
رواية سراج الثريا
الفصل الثلاثون 30 و الواحد والثلاثون 31
بقلم سعاد محمد سلامة
قبل قليل أمام بقالة فتحي
تبسم لـ ممدوح الذي توقف أمامه وألقى عليه السلام، نظر له فتحي بإعجاب ثم مدح:
إيه الشياكه دي اللى يشوفك يقول عريس الليلة...عجبال ما أشوفك عريس
إبتسم له ممدوح قائلًا بقبول:
تسلم يا عم فتحي.. وإن شاء الله عن قريب هتشوفني عريس.
إبتسم له قائلًا:
إن شاء يا ولدي محظوظه اللى هتبجي من نصيبك كفايه هتبجي حماتها الحجه نجيه أطيب قلب.
إبتسم له، بينما عاود فتحي الحديث:
إنت رايح زفاف إسماعيل العوامري.
اومأ له موافقًا، تبسم له فتحي وتنهد بإرتياح:
إنت إبن حلال، خالتك ام رغد ورغد رايحين الفرح وأنا كنت هروح معاهم، لكن واحد من اللى بيجيبوا البضاعه إتصل عليا من شويه وجالى أنه فى الطريق ومش هينفع أقفل البقاله دلوق، خد خالتك ورغد أهم وصلوا أمانه وياك
خفق قلب ممدوح وتبسم قائلًا:
فى رقابتي يا عم فتحي.
نظرت زوجة فتحي له تبسم لها فهمت بسمته
بعد قليل كان
ممدوح ورغد ومعهم والدتها يدلفون الى قاعة العُرس...
تبسمت والدة رغد قائله:
عقبالك يا ممدوح.
إبتسم لها قائلًا:
عن قريب إن شاء الله يا خالتي.
لم تلاحظ رغد نظرة ممدوح لها، خفق قلبها بإضطرتب خشية أن يذهب ممدوح لغيرها... بينما لاحظت والدة رغد نظرة ممدوح التى لولا ثقتها هي وزوجها به وبأخلاقه ما كان سمح له بإصطحابهن.
❈-❈-❈
بقاعة العُرس
مازالت رقصة سراج تستحوذ على الإعجاب والتصفيق، لكن النظرات بينه وبين ثريا نظرات موجعه للإثنين... لحظة وتبدلت نظرة عين ثريا التى كادت تدمع تشعر بتردُد فى إتخاذ قرارها، لكن بلحظة إتخذت القرار حين رأت دخول تالين ومعها شخص آخر ذو هييه ووقار بالتأكيد والدها شعرت بحرارة تغزو جسدها وقلبها أغمضت عينيها تبتلع تلك الغصه المريرة التى تشعر بجفاف حلقها حسمت قرارها... لم تعُد تستطيع الإستمرار بالوقوف تركت سراج يُكمل الرقص وعادت هي تجلس جوار والدتها التى تبسمت لها وضعت يدها على إحد كتفيها تبتسم تشعر بسعادة عكس قلب ثريا البائس، رغم تلك البسمة الكاذبه على شِفاها، لو برغبتها صرخت وبكت وواجهت لماذا يحدث لى ذلك، دائمًا ينتظرني الخذلان...
بينما سئم قلب سراج مازالت بسمته مُستمره،أنهي الرقصه نظر نحو مكان جلوس ثريا...ظنت أنه لم يُبالي بها وهو يذهب نحو تالين ووالداها يستقبلهم بترحاب فاتر،رغم عكس ذلك ما تشعر به ثريا، جلس معهم خلف إحد الطاولات، لكن
كانت عيناه كانت مُراقبة لـ ثريا لاحظ نهوضها مثل والدتها وخالتها، نهض دون مبالاة ذهب نحوها، إقترب منها بحميميه وإنحي على أذنها سائلًا:
رايحه فين يا ثريا.
أجابته ببساطه:
أمي وخالتي مش متعودين عالسهر كمان أنا صدعت هنمشي.
نظر لها بإحتقان قائلًا:
تمام هكلم السواق يوصل والدتك وخالتك، لكن إنتِ
معليشي تعالي على نفسك وإستحملي شوية كمان.
كادت تعترض لكن إقترب من وقفتهم ممدوح الذي تبسم لـ سراج قام بتهنئته كذالك إستأذن للمغادرة بصحبة والدته وسعديه ورغد ووالدتها.
تبسم له مُجاملًا ذهب معهم الى الخارج لحظات وعاد رأي ثريا تجلس جوار رحيمه... توجه نحوهن وجلس جوار ثريا، التى لا تشعر بصداع بل سأم... انحني على أذنها قائلًا بمزح:
إفردي وشك،وإتفرجي على رقص العِرسان،أكيد رقصتهم رومانسيه وهتعجبك.... لوت شفتيها بسخط، رغمًا عنه تبسم تلمع عيناه بغرام قد تكون نهايته أو بدايته الليلة...
الليله ليلة قرار ثريا وليلة قد تكون خميله ويلتف قلبيهما بخمائل الغرام أو...
لداعي لتفكير آخر الآن... مقابل بسمة ثريا له،رغم يقينه انها مجرد بسمه خالية من المشاعر
مع ذلك رغم أن حقيقة نظرت لـ سراج ثريا كانت بسخافة
تلك البسمة رغم أنها إستسخاف منها لكن كانت مثل عاصفة رياح تضرب صواعق ليس بعقل
"غيث" فقط الذي يراقبها مثل الثعلب الجائع الذي ينتظر فرصه وينقض على تلك الفريسة ال المُستمتعه بوشوشات ذاك الوضيع ...يود إنتزاعها بل تمزيعهما إربًا بنهاية الليله
أيضًا عقل قابيل الذي ترافقها عيناه عن كثب مثل الثعبان الخبيث الذي يترقب لفريسة لإصطيادها... بنهاية الليله ستكون له لدغه قاتلة.
عيناه مثل إعصار هادر، لكن يضبط نفسه كي لا يكشف عن نفسه، لديه يقين أن كل الموجودين بالقاعه يستحقون الإبادة وهذا ما سوف يفعله، بالفعل أخرج هاتفه وأرسل رساله مُختصره فحواها
" عاوز إبادة شامله محدش يفلت منكم، عاوزها مجزرة ".
أغلق الهاتف ينظر الى تلك السخافات الذي يشعر منها بالغضب، لكن مني نفسه بنهاية الليله سيقتص ليس ممن سببوا له العجز... بل من الجميع، فالحسنه تخص والسيئه تعُم، وهم ليسوا أسوياء ولا ملائكه فمنهم من هم أسوء من الشياطين
❈-❈-❈
بعد وقت قليل نظر قابيل لساعة يده
زفر نفسه بضجر،لاخظت ذلك إيناس وزغرت هي الاخري لا تستهويها تلك السعادة التي تراها أمامها سواء
من
آدم لـ حنان
مرح إسماعيل مع تلك السخيفه التى أصبحت زوجته
كذالك غريمتها الكبري،ثريا ورقص سراج معها قبل قليل شعرت بالغِل حين لفت إنتباهها نظرة عين قابيل لهما ثم زفره لانفاسه دخل شك برأسها،لو كان حقيقيًا قد تقتُل ثريا
لا يُعقل أن يكون قابيل مُغرم بتلك الوضيعة
تذكرت أكثر من مره كانت ثريا تخاول الحديث معه وهي حذرته انها وضيعه تسعي لإسم وسطوة عائلة العوامري...أخبرها كذبًا أنها لا يراها سوا أرملة أخيه بالرضاعة...لكن لغباء تفكيرها الليلة يعاود الشك بقوة بالتأكيد تلك الوضيعة ثريا التى تسعي للسطوة قد تجذب زوجها أيضًا بعد فشلها مع سراج الواضح أنه بدا يفيق من سطوة سحرها عليه
عقلها كآنه بهزي بالشئ وعكسه تتملكها الغِيرة من كُل النساء حولها...مالت على قابيل قائله:
أنا زهجت.
غمز لها بإغراء كاذب قائلًا:
وأنا كمان، أنا بقول نكمل الليلة فى دارنا فى أوضة نومنا.
ذهب الهزيان عن عقلها وهي تشعر بالغبطة نهضت واقفه هي الأخري... لاحظت ولاء وقوفهم، نهضت سائله:
رايحين فين.
تبسمت إيناس قائله:
هنمشي الفرح مُمل جوي.
شعرت ولاء بسخط تلوي شفتيها بتبرُم قائله:
عندك حق، انا كمان زهجت، وإكده إكده الفرح وجت قليل وهينتهي، خلينا نمشي قبل الزحمه.
وافقهما قابيل وخرج ثلاثهم من قاعة العُرس
قبل نهايةالفرح.
بعد وقت قليل
ضجر والد قسمت من طول فترة الزفاف... ذهب الى آدم وأخبره بذلك، بالفعل إمتثل آدم لذلك وأخبر مدير قاعة العُرس بإنهاء العرس ثم ذهب نحو إسماعيل وأخبره، نظر له إسماعيل بإمتنان
بعد قليل إنتهت رقصة العرسان بنهاية الزفاف غادروا قاعة العُرس،
بالطريق أمام القاعة
بمجرد صعد العروسين الى السيارة وكانت معهم رحيمه كذالك والدة قسمت...إنطلقت السيارة وما هي الا دقيقة
حين بدأ خروج المعازيم من قاعة العُرس اندفعت طلقات الرصاص عشوائيه من سيارة نص نقل، تطلق الرصاص... هلع المعازيم وبدأ الهرج والمرج ومحاولة الإبتعاد عن فوهات الرصاص، بسبب تدافعهم سقط البعض وإندهس....
لحظات كان هنالك تدخُل من الشرطة وإشتبكت مع المجرمين
قبل تلك اللحظات
حين بدأ إطلاق الرصاص، جذب سراج ثريا سريعًامن يدها لمح الخوف على ملامحها ضمها حاول المرور بعيدًا عن إطلاق الرصاص أدخلها الى رُكن جانبي بالقاعة بعيدًا عن مرمي الرصاص.
كذالك آدم الذي جذب حنان خلفه سريعًا،تقدم ناخية السيارة الخاصه به وأحنى رأسها،وأدهلها الى السيارة أمرًا:
مترفعيش راسك يا حنان.
لكن صرخت حين تلقي كتفه إحد الرصاصات...وضع يده على كتفه وإنحنى هو الآخر قائلًا بتطمين:
أنا بخير...أوعي تنزلى من العربيه.
أنهي قوله وجذب سلاح من صندوق السيارة...هلعت حنان وقبضت على يده قائله بسؤال:
إنت رايح فين يا آدم...إنت مُصاب كمان الشرطة وصلت أهي...أرجوك...
قاطعها قائلًا:
إيمان ومرات أبوي،كمان أبوي...الحمد لله إن والدك ووالدتك مشيوا قبل نهاية الفرح.
ترجته حنان لكن لم يسمع لها وأمرها الا تترجل من السيارة والا إنتهي بينهما غصبًا إمتثلت.
بينما إرتبكت إيمان حين رات الرصاص يتطاير والمعازيم تهرول بهرجلة تحاول الابتعاد عن الرصاص،كانت تسير مع والدتها التى إرتعبت هي الأخري،وجذبت إيمان لحضنها،لكن عادت الشجاعه لـ إيمان وجذبت يد والدتها تحاول المرور كى تنجو بوالدتها،لكن تفاجئت بيد تسحبها خلفه وبالتبيعيه هي تسحب والدتها الى أن تجنبا خلف احد الاركان...نظرت بتفاجؤ لذلك الذي مازال يقبض على يدها
ذُهلت حين رأت سلاح بيده،لكن تلجم لسانها من المفاجأة حين قال بأمر:
متترحكوش من هنا...
قال هذا وعاد للخارج يقوم بالتصويب على المجرمين بمهاره هي بسبب فضولها أخرجت راسها من خلف ذاك الجدار ترا ما يحدث،رأها جسار،عاد نحوهن مره أخري وجذبها خلف الجدار قائلًا بأمر:
إتلمي يا إيمان،ده ضرب نار مش شوية أطفال بيلعبوا فى الشارع وإتخانقوا هتتفرجي عليهم.
نظرت له بغضب سحيق سائله:
إنت مين يا جسار.
نظر لها بسخط قائلًا:
أنا مدرب الأشبال.
ثم نظر نحو والدة إيمان قائلًا بإحترام:
لو سمحتِ يا حجة خليكم هنا أمان،وسيطري على عِناد إيمان بلاش تطلع رأسها من ورا الجدار،الفضول مش هينفعها.
اومات له فهيمه وهي مُرتعبه تجذب يد إيمان تقبض عليها بقوة...لوهله إبتسم جسار من ملامح إيمان الواضح عليها الغضب والضيق،لكن قالت بقلق:
أبوي وأخواتي لازمن أطمن عليهم.
منعها جسار قائلًا:
سراج أكيد مش جديد عليه اللى بيحصل ده،وحاولى بس دلوقتي تلتزمي،الشرطه بتتعامل مع المجرمين ومسألة وقت والوضع هيهدا وقتها إطمني عليهم،حافظي على نفسك إنتِ ومامتك.
عاود تركهما مره أخري،
بينما بالخارج بدأ بهدأ الرصاص بعد أن شبة سيطرت الشرطة على المجرمين وقامت بتصفيتهم لكن خلف ذلك
شبه مجزرة بالمكان ، بسبب الإصابات سواء كانت بسبب الرصاص أو تدافع المعازيم تجنبًا للإصابه...
حتى عمران الذي إستطاع سراج حمايته... لطن فزع حين رأي آدم مُصابًا كذالك قال بقل كبير:
فهيمة وإيمان فين.
أجابه سراج وهو يرا جسار يرفع يده له أنهم بخير.. قائلًا:
إطمن يا أبوي بخير.
هدأ قلب عُمران وأغمض عينيه بإرتياح لكن حين فتح عيناه نظر أمامه ورأي على تلك البِنايه المُقابله ضوء أحمر صغير، وفوة سلاح مصوبه نحوهم كان سراج أمامه بلحظه جذب سراج خلفه وسرعان ما إرتج جسده بقوة مُتلقيًا رصاصه وخلفها أخري، قبل الثانيه إنتبه سراج لمكان إطلاق الرصاصه سُرعان ما صوب سلاحه نحو ذلك كذالك إنتبه جسار وسريعًا تحرك معه بعض الافراد من الشرطة الى تلك البنايه،بنفس اللحظة إنهار جسد عُمران قبل أن يصل الى الارض،تلقاه آدم الذي تدمعت عينيه،كذالك سراج إنحني عليه ينظر الى مكان الإصابه حاول كتم تلك الدماء التى تندفع منه،ثم نظر لـ آدم قائلًا بتسرُع:
هجيب العربيه بسرعه.
أومأ له آدم لكن عُمران أمسك يد سراج بتحذير قائلًا:
لاه يا ولدي بلاش تتحرك من إهنه لا يرجع ضرب النار تاني...محدش بيوصل عُمر حد اللى بتيجي ساعته بيروح...أنا مش خايف من الموت كفايه إنى هقابلها وهطلب منها السماح،أنا عارف إنك من البداية إختارت تروح الكلية الحربيه عشان تبعد عني،إنت اللى شوفت ووعيت على معاملتي القاسيه لـ رحمه،بس صدقني عمري ما كرهتها ولا أنا إرتاحت بموتها زي ما جولت لى يوم موتها،إنت كنت بتهرب من إهنه عشان مش طايق تشوف وشي،متوكد إن جلبك عشج ثريا،مع إنك إتجوزتها فى البدايه عِند فيا،كنت عارف إن إصرارك إنك تتجوز ثريا بتتحداني إنى فى يوم كنت بلوم رحمه على إن كان فى حياتها راجل غيري سبجني...بس صدجني انا عشجتها يمكن لو كنت عِرفت إكده قبل ما أتجوزها كنت إتمسكت بها أكتر،ثريا مش زي رحمه يا سراج ثريا حتى لو كانت ضعيفه بس بتعافر،لكن رحمه كانت مستسلمة دايمًا،وده اللى عجل بعُمرها فى الوجت اللى أنا فوجت فيه وكنت هعوضها عن قسوتي هي إستسلمت ورحلت،بسببها ظلمت فهيمه عايشه مع راجل قلبه وعقله ساكن مع اللى سكنت القبر،وهي مجرد ست واجهه لراجل عايش عالندم... إنت عشجت ثريا وعرفت قد إيه العشج لوعة قلب...
قاطعه سراج وهو يضع يده فوق فمه:
بلاش تتحدت كتير يا أبوي، هتبجي بخير.
نظر له عمران وهو يتألم يلفظ انفاسه بصعوبه قائلًا:
متوكد إن كبير العوامريه من بعدي هيبجي عادل ومُتفهم....
قاطعه سراج:
بلاش يا أبوي أرجوك وبلاش تكسر ضهري، إنت هتفضل الكبير.
قبل أن يعود عمران للحديث، سمعا صوت سارينة إسعاف، نهض سراج غير مُباليًا، وأشار لسيارة الإسعاف أن تقترب من مكانهم.
بتلقائيه من عمران مازال يخشي من الخطر على سراج وجذب يده بقوة ضعيفه حتى عاد ينحني عليه...
بينما آدم كآن آلم إصاية كتفه زال، هنالك آلم أقوي وأقسي بل قاصف للكيان وهو يسمع إعتراف والده، يعلم القليل، لكن سراج رأي كل قسوة والده، حتى أنه كان قاسيًا عليه بعض الأحيان.
إقتربت سيارة الإسعاف،وقف سراج ونزول أحد أفراد الإسعاف بسرير صغير،سريعًا حمل جسد عمران وضعه فوق ذاك الفراش،أمرًا آدم بعدما أخبره عن مكان ثريا:
آدم حصلنا عالمستشفى وهات ثريا معاك.
أومأ له آدم وحاول تجفيف دموع عينيه وذهب نحو المكان الذي أخبره عنه سراج رأي ثريا مُنكمشه على نفسها
بينما قبل لحظات أثناء إختباء ثريا بذاك الرُكن
شعرت بقلق غريب على سراج رغم شبه إختفاء أصوات الرصاص...حسم قلبها القرار ستخرج للاطمئنان عليه أنه بخير،لكن تصنمت مكانها حين رأت تلك العينان اللتان تُشعان بالشرر
قبل دقائق
اختفى غيث بأحدالاركان الآمنه يشاهد ما يحدث، خطته تنحج، مجزرة كما أراد ليتها تحصد الجميع، لكن شعر بالغضب الساحق حين رأي سراج يسحب ثريا يحاول حمايتها، رأى ضمته لها بجسده شعر بالغضب ود قتلهما الاثنين، راقبهما حتى حين ترك سراج ثريا، وقف لحظات تُذيب المياة الثائرة ما بقي من تعقُله... بالفعل راقب مغادرة سراج الى أن إبتعد وحسم القرار لا مانع من فيضان يجرف بعقل ثريا الآن، بالفعل إقترب من مكان وجود ثريا...أزاح عن عينيه تلك النظارة،وكاد يخفض ياقة مِعطفه ويظهر كل وجهه لكن بنفس الوقت رأي إقتراب آدم...عاد للخلف وتواري
لكن بنفس الوقت أصاب جزءً من هدفه وهو رعب وهلع ثريا التى رأته وتلجمت مكانها للحظه ثم عادت تسير للخلف وهي تنظر له بإرتعاب،عيناه كانت مثل شعاع مُهلك...تمركزت عينيها حولها تدور بالمكان إستنجادًا،ذهبت خلف حائط وجلست تنكمش على نفسها تخفض وجهها بين ساقيها،تحاول الا ترا،ربما عقلها يوهم لها ذلك،وأن ما تراه ليس سوا وهمًا كاذبًا،لكن عقلها يعيد حادثة إطلاق الرصاص عليها سابقًا،كذالك الرصاصه على الفراش رائحة عِطره... كل ذلك يمر أمام عينيها أصوات اارصاص تجعل قلبها يهلع، وضعت يديها حول أذنيها تغمض عينيها
-وهم... كل ذلك وهم يا ثريا.
وعقلها ينفي
كل ذلك ليس وهم حقيقة
غيث مازال حيًا.
عقلها يسخر:
حي فى دماغك مش قادرة تتحرري منه فوقي الوهم ده هيقتلك...
-لاء جبروت ال غيث الهادر والغادر مازال موجود...
-لاء كل ذلك وهم وهل يعود الموتي... ليت ذلك يحدث كان عاد أباها الذي فقدت معه السند رغم أنه كان بسيطًا لكن ذكري مازالت براسها وهو يُطعمها وهي تتدلل لم يكُن ذا ثراء لكن كان حنون يضحك بوجهها ذكري مازالت محفورة لرجل رغم بساطته لكن كان يحترم زوجته التى كانت تُخفي عن أبنائها بعض الطعام من أجله وهو حين يعود يأخذهم تحت ذراعيه ويُطعمهم ويتناول هو القليل...
ذكري جعلت الخوف للخظات يختفي ورفعت رأسها تفتح عينيها تنظر حولها بريبه لوهله سُرعان مازالت... تنفست الصعداء وإعتقدت أن ما راته كان وهمًا مُخيف... نهضت حين رأت آدم يقترب منها يضع إحد يديه على كتفه النازف بلهفه سألته:
سراج فين؟.
رغم ما يشعر به من آسي على والده لكن تبسم
لو رأي سراج تلك اللهفه فى عينيها وطريقة حديثها لتيقن من عشقها له... أجابها بتطمين:
سراج بخير.
نظرت له برجاء قائله بخفقان قلب:
قولى الحقيقة يا آدم.
أجابها:
والله سراج بخير، هو راح مع أبوي المستشفي.
إنخضت قائله:
إيه اللى حصله، وإنت كمان مُصاب خلينا نروح المستشفى بسرعه.
وافقها... بعد لحظات كانت ثريا تصعد جوار حنان، وأحد رجال الشرطه هو من قاد السيارة بهم الى المشفى.
بعد قليل
أمام أحد المشافي
ترجل جسار من السيارة ثم خلفه فهيمه وإيمان التى نظرت له بإستخبار:
إنت جايبنا المستشفى دي ليه، وبعدين إنت مين أساسًا.
أجابها بهدوء:
أنا مين هتعرفي بعدين، بس أنا جبتكم هنا بناءًا على أمر سراج.
-سراج!
هكذا قالتها بتكرار ثم سألته:
إنت تعرف سراج منين.
أجابها ببساطه:
سراج يبقي رئيسي.
ذُهلت إيمان، لكن بسبب قلق فهيمه تغاضت عن بقية الاسئله ونحت الذهول لفيما بعد كل ما توده الآن معرفة سبب مجيئهم لهنا.
بعد دقائق
بغرفة العناية كان عمران يوضع فوق طاولة العمليات، لكن طلب من الطبيب قبل أن يتعامل مع حالته وهو يلتقط أنفاسه بصعوبه، علم الطبيب أنها أنغاسه الأخيرة وأنه يحتضر فنفذ رجاؤه الأخير وخرج من غرفة العمليات
نظر نحو سراج الذي إقترب منه مشدوهًا يسأل لكن الطبيب قال له:
هقولك على الحقيقه واضح المريض بيحتضر وهو طلب مني إنك تدخل له وإن لو كان حد معاك من أولاده يدخل هو كمان...
بنفس الوقت كانت إيمان وفهيمه بصحبة جسار يقتربون منه،قطعوا المسافه فى لحظه،سمعوا قول الطبيب،ودلفوا الى الغرفة مباشرةً،توجهوا نحو ذاك الفراش
سالت دموع عيني فهيمه وإيمان التى لاول مره تشعر بالضعف وإنحنت على يد عمران تُقبلها، تقول:
أبوي.
بينما عمران بالداخل أغمض عيناه بسبب قوة الآلم الذي يشعر به، لكن جائت أمامه صورة رحمه
لأول مره يراها تبكي كآنها لا تود لها الذهاب إليها، همس إسمها، وهي تنظر لعيناه بدموع صامته لكن نظرة عينيها تتحدث بما عجرت عنه، كآنها تقول له:
لا تآتى، ظل معهم، لكن هو لا يستطيع ذلك فلقد نفذ الوقت
فتح عيناه عمران عيناه بتألم يلتقط أنفاسه نظر الى إيمان بصعوبه رفع يده وضعها على كتفها،وتفوه:
كان نفسي أسميكِ رحمه...بس هي جاتلى فى المنام وقالت لى إيمان.
نظرت له بعدم فهم وسألته:
بلاش تتحدت كتير يا أبوي هتبقي بخير.
تبسم لها قائلًا:
لاه يا إيمان خلاص أنا شايف النهايه قريبه جوي،فين فهيمه.
بدموع إقتربت منه فهيمه تشعر بإختناق،نظر لها عمران قائلًا:
سامحيني يا فهيمه عارف إني ظلمتك كتير،زي ما ظلمت غيرك، إستحملتي جفايا معاكِ، سامحيني.
إنحنت تُقبل رأسه قائله:
عمري ما شيلت منك يا عمران، قلبي مسامحك بس....
صمتت حين شعرت بسكون جسد عُمران، رفعت وجهها نظرت له كتمتصرخه بجوفها، وإيمان كذالك لكن إنحنت تتوسل له أن يفتح عيناه،لكنها النهايه... إقترب سراج من إيمان وجذبها له يضمها بقوه وهي تنتفض بالبكاء وهو يحاول السيطرة على دموع عينيه، بشعر بذنب، كان المقصود قتله هو، وعمران هو من فداه.
❈-❈-❈
بغرفة ألاستقبال أصرت حنان على آدم ان يداوي جرحه تركتهم ثريا وذهبت الى غرفة العمليات بعد أن أخبروهم فى الاستقبال، إمتثل آدم لذلك بسبب ضعفه بسبب نزيف كتفه.
❈-❈-❈
خرج سراج يضم إيمان أسفل ذراعه،
نظر نحو جسار وتفوه:
شكرًا لك يا جسار.
أومأ له قائلًا:
العفو يا افندم ده واجبي،البقاء لله...
بنفس الوقت كانت ثريا تقترب وسمعت عزاء جسار له وقفت مكانها تصنمت لم تقترب كآنها إلتصقت بالأرض...يطن براسها قول ولاء لها سابقًا بعد مقتل غيث:
إنتِ قدم الشوم النحس.
فاقت من ذاك التصنم، وحسمت قرارها لابد من أن تفترق عن سراج يكفي ما اصابه من نحس بسببها، إستدارت بوجهها وحسمت قرار المُغادره لكن توقفت مره أخري حين رأها سراج خفق قلبه بلوعه تمني ان تحتضنه لكن هي كالعادة تود الفِرار... نطق إسمها توقفت وعادت تنظر نحوه لكن بدموع ربما لم يكن عمران بالمكانه القويه لديها، لكن بسبب سراج التى ترا بوجهه تلك النظره الخافته وكآنها إحتياج، هو فعلا يحتاج، يحتاج أن تضمه فقط.
❈-❈-❈
بالمشفى بغرفة آدم لم يعرف بوفاة عُمران بسبب نزيف الدم أعطاه الطبيب مُخدرًا.... لكن حنان علمت بوفاة عُمران ظلت مع آدم مرافقة بالمشفى... تود مساندته حين يعود للوعي ويعلم بوفاة والده
بعد وقت مازال آدم غافيًا بسبب تلك المسكنات العلاجية...
نظرت له حنان تشعر كآن جسدها هو ما يتألم تذكرت كيف إحتمت به وهو يجذبها خلفه، لكن تلك الرصاصه الغادرة أصابته، ليتها أصابتها ما كانت شعرت بكل ذاك الآلم....
سالت دموع عينيها وهي تنحني تضع قُبله على شُفاه آدم، بنفس اللحظة إنفتح باب الغرفة، إستقامت ونظرت نحوه سُرعان ما جحظت عينيها بهلع وهو تشعر كآن صوتها إنحشر بداخل حلقها تنحنحت مره واحدة ثم قالت بحشرجة صوت مُرتعب:
حفظي!.
نظر لها حفظي بتشفي تلمع عيناه قائلًا:
خدتي إيه من جوازتك من إبن العوامريه، قاعده جانبه كل يوم والتانى فى المستشفى تمرضيه... متقلقيش أنا هريحك من المهمه دي وهريحك من آدم نهائى، إنت مالكيش غيري ترجعي له.
نهضت حنان من مكانها تشعر برعب وقلق وخوف على آدم، بصعوبه نطقت:
حفظي إطلع بره ومتفكرش هسمح لك تأذي آدم.
تهكم ساخرًا يقول بإستهزاء:
حنان بِت عمي اللى بتخاف من خيالها هتقف جصادي، للدرجة دي العشج واعر بجلبك.
نظرت له بغضب وعينيها تنظر حولها، وقع بصرها على ذاك مبضع صغير، جوار أحد قارورات الدواء الزجاجيه إستخدمته الممرضه قبل قليل بفتح عُنق تلك القاروره الصغيره حين خلطت محتواها ببعض الادويه الاخري ووضعتها بالمحلول الطبي المُعلق بيد آدم... ذهبت نحوه وجذبته من سلة المهملات، وسُرعان ما توجهت نحو حفظي الذي ينظر لها
بإستهانه، لكن لا تستهون بالضعيفه وبالاخص إن كانت عاشقه، بغضب وقوه كآنها نسيت أنها حاملًا، أصبحت أمام حفظي الذي يضحك بغلاظه لكن توقفت ضحكته حين شعر بآلم بعُنقه ثم إحد وجنتيه والاخري وأصبحت تقوم بقطع وجهه بذاك المبضع، كذالك عُنقه ربما ليست جروح غائره لكن مؤلمه وتترك آثر، رفع يده على وجهه،ينظر للدماء على يديه،قبل أن يُعطى رد فعل كانت حنان فتحت باب الغرفه قبل أن يفيق من ذهوله ويتهجم عليها وصرخت، مما أثار الموجودين بالمشفي وتدخل الامن، كذالك علم سراج الذي مازال بالمشفى، وتوجه الى تلك الغرفه قلقًا، بنفس الوقت وصل إسماعيل الذي علم بما حدث بعدما غادر هو وقسمت، لكن وقف مصدومًا يشعر بإعصار يفتك به كذالك نظرة عيناه لـ سراج الذي سرعان ما ضمه مواسيًا...
رغم أنه يشعر أنه المسؤول عن وفاة والده .... كآنه على شفا الإنهيار
«بـ إعصار يُزلزل كيانه»
🔥🔥🔥🔥
بالمشفى
إندهش سراج حين نظر الى وجه حفظي الذي يضع يده فوق وجهه الذي ينزف ربما ليس بغزارة لكن جروح مُتفرقه بوجهه، وبعض منها فوق يده ربما كان يريد اخفاء وجهه لكن أصابتها جروح، نظر نحو جسار الذي جاء خلفه... لوهله إبتسم جسار من منظر وجه حفظي الدامي،لكن خفتت بسمته تصامنًا لحُزن سراج ،لم ينظر الى تلك التى تحتمي خلف سراج،لكن فهم فحوي تلك النظرة جذب يد حفظي الذي فاق من مفاجأة ما فعلته به حنان، تلك المفاجأة التي جعلت عقله غائب للحظات،لم يتوقع أبدًا ذلك وحين إستوعب تفاجئ
بالموجودين بالغرفه كذالك سراج التى تحتمي خلفه تلك الحمقاء... ضغط بقوة على أسنانه الذي سمع كل من بالغرفه صوت صقيقها،، لكن إرتعب من نظرة عين سراج الذي يُلجم غضبه أو ربما ما يراه يشفي القليل من شعورة البائس... كذالك إسماعيل الذي نظر الى آدم النائم شعر بالأسي، قبل فترة قليله كان مُصابًا أيضًا، لكن هدأ قلبه من ناحيته فهو مناضل من صِغره، لكن هنالك من رحل الليله.
أخذ جسار حفظي وغادر بينما نظر سراج نحو حنان قائلًا:
أنا هنا فى المستشفى، هجيب حارس خاص يقف قدام الأوضة.
أومأت له ثم قالت:
البقيه فى حياتك.
أومأ لها قائلًا:
البقاء لله.
غادر بعدها هو وإسماعيل ظلت حنان وحدها بالغرفة مع آدم شعرت بغصه ودت لو كان واعيًا ودافع عن نفسه أمام ذلك الوغد، لكن ربما هذا أفضل الآن، لا تعلم رد فعله حين يعود للوعي ويعلم بوفاة والده الذي توقعها، ربما إمتثل لها حين أصرت أن يُعالج إصابة كتفه كي يفصل عقله لوقت كي يستطيع أن يتدارك ويتحمل ذلك الخبر المقيت.
❈-❈-❈
بغرفة خاصه بالمشفى مُجهزه بأجهزة تبريد
دلف إسماعيل وخلفه سراج، خفق قلب إسماعيل بلوعة وهو ينظر الى ذاك الفراش، بخطوات موجعه سار نحوه بكل لحظه يود أن يكون كابوسًا وينتهي بلحظة رفع تلك الملاءه البيضاء عن وجه ذلك المُمدد فوق الفراش، لكنها الحقيقه السوداء... بيد مُترقبه زاح تلك الملاءة من فوق وجه عُمران، أغمض عيناه للحظه لا يود أن يُصدق، إعتصر عيناه ودمعه تحجرت وهو يفتح عيناه مره أخري، أول صدمة بالعمر أمامه
أجل اول صدمة يعيشها، حين توفت والدته كان صغيرًا لم يكُن على درايه بقسوة ذلك الفراق وربما عوضت رحيمة جزء كبير من مكانها ومكانتها فلم يشعر بذاك الشعور المُهلك للوجدان،تأمل ملامح ذاك الراقد كآنها يحفرها برأسها لآخر مرة، لكن تبسم لوهله بسمة آلم تفتك بالقلب، إستغرب سراج تلك البسمه التى صحبها تجعد ملامحه بعدها يضع يده فوق جبهته يضرب كآنه يود أن يفوق من تلك اللحظة، إقترب سراج منه وضع يده على كتفه بمؤازة، ألقى بنفسه بحضن سراج يضمه بأسى قائلًا:
من كام يوم كنت بهزر وبتمني الموقف ده لأبو قسمت، مع إني كنت بهزر، بس متوقعتش أقف هنا ويكون اللى قدامي هو أبوي...مش معقوة فى الليله اللى المفروض ببدأ حياة جديدة تبقي أسعد ليله تقلب أوي كده وتبق أسوء ليلة فى عمري ...
توقف يلتقط نفسه المُختنق بالدموع التى بدأت تهطل بلا إرادة ثم عاود الحديث وهو ينحني على يد عمران يُقبلها برجاء:
إصحي يا أبوي مين اللى هيطلع لى شقتي بكره ويصبح عليا ويدعي لى بالذرية الصالحة...وأهزر معاه وأقوله عد تسع شهور وعمران هيبقي بين إيديك،ويقولى لاء عمران هيبقى إبن سراج هو الكبير وهو بس اللى يسمي إسمي... إصحي يا أبوي.
وضع سراج يده على كتف إسماعيل، نظر له إسماعيل بدموع، ثم إستقام واقفًا يحتضن سراج... ضمه سراج مُتألمًا الى الآن يكبت دموع تحرق عيناه، مازال صامدًا... يقول بتشجيع:
بلاش الكلام ده يا إسماعيل، إيمان مُنهاره حاول تتمالك نفسك قدامها .
بغرفة أخري بالمشفى
دلف سراج
نظر نحو تلك الآريكه التى تجلس عليها كل من إيمان التى تقبع بحضن ثريا تبكي وثريا تواسيها، كآن قلبه حسد إيمان على حضن ثريا هو أكثر أحد يريد المواساة الآن...جلس إسماعيل على نفس الآريكه الناحيه الأخري وضع يده على كتف إيمان يُطبطب عليها، رفعت رأسها عن صدر ثريا ونظرت له جهشت بالبكاء وهو يجذبها يضمها يحاول السيطرة على نفسه كي لا يبكي ويزيد من إنهيار إيمان... كذالك فهيمه كانت جالسه فوق فراش بالغرفه تقرأ القرآن ودموعها تسيل...
تلاقت عيني ثريا مع عيني سراج التى تنضخ بالإحتياج، شفق قلبها عليه لأول مرة تراه هكذا باهت الملامح مثل التائهه او المسلوب العقل...
تنهد بقوه، ترك النظر لها كي لا يصرخ بالإحتياج... ذهب نحو شباك الغرفه أزاح الستائر، رغم أنها ليلة شتويه لكن كان القمر هلال صغير بالكاد مثل شريط صغير يتوسط السماء مع بعض الثُريات الصغيرة، ليلة طويلة مُعتمه إنقضت.
❈-❈-❈
فى الصباح
الخبر منذ الأمس وصل الى ولاء وبقية العيلة ما حدث العائله بها فاجعه كبيرة فليس عمران وحده هو الضحيه بل كانوا كُثر، لكن الأهم أو ذو الشآن كان عمران
طلبت ولاء من السائق أن يوصلها الى المشفى لكن تفاجئت بمنع دخول أحد الى المشفى بأمر عسكري، تعلم من صاحب ذاك الامر لكن لم تهتم، حاولت الإتصال على سراج أكثر من مره كان هاتفه مُغلق، إستسلمت وعادت الى دار عمران تجلس بين النساء تندب مثلهن بل وأكثر برياء وغضب ساحق، حتى الصباح.
بينما بشقة إسماعيل كانت تبكي بأسي تحولت ليلة زفافها من سعادة الى حُزن شديد، تركها زوجها وذهب الى المشفي بعدما علم ما حدث بعد مغادرتهم، من مجزرة تحولت ليلة العمر الى مجزرة دامية، دخلت عليها والدتها الى الغرفة التى كان من المفروض أن تجمع بينها وبين إسماعيل بنهاية ليلة أمس لكن ذلك لم يحدث هو حتى لم يصطحبها الى الشقة بمجرد وصولهم سبق الخبر السئ، هرول إسماعيل وتركها، لم تلوم عليه، تنحنحت والدتها، نظرت لها قسمت قائله:
بابا فين؟.
أجابتها:
معرفش نزل من شوية،يمكن قاعد وسط الرجاله،مش سامعه الصريخ والعويل والندب واصل لهنا،أكيد هتلاقي فى رجاله كمان،عرفت إن فى ضحايا كتير فى العيله،ربنا يرحم الجميع مين اللى فى قلبه كل الشر ده،ده إبادة جماعية... هما كان لهم أعداء أو تار بايت مع حد.
زفرت قسمت نفسها وأجابتها:
معرفش ياماما،بس إسماعيل كان قالي لى عن زفاف هنا حصل فيه ضرب نار وثريا كانت إتصابت فيه، واضح إنه زي ما بنسمع ونشوف كل فترة هنا فى الصعيد، عن فرح بيتقلب لمجزرة، بس بختي الأسود يبقى يوم فرحي، كمان حمايا يموت، أنا أتصلت على إسماعيل من شويه قالى إن سراج مانع حد يدخل المستشفى، كمان صلاة الجنازة هتبقي بعد صلاة العصر.
زفرت والدة قسمت نفسها قائله:
يعني هتفضل المندبه اللى تحت دي شغالة لبعد العصر، لاء وممكن تزيد كمان، ربنا يهون.
تسألت قسمت:
هو مش المفروض ننزل أقعد معاهم تحت وسط الحريم يا ماما.... بس أنا معرفش حد غير الست اللى إسمها ولاء وبنت أختها والاتنين مش بحس معاهم بالراحه، ومش عارفه طنط رحيمه كمان موجودة ولا لاء.
وافقتها والدتها قائله:
ده الأصول حتى لو منعرفش حد من الحريم ، بس أنا معنديش هدوم سمرا، أنا كنت هتصل على باباكِ يروح شقتنا يجيب لى عبايه سودة.
نظرت لها قسمت قائله:
إحنا بنلبس مقاس واحد ياماما، عندي هنا كذا طقم أسود.
أومأت لها بتوافق.
بعد قليل
بترقُب نزلن الى الدور الاسفل، تفاجئن بكم النساء سواء بالردهه أو حتى تلك الغرفه الأخري، نظرن حتى يجدن مكان ليجلسن لكن لم يجدن، وقفوا بنفس الوقت كانت ولاء تخرج من غرفة المندرة ورأتهن، ذهبت نحوهن بتعسُف وتفوهت بغلظه:
قدم النحس أخوي عمران إتجتل.
كانت تُقبل عليهن بشرر وهن يتراجعن للخلف بضع خطوات وكادت تنال ولاء وتقوم بطردهن من الدار لكن لسوء حظها كان يدخل والد قسمت من ذاك الباب يتجنب بعيد عن مجلس النساء، رأي تهجم ولاء عليهن وهن صامتات، شعر بغضب وإقترب منهن نظر الى ولاء بإحتقار:
فى إيه يا حجه... أنتِ بتطردي بنتِ من دار جوزها، هل ذهب عقلك وأصبحتي خرقاء... لولا تلك الظروف وفعلت هذا لكان لى رد فعل آخر لكن مراعاةُ للحزن وذاك المصاب الآليم سأكتفي فقط بأن أعطي لابنتي الامر البقاء وبعد ذلك لى رد فعل آخر بعد إنتهاء أيام العزاء... إصعدي الى شقة زوجك يا قسمت.
سخرت ولاء من حديث والد قسمت باللغه الفصحي لوت شفتيها بإستهزاء وإستقلال وكادت تتفوه بشرر لكن جائت رحيمه وقفت جوار قسمت وضعت يدها على كتفها وسألت:
فى إيه واجفين إكده ليه؟.
نظر لها والد قسمت قائلًا:
تلك الحيزبون تود طرد إبنتي، وأنا لن أسمح بذلك، ولولا إحترامي للحزن السائد ل....
قاطعته رحيمه ونظرت الى ولاء قائله:
ولاء بلاش طريجتك المتعاليه دي دلوق، متفطسيش موتة أخوكي عشان شوية غباء ساكنين فى راسك، وإنت يا قسمت تعالى إمعاي إنتِ إهنه صاحبة مكان، وإنت يا أبو قسمت شينه كبيره واجفتك إهنه قريب من مجلس الحريم.
أومأ لها قائلًا بتبرير:
أنا كنت داخل وخافض نظري لكن تلك المتعاليه كادت ان تقوم بطرد زوجتي و...
لبساطة رحيمه تفوهت بهدوء ولم تُعقب على حديثه بهذه الطريقه، فمزاجها سئ حتى إن كان عمران ظلم أختها لكن بالنهايه ضم أولاده فى منزله ورفض أن تأخذهم الى منزلها ولم يحرمهم من خيره ولا سطوة عائلة العوامري وأصبحوا ذو شآن، حقًا كان بينهم عدم توافق وجِدال كثيرًا لكن كل ذلك إنتهي الآن...
جذبت يد قسمت ووالدتها وقالت بهدوء:
إطمن يا أبو قسمت بِتك إهنه صاحبة مكان ومكانه واللى مش عاجبه هو يغمض عنيه.
وافقها والد قسمت وخرج وتركهن مع رحيمه التى نظرة عين ولاء تسحقها سحق... وهي تتصرف هكذا كآن لها شآن هنا بـ دار أخيها.
عصرًا
أمام المقابر الخاصة بـ عائلة العوامري
كان هنالك أكثر من جنازة سايقة لكن كان أخر الجنازات هي جنازة عُمران
وقف سراج إمامً بالمُصلين، يحاول الا يختنق صوته ببكاء، صامدًا حتى إنتهت الصلاة قاموا بوضعه بالثري، ثم تجنب الثلاث على جانب يتلقوا التعازي...
عقل كل منهم يعود بذاكرته لأحد المواقف حصلت مع عمران وكان لها تأثير واضح بحياته
كان أولهم
سراج
ذكري ليلة زواجه بـ فهيمه
كم كانت تلك اللحظة قاسيه على قلب الفتي الذي يقترب من الثانيه عشر بعد وفاة والدته بحوالى عام ونصف كان يرا إلحاح عمتيه على عمران للزواج وهو كان يرفض ذلك لكن مع كثرة إلحاحهن خضع لهن،ولتلك الزوجه التى كان هو أول قسمتها فرق كبير بينهما فى العُمر،لكن بنظر أهلها ثراء عمران يعوض ذلك الفرق وللغرابه أنهم ليسوا فقراء بل عائلة ميسورة... شعر بغضب كبير وهو يراه يدخل الى المنزل بها،وصل به الأمر أنه بات تلك الليلة بالمقابر جوار قبر والدته،ظن أنه لم يلاحظ غيابه،باليوم التالى عاد عصرًا كان عمران يكاد عقله يشت حين لم علم أن سراج منذ ليلة أمس وهوليس بالدار...قبل أن يأمر الحرس بالبحث عنه كان يدخل الى المنزل،نظر له عُمران بغضب سُرعان ما تحول الى قلق بسبب ملابسه الرثة الغير نظيفه،إقترب منه سائلًا:
كنت فين من عشيه.
قبل أن يُجيب كانت صفعة تدوي فوق إحد وجنتيه،إهتز لتلك الصفعة جسد سراج وضع يده على وجنته مكان الصفعة ورفع وجهه ينظر الى تلك التى صفعته ولم تكتفي بذلك بل إستهجنت بالحديث:
كان صايع تلاجيه ملموم على شِله صايعه وراح لعندهم.
ذُهل عمران من تلك الصفعه وشعر بالغضب وكاد ينهر ولاء التى فعلت ذلك،لكن بنفس الوقت جائت رحيمة ضمت سراج وهي تنظر الى ولاء بكُره قائله:
تنشل اليد اللى تتمد على واحد من ولاد أختي،وان إتكررت الضربه دي أنا مش هسكتلك هجيبك من شعرك وهمسح الدار كلها بجتتك.
تجمدت الدمعة بعيني سراج وضم نفسه لـ رحيمه ونظر نحو والده قائلًا:
أنا مكنتش صايع،أنا كنت نايم جنب قبر أمي،ولما صحيت لقيت حشايش وورق شجر ناشف جنب القبر نضفته،كنت بتمني أفتح القبر وأنام فى حضنها.
ضمته رحيمه بحنان قائله بتسرع:
بعيد الشر عنك،إن شاءلله عدوينك واللى يكرهك،تعالى معاي،إتحمم وهجيب لك خلجات نضيفة.
نظره ألقاها سراج الى عمران،كانت كفيلة بتمزيق قلبه،وكان هذا بداية الفكرة برأس سراج لكن يمكث هنا كثيرًا بأول فرصه تتاح له سيبتعد عن هنا،وقد كان بمجرد أن أنهي دراسة الثانويه رغم مجموعه الكبير لكن أصر على البعاد ودخول الأكاديمية الحربية،أصبحت البلدة بالنسبه له كالوطن المهجور،لا يتمني العودة له الا لسبب واحد،حين يرقد جوار والدته بين الثرى،لكن شاء القدر للعودة والآن يضع والده بالثري بعد أن إفتداه،جزع فى قلبه اليوم يُعيد ذكريات بائسه.
بينما آدم يقف مُصابًا يرفع إحد يديه بحامل طبي يضمها لصدره المُشتعل بالآلم،وذكري تمُر أمام عيناه كان بالسابعه من عمرهُ
حين كان يلهو بالإستطبل الصغير المُرفق بالمنزل،يلهو حول ذاك الحصان،يجذبه من ذيله يشد لجامه المربوط،لكن الحصان كان شرسًا،وجسد آدم بالنسبه له صغير،فجأة صهل الحصان رفع قدميه الأماميه لأعلى بعقل طفل أعجب بذلك وإقترب من الحصان يمسك لجامه لكن تعثر ووقع أرضًا ، الحصان كان غاضبًا،فتح فكه وإنحني كانت إحد قدمي آدم قريبه منه بلحظة كانت تلك الساق بين فكي الحصان الذي لو تمكن منه لكانت بُترت بين أنيابه،لكن صرخة آدم سمعها عمران الذي كان قريب منه،بلحظة لم يُفكر وأخرج سلاحه من جيبه يصوب نحو رأس الحصان،تردي فى الحال تاركًا ساق آدم التى تنزف بغزارة،كذالك يتألم من ظهره،إقترب عمران من آدم حمله سريعًا توجه به الى إحد المشافي،كان تشخيص الطبيب أن الحاله ليست خطيرة لكن ذلك سيترك آثر على حركة ساقه لوقت،ربما يزول أو لا،لم ييأس آدم ولا عمران الذي إصطحبه لأكبر وأشهر الاطباء،حتى يعود للسير شبه طبيعيًا،فى نفس الوقت خرجت إشاعة أن الحصان قام بعض أحد أبناء عمران العوامري وتوفي....
كانت إشاعة وقتيه اليوم تمني ماذا لو كانت تلك الإشاعة حقيقية،لكن القدر مرسوم.
إسماعيل يشعر بإهتزاز قوي بجسده وهو يتلقى التعازي ويصافح المُعزيين...
ينظر نحو قبر عمران،دموع متجمدة بعينيه
وذكري ربما كانت بسيطه لكن غرست بقلبه معني كبير،كان مشهورًا بالمُشاغبة بين زملاؤه وبعض المقالب،بعقل طفل ذو تسع أعوام يسعي خلف العلم...قرأ بأحد الكتب عن بعض التجارب العِلمية،
وضع الكحول فوق وسلك الألمونيوم ثم إشعاله،حقًا سيصدر شررًا،لكن ينطفئ سريعًا،جرب ذلك بالسلك فقط مجرد شظايا وتخفت سريعًا،ليجرب وضع الكحول،كان بالفصل مع زملاؤه،الكحول مع السلك ضاعف من الإشتعال هرع زملاؤه الى خارج الفصل يصرخون،هو حاول إطفاء النار وحين فشل هرب خلفه وترك الفصل الذي شبه إشتعل الادراج وقوائم الشبابيك بالفصل،لولا سيطرة بعض العاملين بالمدرسة على النار لاحترقت المدرسة بأكملها...عوقب من مدير المدرسة بصفعة قوية تركت آثر على وجهه...كذالك بفصله من المدرسة لمدة أسبوع وإرسال إستدعاء لولي أمره...لم يهتم بشئ هو يخشي رد فعل عمران حين يعلم... حين عاد من المدرسه أخبر رحيمه بما حدث، زمته على سوء ما فعل، وخشيت من رد فعل عمران، لكن غصبًا بيد مرتجفه وقف يطرق على باب غرفة النوم الخاصه بوالده،لم ينتظر كثيرًا فتحت فهيمه له الباب وتبسمت له،تنحنح بحياء،سمع صوت عمران من الداخل يحثه على الدخول:
تعالى يا إسماعيل.
دخل الى الغرفه يخفض رأسه،ذهب نحو تلك الآريكه الذي كان يجلس عليها عمران...
عمران الذي سُرعان ما شهق حين وقع بصره على أثار أصابع واضحه فوق وجه إسماعيل،نهض وجذبه سائلًا:
مين اللى ضربك إكده جولي.
إبتلع إسماعيل ريقه بصعوبه وقال بصوت خافت:
مدير المدرسة.
لم يسمع عمران سأله بقسوة:
جولي مين اللي ضربك إكده.
بصعوبه إبتلع ريقه وأجلى صوته وأخبره وهو يمد إحد يديه بجواب الإستدعاء له:
مدير المدرسة وباعت لك الجواب ده.
لم يُخبره بقرار الفصل...مزق عمران الجواب وقال بعصبيه أنا لازمن أروح للمدير ده وأعرفه مقامه،دلوق روح لخالتك تعملك كمدات ميه سجعه على وشك عشان تهدا زمانها بتوجعك.
إندهش إسماعيل من رد فعل عمران،وإستغل الموقف قائلًا:
بتوجعني جوي يا أبوي.
ضمه عمران بحنان...شعر بسعادة بالغة....
باليوم التالى إصطحبه عمران الى المدرسة،دخل مباشرة الى غرفة المدير،فتح الباب دون إستئذان دلف متوجهًا نحو المدير الذي وقف فى البدايه كان متجهمًا لكن حين رأي عمران إبتسم بمجاملة،سُرعان مازالت البسمة بعد دوي صفعه على وجه المدير خلفها حديث عمران بغلظه وتعالي:
مش واد عمران العوامري اللى يد تتمد عليه،إحمد ربنا إنى مجتطعتش يدك.
ذُهل المدير،كذالك إسماعيل الذي يفتح فاهه،والمدير إستوعب بعد لحظات حتى فاق من الغفله شعر بالخزي ولو بخاطره لرد الصفعه عشره لـ عمران لكن سطوة عمران جعلته يتقبل ما حدث لكن أخبره بجمود بما فعله إسماعيل...نظر عمران نحو إسماعيل الذي أخفض وجهه،ثم تدارك قائلًا:
ولو مكنش لازم تصفعه على وشه صوابعك معلمه فى وشه من إمبارح.
إنتهي الموقف بمؤازة عمران لـ إسماعيل رغم أنه كان مُخطئًا،اليوم من الذي سيؤازره لو أخطأ...دمعه ليتها تسيل من عينيه ربما تخفف وجع القلب.
كان هنالك بعض النسوة
من بينهن إيمان التى تستند على كل من ثريا وقسمت
وقفت تقرأ الفاتحه دموعها شلال مُتدفق لم تتوقع أن تقف تلك الوقفه،كانت دائمًا تشعر أنها قويه،لكن ذلك كذب هى ضعيفه بل ضعيفة للغايه إكتشفت ذلك الآن حين كان يخشي عليها من جموحها بممارسة رياضة عنيفه الدراسه بجامعه لا تليق بذكائها رغم درجاتها العاليه،لكن إمتثل لإختيارها لتلك الجامعه التى مستقبلها ربما يستهزأون بها وهي مجرد "مدرسة ألعاب"كما كانت ولاء وإيناس يسخران منها،لكن هو ساندها،اليوم علمت سر قوتها
السر كان"عمران العوامري"
❈-❈-❈
مساءًا
توافد المُعزيين
بين النساء
كانت ولاء تنظر الى هؤلاء الأربع وخامستهم رحيمه التى تجاورها فهيمه كآنهن عُصبه عليها شعرت بالكُره تتنفس مثل الثعابين،وهي تفوه بغلول:
وش النحس خربوها وقعدوا على تلها.
بعد قليل
نهضت ثريا مع والدتها وخالتها تصطحبهم ليغادروا بعد أن قدموا واجب العزاء،لاحظتهم ولاء،قامت خلفهن هذه فرصة ربما تنفث فيها عن ما تشعر به من غِل...
ودعتهن ثريا وكادت تعود لمجلس النساء،لكن توقفت أمامها ولاء تقول بهجوم:
وش النحس من يوم ما دخلتي دار العوامريه،أنتِ جبتي الموت فى قدومك...فى الأول غيث وياريتك إحترمتي موته لكن قبل من الاربعين دورتي على ميراثك منه،ورميتي شباكك على سراج،دلوق إتجتل عمران أوعاكِ تفكري إنى هـ.....
قاطعتها ثريا بغضب وكيد:
اللى خدته من غيث ميجيش واحد فى الميه من قيمة ميراثي منه واللى حلله ليا ربنا، وإن كان على سراج لو مكنش رايدني مكنش وقع فى شباكي، والحج عمران ده عمره ومكتوب له، رغم أنه مكنش يستحق موته زي دي فى أمثالك يستحقوا الشنق بسبب جبروتهم، بس تأكدي مهما كان جبروتك جاي لك يوم يا وباء... وبعد كده لازمن تحترمي مكانتي إهنه، انا بجيت مرات كبير العيله، سراج العوامري، ومتحلميش بالمكانه اللى كنتِ عايشه فيها بين ستات عيلة العوامري الناقصه، أنا ست كامله...
توقفت ثريا للحظات تنظر لملامح ولاء الغاضبه
ثم تعمدت إغاظة ولاء:
نسيت أعزيكي فى الحج عمران هو برضك كان أخوكِ، أنا أفهم فى الواجب والأصول كويس.
لم تنتظر ثريا وتركتها وعادت للداخل جلست بمكانها تتخذ مكانتها كزوجة سراج، بينما ولاء شعرت بالغيظ الساحق... لكن لا لن تنهزم وتترك تلك اللقيطة تتخذ مكانتها... عادت للداخل جلست مكانها، نظرت نحو ثريا التى تعمدت النظر لها بإغاظه وهي تعتدل بجلستها تضجع بظهرها تستقيم بوجهها بتحدي مُعلن.
بينما قبل لحظات كان سراج يكاد يدخل الى الدار دون سبب غير أنه اراد أن يفصل عقله حتى لو لدقائق يود الإختلاء والتوريه ربما تسيل دموع عيناه ويزول ذلك الإختناق حتى لو قليلًا... لكن قبل أن يضع قدميه ويدلف سمع صوت ولاء وهجومها على ثريا، كاد يُظهر نفسه ويدخل يرد على ولاء، لكن رد ثريا كان أقوي من رده، رغم بشاعة ما يشعر به لكن حديث ثريا وكآنها تتباهي أنها زوجته جعل وجع قلبه يخف قليلًا وعاد لمجلس الرجال يتحمل الآلم.
بعد مرور ثلاث أيام
اليوم هو اليوم الأخير لعزاء عمران
ظهرًا
بالمطبخ... دلفت إحد الخادمات تقول لـ عدلات:
إعملي تلات كوبيات جهوة لضيوف سراج بيه ووديهم المندرة، مش عارفه هنحضر لهم وكل ولا إيه.
اجابتها عدلات:
اللى تدخل الجهوة تبجي تسأل سراج بيه.
بعد لحظات دلفت ثريا الى المطبخ تطلب كوب من المياة، ثم سألت عدلات التى تضع أكواب القهوة فوق صنيه:
القهوة دي لمين؟.
ردت عدلات بسلامة نيه:
لضيوف سراج بيه فى المندرة.
لم تهتم ثريا، لكن دلفت خادمه أخري قائله:
عدلات الست فهيمه عاوزاكي فى مجعدها.
نظرت الى القهوة قائله:
مين اللى هيودي الجهوة المندرة.
صمتت الخادمة ... فتحدثت ثريا لرفقها بحزن فهيمه والوحيدة التى تستطيع مواساتها هي عدلات :
روحي شوفيها عاوزاكِ ليه، وأنا هدخل القهوة للضيوف.
وافقتها عدلات... حملت ثريا الصنيه وتوجهت الى المندرة دخلت سرعان ما تفاجئت بـ تالين ومعها راجل لا تعلم هويته، رأته سابقًا ليلة زفاف إسماعيل، خمنت أنه والدها رغم عدم وجود شبه، شعرت بغصة فى قلبها، وضعت القهوة، وكادت تغادر لكن أوقفها سراج الذي وقف قائلًا:
ثريا مراتي، وده اللواء "عادل عبد الغفار" والد تالين.
تحشرج صوت ثريا قائله بترحيب:
أهلًا وسهلًا.
نظر عادل الى ثريا بتمعن هي فقط تفرق عن إبنته فى الشكل الخارجي أجمل لكن هو يعلم جيدًا أنها إبنة عامل سابق، كما أنها أرملة سبق لها الزواج، لا تقارن بإبنته، لكن سوء إختيار سراج... هذا ما أكدته ولاء التى دخلت ترحب بحفاوة...تتعمد إغاظة ثريا التى لم تُبالي حتى أنها تحججت وغادرت المندرة.
❈-❈-❈
مساءًا
بالمندرة
كان هنالك بعض الرجال من كبار العائله، يتخدثون بأسى ومواساة، لكن الحياة تستمر كما قال أحدهم
كان الثلاث
آدم، إسماعيل، سراج
يجلسون، تفوه ذاك الشخص:
الحياة بتستمر رغم وجع قلبنا على الحج عمران، بس لازمن يبجي فى كبير مكانه، وبالتوكيد الكبير هو سراج.
لم يتفاجئ سراج من ذلك، رغم أنه أيضًا لا يرغب فى تلك المكانه... نظر نحو أخويه اللذان تشع نظرة الحزن من عينيهم، ثم عاد بنظره لذاك الشخص قائلًا:
إحنا نعتبر لسه فى أيام العزا الموضوع ده سابق لآوانه.
نظر له ذاك الشخص:
عارف إننا فى أيام العزا واللى حصل فى العيله هزها كلها ولازمن نختار الكبير بسرعة، وإنت الكبير من بعد الحج عمران.
تنفس سراج حائرًا
أيرفض وينتهي الامر ويذهب تلك المكانه لـ آدم، نظر نحو آدم الذي فهم نظرته نكس رأسه... فهم أن آدم لا يبغي تلك المكانه هو الآخر، تنهد قائلًا:
كام يوم مش هتفرق.
إمتثل الجالسون،الذي من بينهم قابيل الذي يشعر بالبغض من سراج الذي يتدلل،والأحق بتلك المكانه هو كذالك هو الأحق بـ ثريا...لكن سوء الحظ له وحُسن الحظ لـ سراج لكن لن يدوم ذلك.
❈-❈-❈
بـ دار حفظي
منذ ان خرج من المشفى بعدما تم أخذ تعهد كتابي عليه بعدم الإعتراض سواء لـ حنان أو آدم، يعلم أن هذا التعهد لا قيمة له لكن ما يغيظه تلك الجروح الظاهره بوجهه والتى غصبته أن يمكث فى الدار يتواري مثل النساء... تعصب على والدته لمجرد سكبت كوب ماء وإنزلق منها أرضًا لم تبالي به وتركته... يزفر أنفاسه بغضب حار...
بنفس الوقت صدح رنين هاتفه...
جذبه نظر للشاشه آستغرب فهذا رقم ليس واضح هوية صاحبه، لم يرد لأكثر من رنين بسبب إلحاح المُتصل قام بالرد ضجرًا
سمع سخط الآخر بإستهزاء:
إيه مش عاوز ترد عالموبايل خايف بعد ما حُرمه علمت عليك وخلتك ترقد فى الدار كيف الولايا.
شعر بغضب مستعر ساىلًا:
إنت مين يا واكل ناسك كيف تتحدت وياي بالطريجه دي،لو كنت جدامي كنت عرفتك مين الولايا.
ضحك الآخر بإستمتاع قائلًا:
عيب متعرفنيش من صوتي...إحنا كُنا صحاب.
إرتعب قلب حفظي وشك بالصوت...بينما إستهزأ الآخر قائلًا:
ياما إتشاركنا ليالي سوا مع الرقصات فى مصر.
هلع قلب حفظي وهو يكذب ما يسمعه قائلًا بعدم إستيعاب:
غيث!.
❈-❈-❈
بشقة قابيل
كان مثل الذي على الذي يتقلي على جمر مُشتعل وهو يقول:
اللى بجاله سنين بعيد عن إهنه عاوزين يعملوه كبير علينا، لاه والاكاده بجي هو بيتعزز كمان.
ثار عقل ايناس وهي تسمعه وقال: سراج هيبجى كبير العيله ويعلى من شآن ثريا تبجي هي مرات الكبير، لاه ده لا يمكن يحصل، دي مجامها الارض مش كفايه، لاه مستحيل ده يوخصل لو وصلت أجتلها بيدي، ولا تكون ليها جيمة وسطينا.
كآنها سكبت الجاز فوق جمرات عقل قابيل الذي هزي بعقله:
مرتين تنفد من الموت يا سراج بس لاه التالته تابته ومستحيل تبجي الكبير، كمان ثريا لازمن ترجعلي، هي المفروض كانت تبجي نصيبي من الاول، زي ما جتلت غيث بيدي إنت كمان هجتلك بيدي ومش هستني الحظ يلعب معاك.
❈-❈-❈
ثلاث أيام
أربع ليالي كآنهم عُمر آخر فوق عُمره، أحداث سريعه تتغير وعليه الأختيار، البقاء ويصبح كما كان مُخطط له من البدايه، ظن أنه تمرد لكنه القدر لا أحد يتمرد عليه، لكن قبل إتخاذ ذلك القرار، مازال لا يعلم قرار ثريا حين ترك لها الاختبار...
دلف مباشرةً الى غرفة النوم كانت ثريا تضب بعض الثياب بخزانة الملابس تنحنح وذهب نحو ذلك الشباك الذي بالغرفه ينظر أمامه ليلة حالكة السواد لا قمر ولا نجوم... فقط غيوم تتحرك وسرج من بعيد يشق السماء أصواته بعيده لكن غضب ضوءه يشع بالعالى... عقله فصل عن التفكير غضبه مقابل غضب الطبيعه ولا يعلم أيهما أقوي.
بينما ثريا نظرت نحوه شعرت برأفه فى قلبها عليه، بلا شعور منها سارت نحوه
وقفت خلفهُ ترفع يديها بتردُد كادت تستمع لقرار عقلها أن لا تفعل ما برأسها وتضع يديها على كتفيه تواسيه،لكن ظلت يديها عالقه....
بينما هو لم يرا فقط إنعكاس طيفها،بل شعر بأنفاسها قريبه منه، أغمض عيناه ينتظر أن تضع يديها على كتفيه ربما تُهدأ تلك العاصفة النارية التي تتوغل من قلبه، إستمعت لقرار عقلها، وكادت تُخفض يديها، لكن خطوة إتخذها للخلف جعلت يديها تلمسان كتفيه، تنهدت وهي تُثبت يديها على كتفيه تُخفض رأسها تُلامس ظهره قائله:
دلوك أكيد عرفت أنا ليه وافجت أتجوزك، عشان أنا نحس وأي حد بيقرب مني بتصيبه لعنة...
توقفت تتنفس قبل أن تستطرد بقية هجاء نفسها، لكن سراج
إستدار ينظر لها عيناه كانت شبة حمراء وتجمرت أكثر من حديثها، الذى كادت تزداد به:
أنا.....أنا كنت بكرهك و....
قبل أن تُكمل بقية إلقاء اللوم نفسها وأنها سيئة الحظ على من تقترب منه، قبض على رُسغي يديها بقوة ساحقة، توقفت عن الحديث ونظرت الى قبضة يداه على مِعصميها كالعادة حتى وإن شعرت بتآلم تصمُت، لكن لم تصمُت هذه المره وكادت تتفوه لكن جذبها عليه
يقطع حديثها الماسخ بالنسبة له ضم شفتيها بين شفتيه بقُبلة خاصة جدًا تحمل مزيجًا من الشغف والآلم وشعور آخر هو يعلمه جيدًا،تلك المُحتالة تمكنت وتوغلت من نبض قلبهُ،جذبها للسير معه وهو مُستمر فى تقبيلها ،توقف وترك شفاها ينظر لوجهها،سُرعان ما ضمها بين يديه اللتان كفيه يحتضنان ظهرها بقوة يود أن تلتحم به، هي الأخري رفعت يديها وعانقت ظهره بكفيها، عاود تقبيلها وهو يُثقل بجسده عليها، وهي تميل للخلف الى أن تسطحت على الفراش وهو فوقها مُستمر بتقبيلها، بدأت يديه تسير بحرية على جسدها يُزيل عنها تلك العباءة، شعرت بيديه فاقت من غفوة عقلها، فى تلك اللحظة ترك شفاها لتتنفس، لكن كان يُقبل أسفل ذقنها وبداية صدرها الذى يخفق بشدة، بالكاد نطقت إسمه بحشرجة صوت:
سراج...
قاطعها بقُبلة تستبيح يديه المرور على جسدها بنعومة وإشتياق هي الوحيدة القادرة الآن على أن تُهدأ تلك العاصفه المتملكة من كُل خلية فى جسدهُ
هي الأخرى تنحي كُل شئ بعقلها، تركت الزمام
ينفلت معه
لمسات وقُبلات إمتزجت بينهم، عواطف مُتملكه منهما الإثنين، لن تهدأ قبل إندماجهما معًا بلقاء حميمي مُفعم بحقيقة مشاعر كل منهما للآخر،
رفع رأسه عن عُنقها نظر لوجهها رفع يده أزاح خُصلات شعرها المُتدلية على جبينها ثم قبل شفتيها ، ثم عاد يُخفض رأسه بعُنقها يتنفس بصخب، حتى سمع إسمه منها:
سراج.
-نعم.
حاولت تهدئة أنفاسها قائلة بتهدج:
موافقة أبيعلك الأرض بس ليا شرط الأول تنفذه.
رفع رأسه عن عُنقها ونظر لعينيها لدية يقين عن ذلك الشرط، ترك النظر لعينيها وسلطها على شِفافها بلا إنتظار قبلها ثم ترك شفاه وضع يده على تلك العلامة بفخذها هو يقين أن ذاك الوغد "غيث" هو سببها لكن يود معرفة سبب ذلك نظر لعينيها اللتان تبدلت نظاراتهم شعرت بضيق من لمسة يده لتلك العلامه، تغاضى عن ذلك سائلًا:
إيه السبب الحقيقي للعلامة دي؟.
تبدلت ملامحها ظهر الوجوم بوضوح... أغمضت عينيها بقسوة ثم فتحتها كان ينظر لها... ينتظر جوابها الذي طال وخيب توقعه:
مايه سخنه وقعت عليا وأنا صغيرة حرقت فخدي.
-كدابه يا ثريا... الحرق ده مش حرق مايه سخنه ده حرق ماية نار... السبب غيث.
إرتبكت ثريا وكادت تبتعد عن سراج لكن جذبها يضمها بقوة قائلًا:
ثريا أما متأكد إنك مكنتيش زوجه لـ غيث هو اللى حرق فخدك وحاول يغتصك، ثريا أنا النهاردة مش هخيرك لأن مبقاش عندك إختيار تبعدي عني إنت كمان
وجودك معايا بقى.....
«أمر إلزامي....
الفصل الثاني والثلاثون والثالث والثلاثون من هنا
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا