليسمع من يخبره:
سراج سافر القاهرة فى طيارة الضهر.
تنهد بسؤال قائلًا:
تمام كويس أوي وثريا سافرت معاه.
رد عليه:
لاء هو اللى سافر لوحده وهي مخرجتش من دار الست العجوزة.
شعر بإنشراح فى قلبه قائلًا:
تمام الليلة عاوز ثريا تكون عندي فى المكان اللى قولتلك عليه.
سأله الآخر:
طب والست العجوزة.
-متهمنيش إن شاله تقتلها او تحرق الدار اللى يهمني ثريا تكون عندي الليلة.
أعلق الهاتف يضحك يشعر بإنتشاء فلقد إقتربت بداية الإنتقام وثريا أولًا.
بنفس الوقت دلف الى المنزل حفظي الذي جلس على أحد المقاعد يزفر نفسه... نظر له
غيث سائلًا بإستهزاء:
مالك بتنفخ كده ليه، إيه روحت لدكتور التجميل وقالك إن العلامات اللى فى وشك هتفضل لها آثر،أصلها من إيدين ناعمة
نظر له حفظي بغضب قائلًا:
بتتريق، عالاقل أنا مش متخفي وعامل ميت ومراتي على ذمة راجل تاني.
نظر له بإحتقان وصمت قليلًا، ثم تحدث بتحريض:
أنا عندي حل يرجع لينا ثريا وحنان راكعين.
إعتدل حفظي سائلًا:
إيه هو أوعي تقولى أخطف حنان.
ضحك غيث قائلًا:
وليه لاء،وأهو يمكن الخطف يجي بمصلحه والجنين يسقط وترجعلك خاليه،بس قبلها لازمن تتخلص من آدم ودي سهله أوي.
سأله حفظي:
سهله إزاي؟.
أجابه ببرود:
الفترة الجايه هيبقى تنضيف المخازن عشان الموسم الجديد من الكتان،وطبعًا بيبقى فى بواقي قش وعيدان كتان،وماس كهربائى يحصل ينضف المكان،ومعروف إن آدم هو اللى كان بيساعد عمران،يعني هيبقى مكانه فى المخزن.
لمعت الفكره بعين حفظي وتبسم بخباثه، كذالك عين الثعلب الغادر غيث.
❈-❈-❈
بمنزل ولاء
سمعت رنين هاتفها، سُرعان ما قامت بالرد لتسمع حديث الآخر:
رقم الموبايل اللى بعتيه ليا الضهر طلع صاحبه إسمه"ممدوح الحناوي"
صدمه لجمت عقل ولاء وعاودت السؤال بتأكيد:
قولت مين؟.
اكد لها:
"ممدوح الحناوي"
❈-❈-❈
ليلًا
بذلك المنزل الصغير بالفيوم
نظرت نحو باب الغرفه ثم نظرت الى حقيبة الملابس بتذمر قائلة:
مش عارفه هو ملقاش فى الدولاب الهدوم غير دي... كلها قمصان نوم عريانه، ياريت كنت روحت أنا بنفسي وجبت هدوم ليا.
بنفس الوقت دلف سراج الى الغرفه ونظر الى ثريا التى تتحدث بتذمر ضحك على معرفة لسبب تذمرها... رفعت وجهها ونظرت له قائله:
وإنت بتجيب هدوم مكنش قدامك غير دي.
مسك إحد الثياب شبه العاريه قائلًا:
أنا جبت اللى عجبني.
نظرت له بإستهزاء قائله:
جبت اللى عجبك ومش عاجبني، الهدوم دي اساسًا ملبستش منها قبل كده ومستحيل ألبسها، يعني فى دار خالتي رحيمه صحيح كانت هدومها واسعه عليا وقصيرة بس كانت أرحم من دي، عالعموم سهله ألبس بيجامة من بتوعك.
إبتسم وهو ينهض وقف خلفها يضمها يهمس جوار اذنها قائلًا:
بيجامتي هتبقى عليكِ تجنن بس للآسف انا محبتش لنفسي بيجامات مش محتاج لها.
زفرت نفسها بضيق سائله:
وأنا هلبس أيه دلوقتي؟.
ضمها يهمس بحرارة:
مش محتاجه لبس يا حبيبتي.
همسه بتلك النبرة الرقيقه جعلها تجفل لبعض الوقت، أدارها ليبقى وجهها لوجهه كآنه يتحكم بها، بسرعه كان يُقبلها بعشق وشغف، يضمها أكثر لصدره وهي الأخري كذالك راغبه به رفعت يديها تُعانقه، إستمرت شِفاهم بقبلات شغوفه وملحمة عشق تتلاحم بين جسديهم
يلتقي السرج والثري بـ
«عناق عاصف»
🔥🔥🔥
«برهان الغرام»
عِناق عاصف، عصف بكثير من الآلام
لمسات حنونة بشغف همسات رقيقة يهمس بها بحرارة تجعل قلبها يتفتح مثل الزهرة بالربيع حين تستقي الندى... كآنها صبية ببداية صِباها وهي ترا زميلاتها يتهامسن ويتغنجن وانهن أصبحن فتيات يشعرن بالسعادة من نظرات الفِتيان لهن، ومغازلتهن بمرح، رغم أنها جميلة، لم يكن يهوى عقلها ذلك الغنج السافر من بعض الفتيات، لم تشعر بصِباها مثل باقي الفتيات، إنشغالها كان بدراستها، تود أن تنتهي وتعمل بالمحاماة... لترحم أصابع يدها وكذالك اصابع والدتها من وخز تلك الإبر الاتي يقومن بلضم القطع الامعه بألاثواب شبية أثواب الغوازي، رغم أن وقتها كانت تمقت غنخ الفتيات وتعتبره نقص تربية لكن عقلها إختذل تلك المشاعر الأنثوية وأرادت الشعور بها مع رفيق حياتها لكن أغرق تلك المشاعر سيل سطوة زوج قاتل وسادي خائن دمر مشاعرها الأنثوية، لكن...
الآن سراج يسرج يُضئ عتمة الضباب ينتشلها من سيل ذلك الـطوفان يُغدقها بقطرات نهر عذب
ها هي بين يديه راغبة تواقة لتلك المشاعر والاحاسيس الخاصة جعلها تعود بقلب صبية تعيش الحب لأول مرة، أجل أول مرة... بمشاعر بريئة أفضل الهدايا لأحبائكم
قُبلات.. لمسات جريئة... همسات بغنج وإشتهاء مُحبب وعطاء طواعية... وقُبلة إمتنان تنهي تلك العاصفة بضمة غرام من سراج وهو يتمدد بظهره على الفراش يجذبها لصدره يزيح تلك الخصلات عن وجهها الذي أخفته بصدره، تبسم وهو يرفع ذقنها ينظر لوجهها تلاقت عيناهم بحوار صامت، فماذا سيقول أحدهم وهو أخذ البرهان من الآخر...
غفي عقل ثريا وعيناها تنظر نحو سراج
كانت فى البدايه تضجر من أفعاله لا بل كانت تكرهه والدليل كان موافقتها على الزواج منه إنتقامًا لسوء حظ من يقترب منها هي بلا روح
مثل الأرض الجدباء وهو بأفعاله الخسيسة معها انذاك كان يستحق إمرأة مثلها، لكن مع الوقت ومع إقترابها منه ماذا حدث تبدلت مشاعرها بالتدريج معه، من البُغض اصبحت تهواه، حتى العلاقة الحميميه معه لم يجبرها من البداية رغم تواقحه معها، لكن لم يضغط عليها حين استسلمت له كان برغبتها.
تنفست بقوة حين تملك من العقل وحذرها وقلبها يُعارض :
فكري كويس إنتِ إستسلمتي له فى البداية بدون مشاعر...
-لاء مشاعري كانت مش مفهومه.
-ثريا سراج قدم براهين كتير وقالها صريحة إنه بيحبك كفايه خوف وعيشي حياتك سراج هو السند اللى كنتِ بتتمنيه.
هكذا إستراح قلبها وأراح عقلها الذي هدأ ونفض الخوف وهي بحضن سراج التي تشبثت به وهي تضع يدها فوق عُنقه بنعومة، تلمع عينيها بوميض خاص،تبسمت حين إقترب سراج من رأسها ووضع قُبله دافئة بين حاجبيها،ثم عاد يبتسم لها هو الآخر وضمها لجسده،وشعر بعناق يديها لجسده...دفئ منبعه هو قلبه لاول مره يشعر به،حياة عسكريه إختارها بإرادته هربًا من وسط عائلة العوامري
يشعر أن تلك العائلة ظلمت والدته،مازال يتذكر حنانها عليه ولمسة يدها فوق خصلات شعره وهي تُهدئه بعد أن رأي والده ينهرها دون سبب بعقل طفل ثار على والده ذلك اليوم،لكن جذبته والدته وضمته تُخبره أنها هي حقًا المُخطئة،وحتى إن لم تكُن مُخطئه فهذا ليس من شآنه ولابد أن يحترم والده،ذكري كانت بعيدة لكن مازالت مُترسخة فى عقله ... النسر الشارد بإرادته هربً عاد لمهمة لكن يبدوا أن القدر يرسم دائمًا المصير، أجل...
مصيرهُ كان تلك التى تقبع بين يديه يضمها بتملُك وعشق، لو برغبته لألصقها بجسده.. ضحك بإستعجاب
كان فى البداية يظنها حقًا محتالة عنيدة قاسية... لكن هي عكس صفتين فقط
عنيدة.. وقاسيه
بل هي مُتسلمة.. وهشة
لكن حقًا مُحتالة، إحتلت قلبه منذ اللقاء الأول له مع حورية الشمس برغبته سار من ذلك الطريق وقتها
اراد الاقتراب من حورية الشمش ظن أنها قاسية حارقة لكن كان ذلك مجرد شعاع سميك سُرعان ما تلاشي وظهرت حقيقة تلك الحورية
المُتعطشة للندى...شهر بأنفاسها فوق صدره العاري...تبسم سائلًا:
ليه التنهيدة دي كلها.
رفعت رأسها فقط عن صدره بينما جسدها مازال مُلتصق به ونظرت لعيناه بصمت للحظات،وجذبت بعد خصلات شعرها خلف أذنها وأخفضت وجهها تنظر الى حركة عروق عُنقه ثم تفوهت بسؤال:
سراج إنت ليه فسخت خطوبتك من تالين، رغم إن واضح إنها لسه بتحبك كمان بنت لواء فـ....
قاطعها بحركة سريعة كان جسدها مُمدد على الفراش وهو يعلوها بنظرة عين لملامحها المشدوهه بسبب فعلته تنفست بتسرُع وتبسمت قبل أن يضم شفتيها بين شفتاه بقُبلات رقيقة، ثم ترك شفاها ومازال ينظر لوجهها بشغف وجاوبها وأنامله تُداعب عُنقها بحركات ناعمة:
أنا كنت مقرر إنى مش هتجوز أساسًا، خطوبتي من تالين كانت زي ضغط من أبوي،إنى لازم أتجوز وتالين والدها أصله من الصعيد...ضغطت على نفسي إستجبت له بس لما لقيت نفسي مش هقدر أتحمل وأكمل معاها....
توقف للحظة يتذكر فيما فكر وقتها وجعله يتخذ قرار إنهاء ذلك الإرتباط قبل أن يتزوج ويُصبح صورة من جفاء والده مع تالين،مع الفرق والده عشق والدته كما أخبره رغم عدم تقديره لذلك العشق، هو لن يكون مثله ويعيش نفس البؤس مع زوجته الأفضل عدم زواجه، وكان هذا قراره بالفعل... لكن ظهور حورية الشمس جعله يتخلى عن قراره وتزوج بها..
تجولت عيناها على ملامحها وهو يضع إبهامه فوق شِفاها ينلمسها برقة قائلًا:
شغلي فى الجيش له خطورة ممكن فى لحظة...
قاطعته ثريا وضعت يدها على فمه واليد الأخرع عانقته بها... نظر نحو عينياها وتبسم قائلًا:
إنت فكرتي كنت هقول إيه، أنا كنت هقول مين اللى هتقبل جوزها يفضل بعيد عنها طول الوقت فى عمليات عسكريه مع مجرمين وإرهابين وممكن...
قاطعته مره أخري بيدها على فمه وإستطردت هي الحديث:
ممكن يسيبها ليلة فرحهم ويروح عملية عسكرية ويرجع بعد الفجر هدومه كلها دم.
رفع يده وأمسك يدها الذي على فمه وقبلها قُبلات رقيقة ثم نظر لوجهها سائلًا بإستفسار:
أكيد وقتها قولتي ياريت ما كنت رجعت.
تبسمت وهي تومئ برأسها بنعم ولا فى نفس الوقت.
ضحك وهو يومئ برأسه مثلما فعلت قائلًا:
أفهم من كده إيه؟.
رفعت يديها وضعتهما حول عُنقة قائله:
هقولك بصراحه أنا مقدرتش أحدد مشاعري ناحيتك بالظبط... إن كانت كُره ولا غضب بسبب مطاردتك ليا، فاكرة أول مره إتقابلنا فى الشارع قدام دار أمي، أنا عرفتك لآنى شوفت لك صورة مع تالين وقت خطوبتك ليها طبعًا كانوا بيفتخروا بالنسب العظيم اللى جابه سراج العوامري
قصاد...
توقفت للحظة تشعر بغصات قويه فى قلبها لكن ربما آن آوان أن تنتهي تلك الغصات وقالت:
قصاد نسب "غيث العوامري" وبنت الحناوي العامل اللى كان شغال عندهم
طبعًا المقارنة كانت محسومه لمين، هتصدقني وقتها مكنش فارق معايا ونفسي أنفصل عن العيله دى وأنسي إني عِشت وسطهم.
توقفت تتنهد بقبول، وهي تبستم حين وضع سراج إصبعه على أنفها قائلًا:
بس واضح إن قدرك تعيشي وسط عيلة العوامري.
إبتسمت وامأت رأسها قائله بدلال:
غصب عني طبعًا.
ضحك وهو يترك جسده فوق جسدها يُمسد وجنتيها بأنامله قبل أن يُقبل شفاها قائلًا:
غصب ورضا.
أومأت رأسه وهي تستقبل قُبلاته بإشتياق يذهبان لغفوة غرام.
❈-❈-❈
بمنزل ولاء
مازال عقلها لا يستوعب ما سمعته عبر الهاتف...
تهمس لنفسها وهي تصقك أسناتها تكاد تفر من مكانها بسبب عدم التصديق، جلست على أحد المقاعد يكاد عقلها يذهب...، حتى أن عينيها توحشن بوجهها وهي تهمس:
مستحيل
وعقلها يعطي تبرير:.
ليه مستحيل مش يمكن غيث قبل ما يموت خده تحت جناحه...
وتعود للنفي:
مكتش بينهم عمار، بالذات بعد ما ثريا رجعت من المستشفى على هنا...
وتعود للتأكيد:
يمكن كان تمويه عشان
والسؤال:
عشان إيه مستحيل
❈-❈-❈
بذاك المنزل المُتطرف
صدي صفعة قوية،صفعة حقد وخسارة
من غيث لذلك الذي هاتفه قبل وقت قليل وأمره بإقتحام دار رحيمة...
بسبب قوة تلك الصفعة إرتج جسد الإخر للخلف، يترقب بقية رد فعل غيث العاصف بقوة قائلًا:
إزاي دخلتوا لدار خالة سراج ولقتوها فاضيه، إنتم كنتوا نايمين ولا إيه وإزاي خرجوا ومشوفتهمش هو ده التفسير الوحيد، كمان مش قولت شوفت سراج وهو بيركب الطيارة.
أجابه الآخر برعب:
إحنا مراقبين الدار ومحدش خرج منها وأنا بنفسي مشيت ورا سراج من أول ما طلع من الدار بعربيته ودخل المطار مرجعتش غير لما شوفته ركب الطيارة.
بغضب إعصار نظر له لإستهزاء قائلًا:.
لازم نط من الطيارة بالبراشوت،ورحيمه وثريا إتبخروا ولا لبسوا طاقية الإخفا.
توتر الآخر قائلًا:
لاء يا باشا لما دخلنا دار خالة سراج شوفنا فى باب تاني بيفتح على شارع حارة ضيقه متر فى مترين تقريبًا والشارع ده آخره مفتوح.
صُدم غيث ولم يستطع الوقوف فجلس على أحد المقاعد، يُفكر قليلًا... وإهتدى عقله لشك
أيكون سراج علم بأنه مازال حيًا...
نفي عقله ذلك ثم أكد..
ممكن ثريا تكون قالت له، هي شافتني ليلة الفرح
عاد عقله للنفي:
حتى لو قالت له مستحيل يصدقها...
بين التأكيد والنفي زفر غيث نفسه بغضب هادر... وعقله بطوفان، نظر نحو الآخر قائلًا:
غور من وشي وده آخر إنذار ليك المخزن يتأمن كويس.
هرع الآخر هربً، فهو خُلق له عمرًا آخر، بينما ظل غيث يُفكر ويربط رؤيته لـ سراج وهو يدخل بيت والدة ثريا تلك الليلة أطاح بمخططه لتلك الليله فقد كاد ينجح إختطاف ثريا من بيت والدتها كان على يقين أنها مرعوبه بهذا الوقت ، لكن مجئ سراج جعله يتراجع، فكر
أتكون ثريا هى من هاتفته وأخبرته
شك ويقين يملآن عقله
والنهاية أن القرار قد صدر بظهور الشبح الخفي ليسترد ما سُلب منه وأول ذلك هو تلك الخائنة العاهرة... ثريا.
بـإستطبل الخيل
قبل وقت قليل
تبسمت رحيمه لـ آدم وحنان اللذان يقفان جانب تلك السيارة فى إستقبالها إقتربا منها حين ترجلت من السيارة مُبتسمه أمسكت حنان يدها، تبسمت رحيمه وهي تضمها بمحبه، حتى ضمت آدم هو الآخر الذي قال لها:
لو مش كتفي لسه بيوجعني كنت شيلتك، إسندي عليا.
تبسمت له بحنان قائله:
لاء يا حبيبي، وجع رجلي خف الحمد لله بقيت بقدر ادوس عليها، بس بلاش نوقف كتير... كمان الجو هنا هوا بارد جوي... خلينا ندخل لجوه الإستراحة...
شعرت بسعادة حين سمعت صوت إسماعيل من خلفها قائلًا:
آدم مش هيقدر يشيلك بس أنا موجود يا رحومة.
تبسمت له وهو يقترب منه وعانقها ثم حملها ودخلوا الى الداخل حتى وصلوا الى بهو تلك الإستراحة، وضعها إسماعيل على إحد المقاعد إعتدلت تلتقط نفسها بهدوء، ونظرت نحو حنان مُبتسمه تقول بسعادة:
والله وحشاني جوي يا حنان أخبارك إيه والواد اللى جوه ده أخباره إيه... أوعي يكون شقي وتاعبك، أنا عارفه آدم كان أهدى واحد فى ولادي، عمره ما عمل مشكلة مع حد.
إبتسمت حنان وهي تضع يدها على بطنها قائله:
والله تاعبني أوي يا خالتي.
تبسمت رحيمه قائله بتنهيد:
الأمومة مش بالساهل...
لوهله تدمعت عينيها لاحظ آدم وإسماعيل ذلك وجلس كل منهم على مسند مقعدها يربت على كتفها يضمها وقبلا رأسها وتحدث قائلًا:
وإنتِ أحلى واغلى أم فى الدنيا.
رفعت وجهها له بدمعة مُبتسمه قائله بمرح:
زمان عشت مع جوزي عشر سنين مفيش رمضان جه علينا غير وكنت ببقي حِبله فيه، ربنا كان له حكمة، كان شايل ليا خير أكتر، ولاد رحمه أختي، سراج ساعة ما إتصلت عليه وجولت له إنى وقعت على رجلي، مغابش وجت ولجيته داخل عليا ومعاه ثريا بنت حلال كانت تحت رِجليا وتقولى أعملك وأعملك، ربنا بيداوي الجلوب باللى تستحقه وأكتر... بس انا شورت على سراج وقولت له خُد مراتك وروحوا إتفسحوا يومين سوا بعيد عن إهنه، قالي هنسيبك لوحدك، من هنا لهنا قولت له هروح أجعد مع آدم فى الأستراحة بتاع الإستطبل، مش هطيق أجعد مع ولاء اللى يتخسف بها الأرض زي فرعون فى مكان واحد، كفاية إتحملتها لحد ما إطمنت إن ولادي وصلوا لمرحلة كبروا وبقوا يعرفوا الصح من الغلط والحمد لله ربنا هداهم والتلاته أجدع من بعض، بس الواد إسماعيل عقله طاقق شوية بس يتحب، ربنا يهدي له الحال مع مراته هي بِت حلال بس أبوها عنده شوية غباء، بس أكيد مش هيفرح لو بِته خابت.
اومأ لها إسماعيل موافقًا...نهضت واقفه تقول:
أنا ماليش فى السهر خدني يا إسماعيل للأوضة اللى هنام فيها... يلا تصبحوا على خير.
رد عليها آدم وحنان بينما إصطحبها إسماعيل الى إحد الغرف، إبتسمت له بحنان وهي تجلس إعتدلت على الفراش ومددت ساقيها بمساعدة إسماعيل،جذبته قائله:
تعالى نام على رجلي حاسه بيك.
وافقها إسماعيل وبالفعل تسطح على الفراش واضعًا راسه على ساقها وهي تربت على رأسه بحنا شعرت بتنهيدته قائله:
بص يا ولدي أنا مش مع اللى عمله أبو قسمت،أنا شوفت الموقف اللى حصل ولاء غِلها وحقدها كافين أوي،من زمان وأنا فهماها قولتها لـ رحمه فى يوم العيله دي كانت عاوزه واحدة شرانية زيي مش فى طيبتها.
ضحك إسماعيل وقبل يدها قائلًا:
أحلى شرانية،ياريت كل الأشرار زيك.
تبسمت له وأكدت ذلك بمرح:
زمان ولاء مكنتش بطيقني ولا انا بطيقها لله فى لله،المهم حبت تعمل حركة جدعنه وإنها هي الحنونه العطوفه اللى هتربي ولاد أخوها الايتام،فكرت إنها تطردني،قومت جبتها هي وعمران وجولت له إنت لو حرمتني من ولاد أختي أنا هحرمك من دخول الجامع بيت ربنا،همشي وراك زي المخبرين وكل جامع تدخل فيه هفضحك وأقول عاوز يحرمني من ولاد أختي مش كفاية جاب لهم مرات أب،بس الشهادة لله فهيمه كانت زي رحمه مغلوبه على أمرها هدخل وراك الجامع، قام خاف، أو مش خاف قال ياخدني على هوايا ووافق يسبني أبجي معاكم بس بشرط أجعد معاكم فى الدار وافقت هو عمره ما صرف عليا مليم،ربنا يرحم چوزي عِشت فى خيره وربيتكم وعيشتوا فى خير أبوكم...كل أب يا ولدي عنده ضناه غالي،صحيح أبوقسمت عنده تحكمات زايدة بس فى النهايه خاف على بِته متبقاش قاسي،كمان متبقاش خرع وعرفها غلطها وسامحها،عشان ده يرتاح.
أومأ إسماعيل موافقًا يبتسم حين شعر بيدها فوق قلبه، ونهض عن ساقها وتمدد جوارها قائلًا:
الإستراحه مفيهاش غير أوضين نوم، آدم ومراته فى أوضه ومش ههون عليكِ أنام فى الصاله.
تبسمت له بحنان قائله:
لاه مش هتهون عليا، بس لو إتشاقيت ورفست برجليك زي زمان هنيمك عالأرض.
إبتسم وهو يغمض عيناه بإرهاق قائلًا:
لاء إطمني أنا هلكان طول اليوم مهصدق أحط دماغي ومش هتحرك من مكاني.
تنهدت براحه وهي تتعدل نائمه على الفراش تشعر بإكتمال امومتها ونسانيتها التى لم تفقدها بمرارة ما مرت به يومًا من فُقدان كان دواءًا مر ليشفي قلبها بعد ذلك بأبناء أختها.
❈-❈-❈
بعد مرور أسبوع
بالمركز الرياضي
كان جسار يعكف على تمرين بعض الأشبال بخصوصية كي يرفع من كفائتهم وقدرتهم البدنية كي يجهزوا لإحد البطولات المحلية منشغل معهم، لكن تبسم لوهله حين تذمر أحد الاشبال قائلًا:
كابتن إيمان عندها رحمه شويه إمتي ترجع للتمرين.
خفق قلبه ببسمه قائلًا:
واضح إنه فرهود يا كابتن والكارتيه رياضة عنيفه محتاجه أبطال قلبهم قوي وشجاع.
واقفته تلك التى دخلت الى حلبة التمرين قائله:
فعلًا اللى بيقوله كابتن جسار مظبوط،الرياضة محتاجه شُجعان، وبدل ما تتذمر من التمرين بطل مشاغبة فى الشوارع مع أصحابك وتستقوي عليهم وتجي التمرين تفرهد.
شعر بالخزي فتنحي جانبًا يقول:
أنا مش بستقوي على صحابي أنا سمعت كابتن جسار مره أتكلم مع حضرتك إنه كان فى ماتش "قتال شوارع" وهما اللى إستفزوني أضربهم.
زفرت إيمان نفسها وهي تنظر نحو جسار بلوم وعنفت ذلك الطفل قائله:
أولًا التصنُت عيب، كمان "قتال الشوارع" ده أسوء شئ إنك تستقوي بقوتك، وكمان وقتها شوفت الكابتن جسار كان متشلفط ومكسر كمان يعني شئ زي ما بتستقوي فى غيرك بيستقوي عليك ومش كل مره هتبقي كسبان ودلوقتي بطل رغي وعقابً لك هتلف التراك حوالين النادي لمدة عشر دقايق جري وهقف فى الشباك أتابعك.
تذمر الفتي وغصبًا من نظرة عينيها عليه تنفيذ ما قالته... بالفعل ذهب ينفذ ذلك، توجهت نحو ذلك الشباك ووقفت خلفه، تنظر للفتى، بينما أعطي جسار للبقيه إستراحة لمدة دقائق وذهب نحو ذلك الشباك وقف جوار إيمان التى زفرت نفسها قائله بلوم:
شايف تأثيرك على الأشبال.
إبتسم قائلًا:
والله ما كان قتال شوارع، ده كان مهمة قتال عصابات... تعرفي إنى مبسوط وكان قلبي حاسس إنك هتجي للنادي النهارده، تركت النظر لذلك الفتي ونظرت نحو جسار للحظات ثم إستحت وعادت تنظر الى الخارج، وأجابته:
أنا مكنتش هاجي على فكرة، بس صدفة قابلت مدير النادي وأنا راجعه من الجامعه وقالي إنك من كنت سافرت من أسبوع لمدة يوم ورجعت بسبب إن فى بطولة وفى أشبال من النادي هتدخلها... قولت يمكن كنت مسافر لحاجه مهمه، وإنك ممكن تكون محتاج لمساعدة إنى أدرب الاشبال.
إبتسم بغرور قائلًا:
فعلا كنت سافرت ليوم تقريبًا، بس مش محتاج مساعدة فى تدريب الأشبال أنا عندي كفاءة عاليه.
نظرت له بسخط وحنق... ضحك قائلًا بإفتخار:
أنا معايا بطولات عالمية مركز أول كمان،ممكن أسألك سؤال.
زفرت بحنق أجابته بإختصار:
لاء.
ضحك بإصرار سائلّا بمدح:
أنا شايف إن مستواكي عالي فى التدريب، ليه مفكرتيش تدخلي بطولات عالميه، بالذات إنك من عيلة ميسورة يعني المصاريف مش هتبقي عقبه لذلك.
أجابته:
أنا واخده الكارتيه هوايه مش إحتراف، كمان أن بحب التدريب أكتر ومش فى دماغي أدخل بطولات رغم إنى بجيب فيديوهات لأكبر مدربين الكارتيه وبنفذ الحركات بكل سهوله،تعرف أنا كان مجموعي يدخلني جامعه أعلى من كلية التربيه بس أنا بحب التدريس،وعارفه ممكن تضحك عليا وتقولى هتبقي مدرسة ألعاب،بس لاء هبقى مدرسة فى الجامعة.
نظر لها بإعجاب شديد،فلو أخرى مكانها كانت فضلت الدلال بسيط عائلتها،لكن تلك شبية أخيها "مقاتلة"كيف يُخبرها أنه مُغرم بها فهذه اللحظه... بينما هي الأخري هنالك نظرات عيون بينهم كيف تُخبره أنها جائت اليوم لإشتياقها له.
أعلق جسار الشباك ثم نظر لـ إيمان وتنحنح :
العشر دقايق خلصوا وزمانه راجع يكمل تدريبه، إيمان فى موضوع مهم عاوز أتكلم فيه معاكِ بس مش هينفع هنا، لو ممكن نتقابل فى أي مكان إنتِ تختاريه.
خفق قلبها بحِيرة وأومأت برأسها موافقه، تسمرت عيناهم للحظات يتطلعان لبعض بشعور خاص، سُرعان ما تبسم الإثنين حين نظر نحو مدخل صالة التدريب حين رأيا ذلك الفتي يدخل لاهثًا وجهه أحمر كذالك شبه خارت قواة... إقترب منه زملاؤه لكن نظرة تحذير من إيمان جعلتهم ينفضون خوفً أن يتعاقبوا مثله كذالك نظرة جسار لهم
ثم عاد ينظرا لبعض ليندفعا بالضحك وهما متوافقان لأول مره.
فى وقت عودته من المدرسه كالعادة قبل أن يذهب الى منزله يمُر على
بتلك البقالة الخاصه بالعم فتحي،إقترب وقبل أن يُلقي السلام رأي رغد تقول بصوت عالى نسبيًا:
إنزل من على السلم وانا اللى هطلع أرض البضاعة عالرفوف وإنت ناولني العلب،إنت مفيش منك مصلحه عاوز تجري تلعب مع اصحابك ومش مهم ترص البضاعه غلط وتقع فوق دماغنا وتبوظ.
بتذمر إستسلم ذلك الفتي ونزل من على السلم قائلًا:
أهو نزلت إما أشوف هترصيها إزاي.
نظرت له قائله:
هتشوف وياريت تتعلم وشيل اللعب من دماغك إنت مبقتش صغير والمفروض تريح أبوي.
سخط منها الفتى وبدأ فى مناولتها بعض العلب كانت تصفها بطريقة صحيحه، تبسم ممدوح قائلًا:
فين عم فتحي ومش عاوزين مساعدة أنا فاضي.
خفق قلب رغد ونظرت نحوه،كذالك الفتي تبسم لـ ممدوح وإستغل ذلك قائلًا:
أنا كنت مواعد أصحابي هنروح نشوف زميل لينا عيان،تعالى ناول رغد العلب وأنا هروح لاصحابي قبل ما يوصلوا لهنا ورغد تطردهم زي العادة.
لم ينتظر وفر هاربًا.
علت رغد صوتها قائله:
إستني عندك...
لم يسمع منها وذهب مُسرعًا،ضحك ممدوح بينما تذمرت رغد،لكن عاود ممدوح سؤاله:
فين عم فتحي؟.
أجابته:
أبوي راح يشتري بضاعة وانا قولت أساعده وأرص البضاعه دي عالرفوف،بس زي ما انت شايف أخوي هرب،وهضطر أنزل ...
قاطعها ممدوح وهو يدفع ذلك الباب الصغير ودخل الى داخل البقاله قائلًا:
خليني أساعدك.
خفق قلبها بشدة واومأت له ببسمة موافقة، بالفعل بدأ فى مساعدتها فى وضع العلب على الرفوف، حتى إنتهيا... نزلت رغد من فوق السلم، بتلقائيه من ممدوح مد يده لها، بحياء منها مدت يدها له بمجرد أن أصبحت على الارض جذبت يدها من يده، وقفت أمامه لحظات صمت ولو كان همس القلوب يُسمع لاخبر كل منهم مدي تقديره لأهميو الآخر، بنفس الوقت قطع ذلك الصمت تلك السيدة التى دلفت تسأل:
الحج فتحي فين؟...يا مشاء الله مين ده كمان اللى واجفه معاه چوه الدكان.
توترت رغد،بينما تلك السيدة بحقد وبصوت أعلى تود جذب الماره :
الحج فتحي فين وسايب الدكان زي التكيه للى يدخل يوقف مع السنيورة ويبصوا لعنين بعض و...
قاطعها فتحي من خلفها:
أنا أهو موجود،والدكان مش تكيه،وبنتِ مش واقفه مع حد غريب،ده الأستاذ ممدوح خطيبها.
شعرت السيدة بغضب أقوي قائله بإستهجان:
ده اللى بنتك رفضت إبني عشانه
يلا يبقى يا خدها ويقعد فى خزانة الفراخ.
نظر لها ممدوح وكاد يتحدث لكن إشارة يد فتحي له جعلته يصمت ورد فتحي:
وماله لما ياخدها ويعقدوا فى خزانة الفراخ المهم يصونها ويقدر قيمتها مش يسترخص ويقلل من قيمتها ويعيشها فى عذاب وفى الآخر يرميها ويقول شغل سنه وراح.
غضبت السيدة وغادرت بينما نظر ممدوح لـ فتحي بذهول ضحك فتحي قائلًا:
الست نجيه طلبت إيد رغد مني وانا وافقت ويشرفتي نسبك يا ممدوح،بس ليا شرط.
خفق قلب ممدوح بتسارع وظن أنه سيطلب منه شئ فوق طاقته سائلًا:
إيه هو شرطك إنت عارف إمكانياتي.
أجابه:
الشرط إنك تبطل تبقي مُتخاذل.
❈-❈-❈
على تلك المياة العذبه بـ شلالات الفيوم
كان سراج وثريا يسيران بالاعلى كادت قدم ثريا أن تنزلق لكن بسبب تشبثها بيد سراج جذبها نحوه وضحك... تذمرت وهي تنظر له قائله:
الصخره بسبب الميه بقت ناعمه وبتزحلق.
ضحك وهو يضمها يكملان سير الى أن وصلا للناحيه الاخري جلسا على صخرة، ضمها سراج تبسمت له وهي تضع رأسها على كتفه، تنهد سراج قائلًا:
للآسف الوقت بيمُر بسرعه وهنرجع المسا لـ دار العوامري، أكيد هلاقي مشاكل قد كده، أنا حكاية كبير العيله دي مش مبلوعة عندي وكلمت آدم وقولت له إنت بتفهم فى الشؤون دي أكتر منى، رفض وقالى إنت الكبير.
إبتسمت ثريا وهي تضم يد سراج بين راحتي يدها قائله:
آدم عنده حق، وإنت قد الشؤون دي بغض النظر إن طبع العسكريه متوغل فيك وأوقات مش بتفكر وتتسرع فى القرار.
نظر لها سائلّا:
قصدك إيه؟.
أجابته وعينيها تلمع ببسمه:
أفتكر كويس بداية تعارفنا لما نزلت تهددني فى قلب الأرض، وبعدها النسوان اللى خطفوني، أسلوب تسرع، كان سهل ترسم عليا الحب يمكن كنت قبلت ولينت معاك.
ضحك وهو يضمها قائلًا:
لكل شئ تفسير يا ثريا ولما يجي وقته هتعرفي أنا ليه عملت كده... دلوقتي لازم نرجع لدارنا.
❈-❈-❈
بمكان صحراوي قريب من الجبل
ترجلت ولاءمن سيارتها وذهبت نحو تلك السيارة الاخري التي تقف قريبًا، فتحت باب السيارة ودخلت
جلست جوار عادل الذي سألها:
ها إيه آخر الاخبار عندك وصلتي لمكان البضاعه وعرفتي مين هو الشبح الخفي؟.
أجابته:
للآسف لاه... الموبايل اللى اتبعت منه الرساله زي ما قولت لك قبل إكده ده لـ أخو مرات غيث اللى هي مرات سراج دلوق... وبقالي أسبوع مراقبه ممدوح ومفيش أي شئ غريب ده من المدرسه اللى بيشتغل فيها للدار، واوقات القهوة اللى كان بيشتغل فيها قبل إكده، انا فكرت إن ممكن غيث يكون جنده قبل ما يتقتل، بس اتراجعت مستحيل... ده كان بيكره غيث وشوفت غيث هدده فى الوحدة الصحيه... ده ملعوب أكيد.
تنهد بنرفزة وترجل من السيارة وهي خلفه قائلًا بإستفسار مُستهجن:
تمام هو ملعوب بس مين اللى وراه لازم تعرفي باسرع وقت،لأن خلاص زهقت من أعذارك واضح إنك كبرتي ولازم يبقى فى كبير غيرك...وزي ما خدتي إنتِ مكان إبن عمك بعد قتله ،سهل أجيب غيرك.
إرتعبت بإرتباك قائله:
أكيد هعرف مين الشبح الخفي، هي مسألة وقت، كمان سهل أحبط ملعوب الشبح وقتها ممكن يكشف نفسه؟.
أجابها بسؤال:
وده إزاي بقى؟.
أجابته بترقُب:
نقتل ممدوح.
نظر لها بغضب قائلًا:
زي زمان ما قتلتي أبوه لمجرد شك... وفى الآخر طلع الجاسوس شخص تاني، قدامك أسبوع ولو موصلتيش للشبح الخفي ده أنا اللى هتصرف وأشوف غيرك يبقى مكانك هنا.
❈-❈-❈
بذلك البيت
نظر غيث الى تلك الصور عبر الهاتف تكشف بوضوح ولاء هي وعادل وهما بالسيارة معًا كذالك حين ترجلا سويًا ضحك بصخب قائلًا:
والله وعرفت إن حاميها هو حراميها يا سيادة اللواء، أكيد زمان هديتي الخاصه وصلتك...
كده مبقاش فى داعي إن الشبح يفضل مُتخفي، لازم يظهر ويزرع الرعب... ويسترد كل اللى كان من حقه.
توقف ثم تنهد بقوة وهمس بغضب ساحق:
ثريا.
❈-❈-❈
ليلًا
بـالفناء أمام دار العوامري ترجل سراج من سيارته، وذهب نحو ثريا أمسك يدها تبسمت له وهو يجذب يدها يتجهان الى الداخل
لحظات
ودخلا الى داخل الدار مازال يضم يد ثريا التى تشبثت بقبضة يده الدافئة، نظر نحوها بتلقائيه وتبسم لها، بادلته البسمه ببسمة تأكيد أنها لن تضعف مرة أخري تتخلى عن مكانتها كزوجة"سراج العوامري" كبير العائلة... بذلك الوقت كانت ولاء تتحدث بتجبُر وعجرفة وتعالي مع عدلات التى بمجرد أن رأت ثريا وسراج يدخلان تركتها ولم تُبالي وذهبت نحو ثريا تُرحب بعودتها بحفاوة تُخبرها بمكانتها التى تستحقها
بينما ولاء شعرت بغضب شديد ونظرت نحوهم بقنوط تشعر بإعصار يضرب رأسها وقلبها غِلًا وحقد،غضب عاصف لو أطلقت أنفاسها فقط ربما تعتصر ثريا تسحقها مثل ورقة شجرة جافة، كذالك سراج ذلك المُتمرد
تعلم بيقين أنه يبغضها منذ صِغره حاولت جذبه إليها بطُرق كثيرة لكن فشلت كان كإسمه سراجً يُحلق بعِصيان كالنسر الثائر يجوب بالسماء، يهبط للأرض فقط لإصتطياد فريسته... لكن هي ليست فريسة بل صائدة مُخضرمة... نظرت لهما بإستهجان وإقتربت منهما بغضب قائله:
أخيرًا رجعتوا من شهر العسل، بس مش شايف إن ده مكنش وجته إن يبجي أخوي لساه ممرش على موته أربعين يوم وإنت واخد مراتك اللى سابتك ومحترمتش موت أخوي ورايح تفسحها وتصالحها.... مش عارفه فين نخوتك وحزنك على أبوك... ولا هلومك ليه ما ثريا زي الخيه بتلعب بعقولكم فى الاول كان غيث ودلوق إنت...
قاطعتها ثريا ببرود وهي تتمسك بيد سراج قائله:
إحترمي نفسك وإنتِ بتتحدتي معاي، سبق وقولتلك مكانتي إهنه أعلى منيكِ، تلتزمي حدودك بعد إكده تتحدتى وياي على إنى مرات
"سراج العوامري"
كبير عيلة العوامري،أنا منستش اللى عملتيه فيا إنتِ وأختك قبل إكده.
إرتبكت ولاء وقالت ببجاحه:
واضح إنك نسيتي أنا مين بس العيب مش عليكِ العيب على سراج اللى واقف يسمع وساكت، سايب حُرمه تتحكم فيه، لو كان غيث....
قاطعها سراح بنهي:
عمتي كفايه، من إهنه ورايح حديتي انا اللى هيمشي على الكبير قبل الصغير فى عيلة العوامري.
تهكمت ضاحكه بإستهزاء:
وه... لساك بتعرف تتحدت بالصعيدي أنا جولت نسيت لغوتنا.
أجابها بإغاظه:
لاه منستهاش يا عمتي ومن إهنه ورايح زيك زي بقية حريم العوامريه أخرك بيت جوزك هو اللى تتحكمي بيه إهنه فى حريم ولاد
عمران العوامري وده بيتهم وهما اللى يتحكموا فيه، واولهم ثريا مراتي.
غضب ساحق لو تركت لعقلها التنفيذ لقتلت سراج فى الحال بيديها دون رآفه
ندمت أنها لم تنفذ قتله منذ ان عاد لهنا...
بينما ثريا نظرت نحو سراج وتبسمت وهي تضم يده ليدها بلمعة عين
بادلها نفس البسمه يضغط على يدها بقوة وذلك كان...
«برهان الغرام»
🔥دمتم ساالمين 🔥..
الفصل السادس والثلاثون والسابع والثلاثون من هنا