رواية مهرة والامبراطور
الفصل الثالث والعشرون 23
بقلم مي مالك
مرت الأيام بهدوء إلى أن دخل مازن المنزل وهو يبحث عن يامن في كل مكان
صعد إلى غرفة يامن ، وفتح الباب بعدما طرق عليه
رفع يامن حاجبه بدهشه ثم قال بمزاح :
"هااا عايز تعرف مكان مين المره دي"
نظر له مازن بضيق ولم يتحدث ، ليندهش يامن أكثر
نطق أخيراً :
"هو أنت بيعت فرع الشركه بتاعك في لندن"
أبتسم وهو يعاود بنظره حيث شاشه الحاسوب ، ثم أردف بعدم أهتمام :
"أيوة ياحب"
سيطر مازن على نبرته الغاضبه وهو يقول :
"ليه !! ، بعد كل ده"
أغمض يامن عيناه ولم يتحدث ليصرخ به مازن مطالباً بإجابة :
"ليه يا يامن عملت كده ، هو لعبه !!"
"أنا إلى حياتي بقت شبه اللعبه ، أنا لما مشيت على لندن أول مره مفكرتش كويس ، كل إلى شوفته كان من زوايه واحده وهو أني أخيراً ههاجر وهبني المكان إلى نفسي فيه ، تخيل أي أحتفال يجي عليك تحتفل بيه لوحدك وكأنك مقطوع من شجره ، لما رجعت وأفتكرت أن كل حاجه هترجع وأني جي مصر هاخد فتره نقاهه ......معرفتش .....صحابي مبقوش هما هما إلى عرفتهم ، كل واحد مننا أتغير وكبر وهو بعيد عن التاني ، كل واحد فتح بيت وأتحول من الشاب الطايش لراجل واعي بأغلب الحاجات إلى حواليه ، بس أنا زي ما أنا نفس الشاب الطايش ، فمبقتش عاجبهم لا هما مرتاحين معايا ولا أنا مرتاح معهم ، الحاجات إلى كنت بحبها زمان مبقتش تبسطني دلوقتي ، مش عارف أنا إلى أتغيرت ولا إيه إلى حصل"
رفع الحاسوب عن قدمه وهو يقول بنبرة مختنقه :
"بس أنا تعبت ، حاسس أني تعبان ومهدود حيلي وكأني كنت بعافر ، تعبت ومبقاش فيا نفس أبعد تاني ، أنا محتاج أقعد وحواليا ناس أعرفها"
أقترب منه مازن ، وعانقه سريعاً ، ربت على ظهره كالطفل الصغير
ثم قال له بعتاب :
"أنت ليه عمرك ما قولتلي على إلى جواك ، ليه شايل كل ده جواك لوحدك"
"أنت مش ناقص يا مازن ، كفايه عليك مهره إلى أسبوع في خناقه وأسبوع تعبانه ، وليان إلى هتشلك بدري بدري"
ضحك مازن ليقول يامن بحيره :
"الواحد مش عارف أنت حظك في النسوان كلها أسود كده ليه"
قال مازن بجديه :
"أنت بس عشان شايف الموضوع من بعيد ، لو قربت هتعرف أنه أسود من إلى فاكره"
ظل يامن قليلاً ليستوعب ما قاله ، ثم أنفجر الأثنان ضاحكين
___________
دلف إلى غرفته وجد مهره تتمدد على الفراش وتشاهد التلفاز بتركيز ، أبتسم لها بمحبه ، لتنهض من مكانها وتقفز بين ذراعيه ، تعبر عن أشتياقها له
قليلاً وخرجت من بين ذراعيه ، أنزلها برفق وأظهر الحقيبه الورقيه التي بيده وأعطاها لها
فتحتها وهي تكشف عما بداخلها ، كانت بلوره تركيه على هيئه منزل يملؤه الثلج ويحيط به أشجار كبيره ، تشبه أشجار الكريسمس
أبتسمت له وهي تهزها بعنف ليتحرك الثلج ويتساقط مره أخرى على المنزل
ضحكت كطفله صغيره ، وعانقته بدفئ وهي تشعر بفرحه عارمه على الرغم من بساطه الهديه
أشار للبلورة وهو يقول بحب :
"برغم من أن البيت حواليه ثلج ، أنتي لو قعدتي جواه هتدفيه"
كشرت أنيابها وهي تقول بحنق :
"قصدك أني حريقه"
ضربها على رأسها وهو يقول :
"حريقه ، تصدقي أنا غلطان لك ، أوعي خليني أغير هدومي"
ضحكت مهره بفرحه وأمسكت يده وهي تقول بحب :
"أنا مش هعرف أدفيه لوحدي ، لازم أحنا الأتنين مع بعض ، عشان الدفى بيجي من الأحساس بالأمان ، وأنا مش هقدر أحس بالأمان غير معاك"
لم يعلق بالكلام ، بل أمسك رأسها وقبلها بحنان ، ظل هكذا طويلاً إلى أن حمحمت هي وأبتعدت عنه وهي تقول بمرح :
"غير هدومك بسرعه عشان تتفرج معايا على المسلسل الكوري ده"
تأفف بضجر وهو ينزع عنه الكنزه الصوفية قائلاً :
"مش بحب الكوري يا مهره"
"متقلقش أنا غيرت المسلسل إلى كان مش عاجبك ، وجبت مسلسل جديد أسم Romance is a Bonus Book ، بيتكلم عن كاتب وكاتبه والكاتبه مطلقه وعندها بنت وجوزها خانها و ...."
أوقفها قائلاً بتعب :
"خلاص خلاص ، أنتي هتحكيلي القصه كلها ، هاخد دش وأتفرج معاكي"
"صحيح عملت أيه في الجيم !!"
عبر عن تفاجؤه وعينه تكاد تخرج من مكانهما من فرط الدهشه :
"وأنتي عرفتي منين !!"
"أولا بقيت بترجع البيت بعد الشغل متأخر ، ثانياً بتكون تعبان وبتيجي تنام من التعب وبطلت تقعد معايا ، ثالثا بقى أنا كنت أكاد من فرط الشك أصيح فيامن فضحك وقال أنه أشترك لك في الجيم"
"تكادي تصيحي من الشك ، شك يا مجنونه أنتي هو أنا فاضي"
ضيقت عيناها وهي تقترب منه قائله بخبث :
"الراجل لما بيعوز يخون بيخلق وقت عشان يصيع فيه .....مقولتليش بقى عملت أيه في الجيم"
نزع عنه ما تبقى من ملابس النصف العلوي لتتأمله قليلاً دون خجل أو حياء ، أبتسم مازن على تلك معدومه الحياء ثم ألتف بظهره وأشار إلى مكان في نصف ظهره وقال :
"مش عارف الحته دي وجعاني"
لمستها بأستكشاف ثم قالت :
"أه حمرا شويه شكلك أتخبطت في حاجه ، روح غير وتعالى أدهن لك ظهرك وأحنا بنتفرج على المسلسل"
__________
(بعد قليل)
بدأت تدهن له ظهره بالمرهم ، أو على الأغلب هي كانت تلعب وتكتب أسمها وأشياء غريبه من هذا القبيل على ظهره ، وهو يترجم لها المسلسل
أنتهت مما كانت تفعله وبدأو الأثنان يشاهدون المسلسل سوياً ، إلى أن جاءت تلك اللقطه التي أظهرهت بشاعه زوج البطله وكيف هو خائن حقير وهي التي كانت ترجوه ليبقى بالمنزل من أجل أبنتهم
ظهرت الدموع في عيناها ليناولها مازن المناديل الورقيه
مسحت دموعها وهي تقول بحشرجه :
"كلكم خاينين وصنف عايز الحرق"
نظر لها بضيق ثم قال :
"أه أحنا صنف عايزين الحرق ، ملكيش دعوه بينا بقى"
وأغلق التلفاز ووضع جهاز التحكم في جيبه وتمدد لينام ، جلست مهره فوقه وهي تقول بخجل :
"بس مش عايزين الحرق أوي يعني ، في منكم ناس حلوين وكيوت زيك"
"لا يا حببتي أنا مفيش زي ، أنا لن أتكرر هي نسخه واحده بس من العبد لله إلى هي قودامك دلوقتي"
قالت بهمس "نرجسي حقير"
"بتقولي أيه !!!"
أبتسمت بأجبار وهي تقول :
"مبقولش يا زومي"
__________
نظرت للمكان أكثر من مره وهي تشعر بالتوتر وهي تتأمل الأسم المكتوب أعلى الباب "دار إبداع للنشر والتوزيع والترجمه" ، ثم سمت الله وتحركت للداخل بخطي متوتره ، نظرت للفتاه الجالسه وراء المكتب على الأغلب مساعده المدير ، ثم تحركت ناحيتها وهي تتأمل الوجوه حولها
أبتسمت المساعده وهي تسألها عن أسمها ، ثم طلبت من منها أن تستريح دقائق ، جلست بجانب فتاه مختمره تمسك كتاب ما أو على الأغلب هي روايه
نظرت لها ليان وسألتها بتوتر :
"أنتي جيا هنا تقدمي على مترجمه برضو"
نظرت لها الفتاة لتتضح ملامحها ....كانت بشرتها قمحيه تميل للخمري ، وعيناه سوداء ، لديه وجنتي ممتلئتين تميزها وتجعلها صغيره برغم من سنها
أبتسمت لها الفتاة الغريبه وقالت بهدوء :
"لا أنا هنا عشان أوقع عقد أول روايه ليا"
سألتها ليان بفضول :
"أسمها أيه !"
"أسمها غيث "عندما تموت الأنسانيه" "
"دي رعب !"
نفت الفتاه قائله :
"لا أكشن على رومانسي"
هزت ليان رأسها ، دقائق ونادت المساعده على الفتاه مطالبه إيها بالدخول وأن المدير بأنتظارها
نظرت لليان بتوتر ثم نهضت تكشف عن قصر قامتها وهي تضبط خمارها وأشيائها
تحركت ناحيه المكتب ، ثم توقفت وعادت لليان قائلة بخوف :
"شكلي حلو"
أبتسمت لها ليان ثم قالت بحب :
"جدا"
(بعد قليل)
هبطت ليان بعدما أستلمت عملها كمترجمه في تلك الدار ، وأخذت أول كتاب لتترجمه لتجربة أدائها ، أذا كانت ستعمل معهم مباشراً أو ستحتاج للقليل من التدريب معهم
وجدت تلك الفتاه الغريبه تقف في الشارع حائره تنظر حولها بغرابه
نظرت لها ليان بقلق ، ثم أقتربت منها قائله بنبره متوتره :
"محتاجه أي مساعده"
نظرت لها الفتاه وأبتسمت ثم قالت :
"أصل ....أصل أنا أول مره أجي وسط البلد ومعرفش حاجه هنا ، كنت بتعامل ب Google map بس النت فصل مني فجأه ومش عارفه أروح أزاي"
"طيب أنتي بيتك فين أنا ممكن أروحك"
قالت الفتاه بأحراج :
"لالا شكرا مش عايزه أتعبك"
"أنا مصره"
تحركت الفتاه معها ناحيه السياره وصعدوا الفتاتان بها
أبتسمت ليان وهي تمد يدها قائله بحبور :
"نسيت أعرفك بنفسي أنا ليان الريان"
صافحتها الفتاه بهدوء وهي تقول :
"وأنا ميان أحمد مالك ، وممكن تناديني ب مي"
__________
أوقفت ليان السياره وهي تنظر للبنايه القاطنه بها مي وهي تقول :
"دي العماره إلى أنتي ساكنه فيها"
هزت مي رأسها وهي تلملم أشيائها قائله :
"أه ، ساكنه في الدور التالت ، تيجي تشربي معايا فنجان قهوه"
أجابتها ليان بحيره :
"بس أنا مش بحب القهوه"
ضحكت مي قائلة بمرح :
"طيب أحسن كده كده أنا مش بعرف أعمل قهوه ، تعالي أطلعي أشربي عندي أي حاجه ، أنا عايشه لوحدي متقلقيش يعني محدش فوق"
أبتسمت لها ليان معبره عن عدم قلقها ، ثم أغلقت السياره وصعدت مع مي
دلفت إلى المنزل ، ونظرت حولها تتأمل المكان كان كبير ومساحته واسعه ، والأهم أن به شرفه ساحره
ظلت تنظر للشرفه طويلاً إلى أن قالت مي :
"أنا برضو أشتريته عشان كده ، عشان البلكونه"
"عندك حق البلكونه مذهلة ، أنا برضو بدور على شقه جديده عشاني أنا وأبني ، ممكن تديني رقم صاحب المبني"
"هو أنتي متجوزه ، مش باين عليكي"
أبتسمت ليان بحبور وهي تشعر بشعور غريب ، لكنها قالت بنبرة متردده :
"أيوة كنت ، وحاليا أنا عايشه أنا وأبني لوحدينا"
"طيب تمام ، ما تيجي تعيشي معايا ، أنا كده كده كنت عارضه نص الشقه للبيع ، عشان أنا بحب الونس وكمان الشقه كبيره عليا"
____________
(اليوم التالي)
كانت تتحدث في الهاتف مع شركه المنصوري لتوقف الأجازه وتعود لعملها مرة أخرى
في حين طرق الباب ، أغلقت الخط وتحركت ناحيه الباب
وجدت عامل بريدي يرتدي الزي الرسمي ، أبتسم لها وهو يقول بروتينيه :
"الأنسة مهره عمار"
هزت رأسها ليسملها ظرف كبير نسبياً وهو يقول :
"الظرف ده لحضرتك ، ممكن تمضي لي هنا إذا سمحتي"
مضت بسرعه وأغلقت الباب ناظره للظرف بفضول ، فتحته لتجد فلاشه
عقدت حاجبيها وصعدت إلى غرفتها تبحث عن الحاسوب الخاص بها
وضعت الفلاشه في الحاسوب وتحركت بين الملفات لتصل إلى فحوى الفلاشه ، كانت عده فيديوهات غريبه ! ، لا يظهر منهم أي شئ
فتحت أحدهم ، لتتسع عيناها ....أكثر فأكثر
كيف ؟؟ ....كيف تم تصوريها بذلك الوضع المخل ....كيف تمكن طاهر من تصويرها !....ذلك المختل المجنون ....لو كانت قتلته في وقتها
ظلت تنظر للفيديو غير مصدقه حقاً أن تم تصويرها وهي مكبله ....والمفجع أن طاهر لا يظهر بالأمر كل ما هو ظاهر ......هي
أمسكت الظرف وظلت تبحث به عن أي شئ ....إلى أن وجدت على طرف الظرف
(مع تحياتي طاهر)
وأسفله رقم هاتف ، بدون تفكير سجلت الرقم على هاتفها ودقت ....ثوان ممله ....ثوان تكاد تنفجر بها ....ثوان وهي ترى كل حياتها تتحطم أمامها
"الوو"
صرخت به بكل أنواع الشتائم والسباب الموجوده في العالم ، لم تأبى أنها الطرف الأضعف ....لم تقبل أن تكون الخاضعه مره أخرى
لكن وبكل برود قال طاهر :
"قابليني في كافيه ...... ، سلام"
وأغلق الخط بوجهها
ظلت تنظر للهاتف بصدمه ، ماذا تفعل ؟؟ ....ليس أمامها خيار .....يمكنها أن تفعل أي شئ ....لكن تلك الفيديوهات ....لا يجب أن يراها مازن ....ماذا سيقول ؟؟..... سيطلقها في الحال ....من هو ليتحمل كل ذلك الماضي الحقير الخاص بها ....هل تنتحر !! ....وماذا ستجني غير عذاب في الحياه وفي الممات
ظلت تدور حولها كثيراً إلى أن أرتمت على الفراش وهي تكتم فمها بالوساده وتصرخ بأعلى صوتها
_________
توقفت أمام المقهي الذي قاله طاهر ، تنفست بصعوبه بالغه ، وهي تكاد تموت خوفاً ، حاولت أن تمثل الكبرياء والقوه ، برغم من ضعف موقفها
ودلفت إلى المقهي ، وجدته جالس على منضده بجانب الزجاج الذي يفصلهم عن الماره ، جلست أمامه وهي تكاد تخترقه بعيناها من شده الغضب
أبتسم لها طاهر بسخريه قائلاً :
"الناس كلها بتكبر وأنتي بتصغري"
ألقت نظارتها الشمسيه على المنضده أمامها ، وهتفت بغضب :
"أنت مش جايبني هنا عشان تعمل أكتشاف عن شكلي ، أدخل في الموضوع"
"بصي من غير لف ولا دوران ، أنا عايز إلى فات يرجع"
ضحكت مهره بسخريه وهي تصفق بأنفعال مما لفت الأنظار إليها ، ثم قالت بشجاعة :
"إلى فات مات ، ومهره القديمه كمان ماتت معاه ، ولو كنت فاكر أني ممكن أسيب مازن عشانك أنت تبقى غلطان"
"بس أنا مقولتش تسبيه"
عقدت حاجبيها بدهشه وهي تحاول فهم غرضه ، لكنه فاجئها ببجاحته قائلاً :
"خليكي على ذمته وفي نفس الوقت معايا"
"وأنت فاكره كروديا زيك مش هياخد باله ، زوما حبيبي مش مخليني محتاجه حاجه عشان أبص برة ، وبعدين يعني أنت شايف أني هسيب الراجل إلى قدرني وأروح لو..... بيصورني وأنا معاه ، قول حاجه تتعقل يا راجل"
ضرب طاهر المنضده بيده وهو ينفث عن غضبه هاتفاً بحده :
"أيه يا حلوه إنتي نسيتي لو نسيتي أفكرك ، أنا طاهر مهران يعني إلى بعوزه بخده بإشاره مني أخلى مازن بتاعك ده ينتهى للأبد ، زيه زي محمد نصار ولا نسيتي"
ذكرى مرت عليها كشريط ، محمد نصار ....حبيبها القديم الذي هاجر وتركها ....وعاد وجدها متزوجه ....كانت تجده في كل مكان يحاول الوصول لها .....كان يحاول أن يعبر لها عن حبه حتى وهي متزوجه ....كانت مقابلاتهم لا تتعدى الدقائق وكل مره يراها بها يتأكد أنها لا تعيش في تلك السعاده التي تصفها له ....كان يبرر أفعاله بأنه يريد أن يعودو أصدقاء ....لكنهم لم ولن يكونو أصدقاء أبداً ....تلك كانت حجه منهم الأثنان ....وفي النهايه أختفى محمد دون سابق أنذار ....توقعت أن قليل من الوقت وسيعود ....لكنه لم يعد ....وهي لم تستفسر عن سبب غيابه ....وأنتهى الأمر على ذلك لولا ذكره الآن
"أيه دخل محمد نصار في الموضوع !!!"
"هو أنتي فكراني نايم على وداني أنا كنت عارف أنك بتقابليه في النادي ، وعارف كمان أنكم كنتم بتتقابلوا في الجنينه الخلفيه ......أنا كنت سايبك بمزاجي ، أصل برضو أنتي من حقك تدوري على الراجل إلى يناسبك ، مش هيكون كله بالغصب ، أينعم أنا عارف أن الموضوع مكنش أكتر من دقايق ، بس أنتي إلى غبيه ، يعني ليه مدعتهوش لجوه البيت ، ليه مفرجتيهوش على أوضه نومك مثلا ، هااا ليه !! ، أنتي إلى غبيه ومش بتستغلي الفرص يا ميمو ، والصراحة أنا محبتش أتدخل ، لكن وقت ما أتعوجتي ، ومبقتيش تسمعي الكلام ، بقى المرحوم محمد نصار إلى ياعيني ملحقتيش تتهني برجوعه أصلاً ، صح يا ميمو"
ظلت صامته ولم تتحدث وهي تحاول أن تكتم دموعها ....لقد قتل محمد ....مستحيل !!
أبتسم على صمتها ، وقال :
"وممكن مازن يبقى زي محمد لو متعاونيش معايا ، وبعدين أنا مش عارف أنتي بتتنكي على أيه ، أنتي المذلوله دلوقتي ، أنتي نسيتي أنا معايا فيديوهات توديكي ورا الشمس ، إلى بعته ده مجرد نبذه للي معايا ، كل حاجه أتعملت في الأوضه متسجله صوت وصوره من قبل ما تيجي البيت أصلا"
صمت قليلاً ثم لفظ بأستمتاع وهو يرى تعبيرات وجهها المصدومه :
"أه وكمان كل لياليكي الحمرا مع سوسن وغير سوسن ، متصوره يا عمري ، مش لغرض غير شريف لسمح الله ، ده أنا بس يا روحي إلى كنت بتفرج عليكي ، بس مفيش مانع أن مازن كمان يتفرج معانا ، وجمال وخالتك وأهل مصر الطيبين ، ولا أيه !!"
وضعت يدها على قلبها وهي لا تعلم ماذا تفعل ....هل ترجوه أن يتركها ....بالطبع سيزيد من أصراره ....ذلك الحقير من أين جاء لها
"هسيبك فتره تفكري ، مع أني متأكد أنك معندكيش أختيار تاني ، يا أنا يا تروحي ترمي نفسك تحت أي عربيه أكرملك"
وأشار إلى أحدى السيارات الماره بالخارج ، وتركها وذهب
ظلت هي تنظر للسيارات التي بالخارج وهي تفكر جدياً في كلامه ، أن تنهي هذه الحياه ، مهما كانت الأخرة سيكون الله رحيم بها أكثر من عباده الموحشين
تحركت للخارج وتابعت السيارات الماره إلى أن ألقت نفسها على أحدهم ، ولكنها وجدت يد تمسكها وتسحبها أتجاهها
نظرت لفتاه التي أمامها بغضب وهي تقول :
"مسكتيني ليه !!"
أبتسمت مي وهي تحاول بث الأطمئنان لها :
"عشان مينفعش تموتي ، مفيش أي حاجه في الدنيا تستاهل تخسري حياتك عشانها"
"من الأفضل تخلي فلسفتك لنفسك ، طالما مش عارفه مشاكل إلى قودامك يبقى متتكلميش"
"مظنش ، ربنا بيخلق الناس في الوقت المناسب كأشاره ، يعني أنا جيت لك أشاره ، ربنا يقصد يديكي فرصه ، بيقولك متموتيش ، في حاجات حلوه مستنياكي"
"ربنا مش راضي يصدق أن كل حاجه كانت غصب عني ، ربنا مش مصدقني وقاعد يحطني في مشاكل أنا مش قدها"
"ربنا مش بيدي حد حاجه هو مش قدها ، مهما كانت قد أيه هو هيديكي القوة عشان تستحملي ، هو سندك"
نظرت لها مهره وهي تبكي بوجع :
"طب ليه بيخلي الماضي يعيد نفسه ، ليه كل ما أحاول أنسى يرجع يفكرني ، ليه عايز يفضحني قودام أكثر شخص حبيته ، ليه بيديني الحاجه ومش بيخليني ألحق أتهنى بيها"
"عشان تعرفي قيمتها ، ربنا لما بيرجع الماضي تاني معناها أن في حاجه ناقصه ، كل واحد مخدش حقه ، أو أن الماضي صفحته متقفلتش ، لما بيرجع الماضي تاني معناها أنه عايز كل حاجه تتقفل بجد ، من غير خيوط ناقصه ، لما كل حاجه تخلص هترتاحي ، هو عايزك ترتاحي ، ومعنى أني ظهرتلك في وقت أنتي كنتي عايزه تكفري فيه ، تقدري تعتبريه بيطبطب على قلبك ويقولك أنا فاكرك مش ناسيكي ، ثقي فيا وأتوكلي عليا وأنا هحل لك كل مشاكلك"
"أنتي طلعتي لي منين"
أبتسمت مي وهي تقول بحبور :
"كلنا أسباب في حياة غيرنا"
وتركتها وأختفت وسط الزحام
___________
دلفت مهره للمنزل وهي تتحرك بتعب غير قادره على حمل نفسها من الأرهاق
وجدت مازن يجلس على المقعد ، يضع قدم على الأخرى ، ويدخن بشراهه غريبه
ما أن رأها تأملها من أعلاها إلى أسفلها ثم أقترب منها ودون سابق أنذار أمسكها من شعرها وصعد بها إلى غرفتهم وهي تصرخ بعدم فهم
ألقاها بداخل الغرفه ودخل هو أيضاً ثم أغلق الباب ورائه ، منظره مهيب ، تشعر ولأول مرة بالخوف منه
جلب ظرف غريب من على الكومود ووألقاها في وجهها وهو يصرخ بها :
"أنا عايز تفسير للي جوا الظرف ده حالاً"
فتحت الظرف بيد مرتعشه ، وكشفت عما بداخله
كانت عده صور ملتقطه لها مع طاهر في المقهي ، تلك المقهي التي كانت بها منذ قليل !
وورقه صغيره كتبت
(المدام طلعت لسه بتحبني ، بتلعب بديلها من وراك ، وأنا مهانش عليا تاخد على قفاك ، أنتظري المره القادمه ، الصور هتكون من جوا بيتي معاها ، لو راجل خلي عندك دم وطلقها)
ألقت الظرف من يدها ووضعت يدها على وجهها وهي تبكي بأنهيار
"طالما أنتي عايزه تطلقي ، هطلقك يا مهره ، وقتها تبقى ترجعيله زي ما أنتي عايزه"
ظلت على حالها ليهدر بوجع :
"جهزي نفسك عشان المأذون هيجي بالليل"
أمسكته مهره بقوه وهي تصرخ به وتستنجيه أن يتوقف عن التفاوه بتلك الحماقه ، ملقيه نفسها بين ذراعيه وهي تردد أنها ستشرح له كل شئ
لكنه كان ثابت أو حائر أيهما أقرب ، كان لا يعلم ماذا يفعل معها ، هل يبقى ويسمع شرحها ، أم يذهب ويصمم على قراره
أمسكها وألقاها بعيداً عنه وتحرك إلى الخارج صافعاً الباب خلفه
ركضت وراءه لتحاول إيقافه حتى نجحت أخيراً ، أمسكت يده بكلتا يدها حتى لا يتركها ، وظلت تردد أنها ستريه السبب الذي جعلها تقابل طاهر
صرخ بها بغضب :
"مفيش حاجه تشفع لك مقابلتك ليه ، أنتي خونتيني ، مشيتي ومبصتيش وراكي ، أنتي جرحتيني وجرحتي كرامتي ودي حاجه أنا عمري ما هسامحك عليها"
أمسكت بياقه قميصه وهي تشده ناحيتها وتصرخ به أن ينتظر لتشرح ، ثم في ثانيه ركضت إلى غرفتها بعدما كانت ستقع أكثر من مره على درجات السلم
جاءت بالحاسوب الخاص بها ، ووضعته على قدمه وهي تقول ببكاء :
"شوف"
وشغلت الفيديو لتظهر مرأه عاريه مكبله ورجل ما ورائها والمرأه تصرخ بالنجده
أطفئ مازن الفيديو وألقى الحاسوب بعيداً عنه وهو يقول لمهرة بغضب :
"إيه القرف ده ، أنتي فكراني مريض نفسي عشان تفرجيني على حاجات زي دي !!!"
قالت مهرة مرتعشه :
"ركز كويس في البنت"
وأعادت تشغيل الفيديو ، لينظر للمرأه جيداً ثم أوقف الفيديو وتتسع عيناه أكثر فأكثر وهو يدرك أن تلك المرأه لم تكن سوى ......مهرة
🕺🏻دمتم ساالمين💃🏻...
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا