رواية مهرة والامبراطور
الفصل التاسع والعشرون 29
بقلم مي مالك
مرت شهور وكل شخص تتقدم حياته بطريقه ما
مهره تحاول تلقى العلاج النفسي على الأنترنت مع جينا .....وتعيش مع بدور في منزلها
مازن تخطى مهره ....أو يحاول ...وبدأ بالبحث عن مكان مناسب ليعود لمهنته القديمه ...ويبدأ مطعمه الخاص
ليان تتقدم أكثر وأكثر من أحلامها ...وكأن كل ما كان ينقصها هو خطوه للأمام ....هو العوده لأحلامها ...التي أصبحت تمثل لها الكثير والكثير بعدما بدأت بتحقيقها خطوه خطوه
يونس عاد لحياة ليان مره أخرى ...ولكن كأصدقاء ....ولكن لنكن صارحين ....هو لا يعتبرها صديقه ...ولا هي أيضاً ....تلك مجرد حجه ...تبرير ليكونوا بحياة بعض ....أينعم الوضع بالنسبه ليونس شئ غريب ....ولا يقبله ....لكنه مضطر ....ف ليان لن توافق على عودتهم لسابق عهدهم ....أما أصدقاء أو لا شئ ....وهو كالغريق الذي يتعلق في حبل النجاه
يامن تقرب جداً من مليكه ....وهي سمحت له بذلك ....برغم من عدم قبولها ورفضها التام لفكره الزواج ....ودائماً قلقه من يامن أن يطلب منها الزواج ....ولكن يامن يفهم شعورها وقلقها إلى أبعد حد ....برغم من عدم معرفته بما يقلقها من الزواج ....لكن هو معها للنهايه ....يكفى أنها جعلته شخص ناضج ....أبتعد عن الخمر والنساء ....وأصبحت حياته هي العمل والرياضه التي حببته فيها مليكه ....والحب ....فهو أحب مليكه كما لم يحب أحد من قبل .....فهي من جعلت لحياته معنى ....وجعلته يزيح تلك الغمامه السوداء من على عينه ....ويخرج بره الصندوق الذي كان يحصر نفسه بداخله ...ويكتشف معها شئ جديد ومشاعر جديد ....مشاعر بنكهه الحب
كانت تجلس على المقعد أمام البار كعادتها ، شارده في الكأس الذي أمامها ، إلى أن شعرت بأحدهم يضع يده على ذراعها
التفتت لتجد صديقتها المقربه ماريا
أبتسمت لها وعادت كما كانت ، لتسأل ماريا بفضول :
"مالك يا أخره صبري ، سرحانه في أيه"
نظرت لها مليكه بقلق ، لتفهم ماريا ما بها وتردف بحنق :
"الواد يامن صح ، زهق منك وبطل يجي ، قولتلك هيضيع بسبب دبشك ومعاملتك الغبيه دي ، مسمعتيش مني"
نظرت له مليكه بضيق ، ثم حاولت التبرير لنفسها :
"ما يضيع لما من دلوقتي بيعمل كده ، أومال لو أتجوزني هيستحملني أزاي"
جاء صوته من وراءها وهو يقول بحب :
"ولله أستحمل بس أديني أشاره أن موضوعنا هيكون نهايته الجواز"
نظرت له مليكه بفزع أثر مجيئه المفاجئ ، ثم قالت بنبرة غاضبه :
"أيه ده أنت إيه إلى جابك هنا !! ، وأزاي تقف ورايا وتتصنت عليا أنا وصحبتي"
"على فكره أنا مكنتش بتصنت ، وكنت جي عشان وحشتيني ، وصاحبتك شافتني وأنا جي ولو كنتي بتقولي حاجه سر كانت هتقولك أني جي"
نظرت مليكه لصديقتها قائلة بضيق :
"أنتي شوفتيه ومقولتليش"
بررت ماريا قائلة بتوتر :
"هو إلى عملي هوس بأيده وقالي أسكتي"
"أنتي أي حد يعملك هوس تهوسي !"
أنفجر الأثنان ضاحكان على كلمه مليكه الغير مفهومه ، وأعتذرت منهم ماريا ، وتركتهم وحدهم حيث مشكله جديده ستبدأ ، وسيعود يامن مكسور الخاطر كالعاده ، لكن تلك المرة كانت غير أي مرة
حيث نظرت له مليكه بضيق ، وظلت ثوان تحاول أنتقاء الكلمات على غير عادتها ، ثم قالت بحنق :
"كنت فين يا أستاذ ! ، مختفي بقالك 5 أيام ليه"
"ماشاء الله ، بتعدي الأيام !!"
رشفت القليل من كوبها المليئ بالعناب ، ثم قالت ببرود :
"أصل دي الأيام إلى أنا أرتحت فيها"
حك يامن لحيته الخفيفه ، ثم قال بهدوء :
"أمممم الأيام إلى أرتحتي فيها ، طيب أسيبك أنا ترتاحي العمر كله"
وهم يتحرك ، أمسكته بسرعه وهي تسأله :
"رايح فين !!"
"مش بتقولي انك مرتاحه وأنا مش موجود ، خلاص همشي"
تركت كوبها وهي تقول بضيق :
"أنا قولت كده ، لا أكيد مقصدش ، أقعد أقعد"
نظر لها يامن ، ثم جلس على المقعد بجانبها وهو يقول بحيره :
"أنا مبقتش فاهمك !! ، أنتي مبسوطه ولا زعلانه ولا أيه !"
"تفرق معاك"
"ايوه طبعا تفرق ، على الأقل أعرف بتحسي بأيه وأنا موجود ، أعرف قابله قربي ولالا ، أنما أنا مش فاهم حاجه ، قعدت معاكي كتير بس لحد دلوقتي مش قادر أفهمك"
نظرت له طويلاً ، لا تعلم لما ذلك الشعور يراودها دائماً عندما يكون قريباً منها ، شعور بالراحه
قالت بأسف :
"عايزه أقولك الأول متزعلش مني ، أنا مقصدش أقولك أني برتاح وأنت مش موجود ، أنا ....أنا كنت أقصد حاجه تانيه ، كنت أقصد أن حياتي هاديه وأنت مش موجود ، وأنا متعودتش على كده"
أبتسم يامن وهو يسألها بحب :
"والهدوء ده حاجه حلوه ولا وحشه !"
نظرت له طويلاً ، وهي تفكر في الأجابه ، وكانت الأجابه :
"مش عارفه"
أبتسم يامن قائلاً بفرحه :
"دي حاجه حلوه لأن ده معناها أني مش بضايقك"
"ولا بتفرحني"
حافظ يامن على أبتسامته ، ثم مد يده قائلاً لها :
"أنا عارف أنك قلقانه مني ومش عايزه تقربيلي ، يمكن بسبب علاقاتي القديمه ، بس تأكدي أن كل ده هيتمسح ، زي ما حاجات كتير أتمسحت من ساعه ما عرفتك ، وعارف برضو أني لازم أديكي فرصه تتعرفي عليا ، مهو مش من يوم وليله هقولك تعالى نتجوز ، تيجي نبدأ من الأول ، وننسي كل القديم ، بما فيهم دبشك"
نظرت ليده بقلق ، لا تعلم حقيقه ما هي قادمه عليه معه ، لقد اعتادت على حياتها الممله ، وتخاف من الخساره ، نظرت له تود الرفض
لكن تلك اللمعه التي بعينه أوقفتها ، نظرت لملامحه الحنونه ووجدت نفسها تلقائياً تمد يدها له ، وهي تتمنى أن يكون المستقبل مختلف معه
أما يامن ما أن شعر بيدها تمسك بيده ، أطلق زغروطة مجنونه ، جعلت جميع من في المطعم ينظرون إليه ، ضحكت مليكه بسعاده وهي ترى فرحته بقرارها ، لكن هل ستظل تلك الفرحه موجوده عندما يعلم ما وراءها !!
فاقت من ذكرياتها وهي تتذكر وجوه العمال والزبائن عندما أطلق يامن "الزغروطه" ، وكأنها جائزه حاز عليه بعد عناء
شعرت بيد على ذراعها ، لتلتفت سريعاً ، وجدت ماريا تبتسم على شرودها ثم قالت :
"الجميل سرحان في أيه"
"هو في غيره"
"أمممم يامن ، والمره دي بتفكري في خناقه جديده ولا أيه ربنا يستر"
"تفتكري هنكمل مع بعض"
وضعت ماريا رأسها على البار بملل :
"هو أنتي كل ما تلاقي نفسك فاضيه تقعدي تفكري في كده ، أنا مش عارفه الواد يامن ده مستحملك على أيه"
لم تجيب مليكه ، لتقول ماريا :
"انتي عارفه ، إلى زيك خساره فيهم الراحه ، أنتي ملكيش غير إلى يطحنك في الشغل لحد ما تروحي بيتكم تنامي زي القتيله"
ثم صاحت بصوت عالٍ قائله :
"محمااااا هات لمليكه أصناف الأكل الجديده إلى عايزين نضيفها ، وخليها تراجعهم وتشوف أيه إلى يضاف وايه لا ، وكذلك المشروبات الجديده ، كل الشغل المتأجل هاته مليكه هتخلصه حالاً "
امسكت مليكه رأسها بتعب وهي تهمس :
"منك لله"
____________
هبطت درجات السلم بطفوليه كعادتها ، لتجد في وجهها يونس ، حاولت أن تمثل الأندهاش برغم من رؤيته من الشرفه خاصتها ، وهذا ما جعلها ترتدي ذلك القميص الأبيض بسبب حبه الشديد للأبيض ، لكنها لم تهتم بهيئة البنطال وهذا ما جعل يونس يقول :
"أيه يا ليان البنطلون الضيق ده ، أنتي شغاله في شركه ولا كباريه"
"ده مش ضيق يايونس ، ده عادي"
"حيات أمك !!! ، روحي غيري اللبس ده"
"نعم !"
قال يونس بعصبيه :
"بقولك حالاً تطلعي تغيري اللبس ده"
"بصفتك أيه بقى أن شاء الله !"
"بصفتي .....بصفتي أبن عمك"
فتحت باب السياره وهي تقول بضيق :
"أنا هخرج باللبس ده ، سواء كان عاجبك أو لا ، وأنت لو معترض قولي وأنا هاخد تاكسي للشركه"
"ما انا عارف أنك بتحبي تلبسي ضيق عشان تباني أرفع"
تركت باب السياره ، ونظرت له قائلة بضيق :
"لا مش كده"
"ياليان كلنا عارفين حاجه زي كده"
قالت بنفي صادق :
"لا مش كده يايونس ، وبعدين كلكم مين"
"أنا وأكيد صحابك في الشغل عارفين حاجه زي كده"
قالت بصدمه :
"بجد"
"طبعا يابنتي ده في دراسه بتقول أن 95% من البنات إلى بتلبس ضيق بتكون عايزه تبان أرفع ، فكده الناس كلها هتعرف انك كيرفي بس عايزه تبيني نفسك عود فرنساوي"
أقتربت منه بقلق قائلة :
"طب والعمل"
"تلبسي واسع ، العود الفرنساوي يبان في الواسع"
فكرت قليلاً ثم قالت :
"وأنت عرفت منين"
"يابنتي ده الناس كلها عارفه حاجه زي كده ، أنتي أزاي متعرفيش"
نظرت ليان في ساعتها ، ثم قالت بتوتر :
"بس انا ورايا اجتماع الساعه 9 وكده هتأخر"
أردف يونس بتشجيع :
"متشليش هم ، روحي أنتي بس غيري لبسك وأنا هسوق بسرعه وهوصلك في المعاد"
أستجمعت شجاعتها وأعطته حقيبتها ومفاتيحها ، ثم أطلقت لساقيها العنان وركضت عائده للمنزل لتبدل ملابسها
أما يونس فظل يضحك عليها إلى أن شعر بالأختناق ، فهو تمكن منها أخيراً ، وجعلها تفعل ما يريده
____________
كان ينظر لتلك الأوراق التي امامه بتعب ، فهذه القائمه رقم 17 بالأطعمه الذي يفكر بشرائها ، لكنه مازال غير مقتنع بأي منهم
يفكر بأستشاره أحدهم ليساعدهم ...شخص ما كانت مشجع لتلك الفكره ....شخص ينام كل يوم وهو يمسك الهاتف يريد الأتصال به ....شخص يتمنى لو يعرف أحواله ....لكنه لا يمتلك القدره على الأتصال ....أو فتح أي حوار معها
فتح الحاسوب الخاص به ، وبدأ يضغط على أزراره ، ليأتي بصور مهره الذي جاء بها من مواقع التواصل الأجتماعي ، بدأ ينتقل من صوره لأخرى كعادته ، حتى جاء أتصال من يامن يبلغه أن هناك قائمه جديده بالأطعمه يريد أن يعطيها له
___________
"أشتقت إليه ، كتبت تلك الجمله مرراً وتكرراً في مذكراتي ، أشتقت إلى كل شئ به ، صوته ، هيئته ، جنونه ، حنانه ، لطافته ، هو يعني لي كل شئ جميل ، أتمنى لو لم تكن تلك النهايه ، كل يوم أضع يدي على قلبي خوفاً من أن يكون اليوم هو النهايه ، وأن أحصل على طلاقي رسمياً ، برغم من تلك النهايه المفتوحه لعلاقتنا ، وبرغم من كرهي للنهايات المفتوحه ، إلى أني لا أريد لقصتنا تلك النهايه العقيمه التي سطرتها منذ عدة أشهر ، لا اعلم ما انا فيه الآن ، هل أنا امر بفتره أكتئاب وسيعود كل شئ كما كان ؟ ، أم تلك هي النهايه ولن يعود شئ ، تُرى هل لو عدت بعد كل ما حدث بيننا ، سيقبل بي ! ، هل أعتاد على غيابي ؟ ، أم يرهقه كما يرهقني ، لا أعلم ماذا أفعل ، أشعر بأني لا أحتاج سوى أن ألقى نفسي بين ذراعيه ، ليس أكثر ، لكني لست مستعده للعوده إليه الآن ، ولا أعلم ماذا سأفعل أن اعتقد انني أريد العوده إليه ، يكفي تلك الجروح والمشاكل التي سببتها له ، هو لا يستحق كل ذلك ، هو أجمل وأحسن من أن يعيش في تلك الحياه المتوتره معي ، أتمنى أن تجمعنا فرصة سوياً في يوماً ما ، نلتقي بلا معاد ، وكل منا يعود أدراجه وكأن لم يحدث شيئاً ، ف أنا حقاً أشتقت إليك"
وأغلقت مذكراتها ، وأخرجت ألبوم صور من "الكومود" بجانبها ، وبدأت ترى صوره للمره فوق المئة ....لا تعلم حقاً ماذا كانت ستفعل دون ذلك الألبوم الذي أعطته لها ليان في أحدى زيارتها الشهريه ....بعد طلب خفي من مهره بأحد الصور التذكاريه لمازن
أبتسمت وهي تتذكر جمله ليان وقتها :
"يابنتي ما ترجعوا لبعض بدل ما أنتم قرفنا ، وعايشين في جو العشق الممنوع ده"
ياليت الرجوع بنفس تلك السهوله ، لكن للأسف لقد انهت كل شيء ، وبعد مرور كل تلك الشهور هي لا تعلم هل هي على حق ، أم كان يجب عليها نسيان كل الماضي ، والتمسك بالحاضر ، لصنع ذكريات جديده
___________
(الساعه 2 فجراً)
أستيقظ على صوت هاتفه المزعج ، من الغبي الذي يدق في ذلك الوقت
أمسك هاتفه وأجاب دون أن ينظر للأسم ، لكنه سمع صوتها الباكي وهي تقول :
"ماازن ألحقني أرجوك تعالى بسرعه ......"
🕺🏻دمتم ساالمين💃🏻...
