رواية خيوط الغرام
الفصل السادس عشر 16 والسابع عشر 17
بقلم دينا إبراهيم
-وانا هقربلك ليه ؛ هيبقي عندي غيرك اقربلها متخافيش !! انا بس عايزك كده قدام عيني !!
كانت عيونها تتجول في المكان بجنون وتشعر بالاختناق لم تتوقع رغبته تلك فهتفت بذعر و غضب...
-انا بكره هرجع لاهلي و هتطلقني يا يزيد !!
-وانتي تفتكري اهلك هيوافقوا علي طلاقك خصوصا وانتي امممم كنتي بتقولي ايه علي نفسك اه افتكرت ارض بور !!!
قالها بجمود وقسوة لم تعتدها منه لتتفتت اخر ذرات شجاعتها وانكمشت ملامحها و دموعها الغاضبة تهرب .....
-هيوافقوا !!
قالتها وسط دموعها وارتعاشه شفتيها ....
رفض الاشفاق عليها فدرسها بدأ للتو ولن يتركها حتي تعود لرشدها تريد اتباع القسوة .....
فلتكن القسوة اذا !!!
هز رأسه بسخريه قائلا...
-انا نازل احتمال ادور علي عروسه بيقولوا عرايس الليل و اخره هما اللي بيعمروا !!
-انا مش هسكت و مش هسيبك تعمل فيا كده هتطلقني غصب عنك يا يزيد !!
صاحت بغضب ولكنه تجاهلها والتقط مفاتيحه و بمراوغه اخذ مفاتيحها هي الأخرى فاخر ما يرغب به ان تهرب ليلا وهو بالخارج !!
..........................
اما عند ظافر .......
نظرت لهم مني بغل شديد فاقترب ظافر يضع ذراعه حول شروق يقربها منه رغما عنها قائلا...
-واتفضلي بقي عشان انا و مراتي عايزين نستريح !!
-و ديني يا ظافر و ديني ما هرحمك ؛انا هوريكم !!
-ميهمنيش !!
تحركت عيونها داخل مقلتيها وكأنها تبحث عن اهانه كبيره فأردفت بحاجب مرفوع ....
-تمام اوي انت اتجوزت يبقي انا اولي بولادي ، انا هرفع قضيه حضانه و هاخدهم منك !!
تحرك ظافر يرغب في صفعها علي وقاحتها فأمسكته شروق بصعوبة وهو يردف....
-تصدقي بالله انتي اقذر مخلوقه في الدنيا ولو ممشتيش حالا هدفنك مكانك !! قال ولادك قال !!!!
-اهدا يا ظافر ارجوك عشان الاولاد!!
اردفت شروق بخوف لتصيح بها مني بجنون...
-يلا يا خطافه الرجاله !!! انا هوريك مبقاش انا موني لو مخدتش الاولاد منك و حرقت قلبك !!
-اطلعي برا يا حربايه !!!
هتف ظافر باعلي صوت له فانتفض مني وهي تتجه للباب قائله...
-الليلة يا ظافر مش هنام قبل ما اخد موقف و القضية هتترفع الصبح و اتأكد اني هكسبها و خليك ورا نزواتك و السنيورة !!
كانت شروق تحتضنه وتقف امامه بخوف من صوته الذي يرعد المكان بأبشع الالقاب حتي اغلقت مني الباب من خلفها !!
وقفت مني تتنفس بصعوبة وهي تشعر بدموع الغضب و الغل تنساب منها ؛ فهي لم تعتد الخسارة و ترفض الهزيمة وان لم يكن لها فستعمل علي تحطيمه بالكامل !!
توجهت بجنون نحو الدرج فارتطمت بجسد ..
-اه !!
-موني معقوله ايه الصدفه الجميله دي !! ايه ده انتي بتعيطي ؟؟؟!!!
قال يزيد بابتسامه اختفت ما ان رأي دموعها فأسرعت بمسح وجنتيها قائله...
-يزيد ؟ازيك عامل ايه ؟؟؟
-انا الحمدلله انتي اللي عامله ايه و مالك ؟
وضع يزيد يده علي وجهها برقه فزاد من بكائها بتمثيل وهي تردف بحده ...
-ظافر زي ما هو مش عايزني ارجع لولادي !!!
طقطق يزيد بأسي قائلا ...
-ازاي كده هي الدنيا جرا فيها ايه يحرم ام من ولادها !!
هزت رأسها بسرعه و موافقه و اردفت بتعجب ...
-الله هو انت مش بتكلم ظافر ولا ايه ؟
-لا مش اوي كل فين و فين برمي السلام !!
رفعت مني حاجبها بتعجب فاردف...
-غريبه ده انت و هو ومروان مش بتسيبوا بعض!!
-الحياه مشاغل وبعدين ظافر دماغه مقفله و مبقاش يقدر الحياه ، انا ندمت اني في السغل وبحاول اتجنبه !!
وكأنه فتح باب الجنة امامها اردفت بلهفه و موافقه ...
-طول عمره ذوقه وحش ، شوفت اللي سابني و اتجوزها !!
انكمشت ملامح يزيد بقرف قائلا...
-اه شروق دي ، انتي شفتيها دمها تقيل اوي ، مش عارف بعد الجمال اللي كان معاه ده كله قدر يتجوزها ازاي ...
قالها بنبرة مشاكسه وهو يتفحصها من اعلاها لأسفلها .... فاتسعت ابتسامه مني بفخر متناسيه المجزرة التي حدثت منذ قليل ...
-اووه ميرسيي اوي يا يزيد طول عمرك المذوق بينهم !!
-طيب تسمحيلي اوصلك حته ؟
-اوكيه !!
هبط الاثنان معا ليمد يزيد يده لامساك يدها غامزا .... لتضحك مني ضحكتها الرفيعة ....
لا يزال صديق زوجها الصغير مفعما بالشباب و بوسامه قاتله زادت اكثر مما ينبغي ... لن تنكر انها حاولت استقطابه مره او اثنتان ولكنها قوبلت بالرفض القاطع منه .....
ركبت السيارة بعد ان صرفت سائقها وعقلها يدور كيف يمكنها استغلال يزيد و الموقف لمصلحتها ومحاربه ظافر ،
اشعل يزيد سيجاره و عرض عليها اخذت واحده سحبتها بثقه واشعلتها من المقداح بيده ...
نفخت الدخان وهي تتساءل....
-و سلمي مراتك اخبارها ايه ؟
ابتسم يزيد بسخريه و هو يقود فاردف قائلا...
-كويسه هنتطلق قريب !!
رفعت حاجبها بذهول قائله ...
-لا متقولش !! معقوله يزيد و سلمي هيفركشوا طب و الحب ؟!
دوت ضحكته السيارة فاردف قائلا...
-مفيش حاجه اسمها حب كله بلح !
ضحكت تلك الضحكة الرفيعة المزعجة لتردف ...
-علي رأيك كله بلح !!
التفت لها يزيد يرمقها بابتسامته الخلابة و نظره جانبيه قائلا...
-غبي ظافر ده !! مش عارف قادر يقاومك ازاي ....ده انتي فرسه !!
-اممم شكلك شقي و هتتعبني !!
اشار يزيد الي صدره ببراءة تليق به قائلا...
-انا !! لا خالص ده انا غلبان بس مشكلتي اني فضلت مع سلمي كتير فاعذريني لو مش قادر امسك نفسي عن الجمال الصارخ ده كله !!
عضت مني جانب شفتيها بغرض الاغراء وهي تمرر اصابعها علي ذراعه تتحس عضلات يده المشدودة بقوة شبابيه تفتقرها في حياتها ....
امسك يزيد يدها ليقبل اطراف اصابعها بشغف كبير قائلا بمرح ...
-يا خرابي ده انا سايب معزة في البيت !!!
ضحكت مني بشده والتفتت تكمل سيجارتها وتفاهة شخصيتها انستها بالكامل ما دار بينها و بين ظافر و خطتها الشريرة !!!
........................
عند مروان .....
-عليا النعمة نورتنا !!!
اردف شقيق منار للمرة العشرة الالاف ليبتسم له مروان بضيق قائلا...
-بنورك !
اعاد نظره نحو منار التي تنظر اليه وكأنه سراب سيختفي باي لحظه ...فعاد ينظر لشقيقها الذي ينظر له وكأنه اغلي قطعه في المكان !!!
تنحنح بعدم راحه ، وانقذه رنين هاتفه فاسرع بالرد قائلا...
-الو !! انت فين يا ظافر ، ايوة ايوة هو ده المكان !!
وقفت منار بوجهه اصفر لا تصدق انها ستتزوج مروان بالفعل !!!!!
-اقعدي يا بت ، هطفشي الراجل بهطلك !!
اردف شقيقها بخفوت بعد ان توجه مروان لإحضار صديقه والمأذون ....
وقفت تشاهد المأذون والرجال يرتبون امورهم كالمغيبه.... ومر الامر كالسراب وسط ذهول منار وبالفعل لم يمر وقت حتي كان المأذون يعلنهم زوج و زوجة !!
اوصلهم ظافر غير مستوعبا ان صديقه المجنون فعلها و تزوج !! وليس اي زواج انه زواج ليلي بشاهدين !!وليس لأي احد بل عاملة الفرن الصغيرة !!!!!!!!
تشتت عقله نحو مني و تهديداتها ، و قرر ضرورة ان يسأل محامي بهذا الشأن فلديه شعور ان الام تستطيع ان تحظي بحضانة اطفالها ان تزوج الاب خاصه وان حالتها المادية اعلي منه بمراحل !!
نظر الي مروان الصامت و هز رأسه بتعجب يستطيع توقع رد فعل والدته و شقيقته ان علما بالأمر ومتيقن انه لن يمر بسلام !!
نزل الجميع من السيارة فتوجه ظافر نحوه يميل علي اذنه قائلا....
-انا هسيبك دلوقتي بس بكره كل شئ هيوضح !!
ابتعد ليردف بصوت اعلي ...
-مبروك عليكم ان شاء الله هنطلع بكره انا و شروق عشان نبارك لكم ....
رفع حاجبه لمروان ليفهم الاخر ما يقصده من تلك الزيارة .....
هزت منار رأسها بموافقه سعيدة لرؤيه شروق و لكن وجهها كان باهتا من الرهبة و الخوف من تلك المرحلة الجديدة في حياتها !!
دلف ظافر شقته اولا بينما صعد الاثنان الي شقه مروان فتح لها الباب مشيرا لها بالدخول ....
دلفت فنظرت له تحلل مزاجه فوجده ملامحه هادئة خاليه من اي تعبيرات ....
كلن مروان مغمس في تفكيره سعادة طاغيه تسيطر علي قلبه و لكن عقله في صراع اخر فهو و يعلم انه ضرب بالمنطق عرض الحائط و انه استمع لشيطانه في الزواج منها بسرعه بحجه انقاذها من زوج امها .....
نظر لها وهي تطالعه بترقب فتنحنح قائلا...
-اتفضلي واقفه ليه كده !!
ابتسمت قليلا قائله...
-مش عارفه الصراحة اعمل ايه !
وازى ابتسامتها الضعيفة قائلا....
-ولا انا تعالي نقعد !!
سارت خلفه وهي تتلفت لليسار و اليمين تطالع بانبهار عش الزوجية و بساطه المفروشات و اناقتها وبالتأكيد غلوها....
-جعانه ؟
-لا !
ساد الصمت بينهم واخذ مروان يفكر في الخطوة التاليه بالتأكيد لا يستطيع ان يأخذها الي غرفته وكأنها زوجه عاديه في يوم زواجها ؛ صحيح ؟!!
احمرت رقبته قليلا وعقله يصور له ما قد يتمني ان يحدث بينهم فتنحنح بعدم راحه لا يريد ان يضغط عليها يكفي هذا الزواج المفاجئ ،
و لكن جزء منه يخبره بانه فقط خجل من الرفض في حاله اتخذ الخطوة الاولي وجزء اخر يخبره ببساطه انه يستمتع بكونها الوقحة في تلك العلاقة ما دامت بينهما فقط !!!.....
سعل بخفه وهو يقف قائلا....
-تعالي اوريكي اودتك !!
رفعت منار جانب شفتيها بتعجب قبل ان تقف علها فهمته خطأ فأردفت....
-اودتي ؟
-اه ...
هز رأسه بهدوء و سعادة مخفيه وقد استشعر انزعاجها من هذا القرار ....ليعطيه امل بانه اتخذ القرار الصحيح بتلك الزيجة !!!
هزت اكتافها واتبعته فاردف وهو يضئ الغرفة...
-دي اودتك ولو جعتي المطبخ في اخر الطرقه هناك و هتلاقي حمام جوا الاوضه ولو عايزة اي حاجه انا اودتي اللي هناك دي !!
وضعت منار يدها في جانبها وضيقت عينيها بغيظ قائله بسخريه ....
-يعني دي اودتي لوحدي ؟
-ايوة ...
قالها ببراءة فطريه وهو يعقد ذراعيه امامه وينظر للأسفل متمتعا بقصر قامتها ...
-يعني دي اودتي لوحدي و هنام فيها لوحدي ؟!
وقحة !!!!! اول ما جال في علقه ولكنه ابتسم قليلا قائلا ....
-طبيعي !! انا اودتي هناك اهيه !!
-طبيعي !!!!!!
علت انفاسها بغيظ واردفت وهي تهز ساقها بحده ...
-خلاص يا خويا انت حر روح نام انت هناك لوحدك !! وانا هندفي فرشتي وانام لوحدي !!!
-وانتي زعلانه ليه !!
خلعت حذائها بغضب و هي تشمر ذراعيها ....
(ردود افعال متوتره بعيد عنكم حرقه الدم وحشه 😂😂)
استدارت نحو الباب ترغب في اغلاقه واردفت....
-ازعل !! وازعل ليه ان شاء الله انت حر !!
لم يستطع منع الابتسامة الكبيرة التي ارتسمت علي وجهه مستمتعا بغليانها فاردف بهدوء وهو يلامس ارنبه انفها ...
-مسمعتيش حاجه عن الادب و الخجل !!
احمرت وجنتيها بغضب فأردفت بشهقه مستنكرة ....
-قصدك ايه انت دماغك راحت فين ؟ لا لا يا حبيبي مش قصدي !
رفع حاجبه وهو يهز رأسه بتهكم قائلا....
-مصدقك طبعا ... طيب تصبحي علي خير !!
وبذلك ارسل لها ابتسامته المغيظة واغلق الباب ....خرجت منه قهقه عالية وهو يسمع ارتطام شيء بحده بالباب ولديه شهور انه ذلك الحذاء القبيح ...
سيكون عليه ان يوفر لها ملابس جديده بعد ان رفض ان تأخذ ايا من اشيائها القديمة ....
ابتسم من اذن الي الأخرى فقد ذهب تفكيره مباشرا الي السروال القبيح التي ترتديه بأسفل ردائها ليرفض و بشده طلبها بان تجهز حقيبة لها مقررا ان ملابسها الجديدة ستكون هديه زواجهم !!!!
وبالتأكيد لن يكون بها اي سراويل تحتيه قبيحة!!!!
صبااااح الفل والياسمييين بصوا بقوا اتفاعلوا بالتي هي احسن يا اما هقفل الحنفيه وستندمون😂😂😂😂
الفصل السابع عشر......
شعرت شروق به عندما عاد ولكنها رفضت الظهور امامه واصطنعت النوم ....
فامور كثيرة تسيطر علي عقلها وتفكيرها خاصا اخباره لزوجته السابقة بانه يعشقها !!!!
تحاول الوصول لهدفه من الامر هل يحاول اشعال غيرتها ليزيد تمسكها به!!!! ام انه لا يزال يحبها ؟
بالتأكيد لديه مشاعر نحوها فهناك سبب لتكون ام لأولاده ، ربما سيعيد التفكير في زواجهم من الاساس و يقرر العودة لتلك اللعينة !!
ضيقت عينيها بغيظ تشعر بغضب شديد علي حياتها كلها !! الن يكتب لها العيش بطبيعية !!
رغما عنها وجدت نفسها تنظر بخجل نحو صورة يحيي المعلقة ....
لم يعد زوجها لتلجأ اليه فأمام الله ظافر هو زوجها و تخشي ان تكون بإبقائه في عقلها تخون زوجها !!
امسكت هاتفها مقررة محادثه سلمي ودعت من الله الا تزعجها هي و يزيد في هذا الوقت ولكنها تشعر باختناق شديد و رغبه متفجرة بالبكاء ....
رنت عليها بالفعل ليأتيها الرد بعد قليل...
-الو يا شروق...
-الو معلش صحيتك شكلي !
-لا خالص انا صاحيه عادي !
-مال صوتك يا سلمي انتي بتعيطي !
-ياستي متحطيش في بالك !
تنهدت شروق بحزن قائله...
-جبتك يا عبد المعين !!
-ليه؟ عملتي حاجه لظافر ؟
اردفت شروق من بين اسنانها رافضه اي شفقه او مسانده من صديقتها لزوجها الذي ترغب في قتله ....
-متشكره جدا علي ثقتك الغالية دي فيا !
ابتسمت سلمي بضعف قائله...
-ايه اللي حصل ؟
-لما تحكيلي الاول ايه اللي حاصل معاكي بالظبط انتي و يزيد !!
واجهها الصمت لدقائق حتي وصلتها شهقات سلمي الباكيه و كأنها تنظر من تشتكي له همومها فأخبرتها بكل ما يحدث بينها وبين يزيد و الي ماذا انتهي بهم الامر !!
شهقت شروق برعب قائله...
-يا نهارك مهبب !! ده انتي خربتيها يا سلمي ليه كده ؟ وانا اللي بقول انك العاقلة !!
-متحسسنيش اني غلطانه لو سمح....
قاطعتها شروق بحده قائله .....
-محسسكيش ايه و زفت ايه انتي لسه عندك شك انك غلطانه ؛ انتي اكيد واحده مجنونه بتخربي بيتك !!! انتي مش حاسه بالنعمة اللي انتي فيها !!
-اهو اللي حصل بقي انا مقتنعة اني صح !!
-اقفلي يا سلمي متعصبنيش !!
-استني بس سيبك مني دلوقتي واحكيلي مالك !!
-لا شكرا انا كنت عايزة نصيحه بس انتي متنفعيش !!
-شروق لو سمحتي !!
-اوف استغفر الله العظيم ..... محصلش مراته القديمة جت و عملت مشكله كبيره وقالت انها هتاخد العيال عشان اتجوز !!
-وانتي زعلانه عشان كده ؟
تنهدت شروق بحزن وخجل قائله..
-لا ..
-اومال !
-مش عارفه !
صمتت سلمي لتردف بعد ثوان...
-انتي غيرانه و لا خافيه ؟
-الاتنين يا سلمي و حاسه اني نحس ، وعندي شعور غريب اني هطلق !!!
-ايه يابنتي الكلام ده انتي هبله !! هتطلقي ازاي ظافر عمره ما هيعمل كده !!
-بردو انا حاسة بالذنب او ان ربني هيعاقبني و بيعاقبني عشان اتمنيت اني اعيش طبيعي و يبقالي حياه بعد يحيي الله يرحمه !!
-بس بس بطلي تخلف !! انتي مش بتعملي حاجه غلط عشان ربنا يعقبك دي سنه الحياه انها تستمر بالعكس ربنا كان هيعاقبك فعلا لو انتي هدمتي روحك اللي ربنا ادهالك امانه تهتمي بيها !!!
اجهشت شروق في البكاء رغما عنها لتردف باختناق...
-انا مبقتش عارفه انا بعمل ايه !! شويه ازعل اني بهمل ذكري يحيي افتح صورته اكلمه شويه عن ابننا وبعدين احس بذنب اكبر وقلق ان ده يكون خيانة لظافر لأنه هو اللي جوزي فعلا !! وهو بردو حبه يقرب مني وبعدين احس انه تقضيه واجب ، انا بجد حاسة اني في متاهة !!
-وحدي الله يا حبيبتي !! انتي اللي مدوخه نفسك دي مش مسألة رياضيه المسألة بسيطة واحد وواحد بيساوي اتنين !! يحيي ده ماضي في حياتكم انتم الاتنين عمره ما هيختفي و اكيد ذكرياتك معاه مش خيانه ، يحيي ده فخر لابنك و لجوزك و ليكي !!! و انتي من حقك تتمني حياه سعيدة مع ظافر لان هو كمان ليه حق عليكي قدام ربنا وانتي مقصره فيه !!
-لا اله الا الله !! انا نفسي ارتاح...
اردفت شروق بخفوت تستمع لسلمي وقد انتشرت راحه نفسيه جديده عليها في قلبها ....
-بصي يا شروق يا حبيبتي متقلقيش من حاجه ظافر طالما بيقرب منك يبقي واخد قراره من زمان انه يكمل معاكي وانتي اللي منعاه !!
-انا مش منعاه والله !!
ضحكت سلمي قليلا وقد نست همومها و أردفت بابتسامه...
-طيب دي حاجه كويسه اومال في ايه ؟
-مش عارفه هي ماشيه كده !!
-سيبيها ماشيه لوحدها كل شيء بأوانه !!
-طيب و طليقته ؟
-مالها !!
-مالها ايه يا سلمي انتي مسمعتيش اللي قولته !!
-ايوة سمعت بس فين مشكلتك ؟!
-انه عايزها تغير طبعا ده لوحده غريب ومقلق ممكن يكون لسه بيحبها !!
-شروق ياحبيبتي انا مش ناقصه مرار اكتر من المرار اللي عايشه فيه سيبني في غلبي !!
-انتي اللي مغلبه نفسك يا سلمي ولو يزيد ضاع من ايديكي يبقي تستاهلي و زياده كمان !!
ضحكت بسخريه واردفت...
-بس هو يضيع مني و انا هتصرف !!
-يا سلام علي البرود !!
-ده مش برود ، اللي بعمله ده الصح واحده مش بتخلف و قطعت جوزها من كل اهله هيعمل بيها ايه يسبني يا ستي و يروح يعيش !!
-خلاص يبقي انتي اللي غاويه عذاب !!
اردفت شروق بحده ...لتنتفض عندما سماع صوت تكسير مدوي من الخارج ...
-سلمي انا هقفل شكل يوسف صحي و كسر حاجه ، سلام دلوقتي !!
-سلام !!
استقامت شروق سريعا وبهدء تام حتي لا يستيقظ يحيي و فريدة .....
توجهت للخارج و تعجبت للأضواء المطفئه في ارجاء المكان الا بالمطبخ و بدون تفكير توجهت اليه لتجد ظافر يلعن و يقذف قطع من الزجاج في سلة القمامة ...
-ايه اللي حصل !!
لم يرفع رأسه و اجابها بوجم...
-مفيش كوبايه وقعت من ايدي وانا بعمل قهوه !
رفعت شروق حاجبها وهي تقترب منه قائله...
-قهوة بليل كده !
-عادي !!
بللت شفتيها وهي تشعر بغيظ من كلماته القليلة فعلي ما يبدو هو لا يرغب في وجودها ربما هي ليست غبيه كما تظنها سلمي !!
انحنت بجواره وهي تري فشله في انهاء التنظيف فاردف بحده ...
-مفيش داعي روحي انتي انا خلصت !!
رمقته بحده وهي تراه يتهرب من نظراتها وازاحت يده بغضب قائله...
-لا معلش انا هعمله عشان مفيش حد من الولاد يتعور !!
نظر لها ظافر بغضب و ذهول لأزاحه يده بهذه القوه واردف بحنق...
-ايه اللي بتعملي ده ؟
-ايه ؟
قالتها وهي تهز اكتافها مستمرة بلملمه القطع ....اردف من بين اسنانه بخفوت حاد...
-بتزقي ايدي ليه كده !!
اردفت ببرود منتهجه طريقته منذ قليل...
-مزقتهاش !!
-لا زقتيها و سيبي اللي في ايدك انا قولت هعمله !
-لا مش هسيبها و مزقتهاش !!
وقف بحده فاختل توازنها بخضه ووقعت علي اردافها للخلف ، رفعت عينيها بغضب نحوه قائله....
-ايه ده !!
رفع كفيه بالهواء قائلا...
-ايه ؟
-انت بتزقني !!!!
-انا !!
اردف بصوت عال مذهول من اتهامها له فهو لم يفعل شيء سوي الاستقامة بجسده حتي انه لم يلمسها !!!
-ايوة !!
-انتي بتتلكيي !!
-لا وانت الصادق انت اللي بتتلككلي علي العموم انا هسهلهالك يا سيدي !!
وقفت رافضه يده الممتدة لمساعدتها ونفضت فستانها بغضب ليردف ظافر بحده...
-ايه شغل العيال ده !!
ضحكت بتهكم و غيظ قائله....
-طبعا لازم ابقي عيله دلوقتي شوف عقلك الباطن بيفكر في ايه !!
وقف ظافر امامها يقطع تقدمها وهو يشعر برأسه تدق بغضب من الغازها التي لم يفهم منها حرف واردف ....
-انتي بتقولي ايه !! انا قولتلك ميه مره اتكلمي علي طول شغل اللف و الهبل بتاع الستات ده انا ماليش فيه !!
-بس ليك في شغل ستات تانيه !!
جذ علي اسنانه واردف بغضب ....
-ستات تانيه زي مين يعني !!
وضعت يدها بتعب علي رأسها للحظات لتحاول تخطيه وان تتجاهله ولكنه منعها بجسده مره اخري واردف...
-شروق انا دماغي فيها اللي مكفيها ، انا فاضلي سنه واكره كل الستات اللي في الدنيا متجننيش !!
ذهل وهو يري ملامحها تنكمش لتنهمر بالبكاء و تعلو صوت شهقاتها ...
اقترب منها بتعجب فحاولت ابعاده ولكنه جذبها بشيء من القوة لاحتضانها و تهدئتها .....
دفعته بحده فقاومها هاتفا بغضب...
-بس !!!
تنهد بقله حيله عندما زاد بكائها ولكنها علي الاقل استسلمت لذراعيه !!
اغمض عينيه فكل مشاعره اشتعلت برفض لحدته وهو يراها تبكي بحزن ويكره كونه السبب في زياده بؤسها !!
ربت علي رأسها بهدوء وهو يهزها بين ذراعيه ببطء ......
اما هي فقد اخفت وجهها في صدره تشعر بخجل لارتباك مشاعرها !! لا شك انه يلقبها بطفله وطفله باكيه ايضا !!!
ربت بيده علي ظهرها يستشعر هدوئها ،لاعنا قدره فقد كان غارق التفكير في مني و ما قد تقدم عليه عندما تحطم الفنجان الي اشلاء ثم ظهور شروق و انعطاف الاحداث بينه وبينها بطريقه لم يتخيلها .....
ابعد وجهها وهو يمسح وجنتها الحمراء بأصابعه .... وابتسم وهي تستنشق بأنفها بقوة فمرر اصبعه تحت انفها بمشاكسه ....
و كما توقع قضبت جبينها باشمئزاز تنظر له باتهام وكأنه يمرر اصبعها هي علي انفه وليس العكس ...
كاد يضحك عندما اخبرته بحده ..
-بطل قرف !!
-متتكسفيش انا عندي عيلين ومجرب الحاجات دي !
-دي دموع علي فكره !!
اردف ببراءة واعين مشاكسه...
-اه ما انا عارف !!
لم تجد مفر سوي صدره لتختبئ به بحرج ....
فاردف بخفوت ...
-ممكن اعرف بقي انتي زعلانه ليه !!
هزت راسها بنفي فاصر وهو يحتضنها اكثر اليه ....
-بلاش الطريقه دي يا شروق متتعبنيش معاكي احنا اتفقنا علي الصراحه ...
ابتعدت قليلا تمسح وجهها المبلل بطرف كمها تماما كالأطفال وتشكو حين يدعوها بالطفلة!!
قررت مواجهته و انهاء الامر فأردفت ....
-انت هتعمل ايه في موضوع مراتك دي !!
-اسمها طليقتي يا شروق و لسه مش عارف هعمل ايه بس اكيد مش هتاخد عيالي مني و لو وصلت اني اقتلها بأيدي !!
اتسعت عيناها بخوف فأردفت بتلعثم وصوت يشوبه الحزن....
-متقولش كده بالله عليك كل حاجه هتبقي تمام ، انت لو عايز يعني انك .....
-اني ايه ؟
-انك تطلقني عشان معملش مشاكل ، انا عارفه ان الام من حقها......
اتسعت عينيها بقوة لبرهه قبل ان تغلق جفنيها بخجل وهو يقاطعها بشفتيه بقبلة طويله حانيه متعمدا فقط اسكاتها ولكنها خطفتها من افكارها وخطف بها قلبها للمرة التي تعجز عن عدها ...
تحبه و ارهقها بحبه !!! نعم تعترف بهذا هي تحبه و بشده لن تفكر في الزمان و المكان والطريقه هي فقط تحبه !!
وتعلم انها لم تحب قبله ولن تحب بعده !!!!!
تاهت بين مراسم حب شفتيه المهاجمة لها ببساطه وكأن لديه وقت العالم كله .....
ابتعد عنها ليكافئها بابتسامه جانبيه تعشقها وهو يمرر ابهاميه علي وجنتيها فيردف قائلا....
-عايزة رد تاني علي الاقتراح اللي قولتيه !
فتحت عينيها بابتسامه ضعيفة خجله واصابعها تفرك فستانها علي اطراف جانبيها .....
نظر لها ظافر بحب وهو يمرر يده بين خصلاتها لتميل دون وعي برأسها علي كفه الدافئ ....
اختفت ابتسامته قليلا وهو يشعر باستجابتها له وبلل شفتيه يتابع نظراته الخجلة ....
كم يرغب في امتلاكها قولا وفعلا وان تصبح زوجته بكل معني للكلمة ....
قد يتنازل عن كل امواله بل عمره بالكامل ليشعر بها مستسلمة بين ذراعيه ....
لما يصر الحب علي مصاحبه تلك المشاعر المجنونة !!
رفع حاجبيه عندما هتف قلبه صائحا اين المانع !!!
فلا يراها تهرب من لمساته كما اعتادت من قبل !! ....هل يخبرها بمدي حبه الان ام انها ستكسر ما تبقي منه !!!
مال عليها يقبل وجنتها بشغف كبير فأمسكت بذراعه وهي تتنفس بقوة ....
امسك يدها بقوة وهو يجذبها بجواره ليتحرك بها ببطء لخارج المطبخ والي غرفته وهو يحرص علي متابعه تعبيرها....
رمشت قليلا بتوتر وهي تشعر بقلبها يتقافز في صدرها ...
فتح الباب وهو يواجهها يتفحص اي ملامح اعتراض ، فدلف جاذبا اياها عندما لم يجد ما يبحث عنه !!!
اجلسها بحب علي الفراش وجلس امامها يتشرب تفاصيل وجهها الصغير و عيونها الخضراء التي تبرق بزهو يراه للمرة الاولي ....
رفع اصابعه يداعب خصلاتها السوداء القصيرة التي يعشقها ....
بينما نظرت هي لأسفل بخجل واصابعها تفرك بعضها البعض بلا هوادة....
مال بوجهه نحوها يقترب منها يبحث عن ثغرها الوردي فاغمض عينيها بخضوع مستسلما لطرقات قلبه .....
ليبثها بحب كبير و وعد عملاق علي عاتقه بان يمنحها السعادة والامان و وعد اخر اكبر بدوامهما مادام يتنفس في هذه الحياة !
ذابت هي في تلك الوعود بأنفاس متقطعة وامل كبير بحياة قد لا تكون ورديه ولكن معظمها سيكون كذلك !!
فينتهي بهما طوفان العشق والمحبة باتحاد قلبيهما ..... دون حاجه لكلمات يكفيهم خطاب الاعين و طلاسم الجسد !!!..,.