
رواية اعمي ولكن
الفصل السابع عشر 17 والثامن عشر 18
بقلم اسراء محمود
الفصل السابع عشر
نانسي: جيت أبارك لك بس مش علي الخطوبه ...مبروك هتبقا أب .
وقف جاسم مندهش يحاول أن يستوعب ما سمعه للتوء..وكل ما يدور في عقله أهي تهزئ ام تمزح معه ..أقالت هذا الهراء فقط لكي تبعده عن ندي وتجعله يتزوج بها ..ام فعلا سيصبح أب..أيصدق قلبه الذي يقول لا وبشده هذه كاذبه..ام عقله الذي يقول له لن تتخلص من أخطاء الماضي بسهوله قطع عليه وصلة تفكيره العميق ندي التي وضعت يدها فوق كتفه وقالت.
ندي ..ايه يا حبيبي واقف هنا وسايبني ليه ...ثم نظرت الي نانسي وابتسمت..مش هتعرفني اكيد قريبتك.
جاسم بتردد..اه..قصدي لا..هي قريبتي اه بس كانت مسافره برا ولسه راجعه لما عرفت اني هخطب وحبت تعملهالي مفاجأه.
نانسي بخبث ..بس شكلها مفاجأه مش حلوة .
ندي ..لا ازاي ..اكيد حلوة اكيد ..المهم انتي اسمك ايه .
نانسي ..انا نانسي .
ندي ببتسامه ..اسمك حلو اووي يا نانسي ..طيب انا اسفه اكيد مش حبه اسيبك وعايزة اتعرف عليكي اكتر بس لازم انا وجاسم نرجع تاني الكوشه علشان هنلبس الشبكه .
نانسي..لا ولا يهمك انا اصلا كنت همشي مليش في جو الدوشه دا انا بس اجي ابارك لجاسم واكيد هنتقابل تاني كتير .
ندي ..اكيد طبعا.
نانسي ..مبروك مره تانيه وفرصه سعيده اني اتعرفت عليكي .
ندي..انا اسعد .
كل هذا وجاسم مازال منشغل بتفكيره لا يعرف ماذا يفعل كأن عقله توقف .
ندي ..لطيفه اووي نانسي .
جاسم ..اه جدا ...يلا نروح نلبس الشبكه .
ذهبوا نحو الكوشه لكي يرتدوا الشبكه ..
حاولت أن تتماسك وتخرج تشارك صديقتها فرحتها وان تخفي حزنها ولكن في كل مره تفشل ودموعها تسبقها اخذت تنظر لنفسها في المراءه وكل ما يدور في عقلها لماذا خطب غيرها..الم يكن يبدلها نفس المشاعر..طب لماذا قال لها أنه يريد أن يتزوجها..ام هي مغفله ..عزمت الأمر وحاولت أن تخفي دموعها واتجهت نحو ندي وهي تنظر إلي مازن ..كان مازن يتهرب من النظر في وجهها..كان يعلم انه رد لها اهانتها له ولرجولته..لكن قلبه يرفض وبشده ان يراها تتالم..يريد انا يذهب ويحتضنها وان لا يهتم بالجميع ..ولكن نوال ماذا سيقول لها هي أيضا تحبه وبشده ..هل يجرح قلبها لأجل محبوبته التي جرحته وبشده ام يتمسك بالتي تحبه دون انتظار مقابل حسم الأمر وامسك بيد نوال تحت أنظار سما بدأ كل من العروسين ان يلبس محبوبته الشبكه ..كانت سما تتألم وبشده وهي تراه يلبسها دبلته..بدأت دموعها في الهطول نظرت له نظره اخيره بادلها مازن النظره ولكنه التفت سريعا الي نوال ولم يعطيها اهتمام خرجت سما سريعا من القاعه وهي تمسح دموعها وتلوم نفسها علي حبها..علي نظرتها له..علي ضعفها الذي ظهر أمامه.
كان يريد مازن ان يخرج وراها..ان يقول لها أنه مازال يحبها..انه يريدها ولكن لم يطاوعه كبريائه.
دخلت ليان الفيلا وهى تبكي بشده
وعندما رأت والدها ارتمت فى احضانه تبكي وتتكلم دون التفكير في الكلام ..كان نفسي يا بابا يتمسك بيا اكتر كان نفسي يشدنى لحضنه ويقولي مش هتسافري ومش هتبعدي عنى ..كان نفسي احس بالاهتمام وبحبه ليا اكتر ..هو انا مستحقش انى احب واتحب ..ليه يا بابا قلبي مسامحه برغم كل اللي عمله فيا..ليه يا بابا لسه عايزاه ..ليه.
اخذ يهدها عاصم ويشدد من احتضنها..علشان انتى بتحبيه يا ليان والحب الحقيقي يا بنتى مش بيتنسي..سامحتيه علشان بتحبيه بس انتى مصممه تقاوحي وتقومى مشاعرك ..يامن حاول معاكى كتير بس انتى عايزاه يعتذر بالطريقه إللى انتى عايزاها مش مهم ان هو شخصيه مختلفه وان اكيد عنده كبرياء ورجولته متسماحش بانه يهين نفسه كل شويه بدون جدوى كان لازم تتمسكي بحبك اكتر من كدا يا ليان انتى بايدك تريحي نفسك وتريحيه بس انتى رفضه فكري مع نفسك يا ليان وشوفي هتقدري تكملى حياتك من غير يامن ومع شخص تانى غيره ولا لا لو الاجابه اه فانتى حره لو لا فكري ازاى ممكن تصلحي كل إللى فات وتنسي الماضي بكل الوحش اللي فيه وتبدأى معاه صفحه جديدة .
ليان..تمام يا بابا ...هحاول افكر في الموضوع .
عاصم ..يلا يا لي لي على الاوضه علشان تنامى وانا هفضل جمبك لحد ما تنامى.
ليان بدموع ورجاء..نام معايا النهاردة يا بابا .
عاصم ..تمام يا حبيبتي.
اخذها عاصم فى حضنه وأخذ يربط على شعرها حتى نامت بعمق.
كان يجلس يتذكر ذكرياتهم سويا ابتسامتها ..خجلها.. طفولتها.. وبرائتها نظرتها المشفقه علي حاله ... حبها له وتعلقها به ..وفجأة تذكر اليوم الذي كسر فيه كل شئ..اليوم اللي اتمحت فيه ابتسامتها وتحولت الي نظره كسره وحزن ..اليوم الذي قتل فيه برائتها وحولها لقسوه وكره لم يراه في ليان قط ..وكل هذا هو السبب به ..تذكر كلامها له بأن يبتعد عنها نهائيا وأنها ستتركه وتسافر...هل لهذه الدرجه لما تعد تحبه..هل نسته...هل تريد فعلا ان تبتعد عنه ام قالت هذا لتجرحه مثل ما جرحها...كانت العديد من الاسئله تدور في ذهنه ولا يوجد لها أجابه..هل يتركها تذهب دون التمسك بها لآخر لحظه..ام يحاول مرارا وتكرارا حتي تلين له وتسامحه وتعطيه فرصه آخره...توقف عندما وجد يد والدته تربط علي كتفه بحنان.
يامن ..انتي لسه صاحيه يا ماما منمتيش ليه .
كوثر..انام ازاي يا بني وانا عارفه ان فيك هم..انام ازاي وانت بتتالم ومش لاقي اللي يداوي جرحك..اوعي تفتكر اني مش حاسه بيك..انا حاسه بالمك وفهماه..عارفه يعني ايه انك تحب حد اووي وتجرحه من غير ارادتك بس هو خلاص مش قادر يسامحك ولا قادر ينسي.
يامن بدموع.. هي مش بتحاول حتي تسامحني محاولتش تحط نفسها مكاني ولا تعرف وضعي الحساس في الداخليه اه اذيتها بس حاولت اعوضها حاولت أصلح كل اخطائي.
كوثر ..الفكره انك كان لازم تشوف ليان بتحب ايه بظبط وممكن يخليها تسامحك..كان لازم تفكر ليان بتحب الاعتذار يكون ازاي لان كلمه آسف بعد فوات الأوان ملهاش اي لازمه..البنت يا يامن بتحب تحس انك متمسك بيها عايزها بتحب تحس بالأمان والسند..محتاجه احتواء وحنيه...بتزعق بتقول كلام جارح طبيعي علشان ليان مكسورة..والمكسور يا بني بيحاول يكسر كل اللي حواليه..حاول تاني وتالت ورابع متسبش حبك يضيع واتمسك بيها .
يامن ..بس ليان بطلت تحبني .
كوثر ..ليان لو بطلت تحبك مش هتبقا فارق معاها مش هتبقا عايزة تكسرك ومش هتتهرب من عيونك..ليان لو مش بتحبك مكانتش اهتمت انها تقولك انها مسافره هي زي اللي بتقولك امنعني امسكني وقولي لا متسافريش محتاجك جمبي...المهم انت هتقدر تعمل كدا .
ابتسم يامن لمجرد تعلقه بأمل انها مازلت تحبه..هقدر يا ماما وهحاول زي ما انتي قولتي.
كوثر ..يلا يا حبيبي اطلع نام وريح وفكر ازاي هترجع ليان تاني ليك .
قبلها يامن من رأسها ..ربنا يديمك يا امي وميحرمنيش منك ابدا .
تحرك يامن الي اعلي وهو يفكر كيف يجعل ليان تسامحه.
كانت تجلس في غرفتها محتضنه نفسها تبكي وحيده..نعم هي أخطأت..نعم هي كسرته..ولكن كيف وبهذه السرعه يخطب غيرها..تمنت لو امها بجانبها تحتضنها وتقبلها وتقول لها كل شئ سيكون علي ما يرام يا صغيرتي..كانت تود شخص يحتويها يقول لها ان كل هذا مجرد كابوس وسوف تستيقظ منه...قامت بهدوء وخلعت ثيابها وجلست تحت الماء تشاركها قطرات الماء البكاء..توضأت وتحركت نحو سجدتها وبدأت تصلي وعندما سجدت اخذت تبكي وبشده..تشكي لله همها تشاركه حزنها ويومها السئ..تدعوه بأن كل هذا يمر سريعا..وان يمنحها الصبر والقوه...وبعد وقت طويل من الدعاء والصلي نامت سما علي سجدتها ولازالت دموعها تهطل .
كان يسوق سيارته بسرعه قويه وهو يتذكر دموعها يتذكر نظره انكسارها هروبها لمجرد ان ظهر انكسارها له ..هي لا تستحق كل هذا الألم..كان يضرب المقود وبشده.
مازن.. انا غبي...غبي علشان كسرتها وكسرت نفسي معاها..وعشمت بنت كل ذنبها انها حبتني..انا مستحقش كل الحب دا منهم ..
كاد أن يقوم بحادث ولكنه استطاع أن يصل الي بيته بسلام .
كان يوصلها الي بيتها وهو مازال يفكر كيف سيواجه هذه المصيبه وكيف سيقول لندي بأنه من الممكن أن يكون اب..وهل هي ستتقبل هذا ام ستتركه..قطعة ندي وصلة أفكاره.
ندي ..مالك يا جاسم سرحان في ايه .
جاسم بكدب ..مفيش يا حبيبتي..بس بفكر في يامن وليان شكلهم اتخانقوا تاني لانهم روحوا بدري.
ندي ..عندك حق فعلا انا زعلانه اووي علي علاقتهم الاتنين بيحبوا بعض بس بيكابروا .
جاسم..فعلا يلا اطلعي انتي دلوقتي علشان الوقت أتأخر وانا لما اروح هتصل بيكي اطمنك.
ندي ..تمام يا حبيبي سلام .
اوقفها جاسم وامسك يدها بحب وقبلها..بحبك يا ندوشه.
ابتسمت له ندي بخجل وركضت الي داخل..اما جاسم فاتحرك سريعا نحو منزل نانسي وأخذ يطرق الباب بشده.
خرجت له نانسي وهي ترتدي ملابس النوم..كنت عارفه انك هتيجي .
امسكها جاسم بشده وادخلها للداخل وأغلق الباب ...بقولك ايه يا زباله الكلام اللي قولتيه النهاردة دا هعديه بمزاجي لكن الطفل اللي في بطنك دا لو اصلا في طفل وديه مش اشتغاله منك علشان تبعدي بيني وبين ندي .
اخذت نانسي تضحك وبشده كأنه قال لها نكته ثم نظرت له ..لا بجد ضحكتني قال لو في طفل اصلا عموما الصبح نروح للدكتور اللي انت عايزة وهو يقول اذا كنت حامل ولا لا وبالمرة جيب معاك ندي علشان تعرف ان خطيبها هيبقا اب .
امسكها جاسم من شعرها بشده ..اوعي تجيبي سيره ندي علي لسانك ولو الطفل دا مني يا نانسي ساعتها هيكون ليا تصرف تاني مش هيعجبك ولو قولتي حاجه لندي مش هيكفيني فيكي عمرك كله فاهمه .
اخذت تترجاءه بأن يترك شعرها ..سيبني يا جاسم ...اه ..سيبني يا اخي بقا .
ابتعد عنها جاسم وهو يحاول السيطره علي غضبه ..بكرا الصبح هكون عندك واخدك لدكتور اعرفه كويس وبعدها هشوف هعمل ايه معاكي.
نانسي ..اي حركة هتعملها يا جاسم مش هتعجبني ندي هتكون عارفه كل حاجه وهتندم علي كل اللي عملته فيا دلوقتي.
جاسم..مش انا اللي اتهدد يا شاطره والاحسن تحاولي متقوليش حاجه لحد علشان ساعتها هزعلك يا نانسي اووي .
وتركها وذهب وهو غاضب يفكر فيما يفعل .
اشرقت شمس يوما جديد ولم ينام لحظه واحده من التفكير في المصيبه التي وقعت علي رأسه..تحدث مع عياده مختصه وأخذ موعد لها..ولكن اوقفه صوت رنين الهاتف كانت المتصله ندي .
ندي بغضب ..متصلتش عليا ليه يا جاسم امبارح .
جاسم ..معلش يا ندي نسيت .
ندي..يعني ايه نسيت انا فضلت سهرانه مستنياك..
ولما متصلتش ..قولت اتصل انا ولما اتصلت تيليفونك كان مغلق .
جاسم بغضب..ندي انا مش فايق لجو الخناقات ديه علي الصبح انا فيا اللي مكفيني.
ندي ..ما انا عايزة افهم في ايه من امبارح وانت ملامح وشك متغيره وكأنك مخبي عني حاجه ومش عايز تقولي .
جاسم .. ضغط شغل يا ندي..شغل .
ندي ..ماشي يا جاسم سلام.
أغلقت ندي الهاتف واخذت تبكي هي لا تعلم لماذا يعملها بهذا الشكل كانت تتوقع اول يوم لهم بعد الخطبه سوف يكون مختلف لكن كل أحلامها تحطمت...كانت تريد بعض اهتمام فقط..كانت تريد انا بحتوي غضبها بكلمه حلوة او بمبرر مقنعه..كانت تريده انا يشاركها همه..لم تكن تتوقع غضبه عليها.
اخذ جاسم يكسر باي شئ يراه أمامه حتي يقلل من الضغط والتفكير ..وبدأ يتحرك خارج الشقه ويذهب لنانسي لياخذها الي الطبيب .
استيقظت علي صوت طفلها وهو يملس علي شعرها .
ادهم ..مامي انتي ايه اللي نيمك في الأرض.
سما.. مفيش يا روح ماما كنت بصلي ونمت .
اخذ يربط علي خدها ..انتي كنتي بتعيطي تاني .
سما ..لا طبعا هعيط ليه .
ادهم ..طيب مش هنروح لمازن .
سما بغضب..لا مفيش مازن تاني يا ادهم .
ادهم ..ليه .
سما بحزن ..مازن خلاص هيجوز ومش هينفع احنا نروحله او نبقا في حياته علشان اكيد هنسببله مشاكل .
ادهم..مش ممكن هو يكون عايزنا احنا .
سما بدموع..مستحيل يكون عايزنا لو كان عايزنا مكانش عمل كدا مكانش خطب مكانش قدر ينساني بسرعه ويتعامل بالجفاء اللي شوفته امبارح دا .
احتضنها ادهم بحب ظلت سما تبكي لفتره لا تعلم مدتها .
وصل جاسم الي بيت نانسي طرق الباب بشده .
نانسي بصراخ ..ايه الأسلوب دا لاحظ اني حامل ومحتاجه راحه ونوم وانت جاي من بعد الضهر ليه وتخبط بشكل الهمجي دا .
جاسم ..اسكتي خالص علشان انا علي أخري يا نانسي خلينا نخلص من الحوار دا يلا البسي علشان نروح لدكتور.
نانسي ..ماشي يا جاسم .
دخلت نانسي بدلت ملابسها وذهبت معه الي الطبيب .
في العياده دخلت نانسي وجاسم الي الطبيب .
الدكتور ..اهلا يا مدام ...اهلا جاسم بيه .
جاسم ..اهلا ..ممكن حضرتك تخلص وبلاش سلامات وندخل في الموضوع علي طول .
الدكتور..تمام..حضرتك عايزنا نعمل ايه بظبط .
جاسم ..تحليل حمل ..وعايز اعرف الجنين عمره قد ايه .
الدكتور ..تمام يا جاسم بيه .
بدأ الدكتور في أخذ عينه من نانسي واعطاءها لمعمل التحاليل .
جاسم ..النتيجه هتظهر امتي .
الدكتور ..بكرا .
جاسم ..نعم بكرا ايه ...مينفعش النهاردة.
الدكتور ..مش بايدي يا جاسم بيه .. معمل التحاليل اللي بيحدد المعاد انا مليش يد فيه .
جاسم ..تمام شكرا .
ذهب جاسم ونانسي من عند الطبيب وهم في صمت تام.
استيقظ مازن من النوم علي صوت الهاتف وكان يامن .
مازن ..الو يا يامن.
يامن ..فوق كدا وتعالالي .
مازن ..في جديد حصل .
يامن ..لازم تروح سيناء جه أمر بأنك وشويه ظباط هتحاولوا تقبضوا علي عناصر إرهابية هناك .
مازن ..مينفعش الموضوع يتأجل شويه .
يامن ..بقولك أمر يا مازن مش بايدي اعمل في حاجه .
مازن ..تمام يا يامن هكون عندك خلال ساعه علشان اعرف التفاصيل .
كانت تري ملابسها مليئة بالدماء ويامن يقف بعيد عنها كلما اقتربت منه يبعد عنها بدأت تشعر بالاختناق والظلام يغطي المكان اخذت تصرخ وتنادي يامن ..حاولت الاقتراب منه ولكن سمعت صوت رصاصه تخرج مع سقوط جسد يامن أمامها فجأه .
#الفصل_١٨
الفصل الثامن عشر
استيقظت من النوم بهلع اخذت تنظر إلي ملابسها ويديها بخوف شديد حتي تأكدت ان كل هذا مجرد كابوس ..كانت تريد ان تهاتفه لكي تطمئن عليه ولكن كبريائها منعها .
في الصباح الباكر كان يقف أمام منزلها هو يعلم انها مازلت تخاصمه ولا تجيب علي اتصالاته ولكن لقد اشتاق إليها كثيرا طرق الباب ففتحت له وهي لا تنظر في وجهه.
جاسم..لسه بردو زعلانه مني .
ندي بعصبية..جاسم امشي من هنا علشان بجد مش طايقاك .
جاسم..ندي انتي المفروض تسمعيني وتفهميني اه انا غلط بس ممكن انتي ضغطي عليا في وقت مش مناسب .
ندي..كان ممكن تقولي مش فاضي دلوقتي هرجع اكلمك بهدوء من غير عصبيه .
جاسم ..انا اسف يا حبيبتي انا مقولتش اني مش غلطان بس الفكره ان اليومين دول مضغوط في الشغل لكن وعد الشغل يخلص وهكون هادي ونخرج ونعمل كل اللي انتي عايزاه .
ندي ..هعديها بس المرادي يا جاسم .
جاسم..انتي اصلا متقدريش تخصميني.
ندي ..لا واثق اووي .
جاسم بثقه..اووي اووي .
ندي ..طيب تعالي ادخل افطر معانا .
جاسم ..لسه فاكره دخليني.
ندي ..ما انا كنت مخصماك بقا .
جاسم ..المهم ان دلوقتي مفيش خصام بينا .
ندي ببتسامه..تؤ..تؤ خلاص راح لحاله بقا .
جاسم ..هو انا قولتلك النهاردة اني بحبك .
ندي ..لا مقولتش .
جاسم ..علشان انا مش بحبك بس انا بعشقك .
ضحكت ندي ..وانا بقا مش بحبك خالص ركضت نحو غرفتها لتغير ثيابها وتركته يضحك علي مشاكستها له .
اخذ يدردش مع والدة ندي في مواضيع عديده حتي رن هاتفه وكان الطبيب ليبلغه بأن التحليل قد انتهت .
استاذن جاسم سريعا من والدة ندي وخرج مسرعا نحو عيادة الطبيب .
خرجت ندي من غرفتها واندهشت عندما لم تجد جاسم وعلمت من والدتها انه ذهب مسرعا...ولكن قاطعها صوت رساله من جاسم .
"جالي تيليفون مهم وفي ورق قضيه لازم اسلمه اسف اني مفطرتش معاكي تتعوض يا حبيبتي "
حزنت ندي ولكن اقنعت نفسها ان هذا من عادات عمله ويجب أن تعتاد عليها .
ذهب الي مكتب يامن وهو لا يعلم اي شئ عن المهمه ولماذا وقع عليه هو الاختيار طرق الباب فاسمح له يامن بالدخول
مازن ..خير يا يامن..انا مش فاهم حاجه من اللي انت قولته في التيليفون .
يامن ..الموضوع باختصار المهمه ديه كانت من نصيب أسر وهو قدم اعتذار لان فرحه كمان كام يوم فاطبعا انت كنت واخد اجازة بقالك فتره كبيره فالاجازة اتغلت وانت اللي هتطلع المهمه ديه .
مازن بملل ..تمام مش مهم اديني تفاصيل .
يامن وهو مندهش من رد فعل صديقه فاهذه المهمه خطره وممكن تؤدي الي قتله ...المهمه في سيناء جالنا اخبار ان هيكون في هجوم علي مسجد كبير هناك ولازم نلحق الموقف ديه ارواح ناس .
مازن ..تمام ان شاء الله المهمه تنجح..هسافر امتي.
يامن ..كمان يومين .
مازن ..تمام هستاذن انا بقا علشان الحق اجهز نفسي واشوف مين طالع معايا .
اوقفه يامن ..مازن ..مش عايز تكلم في حاجه .
مازن ..حاجه زي ايه .
يامن ..زي سما مثلا وخطوبتك اللي جت فجاه .
مازن ..لو علي موضوع سما فاخلاص يا صاحبي الكلام في الموضوع دا منتهي اما لو عن خطوبتي فاليه لا هي بتحبني وكويسه ومحترمه وكمان بنت خالتي .
يامن ..هل انت بتحبها يا مازن زي ما هي بتحبك .
مازن بحزن ..مش مهم الحب المهم اني بحترمها وبقدرها..سلام يا صاحبي .
حزن يامن علي وجع صديقه فاهو يعلم انه مازال يحب سما ولن ينسها بسهوله .
وصل الي العياده في وقت قصير وذهب مسرعا نحو غرفه الطبيب .
جاسم ..هاااا مش حامل صح .
الدكتور ..لا حامل وفي الاسبوع التامن كمان .
جاسم بصدمه ..طيب مينفعش تنزله .
الدكتور ..في الوقت دا هيكون خطر عليها .
وقع جاسم علي الكرسي يحاول التفكير في حل اخر ولكن دون جدوه خرج من العيادة وهاتف ندي .
جاسم ..الو يا ندي ..انتي فين .
ندي بدهشه ..في البيت .
جاسم ..طيب انا جايلك حالا .
ندي ..في ايه يا جاسم انا مش فاهماك انت مش لسه كنت عندي وقولت عندك شغل ونزلت .
جاسم ..في حاجه مهمه لازم نتفق عليها الاول .
ندي..تمام تعالي مستنياك .
اغلق جاسم مع ندي وركب سيارته واتجه نحو منزل ندي .
نزلت ليان الدرج وهذا الكابوس الشنيع يحتل تفكيرها قطع وصلة تفكيرها صوت والدها .
عاصم ..مالك يا ليان سرحانه في ايه .
ليان ..مفيش يا حبيبي .
عاصم ..فكرتي يا ليان في موضوعك انتي ويامن .
ليان ..بابا الموضوع خلاص منتهي انا خلاص حددت معاد سفري ولما ارجع هكون احسن.
عاصم ..هتندمي يا بنتي صدقيني هيجي الوقت اللي هتندمي فيه بس ساعتها الندم مش هيفيدك .
ليان ..انا رايحه لسما يا بابا سلام .
خرجت ليان وركبت سيارتها تنهدت بحزن وهي تفكر في علاقتها هي ويامن ولكن هي لا تستطيع نسيان ما فعله بها .
فتحت له الباب وهي مندهشه من تصرفاته الغريبه .
ندي ..في ايه يا جاسم .
جاسم ..موافقه نعمل الفرح في اخر الشهر.
ندي بصدمه ..نعم ليه .
جاسم ..انا مش شايف ان في داعي اننا نأجل الفرح كل الفتره ديه ما احنا عارفين بعض كويس .
ندي ..بردو مش فاهمه ليه السرعه ديه يا جاسم في ترتيبات للفرح وحاجات كتير مش هنلحق نجهزهم .
جاسم ..سيبي كل حاجه عليا وانا هخلصها..المهم انتي موافقه .
ندي ..لا يا جاسم مش موافقه..انت تصرفاتك غريبه اليومين دول وانا مش فاهمه اي حاجه وانت مش بتقولي حتي ليه بتعمل كدا .
جاسم بحزن وعصبيه..علشان خايف يا ندي ..خايف منكملش من بعض ..خايف تسيبيني خايف..اصحي الصبح القيكي مش جنبي ارجوكي يا ندي وافقي.
ندي ..وايه اللي هيخليني اسيبك يا جاسم.
جاسم..ممكن بسبب الماضي بتاعي .
ندي ..الماضي دا خلص وراح لحاله..وطالما دا اللي قلقاك خلاص انا موافقه .
ابتسم جاسم بفرح وجذبها الي حضنه ..بحبك ..بحبك اووي يا ندوشه .
أبتسمت له ندي بخجل وابتعدت عنه ببطء .
ندي ..عيب كدا يا جاسم ماما جوا .
جاسم .. ماشي كلها شهر وتبقي مراتي وهعمل اللي انا عايزة.
ندي بخجل ..طيب يلا روح شغلك ايه مش وراك شغل .
جاسم بغمزه ..اموت انا في خدودك الحمر دول .
ندي ..بيئه اووي .
ضحك جاسم وتركها ونزل الدرج وذهب نحو سيارته وركب واتجه نحو منزل نانسي .
وصلت الي منزل سما ولكن توقفت بدهشه عندما رأت مازن يقف امام منزلها وينظر له بحزن .
اقتربت منه ..بتعمل ايه هنا يا مازن .
مازن ..مفيش كنت معدي من تحت البيت بس .
ليان ..طالما انت اختارت انك تكمل مع واحده تانيه يبقا الاحسن ليك وليها انك تنساها خالص يا مازن
مازن ..بحاول يا ليان بس مش عارف.
ليان في سرها ..محدش عارف ينسي لان الحب مبيتنسيش.
مازن ..ليان ..ممكن متقوليش لسما انك شوفتيني هنا .
ليان ..حاضر يا مازن .
مازن ..سلام يا ليان .
ذهب مازن وصعدت ليان الي منزل صديقتها .
فتحت لها باب المنزل ولكن كانت الصدمه الكبرى لليان عندما رأت عيون سما المنتفخه من كثرة البكاء ووجهها الشاحب الذي يدل عن توقفها عن الاكل .
ليان ..مالك يا سما ايه المنظر دا .
سما ..مفيش يا ليان مالوا منظري .
ليان ..اكيد في حاجه كبيره شكلك دا يدل ان في مصيبه حصلت .
سما ..واللي حصل مش مصيبه .
ليان ..مش مصيبه طالما انتي اللي رفضتيه يا سما انتي كنتي تقدري توافقي بس انتي اللي اختارتي تتعذبي .
سما بانهيار ..وانتي بردو كان ممكن تختاري انك تسامحي يامن بس بردو اختارتي اللي هيتعبك لمجرد انك فكرتي في كرامتك...ليان كل واحد فينا بيفكر العلاقه ديه هتاذيه ازاي وازاي هتبسطه بس لما بيلاقي انه هيتاذي اكتر من انه هيتبسط بيختار الحل الاسهل وهو انه يتعذب شويه مقابل انه الأذى يكون اقل .
ليان بدموع ..وهو الأذي دلوقتي اقل ..لا يا سما انا كل يوم بموت...اوعي تفتكري اني مش عايزة اسامحه لا نفسي بجد اسامحه بس مش عارفه ..اما انتي كان ممكن توافقي وتحاربي معاه بس انتي اختارتي متحربيش اختارتي تستسلمي وتخرجي من المعركه ديه بأقل خساير ممكنه بس اهو بتموتي لمجرد انه خطب غيرك اومال لما يتجوزها يا سما هتستحملي وانتي شايفاه بيحضن غيرك هتستحملي وانتي شايفاه عنده أطفال من واحده تانيه غيرك هتعرفي تعدي كل دا هتعرفي تنسي ردي عليا....هتعرفي تنسي مازن يا سما؟؟؟
ارتمت في احضانها واخذت تبكي ..لا مش هعرف ومش عارفه وبموت يا ليان وانا شيفاه معاها بموت يا ليان لما عرفت انه خد خطوه فانه يكمل حياته من غيري انا يا ليان كنت هروح خطوبه ندي واصالحه واقولوا اني بحبه واني موافقه نتخطب ونكمل حياتنا سوا بس اتفاجات ..اتفاجات اني رايحه خطوبته وانه ماسك ايديها ..جت عينه في عيني وعمل نفسه مش شايفني واكلم معاها..ساعتها حسيت قد ايه انا هبله..حسيت بوجعه حسيت اني فعلا جرحته..انا تعبانه يا ليان تعبانه اووي .
اخذت ليان تربط علي خصلاتها الناعمه برفق وتحاول تهدئتها .
ليان ..كل حاجه هتبقا كويسه صدقيني دا اختبار من ربنا وهيعدي كل الوجع دا هيروح وهيجي مكانه فرح وسعاده ملهاش نهايه استني واصبري وصدقيني كله هيبقا كويس .
نظرت لها تحاول ان تصدق كلامها ظلت ليان معاها حتي نامت بعمق تركتها ليان وركبت سيارتها واخذت تفكر في كلام سما .
وصل امام منزلها وهو يفكر بالحديث الذي سوف يدور بينهم ..صعد درج المنزل بسرعه وطرق الباب ففتحت له وهي تبتسم بمكر نظر لها بحده .
جاسم ..اوعي تفتكري ان بعقلك الصغير دا هتقدري تفرقيني عن ندي او توقعي بينا..والطفل اللي في بطنك مجرد ما يتولد هيعيش معايا انا وندي وانتي هتخلي مسؤوليتك منه .
نانسي ..لا طبعا تكون غبي اووي لو افتكرت اني هسبلك ابني .
امسكها جاسم من شعرها ..احترمي نفسك يا نانسي والطفل شوفي انتي عايزة كام علشان تسيبيه وتخلي مسؤوليتك منه واللي هتعوزيه هتاخديه .
نانسي بدموع ..بس انا عايزاك انت .
جاسم ..يبقا بتحلمي ..واوعي تفتكري الشويتين دول هيدخلوا عليا انتي عايزه فلوسي ومنصبي لكن مش عايزاني احسنلك تفكري في عرضي وشوفي انتي عايزة كام وبلغيني ومجرد ما الطفل يتولد هتمضي علي ورق انك بتخلي مسؤوليتك منه وهتاخدي فلوسك وتسافري ولحد ما الفتره ديه تعدي اوعي تحاولي تعملي تصرف ميعجبنيش لان ساعتها ردت فعلي مش هتعجبك .
تركها جاسم وذهب اما هي فاخذت تفكر في انتقامها منه .
نانسي..تبقا غبي يا جاسم لو سبتك انت وهي تعيشوا مبسوطين .
في مكان آخر أتت مكالمة هاتف ليامن .
يامن ..الو..مين .
سمع صوت ضحكات عاليه ومن ثم جمله واحده ..موتك قرب .
اغلق هذا الشخص الهاتف وظل يامن واقف مندهش من هذه المكالمه وعنده الكثير من الاسئله من هذا وماذا يريد منه ولماذا يريد قتله ....
الفصل التاسع عشر والعشرون من هنا
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا