
رواية ميما
الفصل السابع 7 والثامن 8
بقلم اسماء الاباصيري
شغب
صباح جديد تستيقظ فيه من نومها على نداء الدادة لها
دادة : ميما هيا وقت الاستيقاظ كفاكِ نوماً هيا
مريم بنعاس : فقط اتركيني قليلاً لا اريد الذهاب للمدرسة اليوم
لتتوقف الدادة قليلاً عن الحديث متذكرة وجوب ذهاب مريم الى المدرسة فلقد انقطعت عنها فترة طويلة وقررت الحديث مع السيد آسر بهذا الامر
دادة : لا ذهاب للمدرسة بل يجب عليك الاستيقاظ لتناول الفطور واخذ العلاج هيا كفى كسل
لتعتدل مريم فى فراشها وتجلس بتثاقل وهى تفرك عيناها بضجر
مريم بعيون شبة مفتوحة : حسنا لقد استيقظت اين الطعام ؟
لتضحك الدادة على شكلها
دادة بضحك : استتناولين طعامك هنا بهذا الشكل هياااا اذهبي للحمام واغتسلى ثم اهبطى للاسفل وسيكون طعامك جاهز هيا
مريم : حسناً
غادرت الدادة سريعاً فى حين ان الاخرى نهضت من مضجعها بتثاقل نحو الحمام وفعلت مثلما طلبت منها الدادة وهى الآن تهبط على السلالم بمرح وبسرعة متجهة الى الاسفل لتصطدم بجسم صلب وتقع الى الخلف على مؤخرتها بقسوة ... تألمت قليلاً وتبع ذلك رفعها لنظرها للاعلى لتجده مشرف عليها بطوله المهيب ينظر لها فى غضب لكن سرعان ما تجاهلها و اكمل طريقه وكأنه لم يحدث شيء مطلقاً لتنظر له فى غضب وغيظ وتردف هامسة ولكن بصوت كان مسموع له
مريم : مغرور احمق متعجرف اناني هذا الدراكولا
تسمر فى مكانه بعد سماعه لتلك الكلمات ثم لم يلبث ان استدار لها واتجه نحوها بخطوات واسعة حتى انحنى ليصل لمستواها
آسر بنظرات مرعبة : ماذا قلتي؟
مريم : ..........
آسر بصوت اعلى : اعيدي ما قلتيه الآن
مريم : مؤلم
آسر بغباء : ماذا؟
مريم بخوف : قلت مؤلم ... من تأثير سقوطى قولت مؤلم ... لقد تألمت
ليرفع احدى حاجبيه فى مكر ويردف
آسر : امتأكدة من هذا ؟
لتومأ هى سريعاً تحرك رأسها لاعلى وأسفل بقوة
فترتسم ابتسامة انتصار على ثغره فلقد استمع جيداً لما قالته فى بادئ الامر ولكن خوفها من تكرار ما نطقت به اشبع غروره ... تحرك سريعاً ليكمل طريقه وتركها جالسة تبتلع ريقها فى خوف
نهضت واكملت سيرها للاسفل حتى وجدت كلاً من صافى هانم ورولا تجلسان بهدوء تتناولان افطاراهما اتجهت نحوهم وجلست بجانبهم على طاولة الافطار منتظرة طعامها ليأتى
رولا بتعجب : اين تظنين نفسك جالسة ؟
صافى بإستحقار : انتِ من اين اتيتي ؟
لترفع نظرها اليهم وتردف ببراءة
مريم : اجلس على طاولة الافطار انتظر طعامي
رولا بغرور : بالمطبخ
مريم : ماذا ؟
رولا موضحة : طعامك بالمطبخ ... مع الخدم
مريم : لكن لست خادمة
صافي : هل تجادليننا الان ؟
مريم : ولما لا اجادل ؟ انا لا افهم لما اتناول طعامي بالمطبخ مع الخدم وانا لست خادمة
رولا : لأن هذا مكانك ... معهم
مريم : لم يخبرنى دراكولا بهذا
صافي و رولا : ماذا ؟
مريم بتنحنح : اقصد لم يخبرنى السيد آسر بذلك
صافي بتأفف : ها انا اخبرك الان هيا اذهبى
مريم : لا اريد
صافى : ماذا ؟
لتهز مريم كتفاها قائلة
مريم : لا اريد الذهاب للمطبخ افضل الجلوس هنا
همت رولا وصافى بالحديث لكن قاطعهم نزول آسر ورؤيته متجهاً للعمل لذا آثروا الصمت
آسر : انا ذاهب للعمل الآن ... احرصوا على عدم دخول غرفة المكتب والعبث بالاوارق فمن ضمنها يوجد صفقة مهمة جداً ولتخبروا الدادة بهذا ايضاً .. وداعاً
انتصف النهار وهى تجلس وحيدة بغرفتها حتى اثار انتباهها صوت بالحديقة فسارعت لتنظر من شرفتها لتجد البستانى يرعى الزرع فى سعادة ويدندن ببعض الالحان فقررت النزول و مشاركته متعته تلك
و فى طريقها قابلت الدادة واعطتها مشروب بارد يحميها من حرارة الجو فتناولته فى سعادة
قبل خروجها من الفيلا مرت على غرفة مغلقة قادها فضولها الى التوجه نحوها وفتحها لتدلف الى الداخل وتستنتج مما تراه انها غرفة المكتب للمتعجرف آسر
وسرعان ما تذكرت قوله فى الصباح .. لتري مكتبه تفترشه الاوراق ارتسمت ابتسامة شيطانية على محياها لتدرك فوراً ما عليها فعله لكن هناك مشكلة
هى لا تدرى اى اوراق هى المهمة لديه لكنها قررت اعتبار كل الاوراق مهمة وبذلك سكبت كل محتوى مشروبها على المكتب وحرصت على ايصال السائل لكل ورقة على حدى 😈😈😈😈 ابتسمت بشر واسرعت الى خارج الغرفة واغلقتها كما كانت ثم اكملت طريقها للحديقة واستمتعت مع البستانى والذي علمت انه يأتى يوماً واحد بالاسبوع ليهتم بالحديقة وكل ما يخصها ثم مر باقى اليوم سريعاً حتى اتى الليل
دخل المنزل فى هدوء وطلب من الدادة تحضير الطعام
دادة : سيد آسر لدي امر هام اريد التحدث به
ليتوقف عن تناول الطعام للحظات وينظر لها باهتمام
آسر : ماذا هناك دادة ؟ تحدثي
دادة : مريم
آسر بإنزعاج : ما بها ؟ ماذا فعلت مجدداً ؟
دادة بارتباك : لا لم تفعل اى شيء ماشاء الله هى كالملاك
آسر بتأفف : اذاً ؟
دادة برجاء : انت تعلم هى فى العاشرة من عمرها و بسبب الظروف التى مرت بها امتنعت عن الذهاب للمدرسة لذا ارغب ان تعود مرة اخرى لاستكمال دراستها فكما تعلم اهمية هذا الامر لها مستقبلاً
ليصمت للحظات قبل ان يردف
آسر : حسناً لا بأس سأري ما يجب فعله لتعود للمدرسة مرة اخرى
دادة بفرح: شكراً لك ياباشا ادامك الله فوق رؤوسنا وكتب الله لك الخير فى كل خطوة تخطوها
آسر بجمود : تشكريني وكأنها فرداً من عائلتك تطلبين له امراً ..... تذكري كونها فرداً من عائلة البندارى و ما تحصل عليه الان ومستقبلاً هو حق لها
دادة بحرج : اعلم ياباشا هى ابنه السيد احمد وحفيدة الباشا الكبير.. العين لا تعلو عن الحاجب .. اعرف مكانتى ومنزلتها لا تقلق .. انا فقط اطلب منك هذا الامر كونك جعلتنى المسئولة عنها ولإنشغالك فى عملك وفقك الله به
ليومأ هو فى رضا عما سمعه وطلب منها الانصراف ليشرد هو فى امر ما
انتصف الليل والجميع نائم الا هو اخذ حماماً دافئاً وتناول قدحاً من القهوة ليساعده على التيقظ ومباشرة عمله بتلك الصفقة المهمة فلولاها ستقع الشركة فى ضائقة ليست بكبيرة لكنه يكره الخسارة
دلف الى مكتبه ليرى هذا المشهد المرعب بالنسبة له الاوراق على مكتبه شبه مبللة ومقطعة وعليها بعض من الحبر الازرق ( فهى عند سكبها للعصير اسقطت علبة الحبر من مكانها لتقع على بعضاً من الاوراق لتدمرها وعند رؤيتها لهذا يحدث لم تبدي اى رد فعل سوى ان ابتسامتها ازدادت اتساعاً )
تسمر امام هذا المشهد للحظات حاول استيعاب ما يراه امامه ومَن مِن الممكن ان يكون المتسبب فى هذا
امه >>>> لا تدخل تلك الغرفة ابداً بالاضافة لكونها بالخارج طوال اليوم
اخته >>>> ليس لديها الجرأة لفعلها
الدادة >>>> طلب منها عدم الدخول للغرفة ولم يسبق لها عصيانه
اذاً هى ................ ليصر على اسنانه فى غيظ ويردف
آسر : تلك الفأرة الصغيرة
تتحدانى وتعصي اوامري
يحركه الغضب والغيظ وتدفعه شياطينه باتجاه غرفتها ليفتحها بعنف ويقتحمها بسرعة متجهاً اليها ليراها تنام بعمق كالملاك
ليبتسم بسخرية ... شيطان يتلبس فتاة بوجه ملاك
آسر بصراخ : انتِ استيقظى
لا جواب
ليهزها بعنف ويعيد النداء بصوت اعلى
آسر : انتِ استيقظى الآن
لتنهض بفزع من نومها على صراخه هذا
مريم : ماذا .. ماذا هناك؟
آسر بصراخ : كيف تجرؤين على هذا كيف اتتك الشجاعة للعبث بأشيائي هاااا اجيبيني؟
مريم : عما تتحدث ؟
آسر : تدعين الغباء ... غرفة المكتب وما فعلتيه بالاوراق
لتتسمر للحظات فى مكانها قبل ان تقول ببراءة
مريم ببلاهة : اه هذا الامر
آسر بغيظ : اه هذا الامر ؟ نعم هذا الامر والان اخبرينى سبب ما اراه امامى بالاسفل والا فستكون نهايتك
مريم : اردت الذهاب للحمام واضعت الطريق
آسر بغباء : ماذا ؟ وما دخل هذا بالمكتب وما حدث لاوراقي
مريم ببراءة : عند بحثى عن الحمام اضعت طريقي ودخلت غرفة المكتب واثناء دخولى تعثرت و العصير بيدي فسُكب على الاوراق .... هذا ما حدث
آسر : اتمزحين معي ؟
لتحرك رأسها يميناً ويساراً فى رفض وتردف
مريم : لست بنفس عمرك لأمزح معك ... لن اضع رأسي برأسك
آسر بجنون : اتقصدين اننى اضع رأسي برأسك واتعامل كالاطفال ؟
مريم : لا اعلم بشأنك لكننى بالتاكيد لست الطفلة هنا
ليتقدم منها وينظر لها بذهول
آسر : انتِ .... انتِ كم عمرك لتتحدثي بهذا الشكل ؟ ما هذه الشجاعة الا تخشين شيئاً
مريم بثبات : لا اخشى احدا سوى ربي
على غير العادة اعجب بجملتها تلك لتظهر ابتسامة صغيرة على محياه لم تلبث و اختفت فوراً
يستقيم بوقفته وبنظر لها لثبات
آسر : كفى حديثاً الان ونامى فغداً سيكون اول يوم لك بمدرستك الجديدة كفاكِ عبثاً حتى الآن ... اه هذا لا يعنى بالتأكيد اننى لن اعاقبك لكن كل شئ فى وقته افضل والآن تصبحين على خير
قالها وغادر الغرفة ليتركها تستوعب بعقلها الصغير ما القى به فى وجهها للتو
شمس يوم جديد .. تستيقظ بطلتنا من نومها وتتحرك ببطئ لتتجهز للمدرسة
بعد حمام دافئ وارتدائها لزيها المدرسي وتمشيطها لشعرها سريعاً لتتركه منسدلاً على كتفاها .. تهبط للاسفل فتجده جالساً على طاولة الافطار بجانب اخته ووالدته تلقى تحية الصباح عليهم وكالعادة لا تلقى رداً سوى منه ليلتفت لها فى ثبات ويحدثها قبل خروجها
آسر : ماذا قلت لك من قبل بشأن ملابسك تلك؟
لتنظر لملابسها سريعاً وترى زيها المدرسي ليس به شائبة
مريم بغباء مصطنع : ماذا به زيي ؟
آسر : ألم اخبرك وجوب ارتداء تنورة طويلة بدلاً من تلك التى تردينها و ارتداء حجاب على رأسك ... لما لا تستمعين لما اقوله ؟!!
مريم : لسبب بسيط جداً وهو عدم اقتناعى بما تقول ... انا مازلت صغيرة على ذلك
آسر : مازلتى تعيدين الجملة ذاتها يومياً لكن اليوم لا خروج من المنزل الا بعد تنفيذ ما امرتك به... لستِ صغيرة على ارتدائك هذا الملابس لقد اتممت السابعة عشر الشهر الماضي
............................
يتبع .....................
.8. طفل
آسر : مازلتى تعيدين الجملة ذاتها يومياً لكن اليوم لا خروج من المنزل الا بعد تنفيذ ما امرتك به... لستِ صغيرة على ارتدائك هذا الملابس لقد اتممت السابعة عشر الشهر الفائت
تنظر له فى غيظ وتجيب
مريم بصراخ : جيد انك ما زلت تذكر هذا .. انا بالسابعة عشر من عمرى لذا لست صغيرة كى تفرض علي ما ارتديه ... فلتتوقف قليلاً عن تحكاماتك وتمكلكك هذا لقد مللت من تدخلك السافر فى حياتى
عم المكان صمت مخيف هو يتملكه الغضب وترتسم بعينيه نظرة غير مفهومة فى حين تبدو ملامح الدهشة والقلق على ملامح اخته ووالدته .. هما قد اعتادا سماع مثل هذا الحوار يومياً لكنها كانت تتجاهل كلامه ولا ترد على انتقاداته لها باستثناء اليوم فهى ترد له الصاع صاعين فماذا هو بفاعل بها ؟
تقدم نحوها بخطوات بطيئة حتى وقف امامها لا يفصل بينهم سوى مسافة صغيرة جداً
آسر بصوت هاديء مخيف : لا تتعلمين ابداً من اخطائك .. تتصرفين و كأنك تطلبين منى عقابك بأسوء الطرق .. فلنرى كيف ستواجهين العقاب هذه المرة
ثم تركها وعاد مرة اخرى الى طاولة الطعام واكمل افطاره فى حين كانت هى واقفة مكانها دون حراك وقد ارتجف جسدها عند ذكره العقاب فقد عادت لها ذكريات بذلت جهداً كبيراً كى تمحيها من ذاكرتها حتى استيقظت من افكارها على صوته
آسر ببرود : يمكنك الذهاب الآن الى مدرستك
تحركت سريعاً الى الخارج لتجد عم محمد سائقها الخاص بانتظارها فتلقى عليه تحية الصباح وتستقل السيارة متجهة الى المدرسة وفى الطريق تعود بذاكرتها الى اول يوم دراسي لها وحماسها لاكتشاف عالم جديد وكسب اصدقاء جدد وما قابلته فور عودتها للمنزل
فلاش باك
استيقظت صباحاً بنشاط لتستعد لاول يوم لها بالمدرسة فَرِحَة بزيها المدرسي الانيق وادواتها المدرسية كأي طفلة فى عمرها
فور دخولها مدرستها شهقت بإعجاب لما تراه عيناها من مبانى انيقة نظيفة والملاعب الخاصة لكل رياضة على حدى حتى انها لا تفتقر الى حمام السباحة المخيف كما كانت تراه الان فهى اصبحت تخشى اى مساحة واسعة من الماء بعد حادثة والديها
كان كل هذا جديد وغريب على حياتها البسيطة السابقة فلقد كانت بمدرسة حكومية تفتقر الى ابسط وسائل الترفيه فقط المبانى المتهالكة المعتادة ومساحة خالية واسعة للممارسة جميع الرياضات معاً
مضى يومها الاول .. قضته فى التعرف على المدرسة و المعلمين وقد اهتموا بها بصفة خاصة نظراً لسمعة عائلتها فبرغم كون المدرسة تضم ابناء اهم الاشخاص بالبلاد لكن كان من اهمهم واعلاهم مكانة عائلة البندارى
تعرفت على عدة اصدقاء لكنها تقربت من واحدة فقط نظراً ان ظروفها تشبه ظروف بطلتنا من ناحية حداثة انتقالها للمدرسة
انتهى اول يوم لها و عادت للمنزل فرحة بما قابلته ورأته وقررت شُكر آسر على ادخالها مثل تلك المدرسة والاعتذار منه لما احدثته بأوراقه باليوم السابق ذهبت سريعاً الى غرفتها لتبدل ملابسها لكن فور دخولها الغرفة وجدتها فى حالة يرثى لها القمامة منتشرة بكل مكان عدة سوائل بعدة ألوان مسكوبة على الارض وبعضها على الفراش لتسمع صوت خلفها
آسر : "النظافة من الايمان" واثق من سماعك تلك الجملة قبلاً بالمدرسة لذا لا اظن من الجيد ترك الغرفة بهذا الشكل فكما تقولين " لا اخشي احدا سوى ربي"
و الله لا يرضي بذلك
مريم ببراءة و ذهول : لكن لست انا من فعل هذا بالغرفة
آسر : بالتأكيد لستِ انتِ انه انا فلقد نسيت ذهابك للمدرسة وجئت للحديث معك وتعثرت ووقعت لذا
و اشار للغرفة مدعياً البراءة واكمل بخبث
آسر : ترين اننى اضع رأسي برأسك واتصرف كالاطفال اذاً سأجعل كلامك حقيقة .....دادة دادة
اتت الدادة مهرولة لتشهق فور رؤيتها لحالة الغرفة
آسر بجدية : ستقوم مريم وحدها بتنظيف الغرفة ... وحدها .. اتسمعين ما قلته؟
لتومأ فى خوف
آسر : فقط ستشرفين عليها وتخبريها بما عليها فعله وان علمتُ بمساعدتك لها سيكون اخر يوم لك بالفيلا اتفهمين؟؟؟
دادة بخوف وعدم فهم : امرك ياباشا
غادر بعد ما القى نظرة سخرية عليها وتركها تشرع فى التنظيف ... كادت تنتهى بعد عدة ساعات حتى دلفت رولا الى الغرفة تنظر لها بإشمزاز
رولا بشماتة : اترين الان ؟ انتي مجرد خادمة كما قلت لكى لذا لا تجادلين كثيراً وتقبلي وضعك الحالي
و ألقت ما كانت تحمله من بواقى طعام بأرضية الغرفة وهمت بالرحيل حتى وجدت جردل من الماء المتسخ يسقط فوق رأسها تسمرت مكانها للحظات ترمش عدة مرات تستوعب ما حدث قبل ان يدوي صراخها بأنحاء الفيلا وتغادر باكية الى والدتها فى حين ارتسمت ابتسامة خبيثة على وجه الشيطانة الصغيرة وضحكات مكتومة من الدادة
انتهت من عقابها او هذا ما ظنته لكن خابت ظنونها عندما وجدته امامها يخبر الدادة باخراج كل حاجياتها من الغرفة وغلقها ثم اتجه بها بعد ذلك الى تلك الغرفة ... غرفة الاشباح كما اطلقت عليها وادخلها اليها وطلب من الدادة تركهم
آسر بجمود : ستكون هذه غرفتك من الآن فصاعداً لا خروج منها سوى للمدرسة
دب الرعب فى نفس مريم
مريم بترجي : لا ارجوك لا اريد البقاء هنا .... انا اسفة لما فعلته بالغرفة لكن لا اريد البقاء هنا هذه الغرفة مخيفة
آسر بغضب : انت من بدأت بهذا التحدى وانا قبلته فلنرى من الفائز بالنهاية
دفعها للداخل بقوة واغلق عليها الباب بالفتاح وذهب
تركها وحيدة تبكى خوفاً ورهبةً من المكان
وغادر دون اى شعور بالشفقة نحوها
نهاية الفلاش باك
سالت دموعها على خديها عند تذكرها ما عانته فى تلك الفترة من خوف وعذاب فلقد تركها وحيدة بتلك الغرفة اسبوعان كاملان لا تخرج منها سوى للمدرسة حتى اصبحت تخشي الظلام حتى الان
ايقظها صوت السائق من افكارها تلك
محمد : آنستى لقد وصلنا
اومأت له بهدوء وهبطت من السيارة متجهة الى بوابة المدرسة
................ : صباح الجمال والاناقة لما لم تأتي امس للحفل لم ينقصه غيرك
................. : بل قل انه كان معدم من الفتيات لما لم تكافئينا بوجودك معنا
تأففت مريم بغضب لسماعها ذلك الكلام من جحيميها اليومي حسام وايمن .. اسوء شباب المدرسة واكثرهم التصاقاً بها يمكنها الرد عليهم وايقافهم لكن لا تريد الوقوف بساحة المدرسة ونشب عراك معهم .. لاتريد لفت الانظار لها كما انها لا تحبذ النقاش مع اى شاب .... كانت فى فطرتها انه لا يجوز مخاطبتها لاى شاب او التعامل معهم
فرح بعنف : الا تكلوا او تملوا من كلامكم هذا كفوا عن ازعاجها والا اشتكيت عليكم فلتذهبوا حالاً من امامي والا.........
حسام بإنزعاج : اتت المزعجة هادمة اللذات فلنذهب هيا
وغادروا من امامهم سريعاً
حمدت مريم ربها على حضور فرح فلولاها لما استطاعت التخلص منهم
فرح .... اول صديقة اتخذتها منذ دخولها مدرستها الابتدائية تعرفت عليها وقتها وتعاهدتا ان يظلا صديقتان للابد
فرح : لا افهم لما لا توقفيهم عن ازعاجك فأنت قادرة على ذلك
مريم بحزن: لا اريد التعامل معهم حتى
فرح : مابك ؟ تبدين منزعجة من شئ ما .. ماذا حدث ؟
مريم بتأفف : آسر
فرح بمرح : رجلي الوسيم .... ماذا به؟
مريم بغيظ : كفى عن دعوته بهذا اللقب ... لا ادرى كيف ترينه وسيماً هذا المتعجرف
فرح : لا ذوق لكِ بالرجال ... فقط اخبرينى ماذا حدث هذه المرة؟
مريم : لا جديد .... موضوع كل يوم يعاتبنى بسبب زيي المدرسي
فرح : وانا سأخبرك نفس الشئ كل مرة .... معه حق فيما يقوله لقد كبرتي على ارتدائك هذا الزي ... الميني جيب وعدم ارتدائك الحجاب .... لا افهم كيف تفكرين .. انتى ملتزمة و تؤدين كل فروضك .. تقرأين القرآن ... لا تحادثين الشباب لكن ملابسك حقاً لا تناسب شخصيتك
مريم بغيظ : لن اريحه قط فليذهب للجحيم هو و تحكماته تلك
فرح : لا فائدة من الحديث معكِ انتى فقط تعانديه و هو رغم كِبر سنه و شدته وجديته اقسم انه يتعامل معك كالطفل العنيد .. حقا لا افهمكم
قضت يومها بالمدرسة محاولة تناسي ما حدث صباحاً وتجاهل قلقها من تهديده لها بالعقاب لكنها تعلم انه لم يسبق له ان تراجع عن كلمة قالها
انتهى اليوم وغادرت الى المنزل ... و فور دخولها بوابة الفيلا الخارجية وجدت من يناديها
ميزت صوته ..... فمن ينسى صوت جلاده .... التفتت له سريعاً وجدته يقف فى اكثر بقعة تكرهها بالفيلا بجانب حمام السباحة شتمت بداخلها لتراه يشير لها ان تأتى اليه
ذفرت بقوة قبل ان تتحرك نحوه لترى رجل يقف بجانبه لم تكن قد لاحظته منذ قليل وقفت تطالعه بتساؤل حتى تحدث بجدية
آسر : هذا كابتن ياسر
استمرت فى النظر اليه تحثه على اكمال تعريفه
آسر بخبث : مدرب السباحة الخاص بكِ
لتتسع حدقتا عينيها فى دهشة وخوف وتبتلع ريقها فى قلق قبل ان تهتف دون وعي
مريم بدهشة : ماذااااااا؟
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا