رواية مهرة والامبراطور الفصل السابع 7 والثامن 8بقلم مي مالك


 رواية مهرة والامبراطور

الفصل السابع 7 والثامن 8

بقلم مي مالك

 قال لها بوقاحة :

"أزيك يا حلوة ، صراحة مش عارف أسمك أيه بس أحب أتعرف ، أنا عمار الأسيوطي أخو الع ...." 


لم يكمل حديثه حيث لكمته مهرة في فكة جعلته يقع أرضاً ، وقفت أمامه وهي تبتسم ببرود :

"من الواضح أنك بتاخد بالمظهر الخارجي ، وألا للأسف مكنتش لبست نفسك مع واحدة بلطجية زي" 


وهبطت لمستواه كان هو يجلس على الأرض يحاول أن يفيق مما فعلته به مهرة ، لتفاجئه بلكمة أخرى طرحته أرضاً ، كانت ستعطيه الثالثة لولا مازن الذي تدخل بينهم وهو يبعدها عن الرجل ، رفعها وهو يصرخ بها أن تهدأ ، وذهب ليجلب ملك ليمشي من هنا ، جاءت ليان وليلي ونرمين وصرخوا بمهرة وكيف لها أن تفعل ذلك ، لدرجة أن مهرة شعرت بأنها خطأ ونظارات من حولها تشعرها بذلك ، لوهله كانت ستبكي ، لكن توقف مازن بين مهرة وبين البنات وهو يصرخ بهم بثقة :

"أنا مراتي مش بتضرب أي حد وخلاص ، أنا مراتي بتعرف تاخد حقها سواء أنا موجود أو مش موجود ودي حاجة تحتسب لها مش زي البنات الجبانة إلى مهما يحصل فيها تفضل ساكته تحت بند الناس هتقول عليا أيه ؟ ، الراجل ده غلط ومراتي عرفته مقامه ، ولو على الغلط أنا مراتي مبتغلطش" 


وأمسك مهرة وملك وتحرك بهم للخارج وسط صدمة الجميع من فعلة مهرة والصدمة الأكبر من رد فعل مازن 


___________ 


توقفت السيارة أمام المنزل ، هبط مازن ووراءه مهرة وملك ، دلفوا إلى المنزل ، نادت مهرة على مازن بصوت خفيض يكاد لا يسمعه ، لكنه سمعه ولم يتوقف ، لتنادي مرة أخرى لكن بصوت أعلى ، توقف مازن ثم زفر بضيق ، هبطت مهرة لمستوى ملك وهمست في أذنها بشئ ما ، لتصعد ملك إلى غرفتها ، قالت له بخجل :

"مش هتسأل عن إلى حصل ؟" 


"مش عايز أعرف ، أو مبقاش يهمني أعرف" 


"بس أنا عايزة أقولك" 


التفت لها وهو يطالعها بضيق :

"ليه ، هتفرق في حاجة ، ما عرفت زي ما عرفتش ما أنتي كدة كدة خدتي حقك" 


"طلما مضايق مني كدة ، ليه دافعت عني قودام الناس" 


أقترب منها وأمسك ذراعها بقوة ثم قال موضحاً :

"عشان أنتي مراتي ، ومهما حصل وعملتي لازم أدافع عنك ، أزعق وأشخط وأنطر ونولع في بعض بس في بيتنا ، أنما قودام الناس أنا مراتي مبتغلطش" 


وقعت مهرة أسيرة جملته ، طال النظر بينهم ، ولسبب ما لم يتحرك مازن وظل كما هو ينظر لها بطريقة غير مفهومة ، همست مهرة بحزن :

"أنا أسفة" 


"أنا ميهمنيش أعتذارك ....قد ما يهمني تعرفي غلطك ، عارفة أنتي غلطانة في أيه !!" 


طأطأت رأسها أرضاً هامسة بخجل من فعلتها :

"عشان ضربت الراجل وخليت شكلك وحش قودام الناس"


"لا أنا ميفرقش معايا الناس ، أنا إلى فرق معايا أنك ملجئتليش ، لو وأنتي وافقه مكانك زعقتي في الراجل وسمعتيني صوتك كنت جيت لحد عندك ونفختهولك ، أنما أنتي مش شايفاني أهل ثقة ولا أني أقدر أحميكي" 


هزت رأسها وهي تقول بحزن :

"لا ولله يا مازن مش كدة ، أنا مقدرتش أفكر لما حط أيده على رجلي ، تفكيري وقف ، روحت ضرباه" 


"حط أيده على رجلك !!" 


هزت رأسها بإيجاب ليقول بضيق :

"وضربتيه بالبوكس بس ، ده كان المفروض تقلعي الكعب إلى في رجلك وتديله في دماغه إلى فكرت تقرب منك ، مش كنت تقولي هناك كنت كملت عليه" 


لم تجيب رفع يده الأثنان ووضعهم على وجنتيها وهو يقول :

"المهم أنك كويسة ، أنتي كويسة صح" 


"أه" 


"طيب أنا طالع أوضتي ، اليوم طول أوي أنهاردة" 


وصعد إلى غرفته وتركها تقف في بهو المنزل وهي تضع يدها على قلبها الذي كان يدق بسرعة رهيبة ، لكنها لسبب ما سعيدة ، وهذا نادراً ما يحدث معها 


__________


عندما أستيقظت مهرة اليوم كانت متأخرة عن عادتها ، ولم تجد لا مازن ولا ملك وعلى الأغلب يامن ذهب إلى غرفته ليكمل نومه ، ذهبت مهرة متأخرة اليوم على العمل ، بسبب نومها الثقيل ، مما أدي إلى توصيل ملك إلى المدرسة بواسطة مازن ، ذهبت مهرة إلى عملها وكان يوماً روتينياً عادياً لا يخلو من رخامة خالد الذي أعتادتها مهرة منذ أن بدأت العمل بهذه الشركة ، جاء موعد ملك ، أتصلت مهرة على مازن وهي تحك رأسها من فرط الآلم بها 

"ألوو" 


أجابت مهرة بلطافة غير معهودة :

"أزيك يا مازن" 


"أنا الحمد لله ، أنتي في البيت" 


"لا أنا في الشغل"


"في الشغل !! ، أنا أفتكرتك أجازة أنهاردة" 


ضحكت مهرة وهي تقول بأسف :

"للأسف لا ده أنا راحت عليا نومه ، وكمان مصدعة أوي من بدري مش عارفة مالي"


قال بقلق :

"طيب تاخدي بقيت اليوم أجازة ونروح لدكتور"


أبتسمت من نبرته القلقة ثم قالت :

"لا متقلقش أنا هشرب قهوة وهبقى تمام ، المهم ممكن تجيب ملك أنهاردة" 


"أه أنا كدة كدة كنت هجبها أنهاردة عشان المديرة كانت عايزاني عشان مستوى ملك الدراسي" 


"طيب تمام ميرسي يا مازن"


"خلي بالك أنتي من نفسك ولو حسيتي أنك تعبانة ومش هتقدري تسوقي أتصلي بيا وأنا هاجي أخدك" 


أبتسمت بصدق ، أن كان مازن يحاول مدها بالأمان فهو نجح ، فهي كلما تقترب منه تشعر بالأمان يتسرسب في جسدها :

"تمام"


وأنهوا الحديث ، ظلت مهرة تنظر للفراغ تبتسم كالمعتوهين ، دلف خالد ونظر لها وهو يقول بمرح :

"يا نهار أسود مهرة بتضحك ، مين إلى قدر يعمل العمل البطولي ده" 


هزت رأسها بملل من تصرفات خالد الطفولية ، جلس أمامها خالد وهو يقول :

"عايزك في موضوع" 


"عايز أيه يا سخيف" 


"بقولك أيه أنا شكلي بحب" 


"شكلك !! ، طب وعرفت أزاي" 


"بصي بحس بحاجات غريبة لما أشوفها ، قلبي بيدق جامد ، بحس أن أنا مبسوط لما بشوف سحنتها القمر ، ودايما بشوفها جميلة جدا ، حتى لو لابسه أيه ، ممكن أقلب أرجوز عشان تضحك في وشي ، فهماني يا مهرة ، بحس أنها ملجئ" 


ظلت تنظر له قليلاً ثم خرجت من روح الجدية خاصتها :

"خالد أنت دايماً أرجوز الموضوع ملوش علاقة بالحب ، وممكن أنت شايفها جميلة عشان هي جميلة فعلاً مش لازم يعني تكون بتحبها" 


"طيب ما أنتي هتعرفي تساعديني بما أنك متجوزة"


عقدت حاجيبها وهي تستفسر :

"وأيه دخل جوازي بالموضوع"


"عشان أنتي بتحبي جوزك ، ولا مش بتحبيه !!" 


نظرت إلى الخاتم الذي يزين بنصرها وهي تقول :

"والنبي مش عارفة" 


"مش عارفة ، اللهم صلي على النبي ، أنتم متجوزين بقالكم كتير" 


"لا مش كتير شهر مش أكتر" 


"طيب وهو كويس معاكي ولا ميتعاشرش" 


"لا صراحة هو طيب وحنين وأنا برتحله" 


"مش كفاية ، أهم حاجة تحسي بالأمان ، طلما حسيتي بالأمان هووب كدة أنتي على أول سلالم الحب" 


"حب !!! ، لا هو ممكن يكون من العشرة" 


"تؤ تؤ تؤ بلا عشرة بلا نيلة ، العشرة دي اما يكون بينكم 10 ، 20 سنة جواز ، أنما ده شهر ، شهر وحسيتي معاه بالأمان يبقى جوازك ده تمام تمام وراجل مفيش منه وأمسكي فيه بأيدك وسنانك ، لأن الرجالة السالكة دي مفيش منها كتير اليومين دول ، بس لو لقت مراتتهم مش مقدرة هوا بيروحو للي يقدرهم لأنهم عارفين أنهم حاجة نادرة ويستاهلوا التقدير ، هلوووو أنتي سرحتي في أيه" 


"ها لالا أنا معاك" 


___________ 


(في المساء)


عادت من عملها وصعدت إلى غرفتها دون أن تتحدث مع أحد ، ولم تتناول الغذاء متعللة بكثرة العمل ، أما في الحقيقة هي كانت تعاني من فرط النوم ، حيث أنها كانت تنهض صدفة لتكتشف الساعة ثم تنام مرة أخرى ، ولم تدري بما كان يحدث بالأسفل 


"ولله ده قراري إلى مش عاجبه هو حر أنا عن نفسي مقتنع بيه جداً

(في المساء)


عادت من عملها وصعدت إلى غرفتها دون أن تتحدث مع أحد ، ولم تتناول الغذاء متعللة بكثرة العمل ، أما في الحقيقة هي كانت تعاني من فرط النوم ، حيث أنها كانت تنهض صدفة لتكتشف الساعة ثم تنام مرة أخرى ، ولم تدري بما كان يحدث بالأسفل 


"ولله ده قراري إلى مش عاجبه هو حر أنا عن نفسي مقتنع بيه جداً" 

قالها مازن وهو ينهض بغضب ، لخالته وشقيقته الحانقين من تمسكه بمهرة ، نهضت نورا لتقف أمامه وهي تقول بتحدي :

"هو أنت إيه إلى جرالك متمسك بيها كدة ليه"


لقاها بعيون متحدية :

"عشان هيا مراتي ومهما حصل ومهما عملت مراتي ويحقلي أتمسك بيها زي ما هي متمسكة بيا وببنتي مع أنها ممكن بسهولة تتنازل عن الموضوع ، أنا نفسي بشوف بنتي وتحسنها وأنا مكرهش لبنتي الخير ، يمكن مهرة عرفت تعمل إلى مريم معرفتش تعمله وهيا أنها تقربني من بنتي ، وتقولي كلام أنتي نفسك عمرك ما هتقوليه"


"مازن أنت جي تكبر وتاخد قرارات على مين ، على أمك وأختك ، على إلى ربتك أنت وأخواتك وإلى خليتك بني آدم تقف تزعق في وشها" 


"إلى ليه عليا جمايل يجي ياخدها ، أنا محدش ليه عليا جمايل ، وأذا كنتي ربيتي أخواتي ف دي أسمها خدتي بالك منهم ودي حاجة فوق دماغي ، أنما جمايل مظنش ، أنتي مدفعتيش ربع جنيه لا في تعليمي ولا في تعليم أخواتي أنا إلى عملت كل ده ، أنا إلى خدت بالي منهم ومن تعليمهم أنا إلى أحب يكونو أحسن مني مش أنتي ، مهما كان كان ولادك أهم ، أنما أنا كانوا هما ولادي وأهلي ، وتقدري تسألي ليان" 


وأقترب من ليان وأشار إلى نورا قائلاً :

"خالتك بتقول أنها كبرتنا وربتنا وخليتنا ناس محترمة زي ما أنتي شايفة ، مين إلى كبرك يا ليان أنا ولا هي ، مين إلى كنتي بتقوليله يا بابا وبتجري تستخبي في حضنه أنا ولا هيا ، مين إلى كان بيجبلك كل حاجة ومفتكرش مرة أنك قولتيلي على حاجة وأنا قولتلك لا فيها ، أنا كان عندي أشتغل شغلانة وأتنين وأكفيكي أنتي ويامن ولا أشوفك زعلانة ، لما كنتي بتحتاجي حاجة كنتي بتطلبيها مني ولا منها ، أتكلمي يا ليان" 


صرخت نورا قائلة بغضب :

"يعني أنت بقى كل إلى عندك فلوس وبس" 


" أنا مقولتش كدة ولا جبت سيرة الفلوس ، بس لو الموضوع فلوس ف إلى دفع حاجة سواء ليا أو لأخواتي يجي ياخدها ، أنا دراستي وقفت عشانهم ، وأنا برضو إلى كانوا هما بيتخرجوا وأنا لسة ببدأ حياتي ، فلما تيجي تتكلمي عن التربية ف أنا إلى ربتهم وأنا إلى أديتهم من مشاعري وأنا إلى أستحق حق أني أكون أبوهم ومحدش يقدر ينكر حاجة زي كدة" 


ثم نظر لليان وهو يقول بوجع :

"خالتك أهي فكري في كلامها وشوفي عايزة تتقلبي عليا ولالا ، وأفتكري أن محدش يستاهل أنك تبعدي عني عشانه ، قعدي وفكري عايزة تقعدي لو الأرض مشالتكيش أشيلك في حضني ، أنتي زيك زي ملك بناتي وهتفضلوا بناتي مهما حصل" 


ثم قبل رأسها وهو يقول بوجع :

"ومهما حصل أنا بحبك وهفضل أحبك برغم من كل عمايلك المجنونة" 


حاوطته ليان بذراعيها ثم وضعت رأسها على صدره وهي تقول بحب أخوي بالغ :

"وأنا كمان بحبك ومهما عملت هفضل أحبك" 


____________ 


قررت ليان العودة لحضن مازن ، والبقاء بقربة ، وكأنها تثبت لنفسها أنه مهما حدث سيظل رابطهم أقوى من أي علاقة ، مهما كانت تلك العلاقة مثيرة وجميلة وذو شعر طويل وأهوج 

مرت الأيام بهدوء كانت مهرة لا تقترب من ليان ولا حتي تحاول ، كانت يومياً تذهب للعمل متأخرة بسبب نومها الكثير ، بل وقصرت مع ملك ودراستها وهذا ما لاحظه مازن عندما رأي علامات ملك في الأختبار الشهري ، كل ما تفعله هو النوم ، أصبحت قليلة التركيز ، كثيرة الشرود ، لا تأكل جيداً ، تشرب قهوة بمعدل كبير عن العادي ، بشرتها أصبحت شاحبة كالموتي ، دائما ما تشعر بصداع ، صداع لدرجة لو تود نطح الحائط برأسها لعلها تهدأ قليلاً ، أصبحت عصبية ولا تتحمل لا خالد ولا ملك ، ولا تكلم مازن ولا حتي تحاول الأقتراب منه ، بل أصبح لا يجمعهم أي شئ تقريباً ، أما ليان فحتي أن حدثتها لا تجيب وكأنها خرساء ، قرر مازن أن يتحدث معها في هذا الأمر لكن الوقت لا يسعه بسبب سرعة مهرة في تبديل ملابسها والذهاب في نوم عميق ، لكنه سوف يحدثها في وقت ما

بدلت ملابسها دون أستحمام بسبب عدم وجود مياه ، هبطت إلى الأسفل لتجدهم مجتمعين للغذاء ، وكالعادة صامتين ، تناولوا الغذاء بهدوء بارد ، ثم صعدت مهرة ببطء إلى غرفتها ، وما أن فتحت الباب :

"يا نهار أسود ومنيل" 

قالتها بصراخ ، ليذهب مازن ويرى ماذا يحدث ، ليجد الغرفة تحولت إلى حمام سباحة صغير ، وجد المياة تخرج من الحمام ، ليقترب من الحمام ويفتحه كادت مهرة أن تحذره لكنه لم ينتظر حيث فتح الباب ، ليتفاجئ بكم مياة هائل في وجه ، جعلت نصف بنطاله السفلي مبلل ، وكأنه _بلاش نقول أحسن مازن يزعل 😂_ 

"أيه ده !!"


قالت مهرة بتوتر :

"أصل أصل أنا شكلي كدة نسيت الحنفايات مفتوحة قبل ما أنزل"


قال مازن وهو يحاول كبت غضبه حتي لا يصرخ بها :

"وأنتي سبتي الحنفيات مفتوحة ليه" 


"كنت عايزة أستحما وملقتش مية فسبتها مفتوحة ، متوقعتش أنها هتيجي بسرعة وقوية كدة ، لو كنت أعرف مكنتش فتحتها على الأخر"


"كمان ، حسبي الله ونعم الوكيل" 


وتحرك من الغرفة وهو يردد :

"ينفع كدة ، ده عقل ده" 


ثم قال قبل خروجه مباشرة :

"أبقى نامي عند ملك لحد ما العمال تنشف الأوضة دي" 


____________


ذهب كل منهم إلى فراشه لينعم بنوم هادئ ، نامت مهرة مع ملك برغم من عدم راحتها بمشاركة أحدهم فراشها

في منتصف الليل 

"اااااااااااه الحقوووني" 


صراخ ملك شق سكون الليل ، أستيقظ مازن مفزوعاً ، وركض بأتجاه غرفة أبنته وتابعه يامن وليان ، فتح مازن الباب سريعاً ليجد مهرة تنام على ملك والأخيرة ترفع يدها وتصرخ تستنجد بأهل المنزل ، أزاح مهرة من على ملك ، نهضت ملك وهي تأخذ نفسها بصعوبة ثم قالت وهي تنظر لمهرة :

"أنا أتكتب لي عمر جديد" 


حرك مهرة بعصبية وهو يقول :

"مهرة ، أنتي يا بنتي" 


وأصبح يحركها أكثر ويعلي من نبرة صوته ولكن لا حياة لمن ينادي ، قال يامن بقلق :

"لتكون ماتت" 


"لا بتتنفس" 


وعاد يهزها من جديد علها تستيقظ :

"أنتي يا حجة روحي نامي في أوضتك" 


قالت ليان بنبرة ناعسة :

"تنام فيها أزاي وهي غرقانه كدة يا مازن" 


"تاخديها تنام جمبك" 


قالت ليان بسرعة :

"لا يعم غرقانة غرقانة ، وأنا مالي" 


ضرب وجهه وهو يقول بغضب :

"ياربي قتيلة نايمة" 


قال يامن بملل :

"يعم خلاص مش هتصحي شيلها ونيمها جمبك ، أنت كبير مش هتفطسك" 


لتؤكد ليان على كلام يامن :

"أيوة فعلاً مش هتفرق معاك دي متر ونص" 


تنهد بضيق ثم وضع يده أسفل قدمها والأخرى أسفل ظهرها وحملها إلى غرفته ، أما ليان فجلست بجانب ملك وهي تقول بنعاس :

"يلا يا يامن على أوضتك وأنا هنام جمب ملك" 


تحرك يامن خارج الغرفة دون كلام ، فالنعاس يسيطر عليه وبشده 

أما مازن وضع مهرة على الفراش ثم نظر لها قليلاً قائلاً بقلق :

"ربنا يسترها عليا" 


والتفت حول الفراش ليكمل نومه


__________ 


في الصباح 


أستيقظ مازن ورائحة غريبة تداعب أنفه ، فتح عيناه بكسل ، ليجد قدم مهرة ترحب به في وجهه ، أنتفض بسرعة يزيح قدمها من على صدره ، ثم نظر بجانبه بدهشة ، ما الذي جاء بقدم مهرة من ذلك الأتجاه !! ، أزاح الغطاء الخفيف ليجد رأسها بجانب قدمه ، ضرب رأسه وهو يقول :

"متجوز خفاش ياربي ، دي بتطير في السرير ، أزاي لفت اللفة دي !!" 


وكزها عدة مرات في ذراعها وهو يحاول أيقاظها :

"أنتي يا ست مهرة ، أنتي يا حلوة" 


بعد قليل شعر بالتعب وفقد الأمل في أيقاظها ، نهض وهو يتحسس ظهره الذي يطقطق من الأرهاق ، ثم قال بحنق :

"منك لله يا مهرة الكلب ، أنا كنت بحارب مش نايم ، فاكرة ظهري كيس ملاكمة بنت ......" 


وذهب إلى الحمام لينعم بدش هادئ عله يصلح القليل مما خربته مهرة 


__________ 


هبط إلى الأسفل وهو بكامل أناقته المعتادة ، وجد ليان ويامن يجلسون على السفرة يتسامرون في شئ ما ، ترأس السفرة وهو يقول :

"صباح الخير" 


ردوا الصباح ثم سأله يامن :

"صحيح يا كبير عرفت تنام أمبارح" 


"أه عادي ، أومال أنت فاكر أيه ، هي تقدر تعمل حاجة ده أنا كنت رميتها من السرير" 


ضحك يامن وهو يقول مشيراً لليان :

"شوفتي قولتلك يابنتي أخوكي جامد" 


هبطت ملك الدرج وهي تحمل بيدها هاتف مهرة التي تركته في غرفتها من أمس ، أعطته لوالدها وهي تقول بطفولية :

"بابي مارد وشوشني" 


أمسك مازن الهاتف بدهشة من الصوت الخارج منه حيث 

"يا صباح الرعب الساعة دلوقتي 6 ...على المقيمين خارج مدينة الرعب المحافظة على فروق التوقيت ....درجة الحرارة في الضل 25 وده كويس للزواحف ...وأحتمال يبقى جو هايل للكسل ف السرير أو النوم ....أقولك الأحسن ؟ ...عمل تمرينات للمخوفاتية أصحااااا يا شلبي" 


نظروا ثلالثتهم لبعض من نغمة المنبة العجيبة التي كانت تضعها مهرة ، والتي لا تدل سوى على شئ واحد أن بداخل تلك الفتاة طفلة صغيرة مازالت لم تكبر بعد 


___________


(بعد عدة ساعات) 


"الو يا مازن ، أنت ليه سبتني نايمة مصحتنيش" 

قالتها مهرة وهي تحول أبقاء نبرتها هادئها ، ليقول مازن ببساطة :

"سوري يا مهرة نسيت أصحيكي ، أتليهيت في نغمة المنبه العجيبة إلى أنتي حطاها" 


"ماله مارد وشوشني !!" 


"ماله ، هو ده شئ عادي أني شابه في سنك تحط نغمة زي دي" 


"مين إلى شابه أناا ، أنا عيلة أساساً بزمتك دي تصرفات ناس كبيرة أنا عيلة يا بابا" 


ضحك مازن وهو يقول بنبرة غريبة :

"أنتي ملك" 


"ملك مين !! ، ملك بنتك"


"شبهها أقصد ، عندك 26 سنة بس شبهها ، عيلة بتاخد بالها من عيلة" 


"ميرسي يا ميزو" 


"صحيح يا مهرة ، هو أنتي أزاي طليقك كان بيستحمل ينام جمبك ، أنتي بتفركي جامد ، أنا ظهري لسة واجعني لحد دلوقتي" 


قالت مهرة بضحكة موجوعة :

"لا مهو أنا كنت بنام مربوطة مش بتحرك ولا بفرك" 


"لا بجد" 


"ما أنا بتكلم جد ، بقولك أيه أنت عطلتني وأنا المفروض أروح شغلي إلى متأخرة عليه ، سلام"


"سلام !" 


وأغلقت الخط بأبتسامة حزينة ثم همست لنفسها بألم :

"ساعات الأنسان بتكون كل حاجة مسلوبة منه ، حتي أبسط حقوقه يا مازن" 


___________ 


ذهبت مهرة سريعاً إلى الشركة داعية أن لا يحدث أي ملاحظة على تأخيرها ، لكن حمداً لله لم يهتم أحد ولم يتأثر أحد بغيابها سوى عمال قسم البرمجة بسبب ضيقهم من المهندسين الأجانب ، لكن وأخيراً هي جاءت لتنقذ الموقف ، وبعد عدة ساعات وهي تعمل بين المهندسين من هنا ومن هنا  حتى تعبوا ليطلبوا القليل من الراحة ، وبعد أن سمحت لهم مهرة ذهبوا إلى الكافتيريا ليرتاحوا قليلاً ثم يعودو يكملوا عملهم ، ثم بدأت هيا عملها على أحد الأجهزة ترى أخطاء صاحب الجهاز ، لتشعر بأحدهم ورائها ، تنفست بقوة وهي تحاول تهدأت قلبها ، وقبل أن تلتفت سمعت صوت خالد المتعجب :

"أنتي بتعملي الحاجات دي أزاي ، بجد أنتي عبقرية" 


ألتفتت له وهي تضيق عيناها من تحت زجاج نظارتها الطبية ، ليقول بأحراج :

"أسف لو كنت أزعجتك ، بس أنا صراحة بستعجب من لغة البرمجة دي ، ومش قادر أعرف أزاي بتفهموها" 


"خالد لو لمحتك واقف ورايا بالشكل ده تاني ، همرجحك" 


جلس على الكرسي بجانبها وهو يقول بمرح :

"أيه خضيتك" 


"لا أنا مش بتخض ، بس مش بحب حد يبقى قريب مني كدة ، وبعدين أنت مش وراك شغل ، ما تروح لشغلك" 


هتف خالد بملل :

"ما أنا زهقت من الشغل ، وبعدين أنا مش بحب الشغل أصلاً ، أنا مش بتاع مسؤلية يا جدعان ، أنا هلاس بطبعي" 


نظرت له من أسفل لأعلى وهي تقول بحنق :

"حلو النوع البجح المعترف ببجاحته ده" 


مثل خالد الخجل وهو يقول :

"ميرسي يا هندسة" 


نهضت من مقعدها وهي تقول بضيق :

"أنا رايحة أجيب قهوة" 


"هاتيلي معاكي" 


جلست على مقعدها وهي تقول :

"ما تروح تجيب أنت ، أهو تتلحلح بدل ما أنت قاعد جمبي تكفرني عن ذنوبي" 


نهض من مكانه وهو يقول :

"ماشي هجبلك ، بس عدي الجمايل" 


نظرت للحاسوب الذي أمامها وهي تقول :

"مش عايزاها من البوفيه ، هاتها من الكافيه تحت" 


قال بمرح :

"لا عندنا مكنة قهوة" 


التفتت له مهرة وهي تقول :

"هما مش بيقولو بايظة" 


"أيه ده هو أيه إلى بوظ رانيا السكرتيرة" 


ثوان وفهمت ما يقصد ، لتمسك تحفة من التحف الموضوعة عن المكاتب وتوجهها صوبه ، ليقول بسرعة :

"ولله بهزر ، أحنا معندناش سكرتيرة أسمها رانيا أصلا" 


"برة يا خالد"


ليخرج خالد وهي تكاد تسمع صوت ضحكته المرحة ، لتهز رأسها بملل على ذلك العقاب الذي يوجد معها بالعمل 


___________ 


مر اليوم كعادته وأخيراً أنتهى العمل ، عادت مهرة للمنزل وهي تجر أقدامها جراً من التعب ، وما أن دخلت إلى المنزل ، وجدت مازن يجلس في بهو المنزل ويعمل على الحاسوب الخاص به ، نظرت له بدهشة فهي تعلم أنه دائماً يعمل في المكتب ، لكنها لم تعقب بل ألقت التحية وتحركت تذهب إلى غرفتها ليوقفها مازن ، التفتت له ، ليطلب منها الذهاب معه إلى المكتب ، ذهبت معه وهي تعقد حاجبيها بأستنكار ، دلفوا إلى المكتب سوياً وأغلق مازن الباب ، ثم جلس على الأريكة الموضوعه بركن من أركان الغرفة وأشار لمهرة بالجلوس بجانبه ، أطاعته بهدوء وهي مازالت متعجبه من أفعاله 


"درجات ملك الشهر ده مش زي الشهر إلى فات نهائياً ، ملك رجعت تاني زي الأول" 

قالها مازن بضيق واضح ، لتتوتر مهرة فهي تعلم أنها مقصرة بحق ملك :

"أه أنا عارفة أني قصرت في حقها الفترة إلى فاتت ، بس أنا كنت باجي تعبانة من الشغل فبنام على طول" 


"يبقى يا ترجعي من شغلك بدري ، يا أما تتحملي على نفسك وتذاكري معاها قبل ما تنامي ، أنما كدة مينفعش كدة ملك هتضيع من غيرك ، وأنا مش بهزر ولا بأفور لما أقول أنك بالنسبة لملك حاجة كبيرة ، أنا عارف أنك بتتعبي في شغلك ومقدرش أمنعك منه عشان أنتي بتحبيه وأنا عارف أنتي بتحبي شغلك ، ف أنا بطلب منك بكل لطف خلي بالك من ملك"


هزت رأسها بحزن وهي تقول :

"حاضر يا مازن" 


وتحركت تخرج ليسألها بقلق :

"مهرة أنتي كويسة" 


هزت رأسها دون أن تلتفت له ، لينهض من مكانه ويمسك بيدها مستفسراً مرة أخرى ، لتأكد أنها بخير 


"أصل أنا مش حاسس كدة ، حاسس أنك تعبانة أو فيكي حاجة ، أنتي تعبانة" 


التفتت له وهي تقول :

"أنا كويسة أهو يا مازن" 


"هو أنا عكيت في الكلام ولا أيه ، أوعى أكون ضايقتك بكلامي ، أنا مقصدش" 


وفجأة وبدون مقدمات عانقها بحنان وهو يربت على رأسها بيده وبالأخرى يحاوط خصرها يقربها منه ، رفعت يدها تحاوط رقبته بهدوء وهي تحاول أخراج أي أفكار سيئة تأتيها في هذه اللحظة ، فبعض لحظات الصمت تكون أفضل من ألف كلام 


"شكلك مش كويسة" 

قالها مازن وهو يربت على ظهرها بحنان ، لتجيبه بأرهاق :

"تعبانة ، ومش عارفه أنا تعبانة نفسياً ولا جسدياً"


"يااه هو الموضوع صعب أوي ك.....


وكاد أن يكمل لولا فتح الباب المفاجئ وظهور ليان من العدم وهو تصرخ فرحة لكنها توقفت ما أن رأت مازن ومهرة التي كانت تحول جمع شتات نفسها ، عدلت شعرها وتحركت للخارج دون أن تتحدث ، ومازن كان مذهولاً من ردة فعلها فهي زوجته على أي حال ولا يوجد عيب في ذلك 

أما مهرة تحركت إلى غرفتها لتبدل ملابسها وكأنها لم تفعل أي شئ 


___________


دلفت إلى الغرفة دون أستئذان وكأنه _بيت أبوها🙂_ 

نظرت لها مهرة بضيق فهي ليست في مزاج يسمح لها بالخناق مع تلك المجنونة 


"أنا مش فاهمه ، أنتي أزاي كدة"

قالتها ليان بوقاحة ، نظرت لها مهرة ولم تتحدث لتقول ليان :

"لما جيتي أول مرة كنت مستغربة برودك ، برغم من موت أختك لكني حتي مشوفتكيش حزينة عليها ، لكن وللبجاحة دا انتي أتجوزتي جوزها وخدتي بنتها وشوية شوية هتخليها تقولك يا ماما ، أنتي فصيلة دمك أيه ؟؟ ، برود" 


وللحق كانت تنظر لها مهرة وبعد أن أنهت كلامها قالت لها :

"خلصتي ، لو خلصتي أخرجي عشان أنا عايزة أنام" 


صرخت بها ليان بحدة :

"أنتي أزاي بجحة كدة !! ، بجد أنا متفاجئة من بجاحتك ، أختك لو كانت عايشة كانت أتبرت منك ، ومن عمايلك" 


وجهتها مهرة بتحدي :

"أولاً ده ميخصكيش يا حشرية ، ثانياً في ناس ميستاهلش يتزعل عليها ، ثالثاً أنتي مدخلتيش جوا قلبي تشوفي إلى جواه ، بصي يا لولو أنا عارفة أنك محروقة من قربي من مازن ومرارتك تعباكي وأنتي شايفة أخوكي بيتاخد منك ، وصدقيني أنا لو عايزة أخده هاخده وممكن أخليكي أنتي تاخدي بالك من ملك لو عايزة" 


"أه يا حيوانة يا حقيرة دا أنا هشرب من دمك" 


وهجمت ليان عليها بدون سابق أنذار لتصرخ مهرة وهي متفاجئة حقاً من جنون ليان ، وبعد قليل من الضرب بين ليان ومهرة والفائز كان ليان وغضبها ، فمهرة كانت تخور قوها بشكل ملحوظ بدون سبب ، وفجأة ضربت مهرة ليان في معدتها جعلتها تبتعد غضب عنها ، ثم نهضت بوجع و نظرت لليان في عيناها وهي تقول بتعب :

"أنتي متعرفيش أنا كان بيجرالي أيه ، متعرفيش كل يوم أحتاجت فيها أتكلم مع مريم وصدتني ، متعرفيش يعني أيه تقولي لأختك محتاجاكي تقولك لا أنا مش عايزة مشاكل ، كانت هي الوحيدة إلى ممكن أحكي لها عن مشاكلي لكنها منكش عندها وقت ليا ، مريم مش ملاك ، مريم واطية حتى مع أمها إلى ربتها ، وقت ما بتقع في مشكلة مع مازن كانت تكلمها وتحاول تطلب مساعدتها وبعد ما تتصالح هي ومازن تعملها بلوك ، ماما لحد دلوقتي فاكرة أنها بتكون مشغولة وبتتكلم في التليفون وأنا مقدرتش أقولها ، كنت بموت ومحتاجلها وبرغم كل إلى عملته أتصلت بيها وطلبت مساعدتها لكنها قالتلي بكل برود سوري يا مهرة مقدرش أساعدك أنا مش عايزة مشاكل ، هي السبب في موت أبني لو كانت ساعدتني مكنش أبني مات هي السبب أنا عمري ما هسامحها ، أنا أبني مات بسببهم أنا بكرهم كلهم هما السبب في كل ده ، هما إلى عملو فيا كدة ....

ثم نظرت للباب لتجده ، يقف وعلى ملامحه الصدمة ، ظلت تنظر له ودموعها خير دليل على صدق حديثها ثم 


"مهرة !!! ، يا مهرة ، حد يتصل بالدكتور بسرعة" 

ثم فقدت الوعي بعدما كان صوته أخر شئ تسمعه ، ومن كل قلبها تمنت أن تكون النهاية ، فقد أرهقتها الحياة بما يكفي لتتمنى الموت 

💃🏻💃🏻🕺🏻💃🏻💃🏻🕺🏻💃🏻💃🏻🕺🏻

(الفصل الثامن)


"أنتم أزاي تسيبوها لحد ما تتعب بالطريقة دي" 

قالها الطبيب والحنق بادي على وجهه ، لينظر له مازن بعدم فهم :

"ليه هي عندها أيه !!" 


"عندها نقص حديد بنسبة عالية جداً أثرت على جسمها وشعرها وده سبب تساقط الشعر إلى عندها  والأجهاد وكتر النوم ، وده سبب لها فقر دم وهي حالياً محتاجة لرعاية لازم تنتظم على الفيتامينات إلى هكتبها ومتتحركش من مكانها لحد ما تستعيد صحتها ، وياريت تعمل تحاليل شهرية وتتابع مع دكتور تغذية ، ولو مهمتش بالموضوع ممكن يحصل لها نكسة وقلبها يوقف" 


أكتفى مازن بهز رأسه وأخذ الورقة المدون بها الأدوية وشكر الطبيب ، ويامن أخذ الطبيب ليوصله ، دلف مازن لغرفته التي تجلس بها مهرة ، كانت تغوص في ثبات عميق ، نظرت له ملك وهي تقول بحزن :

"بابي هو مهرة ماتت زي ماما" 


هبط لمستوى ملك وهو يقول بحزن :

"لالا طبعا ، مهرة كويسة بس هي تعبانة شوية" 


"طب ليه مش بترد عليا" 


"أصلها تعبانة شوية ، عشان كدة مش قادرة تفتح عنيها ، بكرة هتصحى وتقعد معاكي ، بس أنا عايز أطلب من لوكة طلب ، لما مهرة تصحي متتعبيهاش متقعديش تقوليلها على الواجب أو تتفرج معاكي على الكرتون سبيها ترتاح ، وأنا هعمل معاكي الواجب وألعب معاكي ، ونعمل مع بعض كل حاجة ، تمام" 


"تمام يا بابي" 


فتح ذراعيه وهو يقول :

"يلا حضن بابي بقى عشان لوكة تخرج وتسيب مهرة ترتاح" 


حضنته الصغيرة بطفولية ثم خرجت ، ليتحرك هو ويجلس بجانب مهرة على الفراش ويملس على شعرها بحنو بالغ ، دلفت ليان وعلى وجهها علامات الأسف ثم قالت :

"مازن أنا ....أنا أسفة أنا مقصدش أعمل كدة أنا كنت .....


قاطعها مازن وهو ينهض غاضباً :

"أنتي السبب في كل ده ، أنتي إلى دايماً حطه راسك براسها وكأنك عيلة صغيرة ، ونسيتي أنها مراتي ، وأهي دلوقتي زي ما أنتي شايفة" 


قالت ليان بحنق :

"هو أنا إلى عملت كدة ، ما هي عندها فقر دم لوحدها" 


"بس الدكتور قال أن حالتها النفسية سيئة ، مين إلى دايماً يتخانق معاها على الفاضي والمليان أنتي ، أنتي إلى مخليه حالتها النفسية وحشة حتى لو مش بتبين" 


"طب ما هي ممكن نفسيتها تعبانة منك بس مش بتبين برضو" 


"أنا لا بتخانق معاها ولا بضايقها" 


"ملاك ، أخويا ملاك ، أنت ممكن تقتلها ببرودك ده ، يمكن لما تتتعامل معاها أحسن من كدة تتحسن" 


وتحركت ليان إلى الخارج وتركت مازن ينظر للفراغ وهو يفكر ....هل حقاً هو سبب كل هذا ؟؟ ....أعتقد أنها تريد أن تكون بعيدة عنه ....ولم يأتي على باله أن تكون هي تحتاجة ولا تقول ....بحسب شروطها قبل الزواج هي لا تريد أي شئ يربطها به سوى ملك ....لم يتذكر سوى شروط الزواج ....ونسى أن مهرة إمرأة ....وأي إمرأة تحتاج للرعاية والحنان ...مهما كانت عنيفة ومهما كانت متسلطة كل ما تحتاجة هو حضن حنون 


___________ 


(في الصباح) 


تململت مهرة في فراشها ، فتحت عيناها بكسل لتجد نفسها وحيدة في الغرفة ، لا تتذكر أي شئ مما حدث بالأمس ، نهضت من فراشها بتعب لتشعر بدوران رأسها لتقع على الفراش ، أمسكت رأسها بتعب ، وثوان ووجدت مازن يدلف إلى الغرفة ، وما أن رأها أبتسم بحنان ثم قال :

"صباح الخير يا كسولة هانم" 


حكت رأسها وهي تقول بتعب :

"هو أيه إلى حصل" 


"مفيش فقدتي الوعي فجأة ، جبنالك دكتور وأكتشفنا أن عندك نقص حديد سبب فقر دم والموضوع بقى صعب بسبب وجوده معاكي فترة طويلة وأنتي مش حسا" 


لتكمل هي بدلاً عنه :

"وطبعا قال أن أزاي تسيبو الموضوع يتدهور للدرجادي ، وأني محتاجة رعاية ولازم أنتظم على أدوية وفيتاميات وما أتحركش من السرير ، صح !!"


نظر لها مازن ولم يتمكن من أخفاء صدمته :

"يعني أنتي كنتي عارفة كل ده ، ومع ذلك الموضوع مفرقش ، ده الدكتور قال أن ممكن قلبك يوقف وتموتي" 


"نفس إلى قاله الدكتور بتاعي إلى كنت بتابع معاه في لندن زمان ، ممكن يحصلي فشل في القلب والقلب يوقف وأموت" 


"يعني أنتي عارفة أحتمالية أنك ممكن تموتي ومع ذلك مفرقش معاكي ، أنتي متخيلة أنتي بتعملي أيه في نفسك ، أنتي بتأذي جسمك إلى هو نعمة ربنا أديهالك وهتتحاسبي عليها" 


قالت له بغموض :

"جسمي ده مش نعمة ، جسمي ده أكبر نقمة في حياتي ، وأكتر حاجة بكرها فيا"


تلقائياً لاح نظره إلى جسدها الفاتن ، ثم نظر لعيناها وهو يرفع حاجبه بدهشة من تصرفاتها ، لتقول هي :

" وبعدين أهتم ليه طلما كدة كدة ميته ، متشغلش بالك أنت كمان ، وأنت مضايق ليه لو مت أبقى أتجوز مرة تالته" 


"وهو الموضوع جواز بس ...


نظرت له مهرة بدهشة ليكمل هو :

"أجيب أنا منين واحدة أناقر معاها ليل ونهار هاا ، ده أنا لما بكون في الشغل بتصل بيكي عشان أرخم عليكي هو في كدة ، ملك هتلعب مع مين ، ليان هتتخانق مع مين ، الجيران هيخافو من مين ، أنتي سايبة بصمتك في كل واحد في البيت من غير ما تحسي" 


ظلت تنظر له مطاولاً هل حقاً أثرت بهم بهذا الشكل ....لم تكن تتوقع ذلك الرد منه 

لينهض هو ويقف أمامها قائلاً برجاء :

"عرفتي قد أيه أنتي مهمة بقى ، لو سمحت أهتمي بقى بنفسك وبصحتك ممكن" 


"هحاول أفطر وأهتم بأكلي ، لكن مش هاخد أدوية" 


"لا وهتاخدي الأدوية وأنا إلى هفكرك بيها بنفسي ، تمام" 


أكتفت بهز رأسها ليبتسم مازن بأتساع :

"طيب أنا أروح شغلي بقى" 


نظرت للساعة وهي تقول :

"أنت إيه إلى أخرك لحد دلوقتي أصلا ، الساعة 1" 


قال لها وهو يقلب بين ملابسة بحيرة :

"أصل أنا قولت أقعد في البيت لحد ما تصحي وأطمن عليكي ، لتكوني تعبانة ومحتاجة تروحي المستشفي ولا حاجة ، وعشان لو تعبانة أقعد معاكي بس أنتي الحمد لله كويسة ، ولا أنتي تعبانة !!"


وأنهي جملته وهو يلتفت لها ، لتبتسم بفرحة من أهتمامه وهي تردد :

"أنت عطلت شغلك عشاني" 


أقترب منها وعاد بجانبها مرة أخرى :

"صراحة شكلك أمبارح كان يقلق ، خصوصاً الطريقة إلى أنتهى بيها كلامك ، كان عن أبنك الله يرحمه ، هو مات أزاي" 


ظلت صامته شاردة في الماضي ، حتى أعتقد مازن أنها لا تريد أن تتكلم ، لكنها قالت بحزن :

"كنا بنتخانق أنا وطليقي وزقني من غير ما يقصد وقعني على السلم سقطت ، وبعدها بفترة بسيطة أطلقنا ، خصوصاً بعد ما عرفت أني مش هعرف أحمل تاني بسبب الأنيميا وفقر الدم إلى عندي ، للأسف جسمي مش هيستحمل" 


ربت مازن على ظهرها وهو يشاركها حزنها ، بدأت مهرة بالبكاء وهي تتذكر ماضيها الأليم والذي هو أسوء من أسوء تخيل يمكن لأحد أن يتخيله ، تحركت يد مازن لتحاوط خصرها ثم وضع رأسها على صدره وهو يتنهد بحزن عليها وعلى كل تلك القوة الذائفة التي بها 

من يصدق أنها هي نفسها تلك الفتاة الهوجاء الذي أخذت منه أبنته 

قبل رأسها عدة مرات وهو يقول كلمات مهدئة علها تهدأ قليلاً ، ظلت هكذا بعض الوقت حتى هدأت ، وبكل هدوء خرجت من بين ذراعيه ، وأندثرت تحت الغطاء وأغمضت عيناها تنوي النوم 

ظل ينظر لها مازن لثوان لكنه فهم أنها لا تريد التحدث ، لينهض هو ويخرج بعض الملابس ويذهب للحمام ، أما مهرة فأغلقت عيناها بقوة وهي تمنع نفسها من البكاء فيكفي ما بكته قبل قليل


___________ 


(بعد قليل)


خرج مازن من الحمام وهو يرتدي بنطال فقط كانت مهرة مازالت مستيقظة لكنها لم تتحرك وظلت كما هي تراقبه بعيون شبه مغلقة حتى لا يلاحظ ، ولأول مرة تلاحظ ذلك الوشم الموشوم من بداية معصمه الأيمن إلى نصف ظهرة الأيمن وبالنهاية يختفي تحت بنطاله ، لم تراه أبداً منذ أن جاءت إلى هنا ، وبتلك اللحظة عرفت لماذا يرتدي مازن بكم دائماً حتى في منزل ، ليخفي ذلك الوشم الغريب والغير مفهوم ، ظلت تراقبه حتى أنهى أرتداء ملابسة وأخذ مفاتيح سيارته وتحرك ، لكنه لم يتحرك للباب بل تحرك ناحيتها ثم مال عليها وقبل وجنتيها ثم همس بأذنها :

"أنا ماشي عايزة حاجة من برة"


أجابته دون أن تتحرك :

"لا شكرا ، ولا أقولك هاتلي حاجة حلوة" 


ليبتعد عنها وهو يسأل بفضول :

"زي أيه !!" 


أعتدلت في الفراش وهي تفكر في شئ ما ، ثم قالت بطفولية :

"أي حاجة أنا قنوعة" 


هبط قليلاً برأسه وهو يقول بمشاكسة :

"حاجة تاني يا صغنن" 


أبتسمت بخجل وهي تهز رأسها بنفي ، ليقبل رأسها بحنو ثم قال :

"مش هتأخر هجيب ملك وأقعدها معايا في الشركة أخلص حاجات مهمة بس وأرجع ، مش هسيبك لوحدك كتير يعني ، ماشي" 


"ماشي" 


____________ 


(بعد عدة ساعات) 


عاد مازن من العمل ومعه ملك ، ذهبوا إلى مهرة سريعاً ليجدوها مازالت نائمة ، طلب مازن من ملك أن تذهب إلى غرفتها وتبدل ملابسها وهو كذلك ، وبعدما بدل ملابسه أقترب من مهرة وعدل غطائها ، ثم قبل رأسها لتلتفت له بأبتسامه عذبة وعيون ناعسة ، لفت ذراعيها حول رقبته وهي تقبل وجنتيه قائلة بخمول :

"وحشتني" 


برغم من صدمته بأشتياقها ، ألا أنه ضمها بقوة يشعرها بحنانه ، ثوان وشعر بأرتخاء يدها ، ليعرف أنها عادت إلى ثباتها ، تركها تنام وخرج لملك ليساعدها في أداء فروضها المدرسية 

ظلوا هكذا بعض الوقت حتى أستيقظت مهرة وجاءت لهم ، حازت على فرحة كبيرة من ملك التي كانت قلقة من هجر مهرة لها ، وأطمئنت ما أن رأتها أمامها بخير وبصحة جيدة ، أما مازن فأكتفى بأبتسامه صغيرة وهو يتأمل أبنته وزوجته بهذه الألفة والترابط 

تركت مهرة ملك وذهبت له قائلة :

"أنتم جايين من بدري ، أنا حسيت بنفسك حواليا من شوية بس صراحة مقدرتش أقوم" 


"ولا يهمك المهم أنك كويسة ، حسا بأي تعب"


"لا أنا تمام"


نهض من مكانه وأمسك بيدها :

"طب يلا على المطبخ عشان تاكلي وبعد الأكل نعمل فشار ونتفرج على كارتون مع ملك" 


ضيقت مهرة عيناها :

"هتتفرج معانا على كارتون !!" 


"أه هو كارتون جديد ملك قالت أنه لسة نازل ، حملته وهنتفرج عليه كلنا بعد الغدا ، يلا"


توقفت متذمرة :

"بس أنا مش عايزة أكل دلوقتي ، شوية كدة عشان أنا مش جعانة" 


"تؤ تؤ أنتي نصابة ، وأنا مش هصدقك ، هتنزلي وتاكلي دلوقتي وألا مفيش حاجة حلوة"


"هو أنت جبتلي بجد ، أنا كنت بهزر"


"وأنا صدقت وجبتلك يلاا بقى على المطبخ"


وتحرك مازن وهو يحمل ملك ويمسك مهرة حتى لا تذهب ، هبط بهم إلى المطبخ ، أجلس ملك على منضدة صغيرة وطلب من مهرة البقاء بجانبها ، تابعته بنظرها ثم قالت :

"أساعدك في حاجة" 


"لالا أنا هسخن الأكل بس ، ده أنا عملته الصبح ، كنت قاعد فاضي مش لاقي حاجة أعملها قعدت ألعب في المطبخ"


"طب ومخلتش دادة مرفت تعمل الأكل ليه" 


"دي أجازة بقالها يومين بنتها  تعبانة وهتعمل عمليه ، ويامن خرج كالعادة ومش هيرجع دلوقتي خالص ، وليان ....روحت بيتها" 


قالت له بصدمة :

"أنت خليتها تمشي" 


قال بنفي :

"لا طبعاا !! ، هي روحت عشان أبنها رجع أجازة من المدرسة الداخلية ، هو بيرجع أجازة كل فترة" 


"أيه ده مدرسة داخلية ليه !!"


فتح المبرد وأخرج منه الطعام ووضعه على المطبخ :

"والده إلى طلب يدخل مدرسة داخلية ، وليان معترضتش ، وأنا مليش دعوة هدخل بينهم أقولهم أبنكم محتاج حضنكم أنا مالي ، هو أهبل وهي أهبل منه وهيدفعوا جزاء هبلهم لما أبنهم يكبر" 


"بتتكلم عن تجربة ولا أيه" 


أغلق المبرد ووضع الطعام على النار ، ثم قال بحزن :

"لا بس والدي مات وأنا صغير ووالدتي كذلك عشان كدة عارف كويس أوي يعني أيه عيل يكبر من غير أهل أنما دول أهله موجودين وحطينه في مدرسة ، هو أساساً عمل كدة عشان يبعد زياد عن ليان بس ليان مفهمتش كدة ، وبعدين خالتي كانت حطا في دماغها أنها ترجع تشتغل وتهتم بنفسها ، ف ليان شافت أنها لو ودت زياد مدرسة داخلية هتقدر تفوق لنفسها" 


سألت مهرة بفضول :

"وأنت موافقتش على شغلها" 


"لا هيا معرفتش تشتغل ، راحت أول يوم شغل رجعت رقدت أسبوع في السرير ، عرفت أنها ملهاش غير قعدة البيت وعمل الأكل" 


"طب وهيا ليه متجوزتش تاني" 


أخذ يقلب مازن الطعام وهو يقول بحنق :

"عشان تعاند معايا وتبين لي أني أخ وحش وشرير ومش بحبها وكل إلى يهمني نفسي وبس" 


نظرت له بتساؤل :

"وأنت كدة فعلا !!"


التفت لها وهو يقول بحزن :

"أظن دي الحاجة الوحيدة إلى مش عارف هيا صح ولا غلط ، كل إلى عارفة أني كنت خايف عليها ، خايف أخسرها ، خايف تبعد عني ، عارف أنها مجنونة ، وطايشة ، وعايشة بقلبها مش بعقلها ، وبتتعصب بسرعة ، ومش عاجبها حاجة ، لا عاجبها حياتها ولا حياتي ولا حياة يامن ، طب هتعرفي تغيريهم ، لا أنا هعترض بس أنما مش هغير حاجة ، بس أنا بحبها بكل حالتها بكل كلاكيعها وعقدها ، ولو عملت مليون غلط فوق غلطها هزعق وهتخانق ويومين هتلاقيني بتصل بيها أقولها ما تيجي ننسي أخطاء الماضي ونعمل أخطاء جديدة " 


أبتسمت له مهرة قائلة بحب :

"شكلك بتحبها أوي ، يابختها بيك" 


ليقول بمشاكسة :

"يابختها هي بس ، مفيش يابخت مراتي كمان" 


وأنهى جملته بغمزة ، ضحكت مهرة بخجل ثم تحركت أتجاه الطعام لترى ما أن سخن أم لا ، قلبت الطعام ومازن يراقبها ، لتقول فجأة :

"صحيح هو أنت عملت أيه عشان كدة هي شايفاك وحش"


نظر لها قليلاً ثم قال مغيراً الموضوع :

"هو أيه إلى حصل من طليقك خلاكي كرهتي الرجالة"


سؤال صادم ....بل سؤال مستحيل الأجابة عليه ....لكنه ببساطة له أجابة بسيطة وهي قالتها :

"مكنش حنين ، خلاني محسش معاه بالأمان ، كنت خايفة منه ، مع أنه المفروض يكون مصدر أماني" 


ليقول مازن بفضول أكبر :

"أيوة يعني عاملك أ.....


قاطعته مهرة وهي تقول بجوع :

"بقولك أيه سيبك من السيرة دي ، أنا جوعت وعايزة أكل الصراحة" 


"طيب أنا هراعي أنك عايزة تتوهي ومتجاوبيش ومش هسألك تاني ، بس وقت ما تحبي تحكيلي أي حاجة هتلاقيني جمبك ....دايما ، ودلوقتي تعالى عشان أدوقك أكلي الذي لا يعلى عليه" 


وبدأ بغرف الطعام في الصحون ووضعها على المنضدة الصغيرة الموضوعة في منتصف المطبخ ، بدأ هو بوضع الطعام بينما طلب من مهرة الذهاب لتجلب ملك الذي لم يلاحظون خرجوها من الأساس 

دقائق معدودة وكانوا يجتمعون حول المنضدة ، وينظرون للأطباق بشهية كان عليها لازنية ، وأجنحة دجاج بصوص الباربكيو ، وبطاطس مقرمشة ، من الواضح أن 

"أنت شكلك طباخ هايل" 

قالتها مهرة وهي تشعر بالجوع الشديد من هيئة الأكل وجماله ، ليتسم مازن بفخر وهو يقول :

"يا حببتي أنا لولا الزمن كان زماني طباخ خمس نجوم"


بدأت بالأكل وهي تستفسر :

"وأيه إلى منعك" 


أبتسم بحزن :

"الزمن"


أمعنت النظر به ثم قالت :

"بس لسة الزمن في أيدك ، ممكن بكل سهولة تحقق حلمك" 


"تفتكري ينفع !" 


قالت له مهرة بحماس :

"طبعا ينفع ، ده أنت هتبقى طباخ هايل يا ميزو" 


وما أن أنهت جملتها حتي جلجلت ضحكة ملك ، نظر لها الأثنان بدهشة ، بعد أن أنهت ضحك أشارت إلى والدها وهي تقول :

"مهرة بتقولك يا ميزو" 


ضحك معها مازن وهو يقول :

"مهرة دي هتضيع لي برستيجي" 


"يا عم فكك ، المهم ناوي بجد تفتح مطعم" 


"ولله لو لقيت إلى يشجعني ، أصل أنا مش هفتح مطعم ويبقى إلى حواليا كلهم مضطهدين الموضوع"


"لية يعني" 


"أصل يعني أنت رجل أعمال ناجح تتحول لطباخ بيعمل أكل للناس ، في الزبالة حلمك وفي الزبالة هوياتك ، المهم شكلنا قودام الناس" 


"وأنت سمعت كلامهم"


ليقول نادماً :

"لحد ما بيعت مطعمي إلى تعبت فيه وأشتغلت بكل ذرة حماس فيا ، بعته بعد 4 سنين شغل فيه لحد ما كبر وبقى ليه أسمه وفتحت مطعم والتاني والتالت وبقى ليا أربع فروع ، مريم معجبهاش أني أكون طباخ أو مدير سلسلة مطاعم وكانت عايزاني أكون رجل أعمال خصوصا لما أقترح عليها يامن فكرة شركة الشحن إلى في دماغه ، وبس وكدة حققت حلم يامن بشركة الشحن ، وحققت حلم مريم بأن جوزها رجل إعمال"


"وحلمك" 


"دفنته بالحياة لجل ما أريح إلى حواليا ، ودي كانت أوحش حاجة عملتها في حياتي" 


نظر لها بحزن لتبادله بحنان واضح وهي تقول له :

"لسة الوقت مفاتش ممكن تحقق حلمك" 


"في بعض الأحلام مجرد ما بيمر فترة طويلة عليها ، بتتنسي ومش بتكون بنفس حماس زمان ، بتبهت"


"بتبهت دي لو المجال مبقاش عاجبك ، أو مبقتش حاسس فيه بالأختلاف ، لكن أنت زي ما أنت والدليل الأكل إلى قودامي ده إلى خلاني أنا بجلالة قدري عدوة الأكل أجوع ، أنت أكلك يجنن يا مازن مش متخيل النجاح إلى هتعمله ، وأذا كان على الأحباط ، فأنا جمبك وهشجعك" 


أكتفى مازن بالأبتسام وهو يرى حماس مهرة الزائد

__________


بعدما أنهوا الطعام لملمت مهرة الأطباق ووضعتها في الحوض ، أما مازن فأخذ ملك وذهبوا للحمام ليغسلوا أيديهم ، وبعدما أنتهوا أخذ مازن ملك ومهرة وصعدوا إلى غرفة مازن ، الذي أمسك الهاتف ووصله بالشاشة المسطحة ، وثوان وأشتغلت الشاشة تعلن بداية فيلم محبب إلى قلب مهرة (ملكة الثلج 2) ، نظرت له مهرة بفرحة :

"أيه ده هو الفيلم نزل على أيجي بيست"


قال مازن وهو يتحرك للخارج :

"مش عارف أصل أنا عندي أشترك في نتفلكس ، ف جبته من هناك" 


وخرج من الغرفة بسرعة ولم يسمع مهرة وهي تسأله عن ذهابه ، ثوان وجاء بأكياس محملة ، بالشوكولاته ورقائق القمح (برنجلز) وأيس كريم ، وكل هذه من الأحجام العائلية ، نظرت له مهرة بفرحة وكفائته بعناق حار تمني مازن لو لم ينتهي ، جلسوا بجانب بعضهم على الفراش وضع مازن ملك على قدمه ومهرة بجانبه تنظر له من حين لأخر 

أنتهى بها المطاف تضع ذراعيها ورأسها على صدره وهو يعانق خصرها بحنان نائمة هانئة مطمئنة بين ذراعي زوجها ، وملك أيضاً غفت في أحضان والدها ، لينهض بها إلى غرفتها ، ثم يعود إلى مهرة ويضعها بين ذراعيه مع قبله صغيرة على جبينها.... 

🕺🏻دمتم ساالمين 💃🏻....


                 الفصل التاسع من هنا 

     لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة