رواية اعمي ولكن الفصل الثالث والعشرون 23 والرابع والعشرون 24 بقلم اسراء محمود


رواية اعمي ولكن

الفصل الثالث والعشرون 23 والرابع والعشرون 24

بقلم اسراء محمود


الفصل الثالث والعشرون

" ستبدأ الزهور في التفتح مره اخري ، ستعود الابتسامه الي واجهنا ، ستضحك لنا الحياه ، وسيشرق الصباح ونحن معاً "

فاق يامن علي يد احد تربط علي كتفه بحنيه وصوت أنوثي خلفه .. أقاعد سرحان في ايه

نظر لها ببتسامه فاها هي تقف علي قدميها وشعرها يتطاير خلفها ترتدي فستان طويل يطير من الهواء ابتسمتها المشرقه وجهها المبتسم .. كنت بفكر فيكي .

ضحكت .. طبعا متقدرش تفكر في غيري لانها هتكون نهايتك يا سي يامن .

يامن .. وحشتيني اووي يا ليان .

ليان .. ما انت اللي خطفتني هنا وسبتني ومشيت .

يامن .. مش قولتلك كدا أمان اكتر .

ليان .. بس مش فاهمه ايه اللي بيدور في دماغك .

ضحك يامن بشر .. كل خير .

ليان .. بعد الضحكه ديه اشك انك تعرف الخير اصلا .

فلاش باك .

في الصباح الباكر اتجه يامن نحو غرفة الطبيب ليطلب منه بأن يرأي ليان .

يامن ..كنت عايز أعرف حالة ليان دلوقتي في تحسن ولا مفيش جديد .

الطبيب ..هي وظايف جسمها كويسه وسليمه بس مستنين انها تفوق هي لسه عقلها رافض انه يستجيب .

يامن ..طيب وهي ممكن تفوق امتي .

الطبيب ..انا زي ما قولتلك حاله ليان لسه خطره ولو عقلها مستجبش وفاقت في خلال اليومين دول هي هتبقا ميته اكلينيكياٌ .

حاول ان يتماسك ..طيب ممكن ادخل اشوفها .

الطبيب ..هسمحلك انك تشوفها خمس دقايق بس .

يامن ..تمام .

اتجه يامن مع الممرضه لكي يرتدي ملابس التعقيم.

دلف الغرفه وهو ينظر إليها بحزن اقترب منها وجلس علي الكرسي وامسك يدها..مكونتش متخيل اشوفك كدا مستسلمه وهاديه..اتعودت عليكي عنيده وقويه..اتعودت علي ليان الشعنونه اللي بتعمل اي حاجه تيجي في دماغها..بس اول مره اكتشف انك كمام انانيه يا ليان..انانيه اووي..فوقي شوفي انتي عملتي فيا ايه اليومين اللي فاتوا دول..قومي شوفي قد ايه انتي كسرتيني..قومي وارجعي تاني اعندي معايا زي ما انتي عايزه بس متستلميش للموت يا ليان .

وضع رأسه علي يدها وبكاء بحرقه .

وجدها تحرك يدها وتمسح دموعه بحنيه ..

يامن بصدمه وعدم تصديق .. ليان حبيبتي انتي فوقتي .

ابتسمت ليان بتعب .. و .. وحشتك .

اخذها يقبلها قبلات متفرقه .. الا وحشتيني .

دخلت الممرضه وابتسمت فرحه عندما رأت ليان مستيقظه .. هنادي الدكتور حالا .

يامن .. لا استني عندك .

الممرضه .. في ايه .

يامن .. هتخرجي ومش هتقولي حاجه لاي حد ليان في غيبوبه زي ما هي وهتروحي اوضه الممرضين عادي وانا هخرج من هنا وهبلغ الدكتور .. واهم حاجه لو عرفت انك قولتي لاي حد ان ليان فاقت هتشرفينا في السجن شويه طبعا انتي عارفه اللي هيحصلك بعدها مش محتاجه اني اقولك .

هزت الممرضه رأسها بتفهم .. متخافش يا حضرة الظابط انا ولا كأني سمعت ولا شوفت حاجه .

يامن .. تمام ودا طبعا في مصلحتك .

خرجت الممرضه سريعا الي الخارج دون اي كلمه .

يامن .. ليان انتي حياتك لسه في خطر ارجوكي استحملي شويه وانا اوعدك هخرجك من هنا بسلام بس ارجوكي نفذي كل اللي هقولك عليه بالحرف الواحد ومن غير رفض .

هزت ليان رأسها بحب .

خرج يامن الي الخارج وهو يمثل الحزن واتجه الي غرفة الطبيب وابلغه بالأمر واتفق معه بكيفية اخراج ليان من الغرفه .

اتصل يامن بجاسم وبلغوا بالاحداث ..

يامن .. جاسم عايزك تكون الساعه ٢ بليل موجود عند باب المستشفي الخلفي .

جاسم .. ليه .

يامن .. اسمع بس اللي بقولك عليه فاهمني .. ٢ بليل يا جاسم اوعي تتاخر .

جاسم .. حاضر يا صاحبي .

ومن ثم اتجه نحو الطبيب وابلغه بأن يرسل احد افراد الأمن الي هذا الرجل الذي يراقب غرفة ليان ويشغله حتي يخرج ليان من الغرفه .

واتجه يامن نحو غرفة ليان التي كانت ترتدي ملابس الممرضين وتضع كمامه حول فمها ومن ثم خرجت مع الطبيب نحو الباب الذي يتجه الي خارج المشفي ووضع الطبيب احدي المرضي مكان ليان .

احتضنها يامن واجلسها في المقعد الخلفي كانت متعبه ومرهقه من هذا المجهود ولكن ابتسمت عندما رأت جاسم المصدوم امامها وراكشنه الغريب والمضحك في ذات اللحظه .

يامن .. مش وقت صدمه يا حبيبي اتحرك يلا .

جاسم .. امتي وازاي .

يامن .. هحكيلك علي الطريق .

ليان .. وبابا يا يامن .

يامن .. متخافيش هرجعله تاني المستشفي بس لازم احطك في مكان آمن الاول .

جاسم .. في شاليه في الساحل بتاع والدي محدش يعرف عنه حاجه ايه رأيك نروح هناك وبعيد عن السكان وكل واحد في حاله ومحدش هيعرفكم هناك .

يامن .. تمام اطلع عليه .

انتهي الفلاش باك .

يامن .. ان منتقمتش ليكي مبقاش انا يامن .

ليان .. انا مش عايزاك تاذي نفسك ارجوك .

يامن .. متخافيش يا ليان مفيش حد فينا هيتاذي تاني صدقيني كل دا هينتهي وهنبقا مع بعض من غير ما حد يقف ضددنا او قدمنا .

ابتسمت ليان بحب .

كان جاسم يجلس مع نانسي في الصالون ويحكي لها الاحداث .

نانسي .. يا خبر بس هي كدا هتفضل مختفيه .

جاسم .. لا يامن بيفكر في حاجه بس لسه مش عارف بيفكر في ايه او ايه اللي بيدور في دماغه .

نانسي .. ممكن اسالك سؤال يا جاسم .

ابتسم لها .. طبعا اسالي .

نانسي .. ايه اللي خلاك تثق فيا وتشاركني الاحداث ديه .

جاسم .. علشان انتي مراتي يا نانسي حتي لو علي الورق بس .. بس انا حابب ان تكون علاقتنا كدا نشارك بعض تفاصيل حياتنا لازم يكون في موده بينا علشان نعرف نربي ابننا صح .

نانسي .. انا مبسوطه اووي يا جاسم بالتغير اللي حصل دا ووضعت يدها علي بطنها .. وواثقه انك هتكون اب حنين وقدوه لولادك .

وضع جاسم يده علي يدها .. وانتي كمان انا واثق انك هتعرفي تربي ابني صح يا نانسي .

ابتسمت له بحب ومن ثم فاقت علي صوت آذان المغرب .. يلا قوم علشان نتوضاء وانت تنزل تصلي في الجامع يلا .

جاسم .. يلا .

اما عند سما وندي .

كانوا يقفوا ينظروا الي الطبيب وهو يفك الشاش من فوق اعين الطفلين كانت سما تدعوا ودموعها تتساقط تريد ابنها بأن يرجع يراي مره اخري .

فتح ادهم عينيه وبدأ ينظر حوله وسما تنظر له وهي تنتظر منه اي ردة فعل .

ابتسم ادهم وساره الي بعض بفرحه وفي نفس الوقت قالوا .. انا شايف/ه .

احتضنت سما ادهم وهي تبكي وندي احتضنت ساره بحب ..

سما .. الحمد لله .. الحمد لله .

أخذ يقبلها ادهم بحب ويلمس ملامحها .. انا بجد مبسوط اني شوفتك يا ماما .

سما .. يا قلب وعيون ماما انا اللي مبسوطه انك رجعت تشوف بعيونك الدنيا يا روحي .

نظر ادهم الي ساره مره اخري .. بس تصدقي طلعتي حلوه .

احمرت وجنتيه ساره وضحكت ندي وسما علي شقاوته ..

ندي .. دا مش راحم .

سما .. عيب يا بنتي احنا مبنضيعش وقت .

ندي .. طبعا اومال .

سما .. يلا انا هقوم اصلي ركعتين شكر وانتي حاولي توصلي لليان .

ندي .. انا كلمت يامن وقال انها كويسه متخافيش .

سما .. تمام اتصلي بيه بردو عرفيه ان ادهم وساره رجعوا يشوفوا تاني اكيد ليان هتفرح .

ندي .. ان شاء الله .

ذهبت سما الي غرفه تانيه وبدأت تصلي وتبكي .. تبكي فرحا لاول مره .. عوض ربنا اليها كان كبير بعد كل اللي حصلها ..

اما عند ندي فاكانت تفكر كيف ستعود الي مصر مره اخري .. كيف ستراه معاها .. فاهي تعلم بأنه تزوج نانسي .. كانت صدمه لها عندما رأت منشوره علي الفيس بوك يعلن فيه تزوجه من نانسي .. نعم شعرت بألم شديد في قلبها ومازالت تشعر .. نعم مازالت تحبه ولم تستطيع نسيانه ولكن صعب عليها بأن تراه مع احد غيرها ..

في هذا الوقت كانت والدة مازن تطرق باب غرفة ابنها فإنه منذ ان عاد من المهمه وهو لا يتكلم معاها يغلق باب غرفته عليه دائما لا يأكل و لم يخرج من البيت .

والدة مازن .. مكونتش اعرف انك بتحبها اووي كدا .

نظر لها مازن بحسره .. ومن امتي وانتي بتعرفي انا بحب ايه .

والدة مازن .. انا دايما بفكر في ايه اللي يسعدك يا مازن هو في ام متبقاش عايزة تشوف ابنها سعيد ومرتاح .

مازن .. وانا راحتي كانت معاها قلبي اختارها دوناً عن اي واحده قبلتها او عرفتها خلتيني شايفها انانيه دوست علي قلبها زي ما انتي دوستي عليها خلتيني خطبت واحده مبحبهاش ومش شايفها غير اخت وكسرت قلبها بسببك علشان مقدرتش احبها مقدرتش اديها مشاعر زي ما هي بتديني الحب مش بالغصب ولا بالوقت الحب بيجي يدق قلوبنا من غير استئذان مينفعش اقولوا ليه ديه اللي اختارتها ولا اعرف اكرها .. للاسف يا امي انتي ضعيتي حب عمري .. وضع يده علي قلبه .. هنا بيوجعني يا امي هنا حاسس انه هيقف .. هنا مشتاقلها .. تقدري تضيعي وجعي .. لو تقدري اعملي دا متستنيش انا تعبت يا امي تعبت .

بكت والدته واخذته في احضانها .. انا اسفه يا بني انا اسفه .. كنت انانيه وحبيت اشوفك مع واحده مجوزتش قبل كدا بس طلعت غلطانه كان لازم اسيبك انت اللي تختار اللي بتحبها .. سامحني ارجوك انا مقدرش اشوفك كدا مقدرش .

قبل مازن يدها .. وانا مقدرش اشوفك بتستسمحيني وانا مسامحكيش انا مسامحك يا امي وعارف ان اكيد كان قصدك وهمك كله اني اكون سعيد مع انسانه كويسه بس سما كويسه اووي يا امي .

والدة مازن .. وانا اوعدك انها هتكون ليك اوعدك يا بني .

في المساء كان يامن يقف في المشفي مع عاصم ويتحدثوا .

كان هذا الشخص يقف بعيد يراقب الوضع ولكن توقف فجأه مذهولا وهو يستمع لهذه الممرضه المسؤوله عن حالة ليان وهي تتحدث مع صديقتها تخبرها بأن البنت التي في غرفة العنايه ليست ليان وبأن يامن يخفيها في احد الإمكان ويعمل هذه الخطه لتكون ليان في أمان وبعيده عن الانظار .

ذهب هذا الشخص نحو الممرضه واغلق الغرفه عليهم هما الاثنين .

الممرضه بخوف .. انت مين وعايز مني ايه .

الشخص .. هديكي كل اللي انتي عايزاه مقابل تحكيلي موضوع ليان بتفصيل .

الممرضه .. لا انا اخاف اروح في الرجلين انت عارف دول الحكومه وممكن مستقبلي يضيع فيها دول يودوني ورا الشمس .

الشخص .. مستقبلك يضيع ولا تموتي يا حلوه فكري كدا فيها .

ابتلعت لعبها بخوف .. خلاص هحكيلك علي كل حاجه .

بدأت الممرضه في سرد الموضوع .

الشخص .. متعرفيش مخبيها فين .

الممرضه .. والله ما اعرف مقالش قدامي حاجه .

الشخص .. تمام لو عرفتي حاجه تبلغيني علي طول ودا رقم تيليفوني فاهمه .

الممرضه هزت رأسها بخوف .. فاهمه والله فاهمه .

ذهب الشخص هذا من الغرفه واتصل بياسر .

الشخص .. الو يا باشا .

ياسر .. في اخبار جديده .

الشخص .. جديده اووي .

ياسر .. احكي .

بدا الشخص في سرد الحوار وهو يسمع صوت انفاس ياسر العاليه من الغضب .. بقا ابن *** دا يلعب عليا انا لعبه زباله زي ديه ان ما عرفته مين ياسر مكونش انا حسابه تقل معايا اووي .

الشخص .. اهدأ يا باشا علشان صحتك .

ياسر بتوعد .. تجبلي مكانها حالا وانا اللي هقضي عليها وعليه بايدي ديه مش هسيب حد فيكم يغلط نفس الغلطه بتاعت المره اللي فاتت .

الشخص .. حاضر يا باشا همشي وراه لحد ما اعرف مكانها وأبلغك .

ياسر .. تمام .

اغلق ياسر وهو يتوعد ليامن وليان بشر .

في اليوم التالي كانت تتجهز سما والاطفال .

سما .. ايه يا ندي مجهزتيش شنطتك ليه .

ندي .. انا مش هرجع مصر .

سما .. ليه يا ندي احنا جينا البلد ديه سوا ولازم نرجع سوا ايه اللي غير رأيك .

ندي بدموع .. اللي غير رأي .. ان انا لسه موجوعه .. انا مقدرتش اقفل الفراغ اللي هو سابه .. مهما حاولت انسي واكون مبسوطه مبقدرش بحس اني بضحك علي نفسي .. قوليلي اعمل ايه .. كل ما اقول اني بقيت كويسه بقيت بخير بقيت قويه زي زمان .. ومفيش لحظه واحده وبقع تاني في حفره الوجع والوحده والفراغ الكبير اللي في قلبي .. وجع قلبي مش عارفه اوقفه .. ومش قادره اكدب علي نفسي اكتر من كدا انا لسه بحبه ومش هقدر اشوفوا مع غيري .. فكرة انه دلوقتي ممكن يكون في حضنها .. بتوجعني .. عارفه يعني ايه يا سما الشخص اللي حبتيه في حضن ست تانيه غيرك .. اااااااه يا سما علي وجع الحب .. والف ااااااه ..

احتضنتها سما وبكت هي الاخري .. فهماكي يا ندي ومش هقدر اقولك تعالي معايا وانا شايفه حالتك ديه خدي وقتك ولما تحسي انك قادره ترجعي مصر وتشوفيه ارجعي هنكون في انتظارك كلنا .. وانا دايما هكون علي تواصل معاكي ربنا يبرد نار قلبك يا حبيبتي .

ندي .. يارب .. يلا انا هقوم البس اوصلكم لحد المطار .. يلا قومي اقفلي الشنط هنتاخر .

قامت سما واغلقت شنطها وارتدت ندي واوصلتهم لحد المطار وذهب كل من سما والطفلين الي مصر . اما ندي فاخذت تفكر كيف ستبدأ حياتها هنا في اميريكا .

كانت تجلس علي الشاطئ تكتب مذاكرتها وتنظر الي البحر ..

" مازلت أومن بأن بالمعجزات تتحقق .. وبأن كل هذه الألم ستنتهي يوماً ما .. و ستعود الابتسامه ترتسم علي وجوهنا يوماً وسنشعر بأننا لم نتألم قط " .

برغم كل هذه الغبطه والخوف الي بتواجهها مش علي نفسها لا علي اللي حواليها خايفه تتسبب في موت حد من احبائها هي مش مستعده لخساره تانيه .. وجدت رساله تاتي من يامن يخبرها بأن تتجهز فانه سيأتي اليها اليوم وبأن كل شئ سوف ينتهي هذه الليله .

كانت تشعر بالخوف يتزايد بداخلها فاهي تعرف مدي خطورة هذا الوضع ولكن هي لا تملك صلاحية الرفض .

في المساء كان هذا الشخص يتبع يامن بسيارته حتي وصل يامن امام الشاليه واحتضن ليان من الخلف اتصل هذا الشخص بياسر .

الشخص .. انا عرفت مكان ليان .

ياسر .. فين قولي بسرعه .

الشخص .. في شاليه في الساحل الشمالي علي طريق *** .

ياسر .. تمام عرفته ساعه زمن واكون عندك متتحركش من مكانك واوعي عينك تغيب عنهم .

الشخص .. حاضر يا كبير .

 

#الفصل_٢٤


الفصل الرابع والعشرون

" انتظرت هذه اللحظه كثيراً ، والشوق يتملكني .. لم تغيبي عن قلبي لحظه واحده .. انتظرتك كثيراً ولكن لا بأس .. المهم أنكِ أتايتي "

كانت تجلس تضع الهدوم في الخزانه .. سمعت صوت طرقات علي الباب فاذهبت لتفتح وهي تخمن من الطارق .

وقفت مندهشه عندما رأت والدة مازن تقف امامها .

والدة مازن .. اسفه جدا اني جايه في وقت زي دا بس اول ما عرفت انك رجعتي النهاردة مقدرتش استني وجيت علي طول علشان اتكلم معاكي .

سما .. اتفضلي .

دخلت والدة مازن الي الصالون وجلست ..

سما .. حضرتك تشربي ايه .

والدة مازن .. مش جايه علشان اضايف انا جايه اكلم معاكي انتي شويه .

جلست سما امامها .. في ايه بتهيالي كل شئ انتهي بيني وبين مازن زي ما حضرتك ما طلبتي .

والدة مازن .. وانا جايه علشان مش عايزة الموضوع ينتهي يا بنتي .. انا ابني بيموت بالبطئ قدامي .. مقدرش ينساكي مقدرش يعدي علاقتكم سوا انتي لو شوفتيه هتعرفي انه اتغير وتعبان اووي من غيرك .

سما بدموع .. وحضرتك تعرفي انا تعبت قد ايه ومازالت بتعب حضرتك تعرفي انا عديت بايه لوحدي تعرفي اني كام مره كنت محتاجه مازن جمبي تعرفي انا كنت بموت من الوجع ازاي وابني اللي اتعلق بيه وعملت ايه علشان ابني يرجع يتعود علي عدم وجوده .

والدة مازن بدموع ورجاء .. انا اسفه يا بنتي .. ارجوكي يا بنتي ما تكسري بخاطري .. ابني بيحبك وبيحبك اووي كمان لو بتحبيه متعنديش لان العمر بيخلص ومحدش ضامن بكره لو عندك فرصه النهاردة انك تكوني معاه كوني معاه يا بنتي لاننا بنيجي في وقت ونقول ياريتنا كنا موجودين كل لحظه مع الناس اللي بنحبهم .. ابني مستنيكي وقافل علي نفسه الباب ما بينزلش ولا بيخرج قاعد يفكر بس .. تعالي يا بنتي وارحميه من كتر التفكير ارجعيلوا وكملوا حياتكم سوا .

صمتت سما وكانت دموعها تتساقط ..

والدة مازن .. هستناكي تيجي انتي وابنك .. وصدقيني انا هبقا مبسوطه اووي انك تكوني مرات ابني .

ابتسمت سما لها .. بس حضرتك ايه اللي غير رأيك .

والدة مازن .. محدش بيحب يشوف ابنه موجوع وهو في ايده الدواء ويرفض يديهوله .. ممكن انا زي زي اي ام كانت بتفكر وعايزة تفرح ببنها بس علي طريقتها هي انا مثلا كنت شايفه سعادته مع واحده مكانش في حياتها راجل قبله بس طلعت غلطانه سعادة اولادنا مع الناس اللي بيحبهم مش مع اللي احنا بنحبهم .

سما .. عندك حق .

والدة مازن .. هتيجي يا بنتي صح .

صمتت سما تفكر للحظات .

والدة مازن .. انا متاكده انك هتيجي .. قلبك هيجيبك .. عن اذنك يا بنتي .. وحمد لله علي سلامة ابنك .

خرجت والدة مازن وتركت سما في حيرتها .

عند يامن وليان .

دخلوا الي البيت ومن ثم دقائق معدوده وبدأوا في استماع صوت الرصاص واقتراب بعض من الاشخاص من الشاليه .

فتح ياسر الباب وهو يتقدم رجاله .. واقتحم المكان وجد يامن يجلس يضع رجل علي الاخره وينظر له بسخريه .

يامن .. اهلا اهلا ياسر بيه عاش من شافك يا راجل .

ياسر بغضب .. هي فين .

يامن .. مين .. اه صح نسيت قصدك ليان مش كدا .. كنت فاكر اني هسلملهالك بطريقه الهبله ديه شكلك نسيت انا مين او رتبتي ايه .

ياسر بغضب .. انا ممكن حالا اقتلك .

يامن .. تؤ تؤ عيب يا راجل تقول الكلام دا ..

وفي ثواني معدوده كانت الشرطه تتخلص من رجال ياسر وأحد تلو الآخر .

وياسر ينظر بغضب وبجنون حاول التراجع ولكن وجد يامن يضع السلاح فوق رأسه .

يامن .. مش قولتلك شكلك نسيت انا ابقي مين والا مكونتش هتحاول تهرب رجالتك برا بيخلصوا واحد ورا التاني وانت وقعت في ايدي ومفيش مفر .

ولكن في لحظه ما كان ياسر يركل يامن برأسه مما جعله يرجع للورا حاول ياسر الهرب ولكن كانت الشرطه وراه هي ويامن .

يامن .. سلم نفسك احسن الهروب مش هيفيدك واحنا محوطين المكان كويس .

كان ياسر يقترب من سيارته ولكن توقف فجاه عندما سمع صوت الرصاص من حوله ولكن اصر علي الهرب حتي اطلق يامن الرصاص فأتات في نصف رأسه وقع جثه هامده .كانت ليان تركب في سياره نوعا ما بعيده عن الرصاص ولكن كانت تري كل ما يحدث توقفت عندما رأت عمها يقع علي الارض جثه هامده .

خرجت ليان من السياره سريعا وهي تركض نحوه ونظرت له بحزن مع شعور بالحقد .

ليان .. كان هيحصل ايه لو حبتني انا وبابا كان هيحصل ايه لو مكونتش دخلت في كل القرف دا .. كان هيحصل ايه لو سلمت نفسك للشرطه وخدت جزاك انت كدا اترحمت متعذبتش قد ما انا اتعذبت .. مكانش لازم تموت دلوقتي .. كان لازم تتعذب في دنيتك قد ما عذبتنا كلنا .

احتضنها يامن وهو يحاول تهداتها .. اهدي يا حبيبتي هو دلوقتي راح عند ربنا وربنا هيجبلك حقك صدقيني .

ليان بدموع .. مكانش لازم يموت يا يامن مكانش لازم يموت دلوقتي كان نفسي اشوفه عاجز قدامي .

يامن .. هو دلوقتي عاجز لا قادر يكفر عن ذنوبه ولا قادر ياخد حقه مننا هو دلوقتي بيتعذب اكتر ... امسحي دموعك ديه مش عايز اشوفها تاني كل شئ انتهي مبقاش في حاجه تضايقنا وهنبقا سوا ارجوكي مش عايز اشوف دموعك تاني .

مسحت ليان دموعها ووضعت يدها في يده .. عندك حق كفايه دموع لحد كدا احنا هنبدا حياتنا تاني وهنكون كويسين صح .

يامن .. صح هنكون كويسين .

ليان .. عايزة اشوف بابا .

يامن .. حاضر يا حبيبتي هنروح دلوقتي علي فيلة باباكي .

بلغ يامن جاسم بان ينهي مراسم الدفن والإجراءات ومن ثم اخذ ليان وذهب بها نحو فيلة والدها عاصم .

وصلت ليان امام الفيلا

واخذت تنظر إليها بشوق تتذكر طفولتها نظرت والدها الحنونه إليها ركضها علي السلالم وصوت ضحكتها الخارج من غرفة السفره ابتسامت والدها اللي كانت بتملئ يومها بالأمل وقع نظرها علي والدها الواقف امام الباب ينتظرها بشوق .

ركضت ليان نحوه وعينيها مليئه بالدموع لترتمي في حضنه وتشهق شهقات خافته ليستقبلها والدها في حضنه ويشدد من احتضانه اليها ويقبلها بكل حب وحنان ابوي .

عاصم بدموع .. وحشتيني يا بنتي .. وحشتيني يا نور عيوني .. ايامي من غيرك مكانش ليها طعم .. عرفت انك محور حياتي .. قلبي مبيدقش الا علشانك .. انتي تاج فوق رأسي يا حبيبتي .. انتي النفس اللي بتنفسه .

قبلت يده بحب وحنان ومن ثم ارتمت في حضنه مره اخري .. انت وحشتني اووي يا راجل انت .. وحشني هزاري معاك .. وحشني يا بابا ضحكتك اللي بتحلي يومي .. لو بتقولي اني محور حياتك فانت محور حياتي .. انت اول راجل احبه .. اول راجل قلبي يعشقه كنت بتمني اني احب حد شبهك .. لو سألتني بحب يامن ليه علشان في حنيتك في الدفء اللي بلاقيه جو حضنك .. علي قد اني مغبتش كتير عنك علي قد ما عرفت قيمة الحياه وانت فيها .. حياتي ملهاش طعم من غيرك .

عاصم .. خلاص كل شئ انتهي مفيش حاجه هتبعدك عني ابدا طول ما انا عايش حتي الواد اللي واقف هناك دا مش هيقدر ياخدك مني .

يامن .. ايه دا بقا .. طبعا مقدرش اخدها منك يا عمي بس ليا فيها بردو .

عاصم .. ملكش فيها حاجه ديه بنتي وممكن الغيلك كلها حاجه دلوقتي حالا وباشاره مني .

يامن ..لا خلاص حرمت يا باشا .

ليان وهي تنظر الي والدها ومن ثم الي يامن .. مش فاهمه انتوا بتخططوا لايه بس فهمني يا بابا تلغي ايه .

يامن .. استلم بقا يا سيدي .

عاصم .. هقولها بقا واضيع المفاجأه ..

يامن .. لا علشان خاطري .

ليان .. لا كدا انا بدأت اتعصب يا تقولوا يا متكلموش قدامي اصلا .

عاصم .. الواد دا عايز يخطفك مني آخر الشهر دا عايزك تكوني في بيته .

ليان بصدمه .. نعم .. وانت وافقت .

عاصم .. اه وافقت .. لو معترضه خلاص نلغي كل حاجه انا بقول كدا بردو .

ليان بفرحه .. لا خالس موافقه طبعا .

عاصم .. ندله زي امك .

رفعت ليان حجابها له فاضحك وضحكوا الجميع .

وصل المنزل فاكانت هي في استقابله .

جاسم .. انتي منمتيش ليه لحد دلوقتي .

ركضت نانسي نحوه واحتضنته .. كنت مستنياك .. قلقت عليك اووي يا جاسم خوفت لا يحصلك حاجه ومش هعرف اكمل حياتي بعدك .

شدد جاسم من احتضنها .. متخافيش انا اهو بخير .. بس انتي كدا تعبتي نفسك وتعبتي ابني .

نانسي .. انا كدا مرتاحه اكتر .. اهم حاجه انك رجعتلنا سليم .

جاسم .. لازم تتعودي يا نانسي كلنا بنخرج من بيوتنا مش عارفين هنرجع ولا لا فارجوكي تكوني جاهزه لاي خبر زي دا .

نانسي .. متقولش كدا .. عمري ما هكون جاهزه .. جاسم انا بحبك حتي لو عارفه انك عمرك ما هتحبني .. بس انا بحبك قلبي دقلك انت وبس .. مقدرتش اقنع قلبي بأنه ميحبكش .. مش بأيدي ..

مسح جاسم دموعها المتساقطه .. لو بأيدي احبك كنت حبيتك اضعاف حبك ليا .. بس زي ما قولتي مش بأيدينا نختار نحب مين ونكره مين .. حتي اللي حبتها مستنتش تسمع من تفسير .. حتي لو غلط كان ممكن تديني فرصه ابرر .. فرصه تسمعني .. كانت هتكدب عيونها وتصدقني .

نانسي .. متظلمهاش .. مش سهل اللي ندي شافته .. انت فاكر سهل ان الوحده مننا تشوف الراجل اللي بتحبه في حضن واحده غيرها اكيد لا دا بينغرز في قلبها سكاكين نار قلبها مبتهداش مهما عملت .. بتقعد تفكر هي ايه اللي ناقصها عن البنت اللي شافته معاها .. صدقني هي بتجرح مرتين .. مره في انوثتها ومره في حبها ليك وخيانتك ليها .. ندي اجرحت جامد بعد ما حطت كل ثقتها فيك فاوعي تلوم عليها لأنك لو فكرت شويه وقلبت الوضع وكنت انت مكانها عمرك ما هتديها فرصه حتي انها تتكلم .. انا هخش انام .. تصبح علي خير .

صمت جاسم ليفكر في كلامها .. نعم هي عندها حق فالو رأي ندي مع شخص آخر لان يعطيه فرصه لتبرير .

اما نانسي فاكانت تبكي في غرفتها بحزن من وجع قلبها وحبها ليه .

في الصباح الباكر كانت تقف امام خزنتها تبحث عن ملابس لترتديها اليوم فاهو بنسبه إلها اهم يوم في حياتها قطعها صوت ابنها .

ادهم .. مامي كدا شكلي حلو .

سما .. زي القمر يا روحي .

ادهم .. احنا هنروح بجد عند عمو مازن .

سما .. مش انت بتحبه .

ادهم .. اووي يا مامي .

سما .. خلاص احنا هنروح النهاردة وهنعمله مفاجأه .

ادهم .. يعني انتي خلاص سامحتيه .

سما .. اه يا حبيبي سامحته .

ادهم بحماس .. طيب يلا البسي بسرعه علشان نفسي اشوف شكله اووي يا مامي .

سما .. حاضر هلبس اهو .

اخرجت سما فستان من الون الوردي وطرحه بيضاء وبدأت في ارتداء ثوبها .

" دايما بنبقا فاكرين ان دا أخر الطريق وان مفيش أمل بأن كل حاجه تتصلح .. وفجأة بدون تفكير في الموضوع او ترتيب ليه بنلاقي كل مشاكلنا بتتحل لوحدها والوحش بيعدي .. والدنيا بتبتسم لينا تاني لدرجه اننا بننسي ايه اللي كان مضايقنا .. ديه سنة الحياه شويه ابتلاءت علي شوية عوض علي صبر وبتعدي بس خليك دايمافاكر ان هيجي اليوم اللي تحس بحلاوة الدنيا "

كانت تجلس في مكتبها تنظر الي هذه الصوره التي تجمعهم سويًا يوم خطبتها تنظر الي ضحكتها وفرحتها وجدت دمعه تسقط منها دخل عليها احد زملائها في العمل وكان يدعوا " كريم " .

كريم .. ايه مش هتيجي تاكلي معانا .. ندي انتي بتعيطي .

ندي .. لا يا كريم مفيش حاجه دخلت في عيني بس مش اكتر .

كريم .. هتفضلي تخبي لحد امتي احكي ممكن ترتاحي وبعدين لاحظي انك عندك فرصه متتعوضش مش هتلاقي هنا مصريين تاني غيري .

ندي .. يا راجل مش كفايه اني مستحمله رخمتك .

كريم .. قولي انك اصلا متقدريش تستغني عن رخامتي ديه .. قولي اعترفي .. الإنكار مش هيفيدك .

ضحكت ندي .. تعالي اقعد وانا هحكيلك ممكن احس بالراحه .

كريم .. خليني اخمن الاول دموعك ديه بسبب شخص كنتي بتحبيه في مصر صح .

ندي .. فعلا .. ويارتني ما حبيته .

كريم .. انا عندي مبدأ كدا ماشي بيه في حياتي اني مندمش علي اي حد دخل حياتي اكيد لينا مواقف اتبسطنا فيها مع بعض اكيد أثر عليا بحاجه كويسه وغير فيا مفهوم كنت واخدها غلط .. مش لازم الكل يفضل موجود كفايه اننا نبص علي الحاجات الكويسه اللي كانت بينا ونبتسم .

ندي .. بس اوقات الناس ديه بتجرح اووي لدرجه انك مبتقدرش تفتكر حاجه حلوه ليهم .

كريم .. هو عمل ايه .

ندي بدمعه .. خاني في اليوم اللي كنت بقيس فيه فستان فرحي متخيل .. بعد ما كنا بنخطط لشهر العسل فجأه اعرف انه بيخوني لا وهي كمان حامل .. وعرفت انه اجوزها كل شئ انتهي بسرعه .. زي ما بدأ بسرعه .

كريم .. انتي لسه بتحبيه .

ندي .. ومعرفتش اكره جوايا غضب كبير اووي من ناحيته لكن قلبي الغبي لسه بيدقله .

كريم .. ادي لنفسك فرصه تعملي حاجات جديده في حياتك وتتعرفي علي ناس جديده ساعتها هتلاقي نفسك مع الوقت بقا مجرد ذكري في الماضي .

ندي .. وهتبقا اكتر ذكري مؤلمه .

صمت كريم وصمتت ندي معه .

في المساء كانت ممسكه بيد ابنها وهي تنظر الي نفسها برضا .. كل شئ سيتغير اليوم .. سوف يختفي هذا الوجع اللعين من قلبها .. ستعود تبتسم من جديد .. ذهبت نحو البيت وهي تاخذ نفس عميق تستعد للقاء به .

اما عند مازن فاكان يجلس في غرفته مثل كل يوم وحيد وساكن لا يتحدث مع احد حتي لا ينزل الي شغله .. دخلت عليه والدته ببتسامه .

والدة مازن .. مش ناوي تخرج تاكل معايا ونقعد شويه مع بعض .

مازن .. مش قادر يا امي صدقيني مش قادر انا اه سامحتك بس كل ما بفتكر انها بعيده عني نار في قلبي بتزيد .. بحس ان حياتي ضلمه من غيرها .. هي كانت النور اللي منور حياتي .. ضحكتها بس يا امي كانت بالدنيا وما فيها .. ابنها كان بيحسسني بالابوه .. جميل اووي يا امي ..

والدة مازن .. صدقني كله هيتحل محدش عارف كمان كام دقيقه ايه اللي هيحصل .

مازن .. قصدك ايه يا ماما مش فاهم .

قطعهم صوت رنين جرس الباب .

والدة مازن .. قوم افتح وانت هتعرف قصدي ايه .

قام مازن بكسل وفتح الباب ووقف مصدوم مما يراه اغلق عينيه عدت مرات وفتحهم مره اخري .

مازن .. انتي قدامي صح .

ادهم .. عمو مازن انت طلعت حلو اووي احلي ما انا تخيلتك .

احتضنه مازن بعدم تصديق .. لا انا اكيد بحلم يعني ادهم بيشوف وانتي هنا قدامي .

سما ببتسامه .. طيب مش هدخلنا ونكلم جوا ولا هنفضل قدام الباب كدا كتير ....



الفصل الخامس والعشرون والسادس والعشرون من هنا 

   لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات