رواية مهرة والامبراطور
الفصل الواحد والثلاثون 31
بقلم مي مالك
أستيقظ على صوت هاتفه المزعج ، وهو يسب ذلك الغبي الذي يدق في ذلك الوقت
أمسك هاتفه وأجاب دون أن ينظر للأسم ، لكنه سمع صوتها الباكي وهي تقول :
"ماازن ألحقني أرجوك تعالى بسرعه ......"
كان صوت مهره الباكي ، جعله يفيق من نومه بسرعه البرق ويرتدي ملابسه ويذهب لها ، بعدما حاول أن يستفسر منها على أي شئ لكنه لم يفهم منها أي شئ
__________
بعد نصف ساعه
كان يطرق باب المنزل بعنف ، ثوان وفتحت مهره الباب ، وما أن أبصرته ألقت نفسها بين ذراعيه دون سابق أنذار
دلف إلى الداخل وأغلق الباب وهي مازالت تبكي بين ذراعيه وهو يحاول أن يهدئها ، وبداخله يكاد يرقص من الفرحه بذلك العناق غير عابئ بأنها تبكي
_بني آدم برأس الكلب 😊_
وبعدما أدرك أخيراً أن يوجد كارثه بسبب بكائها الذي لا يتوقف ، مما دفعه ليسألها بشكل جدي عن السبب
بدأت بقول أشياء غير مفهومه بسبب بكائها ، مما جعله يشعر بالكارثه المفتعله ، وهذا واضح من طريقه شرحها وحركاتها ، برغم من عدم فهمه لأي شئ
وبعدما فقد الأمل في معرفه ما يحدث ، قال أخيراً :
"متتكلميش وأنتي بتعيطي ، مش فاهم حاجه"
مما جعلها تصرخ في وجهه قائلة ببكاء حاد :
"مامااااا بدور ماتت"
لجمته الصدمه ولم يتمكن من التحدث ، لتمسكه هي وتقوده إلى المطبخ ، حيث بدور الفاقده للوعي على أرضيه المطبخ
أندفع مازن بأتجاهها سريعاً يتفحص النبض والتنفس وهكذا
اما هي فبدأت بسرد الأمر وهو لا يفهم نصف كلامها تقريباً بسبب شهقاتها المتتاليه
لكن ما تمكن من تجميعه أنها أستيقظت وذهبت للمطبخ لتشرب بعض الماء ، وجدت بدور ملقاه على الأرض ولا تجيب عليها
ثم بدأت بالصراخ والعويل على والدتها معتقده أنها توفت
ليحاول مازن ان يهدئها قائلاً :
"مهره ...مهره حببتي بدور عايشه بس بصويتك ده أنتي بتوتريني وأنا مش عارف أتصرف"
هزته بعنف قائلة بخوف :
"طب أنت مستنى أيه ألحقها بسرعه ، أطلب الأسعاف ، أعمل أي حاجه"
أمسك رأسه بتعب ، ثم أخرج مفاتيح سيارته من جيب بنطاله وأعطاه لها قائلاً :
"دوري العربيه"
وقبل أن تتحدث وجده يحمل بدور بين ذراعيه ، ركضت هي سريعاً للخارج ، تدير محرك السياره
أما مازن فتحرك ببدور وأراحها في الأريكه الخلفيه للسياره وتحرك بهم إلى المستشفي
__________
(بعد ساعه)
دلف الأطباء ببدور إلى الغرفه ، تاركين ورائهم مهره تكاد تموت من الخوف ، ومازن المتوتر
ظلت مهره تدور حول مازن ، وهي تتحرك بتوتر ، بينما مازن يجلس على المقعد واضعاً رأسه بين يديه
نظر لمهره التي تتحرك بتوتر لم تتمكن من أخفائه ، وكاد أن يصرخ بها أن تهدأ ، لكنه توقف وهو يراها تمسح دموعها ، دقق بها ليلاحظ ذلك الأرتعاش الخفيف بها الذي لم يكن ملحوظ بها
نهض وتقدم منها ببطئ ، ثم وبلا أي مقدمات ، لف ذراعيه حولها يبث لها بعض الأطمئنان ، تركت مهره نفسها بين ذراعيه وهي ترتعش بخوف من القادم ، قلقه على فقدان والدتها وأخر ما تبقى لها في الدنيا ، ظلت بين ذراعيه لفتره طويله ، وهي من وقت لأخر تتحدث عن خوفها على بدور
نظرت مهره لباب الغرفه التي بداخلها بدور ، ثم قالت له بوجع :
"تفتكر ممكن تمشي وتسبني"
ربت على ظهرها وهو يقول بحنان :
"متقلقيش ربنا عمره ما بيدي للأنسان حمل فوق طاقته ، يعني لو أنتي متقدريش تستحملي أنها تسبيك ، يبقى مش هتسيبك"
ظلت تنظر للغرفه ، ثم عادت تبكي مره أخرى ، ومازن يهدئها ، إلى أن خرج الطبيب من الغرفه
نهضت مهره سريعاً وهي تقول بنبره أشبه بالصراخ :
"ماما ....هي كويسه ....جرالها حاجه"
أجفل الطبيب من نبرتها ثم قال محاولاً التحلى ببعض الهدوء :
"هي كويسه ، الموضوع بس كان لغبطه دواء ، بتحصل كتير لحالات كبار السن ، وخصوصاً إلى بيخدو أدويه كتير"
قالت مهره بنبره أقل توتراً :
"يعني هي كويسه أقدر أشوفها"
هز الطبيب رأسه ، وقبل أن يتحدث كانت مهره تدخل الغرفه ولم تهتم ببقيه كلام الطبيب
بينما الطبيب قال ما كاد يقوله :
"بس هي نايمه دلوقتي !"
سمعه مازن ليردف ببعض الخجل :
"أنا أسف أصلها قلقانه على والدتها جداً"
"لا عادي يا فندم مفيش حاجه"
وأستأذن وتركه أمام الغرفه ، نظر مازن للغرفه وهو حائراً ...هل يدخل ام أنتهى دوره إلى هنا ويجب عليه الذهاب
تنفس بعمق ثم فتح الباب ، وجد مهره تضع رأسها على ذراع بدور وتتحدث معها وكأنها تسمعها ، أما بدور فكانت في ثبات عميق لم تسمع أي من كلام مهره
ظل ثوان يتأملها بعدما أرتاحت ملامحها عندما أطمئنت على بدور ، وشعر أن دوره انتهى إلى هنا ، لقد انتهت مهمته ، هي لم تكن تريد سوى ذلك ، يد معاونه وقت أحتياج ، وكان هو يد العون ، ذلك لا يعني أي شئ متعلق برجوعهم أو شئ من هذا القبيل
أو هكذا فسر وهو يفكر متجهاً إلى الحسابات ليدفع تكلفه المستشفى ، ثم يذهب من حيث جاء
____________
(بعد يومان)
كان يجلس يعاين بعض الصور الخاصه بالمطعم الجديد ، وملك أمامه تلعب بالدمى ، قاطع تركيزه رنين الهاتف ، امسكه ليرى من المتصل ، وجدها ليان ، أجاب سريعاً وهو يقول بنبره مشاكسة :
"منجايتي الصغيره ، عامله أيه يا لولو"
ضحكت ليان ولم تتمكن من أخفاء فرحتها ، ثم قالت بنبره سعيده ...سعيده للغايه :
"أنا عايزك ....أنهارده بليل"
"في البيت عندك ولا فين"
ثوان وجاء الرد من ليان قائلة :
"أه في البيت ، هستناك بليل"
قال مازن بنبره قلقه :
"أستر يارب ، عامله مصيبه ولا أيه"
ضحكت ليان وهي تقول :
"لا يا حبي مفيش أي مصايب ، أنا بس عايزاك جمبي ، عايزه أشاركك فرحتي"
قال مازن ببعض التوتر :
"اوعي تكون خطوبتك"
ضحكت ليان وهي تستشعر ذلك القلق في بنبرته ، لكنها طمئنته قائلة :
"لا يا مازن مش خطوبتي لا تقلق ، ودي المعلومات إلى أقدر امدك بيها ، أكتر من كده هحرق المفاجأه"
وأنهت جملتها بطريقه مرحه ، لتخفف من قلقه ، ثم أنهت المكالمه
نظر مازن للهاتف وهو يشعر بالقلق من تلك المفاجأة التي تحضرها ليان ، ولا يعلم ما هي
__________
(في المساء)
عندما ذهب إلى منزل ليان ، علم أنه ليس وحده المطلوب ، بل وجدهم جميعاً ، يامن ، هاشم ، ليلي ، نرمين ، مي زميله ليان في السكن ، تعرف عليها منذ فتره
لكن لم يهمه كل ذلك ، بل ركز بصره على يونس ، الذي يجلس ينظر له بقلق ، لكن برغم من قلقه من وجود يونس
ألقى التحيه على الجميع وسحب مقعد وجلس بجانب يامن وسأله بدهشه :
"هو أيه سر التجمع الغريب ده"
همس يامن قائلاً بدهشه هو الأخر :
"مش عارف ، بس شكلها حاجه مهمه"
نظر له مازن وقال بقلق :
"تفتكر تكون عايزه تفتح موضوع يونس تاني"
"مظنش عشان لو كان كده ، كان يونس عرف ، أنما يونس هو التاني ميعرفش حاجه ، اول ما جه كلنا قررناه وطلع في السليم"
تنهد مازن بحيره ، ليقول يامن بخبث :
"بس لو عايز تعرف المعلومات الصح ، عليك وعلى السوسه دي"
وأشار إلى مي ثم أكمل :
"دي عايشه معاها وعارفه كل أخبارها ، مستحيل حاجه زي كده تستخبى عنها"
هز رأسه وهو يؤيد ما يقوله يامن ، ثم حرك كرسيه قريباً من كرسي مي ، التي كانت تمسك هاتفها وتكتب أحدى رواياتها كالعاده
ما أن رأته يقترب منها ، أبتسمت بسماجه ثم قالت :
"متحلمش أني أقولك حاجه"
ضيق عيناه بتهكم ، ثم قال لها بمحن :
"ليه كده يا مي ، ده أنا حتى بخلي يامن يبعتلك كل أوردرات الكتب إلى تبع الشركه اول بأول"
نظرت له وأكملت بحنق :
"بدفعلك تمنهم ولا بأكلهم عليك"
نظر مازن ليامن مستعجباً ، ليهز يامن رأسه يؤكد كلامها
حمحم مازن بأحراج وكاد أن يقول شيئاً لولا خروج ليان من غرفتها ونزولها الدرج بفرحه عارمه ، غير قادره على أخفاء فرحتها
ألقت التحيه على الجميع ، ثم توجهت إلى رأس المجلس وحمحمت ببعض التوتر ، ثم قالت بنبره فرحه :
"صراحه أنا جمعتكم انهارده عشان أشكركم ، كــ....كنت مجهزه كلام كتير ليوم زي ده ، بس صراحه حسا أني نسيت كل حاجه"
قاطع مازن حديثها وهو يبتسم لها بحنان قائلاً :
"قولي إلى في قلبك من غير تجميل ولا تزويق ، وأنا هفهمك"
أبتسمت ليان وهي تنظر له بحب قائلة :
"صدقني أنا عامله الأحتفال ده عشانك ، عشان أكتر راجل دعمني وقواني في الدنيا دي بعد ربنا ، أنا فخوره أنك أخويا ، وأنك جمبي دايماً ، مهما حصل ، ونفسي في يوم أردلك ولو جزء من إلى أنت عملته"
تنفست بعمق ، ثم أكملت وهي تنظر لمازن وكأنه هو فقط الموجود أمامها :
"بس بالعكس أنا بعك لك حياتك وبلغبطها ، وأنت بتفضل تسامحني وترجع معايا زي الأول ، كل مره بترجعلي فيها ، بتوجع قلبي ، قد كده أنا بكون قاسيه معاك ، أنت لو بتعمل كده على قد حنينك يبقى أنت عندك حنيه تكفي العالم كله وتفيض ، ول....."
قاطعها مازن بحب وهو يقول :
"أنا مش بعمل معاكي كده على قد حنيتي ، أنا بعمل كده على قد محبتي ليكي"
دمعت عيناها وهي تقول بحشرجه من أثر البكاء :
"يبقى عمر ما حد هيحبني قدك"
وركضت بأتجاهه تحتضنه بقوه ، نهض مازن من مقعده وفتح ذراعيه على أخرهم يلتقطها بحنان ، بكت بين ذراعيه وهي تعبر له عن مدى حبها له
قاطع هاشم تلك اللحظه السعيده قائلاً :
"لو جيبانا هنا يا ليان عشان خبر حلو ، ف مفيش خبر أحلى من أن عندك أخ بيحبك كل الحب ده ، بجد دي حاجه متتقدرش"
قال يامن بمرح :
"تراني ولله سأبكي من كثره المشاعر"
ضربته ليان على رأسه وهي تمر لتعود إلى مكانها ، حمحمت ثم قالت بنبره قويه :
"جماعه ...وبكل فخر ...أحب أقولكم ....أنه وبعد طول أنتظار ....من الشغل والجهد ....وأخيراً أتعينت في وزاره الخارجيةةةةةة"
وأنهت حديثها بصراخ فرح وهي تقفز من الفرحه ، كان الجميع مصدوم من المفاجأة ، وأولهم مازن ....صغيرته نجحت ....صغيرته حققت حلمها ...صغيرته ليان كبرت وحققت ما تريده أخيراً
بدأ الجميع بالتصفيق ، ألا مازن الذي كان مصدوماً كلياً ، وكانت ليان لا تنتظر ألا رده فعله ، مستقبله صدمته بأبتسامه جميله تزين صفحه وجهها ، تمكن أخيراً من النهوض والركض ناحيتها ، رفعها بين ذراعيه ودار بها بفرحه عارمه
بكت ليان كثيراً وهي تتمسك برقبته ، بعد قليل أنزلها وهو يأخذ نفسه بصعوبه ، ثم همس لها :
"ده حقيقي ، ده بجد ، أنا مش بحلم ، أنا فايق"
هزت ليان رأسها بفرحه من رده فعله وهي تقول :
"أيوه يا مازن أحنا مش بنحلم ، أنا فعلا حققت حلمي"
عاد يحتضنها مره أخرى وهو يصحح لها :
"ده حلمنا ، أنتي حققتي حلمي وحلمك ، أنا كان حلمي أشوفك مرتاحه وأنتي بتعملي إلى نفسك فيه ، وأهو اتحقق"
ضحكت ليان بسعاده بالغه ، وكادت أن تتحدث ، لولا طرق الباب ، نهضت مي لتفتح الباب ، لتوقفها ليان بيدها قائلة بفرحه :
"لا ده ضيف تبعي ، بس أتأخر شويه"
وركضت بأتجاه الباب ، تتمنى من كل قلبها أن تكون هي الطارق
وما أن فتحت الباب ، صرخت بسعاده لتحقق مرادها
عانقتها مهره بصدمه وفرحه من رده فعل ليان ، ثم دعتها ليان للدخول ، قالت مهره بهدوء :
"أتمنى مكنش أتأخر كتير"
"يااه دا أنتي أتأخرتي جداً ، بس مش مهم فداكي ، هنعيد من الأول"
قالت مهره بدهشه :
"من الأول هو أنا فاتني كتير ولا أيه ؟"
"يوووه كتير جدا ، بس أهم حاجه دلوقتي أنه ....."
صمتت ليان عندما وجدت مهره ليست معاها من الأساس ، بل تنظر له بصدمه ، وبعض الحنين يدغدغ أوصالها ، أبتسمت ليان على هيئتهم ، فمازن هو الأخر لا يقل حنين عنها ، بل زاد حنينه عندما رأها ، ولأول مره مازن البارد يشعر بالحنين لأحدهم ...سوى والده
للحق كانت مهره المرأه الأولى التي تحتل تلك المكانه في قلبه ...كانت هي مرته الأولى في كل شئ تقريباً يخص المشاعر ...وهي الأخيره ...فمهره أحتلت قلب مازن بكل جوارحه ....أحتلته ولا أمل من التحرير ...وللحق هو لا يريد التحرير ...بل رفع رايته البيضاء يريد أن يعيش طوال العمر ....محتل بحبها
اقترب منها يحيها بشوق ، وبادلته هي التحيه على أمل أن تكون تمكنت شوقها له ، لكنها فشلت بجداره
طال النظر ، وطال عتاب العيون ، حتى شعر الجميع بالحرج
سحبت مهره يدها وهي تتنحنح بخجل ، ثم تحركت تجلس بجانب ليان ، ألقت التحيه على الجميع بخجل ، ثم نظرت لمي وهي تعتقد أنها رأتها سابقاً
لكن قاطع تفكيرها يامن الذي نهض من مجلسه وهو يصقف اكثر من مره لينتبه له الجميع ، ثم قال بعفويه :
"جمااعه ...بما أن كلكم مجتمعين ...ف ...يعني ...أنا عندي خبر ليكم ....الله أعلم هو حلو ولا وحش ...بس هقول وأمر لله ....جمااااعه ...وبكل فخر ...أنا نويت اتجوز"
🕺🏻دمتم ساالمين💃🏻...
