رواية مهرة والامبراطور الفصل الرابع عشر 14 والخامس عشر 15بقلم مي مالك


 رواية مهرة والامبراطور

الفصل الرابع عشر 14 والخامس عشر 15

بقلم مي مالك

دق هاتفه برقمها أخيراً أمسك هاتفه سريعاً وقبل أن يتحدث سمع صراخ مهرة وهي تقول برعب :

"مازن ألحقني يا مازن أنا خايفة أوي ، أرجوك تعالا بسرعة" 


أستيقظ مازن بفزع وهو يزفر ما أن تأكد أن هذا حلم ، نظر في الهاتف ليتأكد منه ، لكنه وجد مكالمه فائته من مهرة !! 

تنهد بخوف وهو يردد أن ذلك مجرد حلم ...بالتأكيد مهرة بخير ولن يصيبها أي شئ 

اتصل بها وهو يمسك بقلبه خائفاً على تلك المجنونه الهوجاء 


فتح الخط ووصلته نبرة غريبه ، ولهجه أنجليزيه مؤكدة أن المجيب ليست مهرة 


"Hello" 


حمحم مازن قائلاً بدهشة :

"أهلا ....


تنهد وهو يحاول تذكر لغته الأنجليزيه التي هربت منه 


"من !!" 


وصله صوت تلك المرأه التي وكما يبدو تحاول الهدوء متحدثه بلكنه عربية مكسرة :

"أنا جينا صديقه مهرة ، هو إنت مازن !!" 


لم يتمكن من قول أي شئ سوى :

"فين مهرة !!" 


"هو أنا أعتقد أن مهرة واقعه في مشكل ، and تحتاج مسأدتك (مساعدتك) ، هو إنت ينفع تأتي هنا" 


"فين !!!" 


"في Alexandria ، هأبعتلك Location  please تعال بسرعة" 


وأغلقت الخط وخلال ثوان بعتت له الموقع على تطبيق "واتس آب" 


أرتدى ملابسه على عجل ، وأمسك هاتفه ومفاتيح سيارته وركض إلى الخارج وهو يشعر أن هناك كارثة تجتاح مهرة 


____________


(في الصباح) 


طرق خفيف على الباب ، جعلها تنهض وتفتح الباب بسرعه ، وجدت رجل غريب يقف ومن الواضح على وجهه أفظع علامات القلق ، أبتلعت ريقها بتوتر وهي تسأل :

"أقدر أسأد (أساعد) أضرتك (حضرتك) في شئ" 


تنهد مازن وهو يقول :

"أنتي أم لسان معوج إلى كلمتيني في التليفون ....فين مهرة" 


حاولت تخمين النبرة وهي تقول :

"إنت مازن" 


"أنا زفت ، فين مهرة" 


أفسحت له الباب ليدخل مازن وهو ينظر لها بدهشه من لهجتها وطريقتها وغرابتها وكل شئ بها ، لكن ما يهمه الآن هو مهرة 


أغلقت تلك الغريبه الباب ثم قالت :

"سيد مازن من الأفضل أن أتحدث معك أولاً قبل أن ترى مهرة ، فهي في حاله مرزيه حقاً" 


نظر لها بدهشه من لغتها العربيه الفصحي ، لكن صمت وجعلها تكمل :

"مهرة تعبانه وأعتأد أنها تهتاج إلى الذهاب للمصهه النفسيه أنا هاولت معاها لكنها رافضه لكل شئ ومعتأده أنها سوف تموت وعادت بالزمن 3 سنوات للوراء" 


عقد حاجبيه وهو لا يفهم أي شئ منها ، لا يعلم أذا كان عقله غير قادر على الأستيعاب ، أم هي التي لا تجيد الشرح ، تحدث قائلاً بضيق :

"أنتي العربي بتاعك خربان أتكلمي فصحي أو أ...."     كان سيكمل لولا صراخ مهرة الذي سمعه من أحدى الغرف صارخاً بالنجدة 


نظروا الأثنان لبعضهم بصدمه ، ثم تحركت جينا وفتحت أحدى الغرف بالمفتاح ، لتظهر مهرة متسطحه على الفراش والوهن بادي على جسدها ، تحرك مازن بخطوات سريعه وجلس على ركبته لتظهر أحدى يدي مهرة المكبله في الفراش ، وقدمها كذلك ، نظر مازن إلى جينا الذي فهمت أتهامه من قبل أن يتحدث وقالت له :

"لقد كنت مضطرة مش كنت لاقى وسيله غير دي عشان مش تأذي نفسها" 


وأقتربت من مهرة وأمسكت يدها وهي مستسلمه تماماً وقالت له :

"أنظر" 

أقترب من مهرة ورأى يدها التي كانت جينا ممسكه بها ، ملفوفه بقطعه من الشاش ، أزاحتها جينا ليرى مازن جرح كبير نسبياً ، وكأنها كانت تنوي الأنتحار وقطع شرايينها 


"مهرة حاولت الأنتحار وحمداً لله أني تمكنت من أوقافها لقد أضطررت إلى ضربها بقاعده المسدس على رأسها لتفقد الوعي ، وتمكنت من خياطه الجرح والتأكد أنه لم يصيب الشريان ، تلك المجنونه كادت أن تفقدني عقلي ، لذلك أضطررت للأتصال بك علك تتمكن من أيقافها ، هي تتحدث بكلام غريب وتقول لي دائما أن أبتعد عنها حتى لا أؤذى ، وتتفاوه بكلام غريب وليس له معني ، وتتحدث عن طفلها المتوفي كثيراً ، وأظن أنها تعيد ذكريات الماضي وتعيد ما حدث لها منذ 3 سنوات تقريباً" 


"مسدس أيه !!" 

قالها مازن وهو ينظر لها بخبث ، لتجيب جينا بسرعه :

"مسدس مهرة ، صدقني أنا لا أكذب ، عندما تستيقظ أسئلها عنه" 


صرخت مهرة صرخه أفجعتهم جميعاً ، أقترب منها مازن قليلاً يزيح بعض من خصلات شعرها من على وجهها ، لتظهر مهرة بملامح أشبه بملامح الموتى ...بشرتها شاحبه ....وشفتيها زرقاء ....وشعرها كان يقع في يد مازن مجرد ما أن يلمسه ....ذلك الشعر الطويل الذي تحبه مهرة وتعتني به كثيراً وقع منه الكثير والباقي تقصف ، فتحت مهرة عيناها الحمراء ونظرت له قليلاً تستوعب أنه هنا حقاً ، لمس مازن على وجهها برقه وهو لا يجد أي كلام يمكن قوله في تلك الحالة ، أمسك ذلك الحبل الذي تلفه جينا على يد مهر عده مرات وتربطه بالفراش وفكه عنها 

نظرت لهم مهرة قليلاً وهي تحاول أستيعاب ما يحدث ، وما كل تلك الرجال الذي حولها هي ومازن وجينا اللعينه فهي تعلم أن هي من كبلتها حتى لا تذهب إلى طفلها وترحم من عذاب طاهر ، همست مهرة بكلام غير مفهوم وهي تنظر حولها برعب ، ليقترب مازن من أذنها وهو يحاول فهم ما تقوله 


"أنت أيه إلى جابك هنا ....أمشي يا مازن ....هيقتلك ...أمشي يا مازن ....لو عرف أني أعرفك هيقتلك ....هو بيقتلك كل حاجه بحبها ....أمشي"


أقترب منها أكتر وهو يقول بحزن على حالها :

"هو مين يا مهرة !!"


قالت أسمه بنبرة هامسه تحمل كل كره الدنيا :

"طاهر" 


ظلت تنظر حولها ثم ثبتت عيناها على جينا وهي تقول بهمس يصل إلى مازن بصعوبه :

"وجينا كمان معاه متصدقهاش دي هيا إلى ربطتني كدة عشان ....عشان تخليه يضربني " 


وبكت بخوف وجسدها بأكمله يرتعش ، عانقها مازن وهو يكاد يبكي عليها ، نظرت مهرة لجينا بحقد وهي تزمجر بغضب جعلت جينا تعود للخلف قليلاً ثم قالت بقلق :

"مش تصدقها مازن ، هي تعبان وبتخترف (وبتخرف) بالكلام ، أنا عمري ما هأذيها" 


صرخت بها مهرة بنحيب :

"أنتي كدابه ....هي ...هي يا مازن إلى خليته يعمل فيا كدة ....ولله هي ....هي شافته وهو بيقتلني ووقفت تتفرج" 


قالت جينا بسرعه :

"رأيت ، هي على أعتأد (أعتقاد) أنها ماتت وأن طاهر قتلها مع أبنها" 


نظر مازن لمهرة وهو يجمع شتات نفسه ثم سألها :

"الكلام ده أمتى يا مهرة" 


نظرت له قليلاً وسقطت دمعه وهي تقول :

"أمبارح ، طاهر بعد ما عرف أني حامل سكت ، لكن بعد شويه رجعلي وفضل يضربني بالحزام والشلوت لحد .....لحد ما مت"


"أومال أزاي أنتي عايشه دلوقتي" 


نظرت له ولجينا لتكمل جينا :

"غلط ركزي مهرة ، بعد ما فقدتي البيبي رجعتي البيت مع طاهر ، وقررتي تنتقمي منه ....وأخدتي أكتر حاجه مهمه بالنسبه له عشان يتحسر ....وهربتي ، وأخدتي بدور ومشيتي من البلد ، وبعدها رجعتي وجبتي بيت لبدور وكتبتيه بأسمي عشان طاهر مش يقدر يوصل لبدور ، فاكرة يا مهرة !!" 


نظرت لها مهرة وشردت قليلاً ثم قالت :

"طب لو كل ده حقيقي أومال أنا هنا بعمل أيه ، طاهر لقاني وعايز ينتقم مني عشان إلى عملته فيه" 


اقترب منها مازن أكثر وهو يقول :

" يا حببتي مفيش طاهر صدقيني" 


صرخت به مهرة وهي تشير وراءه :

"أومال مين إلى وراك ده"


نظروا الأثنان لمكان أشارة مهرة لم يجدوا شيئاً ، ظلت مهرة تنظر حولها بخوف مبهم ، ليقول مازن وهو يضيق عيناها :

"مهرة أحنا كام واحد في الأوضه" 


نظرت حولها ثم قالت بنبرة مهزوزة :

"9" 


قالت جينا بحزن :

"مهرة مفيش أي شخص في الأوضه غيرنا" 


همست مهرة في أذن مازن :

"دي كدابه يا مازن ، مش دي جينا صحبتي ، دي رفيقه طاهر وعايزة تقتلني زيه متصدقهاش" 


نظرت لها جينا وقد سمعت ما قالته لتقول بصراخ :

"مهرة لا يوجد أي شئ في الغرفه ، إنتِ تتوهمي ، لا يوجد طاهر ولا رجال ولا أي شئ" 


صرخت مهرة بصوت مبوح :

"أنتي كدابه ، مازن ....مازن متصدقهاش ، صدقني أنا ، هي عايزة تطلعني مجنونه عشان تسبني متسبنيش يا مازن ، موتني بس متسبنيش ليه وتمشي .....


عانقها بحنان ودون درايه هبطت دموعه حزناً عليها ، وهي تكرر ما قالته كثيراً حتى صمتت تماماً ، أخرجها من بين ذراعيه ونظر لها ليجدها فاقدة للوعي وأنفها تنزف بشده 


تحركت جينا سريعاً وأعادتها للوراء وأوقفت النزيف خلال ثوان ، ظل هو وجينا يتبادلون النظرات حتى قالت جينا :

"أظن أنها تحتاج إلى الذهاب للمصحه النفسيه" 


"مظنش ، أفتكر أنه من الأحسن نرجعها البيت" 


_____________ 


كان متسطح على الفراش شارداً في تلك الفتاة الذي فعلت به كل ذلك 


فتح عيناه وجد نفسه بداخل غرفه بيضاء وصوت أجهزة كثيرة حوله ، ولكن ما لفت نظره تلك الفتاة ذات الشعر القصير الجالسه بجانبه تبكي بحرقه 

نطق بصعوبه :

"هو ...أيه إلى ...حصل" 


نهضت الفتاة من مقعدها بسرعه وهي تقول بفرحه :

"أنت عايش ، أنت كويس حاسس بأيه ...اتكلم كدة تاني ...شاور بإيدك أعمل أي حاجه" 


"أديني فرصه أعمل حاجه طيب ، هو أيه إلى حصل"


حاولت الفتاة تجفيف دموعها وهي تقول :

"مش عارفه أنا كنت سايقه وفجأه لقيتك في وشي" 


تدركت نفسها وعادت للوراء قليلاً ليظهر ذراعها المختفي بداخل الجبس ، وبعض الجروح الطفيفه في وجهها 

ولكن ذلك أكسبها جمال فوق جمالها ....برغم من أن الموقف لا يحتمل ....لكن رؤيه أنفها الحمراء من كثرة البكاء وشفتيها الحمراء القانيه ، جعلته قال دون درايه :

"مين القمر !" 


نظرت له الفتاه ورفعت حاجبها تلقائياً ثم تهكمت ملامحها وهي تقول :

"أنا هنادي الدكتور شكل الحادثه أثرت على دماغك" 


وتحركت بخطوات بطيئه وهي تستند على عصا طبيه جراء أصابة قدمها 

نادت الطبيب الذي جاء مباشرةً لفحصه ، والتأكد من المؤشرات الحيويه ، طمئنها أخيراً أنه بخير ولم يصيبه شئ وأنما هو ك القطط بسبع أرواح ، وتركهم وذهب 

جلست الفتاة على مقعدها مرة أخرى وهي تستند بوجهها على العصا وتنظر إليه ، نظر لها يامن بقلق وهو يقول :

"هو وشي في جروح كتير" 


أبتسمت ببعض الشماته :

"ده أنت أتشوهت" 


أتسعت عيناه بصدمه ومد يده السليمه بعض الشئ يطالب :

"معاكي مرايه" 


"لا مش بشيل الحاجات دي" 


"ليه أنتي مش بنت" 


تنهدت بتعب وهي تقول :

"ولله في حالتك دي يا أستاذ الموضوع مش معروف مين البت ومين الراجل" 


نظر لها يامن ثم قال بهدوء :

"أيه الدبش ده !! ، أنتي تعرفي واحدة أسمها مهرة ؟" 


هزت رأسها ب لا ، ليقول :

"طيب هاتي التليفون أشوف وشي أنا حاسس أني بقيت مشوه" 


أخرجت الهاتف من جيب بنطالها الجينز ووجهته إليه قائلة :

"تليفوني كمان أتشوهه بسببك ، الآيفون باظ والمتوسيكل بتاع أخويا كمان خربته ، عشان حضرتك مش مركز وكنت ماسك التليفون بتتكلم فيه" 


نظر يامن للهاتف المشوهه حقاً كما قالت فشاشته تدمرت ، لكنه مازال يعمل 

"قول رقم أي حد من أهلك عشان أتصل بيه ، مقدرناش نوصل لأي أوراق شخصيه في عربيتك وتليفونك أتدغدغ" 


"والعربيه !!" 


تحدثت بتهذيب أخيراً :

"عوض الله عما سلف ....بس متقلقش أنا رقبتي سدادة ، وأي خساير أنا تحت أمرك ، تعرف رقم حد من أهلك" 


هز رأسه بإيجاب وبدأ بسرد رقم منزل مازن ، أجابت ليان ، لتحدثها الفتاة وما أن قالت أن يامن تعرض لحادث سمعت صراخ وبكاء ثم قالت أسم المستشفي لتسمع الخط يغلق بوجهها 

"هو أنتم كلكم معندكوش ذوق" 


أبتسم يامن من بين تعبه :

"يعني أنتي إلى لسانك بينقط سكر" 


نهضت من مكانها وهي تزفر بضيق ثم جمعت شتاتها وهي تقول :

"فرصه سعيدة يا أستاذ يامن وأتمنى مشوفكش تاني ، ووالنبي تبقى تركز وأنت بتسوق مش ناقصين بلاوي" 


وتحركت إلى الباب ليوقفها يامن قائلاً بمكر :

"صحيح متعرفناش ، أنتي أسمك أيه" 


التفتت له الفتاة وهي تقول بضيق :

"أسلام يا ....يا يامن"


وتحركت لتخرج من الغرفه ، وتركت ورائها يامن الذي يبتسم كالمجنون وهو يردد الأسم بغرابه 


عاد يامن من ذكرياته على صوت ليان وهي تغلق الباب وراءها بعدما دلفت إلى غرفته ، نظر لها يامن بضيق ثم قال بحنق :

"عايزة أيه"


نظرت له ليان وثوان وبدأت تبكي بضيق :

"هو ليه محدش طايقني في البيت ده" 


"يمكن عشان تصرفاتك لا تطاق" 


مسحت دموعها وهي تقول بحزن :

"ينفع أقعد معاك ، أنا قاعده لوحدي من ساعت ما رجعت ومازن في وادي تاني ومش راضي يكلمني ، وأنت مش طايق لي كلمه وكل ما أجي أقعد معاك تقولي هنام ، وملك كل ما أقعد معاها تتكلم على مهرة وتحسسني بالذنب أكتر"


"ولله كويس أن لسه عندك شويه ضمير يحسسوكي بالذنب" 


أقتربت منه وهي تقول بحزن :

"أيوة حاسه بالذنب وزعلانه على مهرة وعلى مازن ، ممكن بقى تقبل أني أقعد معاك"


نظر لها يامن لضيق لكنه رأها وهي تتحرك تجلس مقابله له على الفراش ولم يعترض ، زفر بضيق ثم أستغفر الله وفتح ذراعه السليم قائلاً :

"تعالى يا وكسه حياتي ، أنا عارف أني مش هخلص منك لا وأنا صغير ولا وأنا كبير" 


أحتضنته ليان مراعيه منطقه جرحه ، ثم أبتسمت وهي تقول :

"فاكر لما مازن كان دايما يزعقلك لما يلاقيك حاضني"


ضحك يامن وهو يقول :

"الغيور ده ، كان دايما يتحجج ويقول اختك كبرت ومينفعش تحضنها ، ميعرفش أني فاهم وعارف أنه بيغير عليكي" 


ضحكت ليان ثم قالت بعفويه وهي تخرج من بين ذراعيه :

"فاكر لما اكون عايزه حاجه وميرضاش وأقوله يامن حبيبي هيجبها ، تاني يوم كنت بلاقيها عندي" 


"طول عمرك بتستغلي غيره وحب مازن ليكي بكل الطرق" 


أبتسمت ليان بحب :

"كل ما كنت بعمل كدة وتظبط معايا متتخيلش كنت بكون مبسوطه قد أيه ، لأن كل مره ببقى مراهنه على مازن أنه هيعملي إلى أنا عايزاه ، وكل مرة بيكسب ، وكل مرة بتأكد أنه بيحبني وهيفضل يحبني مهما حصل" 


"بس ده مش معناها أنك تستغلي حبه غلط ، متحاوليش تستغلي مازن لأنه هيجي وقت وهيكتفي ووقتها أنتي أول واحدة هتخسري ، وأنتي عارفه قالبه مازن" 


نظرت له بضيق وهي تفهم ما يرمي إليه لكنها لم تتحدث


____________


كان يقود السيارة عائداً إلي القاهرة ، ومهرة نائمه بجانبه ، وجينا تجلس على الأريكة الخلفيه تنظر من النافذة شاردة فيما يحدث مع مهرة وهي تحاول وضع كل الأستنتاجات لما يمكن أن يحدث لها 

نظر مازن لمهرة ليجدها نائمه كما هي ، فهي لم تستيقظ منذ أن فقدت الوعي أخر مرة ، وتحول فقدان الوعي إلى نوم ، حيث أنها وجدت مسكنها وآمانها أخيراً ، عاد ينظر للطريق مرة أخرى والضيق يسيطر عليه 

خصوصاً عندما تذكر كميه أشرطة الدواء الفارغه والذي عرف من جينا أنها منبهات كانت تأخذها مهرة حتى لا تغفل لدقيقه لتجعل طاهر يمسك بها ....وكثرة المنبهات مع قله النوم والضغط والأرهاق أدي إلى الهلاوس ....تنهد بضيق فهل يمكن أن يسوق الأمر أكثر من ذلك ....فها هي ظهرت مهرة الحقيقه وتأكد مازن أن قناع القوة التي كانت ترتديه ما هو إلى قشرة خارجيه لروحها الرقيقه التي ذاقت ما لم تتحمله بشر ....أسترجع كل ما حدث في صورة سريعه ليمر عليه شئ ما ويتذكر عندما قالت له مهرة أن طفلها توفى عندما نشأت مشاجرة بينها وبين طليقها طاهر أدت إلى سقوطها من أعلى الدرج ....لكن ما قالته وهي مريضه كان غير ذلك لكنه يؤكد أن ما عاشته مهرة مع طاهر كان شئ أسوء من أن يتوقعه فهو في أفظع خيالاته لا يتخيل أن يؤذي رجل إمرأته لأنها حامل ....من الواضح أن بداخل تلك المهرة الكثير من الأسرار ....والتي من الواضح أنه لا يعرفها غيرها هي ....وتلك الغريبه التي تدعى جينا 


___________


وصل المنزل بعد منتصف الليل ، خرج من السيارة والتفت إلى الناحيه الأخرى وحمل مهرة ، خرجت 

جينا وراءه 

تنهدت بهدوء هي لا تعلم ما فعلته صحيح أم لا ....المكوث في منزل غريب لا تعرف أي شئ عن صاحبه سوى من حكايات صديقاتها ....لكن ضميرها يأبي أن يترك مهرة ....خصوصاً وهي في تلك الحاله

تحركت وراءه بحقيبة ظهرها الكبيرة نسبياً ، دلفوا سوياً للمنزل 

"أستنيني هنا ، وأنا هودي مهرة الأوضه وراجعلك" 


وتحرك هو ليضع مهرة بالفراش ، ثم عاد لجينا التي كانت تقف كما هي تنظر حولها بخجل ، أبتسم لها بأدب وهو يقول :

"هو أول حاجه أهلا وسهلا ، وأنتي منوراني في البيت ، هو في ناس في البيت بس هما نايمين حالياً" 


أيتسمت جينا وهي تقول :

"نعم نعم ، مهرة حكت لي عليهم ، يامن الهادي ، وليان الشنعونه (الشعنونه) ، والصغيرة ملك ، حكت لي مهرة عنهم جميعاً" 


"امممم طيب ، أتفضلي أوريكي أوضتك" 


وتحرك يصعد بها إلى غرفة مهرة مجبراً فهو لا يريد أن يقتحم أحد خصوصية مهرة ويرى أي شئ من أشيائها ...لكنه مجبر فللأسف لا يوجد غيرها ...وبالتأكيد لن يجعلها تجلس في غرفه مرفت 


أبتسمت له جينا وهي تشكرة ليتحرك خارج الغرفه ويتركها وحدها تكتشف الغرفه ، وهي تؤكد لنفسها أنها سوف تجلس اليوم فقط واليوم التالي سوف تذهب لأي فندق مهما حدث ....حتى لو أضطرت إلى البقاء مع مهرة الوقت كله والذهاب للفندق للنوم فقط ....لكنها لن تبقى هنا كثيراً 


تحرك مازن يخرج حقيبه مهرة من السيارة وتحرك بها إلى غرفته ، وضعها على الأرض ولم يحرك بها شيئاً ، تحرك إلى دورة المياه ليأخذ حمام هادئ ليزيح كل الأحداث السابقة ، ما يهم الآن أن مهرة عادت بخير ....أو سوف تكون بخير لا يعلم ....لكن كل ما يهمه هو أنها عادت ....أي شئ أخر يمكن تحمله ألا بعدها وعدم معرفه ما يحدث لها ....مازال لم يقرر أمر المصحه النفسيه لكنه يتمني لو تنتهي الهلاوس بأنتهاء التعب والحصول على قسط من الراحه والهدوء من تلك الأحداث المشؤمه 


خرج من الحمام وأرتدى ملابسة ثم توجهه للفراش لينعم بنوم هادئ بجانبها ، تنهد براحه وهو يشم رائحتها التي أشتاق لها برغم من العرق ورائحه غريبه أخرى ، غالباً رائحه سجائر ، تذكر عندما رأي منفضه السجائر وهي مليئة باللفائف المطفئة 

تنهد مازن وهو يريد التوقف عن التفكير فيكفي ما حدث الأيام السابقه ، لقد أرهق من كثرة التفكير 

وأخيراً أستسلم للنوم وهو يضع رأسه على ذراع مهرة وذراعيه يحيطانها بأحكام خوفاً من حدوث أي شئ كظهور ذلك المدعو طاهر فجأة ، فما قالته مهرة جعل القلق يسري بأوردته خوفاً عليها من أي شئ وكل شئ 


 🕺🏻💃🏻🕺🏻💃🏻🕺🏻💃🏻🕺🏻💃🏻

(الفصل الخامس عشر)


مر يوم كامل ومهرة نائمه ، مما أثار شك مازن ليجعله يطمئن عليها من وقت لأخر ، وليان ولأول مرة سعيده بعودة مهرة وراحه مازن


صباح اليوم التالي 


أستيقظ مازن على لمسات غريبه على وجنتيه ، فتح عينه ليجد مهرة قريبه منه ولا يفصل بينهم أي شئ ، نظر لها وقاطع قبلاتها المتفرقه ، لترمش عدة مرات ثم قالت بنبرة مهزوزة :

"أنت وحشتني" 


أبتسم مازن ثم عانقها بحنان ....طال العناق ...ولم يتوقف مازن ألا عندما سمع صوت بكائها ، حاول أخرجها من بين ذراعيه لكنها أمسكت به بقوة ، أندهش من فعلتها ، ليهمس في أذنها :

"مهرة حببتي !!" 


لتبكي أكثر ، جلس مازن على الفراش وهي مازالت تحتضنه ، همست مهرة في أذنه :

"متسبنيش" 


قبل عنقها بحنان ثم قال :

"أنا عمري ما هسيبك يا مهرة"


خرجت من بين ذراعيه ونظرت له ليقترب منها أكثر وهو يغمض عيناه وأكمل :

"أبداً" 


لمست لحيته الناميه ودموعها تتساقط بلا توقف ، أقتربت من شفتيه قليلاً ، ثم توقفت فجأة وفتحت عيناها ونظرت حولها بأهتمام ثم قالت :

"أنا رجعت هنا أزاي !" 


نظر لها مازن ثم تنهد لما هو قادم :

"رجعتي فين يا مهرة !" 


عقدت حاجبيها بدهشة ، مرت ثوان وهي تحاول أن تتذكر لكن كل ما كانت تتذكره هو طاهر وأدوات التعذيب ...وماضيها المؤلم ....وفي الواقع الطبيعي ما دام مازن موجود ....أذن فليس لطاهر أي وجود ....أو سيطالب مازن بتفسير 


"هو أنا ممشيتش من هنا !!" 


أبتسم مازن وهو يقول بهدوء :

"كنتي ناويه ، لدرجه أنك جهزتي الشنط وأتصلتي بصحبتك تيجي من أمريكا عشان تاخد فترة هدوء في أسكندريه ، بس ....


نظرت له مهرة بأهتمام وأعين متسعه مما هي مقبله على سماعه ، ليكمل مازن :

"بس للأسف أنتي حصلك النكسه إلى الدكتور حذر منها ، فقدتي الوعي وقعدتي أسبوع نايمه ، مش قادر أصدق أني قضيت أسبوع من غيرك يا مهرة" 


ولمس وجهها بحنان ، لتقول مهرة بسرعه :

"ط ....طب وجينا !!" 


"فضلت تتصل بيكي لحد ما صدعتني رديت عليها ووصفت لها العنوان ، وحاليا هيا نايمه في أوضتك إلى جمبنا" 


نظرت لعيناه كثيراً هل هو صادق حقاً ....هل كل ما حدث كان مجرد حلم سخيف ...او كابوس ....نعم وما المشكله فهي دائما ما تحلم بتلك الكوابيس السخيفه وتشعر أنها تعيش بها 


"أنت متأكد يا مازن !!!"


"طبعااا" 

قالها بثقه برغم من ضربات قلبه التي تفضحه وتفضح كذبه ، لكن سوف يكذب ألف مرة مقابل عدم مصارحتها ، لكن الان أحتله الفضول لمعرفه ما رأته جعل منها مجنونه معرضه للدخول لمستشفي الأمراض العقليه 


"هو أنتي حلمتي بأيه !!" 


أبتلعت لعابها بقلق ثم قالت :

"حلمت بأيه ، لا م ....محلمتش بحاجه" 


نظر لها وهو يرفع حاجبيه دليلاً على عدم تصديقه لما تقوله ، وضعت شعرها خلف أذنها دليلاً على توترها ، ثم قالت :

"حلمت أنك سبتني ، الحلم كان واقعي أوي لدرجه أني حسيت أني عايشه فيه" 


تنهد بضيق برغم من أنه متأكد أنها تكذب ، لكنه أحتضنها قائلاً بحب :

"أنا عمري ما هسيبك أبداً يا مهرة مهما حصل" 


أبتسمت مهرة بحزن بعدما سمعت كلمته الأخيرة "مهما حصل" ، فهي متأكدة أنه سيحدث شيئاً ما تجعله يتركها دون رجعه 


__________


خرجت من الغرفه وهي تنظر حولها وكأنها تعبر للمنزل عن مدى أشتياقها له ، هبطت للأسفل لتستقبلها جينا بالأحضان المبالغ فيها ، أكتفت مهرة بالأبتسام فقط ، ثم طالعت ليان التي وقفت على جنب تنظر لها بأبتسامه صغيرة 

"أومال فين يامن !!" 


قالتها مهرة وهي تنظر حولها ، لتقول ليان :

"لسه في أوضته تعبان ، انتي فاكرة أنك غبتي كتير ، ده هو أسبوع"


نظر مازن لليان بقلق ثم قال :

"ليان شوفي يامن كان بينادي عليكي عشان تديله الحقنه" 


"حقنه أيه ، دي معادها الساعه 8 بليل ، أحنا لسه الظهر" 


نظر مازن لليان بغيظ ، لتقاطعهم صراخ ملك بأسم مهرة وهي تركض لتحتضنها فرحه برجوعها ، حاولت مهرة رفعها لكنها لم تتمكن بسبب تعبها ، هبطت إلى مستوها وجلست بركبتيها على الأرض وأحتضنت ملك بكل قوتها ، ثم نظرت ليدها التي تؤلمها بشده ، لتكشف عن مكان جرحها ، نظرت له وهي تعقد حاجبيها فمن الواضح أن أحدهم كذب عليها !!!


__________


كان مازن يهتم بها بشده لدرجه أنها شعرت بالملل ، وأنتهى الأمر بأعتراضها على ما يفعله قائله :

"في أيه يا مازن هو أنا عيله صغيرة ، أنا كنت تعبانه مش أكتر ، أنتبه لنفسك ومتشغلش بالك بيا" 


وجينا أيضاً قررت الخروج والبحث عن فندق مناسب تمكث به مدة وجودها في مصر 


وليان هي أخر شخص تود الأختلاط به ، فهي تريد أن تظل في راحة من لسانها السليط 


ظلت تجلس كثيراً في الحديقه ، وهي تحاول تذكر كل ما حدث ، بعدما تأكدت أن مازن يكذب عليها ....فهي وجدت ملابسها التي تتذكر أنها كانت ترتديها ....وما أكد شكوكها رائحه السجائر التي تملئ تلك الملابس ....هذه عداتها عندما تكون متوترة ...السجائر ....هي ما أكدت لها أن مازن يكذب وأنه يحاول عدم أقلقها بما حدث ....لكنها لا تتذكر ما حدث من الأساس 


أمسكت رأسها بتعب ....ماذا يحدث بحق السماء ....ألا يمكن أن تعيش حياه هادئة كالجميع ....فماذا فعلت هيا لتعاقب بكل تلك الطرق البشعه 

فجأه هاجمتها ذكرى قديمه ما أن سألت عن فعلتها التي جعلتها تعاقب عليها 

وصرخ بها عقلها :

"مش عارفه عملتي أيه !! ، أنتي السبب في كل إلى بيحصلك ده مش حد تاني ، انتي إلى حرمتي نفسك من اختك ومن عيلتك لوقت طويل ، أنتي إلى قولتي على نفسك كبيرة وروحتي له برجليكي ، أنتي إلى وافقتي على طاهر بلسانك ، وأنتي متأكدة أنك بطريقته مكنش بيتقدم ده كان بيشتريكي ، أنتي اتغريتي ومفكرتيش ليه واحد زيه بصلك ، كل في فكرتي فيه أنك تكملي تعليمك ، وتخرجي من العالم بتاعك ، وأديكي خرجتي بس بقواعده هو ، أوعى تبرري أن إلى حصل كان القدر أو النصيب الوحش ، كذا مرة في كذا وقت بكذا طريقه الدنيا حاولت توصلك قد أيه طاهر جشع وظالم وقاسي ، لكن أنتي عميتي عينك عن كل حاجه وفي الأخر أنتي إلى دفعتي التمن ، أنتي إلى عاملتي نفسك على أنك سلعه ممكن تتباع وتشتري ، أنتي طلبتي تكملي دراستك وكملتيها ، بس دفعتي قدمها كل إلى حيلتك ، مشاعرك ، طموحك ، برائتك ، دموعك ، آلمك ، وجعك ، حسرتك ، دمك ......أبنك !!!"


هبطت دموعها بلا توقف ، وهي تتذكر كل ما حدث ...للأسف هي حققت كل ما تريده ....رأت العالم بكل زاويه ....أكملت دراستها ....توغلت بالطبقه الأرستقراطية وأصبحت منهم ورأت مدى كذبهم وخداعهم ....أصبحت أي شركه تتمناها للعمل معهم ....لقد كان ذلك حلمها ....لقد قالت بكل عزم "أنا عايزة ده وممكن أعمل أي حاجه عشان أوصل له" ، وها هي وصلت ، لماذا الحزن أذن !!


وجدت من يمد يده بعلبه مناديل ورقيه ، سحبت واحدة وجففت دموعها ، ثم نظرت لصاحب اليد ، لتجده ، ملاكها الحارس ، ظلت تنظر له قليلاً ، ليضع العلبه بجانبها ويذهب دون أن يتحدث ، أمسكت يده بهدوء وهي تقول :

"أنا مكنتش أقصد أزعلك ، أنا بس كنت ..."


أكمل لها هو بدلاً عنها :

"زهقتي مني ، مليتي من اهتمامي" 


هزت رأسها بالسلب ثم تحركت ولفت يدها حول خصره ، تنهد بضيق من أفعالها ثم حاوطها لتعود للبكاء مرة أخرى ، همس بنبرة حنونه :

"أنتي زعلانه مني !!" 


شعر بهزه رأسها بالسلب ، ليبتسم وهو يقول :

"طلما مش زعلانه مني يبقى عيطي براحتك" 


خرجت من بين ذراعيه تستفسر من بين بكائها :

"طب لو بعيط عشان زعلانه منك هتعمل أيه ؟"


"أكيد هراضيكي" 


"أزاي !!"


فكر قليلاً ثم قال :

"مثلا هقولك أن أشتراك نتفلكس مستنيكي ، ومستعد إخد أجازة من شغلي وأقعد جمبك نتفرج على كل المسلسلات إلى فاتتك ، وأتفرج على ما وراء الطبيعه معاكي عشان أنتي بتخافي تتفرجي عليه لوحدك ، أو أحط دماغك على رجلي وأقرأ لك روايه جديده ، أو أطبخلك مكرونه بالبشاميل وأنا عارف أنك بتموتي فيها من أيدي ، أو أخدك من أيدك ونروح نشتري لبس ، أنا طرقي كتير ومبتخلصش ، المهم أنك متناميش مكسورة الخاطر مني" 


أبتسمت بحب والدموع توقفت وحدها ، مد يده وهو يقول بحركه مسرحيه :

"تسمحيلي أصالحك على حاجه أنا معملتهاش" 


_________ 


ظل يبحث في المكتبه الكبيرة عن شئ يستهوى مهرة ، لكن كل شئ كان لا يعجبها 


"عايزة روايه شبه روايات تميمه ، تعيشني جوا الأحداث وأحس أني مش عايزاها تخلص ،أنا خلصت روايات تميمه كلها طائف في رحلة أبدية وبعينك وعد وبأمر الحب وحطمتي حصوني ، ولقيتها بتنشر روايه ما حاك في القلب خاطر وبقالها فيها سنتين فخوفت أتابعها لتستهواني وأقعد اتحسر وانا مستنيها تنزل الفصل"


(دي حقيقه فعلا تميمه نبيل بتنزل روايه ما حاك في القلب خاطر بقالها سنتين وداخله ع التالته وادعو تخلصها قبل ما اتجوز 😂😂 ، بس صراحه هي حلوة وتستاهل التشويق والأنتظار) 


"تاخدي تحيا أذا قتلت لدينا أبراهيم" 


قالت مهرة بملل :

"خلصتها ، ومتفكرنيش دي خلصت بسرعه ومكملتش لأخر اليوم ، ومن حلاوتها كنت عايزة أبعت للكاتبه تعمل جزء تاني" 


عاد بنظره للمكتبه وهو يردد :

"حاجه طويله ومش بتخلص ، تاخدي إلياذة العاشقين لكاردينيا الغوازي" 


"طويله !!" 


"4 أجزاء وبعدها هلحقك بقوارير العطار سلسله تانيه 4 أجزاء برضو" 


"نكد ولا لا ، أنا قرأت لكاردينيا بوح ريحانه وعيطت كتير ، لو نكد بلاش" 


كتم ضحكته وهو يقول :

"لا متقلقيش الكاتبه كاردينيا دايما بترفق بالقراء ومش بتنكد عليهم غير فين وفين" 


انزل الكتاب لتقول مهرة :

"هو كل الكتاب ستات مفيش كتاب رجاله !!"


"عندي مدينه الموتي وليله في جهنم لحسن الجندي" 


"رعب !!" 


هز رأسه بإيجاب ، لتقول مهرة :

"لا يا عم خلينا في إلياذه العاشقين ، أنا بخاف ومش بعرف أنام بليل" 


ضحك مازن وخرج بالكتاب ليجلسوا في الحديقه ويقرأ لها الكتاب بهدوء وتمعن 


__________


صباح اليوم التالى 


أستيقظ مازن ومهرة عصراً ، بسبب نومهم متأخرين لسهرهم طوال الليل بعدما انهوا الروايه وشاهدوا مسلسل ما وراء الطبيعة ....وذلك أكد لمهرة أن مازن هو الوحيد القادر على تغير أحوالها وجعلها تنسي مشاكلها ولو قليل 

فتحت عيناها لترى مازن في وجهها مباشرة وعلى وجهه أبتسامه جذابه وشعره فوضوي اعطى له جاذبيه خاصه 

أبتسمت له مهرة ليقول مازن بفرحه :

"وأخيراً وبعد عدة محاولات أستيقظت أخيراً السندريلا خاصتي" 


ضحكت مهرة على طريقه حديثه ، قبل وجنتيها وهو يحثها على عدم النوم مجدداً ، وذهب إلى الحمام وتركها مبتسمه شاردة في الا شئ 


_________


هبطت إلى الأسفل بعدما أنهت حمامها الدافئ ، وجدت مازن بالمطبخ يحضر الأفطار 

"جعانه أعمل حسابك معايا !!" 


هزت رأسها بالسلب ، ليغيظها مازن :

"عامل بيض بالزعتر وفول بالخضار زي ما بتحبي"


وأنهى جملته وهو يرقص حاجبيه ، أبتسمت مهرة وهي تقول :

"ماشي أعمل حسابي" 


"أنا أساساً عامل حسابك من قبل ما تيجي ، أومال أنا يعني هاكل لوحدي" 


"ليه هو محدش هياكل معانا" 


ضحك مازن وهو يضرب البيض بالمضرب اليدوي :

"ياكلوا أيه ده الغدا فاضله ساعتين ويجهز ، أنا أتقالي نصاً الغايب ملوش نايب ومش هنعمل فطار لحد ، والجعان يستني الغدا" 


ضحكت مهرة ثم أردفت :

"دول عايزين يجوعونا" 


"ما عاش إلى يجوعك وأنا جمبك" 


أكتفت بالأبتسام وهي تراقبه وهو يحضر الأفطار 


__________


جلسوا على المنضدة الصغيرة يتبادلون الحديث وهم يتناولون الأفطار بشهيه 


"أنا عايزة أروح لجينا" 


توقف مازن عن مضغ الطعام وهو يسأل عن السبب ، لتجيب وهي ترفع يدها المصابة بوجهه :

"عايزها تغيرلي على الجرح" 


أبتلع مازن لعابه فهو لم يتوقع أن تفضح كذبته بتلك الطريقه ، نظرت له مهرة بضيق :

"الكدب ملوش رجلين يا مازن ، أنا عرفت من ساعة ما لقيت هدومي إلى كنت لبساها هناك حاولت أقنع نفسي أنها ممكن تكون مجرد هدوم متوسخة مني ، بس ريحتها كلها كانت سجاير وده أكد لي فعلا أني سافرت وأنت خبيت عليا" 


"مهرة أنا عملت كدة عشانك ، أنا مش عارف أيه إلى خلاكي تعبانه بالشكل ده وده خلاني أخاف اقولك فتفتكري وترجعي خايفه تاني ، مهرة شكلك وقتها كان زي السككين في قلبي مش متخيل مهرة إلى كانت بتقف في وشي الند بالند تبقى تعبانه بالشكل ده ، أنا خوفت عليكي" 


تنهدت بحزن ثم قالت :

"أنا مقدرة إلى أنت عملته ، بس أنا عايزة اروح لجينا ، عايزة أفهم إلى حصلي" 


أكتفى مازن بهز رأسه ولم يتحدث 


_________ 


تحركت مهرة إلى المقهى الذي أتفقت هي وجينا أن يتقابلوا هناك 

دلفت إلى المقهي وجدت جينا تنتظرها وأمامها كوب من القهوة ، جلست مهرة أمامها ، لتبتسم جينا بهدوء ثم قالت :

"أهلا مهرة" 


"اهلا" 


صمتت مهرة قليلاً ثم قالت :

"أيه إلى حصل في أسكندريه يا جينا !" 


تنهدت جينا بضيق تعرف أن مهرة تريدها من أجل ذلك

"الهقيقة (الحقيقه) أنا مش عارف ماذا اقول لك يا مهرة ، أنتي كلمتيني وقولت لي سفريه مصر إلى كنت مأجلها جه وقتها ، وأنك في أجازة من كل هاجه (حاجه) وياريت لو نأعرف نأضي (نقضي) وقت مع بعض ، ظبطت هاجتي (حاجتي) وجيت لقيتك أتغيرتي ، مش راضيه تتكلمي وكل إلى بتقوليه "أنا شوفتو" ولهد (لحد) هذا الوقت أنا مش عارف أنتِ شوفتي أيه عشان كل ده ، فضلتي تشربي سجاير كتير ومش راضي تنام خالص وبتهولس (بتهلوس) بهاجات (بحاجات) أول مرة أسمعها منك ، ودايما هاطت (حاطت) جمبك الزفت بتاعك إلى أسمه مسدس ، لهد (لحد) ما فجأة لقيتك أنتهرت (انتحرت) في الهمام (الحمام) كان لازم اتصرف لما هسيت(حسيت) أنك في خطر ، خيطت الجره (الجرح) وربطتك في السرير عشان مش تأذي نفسك تاني ، لقيتك بتحكي لي هاجات قديمه وحصلت قبل كدة أيام ما كنتي متجوزه طليقك ، فأتصلت بمازن من تليفونك وخليته يجي كان هو الوهيد إلى قودامي ، كان خايف عليك اوي ، وهو إلى قدر يخرجك من هالتك (حالتك)


"أنتي حرف ال ح عندك عامل حادثه ، المهم انا مش فاكرة غير حاجات بسيطة من إلى بتقوليها دي ، تفسير ده أيه بقى !"... 


🕺🏻دمتم ساالمين 💃🏻...


             الفصل السادس عشر من هنا 

     لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات