رواية مهرة والامبراطور الفصل السادس والعشرون 26بقلم مي مالك


 رواية مهرة والامبراطور

الفصل السادس والعشرون 26

بقلم مي مالك

"صحيح يا مهره هو إيه موضوع المخدرات ده !!" 

قالها مازن وهو يبدل ملابسه ، توترت مهره وهي تشعر بالضيق فهي لم تكن تريد أن يفشي هذا السر ، لكن من الواضح أن طاهر الحقير لا يريد سوى فضحها 


نظرت لظهره وهو ينزع عنه بذلته الأنيقه ويستبدلها ببنطال مريح ، ثم قالت بشجاعة :

"مفيش ده ....ده موضوع قديم" 


ألتفت لها دون أن يتحدث ، لكنها فهمت أن يريد أن يعرف ذلك الموضوع القديم ، قفالت بهدوء :

"قبل ما أهرب من البيت حطيت لطاهر في أوضته مخدرات ، وبلغت عنه في المطار قبل ما أرمي التليفون وأسافر ، ومعرفش جراله أيه ومهنيش أعرف ، هو قالك أيه إلى جراله !!" 


أقترب منها بعدما أرتدى ملابسه وأمسك هاتفه يبحث عن ذلك المقال القديم الذي على ما يبدو كان من 6 سنوات تقريباً ، الذي يحتفظ به منذ معرفته بأن طاهر مهران يكون طليق مهره 

قرأت مهره المقال سريعاً وملخصه كان

"القبض على رجل الأعمال طاهر مهران بعدما تأكدت المباحث من حيازته على بعض المواد المخدرة في منزله" 


نظرت له مهره وهي تقول بفضول :

"متعرفش خد فيها أيه !!" 


"6 شهور مع إيقاف التنفيذ" 


قالت مهره وهي تضيق عيناها :

"أكيد دفع كتير عشان ياخد حكم زي ده" 


أخذ منها الهاتف وهو يقول بتهكم :

"الموضوع مش فلوس وبس ، المشكله أن الأشاعات موقفتش بعد موضوع المخدرات ، إلى قال أنه بيتاجر فيها ، وإلى قال أنه شغله كله مش كويس وأن المخدرات دي نبذه ، وإلى قال أنه مش بيشتغل في المخدرات بس ده حرامي ، وأشاعات كتير مخلصتش بعد الموضوع ده"


أبتسمت بأنتصار ثم أخفت أبتسامتها سريعاً وهي تنظر لمازن بقلق من هدوءه


نظر لها مازن وهو يقول بنبرة غريبه :

"أنتي مش سهله أبداً ، الواحد المفروض يخاف منك" 


عانقته بحب وهي تقول برومانسيه :

"أو يحطني تحت جناحه ، ساعتها هبقى ملك ايديه من غير أي قلق" 


ثم أكملت ببعض الضيق :

"أنا أصلا كائن رومانسي ومليش في الأنتقام والحاجات دي ، بس الواقع فرض عليا كده" 


حاوط خصرها وهو يردف بحب :

"أممممم ولله فكره برضو ، طب ما تيجي نجرب رومانسيتك ، أنا من ساعة ما أتجوزتك مشوفتش غير الدبش ، تسمحي تفرجي عن رومانسيتك شويه" 


خرجت من بين ذراعيه وألتحمت شفتيها بشفتيها تذيقه القليل من نعيمها 


(حلاليف ولله حلاليف ولايقين على بعض 😂😂)


شعر مازن بقلبه ينبض بعنف وهو مندهشاً .....هل بعد كل ما حدث وسمعه منها ....مازال يريدها ....مازال قلبه يرتجف كلما أقترب منها .....مازال يشعر بتلك المشاعر التي تجتاحه كل مره .....مازال يشعر ببعض الحب أتجاهها ....لكن هل يا ترى تقبل الماضي الخاص بها ....أم هذا مجرد أحتياج سوف يملؤه ويعود كل شئ كما كان ..


أما هي فكانت تشعر بشعور غريب ، وكأن الماضي لا يوجد هنا ....وكأن كل شئ أنتهى ....لقد أنهت أنتقامها وأغلقت صفحه طاهر .....لكن هل يا ترى أغلق هو صفحتها وعلم أن الحق لا بد أن يعود في يوم من الأيام ..


____________


أمسك طاهر تلك الورقه الموضوعه أسفل هاتف المنزل 

"شربتها يا كروديا"         

مع تحياتي طليقتك المنتقمه 


ألقى الورقه بعيداً عنه الذي بمثابه صفعه له ....كان مازن يتفق مع مهره للضحك عليه ....كان يريدون أن يلعبوا به .....لكنهم نسوا مع من يلعبون 

تذكر قديماً عندما أعطته مهره صفعه مماثلة لتلك الصفعه عندما قررت أن تعيد له أمواله مقابل طلاقها منه ....وتم الأمر في مكتب مأذون شرعي 

وبعدما تم الطلاق بالثلاثه حتى لا يتيح له أن يعيدها إليه مره أخرى 

وبعدما تم الطلاق هبطوا سوياً لتعيد له أمواله 

فتحت حقيبه السياره وخرجت حقيبتان كبيرتان نسبياً ووضعتهم بالأرض 


قال طاهر بسخريه :

"15 مليون في شنطتين بس !!" 


صعدت مهره السياره وأمسكت ملف باللون الأحمر وأعطته له من نافذه السياره وهي تقول :

"باقي الفلوس حطتها في أسمك في البنك وده الورق إلى يثبت كلامي ، كده خالصين" 


وقبل أن يتحرك رجاله ويتحروا من الحقائب ، كانت مهره أدارت السياره وتحركت بسرعه فاقت سرعه إسيعابهم أنها ذهبت ، فتح رجاله الحقائب سريعاً ، ليكتشفوا أن الفلوس كانت مجرد ورق فارغ ، وذلك الملف الذي أخذه منها كان مراجعات الصف الأول ثانوي تاريخ لمستر ياسر محمود ، وفي نهايه الورق كان مكتوب بخط واضح "شربتها يا كروديا" 


وبعد ذلك أختفت مهره ولم يعرف عنها شئ 


____________


بعد مرور عدة أيام 


خلعت سرين دبلتها التي تزين يدها وهي تقول بنبره مختنقه :

"أحنا مننفعش لبعض يا يونس ، أنا حاولت أتقبلك بكل عيوبك وعصبيتك وحبك الجنوني للشغل ، لكن أنا بقيت بحس أنك بتتهرب مني" 


قال يونس بحزن وهو ينظر لدبلتها :

"صدقيني لا يا سرين ، أنا عمري ما هربت منك" 


"متضحكش على نفسك وعليا يا يونس ، أنت من الأول وأنت مش عايزني ، وأنا عمري ما أتعودت أكون تقيله على قلب حد" 


أمسك يدها وهو يقول بأحباط :

"لا ياسرين ولله أنا عايزك وألا مكنتش خطبتك" 


"أنت من الأول وفي حاجه بتمنعك تقرب مني ، وكأن في حاجز بيني وبينك" 


وردت في خياله فوراً صورة ليان ....أهي حقاً ذلك الحاجز الذي ينمعه أن يقرب منها 


"أديني فرصه تانيه يا سرين ، أنا كل إلى محتاجه شويه وقت" 


ضربت على المنضده بعصبيه :

"عشان أيه !!! ، وقت ليه يا يونس" 


"عشان أتعود عليكي في حياتي ، من بعد ما كانت كل حياتي شغل ومفيش حاجه في حياتي غيره" 


"أو عشان تتعود على عدم وجود ليان !!"


قال بصدمه :

"ليان !؟"


"أه ليان إلى أنت حاطت صورتها على مكتبك في الشركه ، إلى أنت لسه محتفظ بصورتها في محفظتك ، ليان إلى بتفكر فيها حتى وأنت قاعد معايا ، يؤسفني أقولك أن أنا مش ليان يا يونس عشان أكمل الفراغ إلى عملته جواك" 


نفي كلامها بتلقائيه :

"لا يا ليان الكلام ده مش صحيح" 


تدرك نفسه أنه لفظ ليان بدلاً من سرين ، أبتسمت سرين بحزن وهي تقول :

"أرجعلها طالما مش قادر على بعدها ، بس متظمش معاك بنات الناس" 


وتركت دبلتها على المنضده وذهبت ، أما هو فوضع رأسه على المنضده وهو يشعر بالضياع ، وكالعاده كلما يريد الفرار من العالم يذهب إليها وكأن لا يوجد شئ تغير 


أتصل بها ثم هتف بأختناق :

"ليان أنا محتاجلك أوي" 


____________


رن هاتفه مصدراً صوت عالٍ ، أمسكه ليجد معتز مساعده الشخصي 

أجاب وهو يقول بملل :

"في أيه يا معتز ، مش قولتلك كل حاجه بقى يامن المسؤل عنها" 


جاء صوت معتز الصارخ وهو يقول بأنهيار تقريباً :

"إلحقنا يا فندم مخزن الشركه بيولع" 


"إيه !!!" 

هدر بها مازن بعنف ، ثم ركض وأرتدى ملابسه على عجل غير أبي بمهره وسؤالها عن ما حدث ، لكنه أراحها في النهايه وقال أن مخزن الشركه يحترق ، لم يريحها بالضبط بل أفزعها أكثر ، وتركها وذهب إلى يامن ، بينما هي كل ما تفكر به أن طاهر هو من فعل ذلك أنتقاماً من مازن 


__________


(بعد 3 ساعات تقريباً) 


وضع مازن يده على يد يامن وهو يقول بدعم :

"متقلقش يا يامن كله هيبقى تمام ، أن شاء الله هنعوض كل التلفيات" 


رفع يامن رأسه وهو يقول بحزن :

"أنا ملحقتش ، مش عارف إيه الحظ ده" 


هزه مازن ببعض المرح الذي لا يليق مع الموقف ، برغم من وجعه على التلفيات الكثير لكن الأهم أن شقيقه بأمان وأن الحميع بخير ولم يؤذي أحد 

ثم قال بعفويه :

"يا عم متقلقش ، بضاعه راحت هتيجي غيرها ، وبعدين الشركه لسه بأسمي يعني أنا المسؤل عن كل حاجه ، متشلش هم أنت وكله هيبقى تمام" 


عانقه يامن وهو يشعر ببعض الدعم من والده الروحي ، قليلاً ثم قال بتركيز :

"أنت جيت من فرنسا أمتى !! ، ومين قالك على موضوع الحريقه" 


وقبل أن يجيب مازن ، كان الهاتف يرن لأنقاذه ، وجد رقم غريب عنه ، أستأذن من يامن وتحرك بعيداً قليلاً ليجيب ، وصله صوته ....صوت طاهر اللعين وهو يقول بمرح :

"تؤ تؤ تؤ يا حرام ، مخزنك أتحرق يا زوما" 


أجابه مازن بكره :

"مشكلتك أنك متعرفش تحسبها صح ، للأسف أنت حرقت المخزن بعد ما الشركه بقت بتاعت أخويا مش بتاعتي ، يعني متخصنيش" 


قال له طاهر بنبره ساخره :

"أو ممكن عشان أبعدك عشان أعرف أخد إلى أنا عايزه بسهوله ومن غير شوشره .....تفتكر خدت مين من عندك" 


صمت قليلاً وهو يستوعب أنه ترك مهره وملك وحدهم في المنزل ، لكنه قال ببعض الثقه :

"أنت كداب أحنا سبنا البيت من فتره" 


"أه ما أنا عارف وروحتو شقه في التجمع ، مش كده ولا أنا غلطان !!!" 


أتسعت عيناه وهو يضع يده على قلبه الذي كاد أن يخرج من ضلوعه وأول من جاءت بباله ، لفظها بخوف ورعب :

"مهره" 


____________


دلف إلى المنزل وهو يصرخ بمهره ، لكنه صدم عندما وجد المنزل بأكمله مقلوب ولا يوجد أي شئ بمكانه ، تحرك سريعاً إلى غرفتهم ، ليجدها ...مهره مكبله في المقعد من يدها وقدمها ، وفمها مكتوم بحبل خشن ، وجهها مليئ بالدماء والكدمات ، وشعرها مبلل من كثره العرق أو الدماء ، ذراعها ينزف بغزاره أثر أصابتها بطلق ناري ، وغالباً فاقده للوعي أو للحياه أيهما أقرب 

فك قيدها وهو يصرخ بها ويناجيها أن تفيق تحسس الدم الذي يهبط من ذراعها وهو يشعر بالعجز وكأن كل العالم توقف من حوله 

حاول أن يتدرك نفسه ثم أخرج هاتفه ودق على الأسعاف وطالبهم أن يأتو سريعاً 

ألقى الهاتف بجانبه وهو يواصل إيفاقه مهره بكل الطرق إلى أن تدرك ، أن ملك ليست موجوده 


ترك مهره وذهب إلى غرفة ملك سريعاً ، يبحث عنها في كل مكان ، إلى أن وجد رساله مكتوبه على فراش ملك 

"العين بالعين والأثم بالأثم والبادي أظلم وأنت إلى بدأت مترجعش تزعل ، عشان تعرف أنك مهما بعدت مفيش حاجه بعيده عليا"


🕺🏻دمتم ساالمين💃🏻...


           الفصل السابع والعشرون من هنا 

     لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة