رواية مهرة والامبراطور الفصل الثالث والثلاثون 33 جزء أول والاخير بقلم مي مالك


 رواية مهرة والامبراطور

الفصل الثالث والثلاثون 33 جزء أول والاخير 

بقلم مي مالك

طرق مازن على الباب والتوتر يملكه ، في يتمنى شئ في حياته سوى أن يكون كلام مهره صحيح ، وأن بدور لم تمت 

فتحت له العامله وعلى وجهها أقصي درجات الحزن ، نظر لها مازن وأردف دون وعي :

"مهره فين !" 


مسحت العامله دمعتها وهي تقول بحزن :

"في أوضه الست بدور ، مش راضيه تخرج من عندها" 


وتحركت وهو ورائها إلى أن وصلت إلى غرفه بدور ، كاد مازن أن يطرق على الباب ، لتوقفه العامله :

"بلاش ، مفيش غير مهره جواا وهي نايمه ، وبتقعد تزعق لما بنخبط" 


فتح مازن الباب وهو لا يفهم ماذا تفعل بهم مهره ليخافوا منها بتلك الطريقه 

وجد مهره تنام بين ذراعي بدور أو جثه بدور كما يبدو ، همست العامله من وراءه :

"هي كده من ساعت ما ماتت ، نايمه في حضنها ، ومش راضيه حد يقرب منها ولا حد يلمس ست بدور خالص" 


همس مازن هو الأخر :

"وماما بدور ماتت أمتى" 


حاولت العامله التماسك وهي تنطق :

"أمبارح بليل ، كانت رايحه تنام بعد ما صلت المغرب ومصحيتش ، ومهره من ساعه ما عرفت وهي قافله عليهم الباب ونايمه في حضنها ، وأي حد بيقرب منها ولا حتي بيحاول ينقلها وهي نايمه بتفوق وبتدور فينا الضرب" 


تحرك مازن ناحيه مهره وهمس للعامله :

"أنتي شيلي أيد ماما بدور من عليها ، وأنا هشيل مهره"  


هزت العامله رأسها بإيجاب ، ومدت يدها تسحب يد بدور ، ثوان وشعرت مهره بها ونهضت بسرعه البرق تهجم على العامله بطريقه جعلتها لو تود صفع نفسها ألف مره أنها دخلت إلى تلك الغرفه مره أخرى 

أستوعب مازن ما يحدث ، ليركض سريعاً بأتجاه مهره ويحملها من على العامله المسكينه الذي ما أن رفعها من عليها ركضت هي بالخارج ومهره تصرخ بها 

أستوعبت مهره أن أحدهم يمسكها لتلتفت سريعاً ، وما أن وجدته هو ، عانقته بحراره وهي تبكي بحزن وتنعت العاملات بالمجانين ، وأنهم يريدون أخذ بدور منها ، وأنه يجب أن ينقذها هي وبدور 

ثم مسحت دموعها وقالت بأرتباك :

"يلا صحيها ، أنا عارفه أنها زعلانه مني عشان كده مش راضيه تصحى معايا ، بس ...بس هي بتحبك أنت وهتصحى معاك" 


لمس مازن معصم بدور وهو يتحسس نبضها ، لكن لا شئ مما يؤكد له أنها ماتت ، والأن المهمه الأصعب ، وهي أقناع مهره أنها ماتت وتركتها 


نظرت له بلهفه وهو يتحسس نبضها ، ثم ظهرت أمارات خيبه الأمل على وجهه ، لتقول هي بأختناق :

"مفيش نبض صح" 


مسحت دموعها وهي تقول بحشرجه :

"عارف ....أنا كمان ملقتش نبض لما حسيتها ، بس ...متركزش أحنا مش دكاتره ...أنت مكانيكي سيارات مش مكانيكي بني آدمين" 


"بس ...يا مهره في حاجات بتكون معروفه زي النبض والنفس مش محتاجه دكتور" 


نظرت له مهره بشر ، وهي تهدر بعنف :

"دكتور !! ، ملهمش لازمه طالما مش بينقذو أحبابنا"


"محدش يقدر ينقذ حد ألا أذا كان ربنا كاتب له كده" 


هزت رأسها بنفي ، ثم نظرت لبدور بحزن وهي تلمس يدها 

ثم أمسكت يده ووضعتها على قلبها قائلة ببكاء :

"طيب خد قلبي وأديهولها ، أنا مش عايزاه ، مش عايزه أعيش لو هي مش معايا" 


أمسك مازن دموعه بقوه ، حتى لا يضعف أمامها ، ولم يتحمل ذلك ، وضمها إليه بحزن وهو يبكي معاها بحسره على حالها

قالت له ببكاء :

"أأقتلني يا مازن ، أنا مش عايزه أعيش ، كل ما أتعلق بحاجه الدنيا تاخدها مني ، هو أنا مش من حقي أرتاح ليه" 


وبعدما قالت أعتراضها صمتت ، صمت مهيب وكأنها أنسان آلى ، أخرجها مازن من بين ذراعيه ليجدها فاقده للوعي 


______________ 


(بعد مرور أسبوع) 


صراخ كبير في غرفه ماا ، والأطباء والممرضين يهرولون من كل مكان ، يدخلون إلى تلك الغرفه ، التي تقبع بها مهره 

مهره التي تمسك يد الطبيب وتعضها وبيدها الأخرى تمسك شعر الممرض الذي كاد أن يقتلع في يدها ، وفي الزاويه هناك ممرض طريح الأرض بعدما ألقته مهره بأحدى الأجهزه ، ومن الخارج يقف الأطباء والممرضين خائفون من الدخول ، فمن منهم قادراً عن الأستغناء عن حياته 

وأخيراً تمكن أحدى الأطباء من أن يحقنها حقنه مهدئه جعلتها تغوص في نوماً عميق ، بعدما كانت أخر شئ تقوله هو الهمس بأسمه 

مازن ....


____________


مسحت دموعها بسرعه حتى لا يلاحظها أخيها، لكنه لاحظها وأقترب منها بحنان، وهو يمسح باقي الأثر من دموعها، ويحاول التخفيف عنها بكل الطرق

قبل رأسها وهو يمشي يده على ذراعها يساندها، ارتمت هي بين ذراعيه وهي تقول أشياء غير مفهومه، حتى هدئت قليلاً وقالت بأنفعال :

"كل ده بسببك يا أسلام، لو كنت متسبلوش فرصه يفكر، كان زمانه ممشيش وسابني" 


مسح دموعها وهو يهمس بحزن :

"لو كنت عملت كده، كان هيسيبك بعد ما يعشمك، وقتها الوجع هيكون أكبر، وبدل ما يمشي وهو على البر، يمشي وأنتم مخطوبين" 


أمسكت قلبها وهي تبكي بوجع ثم قالت بحشرجه :

"أنا حبيته يا أسلام، مش عارفه من غيره هعمل أيه" 


عانقها بقوه وهو يقول بضيق على حالها :

"لو من نصيبك يا مليكه هيعرف أن مفيش أحسن منك تكون مراته، وهيقدر حبك ليه، أنما لو مش من نصيبك لو بكيتي عليه العمر كله برضو مش هيفيد بحاجه" 


_________


فتحت الباب لتجد يونس أمامها الذي أبتسم بلطافه وهو يسأل عن ليان، لكنها خيبت أماله عندما قالت :

"للأسف هي مش في البيت" 


اختفت أبتسامته بضيق، لتقول له مي :

"بس أنت ممكن تستناها جوا، وكمان أنا عايزه أتكلم معاك" 


اندهش يونس من طريقه مي الذي لم يعهدها، ودلف إلى المنزل، تركت مي الباب مفتوح وتحركت للداخل مع يونس 


جلست أمامه على الأريكه وهي لا تعلم من أين تبدأ، الأمر يحتاج لشجاعه، وهي ليست بالشجاعه الكافيه لتشرح له الأمر، لكنها على الأقل حاولت، فهي لا تريد جرح ذلك المسكين 


رفع يونس حاجبه بأستنكار، فمنذ أن دخل وهي تنظر له شارده في شئ ما، ليقول بدهشه :

"أحمم هو أنتي دخلتيني عشان تفضلي سرحانه في وشي" 


حمحمت مي بحرج وهي تنفي بسرعه :

"لالا طبعا، اكيد لا، أنا مقصدش، بص أنا عايزه أتكلم معاك، بس عايزاك تستقبل كلامي بهدوء" 


"أنا مبقتش مرتاح، حاسس أن في نصيبه هي ليان عملت أيه وأنت مخبياه عليا" 


"وأنت عرفت منين أنها ليان ! ، أنت تعرف حاجه"


"ما طبيعي يكون ليان هو أنا في بيني وبينك حاجه غيرها، ها أتحفيني عملت أيه ؟" 


"أرتبطت بمديرها في الشركه إلى كانت بتشتغل فيها" 


"أاااه يا شيخه خضتيني أفتكرت ح....."

ثم تدرك ما قالته، ليقول بصدمه :

"أنتي بتقولي ايه !" 


"زي ما سمعت، أنا عارفه أنك بتتعامل معاها على أساس هترجعوا تاني زي زمان، ومقدرتش أستحمل أشوفك بتعلق نفسك بأحبال دايبه، ومنصحكش"


كان يونس في وادي ثانٍ، لم يتوقع الغدر من ليان، وبتلك الطريقه، أذا كانت أرتبطت لماذا لم تقل له، أذا كانت لا تريده لماذا لا تواجهه، لماذا عادت به لنفس نقطه البدايه، حيث لا شئ


___________


عادت معه على منزله كما طلبت ، نظرت لكل ركن بالمنزل وهي تعبر عن مدى أشتياقها له 

أغلق مازن الباب وجلس بجانبها، وقبل أن يتحدث ظهرت ملك من داخل أحدى الغرف على أثر صوت الباب، وما أن وجدت مهره ركضت بأتجاهها بفرحه تعبر عن مدى سعادتها برجوعها 

قليلاُ وطلب مازن من ملك أن تعود لغرفتها وتذاكر حتى تبدل مهره ملابسها وترتاح قليلاً 

بعدما ذهبت ملك ، نظر هو لمهره بحزن على حالها، فهي لم تتحدث معه منذ أن فاقت، كل ما قالته هي أنها تريد الخروج من المستشفي والعوده معه إلى المنزل، غير ذلك لم تتحدث


"قلبي معاكي"


نطق بها هو، لتنظر له مهره ولم تتحدث، ليتحدث مازن مره أخرى :

"لما بقولك قلبي معاكي مش معناه اصبرك بس ، انا قصدي انك من ساعت ما مشيتي وانتي خدتي قلبي معاكي"


لم تتحدث أيضاً، ليقول بضيق هذه المره :

"هو أنتي هتفضلي ساكته كده زي إلى مقطعاني" 


نظرت له بجفاء ومسحت دموعها وهي تقول :

"أنا مش مقطعاك يا مازن، أنا مقاطعه الدنيا إلى خدت مني كل حاجه، أنتي مش عارف بدور بالنسبه لي كانت أيه، أعمل أيه من غيرها، أعيش أزاي، هي السبب إلى خلاني بنزل مصر برغم من كرهي لوجدي فيها بسبب إلى حصل، دلوقتي بقى أعمل أيه" 


قبل رأسها بحنان، لتعانقه هي وهي تبكي حائره :

"أعمل أيه من بعدها يا مازن" 


"اهدي وكله هيبقى تمام، أنتي بس أهدي وأرتاحي، وكل حاجه هتبقى كويسه أن شاء الله"


____________


(في المساء) 


نظر مازن للفراش الذي تنام عليه مهره حائرًا، هل ينام بجانبها، أم ينام على الأريكه حتى لا يزعجها 

أقترب منها ببطئ ليكتشف أنها نائمه بعمق، فقرر أن ينام بجانبها 

بعدما نام فرد الغطاء عليها، لتنهض هي بفزع وهي تمسك الغطاء، مما فزع مازن شخصياً من رده فعلها، ما أن أبصرت مازن تنهدت بعمق وهي تحاول التبرير قائلة بتوتر :

"هو ....هو ...انا اتخضيت مش اكتر، عشان اتعودت أنام لوحدي" 


ربت على ظهرها وهو يحاول عدم أظهار الضيق على وجهه، وترك لها الغطاء واعطاها ظهره وهو يفكر، هل ينهض أم يبقى مكانه 


أفاق من أفكاره على يدها التي وضعتها مهره على ظهره

"كنت مستنياك بقالي كتير، أتاخرت ليه" 


ألتفت لها وهو يقول بحنان :

"كان في ورايا شويه شغل على الاب توب عشان كده اتأخرت" 


حاولت أن تنتقي كلماتها بصعوبه، لكنها في الأخر قالت :

"مازن ....هو ....هو أنت لسه ..باقي عليا" 


رفع حاجبه بدهشه من سؤالها، لكنه أجاب بلا تردد :

"أكيد يا مهره، في أي وقت تحبي ترجعي انا بابي دايماً مفتوحلك ، وحضني كمان" 


"هو أنت ليه بتعمل معايا كل ده، برغم من إلى حصل بينا وإلى عرفته عني" 


وضع يده على وجنتيها وهو يقول بحنان :

"عشان أنتي مراتي، ده مش كفيل" 


هزت رأسها بنفي وهي تقول :

"لا مش كفيل، وبعدين ......انت طلقتني" 


ونهضت سريعاً من على الفراش وهي تصرخ مذكره نفسها :

"أيوه صح أحنا اتطلقنا، انا ازاي نايمه جمبك، ده حرام، ازاي نسيت أيه التخلف ده" 


ودارات في الغرفه تبحث عن ملابسها، ضحك مازن عليها وهو يقول :

"خلصتي، أنا رديتك يا عبيطه، في وقتها قبل حتي ما أوديكي المستشفي، وبدور ويامن وليان عارفين الموضوع ده" 


نظرت له بضيق وهي تقول :

"وده ينفع من غير ما أوافق" 


"ده ينفع من غير علمك شخصياً، تعالى يا حببتي أرجعي مكانك بلاش جنان على أخر الليل" 


"شت هو أنتم دايماً مش بتاخدوا برأيي كده" 


وعادت إلى الفراش مره أخرى، ومازن يضحك عليها بكل طاقته 

نظرت له متذمره من ضحكه، ليقول هو :

"مش هقولك تفتكري هخليكي تدخلي بيتي وتنامي جمبي وأنا مطلقك، هقولك تفتكري أنا ممكن أسيبك تضيعي من أيدي بعد ما لقيتك"


تنهد بتعب، ثم قرر أن يشاركها أفكاره قائلاً :

"مهره خلينا صراح، أنا عمري ما هعيش مع حد غيرك، ولا انتي كمان، البعد ده فتره، وهنرجع لبعض تاني، مش هقولك ثقه بقى ومين يقبل بيكي والكلام العبيط ده، عشان أنتي ألف حد يتمناكي، بس وقت ما هتحتاجي لأيد تميلي عليها مش هتميلي غير عليا، عشان معلش أنتي واثقه فيا ومأمناني على سرك وشايفاني من منظورك قابل بيكي وبكل عيوبك، معلش ليه أرجع أعيد كل حاجه من الأول، ليه اعيش كل المشاعر بتاعت القلق والخوف وياتري هيعرف امتى، وهكذا، ف معلش انا معاكي وعارف الحقيقه كلها وواثقه فيا وحسا بالأمان معايا، تسيبي كل ده وتروحي تعديه من أول وجديد ليه أنتي غاويه وجع قلب ومرمطه" 


ظلت صامته هي ليكمل هو :

"وعلى فكره أنا بقول كده عن ثقه، عشان ده إلى أنا حاسس بيه، أنتي عارفه حقيقتي وتقريباً راضيه بيها، وانا بحس بالأمان وأنتي جمبي، واثق أني لما هقع هتيجي جمبي وتسانديني، عشان كده مش قلقان لأننا شبه بعض حتى في المشاعر" 


نظر لها يحاول أن يجعلها تقول أي شئ يطمىنه أنها مازالت تريده، لكنها قالت :

"يعني معني كلامك أنك مش هتتجوز بعدي" 


"ابداً انا حرمت، يعني حتى لو أنتي مشيتي مفيش بعدك" 


"يعني أنت قدرت تستبدل مريم بيا، ومش هتقدر تستبدلني !" 


"الوضع اختلف" 


أردفت بأستنكار :

"أيه إلى اختلف أنا عايزه أفهم ! ، ملك ولسه صغيره ومحتاجه حد يهتم بيها، انت وإلى كانت بتديهولك مريم هو هو إلى بديهولك" 


"إلى أختلف مشاعري أنا، انا بقيت مقدرش أشارك أي حاجه مع أي واحده غيرك، وملك نفسها لو قولتلها هجبلك حد مكان مهره مش هتوافق، الفكره في تعلقنا بيكي أنتي يا مهره، ممكن نسد أحتياجنا بأي حاجه لحد ما انتي تقولي انا راجعه، بس عرفيني أنك هترجعي، وأني مش هرجع وحيد تاني، انا تعبت من غيرك" 


عانقته مهره بسعاده من اعترافه، وهمست بحب :

"تأكد أني مهما بعدت هرجع تاني"


ابتعد عنها مازن وهو يسأل بخوف مبهم :

"وانتي ناويه تسيبني تاني" 


قبلته في وجنتيه وهي تعترف له بصدق :

"أنا بحبك، ونفسي مبعدش عنك أبداً، بس مش بأيدي" 


"يعني انتي فعلا ناويه تسيبني" 


تنهدت بضيق وهي تقول :

"مازن متخدهاش كده، وبعدين يعني انت فرقت معاك أني هسيبك، ومفرقش معاك الكلمه إلى قبلها" 


"هيفيد بأيه حبك وأنتي بعيده عني" 


لعبت في شعرها وهي تقول :

"مازن متخدهاش كده" 


ظهرت نبره مازن العصبيه الذي لم يتمكن من السيطره عليها وهو يقول :

"أومال عايزاني أخدها أزاي هاا، أخدها ازاي وأنا نايم جمبك يا عالم هصحى هلاقيكي ولا لا" 


"انا مش عايزه أفكر في حاجه، كل إلى عايزه أفكر فيه، انك جمبي واني عايزه أستمتع بوجودك مش أكتر" 


ووضعت رأسها على صدره، لتنعم بنوم هادئ 

تسطح مازن على الفراش مره اخرى بهدوء، وهو مازال عاقد حاجبيه دليلاً على ضيقه، ثم قال بجفاء :

"على فكره، نسيت أقولك على حاجه، أنا كمان بحبك" 


شعر بأبتسامتها على صدره دون تحدث، ليردف بهدوء :

"ملهاش لازمه صح" 


"ليه بتقول كده" 


"عشان أظن اننا عارفين حقيقه مشاعرنا من غير ما حد يعترف للتاني بحاجه، مهو مش معقول كل إلى بينا ده بحكم عشره كام شهر، أكيد في حاجه أقوي ومفيش أقوي من الحب" 


___________


(في الصباح) 


أستيقظ مازن من نومه، وجد ملك بجانبه كعادتها في الأونه الأخيره، عندما تقلق من نومها تذهب له لتنام بين ذراعيه

استوعب مازن ما حوله، لينهض ويبحث عن مهره

لكنها لم تكن موجوده، بدأ يشعر بالقلق هل تركته حقاً !، هل ذهبت مره أخرى ؟ 

بدأ يبحث أكثر وينادي عليها كالمجنون، وهو يطمئن نفسه أنها لن تتركه مره اخرى، فهي تحبه كما قالت بالأمس

ولكن أذا أخذنا بكلامها، فهي قالت انها تريد أن تتركه مره أخرى

اللعنه عليها، ألا يحق له أن يعيش حياة هادئة بعيد عن جنون مهره، ولكن كيف وهو وقع بغرامها دوناً عن كل نساء الأرض 


جلس على الأريكه بتعب وهو يمسك رأسه، وعيناه تدمع من فكره أنها ذهبت مره أخرى ولا يعلم متى سوف تعود 

شعر فجأة بالباب يفتح على أخره، ومهره تدخل ومعها حقيبتان كبيرتان، ثم اغلقت الباب ورائها 

نهض مازن بسرعه وأمسكها من معصمها قائلة بغيظ :

"أنتي كنتي فين يا هانم، أصحى من النوم ملقكيش، ملكيش جوز تستأذنيه قبل ما تخرجي" 


ابتسمت له مطمئنه له، ثم عانقته وهي تهمس :

"وحشتني أوي يا مازن" 


نسي مازن ما حدث، وبادلها العناق وهو يهمس :

"وأنتي كمان، لما صحيت وملقتكيش قلقت تكوني سبتي البيت ومشيتي، كلامك أمبارح قلقني" 


حاولت تهدئه الوضع وهي تقول :

"متقلقش نفسك على الفاضي، أنا عمري ما همشي من غير ما أقولك" 


"أيوه بقى متنسنيش، كنتي فين يا هانم"


"كنت بجيب حاجتي من البيت" 


رفع حاجبه بدهشه من طريقه تعاملها البارده، وكأن من ماتت لم تكن أغلى شخص في حياتها على حسب قولها، فهي ليست قويه بما يكفي لتكون هادئة بتلك الطريقه المريبه، أبتسامتها ....كلامها ....نظراتها، كل شئ يدل على مصيبه قادمه لكنه لا يعلمها

والأن قلبه يقول له، لا تختلق أشياء لتحزن نفسك، وعش ما تبقى من وقت بقائها بجانبك سعيد، بدلاً من أضاعته في التفكير الذي لا يوصل لأي شئ، أن كانت تنوي الذهاب فأستمتع بما تبقى من الوقت، وأن كانت تنوي البقاء ف على الأقل يجعلها تعود لسابق عهدها، مهره الأسم والصفه


_____________


(بعد مرور أسبوع) 


أندهشت ليان من أختفاء يونس المفاجئ، دون أي تبرير، أمسكت هاتفها وقررت أن تهاتفه، بعد كثير من المحاولات للسيطره على نفسها والتحكم بقلبها الأهوج، لكن بلا نافع 

وضعت الهاتف على أذنها تستمع للجرس، حتى انتهى الأتصال 

غريبه !، فتلك ليست عادة يونس، من الواضح أن يوجد شئ كبير لينشغل عنها ولا يجيب

دقت عليه مره أخرى، ليفتح الخط ويقول ببرود :

"عايزه أيه !" 


ضحكت ليان علي أسلوبه وهي تقول بمرح :

"في أيه يابني بتكلمني كده ليه" 


"والمفروض أكلم حضرتك أزاي يا هانم" 


أستنكرت ليان من طريقته، ثم قالت بغضب :

"أيه ده في أيه يا يونس" 


"عااااايزاني أكلمك أزاي يابنت عمي، اكلمك بأنهي طريقه، على انك حببتي القديمه، ولا على انك بنت عمي هاااا" 


صرخت به ليان هي الأخرى :

"انت بتزعقلي ليه يا يونس" 


"بزعق عشان أنتي واحده خاينه، علاقه قديمه وواحد بيحبني وماله خليه جمبي ينفعني وقت زنقه، واحد قالي أنه بيحبني وعايزني وماله أبقى معاه، وطبعا لو جيت كلمتك هتقوليله ما أنت عملت كده، بس الموضوع مختلف أنا مخطبتش وأنتي حببتي وعرفتها عليكي، لكن أنتي عملتي كده ودي أسمها خيانه يا ليان" 


صرخت به وهي تهدر ببكاء :

"انت ازاي تقول عليا كده، وأزاي أساسا تكلمني بالشكل ده، أنت ملكش أي حق في أنك تقول عليا خاينه، أحنا مجرد صحاب ميحقلكش تكلمني بالأسلوب ده" 


"ولله صحاب، ماشي يا ليان، أنا مش عايز أعرفك تاني، عشان أنتي حتى صحوبيتي مش تستاهليها" 


وأغلق الخط بوجهها، نظرت ليان للهاتف بصدمه، ثم خرجت من الغرفه وذهبت إلى غرفه مي وفتحت الباب دون أستئذان وقالت بغضب :

"مين إلى قال ليونس على موضوع أرتباطي بيوسف" 


كانت مي تجلس على الفراش ارتدي نظارتها الطبيه، وحولها أوراق كثيره، رفعت نظرها عنها ثم قالت بجفاء :

"مش المفروض تخبطي الأول قبل ما تدخلي" 


وضعت ليان ذراعيها على صدرها وهي تقول بعصبيه مفرطه :

"مي مش واقته برود، أنا بكلمك بجد، أنتي إلى قولتي ليونس صح" 


"ده سؤال ولا أتهام !" 


"سؤال يا مي وأرجوكي جوابي ومتعصبنيش" 


"أنا الى هسألك، أنتي لما تعملي كده، وأشوف واحد زي يونس معملكيش حاجه غير أنه حبك، أه يمكن كان أناني في فتره من الفترات وفكر يتجوز بس منجحش ورجعلك تاني، المفروض عليا أبص عليكي من بعيد وأشوفك وأنتي بتوجعيه وبتديله أمل أكثر وأكثر في رجوعك ليه، لحد ما تقوليلي هوبااا أنا حبيت غيرك وهتخطب له" 


"المفروض لما تشوفي حاجه زي كده تنصحيني، مسمعتش النصيحه يبقى متتدخليش في إلى ملكيش فيه" 


نظرت لها مي وقالت بأندهاش :

"أيه ده بجد !، طيب خلاص سوري أنا اتدخلت وقولت ليونس ميوجعش قلبه عشان أنتي أرتبطي بيوسف، وياريت يسيبك ويتمنى لك حياه سعيده" 


صرخت بها ليان بطريقه هوجاء :

"وأنتي ماااالك، يخصك في أيه يونس، قولي أن عينك منه وعايزاه ليكي، مش تعملي فيها قلبك عليا" 


نزعت مي نظارتها ونهضت بطريقه غاضبه وهي تقول :

"مسمحلكيش تتكلمي عليا بالشكل ده، انا لما عملت كده كان عشان يونس صعب عليا مش عيني منه، وبعدين حتى لو عيني منه أنت مش معاكي يوسف أفرحي بيه" 


"ااااه قولي كده بقى، قولي أنك غيرانه مني، وقلبك وجعك عشان أنا بتحب وانتي محدش معبرك" 


رمشت مي عدة مرات غير مصدقه ما تقوله ليان، حاولت أن تكون رزينه وهي تقول :

"أنتي فخوره بأيه، أنتي شايفه أن لمه الرجاله حواليكي حاجه تفرح"

تنفست بغضب وهي تقول بهدوء عكس ما بداخلها :

"أخرجي بره يا ليان، بدل ما أعمل حاجات أندم عليها بعدين" 


"اااه مهو أنتي دلوقتي تعملي أي حاجه عشان تداري كسفتك" 


لكمتها مي بعصبيه أوقعتها أرضاً، ثم أخذت المبرد من على الكومود ، ووجهته لوجه ليان وهي تقول :

"لو غيرانه منك كنت مسكت وشك دلوقتي خليته في حته تانيه خالص، بس أنا مش هعمل كده، أحنا ملناش عيش مع بعض تاني، لمي هدومك وأمشي من هنا وفلوسك هرجعهالك، هخرج شويه وأرجع مش عايزه أشوفك ولا ألمح وشك في مكان قريب مني" 


وألقت المبرد على الأرض، وخرجت من المنزل بعدما أرتدت أسدال الصلاه، وليان صامته لا تعلم ماذا تفعل 

وتركتها وصعدت لسطح البنايه، وما ان أطمئنت أنها وحدها أنفجرت في البكاء 

ظلت هكذا قليلاً إلى أن سمعت صوت غريب في نفس المكان وهو يقول :

"أوووه يخبر، ده أنتي شكلك زعلانه أوي" 


فزعت مي من الصوت ونظرت وراءها لتجده شاب في منتصف العشرينات تقريباً، يمسك في يده فنجال قهوه وينظر لها من تحت نظارته الطبيه ويعقد حاجبيه 

نهضت مي سريعاً وأنفضت الغبار من على أسدالها، وحاولت الأتزان والبقاء قويه بقدر المستطاع


نهض الشاب من على المقعد الذي يجلس عليه، ومد يده بفنجال القهوه قائلاً :

"أشربي قهوه بتنسي الزعل، أنا بحبها أشربها كل ما أكون زعلان" 


نظرت له بخوف مبهم من هيئته الغريبه التي تجعلها تشعر وكأنها رأته سابقاً :

"انت مين !" 


أبتسم لها الرجل بود وهو يقول :

"انا آدم ، بطل رواياتك"


لسه في جزء تاني للفصل ده مخلصتش


 🕺🏻دمتم ساالمين 💃🏻..


  الفصل الثالث والثلاثون جزء ثاني من هنا 

     لقراءة جميع فصول الرواية من هنا


تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة