رواية سراج الثريا الفصل السادس والثلاثون 36 و السابع والثلاثون 37 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية سراج الثريا 

الفصل السادس والثلاثون 36 و السابع والثلاثون 37

بقلم سعاد محمد سلامة


تمسك بها وسط العاصفة» 

مضى أكثر من عشر أيام

يوم شتاء دافئ

صباحً

فتح سراج عينيه وقع بصره على تلك الغافية جواره تبسم حين وقعت عيناه على تلك العلامات الداكنه حول عُنقها وجزء من صدرها ظاهر بسبب إزاحة الدثار عنهم 


تذكر لحظات عشقهم ليلة البارحة كذالك إلحاحه عليها بإرتداء أحد تلك القُمصان الشبة عارية وهي ترفض بخجل بصعوبة أقنعها ترتديها  كهدية منها له فى ذكرى مولده... كم كانت فاتنة بذاك الزي ذو اللون الأخضر الامع  مثل ورقة شجر يانعة ضحك على خجلها وتذكر كم كانت واقحة فى بداية تعارفهما عكس تلك التى تزم طرفي ذلك المئزر الحريري القصير الذي بالكاد يغطي فخذيها... إقترب منها يضمها يُغدقها بقُبلاته التى إنسجمت معها ونسيت ذلك الرداء وتجاوبت مع غرامه وهيامه بها وليلة تُضاف لليالي الغرام الهادئة.. 


بقصد منه تعمد وضع قُبلة قويه على كتفها العاري، شعرت بأنفاسه الدافئة كذالك تلك القُبلة جذبت كتفها وتأوهت بخفوت، إبتسم على ذلك وعاود نفس القُبلة، إبتعدت ثريا بقليلًا كذالك أعطت له ظهرها، ضحك وإقترب منها يضمها يضع يده على خصرها وهي نائمة ثم همس جوار أذنها: 


صباح الخير يا حبيبتي مش كفاية نوم. 


تنهدت بنعاس وجذبت الدثار على كتفها قائله: 


سراج سيبني أنام. 


حاول إزاحة الدثار  قائلًا: 


إصحي بقينا الساعة تمانيه ونص. 


تشبثت بالدثار قائله: 


إن شاله تبقي عشره سيبني  أنام. 


إبتسم  بمشاغبة قائلًا: 


مفيش وراكِ قضايا فى المحكمة النهاردة ولا إيه؟. 


أجابته بنعاس: 


لاء معنديش قضايا. 


إبتسم  وهو يضمها: 


مش المفروض  إنك مرات الكبير، ومرات الكبير لازم تهتم بيه وتحضر له فطور وتشوف طلاباته. 


إشرآبت براسها تنظر له بنُعاس تتثائب قائله: 


لاء مرات الكبير المفروض ترتاح وفى شغالين فى الدار يشوفوا طلاباتك، سيبني أنام. 


ضحك وهو يُقبل وجنتها قائلًا: 


طب احتياجاته الشخصيه مش ملزومه من مرات الكبير. 


تنهدت بلا حيلة وإستدارت له وفتحت عينيها قائله: 


سراج  بلاش إزعاج أنا مش هقوم من عالسرير أنا حاسه جسمي كله بيوجعني،كمان أنا قررت أخد راحتي فى النوم النهارده  بما إني فاضيه ومش ورايا قضايا وأي حاجه محتاج لها عندك شغالين فى الدار. 


تبسم وهو يقترب يضع قُبله على جانب شفاها كاد يضم شفاها لكن عادت رأسها للخلف تُغمض عينياها قائله: 


سراج... 


لم يُعطى لها فرصه للإعتراض وقبلها هائمًا 


ثم ترك شفاها قائلًا بمغزى: 


بس اللى محتاج له عندك إنت بس يا حوريتي.


فتحت عينيها بإتساع مذهولة حين ترك شفاها ينظر لوجهها مُبتسمًا يقول بصدق: 


مالك مذهولة كده ليه؟. 


نفضت الذهول قليلًا وسألته: 


قولت إيه؟. 


نظر يتشرب من ملامح وجهها المذهوله وأعاد قوله بمراوغه: 


قولت اللى محتاج  له عندك إنتِ... 


توقف ينظر لملامحها المُترقبه عبث بمرح وأكمل بخباثه: 


عندك إنتِ بس. 


لوهله سئمت ملامحها غص قلبه ثم تفوه أمام شفتيها بصوت أجش: 


حوريتي. 


لمعت عينيها وإتسعت بسمة شفاها وهي ترفع يديها تحاوط عُنقهُ،إتسعت إبتسامته هو الآخر وهو يُشرف على جسدها بجسده مُقبلًا وجنتيها ثم ذقنها وأسفل عُنقها ومقدمة صدرها حاولت ثريا دفعه بأنفاس مسلوبة قائله: 


سراج مش عندك شغل مهم ولازم تخلصه قبل....


قاطعها يلتقط شفتيها بقُبلات عاصفة، تجاوبت مع قُبلاته رغم قوتها كآنها إعصار يعصف بالماضي يرسم حاضر مُميز تعيشه بين يديه فى دقائق مُفعمة بالعشق، تشعر كآنها نبته تُزيح الرمال وتترعرع بخضار... هو كذالك كان سرجًا مُضيئ بقوة لكن ليس غاضب بل يُشع ضياءً للقلب.


بعد تلك الدقائق المُنعشة اللذان غابا فيها عن الوجود إنتهت العاصفة بُقبلة شفتيهم،إنزاح سراج عنها نائمّا بظهره فوق الفراش جذب جسدها لتتوسد صدره يضمها بين يديه يُقبل جبينها منتشيًا بسعادة وهو يشعر بأنفاسها الصاخبه على صدره حتى هدأت رفعت رأسها تنظر الى وجهه تلاقت عيناهم تبسم لها وهو يشد فى ضمها تبسمت هي الأخري تضع يدها فوق صدره ورسمت بأناملها عِدة حروف تبسم قائلًا:


بحبك.


رفعت رأسها ونظرت له تهز راسها بنفي...فضحك قائلًا:


يبقى بعشقك.


هزت رأسها بنفي أيضًا.


ضحك فعادت تخط نفس الحروف فوق صدره 


تبسم قائلًا:


سراج.


أومأت رأسها ببسمه موافقة... ضمها تتفست على صدره قائله: 


كنت ناويه أكمل نوم للضهر، متنساش المسا قراية فاتحه ممدوح. 


ضمها مُبتسمًا يقول: 


مش ناسي... 


رفعت رأسها  ونظرت له قائله: 


أنا مقدره حُزنك على والدم، وعارفه إنه مش وقت حاجه زي دي، بس دي قراية فاتحه بس وهتبقي عالضيق في بيت عم فتحي بعد العشا لو مش.... 


قاطعها وهو يُقبل رأسها قائلًا: 


فاهم يا ثريا، وممدوح زي أخويا وزي ما بيقولوا الحزن فى القلب. 


اومأت له تشعر بغصة من ملامح وجهه التى تبدلت،لا تعرف دون درايه منها أو هكذا أراد قلبها حين وضعت قُبله فوق موضع قلبه، ثم رفعت رأسها ونظرت له تبدلت ملامحه، كآن تلك القُبله ضمادًا وضعته فوق جرح قلبه. 


❈-❈-❈


بالقاهرة 


بـ ڤيلا بمنطقه راقية 


بذلك المكتب دلف إحد الخادمات بيدها مُغلف كبير قائله: 


صباح الخير  يا عادل باشا، فرد من الأمن اللى على البوابة عطاني الظرف ده وقال للباشا. 


أخذ منها عادل المُغلف مُندهشًا بذوق قائلًا: 


تمام إعملى لى فنجان قهوة. 


ذهبت الخادمة بينما جذب عادل مبضعًا صغير وغرسه بالمُغلف قام بفتح جزء صغير وضع المبضع ثم أكمل فتحه كان هنالك مُغلف آخر أصغر غير مُغلق،فتحه وسُرعان ما ذُهل من تلك الصور،برد فعل تلقائى ضغط بقوة على ذلك المُغلف شعر بملمس شئ صغير صلب،فتح المغلف وأخرج ذلك الشئ الصلب كان "فلاشه صغيرة"، نظر لها بفضول، ألقي المغلف بالصور وجذب هاتفه الخاص وضع تلك الفلاشه بالهاتف، سُرعان ما زاد ذهوله وهو يرا فيديو خاص له وهو برفقة ولاء بذلك المكان، أكمل مشاهدة الفيديو لينصعق وهو يرا ذلك الهجوم على مخزن وقتل الرجال من ثم سرقة محتويات المخزن بأكملها، ظهور رجل من ظهره يستند على عكاز...ثم رفع  رأس ذلك العكاز ليظهر بوضوح رأس ثعلب الملتصقه برأس العكاز... شعر بغضب جم، وهو يُفكر، عاد جذب الصور مره أخري يتأمل فيها من وجهها وظهرها، كما توقع هنالك رساله خلف إحد الصور 


رسالة تهديد مباشرة 


" تفتكر لو نسخه خاصه من الصور دي وصلت 


لـ....، وصلت لـ "سراج العوامري" أبو نسب السابق... لو عاوز تعرف أنا مين هتلاقي رقم موبايلي فى ضهر صوره من الصور، هرد عليك لو كنت فاضي أو حسب مزاجي يا باشا. 


بغضب هادر عاد يفر خلف الصور بتركيز حتى رأي تلك الارقام المصفوفه 


جذب هاتفه وقام بكتابة تلك الأرقام وظل ينظر الى الهاتف منتظر رد، لكن لم يأتيه، ألقي الهاتف على الطاولة، بنفس الوقت دلفت الخادمة بالقهوة رأت عصبيته وهو يأمرها: 


مين الحارس اللى عطاكي الظرف ده. 


أعطته إسم الحارس ثم غادرت، جذب هاتف أرضي وقام بإتصال حتى سمع رد الآخر وقال بأمر لرئيس الحرس: 


تعالى لى دلوقتي مكتبي ومعاك الحارس اللى إستلم الظرف. 


أخفي الصور والفلاشه بأحد أدراج المكتب ولم ينتظر سوا


ثواني وكان رئيس الحرس ومعه ذلك الحارس يدخلان الى المكتب... نهض من خلف المكتب بعصبيه سائلًا: 


مين اللى عطاك الظرف ده. 


أجابه الحارس: 


ده شخص كان راكب موتوسيكل وقال الظرف ده مهم للباشا نفسه، وأنا حطيت الظرف تحت جهاز الإنذار قبل ما أعطيه لرئيس الحرس. 


نظر نحو رئيس الحرس الذي وافق الحارس سائلًا: 


ده اللى حصل يا أفندم.


أشار عادل للحارس بالإنصراف قائلًا: 


عاوز سجلات الكاميرات وقت ما إستلمت الظرف ده. 


اومأ الحارس ثم خرج، بينما نظر رئيس الحرس فى آثر الحارس حتى غاب عن عينيه ثم عاد ينظر الى عادل سائلًا: 


خير يا باشا. 


زفر عادل نفسه قائلًا: 


مش خير، قولى إنت واثق من الحارس  ده. 


أجابه بإستفسار: 


واثق فيه يا باشا ده من كان من أكفأ الحُراس اللى إدربوا عندنا فى شركة الحراسات الخاصة...بس خير إيه اللى فى الظرف ضايق سيادتك أوي كده.


بثقه فتح عادل درج المكتب وجذب تلك الصور وألقاها فوق المكتب،جذبها الآخر وبدأ ينظر لها ثم سأله بإستفسار:


فيها إيه الصور دي يا باشا،يعني عشان سيادتك مع ست فى الصور، واضح إنها بمكان مفتوح كمان إنت والست واقفين بعيد عن بعض. 


تنرفز عادل وجذب إحد الصور قائلًا: 


الصور دي جايالى من الصعيد، وفى صوره فيهم أهي مكتوب علي ضهرها رقم موبايل، عاوزك تعرفلى تحركات الموبايل ده، ومين صاحبه قدامك ساعة. 


أومأ له رئيس الحرس  موافقًا، وغادر، بينما ظل عادل يعاود النظر فى الصور بتمعُن وأعاد الفيديو بتمعن عله يرا أي ثغرة... وقد كانت الثغرة


"رأس الثعلب" 


عاود لرأسه حديث سابق وقديم مع ولاء 


حين أمرها بقتل.... 


صدح لرأسه مقولتها آنذاك


"ده عامل زي التعلب المكار اللى بيرقد لفريسته، ولازمن نتخلص منه قبل ما يغدر بينا" 


هو... هكذا رجح عقله جذب هاتفه سريعًا وقام بإتصال  برقم خاص... سرعان ما سمع الرد كان السؤال: 


قوليلي فاكر إن كان في شخص طلبتي الإذن بقتله من حوالي سنتين ده كان قريبك، كان إسمه إيه؟. 


أجابته بتوتر: 


غيث العوامري. 


أغلق الهاتف دون إنتظار، وفكر وفكر... وجحظت عيناه يرفض عقله... مستحيل.


بأحد الاماكن القريبه من الصحراء 


أعطي  جسار زجاجة مياة لـ سراج إرتشف منها القليل ثم أغلقها وأعطاها لـ جسار مره أخري ثم تحدث: 


المعلومات  اللى وصلت لينا لحد دلوقتي فيها ثغرة ناقصه، لو الثغرة دي وصلنا لها يبقى وصلنا للعقل المُدبر اللى مش مشغل الشبكه هنا،متأكد إن الشخص ده له مركز كبير.


أومأ جسار موافقًا،ثم قال:


التحقيقات فى الهجوم اللى حصل...


توقف للحظات ثم أكمل:


ليلة فرح أخوك،العربية زي ما توقعنا مسروقه وصاحبها كان مبلغ من فترة كمان فى حاجه لاحظتها فى التحقيقات الكاميرات اللى قدام القاعة صورتها أثناء الهجوم الكاميرات دي كانت عطلانه مش شغاله من بعد المغرب،رغم إن مدير القاعه قالى إن ملاحظش انها مش شغاله،والا كان طلب الصيانه،لان الكاميرات دي بتساعد مصورين الفرح بياخدوا منها مشاهد كدعاية لإسم القاعة.


تسائل سراج:


معني كده إن كان فى ترتيب عالي،تمام والمخزن الجديد اللى إتنقل فيه الآثار طبعًا تحت مراقبتك،مش عاوز أي ثغره متأكد إن الوقت قرب جدًا.


أومأ جسار قائلًا:


أنا متابع بنفسي وفعلًا واضح إن الميعاد قرب،لآن الحراسه كانت قليله ورجعت زادت عالمخزن.


تنهد سراج ينظر أمامه وسمع حديث جسار:


العمليه دي مهمة جدًا،تقريبًا أكبر كمية آثار ومخدرات هتم هنا،بس متأكدة المفاجأة بتاعتنا هتبقى أقوي.


أومأ سراج وبداخله تحدث :


آخر عملية هيقوم بيها النسر الأشول.


بينما تنحنح جسار قائلًا:


سراج فى موضوع شخصي خاص بيا بعيد عن الشغل ولازم أتكلم معاك فيه.


أومأ له سراج مُصغيًا...تنحنح جسار قائلًا بهدوء:


إنت عارف إنى هنا فى مهمه سرية وبسببها بشتغل مدرب كارتيه فى مركز الشباب..وإتعرفت على أخت سيادتك إيمان فى البدايه حصل بينا خِلاف وبعد كده بدأ إحساس تاني عالأقل من ناحيتي،أنا معرفش مشاعرها إيه من ناحيتيها بس أنا بصراحه مكنتش عامل حسابي للمشاعر دي،بسبب ظروف شغلنا وخطورته طبعًا،بس...


تفهم سراج قول جسار هو الآخر كان مثله لم يضع إحتمال لوجود قلبه كان عقله المُتحكم،بينما توقف جسار للحظات وعاد يستطرد حديثه:


أنا طلبت من إيمان نتقابل وهي وافقت،وأكيد هقول لها على مشاعري ناحيتها،وقولت إنك لازم تعرف.


لمعت عين سراج ببسمة إرتسمت على شفاه ثم تحدث بإستغراب:    


زمان كنت أسمع عن حكاية النداهه اللى بتسحر الناس بصوتها لما بتنادي عليهم 


حاسس إن ده حصل معانا، أنا رجعت لهنا المفروض دي أرضي بس زمان أختارت أعيش بعيد بين الخطر كان أبعد شئ عن تفكيري هو إني فى يوم قلبي يضعف حاسس إن شئ غريب حصل معايا فجأة، فى وقت من الاوقات حاولت أقاوم،حياتي فى الجيش معروف أنها خطر،بس فجأة حسيت إنى بنجرف مع الإعصار،أول مره أحس إني عندي نقطة ضعف فى قلبي،ثريا...وقت ما كانت بين ضرب النار،قلبي إترعب...واضح إن المهمة دي كان قدرنا مكتوب فيها نتصارع مع قلبنا قبل المجرمين...أنا عندي ثقه فيك يا جسار،كمان يمكن معاشرتش إيمان كتير بسبب غيابي عن هنا لكن شخصيتها واضحه...متمردة زي...


كاد ينطق إسم ثريا لكن تبسم ثريا ليست مُتمردة بل محتالة ضعيفة.  


❈-❈-❈


عصرًا 


أمام المشفى 


خفق قلب إسماعيل حين رأي قسمت تجلس على  مقدمة  سيارته ظهرها له...لوهله تبسم لكن أخفي ذلك وإدعي عدم الإهتمام،وذهب نحو باب السياره بعدما قام بالضغط على ذر التحكم عن بُعد،فى ذلك الوقت كانت قسمت شارده،شهقت بخضه حين سمعت صوت إنذار السيارة،وأنتفضت واقفه بعيد عن السيارة،ونظرت خلفها وجدت إسماعيل يتجه نحو باب المقود،ذهبت نحوه وهي تحاول تهدئة جئشها قائله:


إنت مش شايفني قاعدة على كبوت العربية كده تخضني،عاوزني أقطع خلف ولا إيه.


تحكم بسخريه قائلًا:


تقطعي خلف،مش لما تبقي تتجوزي الأول.  


شعرت بالخجل وتوهت قائله: 


بقالى ساعة مستنيه حضرتك هنا، إيه آخرك. 


تهكم قائلًا: 


والله شغلى معروف إنه مش مرتبط بورديات وميعاد معين، وبعدين  إيه أساسًا اللى مقعدك كده على عربيتي. 


إبتسمت بوداعه قائله: 


قاعدة عشان أخطفك يا إسماعيل. 


ضحك بإستهزاء قائلًا: 


تخطفيني... لو... 


قاطعته قسمت قائله: 


أيوه هخطفك يا إسماعيل، إنت مش عاوز تسمعني بمزاجك يبقى تسمعني غصب عنك، وهخطفك دلوقتي. 


ضحك  أكثر قائلًا: 


واضح إنك فاضيه أو مش فى وعيك يا دكتورة،أنا...


قاطعته بحده ورجاء:


إنت إيه،إسماعيل من فضلك بلاش الأسلوب ده معايا،إحنا لازم نقعد مع بعض ونتكلم.


تنهد بإمتثال:


تمام بـ...


قاطعته بأمر:


لاء دلوقتي.


لم تنتظر وذهبت نحو الباب الآخر للسيارة وصعدت بداخلها..بداخل إسماعيل سعيد من ذلك لكن مازال يرسم الجمود  وصعد للسيارة جلس خلف المقود، تنهدت قسمت  ببسمه قائله: 


أنا جعانه خدنا على أي مطعم. 


نظر لها متهكمًا بسخريه: 


ليه مش سبق وقولتيلى إنك مش بتحبي لقاءات المطاعم والكافتيريات. 


إمتثلت قسمت  قائله: 


إسماعيل  من فضلك لازم نتكلم بهدوء مع بعض و... 


قاطعها قائلًا: 


أعتقد كلامنا مش هينفع فى مكان عام. 


نظرت له بإستفسار قائله: 


قصدك إيه؟. 


أجابها بمكر وهو يُشغل السيارة قائلًا: 


هتعرفي لما نوصل.


حاولت قسمت جذب الحديث مع إسماعيل لكن كان يرد بإفتضاب الى أن أوقف السيارة، وفتح الباب المجاور له ثم  ونظر نحو قسمت قائله: 


إنزلي. 


بالفعل إمتثلت ونظرت حولها قائله: 


ليه نزلنا هنا. 


تننهد قائلًا: 


مش قولتي عاوزه نتكلم، أعتقد هنا أفضل مكان. 


نظرت حولها قائله: 


هنتكلم فى الشارع. 


تهكم قائلًا: 


طبعًا لاء، بصي وراكِ كويس. 


نظرت خلفها وقرات تلك اللوحه المُعلقه كانت لفندق كبير. 


فهمت قائله: 


أه مخدتش بالي... هنقعد فى مطعم الفندق، أحسن برضوا الجو ساقعه. 


هز رأسه بتهكم وحُنق ساخرًا وسار نحو داخل الفندق وهي خلفه، ذهب نحو الإستقبال وقف قليلًا ثم أخذ بطاقه مُمغنطه ونظر لها قائلًا: 


خلينا نركب للاسانسير. 


نظرت له ببلاهه قائله: 


هنركب الاسانسير ليه، هو المطعم فى الروف. 


نظر لها بسخط وجذبها من يدها للسير خلفه، صعدا بالمصعد الكهربائى الى أن توقف، فتح إسماعيل الباب وجذب يدها وترجلا من المصعد مُتجهان الى إحد الغرف، قام بفتحها وتجنب لها قائلًا: 


إدخلي. 


بالفعل إمتثلت  ودخلت، دخل خلفها  وأغلق الغرفه... نظرت بالغرفه إستغربت كانت عبارة عن غرفة نوم واسعه مصحوبه بجزء صغير به بعض المقاعد وطاوله صغيرة،نظرت له بإستفسار:


ليه جينا هنا.


إقترب منها وزفر بضجر قائلًا:


مش قولتي عاوزه نتكلم،أظن المكان هنا مناسب.


توترت قسمت قائله:


طب أنا جعانه نتغدا الاول وبعدها نتكلم براحتنا.


تنهد بضجر وجذب هاتف الغرفه طلب لهما طعام،ثم نظر لها:


طلبات تاني.


هزت رأسها بنفي...وظلت صامته،بينما إسماعيل هو الآخر ظل صامتًا لكن ذهب نحو الفراش وتمدد عليه  يضع إحد يديه فوق عينيه يتنهد بإرهاق.


نظرت له شفقت عليه إقتربت منه بخطوات مُترددة الى أن أصبحت جوار الفراش،بتردد منها مدت يدها وضعتها فوق يده، بمجرد أن لمست يده فك يده وجذبها، تمددت على الفراش، نظر لها وهي تلتقط نفسها بصعوبه وشفاها ترتعش ونبضات قلبها الواضحه بعلو وإنخفاض صدرها، خفق قلبه هو الآخر بتسارع وتنحي العقل وإلتهم شفاها بقبّلات شغوفه  ، وهي الأخري كآن عقلها فصل نهائيًا تشعر بشفاها تُسحق بين شفتيه، ورعشة جسدها من لمسه لجسدها رغم أنها بثيابها، مفاجأة جعلت عقليهم تنحي ولحظة غرام وقُبلات تتجانس بشفاهم، لكن قطع ذلك صوت طرق على باب الغرفة، غصبًا فاقا وبصعوبه نهض إسماعيل وقف لثانيه يلتقط أنفاسه الى أن شعر بهدوء نسبي، لم ينظر الى قسمت التى تتنفس بلهاث وشعور مُميز ورغبة بعقلها ليته إستمر وما نهض عنها... 


فتح باب الغرفة تنحي جانبًا دخل عامل الفندق بعربة الطعام ثم إنصرف... 


بينما هدأ تنفس قسمت وبخجل نهضت من فوق الفراش حين دلف إسماعيل  نظر إليها وهي تُعدل هندامها بخجل، تهكم إسماعيل  قائلًا: 


الغدا بره. 


أومأت راسها بعدما تحشرج صوتها، تبسم على ذلك، وبداخله أراد إلتهامها هي، لكن  ظبط نفسه. 


جلست خلف طاولة الطعام وجلس هو الآخر، رغم شعورها بالجوع لكن تناولت القليل ونهضت قائله: 


شبعت. 


نظر لبقايا الطعام وتنهد قائلًا: 


تمام، أعتقد كده تتكلمي بقى لان مُرهق. 


جذبت يده نهض هو الآخر وقف أمامها نظر الى كف يده الذي بين يديها وهي تتحدث برجاء: 


إسماعيل، إسمعني بعترف إنى غلطت و... 


قاطعها يجذب يده من قبضة يديها قائلًا: 


كويس إنك معترفه بكده و... 


إنقطع بقية الحديث حين تمسكت قسمت بيدها وبسبب قوة جذبه ليده كادت تنزلق، لكن جذبها  عليه فتمسكت به وبنفس الوقت ضمها لصدره، ينظر الى شفاها اللتان تذمهما، وتحكم شوق قلبه وقبل شوقه شوقها له، قبلها بقسوة فى البدايه كآنه عقاب منه، لكن سُرعان ما لانت قبلاته وهي تستجيب لها، يسير بها للخلف وهي مُغيبه مثله، لحظات وأصبح الفراش خلفها، لم تفكر وهي تحني جسدها تتمدد أمامه على الفراش وهو الآخر لم يُفكر، إنحني عليها، كل منهم نزع عن جسد الآخر ما كان حائل بينهما، لمسات حنونه وشغوفه وقُبلات مُلتهبه تزداد حرارة وشهقه كانت تضيع بين تلك القُبلات، تُعلن إمتلاكه لها، قلبًا وجسد...لم يكتفي منها مازال يشعر بإحتياج المزيد لكن راعي أنها لاول مره تمر بهذه التجربه، تمدد فوق الفراش وضمها لصدره ينظر الى خجل وجهها لوقت ساد الصمت أنفاسهم الصاخبه ونظرات عيونهم... لحظات دقائق... جذبت قسمت يده وتنحنحت أكثر من مره تجلي صوتها وتحشرجت نبرتها خين قالت: 


إسماعيل أنا آسفه، عارفه إن الوقت مكنش مناسب، بس والله أنا إضايقت من كلام عمتك اوي لما قالت عليا قدم النحس.


إنتهت السكرة وآتت الفكرة...بعدها إسماعيل عنه برفق ونهض من فوق الفراش يعاود إرتداء ثيابه ونظر لها بجمود قائلًا بلوم:


للآسف عُذر أقبح من ذنب يا قسمت،تعرفي كام مرة عمتي قالت لـ ثريا وحنان نفس الجمله،ومفيش واحدة فيهم سابت جوزها فى أكتر وقت هو محتاج لأيد تتحط على كتفه وحضن يبكي فيه...عارفه إحساسي لما دخلت الشقه وملقتكيش وبعدها اتفاجأ إنك سيبتي الدار كلها.


ضمت قسمت دثار الفراش حول جسدها وكادت تتفوه،لكن وقع بصر إسماعيل على تلك البقعه الظاهره فوق الفراش،شعر بسخريه بالغة،لكن نظر الى قسمت بجمود وحِده قائلًا:


شوفتي وصل بينا الامر لأيه، بنام مع مراتي فى أوتيل، زي... 


قطع بقية حديثه يشعر بآسف من دموع قسمت التى لم تُثير شفقته، ثم أستطرد بقية حديثه: 


قسمت أنا إحترمتك لما قولتى لى انا مش للتسليه، ودخلت البيت من بابه،وإتحملت سخافات والدك الكتير،بس يا قسمت دلوقتي المفروض يبقى لينا حياة خاصه بينا من غير تدخل والدك،لأن صدقيني لو إستمر الوضع بينا كده،جوازنا مش هيستمر فترة صغيرة...انا مش بحطك فى إختيار... 


أعتقد تعرفي عنوان دار العوامري ومعاكِ مفاتيح... 


توقف يلتقط نفسه ثم أكمل: 


معاكِ مفاتيح الشقة وقدامك الإختيار يا قسمت 


وأي قرار تاخديه أنا مش هعترض....هستناك فى العربيه تحت.


لم ينتظر إسماعيل وغادر،بينما قسمت بكت بحُرقه،تشعر بتشتُت والإختيار لا قيمة له فإختيارها محسوم،من قبل أن تصبح زوجته فعلًا.


بعيادة طبيبة نسائيه 


تبسمت حنان وهي تري نوع جنينها الذي أظهر عن نفسه بانه صبي،كذالك أخذت بعض الصور الشُعاعية من الطبيبه تشعر بسعادة وهي تتوقع رد فعل آدم لاحقًا،غادرت هى وووالدتها بتلك السيارة غير مُنتبهان لأعين صائدة تتعقبهما  بخباثة مثل الثعبان... 


سارت السيارة بالطريق وتوقفت أمام إحد محلات ملابس الاطفال ترجلن هي ووالدتها من السيارة ودخلن الى ذلك المحل تجولن لإنتقاء بعض الثياب، كانت عينيها تلمع بسعادة وهي تختار بعض القطع، تبسمت والدتها قائله: 


لسه بدري على ولادتك يا حنان، خلينا نستني لآخر شهر ونبقي نشتري اللبس بتاع الولد. 


أومأت لوالدتها موافقه، لكن إشترت بعض القطع التى أعجبتها وغادرن المحل  ومازال هنالك من يتربص بهما، زفر نفسه قائلًا: 


حامل فى ولد، لاه وِلد العوامري طلع  راجل عكس الحديت اللى كان داير عنه، بس مستحيل الصبي ده يجي عالدنيا، بس قبل ما أحرق قلبها عالصبي هحرقه على آدم اللى فضلته عليا. 


❈-❈-❈


بشقة إيناس 


فتحت هاتفها تتحدث بصوت شبه مُنخفض عن عمد حاولت إثارة غضب غيث قائله: 


 الليلة قراية فاتحه ممدوح أهو ثريا  وبالتوكيد سراج هيحضر  معاها. 


إغتاظ غيث قائلًا: 


ده أبوه لساه مكملش أربعين يوم. 


تهكمت إيناس: 


ثريا ناعمه دي نسته الدنيا كلياتها، أصلك مشوفتهمش وهما مع بعض تقول عصافير العشق،لاه وبتتعامل معاه كآنها مسبقش لها الجواز،هو كمان مدلعها ده هب فى خالتى ولاء وبسببها بقت نادر لما تروح دار عمي عمران. 


إستشاط غيث قائلًا: 


وماله خليهم يشوفوا يومين، و.... 


أغلقت إيناس الهاتف سريعًا حين دخل قابيل على غفله منها، نظرت له بإرتباك، لاخظ قابيل ذلك فسألها:


مالك وشك إصفر إكده، لما شوفتيني، كنتِ بتتحدتي ويا مين؟. 


أجابته بإرتباك: 


ولا حد كنت بلعب بالموبايل. 


نظر لها قابيل  بترقب من ملامحها التى تبدلت،فقال بقصد:


بس أنا سمعت إسم ثريا.


توترت قائله:


لاء تلاقي سمعت غلط ده مسلسل أجنبي متبعاه عالنت...وبعدين بلاها سيرة ثريا دي أنا مش بطيقها،ولا إنت لك رأي تاني.


صمت قابيل،بينما نظرت إيناس الى ملامحه بدأ الشك بتصديق حديث غيث،أن قابيل يهواها ، إتخذت القرار الصح حين أخبرت غيث بغرام ثريا وسراج،كان تحريض مباشر منها...لابد أن تتخلص من ثريا... بأقرب وقت ويعود غيث للقصاص منها على خيانتها له. 


بينما ألقي غيث هاتفه على تلك الآريكه بغضب من ما سمعه من إيناس تلك الحمقاء تقصد وضع النار فوق البنزين هو يكبت غضبه غصبًا لكن يكفي إنتهي وسيخرج الثعلب من مكمنه وبداية النهاية ليلة الأربعين...سيسترد الثعلب مكانته ويسترد كل ما كان مِلك له . 


❈-❈-❈


بمنزل العم فتحي 


تمت قراءة  فاتحه ممدوح ورغد بحضور سراج...، وأصر فتحي على تناولهم للعشاء معًا،تقبل سراج ذلك كانت نظرات عيناه لـ ثريا المُبتسمه تنتشي بقلبه...


انتهوا من تناول العشاء...نهضت ثريا تُساعد رغد بفض العشاء،وقفن الإثنتين بالمطبخ لحظات،تفوهت رغد بدون قصد:


حضور سراج بيه الليلة واضح إنه بيحبك أوي أوي،لما أبوي إتحدت معاه عشان ممدوح متأخرش.


إستفهمت ثريا سائله:


قصدك إيه سراج عمل إيه عشان ممدوح.


تبسمت رغد وأخبرتها أنه لولا وساطة سراج ما كان عثر ممدوح على وظيفة مدرس بتلك المدرسه الخاصه،إنشرح قلب ثريا أكثر وأكثر.  


بعد قليل إنصرف سراج وثريا، وبداخلها شعور تود حضن سراج وتقبيله، لكن حين دخلا الى الدار تفاجئا بـ ولاء التى كانت تنتظر عودة سراج، وحين رات ملامح وجهه هادئه إغتاظت وسألته: 


 مساء الخير، جاي منين دلوق. 


أجابها: 


كنت بجيب  ثريا من دار حماتي. 


تهكمت بسخريه لا تود الجدال وإثارة غضب سراج عليها التحمل قليلًا... وقالت: 


شكلك نسيت


الاربعين بتاع المرحوم عمران بعد بكره و... 


قاطعها سراج وعبست ملامحه قائلًا: 


أنا فاكر مش ناسي يا عمتي وإتفقت مع مُقرأ وهنعمل خاتمة قرآن لأبوي.


تهكمت ولاء وهي تنظر نحو ثريا  قائله بإيحاء:


طب زين،أنا فكرتك نسيت أصلك مشغول جوي الايام دي.


فهم تلميح ولاء قائلًا:


لاه إطمني مش ناسي يا عمتي ومهما كانت مشغولياتى مش هتنسيني أبوي،ولا دم أبوي... وهوصل للى عمل المجزرة دي فى اقرب وقت وهياخد جزاؤه. 


إرتابت ولاء وإرتبكت وتعلثمت قائله: 


إنت وصلت للى عمل إكده. 


أجابها بنفي: 


لو كنت وصلت له كان زمانه بياخد جزاؤه لكن قريب اوي هوصل له. 


إزدردت ولاء ريقها وقالت بتهرب: 


أنا كنت مستنياك عشان افكرك، هروح داري تصبح على خير. 


نظر لها سراج مُتعحبًا يقول: 


لاء مش ناسي يا عمتى، وإنتِ من أهل الخير. 


غادرت ولاء بل هربت من أمام سراج، بينما تنهدت ثريا بإرتياح قائله: 


بحس بخنقه لما بشوف عماتك الأتنين. 


رسم بسمه قائلًا: 


خلينا نطلع لشقتنا أنا مرهق أوي. 


إبتسمت بنعومه وصعدت معه الى شقتهم 


بعد دقائق... تبسمت حين  رأت سراج يغلق هاتفه ويتوجه ناحيتها، يضم خصرها بين يديه 


تبسمت له وقامت بوضع قُبله على إحد وجنتيه... تفاجئ بذلك وسألها: 


وإيه سبب البوسه دي.. 


أجابته بدلال: 


أنا عاوزه أعمل كده. 


إبتسم لها ورد القُبله قُبلات، تقبلتها منه بشوق وأعطته حنانًا وغرامًا وهيامًا وليلة غادقة بالعشق، بعد قليل جذبها على صدره تبسمت له، وهي تضمه. ثم رفعت رأسها  بسؤال: 


لسه برضوا مش عاوزنا ننام فى أوضة النوم التانيه، مع إن سريرها أوسع. 


ضمها لجسده قائلًا: 


ما هو عشان السرير هنا يادوب على قدنا مفيش مجال تبعدي عني. 


إبتسمت وهي تُقبل عُنقه قائله: 


عارفه إن المفروض مكنتش تحضر فاتحة ممدوح، طبعًا حاسه بوجع قلبك على أبوك. 


سئمت ملامح  سراج مازال   مازال يشعر بألم من رحيل والده  


لكن ببسمة ثريا الصافيه، كان مفعولها واضح بقلبه، لولا وجود ثريا معه ربما ما كان إستطاع تخطي ذلك الحزن الجم الكامن  بقلبه على والده،  لمسات ثريا  وضمها له كانت له مثل الجذع القوي الذي 


      « تمسك بها وسط العاصفة» 


 🔥🔥🔥🔥

«الأحق بها» 


بـ دار نجيه 


كآنها هي والدة ممدوح مرحها ومزحها وهي تحتضن ممدوح،وهو يتعامل معها هي وزوجها بود فهما دائمًا كانا معهم بالضراء قبل السراء،تتبسم تهتف بسعادة بعض الأغاني الفلكلوريه بصوت منخفض نهتها نجيه بتحذير: 


كفايه يا سعديه، ناسيه إن حما ثريا لساه مكملش الأربعين ميت... الناس تقول علينا إيه. 


نظرت لها سعديه بنزق قائله:


وأنا عملت حاجه،مش كفايه حتى مفرحتش بزرغوطه.. 


والله لو مش الناس تلوم لكنت رقصت فى الشارع... بس عشان خاطر سراج جدع.


ربتت سعديه على فخذ نجيه قائله بأمل: 


إن شاء الله ربما هيعوض صبرك فى ولادك خير، وربنا بيرد الظلم أهو أخوكِ عمال يبيع الأرض حته حته،يسد ديون وخساير إبنه،الأرض اللى طمع فيها  وكال حقنا فيها ربنا مش هيباركله عشان خاطر اليتامي اللى كانوا محتاجين. 


نهض ممدوح يتثائب قائلًا: 


إبن خالى طول عمره مدلع وخالي هو اللى فسده، هروح أنام عندى مدرسه بكره ولازم أبقى فايق. 


إبتسمن له وقالت سعديه بموده: 


تصبح على خير يا عريس وعقبال الفرحه الكبيرة يااارب. 


إبتسم لها وامن على دُعائها. 


غادر ممدوح بينما نظرت سعديه  لأختها قائله:  انا قولتلك البت رغد عاجبه ممدوح وعندها قبول له روحي أخطبيها له، أهو شايفه الفرحه اللى منورة وشه، وترهنيني هو مش داخل ينام، ده رايح يكلم خطيبته.


أومأت لها نجيه ببسمه قائله:


والله كنت خايفه إن فتحي يستقل بنسبنا ويقولى بِتِ بتجدم لها زينة الشباب وهتوافق على ولدك.


قاطعتها سعديه:


وممدوح زينة الشباب،أدب وأخلاق ومش فقير،الفقير هو اللى عينه باصه للى فى يد غيره وطمعان فيه،وممدوح قنعان،وفتحي إبن سوق وخابر الناس زين،وهو وافق على ممدوح عشان عارف إنه هيصون بِته.. بالك العريس اللى كان متقدم لها ورفضه سمعت إن أخلاقه بايظه يعني فلوسه مكنتش هتنفع بِته لمن يفرط فيها ويخليها خدامه لأمه وأخواته، إنما هو عارفك زين إنتِ وممدوح حتى ثريا، عارف إنها هتعيش إهنه مُعززه مُكرمه، ست البيت مش خدامه لو معجبتش أمه يطلجها ويجيب لها غيرها. 


أومأت نجيه قائله: 


معايا قرشين ممدوح لما كان بيشتغل فى القهوة وكمان جمعيه كنت قبضتها من مدة، ثريا كانت عاوزنا نعما بها تسقيفه عالسلم عشان الشتا، وانا كنت حطاه على جنب قولت للزمن يمكن نحتاجهم لحاجه أهم،كنت بخاف على ثريا أكتر من ممدوح والله كنت بقول هي حظها خايب،بس الحمد لله ربنا إستجاب لدُعانا ليها،وسراج مش زي اللى مش هيشوف من ربنا رحمه،أهو لو واحد غيره كان أقل شئ منعها تجئ قراية الفاتحه،لكن ده جه معاها،ربنا يريح قلبها.


إبتسمت سعديه قائله: 


أنا عرفت إن سراج عاشق ثريا يوم ما إنضرب عليها نار وفتنت له وحكيت اللى عملوه فيها، لو شوفتي ملامح وشه وجتها لو شافهم جدامه وجتها  كان قطع أياديهم اللى إتمدت على ثريا. 


وافقتها نجيه وأكملت: 


كمان أنا رجعت إتحدت ويا ثريا عشان تتعالج، يمكن ربنا يكمل سعدها ويرزقها بالذريه الصالحه اللى تسعد بيها قلب سراج. 


آمنت سعديه قائله: 


والله يا أختى جولت لها، الطب دلوق مبقاش فى حاجه إسمها مبتخلفش، ناس مكنوش مصدقين وربنا رزقهم من وسع بعيل وإتنين وفى منهم اللى بقى معاه خمسه،وهي شكلها اقتنعت...بصي بجى الأهم دلوق ممدوح، القرشين اللى معاكِ نجيب بيهم الشبكه لـ رغد، هي بنت ناس ولازمن تتقدر برضك، واللى يفيض نجهز بيه الدور التانى نكمل بُناه وربنا يرزق بالتشطيبات والعفش، أنا دبرت جمعيه كبيرة  وإتفقت مع ممدوح يدخل بمرتبه كله فيها وأول واحد هيقبضها هو، اهي الجمعيه زي قسط بيدفعه كل شهر. 


اومأت نجيه بدمعة  سالت من عينيها وهي تنظر سعديه بإمتنان،رأت نجيه تلك الدمعه فسألتها:


ليه بتعيطي دلوق.


أجابتها بإمتنان:


طول عمرك كنتِ جانبي،حتى لما خدت الفلوس من أخوك ملومتيش عليا،ولا قولت بأخد بنط على قفاكِ عند امك وأخوكِ.


تنهدت سعديه وهي تربت على فخذ نجيه بإعطاء مبرر لها:


ىبنا يعلم مَعزة ولادك فى قلبي،ربنا مرزقنيش ببنات  والله رغم إن انا وثريا مش بنتفق، بس بحسها  بِتِ، ونفسي أشوف ولادها، دول هيبقوا أول أحفادي إن شاء الله، وبعدين


الحوجه مُره يا أختى،وإنتِ كنتِ محوجه،وربنا مش هيسامح ولا هيبارك لأخوكِ فى اللى أخده من ورثنا،وأمك ميجوزش عليها غير الرحمه أنا سمحتها هي اللى قوته علينا،وكانت عارفه إننا محتاجين وإنتِ كنتِ بالاكتر،بدل ما كانت تاخد ثواب فى يتامى،هو ضحك عليها وخدها لصف وقسى قلبها علينا أنا مسمحاها. 


وافقتها نجيه قائله: 


أنا كمان مسمحاها، هي كانت مغصوبه منه. 


توقفت نجيه ثم تنهدت تشعر بسعادة وامل قائله: 


حاسه ربنا هيعوض ولادي خير. 


❈-❈-❈


بـ دار ولاء 


بغرفة نوم خاصه بها، أغلقت باب الغرفه بالمفتاح، تركت الضوء مفتوح وجلست خلف مرآة الزينه ،تقوم بمتابعة تلك الرسائل على هاتفها تربط الاحداث برأسها...تتذكر الماضي التى شكل قسوة قلبها هكذا،أم كانت جاحدة القلب تعتقد أن الولد هو ذو القيمه والفتاة مصيرها لزوجها دون إمتيازات سوا للؤم والخباثه أن تكون خبيثه تستطيع مُعايشة من حولها وتطويعهم لما تريد،لكن عمران كان ذو دلال فهو الذي أكمل تعليمه واصبح ذو شهادة عالية كانت تتباهي بها وسط بقية نساء العائله فهو ذو العقل المتنور،لكن رغم ذلك لم يسلم من خبثها،كان ذو إرادة خاصة،أدار شئون العائله وقام بتوسيعها أكثر وأكثر،حتى حين أراد الزواج لم يمتثل للأختيار والدته بل أختار هو بنفسه،لولا خطأ لم يعلمه،أن رحمه كانت أرمله وسبق لها الزواج،كانت أصبحت هي سيدة العائله ذات الشآن العالي،لكن لم يكتشف ذلك الا وقت عقد القران وكان قبل الزواج بليلة واحدة،صدمة بدلت حياته،لو كان علم بها سابقًا ربما كان أنهي الزواج،تهكمت،بل ربما كان إلتمس العذر لها وعشقها أكثر،وهو ظن أنهم خدعوه لإتمام الزواج بها،وتلك كانت الهفوة التى دخلوا له منها وأبقوه تحت سيطرتهم،بعد بعد وفاتها ظل الندم ساكن بقلبه وهو يتركها تفعل ما تشاء تحت غطاء سيادته،لكن الآن سراج ليس كوالده...هو ذو هيبه أكبر،كذالك سطوة،كذب حين قال أنه قدم إستقالته ظنت انها نجحت حين أرسلت له من يتهمه بإستغلال مكانته كان خِداع،سراج مازال بالخدمة وهي أصبحت على يقين بذلك،والسؤال بعقلها الآن،هل سيترك سراج منصبه بالجيش ويبقى هنا لإدارة شىون العائله ويسحب كل سُلطتها،أم يعود لمنصبه بالجيش ويرحل مرة أخري،ويأخد تلك المحتالة معه،أم تظل هما وهي أصبحت سيدة العائله وتأخذ مكانتها بين النسوه،


-لااااا


قالها عقلها بقطع لن تستطيع تحمل ذلك،وماذا إذا إكتشف سراج أنها على صله ببعض مطاريد الجبل،وأنها طوعت كل من غيث وقابيل لمصلحتها،


-لاااا


عقلها يرفض تخشي أن يفتضح أمرها على يد سراج وتشمت وتتشفي بها تلك المحتالة ثريا    


شعور بغيض ورهبه بل رعب أصبح هاجس برأسها، لابد من القضاء على سراج قبل أن يكشف ذلك


فشل ذلك الاحمق قابيل كلفها الكثير، كذالك الشبح الخفي، الذي يرسل لها الرسائل، الهاتف كيف مُسجل بإسم "ممدوح الحناوي"


"الحناوي"


ذلك الجاحد الذي رفض عشقها له، لوهله شعرت بنبض قلبها 


تذكرت حين كانت ببداية صِباها


رأت شابًا كان وسيمًا بملامح سمراء إكتسبها من قسوة العمل تحت الشمس،كان عاملًا بمصنع الكتان التابع لهم،عيونه التى تُشبه خضار ورقات الصِفصاف الجافة،كان ذو هيبه رجوليه، لكن صدفة علمت أنه متزوج ولديه طفلان،،رغم فقره  كان راضيًا،كانت حياته معهم بسيطه،رزق يوم بيوم،لكن بسمة طفلاه حين يعود لهم مساءًا بقليل كانت كافيه تُغنيه عن النظر لما لا ينفعه...لكن كلما رأته كانت تشعر بهوس الإنجذاب لها،أرادت رجُلًا يضحي من أجلها،ليس فقط بتلك العائله الصغيره،فسهل أن تعوضه بذلك،لكن أرادت رُجل يُحارب من أجلها 


مثلما سمعت عن أبطال خاضوا معارك من أجل العشق 


هي الثريه بنت الأغنياء اردت أن يتحدي تلك السطوة ويفوز بها،لكن كلما تقربت منه كانت تجد النفور،حتى حين سنحت لها فرصه ضاعت بسبب تعنته وتمسكه بأولاده وزوجته الذي تزوجها عن حُب،هي ايضًا كانت من عائله ميسورة حقًا ليست بثراء وسيط عائلة العوامري لكن ذو شآن أيضًا وتزوجها،حقًا كانت أجمل منها تُشبه ثريا كثيرًا،عدا العينان،عينان ثريا تُشبهان عينان والدها،كلما نظرت لهم تذكرت خيبة الماضي،بالحب الوحيد الذي سكن قلبها،وقتلته بيديها،


ذكري أخري وعينيها تنصهر وهي تتذكرها 


كيف دخلت خلفه لمخزن بالمصنع وهو يقوم بالمتابعة بعد إنهاء  العمال عملهم بتنفية بذور الكتان،ليلًا كي يُتمم على المخزن ويُغلقه،كانت تراقبه وتلك فرصتها،دخلت خلفه تعرض نفسها بمجون عليه تحاول إغراؤه ماديًا وجسديًا،لكن لم ينفع ذلك معه،تضايقت من قوة رفضة لها لم تدرى كيف جلبت وشاح رأسها وتحكمت عليه بقوة وهي تضعه حول عُنقه تُضيق الخناق عليه،وهو حاول دفعها بقوه فوقعت على قش الكتان،تنظر له بكُره وحقد وهو ينزع عن رقبته وشاحها يقول:


إحترامًا للقمة عيشي مش هتكلم لكن لو...


قبل أن يكمل حديثه كان هنالك قطعة معدنية طويله تُشبه العصا لكن ضخمة الرأس(شومه)


جذبتها وقامت بالضرب على رأسه ضربه واحدة بقوة الكُره الذي تحكم منها،شعر الحناوي بألم ساحق برأسه ودوخه وصار يترنح الى أن سقط فوق قش الكتان غافيًا،لكن مازال يحاول المقاومة،جنون إمتلك عقلها،وهي تسحبه حتى خرج من المخزن والقته سقط على الأرض،نظرت له وهو يقاوم ليقف لكن لم تتركه عاودت خنقه بالوشاح حتى نجحت ولفظ أخر نفس سحبت وشاح رأسها،رأت ذلك الزاحف على الأرص يُخرج لسانه من فمه يبحث عن فريسه،وها هي فريسته،جثه مُلقاه أرضًا إقترب يلعقها بلسانه مازال الدم ساخنًا بجسد الحناوي،صيد لذلك الزاحف الذي إلتف على  جسده وإستلذ بالدم الدافئ من جسد الحناوي الساكن،فرصه عقلها إستلذ ما حدث والقتل ليس صعبً،بل سهل وكان هذا أول ضحاياها التى سُجلت بعد ذلك بموت الحناوي بلدغة ثعبان،وجرح رأسه،ربما بسبب مقاومته لذلك الزاحف...والضحيه الثانيه كان خطيبها وأبن عمها التى سلمته نفسها قبل الزفاف،فلقد كان معقود قرانهم...وحاول التملُص منها بعدما نال غرضه منها لكن هي علمت بسره أنه يعمل بتجارة الأثار،لضمان صمتها أشركها معه ووافق على إتمام الزفاف وحفظ كرامتها،تمكنت من الاقتراب من الرأس المُدبر الذي يُديرهم هنا وأخذت مكانته،إستغلت شجار بسيط بين عائلة العوامري وعائلة السعداوي وقتله،ليظهر ذلك على انه ثأر بين العائلتين،لكن تم تصفية ذلك لعدم ثبوت قتل خطيبها على يد أحد ابناء السعداوي...لتنتهي الخصومه بنار باردة... بعدها رفضت الزواج بحجة الحزن على خطيبها الشاب، لكن إمتثلت بعد ذلك تزوجت  أحد ابناء العائله  بعد وفاة زوجته..زوج بلا مزايا حتى لم يعلم انها لم تكُن عذراء أعطته نوعً من البرشام جعل عقله يتغيب ويصدق ما أمامه دون شعور منه،مرت الايام وكادت تنكشف على يد إبن زوجها الذي كان يدرس الطب،أرغمته على إستنشاق كمية كبيرة من المخدرات،أنهت حياته...ذكريات إجرامها تمُر أمام عينيها عبر شاشة ذلك الهاتف،وهي ترا تلك الصور التى تجمعها بـ عادل،نفي عقلها تمامًا أن خلف ذلك ممدوح،لو كان هو ما كان أفصح عن نفسه بتلك السهوله،رفعت عينيها عن الهاتف ونظرت لانعكاسها فى المرآة ترا نفسها الأحق بالمكانه والقيمة الكبيرة،ولا أحد سينافسها،يحسم عقلها ،نهاية ثريا مع نهاية سراج. 


بعد مرور يومين يوم الاربعين


صباحً


بشقة آدم 


خرجت حنان من الحمام تشعر ببعض التقلُصات فى بطنها، بنفس الوقت كان آدم بالغرفه ولاحظ إصفرار وجهها كذالك إنحنائها قليلًا ووضعها يدها اسفل بطنها،إقترب منها بلهفه سائلًا: 


حنان مالك، إنت تعبانه، خلينا نروح للدكتورة. 


وضعت يدها على مِعصمه قائله: 


لاء ده مغص عادي، سبق وحسيت بيه وسالت للدكتورة قالتلى،أوقات بيحصل كده،نقلق لو فضل لو وقت طويل،وخلاص دلوقتي تقريبًا راح،هرتاح شوية فى السرير وبعدها هبقى أنزل عشان النهارده الاربعين بتاع عمي عمران وأكيد  هيجي ضيوف كتير،متقلقش عليا أنا كويسه.


تنهد آدم بإستسلام قائلًا: 


تمام، عارف إن النهاردة اليوم هيبقى طويل وفيه شغل كتير، بلاش تجهدي نفسك. 


أومأت له قائله:


من غير ما تقول،أساسًا خالتي رحيمه هنا ووقت ما تشوفني تقولى أقعدي ارتاحي،إطمن يا حبيبي، إنت اللى بلاش تتأخر عشان ترجع بدري المسا. 


وافقها قائلًا: 


هروح أشوف المخازن والمخزن الكبير هخليه لبكره. 


شعرت بالقلق قائله: 


ربنا معاك يا حبيبي. 


إبتسم لها بسمه ممغوصه وهو يُقبل وجنتها ثم غادر، نظرت فى آثره شعرت بالأسي عليه هو يحاول إخفاء حُزنه خلف إنخراطه فى العمل الكثير، تنهدت بنفس اللحظه عاد ذلك المغص، وضعت يدها اسفل  بطنها وذهبت نحو الفراش جلست عليه وجذبت هاتفها، قامت بالاتصال على طبيبتها أخبرتها ما تشعر به فأجابتها: 


لاء متقلقيش الأعراض اللى بتقولى عليها ممكن ميكونش لها تأثير عالحمل وهبعتلك إسم برشام خدي منه، ولو المغص فضل مستمر تعاليلي العيادة بكره. 


-تمام يا دكتورة متشكره 


اغلقت الهاتف وحاولت التنفس بهدوء وهي تتحمل ذلك المغص الذي شبه هدأ تأثيره. 


❈-❈-❈


عصرًا 


إستغلت ثريا ذلك الوقت القليل، قبل آذان المغرب، وخرجت من الدار خِلسه، بعد قليل كانت بعيادة تلك الطبيبة النسائية... نظرت لمساعدتها وقالت لها: 


أنا كنت حجزت ميعاد بالموبايل. 


سألتها المساعدة عن إسمها، أجابتها،إبتسمت المساعدة قائله:


تمام دورك بعد الست اللى جوه مع الدكتوره 


أومأت ثريا،وجلست،


بنفس الوقت بـ دار عمران العوامري


دخل سراج تقابل مع عدلات التى رحبت به فسألها على ثريا،فأجابته:


كنت شيفاها رايحه ناحية باب الدار من شويه، يمكن طلعت تجيب حاجه.


شعر بقلق، بينما تفوهت عدلات: 


محتاج مني حاجه؟. 


هز راسه بنفي، غادرت عدلات بينما القلق ساكن عقل سراج، أخرج هاتفه وقام بالإتصال


إنتظر رد ثريا رغم أنها لم تتأخر وقامت بالرد سريعًا لكن القلق ينهش قلبه، حين سمع صوتها 


تنهد بتسرُع سائلًا: 


ليه خرجتي من الدار، إنتِ فين يا ثريا.


أجابته بهدوء: 


أنا فى مشوار  ومش هتأخر قدامي ساعه، ساعة ونص بالكتير وأرجع الدار. 


تسأل بقلق: 


وليه مخدتيش العربيه بالسواق معاكِ. 


أجابته: 


المشوار قريب، ومتقلقش قبل المغرب هكون فى الدار قبل ميعاد خاتمة القرآن بتاع الأربعين. 


تنهد بإستسلام: 


تمام متتأخريش. 


بنفس الوقت رأت إشارة مساعدة الطبيبه أن دورها قد حان،حاولت الهدوء كي تنهي الإتصال قائله: 


لاء مش هتأخر ومتقلقش، يلا لازم أقفل الإتصال. 


أغلقت الإتصال  وحاولت تهدئة ضربات قلبها العاليه وهي تتوجه نحو غرفة الطبيبه. 


بينما سراج أغلق معها الإتصال، وقام بإتصال آخر سُرعان ما رد عليه، فسأله بقلق ولهفه: 


المدام فين؟. 


أجابه: 


المدام دخلت عيادة دكتورة نسا. 


هدأ سراج قليلًا قائلًا: 


تمام عينك عليها ممنوع تبعد عنها مفهوم...تبقى زي ضلها. 


أغلق الهاتف، وقف يتنهد يحاول نفض ذلك الشعور السئ الذي يعرف له سببً لديه يقين بأن هنالك غدار ربما يستغل اليوم بنداله وخِسه. 


بينما بداخل غرفة الكشف، إنتهت الطبيبه من مُعاينة ثريا، ثم ذهبت نحو  مكتبها، هندمت ثريا ثيابها ثم توجهت هي الاخري نحو المكتب،أشارت لها الطبيبه بالجلوس فجلست 


تنهدت بعمليه قائله:


بصي يا ثريا،هصارحك بحالتك كامله...ممكن العلاج ياخد وقت كبير و...


شعرت ثريا بغصه قويه وقاطعتها:


يعني ممكن مخلفش.


تبسمت الطبيبه بعمليه قائله:


كل شئ فى إيد ربنا،وده مش معناه جزم إنك مش هتخلفي،انا شوفت حالات أسوء من حالتك والحمد لله إتعالجت والنهارده بقى عندهم ولاد كتير،بس بقولك كده عشان عارفه إحساسك إيه،وعشان كده مش عاوزاكِ تستعجلي،الحكايه مجرد وقت.


قاطعتها ثريا مره أخري:


وقد إيه الوقت ده.


أجابتها الطبيبه:


مقدرش أحدد الوقت، كمان ممكن نلجأ للحقن المجهري وده نسبة نجاحه عاليه جدا، فى ستات كتير خاضت التجربه وبقت نسبة نجاحها فوق التسعين فى الميه. 


فكرت ثريا ثم سألتها: 


يعني ممكن أستبدل العلاج بعملية الحقن المجهري. 


أومات الطبيبه لها قائله: 


ممكن، بس فى الحاله دي مش بس إنتِ اللى بتاخدي علاج كمان زوجك. 


فكرت ثريا ماذا لو أخبرت سراج بذلك هل سيوافق، شعرت بغصه فى قلبها، ربما وقتها يرفض. 


❈-❈-❈


بعد المغرب 


كان هنالك تجمع بـ دار عمران 


تم توزيع أجزاء القرآن الكريم على الموجودين من أجل قرائته ترحُمًا على عُمران 


ظل لوقت ليس بطويل إنتهوا بعد العشاء تقريبًا 


بـ شقة سراج 


كانت ثريا جالسه على الفراش عقلها شارد، تفكر هل تُخبر سراج بإجراء تلك العمليه، أم تلتزم الصمت وتخوض رحلة علاج وحدها، لم تنتبه الى دخول سراج الا حين دخل الى الغرفه وتنحنح وهو يقترب منها يشعر بأن هنالك ما يزعجها... لم يسألها، بل هي نهضت نحوه قائله: 


أنا حضرت لك الحمام، أكيد اليوم كان مُرهق جدًا... 


تفاجئت حين جذبها وإحتضنها بقوه وهو يضع رأسه على كتفها يزداد ضمة يديه لها، وعقله يتخيل لو أصاب ثريا مكروه، حين علم بخروجها جن عقله وحين علم من الحارس أين هي أرسل سيارة حراسه بالمكان، لكن هدأ حين علم بعودتها سالمه... 


ضمته بقوه تشعر أنها تحتاج الى ذلك الحضن فكرت فى إخباره بما تريد لكن أرجأت ذلك فالليله كانت صعبه،قررت تأجيل ذلك. 


❈-❈-❈


شقة اسماعيل


رغم أنه يشعر بالإرهاق النفسي،لا يعلم سبب إصرار خالته عليه الصعود والمبيت بشقته،فهو كان بالفترة الماضيه يمكث بغرفته القديمة،دلف الى الشقه،إستغرب كان هنالم ضوء مُتسرب من غرفة النوم،بتلقائيه ذهب الى الغرفه لكن تسمر واقفًا على باب الغرفه حين رأي تلك التى نهضت تقترب منه قائله:


تعيش وتفتكر يا إسماعيل.


بإستغراب وتسرع تفوه بسؤال:


قسمت،إيه اللى جابك هنا.


غص قلبها وهي تقترب منه قائله بعتاب:


هي دي مش شقتي،ولا إنت خلاص مبقتش عاوزنى.


أجابها إسماعيل:


لاء مش قصدي، بس... 


قاطعته وهي ترفع يديها حول  عُنقه بدلال قائله: 


بس إيه، فكرت إني مش عاوزاك، رغم الأسلوب اللى إتبعته معايا كان جاف، بس انا رجعت عشان هنا مكاني جنبك، مش نتقابل فى الاوتيلات زي ما قولت، على فكره مش هنسالك اللى قولته، لو مكنتش  مشيت كنت هقولك خدني معاك، لشقتنا، أنا بحبك يا إسماعيل، يمكن فى لحظة طيش سمعت لكلام بابا، كمان كنت مضايقه وفعلًا حاسه إني وش نحس، خوفت إنت كمان تقولى نفس الكلمه. 


تهكم إسماعيل  قائلًا: 


أنا واحد شغال معظم وقته مع الاموات وعارف إن الموت مش بعيد عن أي إنسان، ومؤمن بالله وعارف إن كل شئ قدر، صحيح الإحساس لما يكون الشخص عزيز غير لما يكون معرفوش وده مش أي شخص،ده أبوي.


تنهدت بألم وهي تضمه تهمس جوار أذنه:


بحبك يا إسماعيل.


لوهله خف آلم قلبه وعاد براسه ينظر لها تعاملت بلؤم:


بس برضوا زعلانه منك ومن اللى عملته معايا،كان إيه هدفك.


تنهد قائلًا:


بدون هدف يا قسمت،حياتنا إحنا اللى نتحكم فيها،والطريق السهل مفيش أسهل منه.


أومأت له ببسمه،فإقترب من شفاها،وضعت كف يدها حائل قائله:


لاء انا. لسه مضايقه من إنك سيبتني فى الاوتيل.


تنهد بضجر قائلًا:


إنتِ مجرد ما سيبتك فى الاوتيل أضايقتي،وانا اللى سيبتني فى أكتر وقت محتاجك فيه  ...


قاطعته وضمته قائله:


خلاص كفايه عتاب يا إسماعيل،خلينا ننسي ونبدأ حياتنا من غير ما نشيل من بعض.


أومأ لها مُبتسمًا،ضمها بقوه وهي الاخري ضمته وهمست:


أنا بحبك يا برجوازي.


تنهد فى البدايه بضجر وحين ضمته وقبلت وجنته تبسم كالطفل الذي عثر على هدية قيمة


بذلك البيت صدا 


ضحك غيث يصدح هو مكار،يعلم أن سراج الليله لن يكون غافلًا،يتوقع أن تكون الضربة التانيه الليله،لكن هو  نجح  أن يتلاعب بـ سراج الليله، كان من السهل عليه اليوم خطف ثريا وهي خارجه من عند الطبيبه، تبدلت الضحكه لضجر وغلول، وهو يفكر لماذا ثريا كانت عند تلك الطبيبة 


أتكون حامل 


نفي ذلك سريعًا وتذكر إخبار الطبيبه لهم قبل خروجها من الوحدة أن النزيف آثر على حالة الرحم وأصبح من الصعب الحمل بسهوله، قبل العلاج... إذن لماذا كانت عند الطبيبه 


شعر بقهره 


بالتأكيد تود الإنجاب من سراج 


هنا أصبحت شراينه مُتدفقه مثل الفيضان العاصف... 


لا لن يحدث ذلك... فتح ذلك الحاسوب ونظر الى شاشته 


ظهر الفراش وإثنين نائمين عليه جوار بعضهما  لكن لاحظ شئ كآنه لا يوجد حركه رغم إضاءة الغرفة الخافته كذالك لا يوجد صوت،وذلك تكرر.


عاود التركيز،الصوره نفسها التى كانت بالأمس،تأكد حين عاود إسترجاع فيديو الأمس 


نفس الفرش ونفس طريقة النوم على الفراش والصوت صامت 


هنا أيقن أن هنالك خدعة،وهو وقع بها. 


❈-❈-❈


باليوم التالي 


صباحً


بشقة قابيل 


مازال هنالك شك يتوغل بعقله من أفعال إيناس بالفترة الأخيره، كذالك يشعر بالغضب من توبيخ ولاء المُستمر له، لكن لن يستسلم وسيفعل أي شئ، إنتهي الصبر لديه... 


صفعة ولاء الاخيرة له كانت النهاية 


دخل الى غرفة النوم، لاحظ إرتباك إيناس


ربما ليس إرتباك، بل مثل هزيان عقلي،وهي شبه تتحدث مع نفسها، لكن إنتبهت حين دخل  فصمتت، نظر لها قائلًا: 


أنا خارج وهتأخر عندي كام مشواى وهرجع المسا. 


أومات له، إستغرب عدم فظاظتها وعادتها فى سؤاله الى اين  سيذهب ومتي سيعود وترجيها له بالا يتأخر. 


غادر مُترقبًا 


لحظات وخلعت إيناس ثيابها بدلتها بأخري وتسحبت من المنزل تسير بترقب تتلفت حولها  حتى وصلت الى مكان تلك السيارة التى كانت تنتظرها، صعدت لها، لم تنتنبه الى تلك السيارة الأخرى التى سارت خلف السيارة، لكن السائق لاحظ ذلك، فقام بإرسال رساله مضمونها ان هنالك من يتبعه، فأجابه الآخر: 


تمام تعالى لى عالبيت، والضيف يشرف وراك.


بعد وقت قليل 


ترجلت إيناس من تلك السياره هوس النظر حولها يلازمها،حتى دخلت الى الداخل 


إستقبلها غيث بهدوء بارد وفتور منه...


بينما ترجل قابيل من السيارة الأخري، نظر الى المنزل من الخارج كان قديم، تسائل عقله مالذي آتى بـ إيناس الى هنا، شك فى البدايه أن هذا المنزل ربما مملوك لأحد المشعوزين، إيناس سبق حدثته عن إيمانها بتلك الخرافات 


لم يتواني كثيرًا، دلف الى الداخل يدور حول المنزل ، كان الطريق مُمهد حتى وصل باب خلفي قديم بمجرد أن وضع يده عليه إنفتح،بحرص منه دخل من ذلك الباب،يترقب بذهول المنزل من الداخل عكس الخارج،حتى توصل الى صوت إيناس التى تتحدث بصوت عالي يُشبه الخناق... تتبع الصوت، ودخل الى ذلك المكان 


بينما إيناس واقفه تصرخ على غيث الذي جلس بهدوء يسمع لها بضجر، لكن ينتظر وصول ذلك المُتسلل، بالفعل وصل، وتفوه: 


إيناس 


نظرت له بذهول يكاد قلبها أن يتوقف 


بينما غيث ينظر ببرود، بينما وقع بصر قابيل على ذلك الجالس، ولم يتعرف عليه، الا حين  تفوه ببرود: 


أهلًا بأخويا فى الرضاعه 


ولا أقول أخويا اللى طمع فى مراتي وقتلني عشان يوصل لها. 


بذهول خرج صوت قابيل مُتحشرجً: 


غيث! 


❈-❈-❈


ظهرًا


بمنزل والد حنان 


نهضت قائله: 


الحمد لله الدكتورة طمنتني إن المغص مالوش تأثير على  الحمل وإنه عرض جانبي. 


تنهدت والدتها براحه: 


الحمد لله بس إمشي عالعلاج اللى كتبته ليكِ وبلاش تطاوعي نفسك على قلة الاكل. 


إبتسمت  حنان قائله: 


حاضر يا ماما همشي انا بقى، عشان أنا مقولتش لـ آدم إنى هاجي لهنا، كان هيقلق، ويعرف انى هروح للدكتورة.


تبسمت لها قائله:


الحمد لله،إبقى سلملي عليه.


تبسمت حنان وهي تُغادر نحو تلك السيارة  التى كانت تنتظرها 


أمام المنزل، صعدت إلى الخلف مباشرة وأغلقت الباب، جلست تسند ظهرها للخلف لكن قبل أن تتحدث سمعت صوت إغلاق أبواب السيارة إليكترونيًا، وآخر صوت  قبيح  تقول بإرتياب  وذهول: 


حفظي! 


بعدها غابت عن الوعي أمام نظر ذلك المغفل الوضيع. 


❈-❈-❈


امام إحد المحاكم 


إقتربت تلك السيدة من ثريا 


تبسمت ثريا فهي تعرفها جيدًا فهي نفسها التى صفعتها قبل أشهر حين  تعمدت خسارة قضيتها 


تحدثت السيدة برجاء وشبه توسل : 


أستاذة ثريا أنا جايه ليكِ عشان تتوسطي ليا عند سراج بيه؟.


إستغربت ثريا وسألتها: 


أتوسط لك فى إيه؟ 


أحابتها: 


سراج بيه حكم على إبني يدفع النفقة بتاع ولاده مُضاعفة، لما جالنا الدار وقال ده عقاب يعني، يعني عشان ضربتك بالقلم. 


ذُهلت ثريا من قول السيدة لكن سرعان ما خفق قلبها وتبسمت بإشتياق لذلك الذي مع الوقت تكتشف عنه أشياء كانت مخفيه عنها. 


بنفس الوقت توقفت سيارة نقل كبيرة أمام المكان، أخفت ثريا خلفها 


فى ذلك المنزل كان حديثه آمرًا عبر الهاتف: 


تكون عندي النهارده، لو فشلت الافضل تضرب نفسك برصاصه فى دماغك. 


❈-❈-❈


مساءً


بـ دار العوامري 


سأل سراج  عدلات عن ثريا أجابته أنها لم تعود منذ الصباح  منذ ان خرجت... 


ظن أنها بالتأكيد ذهبت لمنزل والدتها، قام بالإتصال على هاتفها 


إنتظر حتى نهاية الرنين الأول، ثم عاود الإتصال 


بمنتصف الرنين فُتح الخط، تفوه سريعًا: 


حبيبتي أنا فى الدار. 


صُعق حين سمع ذلك الصوت البغيض: 


للآسف حبيبتك رجعت


🔥دمتم ساالمين 🔥..


الفصل الثامن والثلاثون والتاسع والثلاثون من هنا 


   لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات