رواية مهرة والامبراطور الفصل السابع والعشرون 27بقلم مي مالك


 رواية مهرة والامبراطور

الفصل السابع والعشرون 27

بقلم مي مالك

دلف إلى المنزل وهو يصرخ بمهره ، لكنه صدم عندما وجد المنزل بأكمله مقلوب ولا يوجد أي شئ بمكانه ، تحرك سريعاً إلى غرفتهم ، ليجدها ...مهره مكبله في المقعد من يدها وقدمها ، وفمها مكتوم بحبل خشن ، وجهها مليئ بالدماء والكدمات ، وشعرها مبلل من كثره العرق أو الدماء ، ذراعها ينزف بغزاره أثر أصابتها بطلق ناري ، وغالباً فاقده للوعي أو للحياه أيهما أقرب 

فك قيدها وهو يصرخ بها ويناجيها أن تفيق تحسس الدم الذي يهبط من ذراعها وهو يشعر بالعجز وكأن كل العالم توقف من حوله 

حاول أن يتدرك نفسه ثم أخرج هاتفه ودق على الأسعاف وطالبهم أن يأتو سريعاً 

ألقى الهاتف بجانبه وهو يواصل إيفاقه مهره بكل الطرق إلى أن تدرك ، أن ملك ليست موجوده 


ترك مهره وذهب إلى غرفة ملك سريعاً ، يبحث عنها في كل مكان ، إلى أن وجد رساله مكتوبه على فراش ملك 

"العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم وأنت إلى بدأت مترجعش تزعل ، عشان تعرف أنك مهما بعدت مفيش حاجه بعيده عليا"


____________


(بعد يومان)


جلس مازن بجانب فراش مهره كعادته بعدما حدث لها .....صباحاً يتابع أخر التقدمات مع الشرطه بسريه برغم من تحذير يامن بعدم إبلاغ الشرطه خوفاً على ملك ....لكن مازن لم يوافق يكفى التعامل مع طاهر بذكائه .....فهذا وحده لا يكفى .....يجب التعامل معه ببعض الحزم ....لينتهى وينتهى معه كل شئ ....فها هو يدفع ثمن ذكائه هو ومهره ....مهره الراقده على الفراش ترجوه أن يتحدث معاها ....لكنه لا يتكلم ....وكأن ما حدث كان أكبر من توقعاته ....أكبر من أن يحاول حل الأمر ويصمت كل شئ هنا .....وفي وسط كل هذا ....وبرغم من أن مهره كانت السبب الرئيسي في تعرض أبنته للأذى .....ألا أنه يرمي كل اللوم على أي شئ إلا هي ....وهذا كان يشعر مهره بالحزن ....فهو لا يتحدث معها ....تريده أن يصرخ أن يعبر عن غضبه وحزنه ...لكن لا شئ 


وضعت يدها على يده الموضوعه على فراشها ...تحاول دعمه حتى لو كانت لم تتمكن من فعل شئ 

ظل ينظر إلى يدها ، ثم ضغط عليها وهو يحاول أحتواءها برغم من وجعه على أبنته ....والذي مهما حدث لن تفهم مهره مدى وجعه 

لكنه كان مخطئ فهي أكثر شخص تشعر به ، ظلوا صامتين طويلاً إلى أن جاءت الممرضه تعطى مهره دواءها 

أنسحب مازن للخارج ، برغم من تمسك مهره بيده ألا أنه تركها بعدما قبل رأسها وخرج 


__________


(بعد أسبوع كامل) 


"الو"


حاول مازن ضبط أنفاسه اللاهثه وغضبه الجامح وهو يجيب :

"أيوه مين معايا" 


وصله صوته المقزز من الناحيه الأخرى وهو يقول :

"أنت عارف أنا مين" 


"التعامل بينا مكنش المفروض يدخل في العيال ، الموضوع كان فلوس" 


"ومهره !! ، إلى أنت خدتها مني"


قال مازن بإستنكار :

"خدت مين دي مراتي ....ملناش دعوه بمهره كفايه إلى حصل ، حالياً بنتي فين" 


"في الحفظ والصون ، أحنا بس محتاجين شويه حاجات بسيطه كده ونرجعهالك" 


"هرجعلك كل فلوسك يا طاهر إلى خدتها منك مهره قبل كده ، وإلى خدتها دلوقتي ، بس تسيب بنتي" 


ضحك طاهر بجنون ، ثم أردف بكره :

"لا خلاص ما أنا مش عايز فلوس ، كده كده خربانه ، أنا عايز حاجه تانيه" 


صمت مازن وهو يسمع كلامه القادم بتأني :

"أنا عايز مهره" 


"مش فاهم !!" 


"بص أنت عايز بنتك وأنا عايز مهره ، فأحنا هنعمل عمليه تبديل بسيطه خالص ، وهي أنك تجبلي مهره بنفسك ، وفي المقابل هديك ملك" 


"وأنا أيه ضمني أن ملك تكون سليمه ، أو أنك متأذيش مهره" 


"لالا ما أنا كده كده هأذي مهره ، ف يا تسبني أأذي مهره ، يا أما هجيب مهره لحد عندي بطريقتي ، ومش هتشوف بنتك غير في الجنه أن شاء الله ....قررت أيه !!" 


"أنت أتجننت ، أنت عايزني أسلمك مهره بأيدي في مقابل بنتي ، ده مستحيل" 


"لا مش مستحيل يا زوما ، لما تتخيل كده بنتك وهي بتتقتل على أيدي ، ساعتها هتستغنى عن أي حاجه ، في مقابل أنك ترجعها .....هتصل بيك تاني عشان أعرف قرارك ، وأتمنى متبلغش البوليس لو خايف على بنتك"


وأغلق الخط وترك مازن يضع يده على قلبه .....أما مهره ....أو ملك ....لا يوجد خيار ....يجب أن يختار أحداهما .....لا يمكن أن يسمع لمخلوق أن يأذي ملك ....ومهما كان المقابل ....مهما كان ..


___________


(اليوم التالي)


"هاا قررت أيه ؟؟" 


قال مازن ببرود :

"موافق" 


"مفيش غش يا زوما ، ولا لعب بديلك ، لو شميت ريحه بوليس هقتلك ملك ومهره وأنا كده كده خسران ومبقاش في حاجه باقي عليها" 


"لا خلاص مبقاش في غش" 


"تمام ساعه وهبعتلك المكان إلى تجيلي فيه" 


وأغلق الخط ، نظر مازن للهاتف وهو يكاد يبكي من وجعه على ما سوف يفعله الآن 

لكن لا يوجد حل أخر ....هذه هي النهايه 


وضعت ليان كوب الشاي الأخضر على المنضده بجانب مهره ، وجلست بجانبها وهي تحاول أن تكون طبيعيه بقدر الإمكان ، فمهره ليست حمل أي تأنيب ضمير ...يكفى ما يفعله صموت مازن بها 

أما هي فكانت تجلس بجانب ليان تتحسس يدها المختفيه بداخل الجبس ، تنظر للفراغ وهي تفكر ماذا سوف يحدث بعد ذلك ؟؟؟

وقد جاءت الأجابه سريعه ومحبطه


دلف مازن إلى الشرفه وهو يقول لمهره :

"قومي ألبسي" 


نظرت له مهره بدهشه على دخوله عليهم بتلك الطريقه ، لكنها قالت بدهشه :

"ليه !!" 


"هنروح لطاهر" 


نهضت من مكانها هي وليان بفزع ، وقبل أن تسأل ، قال لها مازن شارحاً :

"طاهر كلمني وقالي أنه عايزك ، ياخدك يديني ملك ، والبوليس مش قادر يوصله ، مفيش حل تاني" 


قالت ليان وهي تمسك ذراع مهره بخوف :

"لا طبعا يا مازن ، أكيد في حل تاني ، إلا أنك توديها ليه ....وبأيدك" 


"مفيش حل تاني يا ليان" 


"بس أنت كده بترميها في النار" 


صرخ بها بعنف :

"مش أحسن ما أرمي بنتي في النار ، أنتي مش عارفه طاهر هي كبيره تقدر تحمى نفسها أنما بنتي لا ، وبعدين هو طليقها هي لا أنا ولا بنتي لينا ذنب ندخل معاها في حدوته مش بتاعتنا" 


نظرت ليان لمهره التي كانت تمسك سور الشرفه والدموع تجمعت في عيناها ، أغمض مازن عينه وهو يشعر بقلبه يكاد يخرج من ضلوعه من هيئة مهره ....لكن هو ليس بيده أي شئ 

ضرب الحائط بقبضته وهو يهدر بعنف :

"قومي حالاً غيري هدومك وألا هاخدك بالبجامة إلى عليكي" 


تحركت ومهره وهي تمسح دموعها ، في أحلامها لم تتخيل أن يليقها مازن بيده إلى طاهر ، برغم من معرفته بكل ما فعله بها ..لكنه لا يشعر ولا يريد سوى ملك ..فقط 


_____________


دلف إلى الغرفه رأها ترتدي فستان طويل من اللون الأسود يصل إلى كاحلها و بأكمام طويله 


قال لها مازن بهدوء :

"لو معاكي سلاح سبيه ، أنتي رايحه له في مكانه وسط رجالته ، هتموتي في ثانيه" 


"أحسن لي أموت ولا أني أقف وسطهم تاني ، وأشوفك وأنت بترميني ليهم" 


"أنتي عمرك ما هتفهمي أبداً" 


وبدأ يحسس على جسدها يحاول الكشف عن مكان السلاح ، لكنها كانت أسرع منه وفلتت ، لكنه لم يستسلم بل أمسكها وألقاها على الفراش ورفع قدمها ليكشف مكان السلاح الناري المربوط بحزام في فخذها ، أخذه منها ووضعه في بنطاله 

صرخت به بعنف :

"أنت بتكرهني ليه يا مازن" 


ضربته في كتفه وهي تصرخ :

"ليه حتى مش عايزني أنقذ نفسي ....ليه مش حاسس بيا برغم من أني قولتلك كل حاجه .....ليه مش بتفكر غير في نفسك وبنتك وبس .....طب وأنا مليش أي غلاوه عنك ....ليه بترميني في النار بالطريقه دي" 


وجلست على الأرض وهي تمسك قلبها من شده الألم 


ظل ينظر لها بحزن ثم جلس بجانبها وهو يقول :

"لازم نديله إلى هو عايزه ، هو من الأول وهو مش عايز فلوسه ، هو عايزك أنتي ، وقصادها هيكون بنتي ، فكري في بنتي يامهره لو سبتها عنده ، أو اتأخرت ممكن يعملوا فيها أيه ، أنتي هتقدري تدافعي عن نفسك ، أنما بنتي هتبقى بتستنجد بيا ومش هتلاقيني" 


"ما أنت حتى مش راضي تديني المسدس عشان أدافع عن نفسي" 


"مش في وجود بنتي ، أخلص بنتي وبعدها أقتلو في بعض ، أنما طول ما ملك مش في أمان ، متتوقعيش مني أني أساعدك" 


وخرج وتركها ..

لماذا لا تمثل دور الشيطانه مره أخرى ....فهي كانت تجيد تمثيله ....لماذا لا تحاول النهوض وتمثل الكبرياء وكأنها لن تدخل في النار بقدمها ....ومازن سيسلمها بنفسه 


نهضت من مكانها وهي تمسح دموعها ، وخرجت من الغرفه ، وجدت مازن وليان بجانبه تحاول أقناعه بأن يهدأ وأن يوجد حلول أخرى سوى أن يضيع مهره من بين يديه 

لكن مازن لم يعطى لكلامها أهميه ...الحل في يده لماذا يبحث عن حل أخر 


أمسك يد مهره وكاد أن يذهب لكنها لم تتجاوب وتتحرك معه ، نظر لها بضيق وحاول تحريكها لكنها لم تتزحزح 


نظر لليان وقال لها :

"سبينا لوحدنا يا ليان" 


لم تقتنع ليان ليصرخ بها مازن صرخه جعلتها تتحرك سريعاً إلى الشرفه ، لكنها أخذت معاها هاتفها تحاول الأتصال بيامن ليلحق أخيه قبل أن يفعل فعلته

أقترب مازن من مهره ، لتمسك هي بياقة قميصه وهي تناجيه :

"بصلي يا مازن ، بصلي وأشبع مني ، عشان لو ودتني عنده مش هخرج عايشه" 


"ولو سبتك مش هيخرج بنتي عايشه ، وبرضو هيجيبك ، حالياً في أحتماليه أني أنقذ بنتي وأنقذك ، أنما لو أستنيت فخسركم أنتم الأتنين" 


"يعني أنت في أيدك واحده تضيع التانيه ، حاول تنقذ ملك بدل ما ترميني أنا وبعدين تنقذني" 


"أنتي ممكن تساعديني ، ملك ببساطه ممكن يقتلوها ، أنتي ليه مش فاهمه" 


صرخت به :

"مش فاهمه أنك عايز ترميني ، أنك برغم ....برغم من كل إلى عيشناه مع بعض ده ميخليش عندك حتى غلاوه ليا ، أي حاجه تخليك تخاف تخسرني يا مازن" 


وصع يديه على وجنتيها وهو يهمس لها بعذاب :

"غلاوه ، مشكلتك أنك مش فاهمه حاجه يا مهره .....مش فاهمه أي حاجه ، عشان مش شايفه الموضوع غير من ناحيه وحده بس" 


وأقترب منها يقبل شفتيها بحنان بالغ ، ومهره لا تفهم ماذا تعني تلك القبله ، لكنها بادلته بشغف محموم كعادتها 

كسر القبله في المنتصف وهو يهذي بكلام غير مفهوم ، ثم قال :

"يلا عشان منتأخرش المكان بعيد عن هنا" 


وسحبها معه دون أدني مقاومه منها ، فهي كانت لا تفهم معنى قبلته هل يودعها !! 


___________


بعد نصف ساعه 


كانوا على الطريق صامتين ، ومهره تضع يدها على قلبها وتشعر أنها كلما تحرك مازن بالسياره كلما أقتربت هي من الموت 

نظرت لمازن وهي تبكي بحرقه ، ثم قالت :

"مازن أرجوك فكر تاني أنا مستاهلش ترميني بالطريقه دي" 


تحدث وهو ينظر للطريق كما هو :

"ولا بنتي تستاهل العذاب إلى هتتعذبه لو مروحتيش مكانها" 


أمسك رأسه تديرها لها ثم صرخت به :

"أرجوك قولو أي حاجه ، قولو موتت نفسها ، أنتحرت ، هربت أي حاجه ، وأنا ممكن أموت لك نفسي بجد لو عايز بس متودنيش ليه أرجوك" 


"وقتها ليه يديني ملك ، ما أنتي هربتي ينتقم مني عشان ساعدتك تسرقيه ويقتل بنتي ، وبعدها هيجيبك ما أنتي مش هتفضلي مختفيه العمر كله" 


قالت له بجنون :

"أنا هعمل أي حاجه بس مش هروحله ، حتى لو هموتك وأموت نفسي" 


لم يرى مازن أبعاد الجمله ، أو لم يستوعب ما تقوله ، لكنها فاجئته عندما بدأت تحرك عجله القياده بطريقه عشوائيه لتنحرف عن الطريق ، حاول مازن أبعاد يدها لكنها أبت ، وكأن حلم حياتها أن تموت بدلاً من الذهاب لطاهر 

ثوان ووجدت مازن يخرج بخاخ غريب ، رشه في وجهها أكثر من مره لتشعر بخمول وثوان ووغاصت في نوم عميق 

تنهد مازن بخوف مما كان ستحدثه مهره الأن لولا تصربه السريع ، لا يعلم ما الذي جعله يشترى ذلك البخاخ ، وكأنه كان لا يثق بمهره ، وها هي صدقت نبؤته 


__________


(بعد ساعه كامله) 


شعرت بتيار مياه يضرب في وجهها ، فأستيقظت سريعاً ونهضت من مكانها ، لتجد نفسها مبلله ، وأمامها يقف طاهر ومازن ورجل يمسك بيده دلو ماء ومن الواضح أنه سكبه عليها 

نظرت لهم برعب وهي تتنفس بصعوبه بالغه 

أما طاهر فاقترب منها وهو يتأكد أنها حقاً مهره ، لا يصدق أن مازن بالفعل جاء بها إلى هنا 

نظر له طاهر وهو يقول بفرحه غريبه :

"دي فعلا مهره ، لحد أخر لحظه كنت فاكرك بتضحك عليا ، لكنها طلعت فعلا مهره ، أنا منبهر" 


ثم نادى على أحدى رجاله بصوت عالٍ نسبياً وعندما جاء طلب منه أن يأتي بملك معززه مكرمه ، وأن ينادي زميله لينقل مهره إلى غرفته الخاصه المجهزه لها خصيصاً في ذلك المنزل القديم الذي يقع في منطقه مهجوره ومنعزله 


جاءت ملك محموله على يد الرجل ، أخذها مازن سريعاً وأحتضنها بشوق بالغ ، كانت ملك سليمه تماماً من أي خدوش ، وطبيعيه وكأنها لم تكن مخطوفه من أسبوع !! 


قال طاهر بلطافه :

"أنا عملتها بحسن من أول ما جت عشان لو جبتلي غرضي محيش بتأنيب الضمير ، مع أني كنت شاكك أنك هتجبها ، لكن بما أنك جبتها حلال عليك بنتك سليمه" 


نظر لمهره نظره أخيره ، قبل أن يتحرك للخارج ، لكن أوقفه طاهر وهو يقول بخبث :

"أستنى ، أنت هتمشي كده !! ، طلقها الأول" 


نظر مازن لطاهر ثم لمهره ، ليقول طاهر بوقاحه :

"أصل صراحه يا زوما إلى هيحصل في مهره بعد ما تمشي ، مش هتنبسط خالص لو حصل وهي على ذمتك وعلى أسمك" 


نظر مازن لمهره ببرود ثم قال :

"أنتي طالق" 


نادى طاهر على رجله ليأخذ مهره إلى غرفته ، ولأول مره تصرخ مهره منذ أن جاءت تناجى مازن أن لا يتركها 


"مااااازن متسبنيش يا ماااازن ، هيموتوني يا مااازن ، يا ماااازن أرجوك يا ماااازن ، مش عايزه أموت هنا يا مااازن ، يا مااااااازن" 


وظلت تنادي عليه دون جدوي ، فهو حتى لم يلتفت لها ولم يعيرها أي اهتمام ، كل ما يهمه هو أبنته التي بين ذراعيه أما مهره ، فهذه مشكلتها مع طليقها تحلها بنفسها 


خرج مازن من المبني بأمان بعدما أخذ طفلته ، صعد بالسياره وتحرك بها بسرعه يبتعد عن المكان ، تاركاً خلفه إمرأه مزق روحها إلى أشلاء ، بعدما تخلى عندها وألقاها في النار بيده


___________ 


نظرت للغرفه التي ألقوها بها واغلقوا الباب ، وجدتها غرفه بسيطه بها بعض أدوات التعذيب ، وقميص نوم قصير للغايه ، ظلت تبحث عن أي نافذه او مخرج لكن بلا جدوى ، لكنها شعرت بشئ غريب في قدمها 

تحسست فستانها ، ثم رفعته لتكشف عن الحزام التي كانت تضع به السلاح الناري ، وللمفاجأه كان السلاح موجود !! ،ظلت تنظر له قليلاً بصدمه وهي تتذكر أن مازن أخذه منها هي متأكده ، لماذا اعاده لها أذن !! ، أخرجت السلاح لتجد ورقه مكتوبه ومربوطه جيداً بالحزام 

أخرجتها سريعاً لتجد الأتي 

"الهجوم بعد 15 دقيقه ، لا ترحمي أحد وأقتلي كل ما تقع عيناك عليه ، لا تستسلمي فأنا قادم ، أحبك" 


هل هذا ما يسمونه أعتراف بالحب !!! ....اعتراف بالحب ماذا هل هذا وقته يا مهره ....يجب أن تفكر ....أذا فهو قادم ...هو سيعود من أجلها ....هو لم يتخلى عنها ....هو طلقها ..


__________


أعطى مازن ملك ليامن الذي ينتظره بعد 4 كيلو مترات بعيداً عن المبني مثلما أتفقوا 

أدخل يامن ملك سيارته ، ثم عاد لشقيقه وهو يقول :

"متأكد من إلى أنت بتعمله ده ، أنا بقول تسيب البوليس يشوف شغله" 


"مستحيل ، مهره فاكره أني أتخليت عنها وأني بكرهها ، نظراتها ورجائها ليا أني مسبهاش يخليني مصمم اكثر أني أنقذها ، أنت مشوفتش كانت عامله أزاي ، أنا أجبرت نفسي بالعافيه أني أمشي ، لو كنت بصيت علي شكلها كان يستحيل أخرج من غيرها" 


"طب متأكد أنك مش عايزني أجي معاك" 


"لا خليك أنت مع ملك ، متسبهاش لتتخطف تاني ، وروح خليك مع أختك ليان ومتسبهمش مهما حصل ، ولو مرجعتش أو جرالي حاجه قول لمهره أني بحبها وأني مسبتهاش لطاهر وأستغنيت عنها" 


وأحتضن يامن ، وذهب لسيارته سريعاً لينقذ مهره 


___________ 


دلف إلى المبنى مره أخرى ، بعدما أندهش طاهر من عودته 

نظر له طاهر بقلق ، ثم سأله :

"أيه إلى رجعك !!" 


قال له مازن ببرود وهو يضع يده في جيب بنطاله :

"كنت عايز أسألك سؤال !"  


رفع طاهر حاجبه ، ليسأله مازن :

"هو 1+1 بكام !!" 


نظر طاهر لرجاله وهو يعطيهم أشاره الأستعداد فذلك المازن ينوى على الغدر 

قال طاهر محاولاً ان يبدو هادئاً :

"2" 


"تؤ تؤ تؤ ، ما دي كانت فكرتي برضو ، لحد ما شوفت كذا حاجه أكدت ، أن 1+1=1" 


سأله طاهر بفضول :

"أزاي !!" 


"هقولك ، مثلا الملك والكتابه ، 1+1 لكنهم واحد وموجودين في عمله واحد ، مثلا الكتاب ليه وش وظهر 1+1 لكنهم شئ واحد ، مثلا أنا ومهره 1+1 لكننا شئ واحد" 


وقبل أن يستوعب طاهر ، أخذه مازن تحت ذراعه وأخرج سلاحه الناري يصوبه ناحيه رأس طاهر طالباً رجاله بأن ينزلوا سلاحهم ، وبدلاً من أن يضرب طاهر ، بل صوب على سقف المبني وضرب عدة طلقات وراء بعض ، مما سبب حيره لرجال طاهر ، لكن قليلاً وفهموا أن تلك الأشاره بعدما أقتحمت الشرطه المكان ، ألقى لهم طاهر ، وركض هو يبحث عن مهره في كل مكان 


أما مهره فما أن سمعت أطلاق النار عرفت أن تلك الأشاره وأن مازن عاد ، أنتظرت بجانب الباب ، ليأتي أي شخص ويأخذها 

وبالفعل بعد قليل جاء أحدى رجال طاهر وفتح الباب لتضربه بالنار وتصيب هدفها ، خرجت سريعاً وهي تبحث عن مصدر إطلاق النار 

التفتت لتجد طاهر أمامها وقد تمكن من الأفلات من الشرطه بعدما أصيب الرجل الذي يمسكه بعيار ناري من أحدى رجاله ، سحب منها السلاح وهو يقسم أن أخر شئ سيفعله هو أنه سيقتلها حتى لو كلفه هذا الأمر حياته ، التفت ما أن شعر بشخص وراءه ليجد مازن ، وضع السلاح على رأسها وهو يقول :

"لو قربت هقتلها" 


نظرت مهره لمازن بأمتنان انه عاد برغم من أن الوقت ليس الوقت المناسب ، لكن حتى أن ماتت الأن فهي ممتنه لمازن أنه لم يتركها ، جاء ضابط من وراء طاهر ووضع فوهه السلاح على رأسه طالباً منه أن يحرر مهره ، انزل طاهر سلاحه وركضت مهره بأتجاه مازن ، لكن طاهر رفع سلاحه مره أخرى ووجهه ناحيه ظهر مهره وخلال ثوان أطلاق النار ، لتقع مهره قبل أن تصل لمازن ، ركض مازن بأتجاهها وهو يصرخ بأسمها ، ليجدها فاتحه عيناها التي تلمع وكأنها وجدت غرضها هنا ....أن مازن خائف عليها ...أو أن هو أخر شئ ستراه في تلك الحياه البائسه 


"متسبيش يا مهره ، أنا جمبك يا حببتي ، متغمضيش عينك خليكي معايا" 


أحتضنت يده التي تمسك يدها بقوه ثم أغلقت عيناها وأنتهى كل شئ 


🕺🏻دمتم ساالمين💃🏻...

.

           الفصل الثامن والعشرون من هنا 

     لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة