رواية مهرة والامبراطور الفصل الثاني والثلاثون 32بقلم مي مالك


 رواية مهرة والامبراطور

الفصل الثاني والثلاثون 32

بقلم مي مالك

صعدت ليان درجات السلم وهي تغني بأستمتاع ، وأخيراً عادت إلى منزلها الحبيب ، لكنها وجدت يونس يجلس بجانب باب منزلها ، رفعت أحدى حاجبيها وهي تقترب منه متسأله :

"أيه إلى مقعدك على السلم بالشكل ده" 


أبتسم يونس بسعاده :

"مستنيكي" 


أشارات إلى باب منزلها وهي تقول بدهشه :

"هي كراسي البيت خلصت ف رايح تستناني قودام الباب" 


"أعمل أيه بقى شريكتك إلى أسمها مي دي مرضتش تدخلني بتقولي أنا قاعده لوحدي متقدرش تدخل ، حاولت أتفاهم معاها قفلت الباب ، وبتقولي الحاجات دي مفيهاش نقاش" 


ضحكت ليان بمرح ، في حين يونس يدبدب بقدمه في الأرض بتذمر ، فتحت ليان الباب بمفتاحها الخاص ، ودلفت إلى الداخل أوقفته هي محذره :

"متدخلش غير لما أشوف مي فين ، لتكون قاعده في أي حته بلبس البيت" 


وتحركت بأتجاه غرفه مي تتأكد من وجودها ، وجدتها هي وزياد بلعبون بالأوراق "كوتشينه" 


ما ان أبصرها زياد ، ترك ما في يده وركض بأتجاهها يعانقها بأشتياق ، هبطت لمستواه بفرحه وهي تعبر عن أشتياقها له ، دقائق ثم خرج من بين ذراعيها وهو يقول بفرحه :

"شوفتي يا مامي ، كسبت مي مرتين" 


قالت مي بتذمر :

"على فكره أنا سبتك تكسب بمزاجي" 


ضحكت ليان وهي تقول بشماته :

"أه ما هو باين" 


ثم نظرت لزياد وهي تقول :

"عمو يونس بره جي يقعد معاك شويه" 


ركض الصغير للخارج سريعاً ، فيونس من أقرب أصدقائه ويشعر معه بأنه ليس وحيد ، بجانب ليان ومي بالتأكيد 


نظرت لها مي بضيق وهي تقول :

"هو كل شويه هيجيي ولا أيه ، هو بيت أبوه !" 


أغلقت ليان الباب وجلست بجانبها وهي تقول بحيره :

"مش عارفه ولله يا مي ، بفكر في الموضوع وبفكر أنهي أي حاجه تربطني بيه" 


"ده بدل ما ترجعيها" 


قالت ليان بسرعه :

"لالا خلاص مبقاش في رجوع مبقاش ينفع" 


رفعت مي حاجبها وهي تقول بدهشه :

"نعم يا ختي ، بعد كل ده بتفكري تنهي معاه كل حاجه" 


"كل ده أيه !" 


"المقابلات والخروجات والرغي ويونس عمل يا مي ويونس وداني يامي ، ده أنتي وجعتي دماغي بيونس" 


تنهدت ليان بضيق وهي تقول :

"أعمل أيه مكنش فيه غيره ، كنت متعوده على وجوده"


رفعت مي حاجبها وهي تقول بدهشه :

"نعم يختي !!! ، كل ده ومتعوده على وجوده ، ليان أنتي بتهزري" 


نهضت ليان وهي تقول بضيق :

"أيوه متعوده ، أنما خلاص أنا هدخل في علاقه جديد ، وهمسح ذكرى يونس من حياتي" 


نهضت مي ووجهتها ثم قالت بتهكم :

"تمسحي ذكري مين ياعنيا ، ده قاعد بره ، ده حاضر مش ماضي و ذكري" 


تجمعت الدموع في عيناها وهي تتذكر عندما خطب وقالها في وجهها أنه لا يريدها 

ثم نظرت لمي وهي تقول بوجع :

"يونس ماضي ، والراجل إلى بره ده ما هو ألا شئ أتعودت على وجوده ، أتعودت أشوفه ، أتعودت على كلامه ، أتعودت على كل حاجه ، مجرد تعود ، زي ما هو مجرد أبن عمي مش أكتر ، أنما حب ، أنا ويونس مننفعش ، أنا مش هخسر مازن عشان أي حد مهما كان حجمه في قلبي" 

وخرجت تاركه ورائها مي لا تفهم أي شئ 


_________


وضعت مليكه يدها على وجنتيها بملل ، ها هي المره العشرون بعد المئة الذي يحكي بها يامن عن أنه تغير وأصبح شخص جديد ، وأنه يحبها بصدق ، وأشياء هي تعرفها ومتأكده منها ، لكن ما لاحظته بكثره هو توتره الزائد اليوم بلا سبب 

حمحمت بخشونه ثم قالت بضيق :

"هو أنت عملت مصيبه يا يامن ، بقالك ساعه ونص بتمدح فيا وفيك وفي علاقتنا ، هات من الأخر أنت قابلت حد من البنات القديمه" 


وضع يده على صدره قائلاً بذهول :

"أنا ولله أبدا محصلش"


لتقول هي بدهشه :

"أومال مالك يابني كده ، قاعد متوتر وبتعيد وتزيد في نفس الكلام" 


"أفورت صح !" 


لتقول بوقاحه :

"جداً يعني مش عايزه أقولك" 


وضع رأسه على المنضده قليلاً ، ثم رفع وجهه وهو يقول بحزم :

"مليكه بصراحه كده ، أنا عايزك تاخدي لي معاد مع أخوكي"


"!!!!"


__________


(في المساء) 


جلست مي على الفراش وهي تنظر لليان لتي تتزين أمام المرآه مرتديه فستان سماوي طويل وبكم ، وترفع شعرها على شكل كعكه ، نظرت لها مي بحزن وهي تقول :

"متأكده أنك مش بتحبي يونس" 


نظرت لها ليان بضيق فهذه المرة الخمسون التي تسأل بها ذلك السؤال الغبي ، لتقول ببعض العصبيه :

"نسيته يا مي ، يونس ملوش أي وجود في قلبي ، أنتي إلى بيتهيألك ، عشان محضرتيش القصه من أولها" 


"أنا بتكلم طبقاً لحكاويكي عن يونس ، وحكاويكي بتقول أنك محبتيش ولا هتحبي غير يونس" 


نظرت لها ليان بغضب ولم ترد ، لا يوجد كلام للرد به ، سوى أنها أخذت حقبيتها وذهبت وتركتها 

لكن مي قالت بصوت عالٍ لتسمعه ليان :

"قبل ما تدخلي في علاقه جديده أنهي القديمه الأول ، عشان متظلميش حد" 


___________


سحب الكرسي لتجلس عليه ليان ، أبتسمت ليان على لطافه يوسف ، وجلست على المقعد وهي تتأمل المطعم المحجوز بأكمله من أجلهم فقط 


أبتسم يوسف ببعض التوتر وهو يقول :

"أنا عارف أن الوقت مسمحش أعرفك على نفسي كويس ، أنتي تقريباً متعرفيش عني حاجه غير أسمي وشغلي" 


ضحكت ليان بمرح وهي تقول :

"تقريباً يعني ، زي ما أنت متعرفش عني غير حاجات بسيطه" 


نفي يوسف قائلاً :

"بالعكس ، أنا شوفت CV بتاعك ، وعارف شهادتك وامكانياتك" 


ضحكت ليان مره أخرى وهي تقول :

"ملهمش لازمه ، أنت سوري يعني مش هترتبط شهاداتي وامكانياتي" 


"لكنهم عامل في أني أعجب بيكي ، زي ما الشكل عامل ، والمركز الأجتماعي عامل" 


"لكنهم مش كل حاجه !" 


"أكيد طبعا ، مهما حصل هما عوامل فرعيه ، أنما العامل الأساسي إلي يخليني أُعجب بيكي هو شخصيتك" 


معقد ...أرستقراطي بحت ....هذه أول فكره أخذتها من طريقه حديث يوسف 

تنهدت بضيق لا تريد أخذ تلك الصوره ، صوره أوليه لشخصية يوسف ، فتلك مازالت أول مقابله 

أخذت نفس عميق ثم قالت بضيق :

"شخصيتي إلى أنت لسه متعرفهاش أصلاً" 


أبتسم يوسف نصف أبتسامه وهو يقول ببعض اللطف :

"ما أنا كلمتك وطلبت أقابلك عشان أعرف شخصيتك" 


هزت رأسها ولم تتحدث ، ليقول هو محاولاً أنهاء ذلك الجدال :

"وبعدين أحنا بنتناقش عادي ، ده مش جدال عشان يضايقك ، عادي دي مناقشه وأحنا أرائنا مختلفه" 


أبتسمت ليان وقالت بهدوء :

"لا عادي أنا مزعلتش" 


"طيب يلا نطلب الأكل بقى" 


_________


(في اليوم التالي) 


ضحكت مي بشماته وهي تقول :

"الخروجه باظت" 


أخرجت ليان لسانها وهي تقول بفرحه :

"الخروجه كانت تحفه ، ويوسف طلع كيووت خالص ، موتي بغيظك" 


جلست مي بجانبها وهي تقول بملل :

"وأموت بغيظي ليه ياختي إلى بيشيل جردل مخروم ، بيكب فوق دماغه ، هو أنا إلى هلبس في الحيط في الأخر ولا أنتي"


"لا في حيط ولا حاجه ، يوسف طلع لطيف جدا جدا ، وجنتل كده في نفسه ، وكائن بيهتم بهيئته وشيك جداً ، ريحه البرفيوم بتاعته كانت كافيه تعطر المطعم كله لأسبوع قودام" 


"طبعاا مش خارج مع واحده زيك ، فاكرك بتاعت مظاهر بدلة وبرفيوم ميعرفش أنك بيئه" 


نهضت ليان وركضت ورائها وهي تنوي ضربها ، ضحكت مي وهي تركض هي الأخرى ، ثم أوقفتها بعدما تعبت وهي تقول :

"طيب بصي هفهمك بالعقل ، أنتي واحده بتاعت مظاهر ، ده أنتي يونس لما كان بيلبس بدله كنتي بتقوليله أنت خارج معايا ، هو أنت رايح فرح أمك ! ، أنتي مينفعش معاكي الأرستقراطي الشيك ده ، أنتي عايزه واحد تضربوا في بعض وإلى يخسر يغسل المواعين" 


ضحكت ليان وهي تجلس على الأرض من التعب قائلة :

"حصل" 


جلست مي بجانبها وهي تقول :

"تمام يبقى كلامي صح ، يوسف كويس ، بس مش أي كويس ينفع ، ده أرتباط وجواز وحاجات عاليه كده" 


"مي دي مقابله يا ماما ، أنتي خلاص بتحجزي مدارس عيالنا ، متأفوريش الموضوع" 


حركت كتفيها بحركه لا أرديه ثم قالت بالامبالاه :

"أنا كنت خايفه عليكي مش أكتر ، وشويه قودام وتقولي مي قالت ، أسمعي كلامي وركزي في كل حاجه ، لأن ده إلى هتكملي معاه مستقبلك ، متعديش نفس الغلطه مرتين" 


ونهضت وتركتها ، بداخلها جزء يوافق على حديث مي ، والأخر لا يريد التجربه ، لكنه لا يريد التجربه بدافع الحب أو الأعجاب أو حتى الفضول ، أنما يريد التجربه من أجل الأنتقام من أحدهم ، من ذلك الشخص الذي كسر قلبها ليس أكثر 


____________ 


(بعد مرور يومان) 


كان يصعد درجات السلم بتوتر ، تُرى هل شقيقها جيد ، أم مثلها ! 

يكفي عليه مليكه ، هو لن يتحمل شخصيه أخرى مثل مليكه ، يتمنى من كل قلبه أن يكون لطيف 


طرق على الباب ويده شبه مرتعشه ، ياليته أخذ مازن معه ليهدئه قليلاً 

فتح شاب ما في منتصف الثلاثينات ، به بعضاً من ملامح مليكه ، وخصوصاً أتساع عينيه 

رحب به الرجل معرفاً عن نفسه بأنه أسلام شقيق مليكه ، وظهرت مليكه أخيراً مرتديه بنطال جلدي أسود ، وجاكت أسود من الجلد أيضاً 

ألم يسنح لها الفرصه بعد لترتدي الفساتين ! ، لكنها وعلى أي حال تعجبه 

لا يعرف من أين يبدأ وماذا يقول ! ، وكيف يأتي بالكلام ، ولاحظ أسلام ذلك ، ليطلب من مليكه النهوض بعينه 

أبتسمت هي بتوتر ونهضت لتفعل عصير ، أبتسم له أسلام بود وهو يقول :

"أتكلم براحتك ، مش لازم تزوق الكلام ، مليكه حكتلي على كل حاجه" 


أبتسم وهو ينظر للمكان الذي خرجت منه مليكه قائلاً :

"كتر خيرها ....وفرت عليا كتيرر ، طيب وحضرتك أيه رأيك" 


"أنا محتاج أتكلم معاك شويه ، قبل ما أقولك رأي ، يعني مليكه حكتلي عن شغلك وعيلتك ، وأخوك ! ، هو ليه مجاش معاك" 


حمحم يامن وأردف بتوتر :

"أصل ....أصل" 


قاطعه أسلام وهو يضيق عيناه قائلاً :

"أيه هو مش موافق" 


نفي يامن سريعاً :

"لا طبعااا ، هو موافق جداا ده يعتبر ما صدق أني ناوي أتجوز ، بس أنا حبيت أجي لوحدي عشان أعرف رأيك من ناحيتي الأول ، عشان لو مفيش قبول يبقى أخويا ميضايقش ، حضرتك فاهمني" 


هز أسلام رأسه ، ثم قال بهدوء :

"وأيه إلى يخليك حاسس أني ممكن أرفضك" 


"مليكه ، قعدت تقول عليك كلام غريب قلقني ، زي أنك رفضت كل إلى أتقدموا لها قبل كده ، وأنك عايز عريس تفصيل على مزاجك ، وأنك عصبي وصوتك عالي ، وأنا صراحه أخويا بيكره الصوت العالي ، ومحبش أبداً يدخل في مشاده معاك حتى لو كلاميه" 


ضحك أسلام وهو يقول بمرح :

"منها لله مليكه ولله ، وأنت بعد إلى أنت سمعته عني لسه مصمم تيجي وتقابلني" 


أشار يامن بأتجاه الباب الذي خرجت منه مليكه ، وهو يردف بلطف :

"ولله عشانها ، أنا مش غاوي مرمطه ، أنا بس بحبها ونفسي تكون جمبي دايماً ، وأنا مش بحب أعمل حاجه في السر ، عشان كده جيت لحضرتك" 


"أنا منبهر بصراحتك" 


ثم ضحك ، مما هدأ الجو المشحون قليلاً بالنسبه ليامن ، وأخذوا يتحدثون في أشياء كثيره منها ما يخص الزواج ومليكه ، ومنها من يخصهم هم كأصدقاء مستقبلين كفريقه الرياضي ، ولعبته المفضله ، وهكذا ...

ومليكه تقف خلف الباب مباشراً تستمع لكل ما يقولوه ، القلق يمتلكها ، فبعد دقائق سوف يخرج ذلك اليامن ولن يعود مره أخره ، ويتركها مكسوره الجناح كما فعل الخطبه السابقون ، لكن يامن سيكون أكثرهم وجعاً بالنسبه لها ، فهي حقا أحبته بصدق 


__________


تنهد أسلام بقلق وهو يقول :

"طالما فعلا عايز مليكه وبتحبها زي ما بتقول  ، لازم تعرف حاجه مهمه" 


وما أن أنهى جملته وجد الباب يفتح ومليكه تظهر من وراءه قائلة بنبره مختنقه :

"أنا هقوله" 


نظر يامن للأثنان وهو لا يفهم أي شئ 

نظر أسلام لمليكه وهو يسألها :

"متأكده !" 


هزت مليكه رأسها ببعض الثقه ، ليتحرك أسلام وهو يقول :

"طيب هسيبكم مع بعض شويه وهقعد قودامكم في البلكونه" 


وخرج وتركهم وحدهم ، نظر يامن لمليكه وهو لا يفهم أي شئ ، لكن هيئتها كانت خير دليل على حجم السوء الذي ينتظره


جلست وهي تتنهد بتعب ، ثم قالت بأختناق :

"بعد إلى هقوله لك ، أنت من حقك تمشي وتطلب متشوفش وشي تاني ، ومن حقك تلومني أني مقولتش أو محكتش الموضوع ليك من الأول" 


رفع حاجبيه وهو يقول بدهشه :

"مليكه مفيش حاجه تخليني أسيبك ، أنا مصدقت لقيتك ، ومهما حصل أنا مسامحك عليه من غير ما تحكيلي" 


"أنا مش بنت" 


"!!!" 


حمحمت وهي تقول بحزن :

"أنا عارفه شعورك دلوقتي ، دماغك لفت ، مبقتش عارف إلى قودامك دي سلمت نفسها ولا حصلها أيه ، صح !" 


حاول يامن أن يبقى هادئاً وأن تلين نبرته إلى أبعد حد :

"بس أنا مش عايز دماغي تلف ، أنا عايزك أنتي إلى تحكيلي ، أحكيلي يا مليكه ، أنا عايز أسمع منك" 


نظرت له بتعب لقد أرهقت من تلك الحكايه ، تلك مرتها الأولى ، قبل ذلك لم تكن هي من تحكي ، بل أسلام ، لكن هي من تريد أن ترى ردود أفعال يامن بنفسها ، تريد أن تقص ما حدث بكل تفاصيله 


"أنا كنت مخطوبه قبل كده ، أتخطبت لواحد وهمني أنه بيحبني ، وقعدنا سنه مخطوبين ، صراحه هو كان ليه حركات مش كويسه وأنا كنت بضايق منها كتير ، وجت فتره كنت ناويه أفسخ الخطوبه ، لكني ....لكني كنت بحبه" 


وأنزلت رأسها بخزي على فعلتها ، لقد سلمت قلبها لمن لا يستحق 

وجدت يامن يضع يده على يدها ، رفعت رأسها له ، لتجده مبتسم :

"كملي .." 


أخذت نفس عميق وهي تحاول السيطره على بكائها ثم قالت بأرهاق :

"بعد ما كتبنا الكتاب ، أخدني معاه عشان نشوف الشقه ، وحصل إلى حصل" 


ضحك يامن بسخريه وهو يقول :

"وحصل إلى حصل !!!" 


شعرت بسخريته ، لتقول هي بأختناق :

"قعدو قبلك تلاته ومصدقونيش ، ولو عايز تكون الرابع بتاعهم أتفضل ، بس هقولك على حاجه قبل ما تمشي ، أنا مش بكدب عليك" 


ونهضت من مكانها لتعود إلى غرفتها ، نهض يامن وأمسك معصمها سريعاً ، ليتفاجأ بها تبكي ، نظر لها بدهشه من بكائها ، فهو لم يهينها بأي شكل من الأشكال ، لماذا تبكي الأن !! 


حاول أن يهدئها وأخرج منديل ورقي من جيب بنطاله ومسح به دموعها ، نظرت له بحنان وهي تقول بحزن :

"لو عايز تمشي أنت من حقك تمشي ، أنا مش هضايق ولا هزعل ، ده حقك أنت كنت متوقع شئ تاني غير إلى شوفته دلوقتي" 


"صراحه أه متوقعتش ، ولحد الأن مش مصدق وحاسس أنه ....أنه ، بصي أنا مش بكدبك ولا بقول برضو أنك صادقه ، بس أعذريني دي حاجه مش بأيدي" 


أخفضت رأسها وهي تهزها دليلاً على صحه كلامه ، لتتفاجئ بقوله :

"أنتي فعلا مش هتضايقي ولا تزعلي لو مشيت" 


"عايز الصراحه ، هزعل وهموت من زعلي" 


عانقها يامن بحب وهي بادلته العناق ، تبكي بخزي من العالم الذي خذلها ، هي الأن تتوقع الخذلان من العالم بأكلمه ألا هو ، لا تريده هو خصيصاً أن يذهب ، هي تريده وبشده ، هي تحبه 


همست من بين دموعها :

"أنا ....بحبك يا يامن ، متسبنيش" 


وقبل أن يجيب يامن سمع صوت أسلام يقترب منهم وهو يتحدث إلى أحدهم :

"يا صلاح ماشي أهمد ، هصرف عريس أختي وهاجي متصبر شويه" 

ثم نظر لمليكه ويامن الذي كانوا قريبين من بعض بشكل غريب 

رفع حاجبه وهو يقول :

"أيه يا حبيبي ده هو أن غاب يا قط ألعب يا فار ، غوري جوا يا مليكه" 


مسحت دموعها وهي تقول :

"إسلام محصلش حاجه ، يامن كان ماسكني عشان ممشيش" 


"ليه هو كمان عامل عمله ومخبيها" 


هزت مليكه رأسها بنفي ، أقترب منهم إسلام وعاد كل منهم إلى مكانه ، نظرت مليكه إلى إسلام ثم قالت بتوتر :

"إسلام ينفع أوري يامن الورق" 


عقد إسلام حاجبيه وهو يقول بدهشه :

"ورق أيه ! ، إلى في بالي" 


أومأت مليكه وهي تقول :

"أيوه هو" 


نظر إسلام ليامن بضيق ، ثم نهض وسحب شقيقته بعيداً عن يامن نسبياً ، وقبل أن يتحدث قالت هي :

"أنا عارفه أنك ممكن تعترض ، بس أنا فعلا عايزه أثبت له أني مظلومه ، حتى لو مشي ميكونش واخد عني فكره وحشه" 


"بس أحنا عمرنا ما ورينا لحد الورق ده ، أشمعنا المره دي" 


أكتفت مليكه بأعطائه نظره أكدت له كل شكوكه ، أخته تحب ذلك الشخص ، ولذلك تريد أثبات براءتها مهما كلفها الأمر 

ليقول كلمته :

"طيب روحي هاتيه"


وبعد دقائق كانت عادت وبيدها عدة ورقات ، جلست بجانب يامن وهي تقول :

"ده دليل برائتي ، إلى يخليك تصدق أن الموضوع فعلا كان غصب عني" 


أعطته أول ورقه وهي تقول :

"دي قسيمه الجواز ، وبسبب إلى عمله أنا مقدرتش أعمل حاجه ، لأنه في المحكمه جوزي ، مقدرتش أرفع عليه غير قضيه عنف أُسرى ، وكسبتها لكنه متحبسش وخرج بكفاله ، لكني رفعت عليه قضيه طلاق وكسبتها" 


وأعطته ورقه :

"وده رقم المحضر إلى عملته فيه بعد الحادثه بيومين أنا وأخويا" 


وأعطته ورقه أخرى :

"وده أقرار منه بعدم التعرض ليا تاني" 


والأخيره :

"ودي ورقه طلاقي" 


أمعن يامن النظر بهم جيداً ، كل كلامها مثبت بأوراق ، كل كلامها مصدق بالورق لا يمكنه تكذيب أي شئ مما تقوله 

ترك يامن الأوراق وهو يقول :

"طيب عشان أنا توهت ، فين المشكله !" 


تنهد إسلام بتعب من تخلف ذلك الثنائي ، ثم قال :

"المشكله أن حضرتك ممكن متقبلش الموضوع ، أو يعني تكون مش عايز تلبس نفسك في الحيط"


"أيوه شاور لي على المشكله بقى ، يعني أنتي عايزاني أعمل أيه أجبلك حقك منه ولا أيه مش فاهم" 


"نعم يا عنيااا ، هو أنا قرطاس لب يعني ، وهي هتستنى سعادتك تجيب لها حقها" 


"لا مش القصد ، أنا مش فاهم بس ، أصلها طلعت سليمه الحمد لله ، والورق يثبت كل كلامها ، وأنا من خلال معرفتي بيها متأكد أنها مش بتكدب أو بتضحك عليا" 


"أنا محتاج اتكلم مع حد كبير من أهلك ، عشان أنت شكلك مش شايف أبعاد كلمه جواز"


"أو ممكن بحب أختك لدرجه أن مش فارق معايا أي حاجه من إلى أتقالت لي ، وبالنسبه لي هي مجرد واحده مطلقه بس مش أكتر" 


ثم أكمل :

"وحتى حضرتك لو جبت معايا حد من أهلى سواء أخويا أو عمي ، محدش يعرف موضوع مليكه ، الموضوع ده أتقال ليا عشان أنا هكون جوزها ، هي كانت قادره تخبي عليا ، بس هي عارفه أن الكدب أو الخداع مش بيتبني عليه حاجه غير لما تتهد ، ودي حاجه المفروض أشيلها فوق دماغي العمر كله أنها حتى وأنا مش جوزها هي صانت العلاقه إلى هتكون بينا وحبت أننا نكون واضحين من الأول ......أنما بالنسبه لموضوعها فهي مجرد واحده أتجوزت وأطلقت وليس أكثر ، أنا شايف أن دي تفاصيل محدش يحق له يعرفها من أهلى" 


أبتسم أسلام وهو يقول بلطافه :

"أنت راجل شهم وأنا هكون مبسوط أني هجوزك أختي ، لكني بقترح أنك تاخد وقت تفكر وأحنا كمان نفكر ، ده جواز ، وأنا عارف أنك بتحبها وبتتكلم حالياً بحجم الحب إلى جواك ، عشان كده عايزك تروح وتقعد مع نفسك وتفكر في الموضوع وأبعاده" 


هز يامن رأسه ونهض من مكانه :

"تمام ، أنا واثق أن رأيي مش هيتغير بس هعمل كده ، عشان أريحك وأريح ضميرك" 


وودعوا بعض وأنتهى اللقاء ، على أمل من مليكه أن يصبح في لقاء أخر 


_________


أغلقت ليان الهاتف بعد مكالمه ممله أستمرت عده دقائق مع يوسف ، جاءت مي من الخارج وهي تنظر لها ثم قالت بمرح :

"عيني يا عيني خلاص الحلو إلى فاتنا ونسينا" 


أشاحت ليان بيدها وهي تقول :

"ياشيخه أتنيلي ، فاتنا أيه ما انا قاعده فوق دماغك أهو" 


"مالك يا جميل ، كنتي سرحانه في أيه" 


تنهدت ليان وهي تجيب بأسى :

"مش عارفه ، حسا بملل كده" 


"من يوسف" 


أومأت ليان برأسها لتقول مي :

"شئ طبيعي ، القلب والروح بيميلو للي شبهه ، ويوسف مش شبهك" 


"يوووه يا مي هو أنا كل ما أكلمك تقعدي تتكلمي في نفس الموضوع"


"لا مش هفتحه تاني ، أنا خلاص زي ما قولتلك نصحتك وخلاص ، قبلتيها بقى مقبلتيهاش ميخصنيش ، أنا إلى أقصده أنكم مش شبه بعض ، يعني شويه وهتتعودي ، يا أما هو هيبقى شبهك ، يا أما أنتي إلى هتكوني شبه ، وفي كلا الحالتين هترتاحو" 


ثم أكملت مي في عقلها :

"بس ده في المشمش أن شاء الله" 


_________ 


بعد مرور عده أيام ممله وليس بها اي جديد ، بدأ يامن يفكر في أمر مليكه جدياً ، كان إسلام على حق ، فتلك الأمور لا تؤخذ بسرعه أبداً ، حتى لا يتم ظلم أحد الأطراف 

علاقه ليان ويوسف تطورت قليلاً ، لكن ليان مازالت ترى يونس ولم تتجرأ على فتح موضوع يوسف أمامه ، برغم من تنبيه مي عده مرات لها ، لكن هي تعرف حق المعرفه أن يونس أذا عرف بأمر يوسف لن يكون في حياتها من الأساس مره أخرى ، مهما حدث ، ويوسف كذلك أيضاً ، لن يقبل أحدهم الأخر أبداً وهي لا تريد أن تخسر أي منهم 

ومازن ومهره لا جديد في حياتهم سوى 

ومهره كل يوم تتشاجر مع بدور بسبب مازن ، لكن هذا لم ولن يجعلها تعود له ، مقتنعه أقتناع تام أن علاقتهم أنتهت 


رن هاتف مازن بتلك الرنه المميزه الذي وضعها خصيصاً لمهره ، فهي رنه عاليه لتيقظه أذا كان نائماً ، وتنبه أن كان مستيقظ 


فتح الخط ووضع الهاتف على أذنه ليصله صوت غريب قائلاً بنبره متوتره :

"أستاذ ..... مازن معايا" 


نظر للشاشه ليتأكد من المتصل ، لكنه رقم مهره فعلا 

وضع الهاتف مره أخرى على أذنه وهو يقول بقلق :

"أيوه أنا ، هي مهره جرالها حاجه ولا أيه !!!" 


قالت السيده سريعاً :

"لا يا باشا مهره بخير ، أحنا محتاجين حضرتك ضروري في البيت" 


"طب هو في أيه ممكن تفهميني" 


ظهرت نبره المرأه الباكيه وهي تقول بحزن :

"ست بدور تعيش أنت ، ومهره مش راضيه تسبها ومش عارفين نسيطر عليها خالص ، أرجوك تعالى" 


ثم سمعت صراخ أحدهم والمرأه التي كانت تحدثه ، تصرخ وتستنجد ، ومازن لا يفهم أي شئ 

لكنه سمع صوت مهره بوضوح وهي تصرخ بالمرأه قائلة بجنون :

"بس يا مجنونه متقوليش على ماما كده ، ماما عايشه ، أنتم إلى مجانين ، أطلعوا بره كلكم مش عايزه أشوف وش حد" 


أبعد مازن سماعه الهاتف عن أذنه خوفاً طبله أذنه ، ثم سمع صوت مهره وهي تقول ببكاء :

"مازن ، تعالى صحي ماما ، عشان هي زعلانه مني ومش راضيه تصحى معايا ، وكمان خرج شويه المجانين دول براااااا ، عايزين ياخدو ماما بالعافيه وبيقولو ماتت" 


حاول أن يهدأها ، وهو يهتف بخوف عليها :

"مهره أنا جي متقلقيش ، وأنتي أهدى ومتضربيش حد لحد ما أجي"


وأغلق معها الخط وهو يضع يده على قلبه ، أذا ماتت بدور حقاً فهذا يعني هلاك مهره بدونها ، فهو يعرف حق المعرفه ماذا تعني بدور بالنسبه لمهره ... 


🕺🏻دمتم ساالمين 💃🏻....


    الفصل الثالث والثلاثون جزء أول من هنا 

     لقراءة جميع فصول الرواية من هنا


تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة