رواية مجرد خيانة
الفصل الواحد والعشرون 21
بقلم رحمات صالح
لو حصل ليهو شي .. حتندم يا نصري .. تعال شوفو و أخد منو العفو
لو حصللل ليهو شيييي حتنننندم يا نصرررري تعال شوفو و أخد منو العفوووووووو
لووووووووو حصل ليهو شي .... حتنننننننننننندم
مسك راسو و صرخ بأعلى صوت (خلاااااااااااااااااااااص) و البحر القدامو جاب ليهو صدى الصرخة .....
كان مفتكر إنو الصرخة دي حتخلي صوت ناجي البرن في خيالو يسكت .. لكن راسو كان بردد ليهو أكتر عبارة مؤلمة ممكن يسمعها إنسان .....
صرخ بصوت أعلى (أبووووووي مات وهو ماراضي عني ... اااااخخخخخخخخ ااااااخخخخ) و بقى يبكي بصورة جنونية و يصرخ ... وفي لحظة ... إتلفت حولينو في المكان الخالي تماما ... والبحر قدامو و الموج بتحرك بعنف بفعل الهوا كأنو بناديهو يقول ليهو تعال أدخل و أخلص من عذاب الدنيا كفاية عليك عذاب الآخرة .. أصلا إنت في كل الأحوال ... حتتعذب .. حتتعذب
بسرعة طلع جزمتو .. و رماها وراهو ... و طلع البنطلون والقميص ... ومشى بدون تردد تجاه الموج الغاضب .... و مافي راسو شي غير صوت ناجي ... حتندم ....... حتندم .... حتندم
.......
ناجي كان بحاول يتماسك قدر الإمكان و يستقبل المعزين .. بس ما كان لاقي جواب للسؤال الإتطرح عليهو ألف مرة : نصري وين ؟ نصري وين ؟ عايزين ندفن .....
أمين و مصطفى و لؤي كانو قايمين بمهمة الإتصال المتكرر في تلفون نصري .. لكن مافي رد .. و في الآخر التلفون بقى بعمل مقفول ..... و هنا الناس إتحيرو كيف حيتصرفو و كيف حيدفنو من غير ما نصري الولد الكبير يعرف بالوفاة و يجي يودع أبوهو !!
حاج حسين جارهم وقف في نص الناس و قال (يا جماعة .. إكرام الميت دفنو .. حننتظر ساعة بالكتير .. لو ما ظهر ... نبقى ندفن)
.......
قمر كانت ماشة و جاية من غرفتها للصالة للبلكونة و هي مقلقة على نصري المابرد عليها من يوم أمس ..... و كمان تلفونو حاليا قفل .... في الأخير زهجت و قالت لي نفسها (أصلا دي عمايلو .. يفرحني يوم و يرجع يتجاهلني عشرة ... أنا كمان تاني ما حأشتغل بيك يا نصري) و رمت التلفون في السرير ... لكن من القلق العليها شالتو تاني .. و اتصلت تاني ... و ابتسمت بفرح لمن سمعت الجرس برن ... لكن ... الخط فتح .... و الصوت ما صوت نصري ......
(ألو..)
(نعم.. منو معاي؟ و نصري وين)
(إنتي بتقربي شنو لصاحب الرقم ده؟)
قالت و الخوف ملا قلبها (خطيبتو)
قال بصوت حزين (يا آنسة ... التلفون ده .. و معاهو محفظة فيها مبلغ مالي .. و بطاقات شخصية باسم نصر الدين .... و .. و ملابس و جزمة ... لقيناهم جنب البحر ...... شكلو كده ... شكلووو ...)
قمر صرخت بجنون (لااااااااا لااااااا مستحيييييييل لااااااا ..... لااااااا)
قال (يا أختي أهدي .. أهدي .. و قولي يارب .... و بلغي أسرتو ... و ده عنواني ...)
قمر بعد سمعت العنوان لبست طرحة فوق بجامتها و نزلت الشارع ... و شالت المفتاح من السواق الكان مخلوع فيها وهي بتبكي و طالعة بالمنظر ده ... وما كان بيدو غير يسلمها المفتاح .. و يرجع يبلغ أبوها .........
.......
في نفس اليوم .. بالليل ..... جنب البحر
لؤي كان واقف وخاتي يدو في راسو ... وهو بقول ودموعو نازلة بغزارة (أنا ما مصدق)
مصطفى قال بصوت متحشرج كأنو حيبكي برضو (أرجل يا زول .. أجمد ...)
أمين (أهم شي أوع واحد فيكم يجيب سيرة لأهلو لغاية ما نلقاهو ....)
قاطعهم صوت رابع (يا شباب .. أنا بشوف أحسن ترجعو بيوتكم .. مافي فايدة لي وقفتكم هنا .. لأنو النيل حيسحب الجثة بعيد .. يعني ما بتلقوهو هنا)
لؤي كرر بخوف (جثة .؟ يعني خلاص؟)
الزول قال (والله ما معروف لكن ده الإحتمال الأكبر .. أنا ساكن هنا جنب البحر و ما حصل شفت زول غرق و طلع)
مصطفى خبط راسو وقال (لكن ليييه ... كان بأحسن حال ... ياربي ده شنو البحصل ده)
أمين ربت على كتفو وقال (الله كريم يا صحبي .. الله كريم)
......
..
قمر قبيل لمن طلعت قابلت الزول اللقى حاجات نصري و ما لقت عندو أي معلومة .. رجعت البيت وهي منهارة و بتبكي بدون توقف و بدون ما زول يفهم منها شي ...
عبد الرحمن كان طول اليوم قاعد معاها و كل شوية يسألها في شنو لكن هي غير البكى و الدموع و النواح ما عندها رد .....
أبوها جا بالمسا و عبد الرحمن كلمو بالحاصل ... و فكر يجيب سارة يمكن تفهم منها شي ... وفعلا سارة جات بطيب خاطر و قلقها على قمر فات مقدار زعلها منها و من أخوها .....
سارة (قمر ياقلبي .. أرفعي راسك و كلميني في شنو)
قمر دفنت راسها تحت المخدة الما كانت عازلة صوت بكاها .. سارة بقت تمسح على ضهرها و تقرا عليها من القران ... و على الحال ده لغاية ما جا الصباح .........
........
الصباح ... في شقة نصري .....
زهراء قامت بنشاط لأنها نامت كتير ... بس فجأة قلبها إنقبض لمن إتذكرت إنو اليوم أمها جاية و لازم تشوف حل .. قربت من نادية الكانت بايتة معاها .. و نايمة بعمق .. و صحتها بهدوء
(نادية .. نادية أصحي)
نادية فتحت بكسل .. و إتمطت وقالت بصوت كسول (صباح الخير .. ها .. كيفك الليلة)
زهراء (أنا زي الفل ،. بس في مصيبة)
نادية بفزع (مصيبة ؟؟)
زهراء (أمي .. جاية الليلة من البلد .... )
نادية ختت يدها في قلبها و اتنفست براحة (خلعتيني ياخ ... دي بسيطة .. أمشي أجهزي و أرح معاي)
زهراء (حنمشي وين)
نادية (حتعرفي ...) و عوجت خشمها و قالت (و المايتسمى ده مالو ما ظهر؟)
زهراء إستغربت (قصدك نصري؟)
نادية إنتبهت لي نفسها و ضحكت ضحكة مفتعلة (ههه .. اي .. يلا يلا أمشي أجهزي)
زهراء لبست و شالت شنطة صغيرة فيها أغراضها الأساسية .. و طلعت مع نادية .... و في الطريق :
(زهورة .. كنت عايزة آخد رايك في موضوع)
زهراء (خير)
نادية (عايزة أعرض قضيتك للمجتمع .....)
زهراء إنفعلت (قصدك .. عايزة تفضحيني؟)
نادية (لا لا أبدا ... عايزة أساعدك .. و عايزة أوصل رسالة للمجتمع .. إنو نظرة الناس للفتاة المعتدى عليها لازم تتغير من كونها مذنبة لي كونها ضحية .. إنتي إتظلمتي يا زهراء .. و لازم تاخدي حقك .. و الظالم لازم ياخد جزاتو)
زهراء قالت ببرود (إنتي بتتكلمي كلام خيالي ..، خليني في الواقع أحسن)
نادية (ما خيال .، وإنتي ذات نفسك لو ما كنتي شايفة إني ممكن أساعدك ما كنتي رسلتي لي مشكلتك في البرنامج)
زهراء (كنت بفضفض .. ما أكتر)
نادية (خلاص .. خلي الكلام في الموضوع ده لي وقت تاني)
زهراء (نحن ماشين وين ؟)
نادية (زميلي مخرج .. شغال في جامعة////// كلية الإعلام .. حنخليهو يتوسط لينا في داخلية الجامعة و تقعدي فيها لغاية ما أمك تجي و ترجع البلد)
زهراء (أنا ماعارفة أودي جمايلك دي وين)
نادية (بس خلي بالك من نفسك)
........
قمر رفعت راسها بصعوبة و هي حاسة كأنو جواهو صخرة .. و حاسة بصداع شديد .. رفعت موبايلها كأنها منتظرة مكالمة من زول .. و في اللحظة دي سارة الكانت راقدة جنبها صحت مخلوعة (قمر... إنتي كويسة)
قمر قالت بصوت خافت جدا و مبحوح من كتر البكى (نصري .. غرق)
سارة شهقت (نصري منو)
قمر ختت راسها في المخدة وقالت بتعب (حبيبي)
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا