
رواية سراج الثريا
الفصل الثاني عشر 12 والثالث عشر 13
بقلم سعاد محمد سلامة
مازال يشعر بإشتياق للمزيد من القُبلات، وشعور آخر يتوغل لقلبه وهو يدفعها بجسده للسير وهي تمتثل دون شعور منها او ربما أفقدتها المفاجأة ولهفة القُبلات تركيز عقلها،كآنها فقدت الإدراك للحظات غابت عن الاستيعاب، قبل أن تشعر بيده فوق تلك العلامة التي بفخذهها عادت للوعي لا تعلم ماذا حدث وكيف وصلا الى الفراش وهو فوقها، مُستمرة قُبلاته، شعرت أنها تكاد تختنق، تحكم عقلها شعرت بإحتياج للهواء كذالك شعور برفض لتلك اللمسات،لا ليس رفض بل إشمئزاز ونفور حين أغمضت عينيها تتخيل أن غيث هو من يحاول إرغامها،زاد رفض عقلها وقامت برفع يديها تدفعه عنها بشراسة، ترك شِفاها، لتلتقط نفسها لكن مازال ذاك الإحساس يُسيطر عليه يُقبل وجنتيها وأسفل ذقنها، بينما هي تشعر بتصارُع أنفاسها تستجمع قوتها الواهيه وهي تدفعه عنها، حتى دون وعي منها نطقت مُترجية برفض:
أرجوك سيبني يا "غيث"... غيث...إبعد عني.
-" غيث".
طنين الكلمة برأس سراج كآنها صرير رياح قوية إقتلعته من تلك المشاعر التى كانت تتحكم به، وتركت مكانها إعصار عاصف، عصف بعقله
نهض سريعًا... وإبتعد عنها وقف أمام الفراش ينظر لها بغضب... كانت مازالت تغمض عينيها، منظر منامتها التى تكشف جزء من صدرها وخصرها العاريين كذالك نبضات صدرها التى تعلو وتهبط بتصارُع عكس ما يجتاحه فى هذه اللحظة من إعصار هادر يغزو كل كيانه، لجم غضبه ولملم المنشفة حول خصره وتوجه نحو دولاب الملابس جذب بعض الثياب له وتوجه ناحية الحمام لكن توقف للحظة قائلًا بغضب وأمر:
مش عاوز أطلع من الحمام أشوف وشك، وكُلي مع اللى فى المطبخ مش عاوز ألمح طيفك قدامي.
ثم دخل الى الحمام يصفق الباب خلفه بقوة، إرتج قلب ثريا لها وهى تحاول إستعادة تنفسها طبيعيًا، لم تستطيع، لكن تحاملت على نفسها ونهضت جالسه على الفراش تحاول إستيعاب ما تفوهت به غصبًا سالت دموع عينيها، نهضت تلهث أنفاسها تتحامل على وهن جسدها وجذبت عبائتها وإرتدتها وضعت وشاح رأسها بعشوائيه دون إحكامه
أكملت سير وخرجت من الغرفة تسير بلا هوادة كآنها فرع مكسور ينجرف بمهب الريح... لم تستطيع السير كثيرًا خشيت أن تخونها ساقيها وتقع بالممر، نظرت أمامها كان هنالك مرحاض بالممر، عادت تتحمل بضع خطوات ودلفت إليه ببطئ جلست على حرف حوض الإستحمام، تحاول إلتقاط أنفاسها... ظلت قليلًا الى أن شعرت بخلايا جسدها...
بينما سراج مازال يُسيطر عليه الغضب، فتح صنبور المياة الباردة على رأسه لدقائق حاول تهدئة غضبه، ليس من رفضها له بل لذكرها إسم "غيث" فى تلك اللحظة شعور غير مفهوم يشعر به والتفسير هو الغضب منها أقل ما قد يفعله هو أن يخرج ويرغمها على إتمام زواجه منها ووضعها أمام واقع هو زوجها والآخر أصبح ماضي عليها نسيانه، بل محوه من ذاكرتها...
لامه عقله...
-لما تريد ذلك
-هل نسيت سبب زواجك منها ليس لشهوة
-لابد أن تسترد قطعة الأرض منها بأقرب وقت
هذا كان هدف زواجك منها
لا تُفكر بشئ آخر
لابد أن تمضي على تنازل لقطعة الأرض فى أقرب وقت وينتهي كل ذلك
و...
والسؤال-ماذا بعد ذلك
-تخرج من حياتك
-ولما أدخلتها
والجواب غير معلوم لديه
-ربما كان عقابً
وسؤال آخر
- عقاب لمن
والجواب غير مُقنع
-عقاب لتلك المُحتالة.
إستهزأ بذاك الصراع الدائر بعقله بشئ لا يستدعي ذاك التفكير
جذب ثيابه يرتديها وبرأسه إعصار آخر لو خرج الى الغرفة ووجدها سيهلكها بقسوة.
إتخذ عقله القرار وخرج من الحمام نظر بالغرفة
لم يجدها، إختفت، غادرت كما أمرها
لوهله تبدل ذلك الصراع الى شعور آخر
كان يود أن يجدها ربما حتى لو تفوه لها بغضب كان إستراح من ذاك الشعور، لكن هي إمتثلت
أو بالأصح أرادت ذلك...
تنهد بعنفوان يُزفر أنفاسه وغادر الغرفة...
بينما ثريا شعرت بهدوء قليلًا، بالتأكيد مر وقت ليس بقليل وبالتأكيد وقت كافى لترك
سراج الغرفة... نهضت تشعر بتوهان، خرجت من المرحاض تسير ببطئ، توجهت نحو تلك الغرفة لكن تصادفت مع عدلات التى تبسمت لها قائلة:
ست ثريا العشا جاهز و....
لم تُبالي ثريا بحديثها وتوجهت نحو الغرفة تُعطيها ظهرها قائله بشبه خفوت:
مش جعانة، مصدعة محتاجه أنام.
أومأت لها عدلات وغادرت تشعر بصعبانية عليها قائله:
منها لله ولاء أكيد بخت سمها لـ سراج بيه وإتعصب عليكِ.
دخلت ثريا الى الغرفة تشعر بدوران الغرفة
كآن الأرض تميد بها وهي واقفة، ذهبت نحو تلك الآريكة جلست عليها تشعر بإختناق، سحبت وشاح رأسها، بكت بدموع تشعر بقهر، وضعت يديها حول رأسها تقول بندم يزداد مع الوقت:
إنتِ اللى وافقتي عالجواز يا ثريا وكنتِ عارفة نفسك كويس، فكرتي إيه هتعاقبي سراج ده من عيلة العوامري، نسيتي ليه ماضيكي معاهم، رجعتي تشربي من المُر تانى...
-إنت إيه يا ثريا.
جملة تطن برأسها والغرفة تدور بها كشريط سينمائي تسمع ضحكات غليظة من "غيث"
يقول بإستقواء
"أنتِ بتحاربي طواحين الهوا إنتِ عارفة إنك زي ورقة شجرة دبلانة وسهل أنفخ شوية هوا تقعي وأدهسك تحت رِجليا"
ضحكات غليظة وغرفة تدور بها، وصوت مكتوم تود أن تصرُخ، لكن إنحشر صوتها، خيالات تمُر وأصوات بغيضة تطن برأسها... أغمضت عينيها تسمح للدموع الغزيرة تنساق من بين أهدابها تحرق وجنتيها وقبل ذلك يحترق كيانها...تكورت بجسدها مثل الجنين سلمت نفسها لغفوة دون شعور منها، أو ربما كان غيابً عن الوعي نهائيًا وهي لا تدري بأي شيئ غير أنها هكذا تشعر بهدوء بلا ضجيج.
بغرفة السفره
دخل سراج بوجه عابس
لاحظت ولاء ذلك تبسمت بداخلها، حقًا لم تحكي لـ سراج عن وقاحة ثريا معها لكن يبدوا بوضوح أن هنالك ما يُزعجه وبالتأكيد يخُص تلك الحمقاء، ولا مانع من بعض من الرياء حين نادت على الخادمه التى لبت ندائها وجائت، نظرت بتعمد لـ سراج قائله بقصد:
فين ثريا خليها تجي تتعشى.
ردت عدلات:
الست ثريا جالت مش چعانه مصدعة وهتنام.
تفوهت ولاء برياء:
لاء سلامتها.
لم يهتم سراج وألتقط ملعقة الطعام وشرع فى تناول الطعام دون مبالاة، لم يشعر بنظرات ثريا المُنشرحة له الا حين رفع وجهه وتقابل بعينيه معها، أومأت رأسها له بإبتسامة، لم يُعطي رد فعل وأكمل تناول الطعام دون مبالاة.
بعد وقت صعد، توقف أمام غرفته يتنهد يحاول كبت ذاك الغضب، وإتخذ القرار دخل الى الغرفة نظر نحو الفراش أولًا، كان خاويًا، نظر نحو تلك الآريكة كما توقع هي غافية عليها، ذهب نحوها، كانت ملامحها مُختلفة بها بعضًا من العبوس وهي نائمة هكذا متكورة على ذاتها، خُصلات شعرها المُشعثة لكن بها جاذبية، ما سر تلك الجاذبية
-التمرُد والإحتيال
هما هذا السر
تنهد بنزق ويهمس بإسمها كي تصحو...
لما يود أن تصحوا، لا يعلم ربما فقط مجرد تعسُف زائد منه، نفض ذلك... وصمت ينظر لها فقط، ثم إنحني يحملها بالتأكيد ستشعر بذلك وتصحوا وقتها
-وقتها ماذا
-ماذا تريد يا سراج
-إيلامها مره أخري
-أم إثبات أنها لا تعنيك وليس لها أي تأثير عليك.
-وهل هذا صحيح
-أجل ليس لها أي تأثير.
هكذا إقتنع وهو يحملها وتوجه نحو الفراش لم تفتح حتي عينيها جسدها شبة مرخي، حين حين وضعها على الفراش لم تُعطي اي رد فعل ولا حتى تحرك جسدها، لوهله خفق قلبه وإقترب من أنفها تأكد من تنفُسها، شعر بإرتياح وعدل جسدها وألقى فوقها غطاء الفراش الخفيف، ولم يبنتظر،، خرج من الغررفة صعد الى تلك الشقة التي كان من المُفترض أن يتزوج بها، دخل الى غرفة النوم مباشرةً،تمدد عالفراش يضع راسه فوق يديه يُفكر
فى سبب لما لم يتزوج بـ ثرييا بتلك الشقة كما كان يجب، كان سهلًا عليه فرش الشقة بأقل من أسبوع، لما اراد أن يجمعهما غرفة واحدة
بالتأكيد لسبب هو يعلمه جيدًا،أن لا تدعي الدلال والتمرُد وتحاول فرض تمرُدها عليه وتطلب بقائها بغرفة خاصة بها.
رغم إرهاقه كذالك ضجره لم يستطع النوم،وظل ساهدًا لوقت غير معلوم عقله يشعر بالتشتت ورغبة تطلب منه أن يعود لتلك الغرفة،وقرار عقلهُ يمنعه.
❈-❈-❈
بعد مرور يومين
صباحً
بـ دار العوامري
على طاولة الفطور
جلست ولاء تنظر نحو سراج تشعر بسعادة بالغة فالأمور بين سراج وتلك الحقيرة ثريا تسير مثلما تريد كانت زهوة رغبة ويبدوا أنها إنطفأت سريعًا، والدليل هو عدم جلوسها معهم على طاولة الطعام لمدة يومين، كذالك معظم الوقت تلتزم بغرفتها وكذالك تلك الخادمة التى أخبرتها أن سراج ينام بالشقة الخاصة به ولا يذهب الى الغرفة الموجودة بها ثريا،ييدوا أن هذا الزواج سينتهي سريعًا،لكن بالتأكيد قبل نهايته وإقصاء ثريا،لابد أن يسترد قطعة الأرض منها أولًا...
تعمدت القول لتلك الخادمة:
فين ثريا بجالي يومين مش بشوفها فى الدار،روحي نادي عليها تچي تفطر معانا.
نظرت الخادمة نحو سراج وإرتبكت قائله:
الست ثريا خرجت من الدار بدري.
فرصة وجاءت أمامها وإستغلتها جيدًا تحاول بخ سمها قائله:
هي مش عارفه إنها لساتها عروسة ومكنتش تخرج من الدار دلوك، ولا هي لسه فيها نفس العادة الجديمة، تخرج من غير ما تعمل حساب لأي شيئ... معندهاش إلترام ولا إحترام...من أيام...
نظر لها سراج، لوهلة كآنه يحذرها أن تذكر إسم ذاك البغيض الذي إن كان سابقًا على خلاف أخلاقي معه فهو الآن يشعر بالبُغض نحوه دون سبب، أو ربما ثريا هي السبب، جعلته يبغض شخص لا وجود له
شعر بغضب ونهض من خلف طاولة الطعام قائلًا:
أنا شبعت رايح الإستطبل.
غادر مُسرعًا يشعر بغضب من تلك التى تتعامل كآنه ليس موجود، ذهب الى إستطبل الخيل، أخرج هاتفه وقام بإتصال قائلًا:
تمام يعني هي بالمحكمة دلوقتي تمام عاوز خطواتها خطوة بخطوة....
تنهد بنرفزة قائلًا بوعيد:
ماشي يا ثريا واضح إنى إتهاونت معاكِ.
أخرج مُهرة جامحة وبدأ فى ترويضها لكن كآن اليوم هو يوم المتمردات سواء كانت المُهرة أو تلك المُحتالة التى تزوجها...مازالت المهرة غاضبة وجامحة وهو شعر ببوادر فتور لا يود تكملة ترويضها يعلم أنه بسهولة يضع لجام حول عُنقها ويُسيطر على جموحها،لكن لا رغبة له فى ذلك...
تركها ترمح بالمضمار كما تشاء وهو يقف يتابع جموحها يروضها لكن بطريقة مُرهقة لها هى،بالتأكيد من كثرة الجري ستشعر بالإرهاق...وقتها تستسلم عنوة لترويضة لها...
ربما حسبها خطأ،حين صدح رنين هاتفه فتحه وسمع خديث الآخر له،شعر بعصبية قائلًا:
بتقول مين اللى ضربتها.
أجابه الآخر وأخبره بما حدث،شعر بعصبيه قائلًا:
والست دى متعرفش هي متجوزه مين، عالعموم عاوز عنوان الست دي.
أغلق الهاتف يظغط عليه بقوة يكاد يسحقه بقبضة يدهُ من شدة غضبه
لم يُلاحظ تلك المُهره التى عادت تهرول نحوه بجموح وكادت تصتطدم به، لولا أن نبهه آدم الذى يقترب من المضمار، إبتعد عن طريقها بآخر لحظه، ثم وقف ينظر لها جازمًا هذا يوم المُتمردات وعليه وضع حد لهن، بالفعل جذب اللجام وعصا وناور تلك المُهرة لدقائق حتى إستطاع السيطرة عليها ووضع اللجام بعُنقها وإمتطاها وهي مازال الجموح مُتمكن منها تحاول أن تُسقطه من فوقها وتعود للهرولة بجموح، لكن هو خيال وإستطاع ترويض جنوحها، وسارت هادئة
كان آدم يُراقبه، حتى ترجل من على تلك المهرة، وأعطى لجامها لذاك السايس، وذهب نحو آدم الجالس تحت مِظلة بالإستطبل...
تفوه له آدم بإفتخار:
المهرة دي كانت شرسه حاولت معاها كتير، وإنت خلال أيام قليلة روضتها.
رسم بسمة وزفر نفسه، تبسم له آدم سائلًا:
مالك بقالك كام يوم متعصب، إيه الجواز مش جاي على هواك، لاء وسمعت كمان إنك بتنام فى الشقة اللى المفروض كنت تتجوز فيها، اللى أعرفه اللى بيغضب الست مش الراجل.
نظر له بسخافه قائلًا:
إنت بتراقبني ولا إيه.
ضحك آدم قائلًا:
أنا ماليش في المراقبة يا سيادة الضابط إنت عارف إن أقل حركة فى دار العوامري الكل بيحس بينها.
زفر نفسه حول الموضوع قائلًا:
ويا ترا يعرفوا إنك إتقدمت لـ بنت السعداوي.
ضحك آدم قائلًا:
لاء لسه، مستني آخد الموافقة من أبوها وبعدها أحط الصدمة قدامهم كده... متوقع رد الفعل طبعًا، مش بعيد أبوك يقول يا خيبتي فى ولادي الصبيان عليهم إختيارات تنوش الدماغ.
ضحك سراج قائلًا:
جهز نفسك كمان لكلام عمتك ولاء مش بعيد تطلعلك التار القديم.
تنهد آدم بآسف قائلًا:
ربنا يستر، بس كل اللى قالقني قرار أبو حنان، المفروض يرد النهاردة وبقينا نص اليوم ومفيش رد.
طمئنه سراج قائلًا:
لاء عندي شبة يقين هيوافق، بس جهز نفسك للخطوة التانيه هي الأصعب.
❈-❈-❈
قبل وقت قليل بأحد المحاكم.
رغم خسارة ثريا لتلك القضية التى كانت تترافع عنها لكن كان بداخلها شعور سعيد،
لكن بعد أن خرجت من قاعة المحكمه سحبت تلك السيدة الثمينة يدها وأخذتها الى فناء المحكمة وقالت لها بإستهجان وغضب:
كيف خسرتي القضية.
ردت ثريا بسهوله:
سبق وقولت لك يا حجة إن قواضي الشرع كلها بتحكم للنسوان، ودي قضية نفقة والقاضي حكم بإلزام إبنك بالنفقة على عياله، وده مش بس قانون لاء كمان شرع ربنا، مش معني أنه طلق مراته، يطلق عياله كمان معاها... والنفقى مش مبلغ كبير، دي متقضيش مصاريف عياله أسبوع.
نظرت لها السيدة بغضب قائله:
هيصرف على طليقته كمان فى دار أبوها.
ردت ثريا:
لاء يا حجة، هو بيصرف على ولاده، وملزم بيهم.
تنفست السيدة بغضب قائله:
ونفقة الحاضنة دي كمان إيه مش بيصرفها عليها.
أجابتها ثريا:
ده حقها القانوني والشرعي، قصاد تربية عيال إبنك.
نظرت لها السيدة بغضب جارم وبلا تفكير بسبب ردودها قامت بصفعها بقوه على وجهها.
إغتاظت منها ثريا وقالت بإستهجان:
حضري نفسك يا حجه لسه قواضي كمان وطليقة إبنك هتكسبها
لسه بدل سكن، ومصاريف المدرسة كمان، يلا شوفى لك محامي يرضي ببلاوي إبنك اللى هتشحتوا سوا عشان تدفعوا النفقة،ده غير بقية مستحاقتها القايمة بتاع العفش وكمان الشقه من حق الحاضنه،جهزي لك سكن مع إبنك قبل نا تطردكم من داركم.
غادرت ثريا كان من السهل أن ترفع قضية على تلك السيدة، لكن لن يشفى ذلك غليلها نا قالته جعل تلك السيدة تغتاظ بشدة.
لم تنتبة ثريا الى تلك العيون التى رأت ما حدث وقامت بنقله مباشرةً.
❈-❈-❈
بالظهيرة
على طاولة الغداء بمنزل مجدي السعداوي
كان بين الحين والآخر ينظر نحو حنان التى لاحظت ذلك وإبتسمت له، بداخلها تود أن يُخبرها عن عرض آدم له ولن تُخفي موافقتها به،لكن هو لم يُخبرها وقد مر يومين كما قال لـ آدم،شعرت بيآس أن يوافق على عرض آدم بالتأكيد كل ميلهُ ناحية حفظي ذاك المُتطفل.
بعد قليل إنتهوا من تناول الغداء،نظر وجدي لـ حنان قائلًا:
إعمليلى كوباية شاي وهاتيها المندرة.
أومأت رأسها بموافقة دقائق ودخلت الى المندرة تحمل تلك الصنيه قائله:
الشاي يا أبوي.
كان عقله شاردًا إنتبه حين تحدثت حنان،تنحنح قائلًا:
حطيه عندك وتعالى عاوز اتحدت وياكِ فى كلمتين.
إزدردت حنان ريقها بتوتر وجلست...
إعتدل مجدي فى جلسته ونظر لها قائلًا:
من يومين لما دخلت للدار حفظي كان إهنه و...
إرتابت حنان وقالت بتبرير:
والله يا أبوي انا فتحت له وقولت له إن محدش فى الدار وهو اللى دخل ورايا محستش بيه، ومش أول مره يا ابوي يغلث عليا، هو إكده من زمان وأنا كنت بصده، بس...
توقفت حنان عن الحديث مما زاد الفضول بعقل مجدي قائلًا:
بس إيه؟.
إرتبكت حنان قائله:
بس هو مفكرني بكن له مشاعر وهو مش أكتر من إبن عمي وعمري ما حسيت ناحيته غير بإكده، وجولت له إكده بس هو اللى مصمم وقالي إن حضرتك مش هتلاقي أحسن منيه
بس والله يا بابا أنا الموت عليا أهون من إنى أتجوزه.
توقفت حنان تشعر بريبه بعد ان أخطأت تخشي رد فعل والدها، قد يتعصب عليها الآن
وليس بالبعيد أن يصفعها، لكن كان رده هادئ عكس توقعها قائلًا:
وليه مش موافجه على حفظي.
أجابته بريبة:
هو بالنسبه ليا زي اخويا متربين سوا مش قادره احطه فى مكانه أكتر من إكده.
تفهم مجدي ردها، ثم سألها:
طب لو إتجدم لكِ عريس تاني ومتعرفهوش توافجي عليه.
بتسرع اجابت:
أنا اوافق على أي حد ما عدا حفظي، ارجوك يا أبوي...
قاطعها مجدي بتعسُف قائلًا:
تمام، جومي روحي لامك المطبخ وسيبني لحالى.
غادرت حنان تشعر بخوف في قلبها، بينما عاود مجدي الإضجاع على الآريكه وأخرج من جيبه تلك البطاقة الورقية وفكر قليلًا، لكن سُرعان ما تراجع حين صدح رنين هاتفه، قام بالرد سريعًا، ثم نهض مُغادرًا من المنزل دون الحديث لأحد.
❈-❈-❈
بشقة خاصة بالمدينة
حياته الإجراميه بين شقوق الجبال جعلته مثل الضواري، السمع لديه حاسه قوية دائمًا،
تأهب بحذر حين سمع صوت تكات فتح المفتاح بمقبض الباب سريعًا جذب ذاك السلاح الذى دائمًا يحتفظ به كذراع ثالث...وجهه ناحية باب الشقة،لكن سُرعان ما أخفض السلاح ووضعه خلف ظهره قائلًا:
قابيل.
تهكم عليه بغضب قائلًا:
أيوه قابيل هو فى حد غيري يعرف مكان الشقة دي يا "عطوان".
أومأ له عطوان قائلًا:
مش حكاية حد يعرف مكان الشقة، بس إنت عارف بعد حكاية هجوم البوليس عالجبل، ربنا كتب لى النجاة من الموت أو السجن والحذر مطلوب، إنت كن دعالك نبي يادوب مشيت من الجبل، وحصلت كبسه، من يومها بجيت، جاعدشراء الكتب الأكثر مبيعًا على الإنترنت
إهنه فى الشقه كيف الولايا، انا اللى كنت ريس على رجالة قلبها ميت بقيت بخاف أسمع نبش.
نظر له قابيل بضيق قائلًا:
كفياك عويل عاد كيف الحريم، إحمد ربنا إنك عرفت تهرب ونجيت من الموت او السجن، إنت لو كان إتقبض عليك كانوا هيعلقوا رقابتك على حبل المشنقه، ناسي أحكام الجرايم اللى عليك... بطل عويل كلها فترة والحكومه تهدا والجبل يرجع يتملي من أتباعك تاني،
خد انا چيبت لك وكل وكام إزازة بيرة وكل اللى طلبته، وبعد إكده ممنوع تتصل عليا غير للضرورة وبس.
نظر عطوان له قائلًا:
نسيت حاجه يا باشا نسيت تجيب معاك الحته الطريه.
نظر له قابيل بسحق قائلًا:
العمارة كلها ناس محترمه لما يشوفوا ست، ولا غازيه داخله هنا ياخدوا بالهم، وأكيد مش هيسكتوا، جولت لك فتره حاول تتحمل.
زفر عطوان نفس بضجر مُرغمًا
بينما نظر له قابيل قائلًا:
بستغرب كيف عرفت تهرب من البوليس؟.
رد عطوان بزهو:
بلاش تستهون بذكائي، أنا جتلت عسكري ولبست هدومه.
لمعت عين قابيل بإعجاب ليس من ذكاء عطوان بل لانه هو الأفضل لتلك المهمة التى يُخطط لها، عطوان لابد أن يقترب من سراج.. لكن بهويه جديدة وخدعة... عليه إبادة سراج من أجل ان يظفر بـ الثُريا البعيدة.
بـ دار قابيل
دلفت ولاء الى تلك الغرفة نظرت الى
أختها وإبنتها إيناس التى تعوي ببكاء، كذالك أختها تعوي على فقدها لـ غيث الذي مازال ينحر فى قلبها...
زفرت نفسها بضجر وقسوة قائله:
إيه المندبه اللى إنتم عاملينها دي، مش كفايه عاد ندب.
نظرت نحو إيناس قائله:
طب أمك وعارفه سبب ندبها لكن إنتِ بتندبي ليه.
أجابتها إيناس ببكاء:
بندب حظي الأسود، أنا حِبلة يا خالتي.
تهكمت ولاء بإستهزاء وسخريه قائله:
وفيها إيه لما تبجي حِبلة، إنت حِبلة فى الحرام، مش حِبله من جوزك.
أجابتها بآسي:
جوزي مش عاوز الجنين اللى فى بطني ومن يوم ما عرف إنى حِبلة وهو طفشان من الدار.
إستغربت ولاء ذلك قائله:
وإيه السبب؟.
أجابتها:
معرفش، هو مش رايد عيال، وانا نفسي أخلف واد تاني وأسميه على إسم المرحوم "غيث" أخوي.
إزداد بكاء أختها
نظرت ولاء لها قائله:
دلوك بتبكي، ياما جولت لك بلاش جوزك يسلم حتة الأرض لـ ثريا، أهي خدتها وصغرت سطوة العوامريه، بس إكده، لاه كمان أرغمت سراج يتحوزها، بس جلبي حاسس إن الجوازة دي مس هطول، وسراج مش زي غيث ممحون وكانت بتلعب بيه، سراج راجل وهو اللى هيرد الارض وهيطلعها بالهدمه اللى عليها، وترجع زهوة العوامريه، وإنتِ يا إيناس بطلي نواح ومتبجيش زي أمك ضعيفه، وقابيل كلها كام يوم ويرضي بالامر الواقع ويرجع كيف الأول، بلاش كل ما يشوفك تكوني بتنوحي إكده... إتعلمي من جبروت بت الحناوي، اللى مش هيكسرها غير واد العوامري كيف ما عمل غيث قبل إكده، كان عارف يمشيها صُح، كانت بتترعب لما تسمع صوت نحنحه منيه.
تهكمت إيناس قائله:
وسراج هو اللى هيقدر يرجع الارض كيف، أنا شوفت ثريا قبل إكده بتحاول تتحدت ويا قابيل بس هو معطاش لها وش، أكيد حيه لما ملقتش فايدة من قابيل رمت شباكها على سراج وعرفت توقعه.
إتسعت عين ولاء سائله بتأكيد:
ميتي شوفتي ثريا بتتحدت ويا قابيل.
ردت إيناس:
بعد موت غيث شوفتها مره كان ماشي فى البلد بعربيته وإتعمدت تقف جدام العربية وأكيد عاوزه تلفت نظره بس هو يومها كمل طريقه بعيد عنها.
برزت لمعة عين ولاء، وهي تُفكر، ماذا لو فعلت مثلما حدث سابقًا مع عُمران وأدخلت الشك برأسه من ناحية "رحمه"، ماذا لو فعلت ذلك مع ثريا وأدخلت الشك برأس سراج، بالتأكيد وقتها قد تكون مساومة منه لها قبل أن يُقصيها، بأذلال.
❈-❈-❈
مساءً
بـ دار العوامري
دلفت ثريا الى الدار
لكن توقفت ولاء أمامها حين رأت سراج ينزل على درج السلم، لكن كان بعيد قليلًا تحدثت لها بإستهجان:
تو ما رجعتي للدار يا وش الشوم.
نظرت لها ثريا بإستهزاء:
أنا وش الشوم، يارب عقبال ما أبقي وش الشوم وأطهر دار عمران العوامري من وباء.
إغتاظت منها ولاء وحين إقترب سراج منهن إدعت البكاء وقالت بإفتراء:
إكده إنت زي بِتي برضك،وكتر خيرك.
لاحظ سراج الذي إقترب بكاء ولاء المصطنع لكن لم يفهم،حين نظر الى ثريا التى تنظر له بإستبياع...
تحدث بسؤال:
فى إيه بيحصل هنا واقفين كده ليه؟.
أجابته ولاء برياء وبكاء:
انا كل اللى جولت لها إنتِ لساكِ عروسة جديدة مكنش لازمن تخرجي من الدار.
هبت فيا وتجولى إنى بحشر نفسي فى اللى ماليش فيه،أنا مش جاعدة إهنه ولا دقيقه،أنا مش على آخر الزمن تجي حتته عيله وتقل ادبها علي.
سمع عمران حديث ولاء وتعصب وإقترب منهم،وقال بتعسف:
اللى ملهاش مكان إهنه هي الخيه اللى داخله الدار وعاوزه تقلبها حريقه.
أخفت ولاء بسمتها، بينما لم تُذهل ثريا من كذب ولاء، وإدعت عدم المبالاة، لكن سراج قطع بقية حديث عمران، وجذب ثريا من يدها بغضب وتوجه نحو الخارج، أرغمها بالسير معه، نحو تلك السيارة وجعلها تصعد لها غصبًا
بينما لمعت عين ولاء ببسمة ظفر، لا حظتها فهيمة، هزت رأسها بآسف تلك المُتسلطة تحيك مؤامرات وجديرة بتنفيذها تستفز ثريا،وثريا تقع ببراثن الغضب.
قاد سراج السيارة بسرعه كبيرة... لم تهتم ثريا بذلك مازالت تتحلى بالبرود، لكن ما أثار فضولها حين خرج بالسيارة من على الطريق ودخلت الى أرض صحراويه...
توغل بها قليلًا ثم توقف بالسيارة التى إفتعلت عاصفة ترابيه، سُرعان ما ترجل سراج من السيارة، ظلت هي لوقت لاحظت فتح سراج لصندوق السيارة من الخلف لم ترا ماذا أخذ منها وعاود إغلاق الصندوق بقوه إفتعل صوتًا عاليا، لم تُبالي وظلت جالسه، الى أن إقترب من الباب المجاور لها وقام بفتحه بغضب قائلًا بأمر:
إنزلى من العربية.
إمتثلت ليس لغضبه لكن فضول، ترجلت من السياره نظرت حولها كان الظلام على مدى البصر، وصوت عواء ذئاب من بعيد، لا تنكر ذاك الخوف الذي دب فى قلبها، فالمكان مُظلم وموحش
لولا إنارة اضواء السيارة لكان مُعتمًا، لاحظت ذاك الحبل المصنوع من الخيش الخشن بيد سراج، زاد فضولها، لكن لم يستمر كثيرًا، حين جذب إحد يديها بقوه،وقام وربط عُقدة حول معصمها،وكذالك فعل باليد الأخري قيدها بإحكام، رفعت عينيها نظرت له كان يُخفض وجهها وهو يُقيدها، قبل أن تتحدث، ترك قيد يديها المُحكم، وضغط على كتفيها بقسوه وقوة جعلها تركع أسفل من ساقيه، تركها للحظات وتوجه للسيارة جذب تلك الاوراق، وعاد نحوها قائلًا:
إمضي عالتنازل ده.
نظرت الى ذاك الورق وفهمت أن هذا تهديد آخر لها ضحكت قائله:.
كل الشو اللى عامله ده عشان أمضي عالتنازل، سبق وقولت لك مش هتنازل عن الارض يا سراج.
توقفت قليلًا عن الحديث، رغم الرعب الذي بقلبها لكن تشجعت بقوة واهيه قائله بإغاظة:
مكنتش أعرف إن رومانسي جايبني مكان هادي، والنجوم طالعة، هو بس القمر اللى غايب... وكمان أصوات الديابه الهاديه اللى جايه من بعيد، عامله جو شاعري.
أصابت ثريا واثارت غضب سراج، لكن سُرعان ما علم أن المحتالة تمتلك صفة أخري، وهي الإستفزاز...
نظر يُفكر للحظات الى ثريا الجاثيه أمامه ثم إتخذ قرار آخر
جذبها من عضد يدها بقوه كى تنهض معه، بالفعل إستجابت ونهضت واققه، شعرت بآلم بيديها المُقيدتان بسبب جذبه لمقدمة الحبل الذى بيده بقوه يُرغمها للسير خلفه، رغم آلم يديها بسبب خشونة الحبل على معصميها، لكن كالعادة تتحمل وتُظهر عكس ضعفها قائله بإستبياع:
-أيه غيرت رأيك ومش هتسيبنى هنا فى الجبل للديابه تاكلني، أساسًا مبقاش فى ديابه خلاص فى الجبل، ده كان زمان، دلوك الديابه بجت تخاف من البشر، بالك أمى بتسمع تمثلية "ذئاب الجبل" عشان آخر حلقه تسح عياط فى المشهد اللى بترجع فيه ورده، والسلوموشن اللى بيحصل وصدى صوت الأخوات وهما بيقولوا
"وردددده، بدااااار"
وأنا بقى بقعد أضحك أصل أمى طيبه وجلبها طيب، ناسيه إن فى نوعيه زى خالي مختار الواطي اللى حرمها هي وخالتي من الورث فى أرض چدى الله يسامحه هو كمان، قال أيه... الحريم مش بتورث فى الأرض، أهو عشان والس وكال حق أمى وخالتي ربنا مش محلله وأهو المتعوس إبنه هيضيع كل اللى خده بالحرام... إنت بالتوكيد غيرت خطتك هتدفني صاحيه مش إكده،بس إكده أهلى هيشاركوك فى الأرض وممدوح أخويا مش بعيد يطلع واطي زى خالي ويقولك حقي بشرع الله.
شعر بضيق أبطئ حركة سيرهُ قليلًا ثم قال وهو يُعطي لها ظهره:
لاه أنا مش هدفنك دلوك أنا هكمل جوازنا وهخليه فعلي وأخلف منك ولد وهو يورثك، والأرض وجتها هترجع كامله ليا.
ضحكت بعبث قائله:
-منين جالك إنى هخلف ولد، مش يمكن أخلفلك بنت ووجتها برضك هتلاقى اللى يشاركك فى الأرض، أو يمكن مخلفش خالص الله أعلم مش يمكن بيا عِله، ما أنا كنت متجوزه قبل إكده وفضلت مع چوزى أربعين يوم قبل ما يتجتل، ومحبلتش مع العِلم أنا كنت زى النسمه الرقيقه ومهنياه ومفيش مره حسيت حتى بمغص،يعني ممكن تنتظر لوجت طويل هتقدر تتحملني.
توقف مره واحده وجذب الحبل بقوه لإنشغالها بالحديث لم تنتبه وإصطتدمت بجسدها فى صدره
لحظات كانت تبعث لقلبه ذبذبات خاصه، وهى بحضنه، كذالك هى صمتت، كادت أن تُكمل بقية عبثها بالحديث، لكن هو نفض تلك الذبذبات وجذب ذالك الوشاح الذى فوق رأسها وقام بعقدهُ حول فمها وأنفها،كادت تختنق، لكن إنتبه سريعًا أزاحه عن أنفها،وأكمل سير حتى إقترب من مكان ركن سيارته وفتح بابها الخلفى وضغط على رأسها بقوه حتى إنحنت وأدخلها الى السياره، ثم صفق باب السياره بعنف قائلًا:
-دلوك عرفت ليه إنتِ محاميه فاشله وعمرك ما هتكسبِِ قضيه،وحلال عليك ضرب الوليه اللى ضربتك بعد ما خسرتِها آخر فرصه فى قضية إبنها، لأنك مش شاطره غير فى الرغي كتير على الفاضي.
ضحكت رغم شعورها بآلم فى يديها، قائله:
عادي قضية وخسرتها، طول عمري بخسر مش جديد عليا
تعرف يا سراج أنا عايشه آخر قضية فى حياتي ومستحيل أخسرها لآن لو خسرتها أبقى بكتب نهايتي.
نظر لها وإستهزأ بإستقلال سائلّا:
ويا ترا أيه هى بقى القضية دي، لأنى متأكد إنك هتخسريها زي العادة.
ضحكت ثريا قائله بعناد وتصميم:
قولتلك دي آخر قضية مستخيل أخسرها
عارف ليه
لأن قضيتي هي هزيمتك يا سراج
«أنت قضيتي الأخيرة»
يتبع....
🔥🔥🔥
13🔥
ترك النظر لعينيها لينتهي ذاك الحديث الدائر الذى كان بالعيون بينهم،كل منهم لم يسمع جواب الآخر،على السؤال الذي برأسه ، كانت فقط مجرد نظرات إنتهت وكل منهم نظر أمامه نحو الطريق الذى مر وكل منهم يسأل عقله لما دخل بذاك الزواج
ولا جواب مفيد يُعطي سببًا كان
لكل منهم وجهة نظر،لكن إكتشف أنهما يشعران بسراب.
بسبب الإرهاق،إضجعت ثريا برأسها على مسند المقعد غفت عينيها دون وعي منها،بينما سراج كان مُنتبهًا للطريق الى أن إختلس نظرة نحوها،تفاجئ بها تُغمض عينيها في البداية ظنها فقط كذالك لكن مد يده سحب ذاك الوشاح عن فمها لم تُعطي رد فعل مازالت تغمض عينيها،لوهلة تأمل النظر لها،ملامحها مُغايرة لطباعها
ملامحها وهي نائمة ناعمة تُشبة براءة الأطفال،عكس طباعها المُتمردة،لا بل المحتالة المُستفزة
شتان بين ملامح وجهها الناعمة،وطباعها التي تجعله دائمًا يحاول كبت ذاك الجموح والطموح بداخلها...
ثواني أعطي القلب حق بأن يقترب منها يتذكر قُبلاته لها قبل أيام،بالفعل إقترب وكاد يُقبلها،لولا وهج نورًا بالطريق سطع وإزداد من سطوع ضوء داخل السيارة، كان ضوءًا لأحد عِمدان الإنارة الطريق، نفض تلك الرغبة عن رأسه بعد تحكُم عقله، انتبه للطريق أمامه، الى أن وصل الى إستطبل الخيل، لا يعلم لما لم يُكمل الطريق ويعود الى الدار، توقف بالسيارة وهو يخرج هاتفه يحدث حارس الإستطبل أن يفتح له البوابة كي يدلف الى الداخل، لحظات وفُتحت البوابة، دخل بالسيارة توقف أمام تلك الإستراحة الصغيرة التى تلتحق بالإستطبل، ترجل من السيارة توجه ناحية ثريا فتح الباب وقف لحظات يُتابع بعينيه تلك الغافية مد يده كاد ينكزها كي تصحوا، لكن تراجع عن ذلك، وبسهوله جذب جسدها يحملها بين يديه،ظن بالتأكيد ستصحوا، لكن خاب أمله هي غافية،
تهكم ساخرًا واضح إن نومك تقيل،لكن هي كانت عكس ذلك
تغفوا حقًا،لكن ببراثن الحلم ترا نفسها تطفوا فوق سحابة مثل نجمة تسير بلا هوادة هي كذالك كآنها طفلة تلهوا وهى تسير مع ضوء القمر،حلم مُريح نفسيًا،لا تود أن تفتح عينيها وتعود للـ العتمة الحقيقية بحياتها.
إستغرب عدم صحيانها، حتى حين فك وثاق يديها لم تصحوا، بعد ان وضعها فوق الفراش، لم يهتم وألقي عليها دثارًا خفيف، ثم غادر الى خارج الإستراحة جلس على مقعد أسفل مظلة
تنهد بقوة يحاول نفض ذاك الشعور الغير مفهوم، لما كلما حاول أخذ موقف حاسم معها يتراجع... زفر نفسًا أقوي،حياته العسكريه عودته على إتخاء القرار بلحظة،لا يُفكر،ولا يتراجع،تلك المحتالة معها يتردد ويتراجع دون سبب معلوم، حاول شغل عقله بشئ آخر ونهض واقفًا يفتح هاتفه يقرأ تلك الرسائل التى لا يعرف سبب لعدم حذفه لها رغم مرور وقت عليها،وإنهاء ذاك الشآن،كانت رسائل عاطفية كثير،منها من لم يقرأها سابقًا، كانت تِعبر عن أحاسيس وأشواق وحب... كان يمقت قراءة تلك الرسائل، كان عقلانيًا حين شعر أنه لن يستطيع ان يُكمُل أنهي ذلك الإرتباط قبل أيام قليلة من الزفاف... فكر بعدم الزواج حاليًا، لكن بسبب المُحتالة كان القرار بلحظات
حِيرة وبُغض يشعر بهما
حِيرة... سببها العقل الذي ما يشعر به يتنافى مع ما يشعر به فى قلبه لأول مره...لاول مره يكون بينهم خِلاف
بُغض... يبغض ذاك الشعور... كآنه مجبور أن يتقبل تلك الحِيرة.
❈-❈-❈
بغرفة آدم
إقتربت نهاية مدة اليومين،مازال لم يقفد الأمل، ينظر الى الهاتف القابع بين يديه وهو جالس على الفراش يضجع بظهره على خلفية الفراش، يقرأ تلك الرسالة التى أرسلتها له حنان قبل ساعة تقريبًا فحواها ربما غير مُبشر، أخبرته أن والدها لم يخبرها بشئ بخصوص عرضه الزواج منها... عكس ما فعل سابقًا مع حفظي، لكن مازال فى إنتظار قرار مُبهم...
والإنتظار هو أسوء إحساس
ثواني تمُر كدهور من الزمان.
نهض يحاول تشتيت عقلهُ عن التفكير بذاك الشآن كي لا تفتعل الظنون برأسه،وقف بالشُرفة الخاصة بغرفته،كان القمر أحدبً،فى الاساطير القديمة كان ذاك المنظر نذير شوؤم...
تنهد يستنشق الهواء،الذي من المفروض أن يميل خريفيًا لكن طبيعة المكان مازال حارًا رطب بعض الشيئ، قبل أن تتخذ الظنون حيز عقله، سمع رنين هاتفه، دهل سريعًا الى الغرفة
جذب الهاتف بلهفة إزدادت حين علم هوية المُتصل،حاول الرد بهدوء،بعد السلام بينهم تفوه مجدي بعد مراوغةً لوقت:
أنا موافق على عرضك الجواز من بنتِ بس المواقفة مرهونه بـ...
توقف مجدي عن إسترسال حديثه قصدًا منه، مما جعل فضول بل رغبة مُلحة من قلب آدم لمعرفة... سبب رهن تلك الموافقة، فسأله:
الموافقة مرهونة بأيه.
تبسم مجدي بخبث قائلًا:
أولًا... لازم نمشي حسب الأصول ويجوا الحريم يطلبوا إيد بنتي من قلب بيتي.... مش من الشارع زي ما عملت.
إبتسم آدم بهدوء قائلًا:
أكيد طبعًا ده هيحصل، بس كنت لازم أخد تصريح الأول.
لمعت عين مجدي بخبث ثم أكمل قائلًا بنبرة تعالي أمر:
بنتي مش أقل من مرات أخوك سراج رغم إنها كانت عازبه وبنتي بِكر لازمن يتعمل لها فرح كبير يليق بـ بنت مجدي السعداوي.
لوهلة تضايق آدم من نبرة التعالي التى بحديث مجدي لكن إبتلعها من أجل نيل ما يبغي عليه تقبل ذاك التعالي لوقت فقط، تنهد قائلًا
انا عارف قيمة حنان كويس، وأكيد هي مش هتفرق عن مكانة مرات سراج والعُرس هيتم بنفس الطريقة.
رغم ضيق مجدي من حِنكة رد آدم الذي ساوى بين أبنته وبين زوجة سراج فهنالك إختلاف كبير من كل الزوايا
هو ذو إسم له سطوة كبيرة ومكانة أعلى من نسب سراج ، كذالك إبنته أول زواج لها عكس الأخرى، لكن حاول الهدوء قائلًا بتعالي فظ:
بنت مجدي السعداوي متتساوش بمرت أخوك، وتمام إكده بجية المسائل من مهر وشبكة هنتحدت فيها لم تتم زيارة الحريم.
إبتلع آدم فظاظة مجدي بصعوبه بعد أن أغمض عينيه يتخيل حنان معه، وهذه ما يهمه ليس ذاك المتعالي الفظ، تنهد بقبول:
تمان
إنشرح صدر مجدي قائلًا:
تمام... دلوك تصبح على خير متعود أنام بدري.
أغلق مجدي الهاتف يبتسم يشعر بزهو من إمتثال آدم له لم يُفكر بشئ سوا أنه سوف يصل الى ما يبغي نسب عائلة العوامري
سيُعطيه سيطًا كبيرًا،نسي حكاية الثأر القديمة،لا لم ينساها لكن لن تكون عقبة بل ميزة فالمُصاهرة بالتأكيد لمصلحة الصلح الذي تم قبل سنوات،العقبة الآن هي كيف سيُخبر حفظي وأخيه بقراره التراجع عن قبول طلب زواجه من حنان،لكن لما يتردد سهل أن يُخبرهم أن ذلك قرار إبنته هي سبق وإعترضت حين أخبرها بطلب حفظي لها للزواج،لكن أنت أيضًا لم تسألها عن قرارها القبول او الرفض لـ آدم العوامري.
أجابه عقله
حتى لو رافضة كلمتي انا اللى هتمشي..
لم يهتم لشئ سوا أن نسب عائلة العوامري
الآن هو فى مصلحته بعد أن قرر الترشُح للإنتخابات البرلمانيّة بدلًا عن أخيه الذي ينهشه المرض...لكن من باب وخبرهم فقط نهض وذهب نحو غرفة حنان.
تنهد آدم يزفر انفاسه بضيق من طريقة مجدي الفظة لكن لا يهم المهم الآن أن يرآف بقلب حنان ويخبرها بذلك حتى يهدأ قلبها.
بينما بغرفة حنان
الأخري كان اليأس دب فى قلبها من عدم رد والدها على آدم الى الآن لا تحليل آخر له سوا الرفض،الذي حتى لا يهتم بإخباره بذلك،لكن فى خضم يأسها كانت رسالة كافيه بجعل قلبها يعود للنبض،بعد أن شعرت بخضة بسبب رنين الهاتف بيدها وكانت شاردة بيأس،سُرعان ما فتحت الرساله قرأت ذاك المختصر
"والدك وافق على جوازنا"
كلمات قليلة كانت بمثابة عودة الروح لها، رغم عدم تصديقها قرأت الرسالة أكثر من مره كي تُصدق، ومازالت تعتقد أنها بحِلم عليها أن تتأكد، قامت بإرسال رساله أخري الى آدم
" بتتكلم بجد، أبوي رد عليك بالموافقة "
يعلم أنها لم تكُن تتوقع موافقة والدها ببساطة هكذا، لكن آدم من خبرته كان لديه يقين أن والدها يتلاعب بالرد بآخر الوقت كي يصل الى مُبتغاه وهو الضغط على آدم بقبول شروطه دون إعتراض،ليس صعب عليه تفسير شخصية والد حنان هو طامع
وآدم حتى إن كان مُعاقًا كليًا بالنهايه من نسل
"عمران العوامري"
مجرد ذكر كنية نسب بينهما فى مصلحة مجدي السعداوي بعد تلك الإشاعات التى تدور بالبلدة أنه هو المُرشح القادم للبرلمان، لكن طيبة قلب حنان جعلتها تعتقد أن الكل يُفكر مثلها بطيابة قلب.
إنخضت حنان حين فُتح باب غرفتها دون إستئذان وطل والدها من خلفه، توجست سريعًا بلا وعي ضغط على زر الهاتف وفصل نهائيًا.
إعتدلت جالسه تقول بتعلثم:
خير يا أبوي.
نظر لوجهها التى خفتت ملامحه وتعلثمها فى الحديث سائلًا:
مالك إتخضتي ليه إكده، كنتِ بتعملي أيه عالموبايل.
إرتبكت تلوح بالهاتف يدها ترتعش أسفله قائلة:
ولا حاجه يا أبوي ده فصل شحن، كنت هحطه عالشاحن وأنام.
لم يهتم ولوهله اراد أخبارها وأخذ رأيها لكن تراجع، لابد أن يفي آدم بوعده أولًا بإرسال الحريم لطلبها رسميًا، وقتها يأخذ قرارها لا داعي لسبق الأحداث.
توجه ناحية باب الغرفة قائلًا بحده:
بلاش سهر كتير عالموبايل ونامى تصبحي على خير.
ردت بخفوت:
حاضر يا أبوي، وأنت من أهل الخير.
رمقها بنظرة شعرت بريبة لوهله، إرتجفت، بعد أن إحتارت من معني نظرته تراجعت خشية أن تسأله عن سبب دخوله الى غرفتها بهذا الوقت فيوبخها ، هدأت وإلتقطت نفسها بعد أن أغلق خلفه باب الغرفه تشتنشق الهواء بروية حتى شعرت بعودة الروح لها.
❈-❈-❈
####################
بـ دار عمران
بلا تردد من آدم إتخذ القرار بعد أن رأي على هاتفه أن هاتف حنان أصبح بلا إشارة، بالتأكيد بسبب صدمتها بعد ان أخبرها بموافقة والداها تبسم وهو ينهض وغادر غرفته نحو غرفة والده...وقف يدُق على باب الغرفة ثم تجنب الى أن فُتح باب الغرفة طلت زوجة والده،تنحنح بحرج قائلًا:
أبوي صاحي.
كان الجواب من عمران نفسه قائلًا:
أيوه صاحي إدخل يا آدم.
دلف آدم للغرفة نظر نحو صوت والده كان جالسًا فوق الفراش،إبتسم له قائلًا:
تعالى يا آدم خير،أكيد جاي فى أمر مهم.
نظر آدم نحو زوجة أبيه وتنحنح بحرج،تفوه عمران لها قائلًا:
سبينا لوحدنا يا فهيمة.
كادت تستمع لقوله لكن منعها آدم قائلًا:
الموضوع مش سر يا أبوي، خليكِ يا حجة.
إبتسمت له بغبطة، لا تنكر هو وأخواته الاثنين لا يعاملنها بسوء
نظر له عمران بفضول قائلًا:
تمام جول الموضوع اللى مسهرك لحد دلوك.
إستجمع آدم شجاعته قائلًا:
أنا قررت أتجوز يا أبوي.
إنشرح قلب عمران قائلًا:
بجد فرحت جوي ولدي، جولى بجي عينك على واحدة بعينها ولااجول لعمتك ولاء تشوف عروسة بنت ناس أكابر.
ببساطة أجابه:
مالوش لازمه تتعب عمتي يا أبوي، أنا خلاص إختارت اللى واثق إنها الإنسانه اللى هتبقى شريكة حياتي.
إبتسمت له فهيمة قائله:
ألف مبروك ربنا يسعد جلبك.
أومأ لها آدم مُبتسمًا بود بينما
تبسم عمران سائلًا:
وتبجي بِت مين دي بجي؟.
أجابه آدم بترقُب:
حنان بنت "مجدي السعداوي".
فى البداية لم ينتبة عمران أو ربما أراد تأكيد آدم وسأله.:
بتجول مين!؟.
لم يستغرب آدم رد فعل عمران وعاود تأكيد قوله.
إنذهل عمران وهب جالسًا بإستقامة بعد ان كان مُضجعًا بظهره على بعض الوسائد،وقال بتسرع:
مستحيل،إنت أكيد عقلك جَن.
تبسم آدم بتوقع قائلًا:
لاه يا أبوي، أنا عاقل جدًا.
تعصب عمران قائلًا:
إنت مش عارف إن كان فى تار بين العليتين.
أجابه آدم:
حضرتك قولت، كان، دلوك فى صُلح، يبقى إيه المانع.
-المانع كبير جدًا، أنا مستحيل...
قاطعه آدم بتصميم:
دي شريكة حياتي يا أبوي، وأنا اللى هعيش معاها، وخلاص أنا خدت القرار، باقي التنفيذ.
-قرار إيه وتنفيذ إيه، إنتم إيه كل واحد فيكم يختار على مزاجه ويجي يجولى، كآنى مش موجود وليا كلمة عندكم، لاه يا آدم أنا...
قاطعه آدم:
لاه إيه يا أبوي أنا حُر فى حياتي، تصبح على خير.
غادر آدم دون زبادة فى الحديث يعلم انه لو ظل أمام والده سيفعل المستحيل كي يقنعه بالتراجع عن ذلك، لكن لو تركه وهو يعلم بإصراره سيعترض قليلًا ثم يتقبل مُرغمًا لاحقًا
اليوم التالي
صباحً بالإستطبل
فتح سراج عينيه بعد أن داعبت آشعة الشمس عينيه وهو نائم تحت تلك المِظله،شعر بتيبُس فى عُنق،تمطئ لا يعلم متي غفي هنا، نهض واقفًا يُمارس بعد التمرينات فكت ذاك التيبُس،نظر نحو تلك الإستراحة، شعر بضيق، بالتأكيد ثريا مازالت نائمه تنعم بفراش مُريح وهو غفى هنا بالأطلال...فكر ليذهب إليها يُلقي بعض الأوامر،لكن فكر تركها قليلًا حتى يتريض بإحد الخيول،يُنشط جسده.
بينما قبل دقائق،إستيقظت ثريا تشعر براحة فى جسدها رغم ذلك تشعر بخمول تود المزيد من النوم،لكن نفضت ذلك تمطئت،شعرت بليونة الفراش أسفلها كذالك تلك الوسائد الناعمة،لا تفرق عن ذاك الفراش التى تنام عليه بغرفة سراج بالدار،لكن هنا شعرت براحة أكثر،فكرت فى العودة للنوم،لكن تذكرت أن لديها ميعاد مع أحد زبائن مكتب المحاماة بالمحكمه من أجل رفع إحد القضايا،مُرغمة تحملت ونهضت جالسه على الفراش تتمطئ قائله:
لو فضلت عالسرير هرجع أنام تاني.
تجولت عيناها للحظه وإكتشفت انها ليست بغرفة سراج تسائلت:
بس أنا هنا فين،هو إحنا مرجعناش الدار ولا إيه، اكيد جه عليا نومه، بس أنا فين وإزاي وصلت لهنا من غير ما أحس، أكيد بسبب التعب الكتير نمت ومحستش، وسراج رماني من العربية ولاقنى ناس طيبين وقالوا يكسبوا فيا ثواب.
بنفس الوقت سمعت صوت صهيل خيل، نهضت من فوق الفراش وتوجهت نحو تلك الشُرفة أزاحت الستائر ونظرت الى الخارج، رأت أحدهم يمتطي إحد الخيول يهرول بها بمضمار قريب من تلك الغرفه، ربما خمنت مكان وجودها، بالتأكيد أنه إستطبل الخيل، سبق وإحتجزها به سابقًا، لكن المره السابقه كان بغرفة رديئة، وهذه المره غرفة تبدوا مُريحة، لم تُفكر كثيرًا، ونظرت الى ثيابها التى ترتديها منذ أمس حتى أنها ليست نظيفة بسبب رمال الصحراء، رأت باب آخر بالغرفة خمنت أن يكون مرحاضً توجهت نحوه، وصدق تخمينها دخلت إليه تبسمت حين رات غسالة صغيرة بالمرحاض،كذالك مِعطف قُطني رجالي مُعلق، تفوهت :
كويس فى غساله أكيد بتنشف الهدوم، اهو أخد دوش وألبس الروب اللى هناك ده على ما هدومي تنضف وتنشف فى الغسالة مش هتاخد وقت طويل.
بالفعل نزعت ثيابها وضعتها بتلك الغسالة،ثم أخذت حمامً بمياة فاترة وإرتدت ذاك المِعطف كان شبه مناسب لها رغم وسعه بعض الشئ لكن ربطته بإحكام على جسدها...ذهبت نحو الغساله،نظر الى المؤقت الخاص بها،رأت أنه مازالت الثياب تحتاج لوقت كي تُصبح جاهزة للإرتداء مره أخري،نظرت لذاك المِعطف بتقييم كان مناسبًا للخروج من الحمام به،بالفعل توجهت نحو باب الحمام وكادت تضع يدها فوق المقبض كى تفتحه،لكن شهقت بخضة حين فُتح الباب بتلقائية لم تنتبه وعادت خطوة للخلف وكادت تنزلق قدميها بسبب المياة الموجودة بالأرضية الناعمة لكن بسرعه طوق سراج خصرها، أصبحت محنية بيده، قبل أن تعتدل واقفه قصدًا منه تذكر صلافة لسانها بالغد وتعمد أن يسحب يده عن خصرها لعدم إعتدالها سقطت أرضًا، شعرت بآلم فى ظهرها وهي تسبه، وهو يضحك على منظرها وهي واقعه هكذا لكن هنالك شئ لفت نظره، حين إنزاح المعطف عن جسدها وعري ساقيها بالكامل تقريبًا لمح تلك العلامة الكبيرة بأحد فخذيها، لكن هي سُرعان ما سحبت طرف المعطف عليها وأخفتها ثم نهضت واقفه تزجره بغضب تشعر بضيق من نظرة عيناه نحو ساقيها اللتان تعرت،ربما لم يفرق معها تعريهما،لكن تلك العلامة الواضحة تشعر بالغضب حين يلمحها أحدًا،بينما سراج حين وقعت ضحك فى البداية لكن سُرعان ما خفتت تلك الضحكه وتحولت الى رغبة لرؤية تلك العلامة المشوهة،لا فضول لمعرفة سبب تلك العلامة واضح أن سبببها حرقًا...لكن ثريا بغضب سارت من جواره وخرجت من الحمام بلا حديث،بينما الفضول جعل عقل سراج ينسي أنه قبل لحظات حين دخل الى الغرفة ولم يجد ثريا سمع صوت هدير مياة من حمام الغرفة توجه نحوه عن عمد كي يُثير إزعاجها فقط، وحدث ذلك حين إنخضت من دخوله دون إستئذان، كذالك إنزعجت حين تركها تسقُط، لكن سُرعان ما توغل شعور آخر، توقف للحظات وفكر منذ زواجهم لم تقوم ثريا بإرتداء أي زي قصير أو شفاف حتى أنها لا
تحاول حتى إثارته بل طريقتها معه دائمًا مازالت تصادم، لكن تغاضي عن كل ذلك وتوغل فضول لديه لرؤية تلك العلامة بفخذها ومعرفة سببها، كاد يخرج خلفها، لكن شعر بشفقة غريبة فى قلبه، زفر نفسه على تلك المشاعر التى تختلط بين قلبه وعقله يحتاج الى إستقرار مشاعرهُ،لم يهتم ونزع ثيابه ودلف لحظات فقط أسفل المياة،يحاول نفض كل تلك المشاعر
أولها الغضب وآخرها الشفقة.
بينما ثريا خرجت من الحمام جلست على أحد المقاعد تشعر بغضب، ليس فقط من سراج الذي خضها وتعمد تركها تسقط حتى تتآلم أمامه، بل الغضب الاكبر من تعرية ساقيها امامه ونظرة عيناه الى تلك العلامة القبيحة، دمعه سالت من عينيها سُرعان ما جففتها بيديها حين شعرت بخروج سراج من الحمام، نظرت نحوه سُرعان ما أخفصت بصرها حين راته يرتدي منشفة فقط حول خصره، راقبها سراج ورأي إحادتها النظر له، يعلم أنها وقحه فليست المره الأولى الذي يقف أمامها هكذا، لكن هذه المره الاولى التى تُحايد النظر له وتدعي إنشغالها بتصفيف خصلات شعرها، منظر وجهها الأحمر القاني، لو بموقف آخر كانت أصبحت بالنسبه له مُثيرة للشغف كإمرأة... لكن ذاك الفضول يتحكم بعقله وهي تجلس تحكم ذاك الرداء عليها... ذهب نحو دولاب صغير بالغرفه وجذب زيًا خاص بالفروسية ونظر نحوها، نهضت واقفه وذهبت نحو الحمام مره أخري دون حديث معه،
تركت الفضول بعقله وعادت للمرحاض ترا ملابسها هل إنتهي تجفيفها بالمُجفف لكن كآن الوقت لم يمُر، مازالت تحتاج الى وقت آخر، خرجت من الحمام، تفاجئت مره أخري حين خرجت أنه كاد يصتطدم بها، لكن إنتبهت وحايدت الإبتعاد عنه، لكن تلاقت عيناهم للحظات صامته قبل أن يتنحنح سراج قائلًا:
مش جعانة.
رغم شعورها بالجوع فهي منذ أمس لم تتناول الطعام،لكن تعودت على ذاك الشعور، هزت رأسها قائلة بنفي:
مش جعانه أوي.
على يقين أنها كاذبه فهما منذ الأمس لم يتناولا الطعام، جذبها على غفله وضمها لصدره ونظر الى وجهها المشدوه حين رفعت وجهها ونظرت له، سُرعان ما حاولت الخلاص من ذلك ودفعته بيديها لكن هو ضحك وتعمد قائلًا :
إيه اللى لبسك الروب بتاعي.
دفعته بضيق قائله:
ملقتش غيره ألبسه، وكلها ربع ساعة بالكتير وهدومي تنشف وألبسها تاني.. و...
قاطعها عيناه تلمع بشغب وضمها أكثر قائلًا:
طب كويس نستغل الوقت ده فى...
توترت وإرتجف جسدها لحظات ونظرت الى وجهه سائله ببلاهه:
قصدك إيه؟.
ضحك على ملامحها، كذالك شعر برجفتها، تعمد الإقتراب بوجهه من وجهها يلفح وجنتيها أنفاسه، وهي تشعر بضيق من ذلك تحاول الخلاص من بين يديه ، لوهله توغل لقلبه رغبة فى تقبيل شفتيها ونزع ذاك المِعطف عنها ليس لتعريتها بل لسبب الفضول، لكن رنين هاتف فصل هدوئها كذالك أفاقه من تلك المشاعر، بتلك اللحظة تراخت يديه عنها سرعان ما إبتعدت عنه وهو ذهب نحو ذاك الهاتف نظر له وقام بفصل الرنين،عاود الإقتراب منها ينظر الى إرتباكها بتسلية قائلًا:
كنت بقول إيه قبل ما الموبايل يرن...
آه...نستغل الوقت فى....
قاطعته بحِده تتهرب من أمامه:
هروح أشوف هدومي زمانها نشـ....
قاطعها بجذب يديها سريعًا إصتطدمت بصدره سرعان ما عادت الخلف ضحك قائلّا:
إنتِ فكرك راح لفين،انا قصدي نستغل الوقت إننا نفطر الاستراحة هنا فيها مطبخ وأنا جعان ومتعود حد يحضرلي الفطور.
إزدردت ريقها قائله بتهكم:
والإستراحة مفيهاش خدامين.
هز رأسه بنفي، قائلًا:
للآسف كل اللى بيشتغل فى الإستراحة رجاله،
تنهدت بسخرية قائله:
تمام قولي فين المطبخ اللى هنا.
أشار لها بيده لتخرج من الغرفة وهو خلفها أشار لها نحو مكان المطبخ، دخلت،تبسمت فهو مطبخ مجهز بحثت بين الأدراج عن بعض الأطعمه، التى تستطيع طهيها سريعًا، تنقلت بين الاماكن تحضر الفطور، بينما جلس سراج على أحد المقاعد يُراقبها بفضول عيناه تنظر نحو ساقها، الفضول يتلاعب به وكاد يسألها عن سبب تلك العلامة، لكن هي وضعت أمامه بعض الأطباق المملؤة بالطعام، قائله:
الفطور.
نظر نحو الطعام قائلًا بهدوء:
تسلم إيدك.
نظرت نحوه بإندهاش، لاحظ إندهاشها، جذبها من يدها إختل توازنها وجلست على أحد المقاعد، تحدث بمزح قائلًا:
إقعدي نفطر سوا.
نظرت لقبضة يده ونفضتها عن يدها قائله:
على رأي المثل طباخ السم بيدقوه.
ضحك دون حديث وبدأ فى تناول الفطور وهي كذالك، لكن بين الحين والآخر يختلس النظر نحو ساقها، لا يعلم سببًا لما لم يسألها... تناولا الطعام وسط صمت غريب عليهما كل منهم بعقله سؤال
هو ما سبب تلك العلامة
هي ما سبب هذا الهدوء بينهم على غير العادة.
إنتهيا من تناول الفطور
نهضت ثريا وضبت ما تبقى، تهربت قائله:
عندي ميعاد مع زبون فى المحكمة، يادوب ألحق الطريق.
أومأ لها وهو يحتسي من كوب الشاي الذي بيده، ذهبت سريعًا... بعد دقائق تقابلت معه فى الردهه كانت أبدلت ذاك المعطف بثيابها، نظرت نحوه ثم سارت أمامه، خرجا من الإستراحة، أثناء سيرها تقابلت مع ذاك القذر التي سبق وضربته على رأسه نظرت له بإشمئزاز، بينما هو أخفض وجهه بكسوف وخوف، تضايق سراج من رؤيته أيضًا ذكره بخطأ إفتعله... لم تهتم ثريا وأكملت سير نحو باب الإستطبل، لكن جذب سراج يدها سائلًا:
رايحه فين؟.
أجابته ببساطة:
هخرج من الإستطبل، موقف الميكروباص مش بعيد، ربع ساعه مشي.
نظر لها مُتهكمًا بغيظ:
ربع ساعه مشي
هتمشي فى الصحرا إحنا فى الإستطبل مش فى الدار، والإستطبل بعيد.
لم تهتم أليس بالأمس هو من أراد تركها بالصحراء،قمة التناقُض فى شخصية سراج،عقلها لا يفهمه عكس غيث،كان واضحًا أسلوبه الفج معها....لكن تهكمت ساخره بضحكه مُصطنعه:
صحرا
ليلة إمبارح كنت هتسيبني فى الصحرا للديابة عادي،مفيش فرق عالاقل دلوك إحنا بالنهار.
تنرفز وجذبها من يدها نحو سياره قائلًا:
أنا كمان عندي مشوار فى البندر.
وافقت وذهبت معه ليست مرغمه بل لسبب ميعادها مع الزبون بالمحكمه.
بعد قليل جلسا بالسيارة دون حديث،لكن لعدم إنتباة سراج اثناء السير لم يلاحظ أحد المطبات بالطريق حاول تبطئ السرعة،بلا قصد يده لمست فخذ ثريا الموصوم بتلك العلامة،إهتز جسد ثريا،وضمت ساقها للآخري بعيدًا،بينما لم ينتبه سراج لذلك.
بـ دار السعداوي
رفض قاطع من ولاء عقلها غير مستوعب ما أخبرها به، بنفس الوقت دخل عليهما آدم الغرفة، نظرت له بغضب قائله:
مستحيل الجوازة دي تتم، أكيد عقلك مش فى راسك.
إستهجن آدم قائلًا بإصرار:
دي حياتي وأنا حر فى إختياري، و...
قاطعته ولاء بإستهجان:
مستحيل
إنت وأخوك خلاص البنات خلصت، واحد يتجوز من عازبة، والتانى عاوز يتجوز من بِت اللى كان بينا وبيناتهم تار، لاه كتير جوي منكم، أنا مستحيل أروح دار مجدي وأطلب يد بِت منيهم...وأستحمل حرج رفضهم.
نظر لها آدم باستهوان قائلًا :
بسيطة انا ميرضنيش تتحرجي عشان خاطرى يا عمتي، وإتصلت على خالتي رحيمة وبعت لها عربية تجيبها وهتروح معاها ثريا ومرات أبوي.
نظرت له بسُحق قائله:
هتعمل زي أخوك و.....
قاطعها آدم بتصميم:
سبق وقولت دي حياتي، وأخويا كمان حر فى حياته وكل واحد بيختار حسب مزاجه، وكل واحد بيتحمل نتيجة إختياره، عن إذنك هروح اشوف خالتي وصلت لفين.
غادر آدم بينما نظرت ولاء لـ عمران بغضب قائله:
ساكت ليه، لازم تنصحه وتعرفه، إن حتى لو حصل صُلح الدم مش بيتنسي... أنا مش ناسيه إن عيلة السعداوي كانوا السبب فى حتل خطيبي دول قتلة.
اخفض عمران رأسه مُرغمًا ثم نظر لها دون رد... إغتاظت منه فالصمت معناه انه يوافق ولده... عمران ضعيف أمام رغبات أبناؤه يتناول لإرضاءهم، لكن هي لا لن تتنازل، حتى لو عاد الثأر مره أخري.
❈-❈-❈
بـ دار مجدي السعداوي
كانت مفاجأة لـ سناء حين فتحت باب الدار ورأت أمامها ثلاث نساء
تعلم هوية إثنتين منهن والثالثة رأتها سابقًا،إستقبلتهم بحفاوة... وأخذتهن الى غرفة الضيوف،وضايفتهن هي وحنان التى تعلم سبب زيارتهن لكن لم تُظهر ذلك،تشعر بسعادة بالغه،فى نفس الوقت تشعر بريبه من الترقُب،تخشي أن يتراجع والدها عن قراره الذي أعطاه لـ آدم جلسن سويًا لبعض الوقو،أحاديث جانبية الى أن تحدثت رحيمة وطلبت يد حنان،التى إنصهر وجهها خجلًا،بينما تفاجئت سناء بذلك وتلجم لسانها وكان ردها مختصرًا:
هقول لـ الحج مجدي وهو صاحب القرار.
تفهمن ردها،نهضن بعد دقائق،نظرت رحيمة لـ حنان وضمتها قائله:
أحن واحد فى ولادي هو آدم،وجلبي حاسس إنك هتبجي العوض لقلبه الطيب.
تبسمت حنان بخجل.
غادرن بعد وقت قليل على عكس عادة مجدي جاء للمنزل،بلا إنتظار أخبرته سناء بزيارة
الثلاث،تبسم لها قائلًا:
تمام،بكره تتصلي علي خالة آدم وتجولي لها إننا موافجين.
ذُهلت سناء دون رد،بينما صدفه تسمعت حنان وسمعت رد والدها لتشعر بسعادة بالغة.
❈-❈-❈
ليلًا، حين عادت ثريا الى المنزل قابلتها عدلات مُبتسمه تقول:
الدار نورت يا ست الستات، سراج بيه لسه واصل من هبابه وجالي لما توصلي أجولك أنه عاوزك فى المجعد بتاعكم، إستغربت ثريا ذلك منذ قليل ارسل لها رساله على الهاتف ان تعود باكرًا، كذالك قول عدلات شعرت بفضول، لكن قالت لها:
عطشانه جوي، هروح المطبخ أشرب وبعتها أطلع له .
بينما سراج بالغرفة مازال يشعر بالفضول من تلك العلامه ولابد أن يعلم سببها، مسك ذاك الثوب الامع الذي به جزء شفاف هو إختار ما يناسب فضوله، بنفس الوقت صدح رنين هاتفه، ترك الثوب، وذهب نحو شرفة الغرفه يقوم بالرد
تعمدت ثريا التأخير الى أن صعدت الى الغرفة بعد دقائق
دلفت الى الغرفه تشعر بإرهاق شديد، إستغربت حين لم ترا سراج بالغرفه، فمنذ دقائق أخبرتها الخادمه أنه ينتظرها بالغرفه على الفور لكن هى كعادتها عاندت وتعمدت أن تتأخر، لكن لفت نظرها
قطعة القماش التى تضوي بلمعان الموضوعه على الفراش، بفضول منها ذهبت نحو الفراش وجذبت تلك القماشة بين يديها سرعان ما تهكمت بإستهزاء قائله:
ده توب غازيه... أيه جابه لإهنه.
إنخضت بشهقه حين سمعت صوت سراج من خلفها قائلًا بغيظ ثم تهكم وأمر:
اتأخرتِ ليه بقالي أكتر من نص ساعه بعتلك الخدامه.
صمت للحظه ينظر لها بإحتقان ثم تفوه بإستهوان:
سلامتك من الخضه.
صمت مره أخري نظر للثوب الذى كان بيدها وتفوة بوقاحه:
أنا اللى جبت توب الغازيه عشان إنتِ تلبسيه وإنتِ بترقصيلى دلوكيت.
بسبب الخضه وقع من الثوب على الأرض، بنفس الوقت إستدارت له، سُرعان ما حايدت بصرها عنه للحظات، لكن عاود يتهكم قائلًا:
مالك،وشك إصفر كده ليه.
بسبب الخضه تركت ذلك الرداء لكن سُرعان ما إستغربت إنحناؤه وجذبه لذلك الثوب وأعاد وضعه بين يديها ثم رفع يده وسحب وشاح رأسها وأسدل خُصلات شعرها قائلًا:
يلا بلاش تضيعي وقت وإقلعى العبايه اللى عليكِ دي وإلبسي التوب ده، مزاجي مش رايق وعاوزك ترقصيلي، أهو أحسن ما أروح لغازيه عالأقل إنتِ حلالي...
توقف للحظات ثم نظر نحو شفاها وضع إبهامه عليشها قائلًا بتلميح مباشر:
يمكن... أكيد الليلة هيكمل جوازنا وتحملي فى الولد اللي...
قبل أن يُكمل بقية تلميحه قاطعته ضحكات ثريا التى إغتاظ منها ظن أنها تضحك سخريه من حديثه بينما بالحقيقة كانت ضحكاتها
«ضحكات موجوعة»
يتبع....
🔥دمتم ساالمين 🔥..
الفصل الرابع عشر والخامس عشر من هنا
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا