رواية سراج الثريا الفصل السابع عشر 17 والثامن عشر 18بقلم سعاد محمد سلامة

رواية سراج الثريا 

الفصل السابع عشر 17 والثامن عشر 18

بقلم سعاد محمد سلامة 


دخل آدم للشقه الخاصة به منها لغرفة النوم مباشرةً يحمل حنان وضعها فوق الفراش، شعر بآلم فى ساقه المصابة إستسلم وجلس على طرف الفراش، ينظر نحو حنان الغائبة عن الوعي،رغم ذاك الآلم القوي الذي يشعر به نهض بتحامُل وذهب الى نحو مرآة الزينة جذب قنينة العُطر وعاد بها نحو تلك الغافية،وضع القليل على يديه ثم قرب إحد يديه من أنفها يُربت بيده الاخري فوق  إحد وجنتيها بخفة، محاولًا إفاقتها، الى أن إستجابت له بالفعل وبدأت تفتح عينيها بغشاوة، مازال منظر حمل الرجال لـ حفظي محفور بعقلها، بمجرد أن فاقت جلست بفزع. تقول بشهقة ندب: 


حفظي مات. 


تنهد آدم محاولًا تخفيف وطئ ذلك قائلًا بهدوء: 


حنان... 


توقف عن إسترسال حديثها حين بدأت بالندب والبُكاء:


أنا السبب،كنت متأكده إن حفظي مش هيعدي الليله بسلام،يا...


قاطعها آدم  قائلًا:


يا إيه،يا حنان...إهدي الرصاصه جت فى كتف حفظي،يعني مماتش.


نظرت له حنان تستشف منه الصدق وهدأت قليلًا  تقول برجاء:


بجد يا آدم يعني حفظي عايش.


تنهد آدم مُتفهمًا:


حنان إهدي، ومن إمتى كدبت عليكِ. 


تنهدت براحة، بينما رغم شعور آدم بالآلم من ساقه، نهض واقفًا يتحرر من بعض تلك الثياب عليه وفتح أزرار قميصه ظهر جزء كبير من  صدره  ، كذالك شمر ساعديه، ثم نظر الى حنان قائلًا: 


هروح أخد دُش فى الحمام التاني... حاسس بشوية صداع. 


نهضت حنان بتسرع، بسبب حجم فستان زفافها كادت تتعرقل، لكن تلقفها آدم بين يديه، رفعت يديها وضعتها حول وجهه بتلقائيه تتحسس حرارة وجهه، شعرت بآلم قائله: 


دماغك سخنه شوية. 


رغم آلم ساقه، لكن لمعت عينيه بشغف وهو يضم خصرها بين يديه،تبسم وهو ينحني يُقبل إحد وجنتيها،عِدة قُبلات مُقتربًا من فكها،لكن فجأة وعت حنان على فعلتها شعرت بالحياء،كذالك قُبلات آدم هزت ليس قلبها فقط بل جسدها أيضًا الذى برد فعل تلقائى إرتعش بين يدي آدم الذي شعر بذلك وتمسك بيديه على  خصرها أقوى، أخفضت وجهها بحياء، وعادت برأسها للخلف، تبسم آدم على خجلها ورفع إحد يديه عن خصرها نحو وجهها وضعها أسفل ذقنها، رفع وجهها، تلاقت عينياهم بحديث صامت، لكن يبوح بمقدار وافر من العشق فى قلب كل منهما للآخر، سُرعان ما عاد آدم وكاد يلتقط شفاه حنان، لكن هى وعت بخجل، وتنفست بتوتر قائله بتهرب: 


أنا لابسه الفستان من وقت طويل،وتقيل أوي. 


تبسم  وترك خصرها وتوجه الى الفراش أخذ تلك المنامة الخاصة به قائلًا: 


هروح أغير فى الحمام التاني. 


أومأت له بخجل وهو يُغادر الغرفه يغلق خلفه الباب... لحظات كان قلبها يخفق عشقًا لذلك الآدم، لكن عاد لرأسها منظر حفظي  وهم يحملوه، غص قلبها لو هاتفها معها لكانت تأكدت من والدها أنه حقًا مازال حيًا كما أخبرها آدم، لكن سُرعان ما نهرت نفسها، منذ متى كذب آدم عليها، تنهدت بآسف بسبب حدسها الذي صدق...حاولت نفض ذلك عن رأسها ربما تشعر براحه حتى لو كانت لبعض الوقت فقط...ذهبت نحو الفراش جذبت تلك المنامه التى كانت فوق الفراش، إستحت من إرتدائها، ذهبت نحو دولاب الملابس، أخرجت منامة أخرى لها مُحتشمة، ثم نظرت نحو باب الغرفه،قامت بفتح سِحاب فستان زفافها وقامت بخلعه، وإرتدت تلك المنامه ثم ذهبت الى حمام الغرفه...وقفت أمام الحوض نظرت الى بقايا مساحيق التحميل القليله التى على وجهها،لفت نظرها ذاك الكُحل الذي ساح حول عينيها يُعطيها منظرًا بشع بالتأكيد بسبب بُكائها،غسلت وجهها أكثر من مرة حتى زال ذاك الإسمرار لكن كان هنالك هالات سوداء حول عينيها،بالتأكيد سببها معلوم هو عدم نومها بإنتظام  بالفترة الماضية بسبب ما كانت تراه من هلوسات،حقُا تحقق جزء منها لكن بالنهاية ربما هذا كان أفضل الأسوء، ظلت لدقائق الى أن سمعت طرق آدم  الذي عاد للغرفة قبل دقائق دخل بعد أن طرق على باب الغرفه ولم يسمع سماح حنان له بالدخول،ظل لحظات ثم شعر بترقُب ودلف الى الغرفه لم يجد حنان،كان الفستان موضوع على آريكه بالغرفه،تبسم وجلس يشعر بآلم ساقه بدأ يهدأ قليلًا بعد أن تناول أحد المُسكنات، لكن إستغيب حنان، نهض وتوجه الى باب الحمام قام بالطرق عليه قائلًا: 


حنان. 


إهتز قلبها، وهي تشعر بخجل، كذالك غصوص بقلبها كانت تود أن تكون مثل بقية الفتيات أن تصير ملكة ليلة زفافها على من هوي قلبها، لكن شاء القدر، ربما الأهم الآن أنها إجتمعت مع من رغبت بتكملة الباقي من عمرها معه، غسلت وجهها من أثار البُكاء،وخرجت تبسمت حين رأته قريب من باب الحمام،بادلها نفس البسمة،تحدث بمودة:


 أنا أتوضيت.


أومأت له بمفهوم أنها هي الأخرى توضأت 


بعد قليل كان الإثنين يجلسان خلف بعضهما على سجادة الصلاة 


كان آدم بداخلة يشكُر الله أن العُرس إنتهي بأقل الخسائر رغم آلم ساقه الذي عاد بقوة بسبب غباء حفظي الذي إستغل وجيعته،لكن مرور الليله هكذا كان أفضل الأسوء. 


بينما حنان تبتهل الى الله تتمني أن لا يترك ما حدث الليلة صراع لاحقًا... دعت بقلب خاشع.


بعد قليل نهض آدم ومد يده الى حنان،التى نظرت الى يده المُمدوده ثم الى وجهه تبسم لها،بتلقائية وضعت يدها براحة يده،ثم نهضت هي الأخري،لحظات كانت العيون هو منبع الحوار بينهم بتطمين أن البدايه ربما ليست كما كانا يتمنيان لكن كل شئ قدر والاهم أنهما معًا الآن،ضمها شعر بتوترها تبسم  آدم قائلًا: 


أكيد جعانه زيي. 


كانت إيماءة خجل منها، تبسم وهو يسحب يدها وذهبا نحو طاولة الطعام الموضوعه بالغرفه كشفها مُبتسمًا، يحاول فك توتر حنان وصرف تفكيرها عن ما حدث بنهاية العُرس قائلًا: 


سبق وقولتيلي إن نفس مامتك فى الطبيخ لا يُعلى عليه.


أومأت قائله:


قدامك أهو دوق وإنت تتأكد من كلامي.


إبتسم قائلًا:


خلينا ندوق سوا.


رغم عدم رغبتهما لكن منهم يحاول أن لا يكون مُتحامل على الآخر...تناولوا القليل من الطعام الذى رغم انهما لم يشعرا بأي مذاق لكن مدح آدم:


فعلّا طبيخ مامتك طعمه هايل.


نظرت الى القليل الذي نقص من الطعام،علمت أن آدم يُجامل،تفهمت ذلك،الليلة كل شئ فقد رونقه....بعد قليل تمدد آدم على الفراش جاذبًا حنان التى تمددت جواره بحياء منها تثائب يشعر بالنعاس،ليس لحاجته لذلك لكن تأثير ذاك المُسكن،كذالك حنان تشعر بقلق لكن تحاول نفض ذلك،شعرت بيدي آدم الذي ضمها وقبل عُنقها،إرتعشت حنان وبتوتر نطقت إسم آدم...فهم من نبرة صوتها أنها ليست مُستعدة 


تفهم توترها، فالليلة كانت صعبة على الجميع


كذالك هو هدأ بعد شبه زوال آلم ساقه كذالك يكفي وجود حنان بين يديه قريبة منه، طبع قُبلة على عُنقها ثم أتبعها: 


تصبحِ على خير يا حنان. 


برجفة صوت حدثته ولم تحاول الإبتعاد عنه، كل ما تود أن تشعر به هو نبض قلب آدم  الذي سُرعان ما غفي، لكن حنان غفت للحظات ثم شعرت بعودة الهلاوس فتحت عينبها تنظر الى ملامح آدم، مشاعر مُختلطة بداخلها، بين الريبه والترقُب من القادم، والشعور الاقوي هو عشقها لـ آدم.


بغرفة سراج


لا يدري أيًا منهم سيطر على الآخر بلحظات إستسلما الإثنين لغمرة مشاعر غير محكومة بالعقل...  ساد السكون الى أن


إخترق الصمت شهيق أنفاسهم المُنتشيه، مازال جاثيًا بجسده الضخم بالنسبه له جسدها شبة ضئيل، لم تكن تشعُر بثقُل جسده فوقها، فقط تلاقت عيناهم ينظران لبعض فقط، نفس كل منهم يلفح وجه الآخر، لحظات مُنتشيه، لا معنى ولا مغزى من تلك النظرات، كآنه لا يوجد برأسيهم عقل، فقدا الإدراك، نظرات فقط، كآن الزمن توقف وكل شئ تصنم حتى المشاعر، أخرجهما من تلك الحاله صوت آتى من ناحية شُرفة الغرفه، كان صوتً لشئ أصاب باب الشُرفه، وأصوات أطفال ربما يلهون بالحديقه أسفل شُرفة الغرفه بالمفرقعات الخاصه بالاطفال،إنزاحت نظرة عيناه عن عينيها وأخفض رأسه بين حنايا عُنقها،كآنه عاد يشعُر مره أخرى زفر نفسه برقه فوق عُنقها، لكن عاود عقله التحكُم به، ماذا حدث قبل دقائق، أصبحت زوجته كُليًا، نبضات قلبه بدأت تُعلن التمُرد كتلك المُتمردة التى تقبع أسفل جسدهُ، جسدها ضئيل أسفل جسده، لكن لم تتذمر من ذلك الثُقل عليها،لكن هى متمردة دائمًا لا تعترف بالضعف تتحمل أضعاف طاقتها، رغم أنها فعلًا لا تشعُر بثُقل جسده فقط تشعر بأنفاسه فوق عُنقها مثل نسائم ربيعيه تُطفئ لهب حرارة جسدها بعد هذا اللقاء،تراخي بجسده تعمد أن يُثقل أكثر فى جسده فوقها علها تتفوه بما يجعله يفيق من تلك النشوة، تعود لطبيعتها الجافة، لكن أنفاسه كآنه تُلجم عِصيانها الدائم، ربما عليه كتم أنفاسه كى يستطيع لسانها الكلام، لكن توهان وكل منهم ينتظر المُبادرة من الآخر كى يعود لطبيعته، رفع راسه حاسمً بإنهاء تلك اللحظات، لكن عادت تتلاقى عيناهم، سُرعان ما تخلت عيناهم عن النظر الى بعضهم، تسمرت نظرات عيني كل منهم فوق شِفاة الآخر، وأنفاس تعلو بتوق لـ قُبلة، لحظة وإثنين أخفض وجهه وبادر هو بالقُبلة التى تلقتها بقبول تحولت القُبلة لوابل من القُبلات الحارة بأنفاسهم، لقاء حميمي آخر كان مُفعم بالمشاعر أكثر من اللقاء الأول، ملِئ بالحرارة، وليست أجسادهم هى من تنصهر وتمتزج بل قلوبهم تذوب بحرارة وتمتزج بعنفوان عِشق يقاوم الإثنين غزوهُ بقلوبهم هما مثل القُطبين المتنافرين، إنتهى اللقاء كما بدأ بـ قُبلة وأعيُن تنظر لبعضها تستشف رد فِعل الآخر، ولا تبيح بشئ.. أخرجهما من تلك الحاله أصوات الأطفال وهم يلهون تزداد اصوات المفرقعات.. نظرا نحو باب الشُرفه للحظات.. لم يكُن يود أن ينهض من فوقها ود أن تتذمر من ثُقل جسده، لكن مُرغمً نهض قبل أن يعود ويُقبلها، ويترك لجِام عقله مره أخري، كذالك هى شعور غريب عليها يختلج بعقلها يجعله بغفوة مُتمنيًا أن يقف الوقت ويظل هذا الهدوء النفسي... لكن نهوضه عنها جعلها تشعر كآن البرد سري فجأة بعظام جسدها للحظات سحبت دثار الفراش على جسدها لم تكُن لتستتر به بل كي تستمد دفئ ، كذالك كان شعوره جذب سروال له سريعًا كآنه لا يود منه أن يُخفي عُري جسده، بل يُريد بعضً من الدفئ... 


تعالى صوت الأطفال مع طرقعة مفرقعات قويه قادمة من خلف الشُرفه ربما تلك المفرقعات التى كانوا يلهون بها قد سقط أحدها خلف باب الشُرفة... بصعوبه نفض تلك المشاعر وعاود للجمود 


كي يطمس تلك المشاعر المُتملكه منه، نظر لتمسُكها بدثار الفراش وسخِر بإستقلال قائلًا بإحتداد يُطمس حقيقه تتوغل منه: 


-الأرض مش من حقك يا ثريا... ولازم ترجع لأصحابها من تاني. 


أغمضت عينيها للحظه كآنها تنفض ذلك التوهان عن رأسها وتلك المشاعر لم تكُن سوا غفوة وصحوت منها، تبدلت نظرة عينيها لتلك الجافه،وإعتدلت شبه جالسه على الفراش، تضغط بيديها بقوة على الدثار كي تترك لِجام غضبها وقالت بإستهجان وإستقواء: 


-لاء الأرض دى حقِ... 


حقِ اللى بسببه جوزي سابني بعد ما دخلت دارهُ ليلة عُرسي وراح عشان يقتل ورجعلى هدومه كلها دم، حق معاملته القاسية ليا، حق ضياع فرحتِ زى أى عروسه إستكتروها عليا، صحيح إنه زي ما قتل إتقتل،بس هو كان يستحق القتل ألف مرة،وحق إنى إترملت قبل ما أكمل آربعين يوم جواز والحِنه كان لساه آثرها على يدي، حق كلمة "عَاذبه" 


اللى كتير عليها تتجوز مرة تانيه من زينة الشباب، آخرها تتجوز راچل عجوز تمرضه، حق معاملة "ولاء" الفظه ليا اللى أقل وقول عندها إني قدمِ نحس عالرچاله... واللى بتعاملني على إنى خدامه إنت جايبها الدار لأمرها، وإنت عارف بمعاملتها ليا وعاجبك، حق تهديدك ليا مرة بالقتل ومرة بالإغتصاب، الأرض دى مش هترجعلك غير بموتِ حتى وقتها هتلاقي اللى يشاركك فيها يا سراج. 


شعر بغضب وإختفى النور من عيناه تحولت الى سوداء قاتمه، بعصبيه نزع عنها دثار الفراش وجذب ساقيها جعلها تتمدد فوق الفراش عنوةً وجثي بثقل جسدهُ فوقها رغم أنه قبلها بغضب لكن لم تكُن قُبلاته عنيفه،كذالك يعبث بيديه فوق جسدها،هذه المرة شعرت بثقل جسده،والإشمىزاز من لمساته، لكن آبت أن تتفوه،وأظهرت مشاعر باردة


بعد لحظات ترك شفاه نظر لها بتحدي قائلًا: 


وشريكِ هيكون إبني من "صُلبي" منك يا ثُريا.


عكس ما شعرت قبل لحظات،طغي عليها التبلُد مرةً أخري أغمضت عينيها لحظات جاء لخاطرها ذكري أخري وغيث يحاول أن ينتزع عنها ثيابها عنوة،إعتصرت عينيها تحاول نفض تلك الذكري، سراج ليس أفضل من غيث، كانت صورة واهيه رأتها له حين إحترم رحيمة،هو معاها ليس فقط عاري الجسد بل عاري بحقيقته الذي يُجملها فقط أمام الآخرون،شعرت بإختناڨ من تلك القُبلات،لم تُمانعها،ربما تختنق وتنتهي للآبد هذا الأفضل لها،الحياة هي آخر ما توده،ليت ذلك الأحمق حفظي قتلها قبل أن تقع بهذا الفخ مع ذاك الكاذب...


كل شئ ينتهي بلحظة حتى الغرام والعذاب 


الغرام.... غرام سراج الذي يحاول طمسه بتلك الأفعال الدونية حتى فى نظره هو... ربما بداخله يود بداية أخري دون قيود


العذاب...عذاب ثريا وهي تشعر بالندم وتود نُطق كلمة "النهاية" ربما كان ذلك أفضل ما تحصل عليه إبتغاء حُرية نفسها.


قبل أن يتوغل فى غفوة وحماقة عقله وهو يحثه على سلب ليس جسدها فقط بل روحها الباردة أيضًا... نهض عنها مُرغمًا بعدما سمع طرقًا متواصل على باب الغرفه...


هبط من فوق الفراش وقف لحظات ينظر لها بعين مُتحجرة وهي تُغمض عينيها كآنها تمقت النظر له،شعر كذالك بتحجُر فى قلبه من ناحيتها،جذب ثيابه التى كانت مُلقاة أرضًا،سريعًا إرتدي بنطال والقميص،مازال مفتوحًا توجه ناحية باب الغرفه فتحه بعصبية يستمع الى قول تلك الخادمة التى أخفضت وجهها قائلة بحياء:


سراج بيه الحاج عمران بيجولك إنزل له هو فى المندرة. 


كان رده مُختصرًا: 


تمام،  قولى خمس دقايق ونازل. 


اغلق باب الغرفه بتعمُد منه لم ينظر ناحية الفراش، يتجنب النظر لها كآنها غير مرئية... 


دخل الى الحمام صافقًا خلفه الباب... بينما هي جمعت غطاء الفراش حول جسدها تشعر بالتمزُق بكل خلية فى جسدها، لكن آبت الدموع عن تنساب من بين مُقلتيها... ظلت ماكثة بالفراش تشعر بمقت من نفسها، بينما سراج وقف أسفل المياة الفاترة يشعر بثوران يود الفتك بأي شئ أمامه عله يشعر بالهدوء


، أغمض عيناه لثواني يشعر بهطول المياة فوقها، سكنت للحظة ثريا خياله وهي معه قبل لحظات، قبل أن تثور عليه مرةً أخري، وسؤال بعقله لما بهذا الوقت أردت أن تُعيد الأرض، كانت طائعه بلحظات ثارت مثله كان هادئًا بلحظات اصبح غاضبًا، أخرج وجهه من أسفل المياه وتنفس بقوة، اوصد الصنبور وخرج يلف خصره بمنشفه، حايد النظر إليها وتوجه الى خزانة الملابس، إرتدى ثيابه،لكن بفضول منه رمقها،كانت تنام على ظهرها فوق الفراش تستتر بالغطاء،تنظر الى أعلى لم تُبالي به،كآنه معدوم الروؤيه أمامها...تعصب وخرج يصفع خلفه الباب.


بينما هي حقًا كانت تنظر الى أعلى عالقة الذكريات المُره،فاقت منها على صوت صفع باب الغرفة نظرت نحوه،ثم نظرت نحو باب الحمام كان مفتوحًا،تيقنت أن سراج قد غادر،تحاملت وهن جسدها ونهضت،تركت ذاك الدثار وتوجهت الى الحمام،وقفت أسفل النياة الدافئة تتنفس كآنها مثل سمكة قد خرجت من المياة وقبل أن تلتقط أنفاسها الاخيرة عادت إليها، أغمضت عينيها للحظات لكن قبل أن تعود للذكريات فتحتهما  تسيل تلك القطرات التى كانت عالقة فوق عيناها بخطوط تُلهب وجنتيها،لم تستطيع الإستمرار واقفة أوصدت المياة وجذبت ذاك المىزر وإرتدته،ثم خرجت عادت للفراش مره أخري تنظر إلى منظره المُبعثر،شعرت بإهتراء فى قلبها،كان خادعًا بإمتياز،جعلها تستسلم له ولرغبته،رفعها الى أعلى قمة وبلحظة عادت للحقيقة  


"الارض" 


هي ما يود الوصول إليها، لكن مستحيل أن تترك تلك الأرض سوا فى حالة واحدة هي حين تُصبح بالثري... 


قاومت آلم ينخر قلبها وروحها، وتمددت على الفراش تستسلم لغفوة كانت مريره بالذكريات.  


❈-❈-❈


قبل قليل


بالمندرة 


وقفت مثل أفعي شديدة السُم تدس السُم بحديثها الغاضب: 


كل واحد فيهم خد مرته وطلع بها، وسابونا فى مصيبه هما الإتنين إتسببوا فيها، دلوك بجتل حفظي هنرجع تاني للتار اللى حصد خطيبي زمان...ويا عالم هيحصد مين تاني. 


رغم ثورة عمران لكن تفوه بقسوة: 


اللى هيقرب من ضفر واحد من ولادي مش هيكفيني فيه إبادة نسلهُ.


بنفس اللحظه دخل سراج الى الغرفه مُتعصبًا يقول:


محدش هيقدر يمس فرد من عيلة العوامري،وكفاية يا عمتي،حفظي مماتش. 


نظرت  ولاء نحوه  بتمعُن كان شعره رطبًا، شعرت بغضب مُضاعف وتهكمت بإستهزاء قائله: 


تو على ما إفتكرت تنزل، طب آدم هقول العريس... إنما إنت إيه قلبك ضعف لما مثلت إنها مُغمي عليها، تلاقيها هي اللي قامت مع حفظي بسهوله، عارفة إزاي تلعب بقلبك وترجصك على صوابعها كيف ما تريد شاطرة فى كُهن الحريم، سيطرت عليك زي ما سيطرت على غيث قبلك ويا.... 


قاطعها سراج بتعسُف وغضب قائلًا: 


عمتي بلاش طريقتك دي فى الكلام معايا، والموضوع إنتهي، إرتاحي إنتِ وأنا هعرف أحله بدون خساير لأي طرف،هدي إنتِ أعصابك.


شعرت بغيظ وكادت تتفوه لكن علمت أنها لن تستطيع التحكم فى سراج مثلما تتحكم بـ عمران،تعصبت أكثر وقالت بضجر


أما أشوف هتحلها إزاي دلوق،أنا مروحة داري أشوف عيالي.


اومأ لها سراج برأسه موافقًا،جلس مع عمران وحدهما سائلًا:


إسماعيل فين.


أجابه:


أسماعيل راح ويا الرجاله المستشفى عشان يتابع حالة حفظي،مكنش لازم تتهور وتضربه بالرصاص.


نظر سراج نحو والده صامتًا لوقت،الى أن صدح رنين هاتفه...نظر للشاشه ثم لـ عمران قائلًا:


ده إسماعيل،هطلع أكلمه من الجنينه الشبكة أفضل.


أومأ له عمران يتمني أن لا يسوء الأمر. 


خرج سراج للحديقة سمع حديث إسماعيل:


حفظي الرصاصة بأعجوبة تفادت الرئة،هو لسه فى العمليات،بس أعتقد الحالة مش خطيرة أوي.،عرفت تنشن صح... لاء ظابط كُفأ بصحيح. 


لوهلة تبسم سراج  قائلًا: 


تمام عاوزك تتابع حالته ويكون على أوضته حراسة مُشددة، إنت عارف صيادين الميه العِكرة. 


تفهم إسماعيل قائلًا: 


لاء إطمن عارف، ربنا يستر، أهو آدم زمانه نايم فى الجنه وانا وإنت بنسدد من وراه. 


 زفر سراج  نفسه قائلًا: 


خليك معايا على تواصل طول الوقت... سلام. 


أغلق سراج هاتفه، إستنشق الهواء يملأ رأتيه، صدفه رفع رأسه لأعلى لاحظ ضوء غرفته مازال شاعلًا، سأل عقله، 


ماذا تفعل تلك المُحتالة، جلس على أحد المقاعد يُفكر كثيرًا فيما حدث بينه وبين ثريا قبل قليل، تنهد يشعر بجمود منذ متي وهو يتآثر بتلك المشاعر لابد أنها كانت مجرد رغبة وقت لا أكثر، لكن هنالك ما لفت نظره، وهو يسترجع مُقتطفات من ذاك اللقاء العاطفي، ثريا كآنها... 


-كآنها ماذا لا تتوهم هي ليست عذراء. 


-لكن إرتجافة جسدها من البداية  تدل على عكس ذلك.


زفر نفسه بقوة وعقله يُردد إسم واحد


-ثريا-ثريا 


شخصية مُتحجره وعاصية، لكن هو صلد أيضًا. 


شعر بنسمة خريفية بها بعضًا من البرودة، نهض واقفًا يُفكر لدقيقة ثم عاود النظر نحو غرفته كانت مازالت مُضاءة، ربما مازالت تلك المُحتالة  مُستيقظة، حسم قراره سيصعد لها يُعكر صفوها التى تنعم به وهو هنا بعقل يكاد يُصاب بالثوران... بالفعل صعد فتح باب الغرفه ودلف ببطئ للغرفه يترقب ماذا تفعل تلك المُحتالة، لكن تفاجئ حين وجدها مُمده فوق الفراش بمئزر الحمام القُطني، تُغمض عينيها تبدوا غافية، إقترب يتأكد، همس إسمها بصوت مُنخفض، لم تفتح عينيها تأكد أنها غافية تأمل شعرها الذي مازال رطبًا،مد يده يُمسك بضع خُصلات منه، لاحظ ذاك الأحمرار الظاهر على إحد وجنتيها، كان أثرًا لأصابع يد، لم يُلاحظها سابقًا، ربما بسبب الدماء التى كانت مُتناثرة على وجهها، قبض بانامله على أطراف خصلات غضبًا، لو كان يعلم أن ذاك الوغد صفعها ما كان ترك له فرصة للحياة، افاقه من غضبه حين آنت، إنتبه وظن أنها إستيقظت، لكن ربما أثناء تقلبها على الفراش شعرت بآلم من قبضة يده على أطراف شعرها، ترك خُصلاتها، لكن أثناء تقلبها إنحصرت فتحة المئزر وتعرت ساقيها بالكامل، تآمل تلك العلامة الظاهرة بوضوح تبدوا آثر حرق، منظرها بشع، لكن رغم ذلك لم ينفُر منه بل غص قلبه كيف تحملت قسوة حرق كهذا...جذب دثار الفراش عليها،وغادر الغرفه مره أخري. 


بينما بأحلامها تهلوس بحقيقة عاشتها 


"إقترب منها غيث يجذبها من عضديها تصتطدم بصدره ينظر لها بإشتهاء مُقزز، نظرة عيناه كفيلة ببث الرعب فى قلبها، والنفور وهو يحاول تقبيلها عنوة، وهي تُعافر حتى يتركها، لكن كلما تمنعت كلما زادت الشهوة بقلبه وتمكنت من عقله، دفعها بقوة وقعت على الفراش، قبل أن تنهض كان يخرج من أحد الادراج  .. تلك القنينة الصغيرة الحجم ويفتحها يتصاعد منها دخان يُشبه دخان السيجارة المُشتعلة، لمعت عيناه حين رأي نظرة الهلع بعينيها،وهي تهز رأسها بترجي،تزحف الى الخلف تبتعد عنه،لكن هو كان مثل الثعلب الذي قبض على دجاجة،جذب إحد ساقيها بقبضة يده عراها وبثواني كان يسكب محتوي تلك الزجاجة فوق فخذها الآيسر،صرخت ربما تقطعت أحبالها الصوتية من شدة الآلم الحارق، بل كان لحم فخذها يسيح مثل الشمع،وهي تصرخ وتبكي،وهو عيناه تلمع بإنبساط وشفتيه تضحك بجلجلة وهو يقترب منها يفرغ باقى الزجاجة الى أن فرغت،لم يُبالي بشئ لا بصراخها ولا بُكاؤها،بل جذب خصلات شعرها وجذبها للخلف بقوة قائلًا بفحيح ثُعبان يتلذذ بعصر فريسته قبل ان يلتهما:


إحمدي ربنا إنى رميت مية النار على فخدك،المره الجايه هتبقى على وشك،هشوهك،خليكِ كده لحد ما أحرق جسمك بالكامل،كل ما هتعصبيني هيكون ده جزائك...هلعت عينيها وهي تتلوي من شدة الآلم،وكآن لا أحد سمع صوت صُراخها الذي إنبح صوتها منه" 


فتحت عينيها  ونهضت تشهق وهي تشعر بآلم ذاك الحرق، نظرت حولها تتوجس بريبة لحظات يتملكها هاجس الخوف وكآن ذاك الحدث يحدث الآن، نظرت نحو فخذها كان مُغطي، كشفته وتفاجئت أنها نائمه بمئزر الحمام، الذي يكشف ساقيها، ربما هذا هو سبب تلك الهلوسة، لا ليست هلوسة بل واقع عاشته والدليل ذاك الآثر البارز بفخذها، تنظر له بنفور... نهضت تحاول نفض ذلك عن رأسها، ترثي نفسها، تلومها، كيف قبلت بالزواج مرة أخري، لماذا، من من تنتقم من نفسها أم من سراج، الذي إستسلمت له 


وسؤال يسأله عقلها 


هل كان إستسلام خوف؟. 


والجواب 


إعترفي هو لم يجبركِ. 


وبين السؤال والجواب حقيقة غير معلومة بالنسبة لها. 


❈-❈-❈


بعد مرور خمس أيام. 


بـ دار العوامري صباحً


بشقة آدم


تململت حنان بالفراش فتحت عينيها نظرت لجوارها على الفراش كان الفراش خاويًا 


لكن وجدت زهرة وأسفلها ورقة ملونه


جذبتهما إستنشفت عبير الزهرة ثم قرأت محتوي الورقه


"صباح الخير  حبيبتي، أنا فى الإستطبل، وهنتظرك نتغدا سوا هناك هبعتلك العربيه الساعه إتنين... 


قُبلاتي، رغم إني بوستك قبل ما أخرج. 


تبسمت وضعت الورقه على الفراش وإضجعت بظهرها  على تستنشق عبق تلك الزهرة تشعر بإنتعاش فى قلبها...هائمة بذاك الحنون...


لكن فاقت من ذاك الهيام على رنين هاتفها،إعتقدت أنه آدم  كعادته...لكن استغربت وخفق قلبها حين قرأت إسم والدتها،سُرعان ما ردت عليها...سمعت قولها وعقبت على حديثها بذهول:


مات!. 


❈-❈-❈


مساءً


أثناء خروج ثريا من الدار


إنتبهت الى تلك التى تقترب من الدار، وأشارت لها قائله: 


-لو سمحتِ. 


توقفت تنظر لتلك الفتاة التى تبدوا بوضوح ليست من أهل البلدة 


تبسمت لها قائله: 


مساء الخير الأول. 


ببسمة بسيطة ردت عليها المساء، ثم إستمعت لسؤالها: 


أنا مش من هنا، من فضلك أنا كنت سألت حد على بيت الحج عُمران العوامري، واحد من أهالي البلد ودلني عالمكان هنا، بس مش عارفه بيته أي واحد فى البيوت دي. 


بفضول من ثريا سألتها أولًا: 


واضح إنك غريبة وتقريبًا مش من الصعيد بسبب لهجتك الواضحه، عاوزة بيت الحاج عمران ليه؟. 


إبتسمت لها بصفوا قائله: 


فعلًا أنا من القاهرة، أنا أبقى خطيبة إبن الحج عُمران. 


نظرت لها ثريا بتمعن فكرت...بـ إسماعيل فهو الوحيد الذي لم يتزوج بعد،تبسمت بذهول سائله بفضولها المُعتاد: 


خطيبة مين!؟. 


أجابتها بعين لامعة بشغف: 


خطيبة "سراج العوامري". 


بنفس اللحظة إستدار الإثنين بعد أن سمعن صوت سراج خلفهن، نظرن نحوه بينما هو سلط عيناه  ينظر نحو الأخري قائلًا ببرود:


تالين!. 


نظرت تالين نحو سراج مُبتسمة برِقة، بينما هو ترك النظر لها ونظر نحو ثريا التى لم تفهم معني نظرتها له بهذه اللحظة منذ خمس أيام وهو غائب عن البلدة كل ما عرفته بالصدفه أنه بالقاهرة، لا تعلم متي سافر ولا متي عاد، ولم تهتم بمعرفة ذلك، إختلطت النظرة بداخلها هل كانت


نظرة آلم، أو عتاب 


أم  بالحقيقة 


            «نظرة جفاء» 


يتبع....

🔥🔥🔥🔥


18🔥

بـ دار العوامري 


إنسحبت ثريا وغادرت دون أي رد فعل غير تلك النظرة التى رمقتها لـ تالين كانت نظرة شمولية، ربما ليست أجمل منها لكنها تبدوا بوضوح من طبقة راقية 


سواء آناقتها المُحتشمة وطريقة حديثها الرقيقة والراقية غادرت بصمت رغم نظرة سراج لها ورغبته فى أن لا تُغادر لكن بنفس اللحظة قبل أن يأمرها سراج أن تنتظر توقف بعد خروج ولاء التى لا يعلم إن كان صدفة أم سوء حظ مجيئها الآن لتُرحب بـ تالين بترحاب  حافل عمدًا منها غيظًا فى ثريا التى لسوء حظ ولاء كانت غادرت ولم ترا ذاك الترحيب... لكن شعر سراج بالضيق من مغادرة ثريا بهذه الطريقه التى تُشبه الإنسحاب من معركة خاسرة. 


تفوهت ولاء بترحيب: 


مش ترحب بـ خطيبتك يا سراج دى أول مره تزورنا هنا فى دارنا. 


بغضب رد عليها سراج موضحًا: 


إنتِ عارفه إن أنا وتالين إنفصلنا من أكتر من سنة. 


أقبلت ولاء بسخافة وحضنت تالين حاولت  أثارت غضب سراج قائله بذم: 


حتى لو إنفصلت عنها دى ضيفه عِندينا... تعالي لجوه الدار يا تالين إنتِ مش ضيفه إنت من الحبايب. 


دخلت تالين مع ولاء عقلها مشغول بـ سراج الذى لم يدخل خلفهن عيناه تنظر نحو ذاك  الباب التى غادرت منه تلك الفتاة التى رافقتها عيناه، بتخمين منها ربما تلك هي زوجته، شعرت بغصة قويه فى قلبها، لاحظت نظرات سراج  كذالك هي نظرتها له كآنها واثقة بحبه لها... بينما تضمها ولاء بحفاوة... 


بينما سراج وقف مكانه يُفكر عقله فى الذهاب خلف ثريا تلك التى غادرت عنادًا فيه كآنها لم تهتم لما قالته تالين، كاد أن يوضح أنها قالت ذلك ربما دون قصد منها، وأنها لاشئ بالنسبه له فقد إنهي خُطبتهما بعد وقت قليل من الخِطبة، دون سبب وقتها، غير أنه لا يود الإرتباط بذاك الوقت، مازالت تالين لا تفهم أنها إنتهت من حياته بمجرد أن خلع خاتم الزواج وأعطاه لها... زفر نفسه بضجر، هو عاد اليوم بعد  تلك المُهمة السرية الذى كان بها يشعر بإنهاك جسده، كل ما كان يوده فقط هو حمام بارد وفراش يستلقي عليه... لكن ليس أي فراش، فراش به رائحتها، مازال قلبه مأثور وعقله فى تلك الليلة، ليلة إندماجه معها قبل أن يتعكر صفو الليلة، تنهد بجمود كذالك يشعر بالغضب من مغادرتها دون إستئذان منه كآنه لا شئ بالنسبه، زفر نفسه ماذا توقع أن يجدها تستقبله بإبتسامة كمثل أي زوجة زوجها كان غائبًا.. نفض عن رأسه فالبتأكيد حين تعود سيكون هنالك حديث خاص بينهما. 


بعد وقت، كانت ولاء تحتفي بـ تالين حتى أنها أصرت أن تبيت بأحد الإسترحات الخاصه بالمنزل هي ليست ضيفة، وافقت تالين كنوع من الذوق لا أكثر، ترقبت أن يطلب منها سراج  ذلك، لكن سراج بالوقت الذي جلسه معهم كان صامتًا شاردًا، كان يرد بإقتضات، رغم تلميحات ولاء أن زوجته ليست سوا إمرأة عادية لا تليق بأن تكون كنة عائلة العوامري  الشهيرة، هو لم ينتبه لذلك  وتركهم وغادر مُتحججًا بالإرهاق، صعد  الى غرفته مع ثريا، إستلقى بجسده على الفراش،ينظر الى سقف الغرفه يُفكر ويُفكر فى ردود أفعال تلك المُحتالة،كيف غادرت هكذا،لو كانت تالين محلها لكانت أعلنت مليكيتها له، لكن تلك المُحتالة دائمًا غير مُبالية،ولما تُبالي وزواجهما على المحك... لاول مره بحياته يكون هكذا لا يعلم بأي إتجاه يسير 


زفر نفسه،هل ما يشعر به إنهاك بدني،أم إنهاك عقلي...إنتفض جالسًا يحاول نفص تلك الأفكار عن رأسه،توجه ناحية المرحاض حاول إنعاش جسده بحمام بارد، ثم خرج إرتدى ثيابه وقام بإجراء إتصال على آدم ثم أغلق الهاتف نظر الى ساعة حائط موجودة بالغرفه كانت إفتربت الساعه من العاشرة ولم تعود ثريا، أو ربما عادت ومازالت بالأسفل، إتخذ القرار وخرج من الغرفه على آخر درجات السلم تقابل مع عدلات التى تبسمت له سألها: 


ثريا رجعت للدار. 


أجابته بتوتر: 


لاه الست ثريا لساها مرجعتش، يمكن فى الطريق، وعلى وصول هي.... 


قاطعها يحاول كبت غضبه: 


تمام،روحي إنتِ نامي تصبحي على خير. 


أومأت رأسها وإنصرفت من أمامه تنظر الى خروجه من الدار تُمتم: 


يارب الست ثريا توصل، ويعدي الليلة على خير.


❈-❈-❈


بمكتب ثريا


قبل قليل


كانت تجلس مع إحد الزبائن، لكن


أثناء حديث تلك السيدة معها شردت لوهله فيما حدث قبل وقت قليل، 


تذكرت وقت خِطبة سراج،كانت مازالت فى بأول أيام زواجها من غيث، كم كانوا يمدحون بعلو قيمة نسب سراج فهو إختار ما يناسب إسم عائلة العوامري...إبنة لواء سابق بالجيش ذات رُقي وعلو شآن... كان الغرض وقتها تقليل شآنها وأنهم منوا عليها بحجة أن مرآة الحب عمياء، "غيث" أحد أهم شباب عائلة العوامري تزوج من فتاة دون المستوي، كم كان هذا سخيًا بالنسبة لها، بل كان أكثر سخاءًا مما تستحق... أفضل الهدايا لأحبائكم


زفرت نفسها ودمعة تتحجر بعينيها،يبدوا أن هنالك دائمًا مقارنة بإنتظارها، 


فمنذ خمس أيام وسراج غائب لا تعلم الى أين ذهب...بالتأكيد عاد مع تلك الفتاة لهدف برأسه ،فليس صدفة دخولهم خلف بعض بوقت قليل بالتأكيد الهدف معلوم، هو "المُكايدة "... تنهدت فحتى هذا لن تناله يا سراج، هي لن تهتم والنهاية معه معلومة 


زواج خطأ والتصحيح لابد أن لا يطيل هذا الزواج لفترة أطول، وقبل ذلك لن تخرج خاسرة وتتنازل عن الأرض كما يبغي. 


فاقت من شرودها على وضع تلك السيدة يدها فوق يدها قائلة: 


يا أستاذة بكلمك مش بتردي. 


نفضت عن راسها ونظرت لتلك السيدة قائله بتبرير: 


كنت بفكر فى القضية. 


هزت السيدة رأسها قائله: 


والحل دلوق إيه. 


تنهدت بآسف قائله: 


للآسف الحلول الودية فشلت مبقاش قدامنا غير إننا نقدم قضية فى المحكمه  ونحاول نثبت جواز بنتك، عشان نقدر بعدها نثبت نسب الجنين اللى فى بطنها لوالده، وده مشوار طويل وللآسف هيبقى فيه الاعيب كتير. 


تنهدت السيدة بآسي قائله: 


منه لله بينكر أنه إتجوز من بنتي مع إن البلد كلها عارفه، مش كان الآشهار فى الجامع... إحنا مش عاوزين منه حاجه بس غير يعترف بالجنين اللى بطنها. 


تهكمت ثريا قائله: 


للآسف المحكمة ملهاش بالإشهار فى الجامع،لها باللى مثبوت فى الاوراق الرسمية الموثقة، وجواز بنتك مش مثبوت فى أي أوراق رسمية متوثقة من المحكمة، ومعنى كده إن معانا مشوار طويل...وبالتأكيد بمجرد ولادتها هندخل فى قضية إثبات نسب إبنها وربنا معانا. 


بكت تلك السيدة بآسي، نظرت لها ثريا ولم تشفق عليها فطمعها وجشعها جعلها تُعطي إبنتها التى لم تبلغ بعد طُعمً لأسوء الرجال الذي يقبل على نفسه الزواج من قاصر، دون السن القانوني والهدف معلوم...


جوازة ببلاش. 


بكت تلك السيدة  أكثر لم تشفق عليها ثريا، لكن بداخلها شفقة على طفلة ضاعت طفولتها وليت هذا فقط هنالك طفل آخر بأحشائها ربما يُصبح منبوذًا بلا نسب.


بعد وقت  


كانت مُنهمكة فى قراءة أبعاد تلك القضية تحاول صرف تفكيرها بما حدث اليوم، سحبها الوقت دون دراية منها لم تنتبه لمرور الوقت، أو ربما أرادت أن تنسى الوقت عمدًا... قلبها بائس لا تشعر بأي إحساس يجعلها تعود لذاك المنزل،زواج بقرار خاطئ منها...فاقت من إنشغال عقلها بتلك القضيه على طيف واقف أمامها،رفعت رأسها نظرت أمامها،إستهزأ عقلها حين رأت سراج يقف أمامها بوجه مُتجهم ،أغلقت الملف وإستمعت لحديثه الساخر يشوبه الغضب:


مش ملاحظة إن الوقت إتأخر ولا سيادة الأڤوكاتوا  نسيت إن ليها بيت لازم ترجع له...ولا يمكن معتبراه أوتيل او بنسيون تروحه بمزاجها،متفكريش إنى كنت غايب عن هنا ومش عارف إنك بترجعي للدار بمزاجك.


زفرت نفسها ببرود وتحدثت بنبرة إغاظة: 


والله أنا هنا بيتِ الأصلي.  


نظر لها بغضب و إقترب منها بغيظ  وقبض على مِعصمها بقوة قائلًا: 


ثريا بلاش النبرة دي معايا متخلنيش أمنعك تخرجي من دار العوامري، لغاية دلوقتي... 


لوهلة إرتجف جسدها من قوة قبضة يده القوية نهضت واقفة تنظر له وقاطعته بتحدي: 


سيب إيدي، ولغاية دلوقتي  إيه مشبعتش تحكُمات فارغة، أنا مش عارفه سر ولاء مع رجالة عيلة العوامري،نظر لها بغضب قائلًا:


ومن مش عارف ليه دايمًا حاطه عمتى ولاء فى دماغك،مع أنك عارفه إني مش بسمع كلام من أي،بمشي اللى فى راسي وبس والدليل إني أتجوزتك رغم معارضة الجميع،وأعتقد هنا المكان مش مناسب إننا نتخانق هنا كمان فى دار أهلك. 


-قصدك داري، أنا مكاني الحقيقي  هنا يا سراج. 


نظر لها قائلًا: 


كان يا ثريا، وبلاش تستفزيني ويلا بينا. 


كادت ثريا أن تعترض، لكن دخول سعدية الى المكتب من الباب الآخر، تبتسم قائله  : 


بت يا ثريا، إنت هتجضي طول الليل فى... 


صمتت سعدية حين رأت سراج يقبض على يد ثريا... كذالك نظرة عيناه التى تحولت حين نظر الى سعديه وإبتسم بقبول. 


تبسمت هي الأخري بتلقائيه حين رأت سراج، رغم شعورها القديم بالبُغض من غيث، لكن لا تعلم لما بقلبها شعور آخر نحو سراج،رغم ذاك كانت مُعارضة لزواج ثريا منه،فأحيانًا تُخطئ مشاعر القلب،نظرت نحو ثريا وقالت:


أهلا يا سراج...رجعت أمتي مش كنت مسافر 


أومأ لها برأسه وأجابها: 


أهلًا وسهلًا... رجعت النهاردة المسا. 


تبسمت بإقتضاب حين نظرت نحو ثريا، إستشفت من ملامحها الضجر، ثريا ليست إبنتها لكن هي أكثر من يفهمها بغض النظر أنهن دائمًا على خِلاف، لكن هل تتوه عن شبيهتها بالأخلاق، تبسمت قائله: 


بجالي ساعة منتظرة تخلصي الحديت ويا الست اللى كانت إهنه أكيد وليه رغايه وصدعتك،كنت هجولك تعالى معاي أنا ونجيه نتسلي سوا ونسمع فيلم شغال لـ إسماعيل يس.


رغم عن سراج تبسم قائلًا:


للآسف مش هتتسلى مع حضرتك انا بقول طالما مصدعه ترجع دارها ترتاح.


-"دارها".


طنت الكلمه برأسي 


ثريا،وسعديه 


كل منهن فسرتها حسب أمنيتها


سعديه...تمنت أن يكون سراج كما تشعر نحوه بالألفة 


ثريا...هذا كذب هنالك ليس لها مكان.


رغم ذلك لم تُعارض لا تود أن تُحمل أحد خطأها حين وافقت على الزواج مرة أخري.


بطواعية سارت مع سراج قائله:


تمام،نسهر مره تانيه يا خالتي،إبقي أقفلى الباب بقى.


اومأت سعديه ببسمه طفيفة وتعمدت القول:.


توصلي بالسلامة، هبجي أجي معاكِ بكره عشان ضم الرز هاجي أساعدك فيه. 


تبسمت لها ثريا قائله: 


تسلمي  يا خالتي. 


غادرت ثريا خلف سراج الذى كان يشعر بضيق، ساد الصمت الى أن إقتربا من المنزل فجأة أثناء سير ثريا لم تنتبه وتعرقلت بإحد الحصوات الكبيرة وإنزلقت إحد قدميها، وجثيت من الآلم، خرج  منها آنه قوية، نظر سراج نحوها تفاجئ بها جاثية، تلهف عليها وجثي جوارها قائلًا:


مالك. 


رغم آلم قدمها لكن كابرت على ذلك قائله: 


مفيش، بس إتكعبلت فى حصوة. 


مد يده لها كى يُساعدها حتى تنهض لكن كعادتها تنظر ليده وتتحامل على نفسها وتنهض وحدها، بالفعل فعلت ذلك وحاولت الوقوف على قدمها، لكن لوهله كادت تختل وتقع مره أخري لكن سراج إقترب من خصرها  حاوطها بيده حتى وقفت تفوهت بإستقواء رغم آلم قدمها بعد أن حاولت إزاحت يده عنها قائله: 


شكرًا، هعرف أمشي لوحدي. 


تنفس بضجر قائلًا  بحِدة: 


ثريا  بلاش... 


قاطعته بحِده: 


وجع بسيط..


ترك خصرها مُستسلمًا لا يود جِدال أصبح يعلم بعض خِصال ثريا،وهو العِند..بالفعل تركها،سارت خطوة وإثنين وتوقفت تشعر بآلم حاد،لكن كعادتها تحاملت وعاودت السير ببطئ لكن تبسم سراج وإقترب منها حاوط خصرها مره أخري وقبل أن تتفوه بعناد همس جوار أذنها بهدوء:


بلاش عِند وإمشي بدل ما أشيلك غصب.


نعومة حديثه هزت قلبها،وحقًا قدمها تؤلمها لكن عاندت وهي نحاول إزاحة يده لكن ثشبث وهو ينظر لعينيها التى تلاقت مع عيناه كانت نظرة تحدي منه،لم تستسلم لكن سارت صامته 


،تبسم سراج خِفيه.


دلفا الى داخل الدار،لم يلاحظا تلك العيون التى رأت ما حدث 


عيني شعرت بحسرة وآسي وهي ترا ذاك القاسي سراج الذي أخبرها سابقًا أن حياة الزواج والإستقرار لا تناسبه كـ ضابط بالجيش مُعرض يوميًا للإصابه او حتى الإستشهاد،لكن الحقيقة واضحة أمامها،سراج لم ترا منه يومًا  تلك النظرة التى رأتها بعينيه لها حتى حين غادرت  غادرت وعيناه خلفها،يبدوا بوضوح عاشق لتلك البسيطة... دموعها سالت حسرة من عينيها، لا تلومه فمن يستطيع التحكم فى قلبه، لو كان ذلك لكانت هي أول من تحكمت فى ذلك ونسيت عشقها له، فمن قبل أن تراه كانت تسمع من والدها مديح عنه أنه بقلب شجاع، ارادت رؤيته وصدفة جمعتهم منذ رأته أول مره أغرمت به، لكن هو كان برأسه هدف واحد وهو " الفدائية"


التي تخلى عنه فجأة وعاد لهنا، وتزوج، كان بداخلها أمل أن تكون مجرد نزوة فى حياته كما أخبرتها ولاء ودعتها للحضور هنا كضيفة لأيام، لكن الحقيقة ليست نزوة فالعين تفضح ليس العين فقط بل المواقف، وقوفهم بهذه الحميمية أمامها أكدت أن السراج الشارد قد عشق... تنهدت بآلم وقامت بمسح تلك الدموع التى تخدش وجنتيها وإتخذت القرار 


الخاسر الوحيد هو الذي يُحارب وهو يعلم أنه دخل الى معركة يُقحم نفسه فيها دون سبب. 


عينان أخري 


شريرة تلمع مثل الذئاب التى تضوي بشرر وهي ترا فريسه ترغبها آخر يمتلكها، عيني قابيل الذى كان يقف فى احد شُرفات منزله بالظلام ورأي ما حدث ليقتحم قلبه نار مُشتعلة، لكن لن يتنظر كثيرًا الطريقة الوحيدة لتهدئة ناره هو إبادة سراج. 


❈-❈-❈


بغرفة سراج


بمجرد أن دخلا الى الغرفه نفضت ثريا يده عن خصرها وتوجهت سيرًا بصعوبة جلست على أحد مقاعد الغرفه إنحنت تخلع حذائها ثم نظرت الى قدمها كانت متورمة قليلًا،حاولت تدليكها لكن منعها قسوة الألم، لم تهتم بـ سراج الذي توجه ناحية حمام الغرفه، نفخت أوداجها بآلم، وكادت تنهض لكن بنفس الوقت إقترب منها سراج وجثي على ساقيه أمامها وجذب قدمها المُصابة، لوهله ذُهلت ثريا، لكن فاقت من ذهولها حين ضغط على قدمها آنت بآه خافته، حاولت جذب قدمها، لكن سراج تمسك بها قائلًا: 


ده إلتواء مش كسر. 


تهكمت بسخريه قائله: 


مكنتش أعرف إنك دكتور عِظام. 


أخفي بسمته وهو يُخفض وجهه يقوم ببعض التمسيد على مكان الوجع  بقدمها، ثم شغلها بأحاديث جانبية كانت ترد بإقتضاب، شعرت بالخجل من تمسيد يده لقدمها كذالك شعور آخر لم تفهمه، حاولت جذب قدمها بعنف قائله: 


لكن تمسك بها سراج وبغفلة قام بلفت قدمها بطريقة خاصة،جعلها تئن أهه قويه سمعها، حتي أن من شدة الآلم اللخظي وضعت يدها تقبض على أحد كتفيه بقوة، رفع وجهه ونظر لها وتبسم قائلًا: 


كده الآلم تقريبًا هيروح، كمان المرهم ده هيرخي الوجع، والصبح هتبقي كويسه. 


إستعجبت ثريا حين وضع قليل من ذاك المرهم فوق قدمها وبدأ بتدليكها، شعرت كآن الوجع إختفي، شعرت كذالك بضعف للحظات وتمنت أن تدوم تلك اللحظة، لأول مره يهتم بألمها أحد غير والدتها وخالتها، تمنت أن كان ممدوح أخيها عارضها مره ربما كانت إستمعت له وشعرت أنه سند لها، لكن دائمًا هى من تدفع بنفسها داخل المعارك، وبالنهايه تجد نفسها مُنهزمة مُستسلمة لكن شبعت من الهزائم ولن تستسلم مرة أخري، لوهله تجمعت الدموع بعينيها وهي تتذكر حرق فخذها المؤلم للغايه وهي دون حتى مرهم يُسكن الآلم الفظيع ونبرة الشماتة فى صوت غيث وهي غير قادرة على الحركة راقدة بالفراش تشعر كآن ساقيها أصبن بالشلل 


وجملة قاسية يستمتع بها


"كل ما هترفضي إني أقرب منك وهيكون عقابي أسوء من العقاب اللى قابله أنا قدرك الأسود، هخليكِ تتمني الموت ومش هطوليه" 


والسؤال برأسها


-ماذا فعلت له كي يفعل بها ذلك 


-تمنعت أن تُسلمه جسدها


-لا ليس هذا سببًا كافيًا لأفعاله الشنعاء بها


-الحب كما كان يقول 


"حياتي كلها عاشرت ستات كتير مفيش ست قدرت تستحوذ عليا زيك، بقيت مجنونك، لكن أنا مش من النوع اللى بيذل نفسه، اللى بيفكر يمنع عني حاجه أنا عاوزه بمحيه حتى لو كان روحي فيه، إحمدي ربنا إنى صابر عليكِ.. 


كشف ردئها عن ساقيها ونظر له بقسوة ضغط عليه جعلها تصرخ من الآلم المُميت...


ضحك بغلاظة على صُراخها... دموعها.. آلمها..


صوت ضحكتة كآنه صرير تروس حديديه تحتك ببعضها،صوت مُفزع يجعل قلبها ينقبض،وليته ينقبض ويتوقف عن النبض وتنهي بعد أن يخرج من  تلك الغرفه التى جهزها خصيصًا بمجثات خاصة كاتمة للصوت،لا تعلم كيف خدعها بهذا الشكل الرقيق سابقًا كان صائدًا ممتاز وهي أسهل فريسة وقعت تحت يداه،نسخ ضبابه عليها،وإستسلمت للعتمة تائهه"


أغمضت عينيها بقوة تحاول إيقاف تلك الدمعة أن لا تخرج من بين أهدابها،يكفي ماذا فعلت لها الدموع...لا شئ 


لكن سبقتها الدموع وسالت من إحد عينيها، خدشت وجنتها وصولًا الى ساعد سراج الذي كان إنتهي من تدليك قدمها ولف رابط ضغط عليها،رفع وجهه حين شعر بنُقطة ساخنه على ساعده،نظر نحو قريا كانت تغمض عينيها بل تعتصرها لحُسن حظها أنه ظن ذلك رد فعل من تآلمها،غض قلبه قائلًا:


دلوقتي مفعول المرهم هيشتغل ومش هتحسي بأي وجع 


  


سريعًا فتحت عينيها


عن أي وجع يتحدث،وهل هذا آلم،تهكمت ومسحت تلك الدمعة...جذبت قدمها،وإرتزكت بيديها على مسندي المقعد،ثم نهضت واقفة حين ضغطت على قدمها المُصابة شعرت بآلم طفيف،لكن تحاملت وجذبت ملابس أخري وذهبت نحو حمام الغرفه،دقائق وعادت،كان سراج قد تخلص من بعض ثيابه وأصبح بسروال منزلي وفوقه فانله بلا أكمام،نظر نحوها قائلًا: 


خدي المسكن ده هيريحك، وحاولى نتدوسيش عليها. 


أخذت المُسكن من يده تناولته وإرتشفت قطرات مياه ثم 


ذهبت نحو الفراش وتمددت لا تشعر بآلم قدمها لكن آلم آخر أقوي عذاب،آلم روحها المسلوبة،جروح لا تندمل مع الوقت،حاولت إغماض عينيها تستجدي النوم علها تحصل على  راحة عقلها... بالفعل لم تتخذ وقت وغفت ربما بسبب ذاك المُسكن،بينما تسطح سراج جوارها ينظر لها صامتًا،لما بعد أن كان غاضبًا تحول الى هادئ...نظر لملامحها  كانت بريئة وهي نائمه،خُصلات من شعرها تمردت،لاحظ سابقًا بعض خُصلات بيضاء تظهر بوضوح فى شعرها الأسود،تعطيه منظر جذاب كآنها خيوط فصية تشق الظلام،هدوء غريب يشعر به،كان يفتقد ذاك الإحساس،كان ثائرًا،وبلحظات تبدل الى لطيف،إعتدل نائمًا على الفراش بظهره،لكن نظر لها تنفس بقوة وأغمض عيناه.


❈-❈-❈


قبل قليل 


بمنزل والد حنان


عُرس ما قبل الأمس تحول اليوم لـ عزاء رغم مرور أيام لكن النساء مازالت تتوافد لتقديم العزاء، هنالك تلامُز بينهن، بسبب جلوس حنان بينهن،فمازال حفظي بالمشفى رغم تحسن حالته وخروجه من مرحلة الخطر لكن مازال بغيوبة لم يفوق منها،ماذا سيخدث حين يعود للوعي ويعلم أن والده قد توفي،وأنه لم يأخذ عزاؤه،والسبب هو تلك التي تبكي من يرا بُكائها يعتقد أنها بريئه،وربما هى السبب فى تعجيل وفاة عمها بعدما لم يتحمل إصابة ولده ومكوثه بالمشفى بين الحياة والموت والسبب تلك التى تسيل دموعها،مثل التماسيح.


 بالمندرة نهض آدم وهو ينظر الى ساعة يده كذالك يشعر بوجع فى ساقه،تفوه بهدوء:


أحمد روح قول لـ حنان إنى منتظرها بره عشان نرجع لدارنا  ، وافق وذهب... 


وقف مجدي يُصافح آدم قائلًا:


كتر خيرك يا ولدي،واجفتك كان طيبة معانا.


تنهد آدم بآسف قائلًا:


ده واجب حتى لو مش بينا نسب،وربنا يجعلها آخر الآحزان.


بعد قليل بـ دار العوامري 


فتح آدم الشقه  وتنحي جانبًا،دخلت حنان أولًا ثم هو خلفها،جلست على أحد مقاعد الردهه وخلعت وشاح رأسها الأسود تنهدت بآسي،جلس آدم جوارها يضمها من كتفيها لصدره،مالت برأسها على صدره وتنهدت وأطلقت عنان عينيها،شعر آدم بسخونة دموعها على صدره،رفع وجهها ونظر لها يشعر بآسي  سائلًا:


بتعيطي ليه يا حنان.


وضعت رأسها على صدره مره أخري قائله:


عمي كان صحيح قاسي كنت بشوفه جبروت وبخاف منه،قد إيه المرض هزله فى وقت قصير،وقضي عليه،سمعت حديت النسوان وهما بيتهامزوا بيقولوا إن السبب فى موته هو إصابة حفظي.


ضمها قائلًا بمواساة:


ده عمره ومفيش أي سبب لموته هو كان مريض وإشتد عليه المرض وربنا أراد يريحه من الآلم،أوقات كتير الموت عند التعب راحة...وده اللى حصل معاه،مفيش أي سبب غير إن ده آجله.  


تنهدت تضم نفسها لـ آدم تحتضنه، ضمها بين يديه وقبل رأسها قائلًا: 


مش كفايه حُزن بقى، بحب أشوف عينك بتبتسم. 


رفعت راسها عنزصدره ونظرت له ضمت وجهه بين يديها قائله: 


أنا بحبك  يا آدم، بحب أخلاق الفارس اللى عندك، أنا إتربيت التحكمات والاوامر، أمي كانت ومازالت شخصيتها ضعيفه، أنا كمان زيها، لكن إنت مش زي أبوي. 


ضم وجهها  ثم قبل وجنتها قائلًا: 


ثم إقترب من عُنقها قبلها قُبلة ناعمه هامسًا بعشق: 


أنا مش بحب الشخص الضعيف، سواء ست أو راجل، الضعيف دايمًا بيبقي خسران يا حنان 


ومش معني كده إني أتجبر وأستقوي، أستقوي فى الحق، لكن مستقواش لمجرد فرض الهيمنه والقوة... عاوزك تبقي قوية، عشان ولادنا.


تنهد آدم يشعر بآسى وتذكر والدته كانت ضعيفه فأهلكها ضعفها عكس خالته رحيمة كانت صامدة مثل جذع الشجرة التى يتشبث بالأرض،هي من كانت تعارض دائمًا،ليس لشي،فقط لمجرد المعارضه وانها قادرة على فرض ما تريده.


لمعت عين آدم بشغف وهو يرا خجل حنان حين إقتربت شفاه من شِفاهها ترحب بقبلته لينعما بقبلات عاشقه تقودهم الى غرفتهم يأخذان وقت مُستقطع من الأحقاد الذي على يقين أنها مازالت تحاوطهم.  


بـ شقة قابيل


كان يجلس يضع خرطوم الآرجيله بفمه ينفخ دخانها يشعر 


بغضب غيظ دفين كلما تذكر حمل سراج لـ ثريا هكذا بين يديه،


نظر الى بصيص نار فحم تلك الآرجيلة يشعر ببُغض،يبحث طريقة للتخلص من سراج نهائيًا،فكر بقتل حفظي،لكن تراجع،فبالتأكيد سراج وقتها لن يكون عليه أي خطيه،فـ حفظي تهجم عليه أولًا،لكن إذا عاش حفظي قد تكون فرصة،هو على يقين بأخلاق حفظي السيئه،رغم وجود خلافات سابقه بينهم،لكن هنالك تشابه بينهم فى بعض الخِصال والمنافع


حفظي يريد... حنان 


وهو يريد....ثريا 


والهدف واحد لديهم،وكل شئ مُباح.


فى خضم تفكيره قطع عليه ذلك تلك التى آتت تتهادي تتدلل بغنج فى سيرها بزيها الشبه عاري... نظر لها بسخط هي لا تُثيرهُ حتى لو كانت عاريه، شعر بمقت منها، ألقت بنفسها بين يديه وجلست على ساقيه تُعانقه بإغواء، تحاول إثارته بالفعل ترك خرطوم الآرجيله وضمها وقبلها قُبلة قويه، كاد يسلب روحها  ترك شفاها قبل أن تختنق، نظر لها وهي تلهث، ثم صفعها بحميميه على أسفل ظهرها، شعرت بإثاره، لكن هو نهض قائلًا: 


من زمان مرجصتيش (رقصتي) ليا 


نظرت له قائله: 


أرجُص كيف ناسي إنى حِبله؟. 


أجابها بعين لامعه: 


متشوق أشوفك  بترجصي لى، وبعدين يعني مش هتهزي جامد... 


بطريقته اقنعها أن ترقص، لم تبالى سوا بإرضاؤه، هز خفيف لن يضرها 


بالفعل بدأت ترقص، وهو يستحثها على المزيد وهي مُستمتعه بلمساته الجريئه لجسدها، كآنها نسيت ما بأحشائها 


تمايلت بعنفوان بعد ان إندمجت بالرقص، دوت شعور منها  فاقت من تلك الغفوة تشعر بآلم كبير، نظرت نحو ساقيها حين شعرت بسيلان دافئ يسيل منها ذُهل عقلها وهي ترا دمائها تسيل أسفل قدميها وهي تئن بآلم حتى انها جثيت على عقبيها، تضع يديها على تلك الدماء ورفعت رأسها بآلم تنظر نحو قابيل لكن كان تحت سطوة توهان مسطول، تجمدت عيناه وهو بنظر الى آنينها وهي تنزف 


ينظر الى تلكالدماء التى تندفع منها وهي تئن بإستسلام لغياب عقلها،منظر دمائها كآنها مياة سائلة. 


❈-❈-❈


بعد مرور يومين 


بـ دتر العوامري 


على طاولة العشاء 


كان إجتماع عائلي يضم أفراد العائله على شرف تلك الضيفه "تالين"  وإن كان هنالك ترحيب زائد بها من ناحية ولاء،رغم عدم مبالاة سراج هو معظم وقته يقضيه بالإستطبل بين الخيول،لكن الإجتماع كان بحضور الجميع


كذالك ثريا التى رغم بُغضها لكن تحملت،أسلول ولاء فى التلقيح عليها،لا تُبالي بشئ هي ماقته وتتمني أن تخرج من براثن تلك العائله تلوم نفسها لما زجت نفسها بينهم مره أخري.


إنتهي العشاء وذهب الجميع الى المندرة 


وقفت ولاء أمام ثريا قائله:


ساعدي الخدامين،وكمان هاتي لينا الشاي المندرة،يلا يا تالين تعالى معايا.


لوهله شفقت تالين على ثريا وشعرت بالغضب من ولاء،لكن ذهبت معها الى المندرة،بينما ثريا شعرت بحقد،سراج لم يرا ذلك كان غادر الغرفة،لكن حتى إن رأي ماذا سيفعل،ربما كان طلب هو منها ذلك،زغرت ثريا عينيها بغضب،لكن هي لن تترك ولاء تظن أنها السيده وهي خادمة،ذهبت نحو المطبخ وطلبت من الخادمة عمل الشاي،حتى إنتهت من صنعه،سارت بالمقدمه والخادمة خلفها تحمل صنية الشاي دلفن الى الغرفه،امرت ثريا الخادمه بوضع الصنيه على منضدة بالغرفه قائله:


تسلم إيدك يا عدلات،أنا هقدم لهم الشاي،روحي إنت ساعدي اللى فى المطبخ.


بالفعل غادرت عدلات لكن شعرت ولاء بضيق،ثريا هزت مكانتها بفعلتها تلك أثبتت انها إحد نساء العائله ليست خادمة،كما حاولت التقليل منها،قامت بإعطاء اكواب الشاي للجميع وتركت ولاء للنهايه أعطت تالين اولًا ثم جلست ولم تُعطي لـ ولاء كوبها،نظرت ولاء بغضب،نظرت ولاء لها تنتظر أن تُعطيها الكوب،لكن لم تُبالي بنظرتها وجلست جوار إيمان وحنان اللتان تبسمن لها بمؤازرة،لكن نهضت ولاء بغضب قائله:


قلة الذوق والتربيه وصلت بيك لحد لازم يتوضع لكِ حد.


تهكمت ثريا رغم معرفتها بأن ولاء تقصدها لكن لم تهتم وقالت ببرود:


تجصدي مين.


نفخت بفحيح:


هو فى حد دخل العيله معندوش أصل ولا أدب ولا تربيه غيرك.


إنتفضت ثريا بغضب قائله: 


أنا مؤدبه وعندي أخلاق مع الناس اللى بتتعامل معايا بذوق انا هنا مش خدامه يا ولاء، انا هنا مرات واحد من رجالة العوامريه اللى إنت دايمًا تنفخي فيهم وهما... 


توقفت ثريا قبل ان تستقل بشآن رجال العيله، لكن عاودت الحديث بغضب: 


وأصل الناس مش بفلوسهم ولا بسطوتهم الإنسان هو اللى بيعمل لنفسه قيمة وانا قيمتي عاليه وإنتِ عارفه كده كويس، عالاقل أنا مش بفرض حقد قلبي عاللى حواليا، فوقي يا ولاء أنا زيي زيك، بل أنا الأعلي منك، أنا دلوقتي  مش مرات السفيه "غيث" 


أنا مرات "سراج العوامري"... 


ما كان عليها أن تذكر سيرة ذاك الـ" غيث" كمن


صبت قدح من النار فوق صدره...ربما ما كان جادلها وتركها تقول اكثر لـ ولاء،هو الآخر يبغض أفعالها منذ ان كان بالثامنه قبل وفاة والدته،يكره تعنتها وإستكبارها،لكن أخطأت ثريا،نظرت ولاء نحو سراج الذي ألقى كوب الشاي على الارص بقوة ونهض فى البدايه ظنت انه سيصفعها امام العائله،لكن سراج أخلف ظن الإثنتين،وجذب ثريا من يدها بقوة يجذبها للسير خلفه،وهي تحاول مجراته كي لا تتعرقل،كذالك تشعر ببعض الوجع بقدمها المُصابه،دخل الى الغرفه دفعها بقوة ترك معصم يدها 


نظرت لمعصمها كانت أثار قبضته القويه واضحة، لم تُبالي بالآلم ورفعت نظرها نحوه بغضب، بينما هو عيناه تقدح نارًا يُزفر نفسه ساخن كاللهب الحارق وهو ينظر إليها،،جلست على أحد المقاعد وقف لحظه ينظر لها بغضب سحيق،وهي تجلس مازالت مُشتعله داخليًا تنتظر رد فعل سراج،الذي جذب إحد التحف الفخاريه وألقاها بتعسف أرضًا ينظر لها بثوران،لحظه وإثنان وفار الثوران،وهو يقول لها بغضب:


عاوزه توصلي لايه يا ثريا،مبسوطة بالعرض اللى عملتيه قصاد العيله هدفك منه إيه...


أجابته ببرود: 


ماليش اي هدف يا سراج، بس اللى هيقلل من قيمتي مش هيهمني هو مين.. 


  


 صمت لثوانى ينظر لها قبل أن ينفجر مثل الإعصار قائلًا: 


إنتِ ليه غاوية عِناد مفكرة بكده هتقدري توصلي لهدفك. 


تهكمت بإستهزاء غاضب سائله: 


هدفي... هدفي إيه؟. 


عاود القبض على مِعصمها قائلًا: 


أنا مش غيث يا ثريا متفكريش إنك هتقدري تسيطري عليا بأسلوبك البارد ده وهجري وراكِ عشان أنول الرضا، فكري كويس فى مكانتك هنا.... 


قطاعته بضحكة مُتهكمة تقول بوجع بقلبها: 


مكانتي هنا! 


مكانتي هنا مجرد دخيلة زي ما أنت قولت ولا نسيت. 


نظر لها بغضب يشعر بضيق هو قال ذلك فعلًا لكن كان هذا فقط ليتلاعب بعقل حفظي حتى لا يؤذيها.... 


قبل أن يوضح ذلك، كانت هي تثور بغضب: 


أنا هنا مجرد دخيلة، ماليش أي حق ولا أي مكانه، ولا حتى مكان، آخر حدودي هو باب الأوضة دي، الأوضة اللى إتعمدت تتجوزني فيها، يا حرام جوازنا تم بسرعة ملحقتش تفرش شقة خاصة بينا، او الأساس مش هتحتاج معايا أكتر من أوضة، هدفك معروف 


الأرض رغم قولتلك الأرض دي مش هتنازل عنها غير بموتي، كل هدفك إنك تزهقني وأتنازل عنها، متتكلميش مع اخواتي،  مهما تعمل مش هتوصل لهدفك يا سراج، ومتستناش منى إنى أخضع لأوامرك وبسيطه تقدر تصلح غلطك.... عمري ما بصيت لحد بس لما شوفت آدم سألت نفسي أيه اللى ينقصني عن حنان عشان راجل يعمل معايا زي آدم، بس أنا عارفه ايه اللى ناقصني، أنا مش بنت حسب ونسب زيها، وكمان عاذبه سبق لى الجواز من راجل تاني.. لازم أرضخ وأرضي، اللى زيي آخرها تتجوز راجل عجوز  وتبقى خدامة له 


أو تحفظ كرامتها وبلاش تتجوز تاني وده كان  الأفضل بالنسبه ليا. 


فهم معني حديثها مازال غاضبًا لابد من قرار رادع لفعلتها تلك، فكر فى لحظة 


وتبادل الإثنين النظرات بداخل كل منهما أن هذه لحظة 


         «مواجهه وقرار» 


يتبع....

🔥دمتم سالمين🔥...



     الفصل التاسع عشر والعشرون من هنا   


   لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات