رواية سراج الثريا الفصل التاسع عشر 19 والعشرون 20 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية سراج الثريا 

الفصل التاسع عشر 19 والعشرون 20

بقلم سعاد محمد سلامة


مواجهة.... كانت حاميه 


قرار...  ربما يبدوا سهلًا، لكن بالحقيقة شاقًا عليهما 


مواجهه منها... تنتظر قرار ربما يكون هو بداية الحرية فى نظرها.


قرار منه...كلمة قد تُنهي المواجهه،لكن...


أي كلمة 


الطلاق...ووضع النهايه... أم الإنطلاق ربما يبدوا فرصة للبداية  


أغمضت عينيها لوهلة، وكآنها سمعت قرار سراج: 


"الأرض مقابل حريتك يا ثريا" 


هكذا طن برأسها...او بالأصح توقعت قوله ذلك بمساومة منه لكن لن ترضخ...


لكن الحقيقية  حين فتحت عينيها، كان سراج ينظر لها صامتًا للحظات قبل أن يرفع إحد يديه يجذبها من عُنقها وبلحظة كان يلتهم شفتيها بقُبلة مزيج مُتشعب من المشاعر الغير مفهومة لا بعقله ولا بعقلها الذي غيبهُ المفاجأة،قُبلة غضب تحولت الى قُبلات تُغيب عقليهما  الإثنين لم يدري ايً منهما كيف وصلا الى الفراش ، كآنهما سقطا بفجوة زمنية فقد فيها الإثنين الوعي، حتى ذاك الرنين فى البداية تجاهلاه وظلت مُستمرة القُبلات واللمسات لكن الرنين المتواصل أفاقهم من تلك الغفوة...


نهض سراج عنها وقف يحاول تهدئة أنفاسه قبل أن يرد على الهاتف، خرج صوته مُتحشرجًا وهو يسأل بتوريه: 


متأكد من المكان. 


أكد له الآخر،، تحدث سراج: 


تمام ساعة بالكتير هكون عندك. 


بينما شعرت ثريا بالخزي من نفسها  من ذاك الإستسلام المُباغت منها، وحاولت تعديل ثيابها تُحايد النظر نحو سراج الذي  عدل هندامه وهو يذهب ناحية باب الغرفه وتحدث بأمر وهو يُعطيها ظهره: 


ممنوع تحتكي بأي حد فى الدار، وأما أرجع لينا كلام تاني مع بعض. 


لم ينتظر ردها، وخرج صافعًا خلفه باب الغرفه بقوه، جلست على الفراش تشعر بغضب من تحكُماته الزائدة، كذالك تنفست بجمود وهي تشعر أنها مثل الضالة الشريدة، كانت تود قرار حاسم لمواجهتها له


لكن إنتهت المواجهه بلا قرار. 


❈-❈-❈


بعد قليل 


بمكان خالي قريب من الجبل...، أخذ سراج  تلك الصور من ذاك الوسيط قائلًا: 


واضح إن فى عملية تهريب كبيرة هتتم قريب، مين اللى وصلك الصور دي. 


أجابه الوسيط: 


ده الراجل بتاعنا اللى فى وسطهم، بس أعتقد أن فى حاجه هتحصل قبل ما تتم العملية دي، كنوع من التشتيت للجهات الأمنية، لغاية دلوقتي العميل بتاعنا بيقول مفيش أي أوامر وصلت له بتنفيذ أي شئ. 


تنهد سراج  بتفكير قائلًا: 


أكيد مش هيفتشوا أوارقهم كلها مره واحدة أنا عاوز العميل ياخد حذره لأن العمليه واضح أنها كبيرة وهما مش هيأمنوا لأي حد ولو شكوا فى أي شخص مش هيفرق هو مين، والتصفيه عندهم أسهل شئ،ومتأكد هيبقي فى تصفيات كبيرة الفترة الجايه. 


أجابه الوسيط: 


تمام يا أفندم عاوزك تطمن أنا محذر عليه ياخد حذره...وكمان فى تعاون بين الجيش والداخلية عشان كده. 


إبتسم سراج  قائلًا: 


قولي بقى إيه آخر أخبارك، شايفك إتأقلمت هنا بسهولة. 


إبتسم الوسيط  قائلًا: 


أنا هنا فى مهمة خاصه  يا أفندم والمطلوب مني بنفذه، وكمان شُعلنا فى الجيش، وإننا بنأدي مُهمات وعمليات خاصه عودنا نتأقلم عالمكان اللى إحنا  فيه مهما كانت طبيعة المكان، لأن كل الاماكن متاح لينا العيش فيها، مش لازم نصعبها على نفسنا. 


ربت سراج  على كتفه بمؤازرة وإفتخار قائلًا: 


تمام،إنت ضابط كُفأ وكنت أفضل إختيار للمهمة.


إبتسم الوسيط قائلًا بمدح:


أكيد بتعلم من سيادتك،وسعيد جدًا إني بشتغل تحت قيادتك،إنت عارف كان نفسي أشتغل مع حضرتك،والفرصة جت لى وأتمني أكون مفيد وعند حُسن ظنك.


ربت سراج على كتفه قائلًا بتشجيع:


إنت من أكفأ الضباط وكفايه مدح كتير، مش عاوزين العملية دي تتم بدون ما الجيش يكون له الكلمة الاخيرة فيها. 


بعد قليل أثناء قيادة سراج للسيارة عائدًا للدار، توقف للحظات فى البداية شك أن هنالك من يتعقبه، لكن كان مُخطئ، ربما تفكيره بتلك المُحتالة جعله يتخيل ذلك، زفر نفسه 


لو عاد الليلة الى الدار قد يعود الشجار بينه وبين ثريا، وقد لا يتحكم فى أعصابه، تنهد بضجر مصحوب بمشاعر مختلطة غير مفهومة، ثريا تلك المحتالة العنيدة، أصبح لها تأثير عليه،بدل أن يُعاقبها على ما تفوهت به،وجد نفسهُ يُقبلها، يريد أخذ قرار حاسم وردع تمردها،لكن  بالنهاية يحدث العكس... 


تنهد بجمود وبدل طريقهُ  من العودة الى دار العوامري، الى مكان آخر قد تهدأ فيه عاصفة عقله... 


بعد قليل كان يقف أمام ذاك المنزل يدُق عليه وإنتظر دقائق حتى فُتح الباب، نظرت له رحيمة بخصه قائله بلهفه وقلق: 


سراج خير يا ولدي، إخواتك بخير،ثريا بخير. 


أجابها مّبتسم: 


أخواتي بخير يا خالتي وثريا كمان، أنا كنت في مشوار قريب من هنا قولت أفوت أطمن عليكِ. 


-كاذب يا سراج. 


هكذا أخبرها إحساسها، لكن تبسمت قائله: 


واجف  جدام الباب إكده ليه، تعالى لچوه الدار. 


إبتسم وهو يدلف خلفها يغلق الباب.. نظرت له بحنان سائله: 


إنت عارف إنى بصلي العشا وأنام، أجيبلك تتعشي. 


هز رأسه بنفي قائلًا: 


لاء مش جعان. 


تبسمت له قائله بحنان وهي تجلس على الآريكة: 


تعالى. إجعد عالكنبه چاري، رچليا بيوچعوني من الواجفه كتير، عجزت بجى. 


إبتسم  وهو يراها تجلس تشاور على فخذها، فهم غرضها،وهذا هو ما يريده أن يتمدد بجسدهُ يضع رأسه على فخذيها،ربما يهدأ قلبه.


تبسمت بحنان حين وضع رأسه على فخذيها وضعت يدها على راسه تتخلل أصابعها بين خصلات شعره تُمسدها بحنان،وهو يُغمض عيناه يتنفس بهدوء،عن قصد سألته:


إزي ثريا.


فتح عيناه،وتنهد لثواني قبل أن يُجيبها:


بخير.


تبسمت قائله:


ياريت كنت جِبتها معاك،كانت دعكت لى رچليا،إيديها حنينه،وهي كمان قلبها حنين.


زفر نفسه،فهو لم يرا من حنانها شئ..هي معه دائمًا عاصيه تستفزه.


تبسمت رحيمه ووضعت يدها فوق صدر سراج تسير بكفها الى أن وصلت الى موضع قلبه،وقالت بتصريح حنون ومباشر: 


العشق وشم محفور على الجلوب يا ولدي، صعب يتمحي حتى بكي النار هيسيب آثر لـ سهم العشق اللى إتوغل من جلبك، مش هتقدر تجاوم كَتير، العشج هيِغلبك، ويغَلبك، البِنيه جلبها ناشف زى الأرض الشراجي(الشراقي) بس ندى الصباح جادر يرجع الخضار لـ جلبها...هى الوحيده اللى جادرة تحتوي غضبك،بلاش الجسوة ياولدى تجسي جلبك،أمك زمان مماتش من المرض ماتت من الجسوة


الهالوك بيرعرع أكتر من الورد 


بس..الأرض الطيبه كيف ما تزرعها بتحصد منيها. 


أغمض سراج عينيه، يفهم قصدها، لكن مازال التمُرد بعقله، لكن زادت رحيمة قولها: 


بلاش تتمرد عالقدر يا سراج، ثريا هي قدرك، إفتح جلبك للعشج وبلاه العِند هيخسرك كتير. 


فتح عيناه ينظر لها وهي تبتسم تومئ له برأسها أنها تفهم سبب مجيئه لها بهذا الوقت، أراد أن يشعر بالإهتمام والإحتواء، كذالك أراد أن يفهم سبب لتلك الحالة الذى أصبح بها، لم يكُن  يخطُر  على عقلهُ يومًا أن يقع ببراثن العشق،أغمض عينيه يشعر بهدوء نسبي. 


تبسمت رحيمه ومازلت تُمسد خصلات شعره، حتى أنه غفي بسلام نفسي. 


صباح اليوم التالي


فتح سراج  عيناه حين وصل الى أنفه تلك الرائحة الطيبة، تمطئ ونحي ذاك الدثار عنه ونهض يسير  خلف تلك الرائحة  الى أن وصل الى ذاك المطبخ الصغير الذى لا يحتوي على تجهيزات عصرية، بضع آرفف رخاميه تحمل الاواني وثلاجة صغيرة، موقد صغير ومنضدة أرضية، كل شئ بها صغير لكن به رائحة طيبة، تبسمت  له قائله: 


كنت هاجي أصحيك،، عشان نفطر سوا، يلا روح إتوضا وصلي ركعتين الصبح وتعالى، اكون جهزت الوكل عالطبليه، كمان عملت لك صنية الراوني، وصنية محوجه اللى عتحبهم من يدي، كمان عملت صنيتين تانيين بس مش ليك، تاخدهم لأخواتك ومتنساش تدي منهم 


لـ ثريا حبيبتي. 


أومأ لها مُتبسمًا، بعد قليل، كان بالطريق يشعر بصفاء، لكن لفت نظره فى المرآة الجانبية للسيارة، كآن هنالك سيارة تحاول الإقتراب منه والالتصاق به عليه بالطريق، تجنب لها على جانب الطريق كي تمُر من جواره، لكن فى البداية، راوغ سائق تلك السيارة وحاول الإحتكاك به أكثر من مره، أخذ حذره وفتح صندوق بالسيارة أخرج منه سلاحّ، وتأكد أنه به رصاص، لكن قبل أن يقوم بفتح صمام الأمان، سارت تلك السيارة وإبتعدت عنه، لاحظ سيرها بالطريق كانت تسير بتعرُج على الطريق مما سبب له الحذر الى أن إنحدر بطريق آخر ونظر بالمرآة الأماميه، كذالك الجانبيه كان الطريق حركة سيره عادية، نفض عن رأسه الشك، ربما تلك السيارة كان سائقها لا يُجيد القيادة. 


بعد قليل وصل الى دار العوامري ترجل من السيارة دلف الى الداخل تقابل مع إحد الخادمات سألها: 


الست ثريا نزلت؟. 


أجابته: 


الست ثريا خرجت من الدار من هبابه، شكلها رايحه المحكمة كان معاها ملف بيدها... أحضر لچنابك الفطور. 


نفى براسه قائلًا: 


لاء، شوفى شغلك. 


صعد الى غرفته دلف يتنهد بجمود وهو ينظر نحو الفراش المُرتب، بالتأكيد ثريا من هندمته، ذهب نحو الفراش وتمدد عليه يُغمض عيناه للحظات عاود يتذكر قُبلاته لها بالأمس، وفجأة فتح عيناه يشعر بضيق وغضب، لو تخيلها كانت تُقبل ذاك السفيه"غيث" كما نعتته، لكن بعقلهُ حيرة لما يستطيع إختراق مشاعرها بتلك السهوله، وتبدوا كآنها حقًا لم تتزوج سابقًا... سر تلك العلامة بفخذها... 


أسئلة وإجابتها هي ثريا تلك المحتالة 


وأمنية صارت برأسه... ليتها تتنازل عن تلك الأرض ويبدئا ببداية أخري، لا عناد ولا تحدي منها، كذالك لا تحكُمات منه... 


تنهد بقوة ونهض من فوق الفراش وخرج من الغرفه، لا يعلم لما أراد دخول الغرفه ربما شئ بداخله اراد الشعور برائحتها التى تسكُن الغرفة. 


ظهرًا 


أمام ذاك المشفى


بعد الإنتهاء من وقت عملها بالمشفى، تبسمت حين خرجت ورأت إسماعيل يقف أمام سيارته يضع على عينيه نظارة شمس تُعطيه وسامة خاصة، إقتربت من مكان السيارة، لكن راوغت ذاك المجنون،عن عمد منها أشارت بيدها لإحد سيارات الآجرة، إستفزه ذلك، ذهب نحوها وأخفض يدها قائلًا: 


بقالى ساعه مستني تخلصي ورديتك، واقف فى الشمس، وجالي صداع من الحرارة وفى الآخر بتشاوري لتاكسي.


أخفت بسمتها قائله: 


تصدق مشوفتكش، أكيد الشمس زغللت فى عيني، أو يمكن النضارة اللى لابسها خافيه وشك. 


تنهد بتوتر قائلًا: 


شمس فين دي، إحنا فى الخريف، صحيح الشمس قويه بس مش اللى تزغلل عينك عالعموم يلا تعالي معايا، عشان ألحق ميعادي مع باباكِ وميقولش إن مواعيدي مش مظبوطة، تبسمت له قائله: 


لاء طبعًا أنا عمري ما ركبت عربية مع حد غريب. 


خلع نظارته ونظر لها بضيق قائلًا: 


وأنا غريب، قريبًا هبقى جوزك. 


نظرت له والشمس تُداعب عيناه التى تحولت من سوداء الى عسليه، كذالك نسمة الهواء الخريفية التى داعبت خُصلات شعره السوداء الناعمه التى إنسدل منها بعض خُصلات على جبينهُ، كان وسيمًا للغاية، توترت من ذلك الإحساس ونحت بصرها عنه قائله: 


لما تبقى جوزي وقتها هركب معاك دلوقتي... 


قاطعها فيكفيه التوتر الذي يشعر به وسحبها من يدها تسير جواره قائلًا: 


أنا على أعصابي، بلاش حديت مالوش لازمه، يعني سواق التاكسي كان معرفة سابقة، بلاش رغي كتير.


سحبت يدها من يده بعنف وهي تُخفي بسمتها ورغمًا عنها صعدت الى السيارة، بمجرد أن جلس خلف المقود، بقصد منها تفوهت بما يوتره أكثر: 


آخر مره هسمحلك تسحبني وراك بالشكل الهمجي ده، وياريت تلتزم حدودك معايا، إحنا مفيش بينا إرتباط يسمحلك تمسك إيدي. 


زفر نفسه بعصبيه قائلًا: 


إن شاء الله، بس نرتبط مش همسك إيدك بس، أنا... 


صمت حتى لا يتفوه بوقاحة، وتزداد عصبية قسمت، تبسمت قسمت تعلم بقية حديثه، لكن صمتت، الى أن وصلا الى العنوان الخاص بها، ترجلت من السيارة، كذالك إسماعيل  الذي إقترب منها، نظرت له سائله: 


إنت رايح فين؟. 


أجابها ببساطة: 


طالع معاكِ، عشان أقابل باباكِ. 


نظرت له بضيق قائله: 


لاء، أنا هطلع الاول وإنت لسه نص ساعة على ميعادك مع بابا، كمان المفروض دي اول مره تدخل شقة بابا، والمفروض تدخل ومعاك هديه مُميزة، مش تدخل بإيدك فاضيه. 


تنفس سائلًا: 


وإيه هي الهديه المميزة بقى. 


فكرت قسمت قائله: 


أنا عاوزة بوكية ورد 


وبابا ممكن تجيب له شيكولاته. 


إستفزها قائلًا: 


شكلك داخله على طمع، أجببلك ورد منين دلوقتي؟. 


تبسمت بإستفزاز قائله: 


ماليش فيه، إتصرف، ومتنساش شيكولاتة لـ بابا، يلا أشوفك بعد نص ساعة متتأخرش بابا أكتر شي بيكرهه هو عدم الإلتزام بالمواعيد. 


تركته قسمت وتوجهت الى مدخل البِناية الخاصه بها، تبتسم... بينما زفر إسماعيل نفسه قائلًا: 


الشيكولاتة سهل أشتريها لكن أجيب لها بوكية الورد منين دلوقتي، انا غلطان كنت بعتت لهم عمتي ولاء مباشر كانوا خافوا من سمها.... 


قطع بقية حديثه صوت رساله آتيه الى هاتفه، أخرجه من جيبه وقرأ الرساله بإستفزاز: 


الوقت بيمُر يا دكتور، فاضل سبعه وعشرين دقيقه، متنساش الورد والشيكولاتة. 


تنرفز ينفخ أوداجه. 


بعد قليل وقف أمام باب تلك الشقه ينظرالى علبة الشيكولاته الفاخرة، وتلك الزهرات اللتان بيديه، وضعهما بيد واحدة ثم رفع الأخرى ودق جرس الشقة وإنتظر جانبًا ينظر للزهرات، كذالك الشيكولاتة  يستهزأ من نفسه لكن يهون ذلك، كي يحصل على موافقة والد قسمت فهي أخبرته أن والداها ذو شخصية حادة وعليه التعامل معه بطريقه حذره... 


لحظات قبل أن تفتح والدة قسمت له باب الشقة مُبتسمة ورحبت به كانت لطيفة ربما هذا ما هدأ من توتره قليلًا، كانت سيدة بشوشة الوجه لطيفة بإستقبالها له، ذهبت معه الى أن دخل الى غرفة الضيوف وإستأذنت منه، بعد لحظات دلف رجل بنهاية العقد الخامس ذو وجه صارم ينظر لـ إسماعيل بتدقيق، نظر ليد إسماعيل الممدوده وصافحه، تنحنح إسماعيل:


أنا... 


قاطعه بصرامة: 


إنت الدكتور زميل قسمت فى المستشفى، كلمتني عنك، وقالت إن في زميل لها عاوز يتقدم لها.


اومأ إسماعيل  برأسه وقدم له علبة الشيكولاته، إبتسم والد قسمت وأخذها منه ونظر لها قائلًا: 


شيكولاتة نوع ممتاز، واضح إنك إبن أصول... أقعد واقف ليه. 


شعر إسماعيل  بهدوء قليلًا وجلس، بينما دخلت قسمت تبتسم  نهض إسماعيل وقدم لها تلك الزهور، نظرت له وقالت بهمس: 


تلات وردات اللى هانوا عليك، ماشي يا إسماعيل. 


كادت قسمت أن تجلس لكن نهاها والدها بتعسف قائلًا: 


قومي شوفى مامتك بتعمل إيه؟. 


بطاعة نهضت قسمت وقفت على جانب الباب تتسمع على سؤال والدها لـ إسماعيل: 


قولى بقى إنت دكتور إيه تخصصك. 


أجابه إسماعيل بحشرجة: 


تشريح. 


-نعم


أجلى إسماعيل  صوته وأجابه مره أخري: 


دكتور تشريح. 


اوما والد قسمت  راسه بإعجاب قائلًا: 


ممتاز، أحب انا الشاب اللى قلبه جامد، بالك قسمت بنتي خوافه كان التنسيق جايب لها طب تشريح وقولت لها ده طب ممتاز يحتاج القلوب الجامدة، بس هي زي مامتها قلبها ضعيف وحولت من ورايا صيدله، المهم بقي يا أسد قولى إنت من هنا من الصعيد طبعًا. 


أجابه إسماعيل: 


أيوه صعيدي ابً عن جد... ومن عيله معروفة كمان. 


فتح والد حنان علبة الشيكولاته  وإلتقط واحدة وقام بإزالة التغليف ووضعها بفمه يتذوقها بإستمتاع، ثم سأل إسماعيل: 


كويس أوي، عيلة إيه بقى؟. 


أجابه إسماعيل  بفخر: 


عيلة العوامري، انا ابقى ألابن التالت لـ عمران العوامري... 


سأله والد قسمت: 


عمران العوامري  المشهور بتاع مصانع الكتان. 


أومأ إسماعيل  بفخر، تبدلت ملامح والد قسمت  الى تجهم ونهض واقفًا يقول برفض قاطع: 


طلبك مرفوض، يا أخ معنديش بنات تتجوز من شخص أهله برجوازيين. 


غر إسماعيل  فاهه بعدم فهم، قائلًا: 


يعني إيه "برجوازيين" أصلًا. 


تفوه والد قسمت بعصبيه: 


كمان مش عارف يعني إيه برجوازيين  تبقى غبي وجاهل، طبعًا الشهادة بتاع الطب دي إشترتها بفلوس أبوك، يا فاشل، أغرب عن وجههي يا إمعة. 


ذُهل إسماعيل وعاود قول بعض الكلمات بسخريه: 


أغرب عني وجههي يا إمعه، إنت قديم أوي يا عمي، وإهدي كده إحنا.... 


قاطعه بغضب: 


إحنا إيه يا سليل البرجوازيّة، إخرج من بيتي، معنديش بنات للجواز، بره، بره قبل ما ارميك من البلكونه، يا سليل البرجوازيّة. 


تعصب إسماعيل، قائلًا: 


تمام هطلع بره وهاخد الشيكولاتة بتاعتي، مش أنا اللى جايبها بفلوس أبويا البرجوازي. 


تمسك والد قسمت بعلبة الشيكولاتة  قائلًا: 


لاء هتخرج لوحدك بدون علبة الشيكولاته...هعد لتلاته ولو لقيتك قدامي أنا هكسب ثواب وأضرب برجوازي سليل البرجوازيّ مُستغل.


بعصبيه نظر له إسماعيل  وكاد يتحدث لولا دخول قسمت ووالدتها وحاولن تهدئة الاجواء، تحايلت قسمت على إسماعيل قائله  برجاء: 


عشان خاطري يا اسماعيل، إمشي دلوقتي، بابا متعصب. 


حاول ان يهدأ قائلًا:. تمام، همشي عشان خاطرك بس عاوز علبة الشيكولاته  بتاعتي إنتِ عارفه تمنها كام، ده نص المرتب طار فى تمنها هى والورد. 


وضعت يدها على خصرها قائله: 


نص مرتبك طار فى تلات وردات وبتحسبهم عليا بوكيه، لاء بقى بابا عنده حق، إنت برجوازي مُستغل. 


تنهد إسماعيل سائلًا: 


إنتِ تعرفي يعني إيه برجوازي. 


أجابته قسمت بغباء: 


لاء معرفش بس بابا طالما قالك كده يبقى حاجه مش كويسه... ولو سمحت بلاش تعصب بابا أكتر.


زفر إسماعيل نفسه قائلًا:


تمام،بس مش مسامح فى تمن الشيكولاتة،وإن شاء الله هيجيلك السكر...خد من قلبي بدعي عليك،دعوة برجوازي.


ضحكت قسمت قائله:


بابا عنده السكر أساسا،كفايه بقى يا اسماعيل بلاش تعصبه أكتر،وبس يرجع يهدي ان شاء الله هيوافق،بس بلاش تعصبه دلوقتي،أرجوك عشان خاطري.


نظر لها قائلًا:


تمام،طب هاتي الورد أرجعه اهو أستفاد بأي حاجه.


زغرت له قائله بقطع:


طبعًا لاء،الورد خلاص بقى بتاعي.


نظر لها بسخط قائلًا:


إنتِ وأبوكِ طماعين وإستغلالين


هو طمع فى الشيكولاته وإنتِ فى الورد وانا مش مسامح فى الإتنين.


غادر إسماعيل الشقه بعد رجاء قسمت له،وقف أمام سيارته يُفكر سائلًا:


هو يعني إيه برجوازيين؟. 


❈-❈-❈


مساءًا 


بمركز الشباب 


منذ زفاف أخيها وهي لم تذهب الى التدريب 


يشعر بشعور غريب، بينما إيمان هي الأخري لديها رغبة أن تراه لكن تعتقد ذلك مجرد عِناد لا أكثر،أن يعرف أنها ذات شخصيه مُستقلة.


لإنشغال جسار بشراء بعض المُسلتزمات الخاصة به، خارج مركز الشباب تأخر على التمرين المسائى للأشبال...


للصدفه ذهبت إيمان اليوم،تبسمت للأشبال وهم يقومون ببعض الحركات الجديدة بإتقان،هللت لهم بتشجيع،وهي تقوم بالتمرين معهم،سعيدة بمستواهم الذى إزداد تقدمًا،بذلك الاثناء دخل جسار الى صالة التدريب تبسم بخفقان قلب حين رأي إيمان،وهلل بتشجيع هو الآخر وهو يرا الأشبال تتباري مع بعضها لإظهار مدي تقدمهم الرياضي.


توقفت إيمان،ونظرت الى جسار الذي إقترب منها يبتسم،وهي الاخري يخفق قلبها،لاول مره بمشاعر غير مفهومه، تجعلها تشعر بأحاسيس جديدة عليها، لكن نفضت ذلك وهي تبتسم لاحد الاشبال وكانت فتاة، نظرت الى يد إيمان وسألتها بطفوله: 


كابتن إيمان، الحنه اللى على يدك حلوة اوي عاوزه ارسم زيها على يدي،مين اللى رسمهالك.


نظرت إيمان الى الحناء التى مازال أثرها على يدها واضح جدًا قائله:


دي خالتي رحيمة هي اللى كانت رسماها لى، بس أكيد هتلاقيها عند العطار ومامتك ممكن ترسمهالك.


تبسمت الطفله بينما نظر جسار الى يدي ايمان وتبسم،من تدعي أنها فتاة مُتمردة،بالنهاية تهوا أشياء تهواها كل الفتيات،تلك الحناء،كانت رائعة على يديها.


حوار بالاعين والنظرات بين الإثنين،لكن حادت إيمان نظرها أولًا وشعرت بخجل لا تعلم سببه ونظرت الى الأشبال قائله:


يلا كفايه كده وقت الراحة إنتهي خلونا نرجع للتمرين.


بينما جسار لام عقله بذم،كيف يُفكر بـ إيمان كأنثي ويُعجب بها  هو ليس حُر. 


بعد المغرب بقليل 


بدار عمران 


وقفت عدلات امام ثريا تمدح فى جمالها  وأناقة تلك العباءة ذات اللون البنفسجي التى ترتديها قائله: 


والله إنت اللى يشوفك بالعبايه دي يا ثريا يقوب ملكة جمال، لو سراج بيه شافها عليكِ هيمنعك من الطلوع من الدار. 


انهت عدلات حديثها وغمزت بعينيها بإيحاء، تهكمت ثريا مُبتسمه تقول بود: 


تسلميلي  يا عدلات والله الدار دي كلها مفيهاش حد بيجبر بخاطري  غيرك... يلا لازمن ألحق الحنه، عشان هفوت الاول على خالتي نروح سوا. 


طبطبت عدلات على كتف ثريا قائله: 


عقبال ما تفرحي بعوضك يا ثريا،  بلاش تتأخري فى الفرح سمعت إن فى خلاف بين أبو العروسه وأهل العريس،معرفش إزاي إتفقوا من الاول ،ربنا يعدي الفرح على خير.


تبسمت لها ثريا قائله:


لاء متقلقيش مش هغيب هو بس نص ساعه كده جبران خاطر،ام العريس هي وخالتي جيران وألحت عليا أحضر،هروح بس  مجاملة نص ساعه مش هغيب.


تبسمت لها عدلات،حين غادرت تنهدت تتمني قائله:


قلبك أبيض يا ثريا خسارة،ياريتك إتقابلتي مع سراج بيه من زمان وكان هو أول بختك،كان هيسعد قلبك  ، ومكنتيش شوفتي العذاب والقسوه اللى شوفتيهم من  غيث اللى... 


تنهدت بآسف قائله: 


يلا ميجوزش عليه غير الرحمه مع إنى أشك ان ربنا يرحمه. 


بعد قليل 


فتحت ثريا باب منزل خالتها الذي كان مواربً ثم دخلت تُنادي عليها قائله: 


فينك يا خالتي سايبة باب الدار مفتوح ليه. 


أجابتها سعديه بصوت مزكوم قائله: 


أنا فى أوضة النوم تعالى يا ثريا. 


دخلت ثريا وجدتها مُمدة على الفراش ترشح تبسمت قائله: 


مالك يا خالتي إنتِ عيانه ولا إيه؟. 


أجابتها سعديه: 


أيوه يا بت يا ثريا واخده دور برد شديد جوي، وجوز خالتك جولت له يروح الصيدليه يجيب لى علاج وتلاقيه هو اللى ساب باب الدار مفتوح عشان ولاد خالتك ممعهمش مفتاح للدار، كمان كنت جولت له إنك جايه، ومش هقدر أتحرك وافتح الباب، بس إيه الحلاوة دي يا بت، سراج شافك وإنتِ طالعه من الدار بالحلاوة دي.


تهكمت ثريا قائله:


لاء مكنش فى الدار،بس إيه شوية برد يعملوا فيكِ إكده وترقدي عالسرير. 


عطست سعديه قائله: 


أنا كبرت ومبجتش زي الاول، سيبك  مني جوليلى، عرفت إن إيناس أخت غيث اللى ما هيشوف رحمة، فى المستشفى  إيه اللى جرالها. 


غص قلب ثريا وسردت لها كل ما تعرفه: 


اللى أعرفه إنها كانت حِبلى، وجالها نزيف زايد أوي وسقطت والنزيف فضل مستمر وسمعت إن الدكتور قرر إنه لازم تستئصل الرحم والا النزيف هيفضل مستمر، ومعرفش أكتر من إكده، مش بسأل عنها. 


تنهدت سعديه وقالت: 


صحيح ربنا مش بيسيب حق حد وكل المظالم بتترد، ده ذنبك يا بت يا ثريا،هي كانت مشاركة فى اللى عملوا أخوها فيكِ . 


غص قلب ثريا وكادت تدمع،لكن نهضت قائله:


المظالم بتترد يا خالتي،بس مش بتمحي الظلم عن اللى شافه وعانى منه،هجوم أروح الفرح نص ساعه وارجع لك تاني،بس هجامل الست اللى دعتني.


شعرت سعديه بقلق وقالت لها:


بلاش تروحي،وخليكِ معايا اهو نتساير،بدل غمزات الستات وعيونهم تحسدك وإنتِ أحلى من العروسة.


ضحكت ثريا قائله:


مش هغيب،نص ساعه بس وأرجعلك،أهو تكوني خدتى العلاج وإتحسنتِ شويه.


تبسمت لها سعديه بمزح،وربما بداخلها إحساس لا تود ذهاب ثريا قائله:


قليلة الاصل زي امك بدل ما تقعدي معايا وتاخدي بالك مني هتروحي الفرح بتاع الست اللى انا وهي مش بنطيق بعض.


ضحكت ثريا قائله:


هقول لامي،مش هتأخر،لس عشان الست متزعلش دي بتجيب لى قضايا،والله كلها مآسي.


تبسمت سعديه قائله:


يعني مجاملة مصالح،طب متغبيش بقى.


تبسمت ثريا واومات برأسها وهي تغادر الغرفه،بينما تنهدت سعديه بداخلها ريبه تشعر بها،لكن نفضت ذلك بعد ان عطست قائله:


الراجل جوزي قال رايح الصيدليه بجاله ساعة،يكون تاه ولا ملجاش العلاج وراح يجيبه من البندر.


بالعُرس كان هنالك هدوء او سكون ما قبل تلك العاصفه 


بسبب  كتابة قائمة منقولات العروس حدث خلاف بين الطرفين،وتطاولا على بعضهما بالسباب الحاد كذالك بالايادي وطال أكثر من ذلك بالأسلحله فيما بينهم،وإمتد ذلك الى مكان المعازيم من النساء والرجال،أعيرة ناريه تنطلق بلا هدف وتحصد ارواح بريئه.  


❈-❈-❈


بدار  العوامري


دخل سراج قابلته إحد الخادمات، قائله: 


سراج بيه الحج عمران قاعد فى المندرة وجالى لما تجي للدار أجولك أنه منتظرك. 


اومأ لها وذهب نحو المندرة وجد


   عمران وآدم يتحدثان،جلس بعدما ألقي عليهما السلام،تفوه عمران بقلق:


عرفت إن حفظي فاق من الغيبوبه.


رد سراج:


لاء،لسه عارف منك دلوقتي.


تنهد عمران قاىلًا:


أنا متوغوش منه،حفظي حقود وجاحد واكيد حكاية موت ابوه وهو فى الغيبوبه هيأثر عليه،ربنا يستر.


تفوه آدم اولًا:


حفظي جبان يا ابوي،ومعتقدش أنه هيفكر يأذي حد من العوامريه.


أكد سراج ذلك قائلًا:


وبعدين هو اللى غلط من الاول لما دخل وسط الستات وإتحامي فيهم، ده دهس حُرمة الدار. 


شعر  عمران بقلق وحاول أن يتحلى بالهدوء وعدم التسرُع. 


❈-❈-❈


بينما بمكان العُرس 


طلقه واحدة إنطلقت ظنت ثريا انها كانت بمجامله، لكن كانت البدايه، لوابل من الطلقات لا تُفرق بين جماد وإنسان...


حاولت ثريا الابتعاد عن مرمي الرصاص وإحتمت بأحد الاركان داخل منزل العريس، تحاول مساعدة تلك السيدة التى أصيبت برصاصه فى كتفها، داخلها لا تشعر بخوف، ربما لو كان سابقًا لكانت إرتعبت، لكن ما مرت به ووصولها الى. الموت ربما جعل قلبها يجحد ولا تخشي الموت... 


بينما بدار العوامري


هرولت عدلات  الى المندره وفتحت الباب دون إستئذان وقفت تلهث قائله: 


سراج بيه الست ثريا راحت فرح بنت واحده من جيران دار خالتها، وفى ضرب نار عشوائي شغال هناك. 


هرع  سراج واقفًا ولم ينتظر السماع لمحاولة أبيه منعه من الذهاب، وصل فى دقائق لم يتوقف للحظه يبحث عنها يحاول تفادي تلك الرصاصات التى تتطاير عشوائيًا تحصُد كل ما يقف أمامها، أين هى؟ 


عقله سيشت فى الحال، ليست بين الضحايا،وليس لها آثرًا،لكن تعرف على تلك الخادمه الآخرى ممدده أرضًا،إقترب منها وحاول جث عُنقها كان مازال بها الروح سألها بلهفه وهى تلتقط نفسها الآخير:


فين الست ثريا؟.


لم تستطيع الرد عليه أشارت له بيدها على إحدي نواحي المكان ثم سكنت يدها جوار جسدها،شعر بآسف وتركها وذهب نحو تلك الناحيه،


بحث عنها لكن هى كانت تجلس جوار إحدي المُصابات،مازال الرصاص يتطاير حولها 


إسمها نطقهُ قلبه قبل لسانه


ثريا...


نهضت واقفه تنظر له عينيها لأول مره لا يرا بعينيها التحدي، كآنها تستغيث به، قبل أن يُحذرها أن تبقى جاثيه كما هى 


كانت رصاصه طائشه ذهبت الى مُستقرها مباشرةً تخترق جسدها الذى إرتج الى الخلف قبل أن يتهوا


لحظات قبل أن يصل لها كانت إعترافً أن 


ثُريا إمتلكت قلب الـ سراج 


   «أصبح مُغرمً بها» 


يتبع....

🔥🔥 🔥🔥

 » 


بـ دار العوامري 


إنتفض عُمران وجذب سلاحه الخاص مُقررًا الذهاب خلف سراج الى ذاك المنزل، كذالك آدم، الذي توجه نحو مقود السيارة، لوهله شعر بآلم قوي بإحد ساقيه، لكن تغلب على ذاك الآلم حين فتح عمران باب السيارة وصعد لجواره، قاد آدم السيارة بسرعة عاليه فى ظرف دقائق معدوده كان يقف بالسيارة أمام ذاك المنزل ترجلا الاثنين  سريعًا. 


بمنزل سعديه، رغم آلم رأسها لكن إنقبض قلبها حين سمعت صوت إطلاق الرصاص المُتزايد، نهضت من فوق فراشها سريعًا لكن تقابلت مع زوجها الذى يدخل الى المنزل بيده حقيبه صغيرة بها أدوية طبية، واغلق خلفه الباب يلتقط نفسه بصعوبة يقول يارب العيال يتأخروا على ما ضرب النار ده يخلص،ربنا يستر يارب.


نظرت له سعدية بريبة سائلة:


فى إيه،إيه ضرب النار ده.


اجابها وهو يلتقط نفسه:


ربنا يستر الفرح اللى جارنا فيه ضرب نار عشوائي، وأي حد بيقرب بيتصاب، أن لفيت وجيت من الشارع اللى ورانا. 


إنخضت برعشة ورجفة قلب: 


ثريا هناك... هروح أشوفها يارب تبجي بخير، ياريتني ما كنت سيبتها تروح. 


كادت تفتح باب المنزل، لكن منعها زوجها قائلًا: 


هتروحي فين مش سامعه صوت ضرب النار، وكمان مش شايفه جلابيتك ولا شعرك اللى الطرحه منزاحه من عليه. 


تدمعت عين سعديه تقول برجاء وتضرع: 


دي ثريا، دي بنتي اللى مخلفتهاش..


تفهم زوحها وحاول طمئنتها  قائلًا: 


أكيد ضرب النار بره وثريا هتلاجيها مع الستات وتلاجيهم إتخبوا، إهدي. 


صرخت سعديه عليه بدون تعقُل قائله: 


أهدى أيه، جلبي مش هيهدى غير لما اشوفها بعيني، هلبس جلابية فوق اللى عليا بسرعه والطرحه هعدلها على راسي. 


بالفعل لحظات وكانت تتجه الى خارج المنزل غير مهتمة بنصيحة زوجها. 


❈-❈-❈


أخبار كهذه لا تنتظر بل تنشاع فى البلدة سريعًا، أثناء شراء نجية بعض الأغراض من تلك  البقالة سمعوا اصوات ضرب الرصاص، كذالك بعض اللذين يهرولون، ومنهم من يصرخ سالت أحدهم، فأخبرها بمكان ضرب الرصاص، إنفزعت وارتعد جسدها كذالك إنقبض قلبها، ظنًا على أختها، شعرت بإنفباضة أقوي لم تستطيع الوقوف على ساقيها، وإختل توازنعا، لاحظت رغد ذلك هرولت عليها وسندتها حتى أدخلتها الى داخل المحل وأجلستها على أحد المقاعد قائله  لهفه: 


تعالى أقعدي ومالك يا خالة نجيه. 


وضعت نجيه يدها على قلبها تشعر بإنفباضة قائله بخفوت: 


ثريا. 


استغربت رغد ذلك وسألتها:


مالها ثريا؟.


أجابتها بنفس الخفوت وعين دامعة:


مش عارفة،قلبي مقبوض من ناحيتها من الصبح، بشوف خيالات مش كويسه عليها، كل شويه جلبي يتهمد. 


إستعجبت رغد ذلك، وقالت لها: 


وإيه هيودي ثريا هناك، بابا  راح يصلي العشا وزمانه جاي... وصوت ضرب النار إتوقف... 


نظرت لها نجيه ومازالت تشعر بوهن وحاولت أن تقف لكن مازالت ساقيها واهنه...رفقت بها رغد قائله:


خليكِ قاعدة فى الدكان وهروح للاستاذ ممدوح وأقوله يجي ياخدك للدكتور.


أمسكت نجيه يدها قائله:


لااء بلاش تقلقيه،أنا بخير،هقوم...


شفقت رغد عليها وآتت لها بكوب مياه، إرتشفت القليل،مازال شعور نجيه يخبرها بالسوء، بنفس الوقت وصل الى الدكان ممدوح الذي إنفزع بسبب سماعه لطلقات الرصاص نظر الى الداخل كي يسأل صاحب الدكان من أين وما سبب هذا الرصاص،لكن تفاجئ بوالدته جالسة بوهن وجوارها رغد تُقرب كوب المياه من فمها، تحدث بلهفه سائلًا: 


أمي، مالك. 


حاولت نجيه الوقوف بوهن لكن سندتها رغد الى أن إقتربت من ممدوح الذي أخذ يدها وسندها، نظر لوجهها وتلك الدموع، غص قلبه من رجائها: 


ضرب النار كان عند جيران خالتك، خلينا نروح نطمن عليها. 


أجابها بحنان: 


حاضر يا أمى، تعالي اروحك الدار وأنا هروح لها. 


برجاء حاولت إقناعه: 


لاه هاجي معاك مش هطمن غير لما أشوفها بعيني، كمان كانت الصبح بتجول إنها حاسه بشوية برد داخلين عليها. 


نظر ممدوح ناحية رغد ثم لعين نجيه المُترجيه: 


طب يا أمى، تعالي معايا، بس لو لقينا ضرب النار لساه شغال هنرجع. 


أومأت رأسها بموافقة... بينما لمعت عين رغد ببسمه خاصة ترمق بها ممدوح الذي كان لبسمته الطفيفة شعورًا خاص لديها، يبدوا أن مثلما أخبرها والدها أن ممدوح "نبت طيب" لكن نمي بأرض جافه مازال يحاول التأقلم بإظهار عدم المُبالاة بالآخرين، لكن جوفه يهترئ بسبب ضعفه وقلة حيلته. 


بينما قبل لحظات مثلما بدأت المجزرة برصاصة إنتهت برصاصة، ربما إنتهت ذخائر تلك الأسلحة،كذالك وصلت قوات من الأمن الخاصة بالقريه كان عددهم قليل، لكن إنتهت المجزرة بعد ان حصدت الكثير من الارواح والمصابين ما بين خطيرة وإصابات متوسطة كذالك ضحايا أبرياء فقدوا حياتهم لمجرد خلاف لا يستحق كل ذلك لكنها عقول مُغيبه عن القيم. 


❈-❈-❈


بداخل ذاك المنزل 


إنطلقت الرصاصة التى إخترقت صدر ثريا، إرتج جسدها للخلف بتلقائية،لكن شعرت بإختراق رصاصة أخري لجسدها قبل أن تهوا 


غاب عقلها للحظات كآنها فقدت الإدراك شبه كليًا، لا تشعر بآلم إحتراق جسدها من تلك الرصاصة، فقط عيناها مُسلطة على سراج الذي يقترب منها وهي كآن ما تراه يحدث عبر شاشة تلفار، بطل الحكاية يحاول إنقاذ حبيبته، حكاية لا تحدث بالحقيقة، أو بالأخص معها، هي ذات حظ سئ بالرجال، بعيونهم لم ترا الحب بل القسوة، بدايتًا من خالها مرورًا أفضل الهدايا لأحبائكم


بـ غيث الذي وئد بداخلها لذة الحياة جعلها تتمني الموت بكل لحظة عاشتها معه، ثم سراج الذي تشعر بالندم بكل لحظة على موافقتها على الزواج منه... الزواج التي ظنت أنه إنتقام منه، لكن إكتشفت أنها تنتقم من نفسها معه... لحظات تمُر ترا التجبُر


بدايتًا من خالها الذي إستغل حوجة وإحتياج والدتها يُعطيها الضئيل من حقها بذُل 


مرورًا بـ غيث وهو يُعذبها من أجل رغبة دنيئة 


دموعها سالت بحسرة حين عاد الإدراك لها وشعرت بنيران الرصاصتان بجسدها، الذي لم يُلامس الأرض، بعدما ضمها سراج يشعر بلوعة قلب وهو يرا تلك الدموع الصامته لا تتآلم بآنين موجع، فقط دموعها تسيل، عينيها إختفي صفائها أصبحب مثل غيمة مُمطرة، أنفاس متآلمة تخرج منها، بنفس الوقت توقف إطلاق الرصاص، حتى لو لم يتوقف لن يهتم، وهو يحملها ينظر لجسدها الذي إرتخي بين يديه، وعيونها التى تغيب وهي تطبق أهدابها غصبًا من شدة الآلم وإنسحاب الروح منها... 


نطق سراج إسمها بإستجداء بنبرة أمر: 


ثريا إفتحي عيونك. 


غصبًا حاولت فتح عينيها... كان سراج وصل الى خارج المنزل رأي تجمُع رجال الشرطه يمنعون أحد من الاقتراب لم يهتم بهم حين رأي تلك السيارة الخاصة بوالده، وآدم ووالدهُ يقفان أمامها، سريعًا ذهب نحو تلك السيارة قائلًا بلهفة وآمر: 


آدم إفتح باب العربية بسرعة. 


إمتثل آدم سريعًا فتح باب السيارة الخلفي، وضع سراج ثريا وإستقام، لكن آدم كان فتح باب السيارة الأمامي وجلس خلف عجلة القيادة،وأشعل المقود، صعد سراج جوار ثريا،جذب  جسدها بالكامل فوق جسده تقريبًا،حتى  رأسها على صدره، سريعًا قاد آدم السيارة... بينما ضم سراج جسد ثريا التى تهزي من قسوة الآلم 


فى البداية كانت تسخر من سراج بضحكة وجع ساحق: 


يا خسارة إتجوزتني عشان الأرض، وقولتلك حتى بموتي مش هتنولها. 


إغتاظ منها وقبل أن يتحدث كانت شبة تغيب عن الوعي وهزت وجسدها يرتعش ينسحب للبرودة: 


أنا مش خايفة من الموت، أنا خايفة أقابل غيث هناك مش هقبل أسامحهُ. 


بدأت تصمت وتغيب نهائيًا، وإرتخت جفونها وجفت دموعها حتى نفسها بدأ ينخفض، صرخ سراج على آدم قائلًا  بأمر: 


زود السرعة يا آدم. 


أومأ آدم له وهو يسمع صوت زمجرة إطارات السيارة وهي تحتك بأرضية الطريق بسبب السرعة الفائقة والجنونية... لم يُبالى بصوت الهاتف المُتكرر، دقائق تمُر أزمان  بداخل إعصار يعتصر قلب سراج، الى أن وصلا الى إحد المشافي فتح سراج باب السيارة وترجل منها  بعد أن ترك جسد ثريا للحظات ثم حملها مهرولًا الى داخل المشفى 


بينما قبل دقائق، بالقُرب ذاك المنزل رأت سعديه سراج وهو يحمل ثريا، هرولت نحوه لكن كان إنطلقت السيارة، نظرت سعديه لـ عمران وهو تلهث واقفه أمامه: 


ثريا... ثريا. 


أخفض عمران وجهه لوهله ثم رفع رأسه صامتًا، بنفس الوقت كان وصلا ممدوح ونجيه ورأيا سعديه تقف مع عمران توجها نحوهم، وسمعا سؤال سعديه التى أعادته بلهاث ورجاء وتمني : 


جولي ثريا بها إيه سراج كان شايلها والعربية طلعت بسرعة، جولى إنها زينه. 


توقفت سعديه تشعر بإنهيار فى قلبها وهي تسمع رد عمران الذي رغم جبروته لكن شفق قلبه وهو يخبرها: 


بخير يمكن إصابه خفيفة و... 


لم يُكمل حين خرجت صرخة لوعه من قلب نجيه وهي تستند على ممدوح قائله: 


جلبي حاسس، بِتي مش بخير. 


إقتربت منها سعديه تسندها من الناحية الأخرى رغم قلقها الزائد هي الأخري لكن حاولت بث الطمأنينة الكاذبة بقلبها، لكن بدموعها ولوعة قلبها سألت عمران: 


طب هي فين دلوك. 


لم يعرف بماذا يُجيبها، لكن قال: 


أكيد فى السكه لسه رايحين المستشفى، إطمني. 


-أطمن


قولى كيف ذلك وقلبي يُحدثني بالأسوء. 


دقائق ساعات او ازمان تمُر، وهما ينتظرون رد آدم على الهاتف


الذي قام بالرد أخيرًا... خطفت سعديه الهاتف من يد عمران وبسرعه ورجفة قلب سألته: 


ثريا... إنتم فين؟. 


حاول الهدوء أجابها بكذب: 


ثريا بخير، إصابه خفيفة، وإحنا فى المستشفى. 


-مستشفي إيه، جولي؟. 


راوغ آدم، لكن مقابل إلحاح سعديه أجابها بأسم المشفى.  


بعد قليل أمام غرفة العمليات وقف سراج يشعر بإنسحاب فى روحه وهو ينتظر، بنفس الوقت وصل كل من نجيه وسعديه ومعها ممدوح الذى بمجرد أن وقع نظره على ملابس سراج الدموية خفق قلبه بندم ود أن يصفع سراج، لكن صرخت نجيه  التى بمجرد أن رأت ملابس سراج لم يتحمل قلبها ولم تشعر بقدميها وهى تجثو راكعه تقول بنواح: 


لاء يارب مش هقدر أتحمل تاني، ليه يارب بتعمل فيا كده، كل مره تروح للموت. 


جثت سعديه جوارها تضمها باكيه، فمنظر ملابس سراج لا يدل على أن الأصابة بسيطة، إنحني ممدوح عليهن وساعد نجيه على الوقوف يضمها، حتي أنه أجلسها على أحد المقاعد، كذالك سعديه، جاء آدم لم يتفاجئ بوجودهم، لحظات وخرجت إحد المُمرضات وقفت أمامهم قائله: 


المريضة نزفت دم كتير، وهنحتاج لنقل دم، و... 


إقترب منها ممدوح بلا تفكير،قائلًا: 


أنا أخوها ونفس الفصيلة. 


نظرت له المُمرضه كان ذو بنية جسدية متوسطة لكن يبدوا بصحة جيدة، أومأت له قائله: 


تمام، إتفضل معايا عشان تتعقم وننقل منك دم مباشرةً للمريضه. 


نظرت سعديه  الى ممدوح بعين باكية، لثانى مره يدخل خلف ثريا يُعطيها من دماؤه، ليت هذه المره يلطف الله بها وتنجوا مثل سابقًا. 


دخل ممدوح الى غرفة العمليات بعد أن تعقم، نظر نحو ذاك الفراش الممددة  عليه ثريا مُحاطة بمجثات وقناع أوكسجين، لوهله وقف مُتصنمًا حين سمع صفير جهاز الاوكسجين، شعر بقلبه ينشطر لقطع مُلتهبه لكن سُرعان ما عاد النبض لـ ثريا مره أخري، إلتقط نفسه حين حدثته الممرضه: 


إتفضل إتمدد عالشيزلونج ده، عشان ننقل منك دم. 


تمدد على ذاك الفراش لم يشعر بتلك الإبرة التى غرستها الممرضه بعضد يده، ولا بإنسحاب الدماء  منه، نظره مُسلط على وجه ثريا، لو لم يشعر بالحياء، لنهض واقفًا، يبكي بل يصرخ ويسألها 


-لما يا أختي تفعلين بي ذلك 


-لما دائمًا أنا ضعيف ولا أستطيع مساعدتك


-أنا جبان... أجل أنا كذالك لم أستطيع حمايتك من براثن القدر، لكني مثلك يومًا حلمت وإستيقظت على سراب الاماني. 


وعذاب وضنين، لايشعر بشئ يسمع همهمات الاطباء، وقول الممرضه: 


سحبنا دم كتير من الاستاذ، بعد كده.... 


قاطعها ممدوح: 


مفيش بعد كده، أختي لازم تعيش لو سمحتوا، أنا... 


قاطعه أحد الأطباء قائلًا: 


كده كفايه، الدم اللى سحبناه هيكفي المريضة، لو سمحت إنتهت مهمتك هنا سيبنا نتعامل مع المريضة. 


بغصب خرج ممدوح من الغرفة يسير بترنح يشعر كآن جسده خاويًا ليس بسبب أخذ الدماء منه، لكن بسبب العجز والخوف من فقدان أخته. 


نهض آدم نحوه سريعًا وسنده الى أن جلس على أحد المقاعد، ذهب سريعًا كي يأتى له بعصير ومياة لتعويض تبرعه بالدم... 


فى ذاك الأثناء فتح هاتفه وتذكر إسماعيل لابد أن يأتى الى المشفى بصفته الطبيه وقتها قد يستطيع معرفة حقيقة إصابة ثريا من الأطباء


فتح هاتفة وقام بالإتصال عليه


بينما إسماعيل، كان يجلس فى سيارته أسفل بِناية والد قسمت، يحاول تهدئة عصبيته وهو يفكر أن يصعد الى ذاك المعتوه ويسأله أولًا معنى كلمة "برجوازي"  ثم يقوم بتهشيم رأسه، لكن يضبط نفسه بصعوبه، فى ذاك الوقت صدح رنين هاتفه فى البداية ظنه من قسمت لو كانت هي لن يتواني عن فض غضبه بها، لكن حين نظر الى شاشة الهاتف وجد إسم آدم، رد عليه ببرود حين سأله آدم:. 


إنت فين يا إسماعيل؟ 


أجابه: 


أنا قاعد فى عربيتي فى الشارع. 


إستغرب آدم سائلًا: 


وإيه السبب؟. 


أجابه إسماعيل: 


مفيش سبب، بس عندي إكتئاب برجوازي. 


إستغرب آدم مُسفهمًا: 


بتقول إيه؟. 


أجابه ببرود: 


مش أنا طلعت سليل برجوازي. 


مازال آدم لايفهم ردود إسماعيل، وقال له طالما قاعد فى الشارع تعالى المستشفى، ثريا مرات سراج إتصابت بالرصاص، ومش عارفين حالتها إيه بالظبط، وسراج على تكه وهينهار. 


إنخض إسماعيل سائلًا: 


وإيه السبب فى إصابتها، إتخانقت مع عمتك وفرغت فيها المسدس؟. 


يقولون"الضحكة هبله"فباصعب الاوقات شقائًا قد تبتسم شفاك عنوة، هذا ما حدث مع آدم،ثم قال لـ إسماعيل  بلاش تتأخر لما تجي هتعرف. 


❈-❈-❈


بمشفى آخر 


رغم وجود زوجته بنفس المشفى، لم يهتم لشآنها، هو لديه هدف آخر برأسه، يراقب مثل الثعلب أحد الغرف الخاصه، حتى سنحت له فرصه، فمن يريد الحديث معه أصبح بالغرفة وحيدًا 


فتح الباب دون طرق ودخل مباشرةً ينظر الى ذاك المُمدد على الفراش يبدوا أنه أصبح بحالة أفضل، لمعت عينيه ببسمه وهو يراه يُغلق جفنيه، إقترب منه بخطوات ثابته وشيطان يتلاعب به، لولا مصلحته أن يبقى ذاك الوغد حيًا لكان قتله، لكن المصلحه أولًا... 


إنحني على ذاك الوغد هامسًا: 


حمدالله على سلامتك يا... 


حفظي  


فتح حفظي  عيناه بإتساع ونظر الى ذاك المُتطفل، وسأله بخفوت:


بتعمل إيه إهنه يا قابيل جاي تستغل ضعفي تخلص عليا... يا واد العوامري. 


رسم حفظي الحزن والكُهن قائلًا:


لاه  طبعًا أنا جاي أعزيك فى أبوك "قاسم السعداوي"البقيه فى حياتك. 


رغم أن خفظي يشعر بالعجز بسبب إصابته، لكن سأله بخفوت: 


إنت بتقول إيه، أبوي لساه عايش! 


مازال يرسم الحزن قائلًا: 


أبوك الله يرحمه، متحملش يشوفك راقد فى السرير بعد ما سراج ضربك بالرصاص، غير أنه تقريبًا كده عدم هيبتك فى وسط أهل البلد بعد ما شهر إن إنت إتهجمت عالحريم،  يعني معدوم الأخلاق، والحج قاسم كان مريض ومستحملش و... 


بغضب نظر له حفظي  مازال يُكذبه، لكن لوهله  تريث سائلًا: 


معتقدش إن حتى لو أبوي زي ما بتجول إنه توفي، أنك جاي تعزيني فيه.


تبسم  قابيل بمكر قائلًا: 


لو كنت فكرت بذكاء قبل ما تتهجم عالحريم، يمكن كان الوضع إختلف يا واد السعداوي، بس  المثل بيقول: 


عدو عدوي صديقي. 


لم يفهم حفظي، سأله بترقب مُستفسرًا: 


جصدك إيه يا واد السعداوي. 


إنحني قابيل عيناه تلمع بدهاء وهو يقول بفحيح: 


يعني أنا زيك يا واد السعداوي 


بس إنت رايد بِت عمك اللى خطفها آدم من جدامك


وأنا رايد ثريا اللى سراج قدر يستحوز على عقلها وأتجوزها وأنا الأحق بها، ناسي إنها كانت مرت واد عمي اللى كان فى مكانة شقيقي. 


فهم حفظي غرض قابيل، وتفوه بعبث ماكر: 


مش يمكن ثريا إتجوزت سراج برضاها و... 


ضغط قابيل على كتف حفظي  قائلًا: 


مش جاي عشان اقدم إفتراضات، جايلك عشان نتحد وكل واحد يوصل لهدفه، أوعي تفكر إن كان صعب علي أخليك تسبق الحج قاسم للقبر، بس زي ما جولتك 


عدو عدوي 


حابب تبقى صديقي ولا... 


صمت قابيل ينظر الى حفظي التى تبدلت ملامحه بترقب لرد فعله، الذي لم يطول وخيب أمله: 


أنا عدو عدوي عمره ما يبقي صديقي  ولا آمن له لأنه خسيس زي عدوي، إنسي يا واد العوامري إنى أحط يدي فى يدك، كل واحد يقلع شوكه بإيده. 


ضحك قابيل عيناه تلمع بخبث وضغينه وإنحني يضغط على موضع آلم حفظي يستغل ضعفه وعدم استطاعته الدفاع والمقاومة، ئن 


حفظي بآلم بينما يستمتع قابيل بذلك، لكن بنفس الوقت فتح باب الغرفه، مما جعل قابيل يقف مُستقيمًا حين دخلت إحد الممرضات، نظرت له قائله: 


متآسفه بس ده وقت العلاج بتاع الأستاذ. 


نظر قابيل الى حفظي قائلًا: 


جپتي فى وجتك، حفظي بيتآلم، إعطيه مُسكن يريحه. 


بينما نظرت حفظي لـ قابيل بها نوع من الخوف والريبه... بالأخص حين إنتهت المُمرضه من إعطاؤه الدواء وغادرت، كانت النظرات وحدها كفيله بجعله يستسلم لحقد قابيل ويتحالف معه بعدما أقنعه غصبًا، ليكتمل حِلف الشياطين البشريه، وكل منهم هدفه مُبتغاه ولن يتواني لحظه فى قتل الآخر لو أتيحت له فرصة لذلك. 


❈-❈-❈


بالعودة للمشفى  


أعطي آدم زجاجه من العصير لـ ممدوح الذي يشعر بوهن مثل المريض، وإن كان أكثر آلمًا، غصبًا أخذها منه وإرتشف بعض القطرات... بينما 


مازال سراج واقفًا يستند برأسه على حائط أمام غرفة العمليات، عقله مازال يُراجع همس ثريا وهي تهزي... 


لكن ما يطن برأسه  قولها


"مش خايفه من الموت خايفه أقابل غيث هناك، مش هقبل أسامحه" 


لغز غير مفهوم  


بنفس الوقت فُتح باب غرفة العمليات وخرج الطبيب... تلهفت سعديه عليه تسأله: 


بِت يا دكتور. 


بينما ظلت سعدية جالسة ترتقب بخوف... 


فتح عيناها وإقترب من الطبيب الذي تحدث بعملية: 


إحنا خرجنا من جسم المريضة رصاصين، واحدة كانت فى البطن ولسوء الحظ كانت  قريبة من الكبد وده إتسبب فى نزيف دم كتير للمريضة، قدرنا نسيطر عليه، كمان الرصاصه التانيه كانت قريبة من الرئة، للآسف الحالة لسه حرجة، هتخرج دلوقتي  لأوضة العناية المركزة تحت المراقبة. 


شعرت سعديه بآلم قاسي وبلحظة تحدثت برجاء وتضرع تبتهل الى الله: 


مش تاني يارب، كفايه  قلبي مش هيتحمل... عملت إيه فى حياتها طول عمرها حظها قليل كده ليه، مكتوب عليها العذاب. 


إنتبه سراج لحديث سعدية، سأل عقله ماذا تقصد بمعني "مش تاني يارب" 


هل كان هنالك مرة أولي. 


نفض عن عقله خروج ثريا على فراش نقال... تتبعها كل أعين الموجودين ومحاولة والدتها النهوض والاقتراب من الفراش تنظر لها بضنين، لكن جذبها ممدوح يضمها بعد تذمر الممرضين، وان ليس من صالحها البقاء، لابد من ذهابها الى غرفة العناية المركزة سريعًا. 


إمتثلت وهي تجثوا أرضًا يضمها ممدوح الذي يكبت صرخه بقلبه يتحامل على وهن جسده. 


ساعة وإثنين مروا، واعقبهم ساعات أخري وبدأ شروق الشمس، نظر سراج الى تلك الشمس التى تُنازع مع الظلام كي تشرُق تذكر ذاك اليوم حين رأي "حورية الشمس" 


شعر كآن ثريا همست بأذنيه: 


"أنا حورية الشمس يا سراج". 


نظر خلفه ظنّا أنها حقًا حدثته، لكن إبتأس حين وجد خلفه فضاءًا هو يقف. بممر المشفى... رأي  إحد الممرضات  تدلف الى تلك الغرفة، لم تغيب سريعًا وخرجت، دلف الى الغرفة خِلثة، ذهب نحو الفراش، نظر الى ثريا وكم تلك المجثات وقناع الاوكسجين وجهها ملائكي، حقًا يليق بها" حورية الشمس"


لكن الشمس غائبة... إقترب منها أكثر وأنحني على رأسها وضع قُبلة... كاد يتفوه لكن عادت الممرضه وقامت بذمة: 


لو سمحت يا أستاذ الدكتور مانع أي حد يدخل للأوضه وإتفضل أخرج ومتتسببش فى مشكله أو خصم ليا. 


غصبًا خرج سراج يشعر بضيق تنفس، ذهب الى حديقة المشفى عله يشعر بالتنفس مرة أخري، جلس على مقعد رُخامي، عقله لا يفصل عن التفكير وقلبه كآنه بقايا حُطام بعد إعصار ... شعر بيد توضع على كتفه، نظر خلفه... لوهله إنخض وكاد ينهض قائلًا: 


ثريا. 


أجابته بآسي وهجوم أو بالاصح كان عتابّ: 


فكرتك أفضل من غيث، بس خيبث ظني يا سراج، سيبتها تدبل، أنا أكتر واحدة بتفهم وبتحس بـ ثريا، يمكن أكتر من أمها كمان


ثريا كانت رافضة الجواز بعد اللى شافته من عذاب فى جوازتها مع غيث، لما شوفتك بتحوم حواليها من البداية خوفت، إعترضت إنها تتجوزك وترجع من تاني لبراثن جبروت عيلة العوامري، بس هي كانت واخدة الجواز تحدي، وإنتقام، مش بس منك يا سراج عشان كدبت، إنت ظهرت إنك شهم وأنقذتها بس عندي يقين إن ده كذب، لو حقيقة مكنتش ثريا  هتوافق تتجوزك... ثريا وافقت عالجواز إنتقام من 


ولاء وأم غيث


أكتر إتنين أذوها بمساعدة غيث اللى الرحمة بعيدة عنه... 


نظر لها سراج بتساؤول مؤلم: 


ثريا كانت بتحب غيث؟. 


شعرت سعديه بإستهزاء وتهكمت بسخريه: 


لاء... ثريا قلبها بِكر معرفش الحب، زي جسمها كده بِكر رغم أنهم نزعوا منها برائتها. 


حجظت عين سراج بإستفهام سائلًا: 


مش فاهم قصدك إيه؟. 


جلست سعديه جواره ونظرت الى عينيه قائله: 


لاء فاهمني يا سراج، يمكن لاحظت مشاعر ثريا...إنت أول راجل يلمسها.. ثريا تعتبر بِِكر غيث ملمسهاش... بس سابهم ينهشوها.


ذُهل سراج من حديث سعديه، شعر بصراع فى عقله الذي سيشت لو لم يعلم تفسير لذاك الحديث. 


نظر لها سائلًا: 


تقصدي إيه،مش فاهم، قصدك إية بأن غيث سابهم ينهشوها... غيث كان... 


قطعت سعدية وسبقت بالحديث: 


غيث كان ديوث. 


جحظت عين سراج بذهول هو يعلم لأن غيث لم يكن لديه أخلاق لكن هل وصل به الفُجر ليُصبح ديوث. 


تهكمت سعدية وعينيها تبكي  وهي تتذكر ما حدث لـ ثريا، لم تنتظر لأن يسألها سراج  وقالت له: 


إنت إتجوزت ثريا عشان الأرض، زي غيث ما خدعها ولعب على ضعفها وإحتياجها لسند يقويها، وطلع خسيس، وجاتل، هددها بالجتل، ياريت جتلها هي، لاه جتل أمها وأخوها... 


تكاد عين سراج تخرج من مُقلتية، وهو يسمع لتفسير سعدية، أسباب تبلُد ثريا


[بالعودة لبعد زواج ثريا بثلاث أيام] 


مازالت ترهب منه بسبب سماعها حديثه أنه قتل إنسان، كانت تتواري بغرفة النوم الأخري تسمع طرقه على باب الغرفة وهو مخمور ومسطول، يِهددها ويتوعد لها، وأنها لن تستطيع الخلاص منه قبل أن يصل الى غرضه منها يسمعها أبشع الالفاظ البذيئه والقذرة يجعلها تشعر بالغثيان لمجرد سماع تلك السفالة، إكتشفت شخص آخر غير ذاك المُخادع الذي كان ومازال يظهر بصورة غير حقيقته الإجرامية والمُنعدم الأخلاق،بل الإنسانية...ظلت تسمع حديثه وهي جالسه فوق الفراش تكتم شهقاتها،لكن فجأة فتح الباب بقوة،هلعت ونهضت من فوق الفراش تتواري بأحد أركان الغرفه،لكن هو كان بتملكه الشيطان وهو يقترب منها بعين دمويه لا يرا سوا رغبتة بها،أخرج نصل صغير حين إستطاع إحتجازها بين جسده والحائط،مرره على وجنتيها بالحد البارد يستمتع بنظرة الهلع التى بعينيها،الى أن إنخفض بالنصل حول عُنقها بدل الحد البارد بالحد المسنون،تسبب فى جروح صغيرة يستمتع وهو يرا خطوط الدماء وهي تحاول الصراخ ربما ينقذها منه أحد،لكن صوتها إنبح دموعها تسيل بغزارة،ولو طلب منها أن تركع أسفل قدميه الآن بالتأكيد ستقبل،هكذا ظن،لكن مع ذلك فكر بشرر وفجور،وطريقة يكسرها بها يجعلها تدفع ثمن ثلاث ليالي تتمرد عليه،كذالك يكسر كرامتها يجعلها تخشي أن تفتح فمها وتقول له مره أخري أنت قاتل...ألقي النصل على الأرض وإرتكز بقوة يديه على كتفيها،رغم عنها بسبب قوته طاوعه جسدها غصبًا لتفوقه فى القوة،أصبحت جاثية أمام ساقيه ينظر لها بعلو ويضحك،لمعت عينيها حين رات ذاك النصل فكرت أن تحصل عليه،لن تقتل ذاك المجرم بلا ستنهي حياتها،لكن هو ينظر له بعلو حين حاولت النهوض علم أن مازال لديها رغبة فى التحدي وعليه كسرها،جذبها من شعرها نهضت عنوة جذبها،لتسير خلفه وهو يخرج من الغرفه ذاهبًا بها الى غرفة النوم ألقاها بقوه وقعت على الفراش،إستلذ وهو يجثو فوقها يديه تُمزع ثيابها صفعات قويه على وجهها ،وهي صوتها قد عاد تعتقد ان صرخت سيأتى أحد من بالمنزل وينقذها من ذاك المجرم،لكن كانت مُخطئه...حين شعرت بهدوء حين سمعت صوت طرق قوي على باب الشقة،ظنت أنها نجدة لها،بتأفف وغصب من غيث إبتعد عنها


يسب من يدق ويطرق على باب الشقة،فتح الباب،نظر أمامه كانت والدته ومعها ولاء،اللذان دفعاه ودخلا الى الشقه وقامت ولاء بذمه:


إيه الصريخ ده كله يا غيث؟.


بينما ذهبت والدة غيث الى غرفة النوم حين صرخت ثريا وهى تنهض من فوق الفراش لتستغيث بهن،لكن كُن أسوء من غيث...حين رأتها نظرت لها بإحتقار قائله:


بتصرخي ليه،بدل ما تحمدي ربك إن إبني 


غيث العوامري بص لشحاته زيك،بس هقول إيه ياما جولت له إستنضف بت ناس،مش جربوعة،بتصرخي ليه؟.


كانت تود أن تبوح بأنه قاتل لكن خشيت أن يُنفذ تهديده لها أن يقتل أخيها أو والدتها كما هددتها إن أفشت ذلك.     


بينما منظر ثريا،بملابسها المُمزقه وأثار الصفعات على وجهها كان كفيل بالرد،لكن لم يفرق مع والدة غيث ولا مع ولاء التى جائت خلف سراج الذي جذبها من شعرها يتملك منه شيطان سحبها الى تلك الغرفة التى بأخر ممر فى الشقه،كانت تلك الغرفه مُغلقه حتي أثناء فرش جهازها أخبرتها والدتها بأن هنالك غرفة بالشقة مُغلقة،ظنوا أنها ربما غرفة مكتب خاصة بـ غيث،لكن إنفزعت ثريا حين أخرج غيث مفتاح وفتح باب الغرفه،وأشعل الضوء،كانت الغرفه تحتوي على فراش معدني ودولاب معدني صغير،الفراش كآنه مُثبت بأرضية الغرفه،دفعها الى داخل الغرفه بعنف سقطت أرضًا،لكن مازالت غريزة البقاء تتحكم بعقلها نهضت بضعف وكادت تتوجه نحو باب الغرفه لكن دخلن ولاء ووالدة غيث،ومعهن تلك الخادمة التى تعمل بالمنزل متي آتت لا تعلم كانت تفوق ثريا بالحجم،تفعل مثلما يُطلب منها،تنحي غيث يقف على فتحة باب الغرفة،وهن يقتربن منها عيناهم تنضخ بالشر وهي تتراجع بهلع وخوف من نظراتهن المُريبه،كآنهن قطيع من الذئاب حولها،حاولت أن تصرخ وتصرخ بهستريا،لكن صفعتها ولاء بينما ضحك غيث بشرر وهو ينظر لها تلمع عيناها وقال لها بتشفي:


مهما تصرخي محدش هيسمعك.


مازال عقلها لم يستوعب نظرت الى حيطان الغرفه المُختلفة عن بقية حوائط الشقة تبدوا بتشطيب آخر،فهمت مغزى قول غيث،وذاك الفراش والدولاب المعدني عقلها ترجم كل ذلك،تلك الغرفه مُجهزة لهدف برأس غيث مُسبقًا هلعت وهي تعلم أن 


غيث "سادي"ذمها عقلها فمن يقتل بدم بارد ليس صعب عليه أن يكون كذالك...


لكن لماذا تلك النساء يتقدمن منها،وصفعة ولاء لها وتلك الخادمة التى جذبت ثريا وألقتها بقوة على الفراش قبل أن تنهض كانت تحاول تقيدها،لكن ثريا مازالت تقاوم حين فهمت لماذا هُن هُنا


هُن هُنا لكسرها بل لذبحها...


بالفعل إختفت مقاومتها حين ساهمت ولاء بتقييد قدميها قبل أن تفرقهن عن بعضهما والدة غيث سريعٕا قطعت سروالها التى كان أسفل ملابسها المُمزقه،أصبحت شبة عارية ليست أمامهن فقط بل امام عيني غيث الذي ينظر لما يفعلن بها بإستمتاع ربما أكثر لو كان هو من إغتصبها،مع صرخة إغتصابها وأنتهاك عُذريتها إعتدلت والدة غيث تلمع عينيها وهي ترا تلك الدماء تسيل من ثريا،وكذالك ولاء التى قالت بظفر وهي تنظر الى غيث:


أهو كسرناهالك عشان تتبقى تتمنع عنك...


لمعت عينيه بفرحة نصر،وهو يقترب منها بعد أن أصبحت راقدة على الفراش مثل الجثة هامدة،تُغمض عينيها كآن عقلها يرفض ما حدث لها،إغتصاب من نساء،سمعت عن هذه الافعال سابقًا كانت تتقزز من ذلك وان هذا ليس ذُل للفتاة،بل جريمة بحقها....


فعلوا تلك الجريمة الشنعاء بحقها،بقسوة مُفرطة ذبحوها بإفتراء وعُنف مُبالغ وغشم من والدة غيث التى تولت تلك المهمه هتكت عِرض ثريا كآنها شيطانة بلا إحساس،كل هذا كي ترا تلك الزهوة على ملامح إبنها الذي إستمتع بذلك وليت هذا فقط بل إقترب من الفراش وحملها بين يديه وخرج من الغرفة متوجهًا الى غرفة النوم،وثريا شبه مُخدره،فقط تئن بآلم،نظرت الخادمه نحو والدة سراج قائله بهلع حين رأت فرش الفراش به بقعة دماء كبيرة كذالك كانت ثريا تنزف وقالت لهن:


البت مش هتتحمل لو غيث بيه قرب منها.


نهرتها ولاء قائله:


غوري إنزلي لتحت وإياكِ حد يعرف باللى حصل إهنه مش هيكون قطع عيشك بس من إهنه،أنا هقطع خبرك،هي اللي كانت فاجرة وعصيانه على جوزها.


بخوف إستسلمت الخادمه وتركتهن،تلوم نفسها لم تعتقد ان يصل بهن الشر لهذه الدرجه،بينما ذهبن ولاء ووالدة سراج خلفه الى غرفة النوم ورأين غيث وهو يُلقيها بعنف فوق الفراش،وكاد يقترب منها تلمع عيناها برغبة،لكن شعر بالتقزُز حين رأي تلك الدماء تنزف منها،جذبته ولاء قائله بتحذير:


شويه والدم هيوجف،بس بلاش تقرب منيها الليلة.


نظر الى تلك الدماء وبتقزُز أومأ لهن قائلًا:


تمام خليها للصبح تكون هديت.


اومأت له والدته،ضميرها معدوم فقط من أجل أن تجعل لإبنها السطوة وتكسر تلك الفتاة كي تمتثل وتُصبح طائعه له كما أخبرتها ولاء بذلك بعد أن إتفقت مع غيث كي تُهدأ من ثورته وغضبه. 


غادرن الإثنتين،وظل غيث معها بالغرفه حتى أنه إستلقي جوارها على الفراش نائمًا بعُمق وهي تنزف تشعر ببرودة وروحها تنسحب منها،حتي الصباح...


شعور بالقلق فى قلب نجيه،ذهبت الى سعدية وتحججن أنهن كُن قريبتين من المنزل وقولن أن يزورن ثريا،لحسن الحظ كانتا والدة غيث وولاء لسن بالمنزل،كُن منعنهن من الصعود لشقة غيث،الذي مازال غافيًا وفاق على صوت جرس الشقة،نهض مُتأففًا لم ينظر نحو ثريا التى شبة أصبحت بارده كالموتي،فتح باب الشقه ونظر لهن دون إحترام،كاد يطردهن لكن لاحظن الدماء على ثيابه إرتجف قلب نجيه بينما سعديه أزاحته من أمامهن لعدم إنتباهه تنحي جانبًا،دخلن سعديه ونجيه تنادي بإسم ثريا،لم ترد عليهن،زاد القلق بقلبهن،دخلن الى غرفة النوم صُعقن من منظر ثريا الشبة عاريه ودمائها مازالت تسيل،إرتجفن وذهبن نحوها،تحكم عقلهن مع قلبهن المُنفطر،وهن يجمعن شرشف الفراش يسترن به جسدها وتحاملن مع بعضهن وحملن ثريا فى أثناء خروجهن من المنزل تصادف خروج قابيل الذي إقترب من هن بفزع،وعرض عليهن المساعدة وافقن غصبًا وضعنها بالسيارة وذهبن الى الوحدة الصحية الخاصة بالبلدة،كشفت عليها إحد الطبيبات وأخبرتهن أن حالتها خطيرة وعليها تلقى نقل دم، والوحدة صغيرة وليس بها بنك للدم، بالفعل ما هى دقائق وكان ممدوح يتبرع لها بالدم الذي عوض جزء من النزيف وإستطاعت الطبيبه التحكم فى النزيف وتوقف، لكن خطر عودته وارده وهنالك خطر أقوي بالرحم الذي تهتك جزء لا بأس به ربما يمنعها من الإنجاب مُستقبلًا... لكن كانت الصدمة حين أخبرتهن الطبيبة


دي حالة إغتصاب واضحة بس فى حاجه غريبة... مفيش أي آثار لـ "نطاف راجل". 


فهمن ما حدث أنها كانت حالة إغتصاب وحشيه، أو مثلما يقال عليها بالدارج" دخلة بلدي"


لكن لجهلهن وقسوتهن كانت النتيجة قاسيه جدًا، والطبيبة لا تمتلك سوا الصمت خوفً من سطوة عائلة العوامري 


لم يهتم غيث بها، حتى بعد أن تحسنت نسبيًا كان قرار ممدوح مع سعديه ان لا تعود ثريا الى منزل غيث، لكن غيث كان مريضًا نفسيًا وقاتل وهدد ثريا، وعادت معه خوفً ان يقتل والدتها أو أخيها. 


صمتت سعدية وتوقفت عن سرد بقية ما حدث لـ ثريا حين سمعت صوت رنين هاتف سراج الذى لم ينتبه له عقله مشدوه، غير مستوعب ما مرت به ثريا، نبهته سعديه أخرج هاتفه وأغلقه دون النظر إليه وعاد ينظر الى سعدية يشعر بـ


                 «ذهول عقلي» 

يتبع....


🔥دمتم ساالمين🔥.



الفصل الواحد والعشرون والثاني والعشرون من هنا 


   لقراءة جميع فصول الرواية من هنا


تعليقات