رواية مهرة والامبراطور
الفصل الخامس والعشرون 25
بقلم مي مالك
سلمت لها المفاتيح وهي تقول بحب :
"مبروك عليكي الشقه"
تحسست ليان المفاتيح بلهفه وهي تشعر بالتقدم خطوه للأمام ....لا مزيد من ثرثرة خالتها أو العيش تحت جناح مازن ....يكفي ما فعلته قبل ذلك ....والآن حان الوقت للبدأ من جديد
نظرت لها ليان بعد مده وهي تقول :
"عايزين بقى نتناقش في المصاريف والأكل هتمشي أزاي"
___________
(الساعه 8:00 pm)
جلس مازن على المقعد ببرود غريب ، ينتظر طاهر بعدما حدثه أمس بالهاتف وأتفق معه أن يسوى الأمر بعيداً عن مهره ، برغم من رفض طاهر للأمر إلى أنه وافق على مقابلته بغرض معرفه ما لديه ليس أكثر
دلف طاهر للمطعم الذي كان فارغاً تماماً ليتحدثوا على راحتهم كما قال مازن
أبتسم مازن أبتسامه صغيره ساخره ما أن أبصر طاهر وأفراد الأمن وراءه ، أذا هو خائف منه ....لأنه حسب معلوماته من مهره فهو لا يتحرك بأفراد الأمن دائماً ألا في المقابلات الهامه
جلس طاهر أمامه وهو يتأمل هيئته الوقوره وهدوءه الغريب الذي لا يليق لشخص في مثل موقفه ، شئ يشعرك بالقلق المبهم ....فهذه ليست جلسه شخص زوجته على وشك أن تفضح على الملئ ....هل لا تهمه !!!
"هو أحنا هنتكلم أزاي باللي وراك دول"
قالها مازن وهو يشير إلى أفراد الأمن الذي كانوا يقفون بجانب طاهر وكأنهم يدعمونه
أشار لهم طاهر بحركه سريعه ، ليتحركوا لخارج المطعم
أبتسم مازن ببرود وهو يردف :
"تاكل أيه"
وجهه طاهر ببعض التحدي الغريب :
"أنت مش شايف أن ده سؤال غريب شويه لواحد زيك"
عقد حاجبيه وهو يقول بنبره غريبه :
"تؤ تؤ أيه الغريب ، عشان سألتك تاكل أيه ؟ ، ده لسه الحلو كمان ، هو أنت مش عايز يبقى بينا عيش وملح ولا أيه ، ده أنت برضو كنت جوز مراتي في يوم من الأيام ، ولازم أكرمك"
"هات من الأخر يا مازن ، عايز أيه !"
أبتسم مازن وهو يرفع يده بحركه لا أراديه :
"صدقني كل خير"
وأشار مازن بيده للنادل ليأتي سريعاً ليأخذ الطلبات
"أنا هاخد أسكلوب وعليه صوص باربكيو ، وأنت يا طاهر هتاخد أيه"
أبتسم طاهر وقال بذكاء :
"زيك"
وأنصرف النادل ليأتي بطلباتهم ، وظل يشغل مازن طاهر طويلاً وهو يحدثه في أي شئ وكل شئ
سأله طاهر بأهتمام :
"أنت ليه مش عايز تجيب من الأخر ، أنت بتضيع وقتي !! ، هتستفيد أيه لما تعرف أنا متجوز ولالا ولا بفكر أنت مالك"
صمت مازن قليلاً ثم نطق بأستنكار من ضيق طاهر وكأنه لم يفعل شيئاً :
"أنت مالك قفوش كده ليه ، عادي بدردش معاك ، عشان أعرف هعرض عليك عرضي أزاي"
أبتسم طاهر بسخريه وهو يردف ببعض الحده :
"لا قول عرضك وخلص من غير الأسئله دي ، وهو لو حلو هوافق ، أنما الأسئله بتاعتك دي مش هتنفعك"
صمت مازن وظل بينظر له مبتسماً وهو يراقب أنفعالاته ، والأخر ينظر له بضيق وهو يشعر بمكيده تدبر له ، وأن لا يوجد عرض أو غيره ، بل هذا شئ ليضيع وقته ليلهيه عن السبب الحقيقي
"قول عرضك !!"
أبتسم مازن وهو يرى الطعام قادم ليقول :
"مبعرفش أتكلم وأنا باكل ، تسمح بعد الأكل أقولك عرضي"
كاد النادل أن يضع الصحن أمام طاهر لولا أمسك به مازن وهو يقول بسرعه :
"أنا بحب الصوص كتير"
نظر له طاهر بشك وبعد أن أنصرف النادل ، قال بهدوء :
"أنا عايز الطبق بتاعك"
أندهش مازن وهو يسأله :
"ليه !! ، أنا أخدته عشان الصوص الكتير"
"وأنا كمان بحب الصوص"
ولم ينتظر وبدل الصحون ، شعر طاهر بالراحه وهو يرى مازن أمامه ، بالتأكيد هو يضع شئ بداخله ، لكنه أنقذ نفسه الآن
بدأ يأكل بأستمتاع وهو ينظر لمازن الذي ظل ينظر فتره لصحنه بتوتر ، ثم بدأ يأكل وهو يحاول الأبتسام لطاهر
____________
دلف يامن إلى الفندق وسأل الأستقبال عن المدير فهو له موعد معه بعدما كان موعده مع المدير التنفيذي لكنه أخذ أجازه مفاجئه جعلته يقابل مدير الفندق مباشراً
أبتسمت له الفتاه وهي تشير وراءه قائله :
"المدير أهو حضرتك"
ادار نفسه ليكون في موجهه المدير الذي كان يرعي صلاح الجمال
أبتسم له صلاح وصافحه بحراره ، وبعد السلام وغيره
قال يامن بعمليه :
"كنت عايز أتكلم مع حضرتك بخصوص العملاء إلى كنت عايز أجبهم هنا"
أنبأهُ صلاح قائلاً بموده :
"بس المدير التنفيذي وقفت الأجازه ورجعت ، حضرتك هتلاقيها في المطعم هي دايما هناك"
أبتسم يامن وهز رأسه ليقول صلاح بأهتمام :
"أسمها أنسه مليكه زين الدين"
أبتسم له يامن بتكلف وأومأ برأسه وتحرك ناحيه المطعم إلى السيده مليكه زين الدين
دقائق وكان هناك فالمطعم جزء من الفندق لكن المطعم من الناحيه الأماميه والبار من الناحيه الخليفه يجمع بينهم الفندق في المنتصف
وصل المطعم وسأل النادل عن مليكه ، ليشير له ناحيه طاوله بمسافه قريبه منه ، تجلس عليها فتاه وتعطيه ظهرها وبيدها الهاتف والأخرى كأس من النبيذ تقريباً
شعرها قصير للغايه ، أنه يشعر بأنه رأي ذلك الشعر قبل ذلك ، تحرك ناحيتها وهو يحاول تذكر من هي صاحبه هذا الشعر لكن بلا جدوي ، إلى أن وقف أمامها وأتضحت الرؤيه
أتسعت عيناه ولم يتمكن من أخفاء صدمته وهو يقول :
"أسلام !!!"
__________
أبتسم لها يامن وهو يشعر بأحدهم يدغدغ قلبه بطريقه ما تجعله سعيد
أما هي فبادلته النظرات ببعض الضيق فهي تبغضه هو وطريقته منذ أن أكتشفت طريقته الواقحه في التعرف عليها
ضيق عيناه وهو يقول بنبره متهكمه :
"بتقوليلي أسلام وأنتي مليكه !!"
قالت ببرود :
"ميخصكش"
هز رأسه وهو يقول بأستفزاز :
"ما هو الأجابه واضحه عشان الأسم مش لايق ، مينفعش دبش زيك يبقى أسمها مليكه"
أبتسمت هي ثم قالت بأستفزاز :
"وأنت يامن لايق عليك أوي ......أسم مايع ....زيك"
ضحك وهو يداري بعض الغيظ ثم قال بحنق :
"مايع بس مش نصاب ، بقى تقوليلي يا نصابه هصلح لك العربيه وتمشي ومعرفش أوصل لك ، طالما مش قد الكلمه بتقوليها ليه"
"أنت إلى مدورتش عليا ، كان ممكن توصل لي من بياناتي في المستشفي ، بس أنت إلى غبي"
"شكلك القعده هتطول ، أنا عايز واحد نبيذ زي ده"
وأشار إلى الكأس الذي بيدها ، تبدلت نظراتها للسخريه وهي تقول :
"ده عناب ، هو في حد بيشرب أثناء تأديه عمله .....غيرك طبعاً أنت شكلك سكري ومش فايق طول الوقت"
"أنا مش فايق من ساعة ما شوفتك"
أبتسمت بتهكم وأردفت :
"أو من ساعة الحادثه ، عشان شكلها أثرت على قواك العقليه"
ليقول لها بمحن :
"أو أثرت على قلبي أيهما أقرب"
قالت بغضب :
"ده أنت جي هنا تستظرف"
قابلها بلطف :
"ولله نسيت أنا جي ليه ، بس نصيبي جبني هنا عشان أشوف وشك القمر ده وأسمع صوتك الي زي ألحان بيت هوفن"
"أنت حيوان ولا شكلك كده"
"لسانك بينقط غشوميه"
ضربت على المنضده بغضب وهي تهدر بعنف :
"وشويه كمان أيدي هتنقط زبيب على وشك"
"زبيب !! ، من الواضح أن حلولي فشلت معاكي ، الأمر بقى للسماء"
نهضت من مقعدها بغضب وهي تصرخ بالأمن أن يأتي ويأخذ يامن خارج المكان ، لينهض هو قائلاً ببرود :
"في أيه يا لوكا أنا بهزر معاكي ، أنا أساساً جي هنا عشان شغل ، مش عشان أشوف وشك السمح ولا أسمع صوتك إلى شبه حمو بيكا"
"كائن متنمر حقير !!"
"ميرسي يا حب ، ممكن بقى نتكلم في الشغل"
___________
كان طاهر داخل الحمام ومازن يقف أمام الباب وهو بيتسم أخيراً بأن خطته نجحت وأن صحن طاهر هو ما كان يحتوى على بودرة الأسهال
كتم مازن أبتسامته وهو يقول :
"طاهر أنت كويس ، حاسس أنك تعبان شويه"
قال طاهر بصوت مكتوم :
"لا أنا تمام ، أستناني برة بعد أذنك"
تحرك للخارج لكنه توقف وهو يمسك مقبض الباب ، الذي كان يحوي أسفله مباشراً على مفتاح من موضوع من الداخل ، نظر للباب الذي يقع طاهر خلفه ثم حسم أمره وأخذ المفتاح ثم وضعه من الخارج وخرج ثم أخرج الباب بكل هدوء وبسلاسه تحرك ليجلس على طاولته مره أخرى وكأنه لم يفعل شئ ، طلب من النادل أن يشغل بعد الأغاني المصحوبه بالموسيقي العاليه حتى يسمع دق طاهر بعد فتره كبيره .....فكلما زاد تأخره كلما كان أفضل حتى ينتهى كل شئ بسلاسه ودون مشاكل
___________
خرج طاهر بعد فتره وجيزة ، بعد أن كادت يده أن تكسر بسبب كثره الطرق على الباب الذي أكتشف أن أغلق بالخطأ من الخارج ، وبالتأكيد ليس مازن من فعل ذلك فهو ذو عقل رشيد ....لكن بعد وجوده مع مهره تلك الفتره الكبيره تجعل الكاتبه بنفسها تشك في قواه العقليه😂
جلس طاهر على مقعده براحه أخيراً ثم طلب من مازن أن يدخل بالموضوع سريعاً وبدون مقدمات سخيفه
كاد مازن أن يتحدث ، لولا دخول أحدى أفراد الأمن الخاصه بطاهر ، ثم مال على طاهر وتحدث بهمس قائلاً في أذنه :
"أتصلوا من البيت وبيقولو أن في حريقه قامت في المكتب والبدروم"
نظر له طاهر ببعض الذعر ، ثم أستأذن من مازن وتحرك دون أن يترك لمازن أي فرصه للتحدث
دقائق وأخرج مازن هاتفه ودق على أحدهم ثم وضع الهاتف على أذنه وهو يقول بنبره منفعله :
"أنتي هببتي أيه الراجل طلع يجري من قودامي !!"
جاءه رد مهره الساخر :
"أصلي ولعت في المكتب والبدروم إلى بيحط فيه أدوات ......." (أشياءه الخاصه)
"لقيتي الفيديوهات"
"أيوة وخدتهم كلهم وفكيت الكاميرات إلى كان حاطتها في الأوضه وخدتها وكسرت الهارد بتاع الكبيموتر والاب توب بتوعه ، هكرت كل أنظمه الشركه بتاعته بعد ما عرفت الباسورد من الاب توب وفلست الشركه"
"ده مكنش أتفاقنا !!"
"صراحه لقيت قودامي طريقه أأذيه بيها ، مقدرتش أمنع نفسي ، وبعدين سبت له رساله"
"مش مهم دلوقتي ، المهم تخرجي من عندك حالاً عشان هو في طريقه للبيت"
"ما أنا خرجت ووافقه في المكان إلى أتفاقنا عليه"
"تمام هاجي أخدك"
وأغلق الخط ، ودفع الحساب ثم تحرك للخارج
___________
قبل ذلك بقليل وتحديداً الساعه 8:00 pm
كانت ترتدي بنطال جلدي ضيق وتيشرت أسود وحقيبه ظهر متوسطه الحجم ، وفي ظهر بنطالها السلاح الناري ، وفي حذائها النصل الحديدي ، مستعده لأي خطر يواجهها ، قفزت من على السور الخلفي لمنزل طاهر التي تعلم أنه ليس مؤمن
وتحركت من الباب الخلفي الذي تحفظه وتحفظ الممرات التي به جيداً ، دلفت إلى المنزل وراقبته جيداً
كان العمال بأكملهم بالمطبخ هي تعلم أن لا أحد يمكنه أن يدخل مكتب طاهر ومن الواضح أن تلك القاعده مازالت موجوده لم تتغير ، نظرت لسقف المنزل جيداً تحاول أكتشاف أي نوع من كاميرات المراقبه ، ولكن لا شئ كما توقعت ، دلفت إلى المكتب بحذر وأغلقت الباب خلفها وبدأ العمل
ضبطت ساعتها بعد نصف ساعه ، وأمسكت الكمبيوتر وبدأت بالعبث به وكذلك الحاسوب الذي كان موضوع في أحدى أدراج المكتب
كان هدفها هو مسح كل شئ به بعد التأكد من أنه ليس به أي فيديوهات ، لكن جاءت لها فكره أخرى بدأت بالعبث بالحاسوب والكمبيوتر لتعلم كل المعلومات عن الشركه الخاصه بطاهر ولحظها الجميل وجدت أن الكمبيوتر هو الشبكه الأم لكل شركات طاهر ، نظرت لساعتها بقلق الوقت ينفذ لا داعي لفعل أفكارها المجنونه ، لكن عقلها أبى أن يستمع لها ، ونفذ ما يريده ، كل شئ يمكنه أن يؤذي طاهر سوف تفعله حتى لو كان أخر يوم في حياتها
وبدأت تحاول السيطره على الشركه من مركزها ، أوقفت الساعه فمن الواضح أن الوقت سوف يطول
نظرت حولها وهي تحاول أكتشاف مكان أريكه معينه ، إلى أن وجدتها في زوايه بالغرفه
أقتربت منها وهي تنظر لها بكره ثم أزاحت الوساده لتكشف عن خط فراغ خفيف يكاد يكون غير ملحوظ ، كان الحقير يضع درج بداخل الأريكه يوجد به مبتغاها ، ذلك المفتاح المربوط بشريط أحمر عريض ، نظرت للكمبيوتر لتجد أن التحميل مازال في المنتصف ، لتقبض على المفتاح بيدها وتتحرك خارج المكتب ، نظرت حولها بقلق وترقب تحاول التأكد من عدم وجود أي شخص قريب منها
ثم تحركت تحت الدرج وفتحت الباب المؤدي للأسفل حيث البدروم ..
____________
قال مازن وهو بجانبها يقود السياره :
"هااا وعملتي أيه بعد كده"
قالت مهره فرحه بأنتصارها الكبير :
"بعد كده نزلت البدروم وخدت كل الكاميرات على حسب الزاويه إلى كانت في الفيديو زي ما قولت ومعايا في الشنطه ولقيت هناك درج أفتكرته في حاجاته طلع في أسطوانات وفلاشات مكتوب عليهم أسماء بنات مختلفه غالباً دول إلى قبلي"
قال مازن محاولاً تغير الموضوع معبراً عن ضيقه :
"والفلوس"
"نقلتها من حسابه بتاع الشركه لحسابه الخاص ، ومن ده لحساب واحد في إيطاليا ومن إيطاليا لأسبانيا للندن لتركيا لمصر تاني ثم من أسطنبول لألمانيا لبولندا"
"وفي الأخر !! ، راحو فين"
أبتسمت مهره بشر ثم قالت :
"راحو لحساب ..... عزمي الصواف عشان لو حصل أي حاجه ، ثم راحت لحساب دار أيتام ، ومن دار الأيتام راحو لأدم محمد رفعت ومن حساب آدم لحساب نادين رفعت"
"دول مين !!!"
"نادين دي تبقى طليقة طاهر وأم بنته ، إلى أكتشفته أنه أتجوزها وهو جربان ومقشف ومحلتوش حاجه ، خلاها تمضى على توكيل بحيث يكون هو المسؤل عن أملاكها ، وفجأه نادين بقت حامل راح طردها من البيت وبقت على الحديده ، طبعا والدها حاول يظبط الدنيا ويتفق مع طاهر بس مفيش حاجه نفعت ، أنا عرفت كل ده لما لقيت فجأه مرفوع عليه قضيه من واحده أسمها نادين ، حاولت أعرف أي حاجه لحد ما وصلت لعنوانها وحكت لي كل حاجه عشان تلحقني قبل ما يحصلي زي ما حصلها بس للأسف ملحقتش"
نظر لها بحزن وهو يراها تنظر من النافذة بحزن بالغ والهواء يطير شعرها ، ضحك هو محاولاً التخفيف عنها :
"كان نفسي أهزقك على السرقه ، بس طلعت مش سرقه"
"أنا برجع حق ناس ، أتاخر في رجوعه ، وجه الوقت إلى كل واحد المفروض ياخد حقه"
🕺🏻دمتم ساالمين💃🏻...
