رواية مهرة والامبراطور
الفصل الرابع والعشرون 24
بقلم مي مالك
جاءت بالحاسوب الخاص بها ، ووضعته على قدمه وهي تقول ببكاء :
"شوف"
وشغلت الفيديو لتظهر مرأه عاريه مكبله ورجل ما ورائها والمرأه تصرخ بالنجده
أطفئ مازن الفيديو وألقى الحاسوب بعيداً عنه وهو يقول لمهرة بغضب :
"إيه القرف ده ، أنتي فكراني مريض نفسي عشان تفرجيني على حاجات زي دي !!!"
قالت مهرة مرتعشه :
"ركز كويس في البنت"
وأعادت تشغيل الفيديو ، لينظر للمرأه جيداً ثم أوقف الفيديو وتتسع عيناه أكثر فأكثر وهو يتدرك أن تلك المرأه ما كنت سوى ......مهرة
أغلق الحاسوب ونظراته مازالت غريبه ، ظلت تنظر له وصدره يعلو ويهبط كالليث الغاضب ، وضعت أصابعها في فمها وهي تضغت عليهم بأسنانه مانعه نفسها من أصدار صوت لبكائها ، لكنها لم تتمكن ، فجلست أرضاً وبدأت بالبكاء كمن مات لها أحدهم
وهو حتى لا ينظر لها وكأنه لا يسمعها من الأساس
ثم تحرك لخارج وتركها كما هي ، وهي لم تتمكن من التحرك
___________
(بعد قليل)
كانت تلملم أشيائها بعدما أتصل بها مازن وطلب منها أن تضب أغراضها للذهاب من المنزل ، كانت تضع ملابسها والحسره باديه على وجهها وبكائها لم يتوقف ، أمسكت البلوره التركيه التي جلبها لها من فتره وأحتضنتها ، زاد بكائها وهي تشعر بالعجز ، ماذا تقول له ؟؟ ، هو لديه كل الحق في فعل ما فعله ، فالماضى مخزى بطريقه لا يتحملها أحد
طرق الباب ثم فُتح ، ظهر يامن وعلامات الدهشه على وجهه ثم نظر لحقيبه مهره ونظر لها وهو يقول بدهشه :
"ده كده كلام مازن حقيقي ، أنا أفتكرته بيهزر"
نظرت للحقيبه وهزت رأسها بحسره :
"لا حقيقي"
"طيب هتسافرو أمتى ، مازن مقالش أي معلومات"
رفعت حاجبها وتركت ما بيدها وهي تحدثه بتركيز :
"نسافر !!!! ، هو قالك أيه"
"قالي خلي بالك من الشركه أنا مسافر أنا ومهره وملك فتره والخط قطع باين أو قفل في وشي !"
أمسكت رأسها بتعب وهي تقول :
"أنا مبقتش فاهمه حاجه ، ولا فاهمه مازن ناوي على أيه"
فاجئها مازن الذي دلف فجأه إلى الغرفه وهو يقول :
"كل خير أن شاء الله"
نظر للحقيبه المفتوحه ثم قال :
"أنجزي ، الطياره قربت"
"طياره !!!"
خرجت من مهره ويامن معاً في دهشه غريبه ، نظر لهم مازن ولم يأبي لأندهاشهم ، وفتح خزانه ملابسه وأخرج حقيبه ظهر كبيره ، ووضع بها عدد لا بأس به من الملابس والعطور والأدوات الهامه ، غير مهتم بتلك التي لا تفهم أي شئ ، أو يامن الذي أشاح بيده وخرج سائماً من مازن وأفكاره المجنونه
وقفت مهره بينه وبين حقيبته ونظرت له بغرابه وهي تقول بصوت عالٍ بعض الشئ :
"أنت ناوي على أيه فهمني ، أنا مبقتش فاهمه حاجه"
تنهد مازن بتعب وهو يقول :
"هتفهمي كل حاجه بعدين ، حالياً أوعي من قودامي ، عشان مفيش وقت"
وحركها من أمامه وأكمل وضع أغراضه ، أغلقت حقيبتها وجلست بجانبها تنظر له بحيره ....ترى على ماذا ينوى
___________
كانت تجلس بداخل السياره ومازن على مقعد السائق بجانبها وملك بالخلف ، ظل ما يقارب ساعه يقود إلى أن توقف أمام أحدى البنايات التي تقع في حي هادئ
أنزل الحقائب وجعل مهره تحمل ملك ودلف إلى البنايه بعدما أغلق السياره ، دلفوا إلى المصعد وضغت مازن على زر الطابق الثامن
ثوان وتوقف المصعد ليخرج الأثنان ، تحرك مازن بإتجاه أحدى الأبواب وأنزل الحقائق من يده ، ثم أخرج سلسله مفاتيحه وفتح الباب
برغم من أندهاش مهره ألا أنها لم تتحدث
نظر لمهره لتدخل المنزل وهو وراءها ، تحركت مهره في أرجاء المنزل تكتشفه ، أخذ مازن ملك وتحرك إلى أحدى الغرف وتركها تكتشف المنزل ، كان منزل هادئ يغلب عليه الطابع البسيط ، يتكون من 3 غرف تقريباً ومطبخ وحمام والصالون
خرج مازن من الغرفه وتحدث أخيراً :
"ده بيتي القديم إلى كنت ناوي أتجوز فيه قبل ما أجيب البيت التاني .....بس مريم موافقتش بيه عشان كده أتركن ....محدش دخل فيها غيرك"
على الرغم من أن الوقت غير مناسب .....لكنها شعرت بالأطراء ....ليس لأنها أول إمرأه تدخل ذلك المنزل ....بل من محاوله تبريره لذلك المنزل
عاد لجديته مره أخرى وقال :
"هاتي تليفونك والاب توب بتاعك وأي وسيله تواصل معاكي طاهر يقدر يوصلك من خلالها"
هزت رأسها وتحركت تفتح حقيبة الظهر خاصتها وأخرجت الحاسوب والجهاز اللوحي وأعطتهم أياه ، ثم أخرجت الهاتف من جيب بنطالها
جلس على الأريكه واخرج الخط من الهاتف وكسره ، ثم أغلق كل شئ
وضع يده على رأسه وهو يشعر بالحيره ....ترى في موقف كهذا ماذا يجب أن يفعل ....هو الآن يشعر بالضياع حرفياً ....يريد أن يصفعها ويطردها من حياته هو وأبنته ....لكن قلبه الغبي يرفض ....مصمماً أن ليس لها يد في كل ذلك ....وأن كل ما حدث كان خارج عن أرادتها
يريد أن يحتضنها ....أن يشاركها وجعها فهي موجوعه أكثر منه بكثير ....برغم من أنها تقف أمامه شامخه وكأن لا شئ يمكنه أن يكسرها ....لكنها فتات ....إمرأه طعنت مرتان ....مره سابقاً جاءت له بها ....ومره الآن وهي معه ...وهو يقف مكبل لا يعرف ماذا يفعل معها ....لكن رجولته لا تسمح ....لقد جرح هو أيضاً ....لقد بات مهدداً بماضيها هي
قاطعت تفكيره وهي تجلس بجانبه وضعه يدها على ذراعه وهي تشهق بعنف من كثره بكائها
نظر لها بحزن ، لتقول هي بنبره مرتعشه :
"أنا أسفه يا مازن ، أنا السبب في كل ده ، أنا مو....وافقه أننا نتطلق ، أنت ملكش ذنب في أي حاجه"
"هو أنا لازم يبقى ليا ذنب عشان أدافع عنك يا مهره !! ، أنتي مراتي وده سبب كفيل يخليني أدافع عنك"
نظرت للأرض وهي تشعر بخيبه الأمل قائله :
"بس أنت مش مجبر تدافع عني"
"أنتي مراتي ، شكلك مش فاهمه أبعاد الكلمه ، أنتي مراتي يعني أنا مسؤل عن كل ما يخصك ، سواء شئتي أم أبيتي"
تنهدت بتعب وهي خائفة من القادم ، قليلاً ونظرت له قائلة :
"أحنا هنفضل مستخبين كده لأمتي"
"أحنا مش مستخبين !! ، أنا جبتك هنا عشان تكوني في أمان ، لحد ما أنهي موضوع طاهر"
"تنهي أزاي !!"
"مش عارف ! ، ولو عرفت متطمحيش أقولك ، ومتسأليش عن السبب"
وتحرك ناحيه أحدى الغرف وأختفى بداخلها
__________
مر يومان هادئان ومازن حديثه قليل بطريقه جعلت مهره تشعر الغيظ ، أما مازن فكان دائماً شارد يفكر كيف يأخذ حق زوجته دون أن يلحق أي ضرر بأي شخص من عائلته
وصله صوت هزه خفيفه تدل على وصول رساله ، فتح الهاتف لتظهر الرساله من رقم غريب ، كان فيديو مدته دقيقتان تقريباً ، فتحه ليصدح صوت الصراخ من الهاتف معلناً مصيبه جديده فعلتها مهره ولم تعترف بها ، جائت مهره على ذلك الصوت ، لتجد مازن يعبث بالهاتف ليخفض الصوت ، وهو يلهث بعنف ناظراً لشاشه الهاتف وهو يرى مهره مع إمرأه ....ولا داعي للتوضيح أكثر من ذلك
نظر أمامه ليجدها تمسك بقلبها ودموعها تعرف مجراها ، كان يجب أن تقول له كل الحقيقه ، كان يجب أن تنتهى من ذلك الحمل الذي يثقل كاهلها
كان مازن في وادي أخر وهو يسب طاهر بأفظع الشتائم بعدما قرأ الرساله الثانيه المبعوثه من نفس الرقم "أحدى اليالي الحمراء لزوجتك المصونه ، لو عجبك الفيديو قولي وأنا أبعتلك غيره عندي منهم كتيرر"
تحرك ناحيه أحدى الغرف وسمعت مهره أصوات كثيره متداخله إلى أن وجدته يخرج وعلى وجهه أمارات الشر ترقص واحده ونص 😂 ، وبيده سلاح ناري
نظرت له مهره بصدمه ووقفت أمامه سريعاً تحاول منعه ، أزاحها عنه وهو يردد أنه سوف يقتل طاهر ويجعل دمائه مياه أستحمامه الليله 😳
حاولت مهره منعه إلى أن وصل إلى الباب فلم تجدي نفعاً سوى أنها جلست على الأرض وأحتضنت قدمه بكلتا يدها وقدمها وهي ترجوه أن لا يضيع نفسه من أجل ذلك الحقير ، وأن يوجد طرق عده للأنتقام منه ألا قتله ، بقتله سوف يرتاح هو ، لكن حياتهم هم سوف ترسم خيوط نهايتها
نظر لها مازن بشفقه ، لكن الغضب مازال يجتاحه ، شارت مهره بسكونه لترفع نظرها بأتجاهه وهي تترجاه بعيناها قبل فمها أن يعقل ويبعد تلك الأفكار عن رأسه
سحبت منه المسدس ، ثم مسحت دموعها وهي تقول :
"هنشوف حل تاني ، من غير ما نضيع نفسنا يا مازن"
____________
دلفت إلى الشرفه وجلست بجانبه على المقعد ، ظلت تنظر أمامها طويلاً إلى أن قالت بشرود وكأنها تروي شئ يحدث أمامها :
"لما أتجوزت طاهر كنت فاكره أن أعتراضات إلى حواليا كانت على سنه وعلى طبقته لأننا يعتبر معدومين بالنسبه له ، وده إلى أنا كمان فكرت فيه ، عقلي مقدرش يجيب أكتر من كده ، كنت بشوف فيه والدي إلى أتحرمت منه ، كنت فاكره أني هعيش حياه بسيطه ، وطاهر قدر يغريني بدراستي لأنه كان هيخليني أكملها ، في حين أن خالتو موافقتش عشان المصاريف"
هبطت دمعتها وهي تكمل بوجع :
"الموضوع كان صعب أني أكتشف حاجات عمري ما عرفتها ، أنا مكنتش أعرف يعني أيه أصلا سادي ، بس بفضله عرفني حاجات كتير ، تصدقني لو قولتلك أني أتعودت على الوجع ، كل تنبيه وكل جمله غريبه قولتلهالك يا مازن مكنتش غريبه ، أنا كنت بقولك الحقيقه بس أنت إلى مفهمتش"
شهقت بعنف وهي تمسك قلبها وجعاً من الماضي ومن قصه .....تقصه على أخر شخص تريد الأعتراف بذلك أمامه ....لكن لا مفر ....من يريدها يجب أن يقبلها بعيوبها ....لقد سأمت التمثيل
ضحكت بمراره وهي تردف بتهكم :
"زهق مني ومن عمايلي ، فبقى يعمل عمليه تبديل ، يروح لستات ياخد منهم إلى هوا عايزه ، وأنا أكون التمن"
هبطت دمعتها وهي تبتسم بقهر :
"وللحق كان راجل شهم مرضيش يخلي حد يغتصبني غير ستات بس ، 6 سنين يا مازن بحاول وبكل مقدرتي أني أعمل أي حاجه عشان أخلص بس مبخلصش ، لحد ما سقطت وأنت عارف الحكايه مش لازم أحكيها مره تانيه ، بعدها كانت كل حاجه بتفشل ، لدرجه أني سميت طاهر ولحقوه ونجي من السم ، انتحرت أكتر من مره بطرق مختلفه ولحقوني ، بس طلعت بخساير كتير خصوصاً بعد رميت نفسي من فوق الفله حصلي مشاكل في ظهري ودراعي الشمال ، أكتشفت بعد فتره أن ربنا مش راضي بأنتحاري ، مش عايزالي النهايه دي فبدأت أفكر بعقل أزاي أخلص منه بدل ما أخلص من حياتي ، ظبطت مع جمال يمضيه على التنازل وبيعت كل إلى أقدر عليه من ضمنهم فله بعتها ب 100 ألف جنيه ، كان عنده منافس كبير ودايماً راسهم براس بعض ، بيعتله الشركه إلى كانت محط منافستهم ب 10 مليون جنيه ده غير أن خدت كل الكريدت كارد إلى في البيت وسحبت كل إلى أقدر عليه من المكن إلى في الشارع ، يومها مكنش عندي حاجه أخسرها ، رميت كل حاجه ورايا وقولت بكل بجاحه أنا مش هموت نفسي مرتين لو قفشني يبقى ده عمري وأبقى مت بنزاهه وأنا بحاول ، لو قدرت أهرب يبقى حققت أنتقامي وكسبت ، وفعلاً بعد كل ده هربت بره مصر أنا وخالتي بعد ما أديت فلوسي كلها لعزمي الصواف منافس طاهر ، وطلبت منه يحولي الفلوس كل شهر على البلد إلى هقوله عليها ، كان هو أكتر واحد أقدر أثق فيه ، معلش مش كره وحقد سنين هيتشال بسببي ، كان أبعد واحد لدماغ طاهر ، وده إلى كنت عايزاه ، وحالياً أنا خدت فلوسي كلها ، موزعاها على كذا مكان في كذا بنك لضمان عدم الفضايح ، وحطاهم بأسم أكتر حد مستحيل حد يتخيل أنه بأسمه ......طاهر مهران"
ظل ينظر لها بدهشه تلك المهره الجامحه التي وقفت على جبل الأنتقام فهزمته وبقت هي الأنتقام نفسه يناديها بسيدتي
"يعني أنتي خدتي فلوسه وحطاها في البنوك بأسمه"
هزت مهره رأسها وهي تبتسم لنفسها بأنتصار بعدما تذكرت كيف كان أنتقامها عظيماً
دام الصمت طويلاً ، مازن يفكر بكميه الوجع التي عانتها ....وهي تتذكر تلك المره التي ذهبت بها إلى الطبيب بعدما شعرت بالأعياء ليوضح لها أنها ضعيفه ولديها نقص فيتامينات وخصوصاً الحديد فهي لديها 1.5% من فيتامين الحديد
أبتسمت بحزن وهبطت دمعتها عندما أخذت خبر أنها لن تتمكن من الحمل مجدداً بسبب ضعفها ونقص الفيتامينات التي لديها
كانت دائماً تحاول أن تصبر نفسها أن ليس لها مستقبل مع الرجال مجدداً لتتمني الخلفه ....لكن غريزه الأمومه كانت تلعب بقلبها حرفياً عندما ترى طفل صغير أمامها ....والآن هي لها مستقبل مع مازن وتريد أطفال ....لكن لا يوجد أمل ....ولا يوجد مستقبل ....فأي مستقبل ينتظرها هي ومازن ....على الأغلب مستقبل ليس له ملامح
قاطع تفكيرها مازن وهو يتحدث بنبره حزينه :
"وأنا صغير كنت عايش في بيت هادي ، عيله والدي مكانوش بيحبو والدتي عشان زي ما بيقولو كانت مش بتسكت على الغلط وكل يوم والتاني يحصل خناقه في البيت بسبب تافهه بس أمي كانت بتكبره ، ووالدتي لسانها بيلسع إلى يدوسلها على طرف ، والدي شاف أن المشاكل كترت وهو راجل مش بيحب وجع الدماغ ، خدها وسابوا بيت العيله وسكنوا بعيد عنهم ، جد والدي مات وجدي أنا خد الورث وكبر بيه نفسه وعمل أمبراطوريه كبيره ليه ومن بعدها لعياله إلى هما والدي وأعمامي ، الظروف كانت صعبه مع والدي ووالدتي كانت مستحمله ، بس لما خلفت ليان الموضوع بقى أصعب عشان أحنا كترنا ، والدي بدأ يشتغل شغلانه وأتنين عشان يظبط الدنيا ، لحد ما جدي مات ، الدنيا أتقلبت وقتها لأن بابا كان بقاله فتره طويله نفسه يروح يزوره وكان حاسس أن في حاجه غلط وأنه مش مطمن ، لحد ما عرف أن جدي مات"
تنهد مازن ورمش عده مرات يحاول أن يهدئ من روعه حتي لا يبكي ، ثم أكمل :
"بعد ما جدي مات ، والدتي كانت شايفه حال بابا وأنه تعب من الشغل ، فطلبت منه يطلب ورثه من أخواته ، لكن هو كان رافض ، الموضوع أستمر 8 شهور ووالدتي كل يوم تقريباً تطلب نفس الطلب ، لحد ما تعبت ومشيت من البيت وقالتله خد حقك قبل ما أخواتك ياكلوه عليك ، ومشيت وخدت معاها يامن وليان عشان هما الصغيرين وسابتني مع بابا عشان عارفه أنه مش بيحب يقعد لوحده"
ثم تحدث بكره :
"جه بعدها عمي عامر وأتكلم شويه مع بابا في الورث وصوتهم على ، لحد ما سكت فجأه ، لما خرجت لقيت عمي المصون بيعمل شاي وبعد ما خلص فتح الأمبوبه ، وقتها مفهمتش هو عمل أيه لأن مكنش ليا أي علاقه بالمطبخ ، بس بعد كده عرفت لما حصلت حريقه في البيت قبلها بثوان كان عمي مشي ، الأنفجار كان جامد على أثره أترميت من البلكونه وأتحرق دراعي ونص ظهري ووالدي مات في وقتها"
مسحت دمعتها وهي تسأله :
"الحريق ده مكان الوشم صح"
هز رأسه بحزن ، ثم أكمل بحزن :
"مرت فتره طويله وكله نسي الحدثه ، وأنا ومامتي أتمرمطنا الست دي أستحملت لحد ما ماتت من التعب ، وسابتني لوحدي مسؤل عن يامن وليان ، كنت كل ما أزورها أسألها ليه سبتيهم لي ، أنا مش قد المسؤليه ، أنا تعبت وعايزه مره أنام على السرير في هدوء ، منامش من كتر التعب ، وقتها كنت بحس بيها بتطبط على قلبي وتقولي أنت مش لوحدك ، وأنا وقتها فعلا مش بكون لوحدي كانت دايماً بتساعدني ، ربنا كان بيحط فيا قوه مش لسني ، ببقى شغال وعارف أني مش لوحدي"
تنهد بتعب وهو يمسح دموعه قائلاً بنبره شيطانيه :
"وجه وقت الأنتقام ، روحت لعمي الشركه وطلبت بحقي الشرعي في رئاسه الشركه بما أني طرف تالت في الشركه بأسم والدي ، عمي معجبوش الكلام بس مقدرش يتكلم ، نظراتي ليه كانت بتأكد له أني منستش ، وأن وقتها مكنتش عيل ، أنا فاهم وعارف أنه هو إلى قتل والدي ، مكنتش أملك دليل ومكنتش محتاج دليل ، أنا إلى كنت عايز أخد روحه بأيدي حتي لو هضيع عمري كله ، كنت سايب ورايا ليان ويامن كبار مش محتاجين لي"
صمت طويلاً إلى أن قال بأستمتاع :
"كنت ناوي أقتله ، بس كنت خايف ، كنت خايف يتقال على أخواتي حاجه وحشه بسببي ، كنت خايف أتعدم قودامهم ويعرفو أن القدوه بتاعهم قاتل ، كنت خايف بابا يزعل مني برغم من أني كنت بنتقم له ، بس هو عمره ما كان هيبقى موافق على حاجه زي كده حتي لو عشانه ، كنت خايف لا أرادياً من حاجه معرفهاش"
أبتسم وهو ينظر لها وكأنهم نسخه واحده :
"وقررت أفكر بالعقل من غير دم ، عيب عمي أنه كان خامورجي ونسوانجي ، كنت عارف أنه بيقضي ليله كل تلات عشان كده بيروح بدري عشان يجهز نفسه ، وأنا جيتله بليل بعد ما شوفت البنت إلى كانت داخله عنده ، أسنتيت نص ساعه وروحتله خبطت عليه ، كان من الطبيعي أنه يفتح ويتفاجئ بوجودي ، وأكيد طبعا مش هيدخلني عشان الحلوه إلى عنده جوا ، ومن المؤكد أن أي حاجه هطلبها منه هيعملها في سبيل أنه يسرحني ، طلبت منه أمضته على ورق مهم محتاحينه في الشركه ، وأديته القلم ومضي من غير تفكير ومن غير ما يعرف أن إلى بيمضي عليه ده عقد تنازل"
نظرت له مهره بتفاجئ وتذكرت جمله يامن عندما قال ذات مره
"المشكله أن مازن هادي ومفيش حاجه تتوقع منه"
أخرجها مازن من تفكيرها وهو يكمل :
"لما عمي أكتشف الموضوع ثار وغضب بس معرفش يعمل حاجه ، قولتله أن يومين وهاجي أعيش في بيتك وهرميك في دار مسنين ، مع أني مكنتش ناوي أعمل حاجه بس أنا كنت بلعب على وتر الخوف عنده أنه يتحول من عامر باشا للشحات عامر ، بس عمري ما توقعت أن تجيله ساكته قلبيه ويموت في وقتها من الخوف ، أنا مكنتش متخيل الموضوع وكنت عايز أخوفه مش أكتر قولت ممكن يتجنن أو يعترف بقتله لوالدي ويتحاسب ، بس......متوقعتش أنه يموت"
ونظر لها وهو يرمش ويفرك بيده وكأنه طفل خائف من عقاب والدته ، نظرت له مهره وطالبته بأن يكمل ، ليكمل قائلاً بنبره محشرجه :
"عمي هاشم شك فيا خصوصاً أن عمي عامر قاله أنه قلقان مني ، وأنا لغيت كل الورق إلى عمي عامر مضهولي وكأنه محصلش ، ولما جينا نستلم الورث عرفت ليه عمي عامر قتل والدي ، عشان جدي كان قلقان عليه عشان هو إلى بعيد ومش عارف ظروفه ، فقرر أنه يكتب له نص الورث ليه ، والباقي لباقي أعمامي ، طبعاً الأتنين كانوا معترضين بس محدش أتكلم ، عمي هاشم كان راجل قنوع 90% سبب ضيقه هيكون حب جدي لبابا أكتر منه ، على عكس عمي عامر إلى كان كل همه الفلوس"
وصمت ...صمت طويل إلى أن قالت مهره :
"محدش يقدر يتوقع منك ده يا مازن"
"عشان أغبياء !! ، حتي أنتي متوقعتيش كده ، مع أن أكيد حد حكالك على الماضي ، محدش عمره سأل نفسه أنا ليه مرمط نفسي المرمطه دي كلها ، ما كان ممكن أخد من عمي عامر جزء من الورث كل شهر كمرتب شهري نصرف بيه على نفسنا أنا وأخواتي لحد ما نكبر ونستلم الورث !! ، كان أيه لازمته كل المرمطه دي"
"هو مرضيش"
"لا كان بيقول أول الشهر أول الشهر ولما يجي أول الشهر كان بيدينا 150 جنيه ويقول الباقي أعملو بيه جمعيه أو حوشوه عشان ينفعكم وقت زنقه"
وضحك وهو يتذكر جمله عمه الذي كادت أن تفتك بغضب مازن
نظرت له مهره وهي تقول بنبرة غريبة :
"أحنا شبه بعض أوي"
"حاجه غريبه ، مع أن مكنش في أي حاجه بينا تجمعنا ، أنتي كنت في مكان وأنا كنت بعيد عنك بكتير"
نظرت مهره للسماء وهي تقول بتعب :
"لو كان حد قالي أول ما كتبنا كتابنا أني هعترفلك بكل حاجه بالشكل ده مكنتش هصدقه"
"يعني أنا إلى فاضح نفسي ، محدش يعرف ولا عمره عرف موضوع عمي ، غيرك ، مريم عمرها ما عرفت حاجه زي كده أبداً"
"ولا ليلي !!"
"دي أخر واحده ممكن أقولها ، أنا بخاف أقول لحد يتقلب عليا يا مهره ، كنت محتاج أقوب لحد بيحبني أوي لدرجه أنه يتقبل سر زي ده"
"أو حد عنده نفس الماضي"
نظر لها قليلاً ولم يتحدث ، ثم نظر للسماء وهي فعلت مثله ، يفكرون في كل شئ وأي شئ إلى أن سألته مهره بقلق :
"هنعمل أيه مع طاهر !"
سألها مازن بحيره :
"عندك أي أقتراحات ، أنتي برضو تعرفيه أكتر مني"
أدارات نفسها له وهي تهز رأسها ، ثم أبتسمت بخبث دليلاً على أنها لا تنوي على أي خير ، وهو كذلك بنفس الأبتسامه دليلاً على أن طاهر سوف يرى ما لم تراه عين من قبل وفي روايه أخرى _ليلته سودا_
أنتظروني المره القادمه لتعرفو على ماذا ينوى هذان الزوجان المجنونان 🙂
🕺🏻دمتم ساالمين💃🏻...
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا