رواية ميما الفصل التاسع 9 والعاشر 10بقلم اسماء الاباصيري

رواية ميما

الفصل التاسع 9 والعاشر 10

بقلم اسماء الاباصيري

صفعة

مريم بدهشة وصراخ : ماذاااا؟


آسر بجدية : لما الصراخ ؟ من الان فصاعداً سيأتى الكابتن ياسر لتعليمك السباحة يومان بالاسبوع


مريم بقلق : ومن قال انى اريد التعلم ؟ انت تعلم خوفى من الماء


ليتدخل الكابتن ياسر القابع بجوار آسر ويردف


ياسر بإبتسامة : لا داعي للخوف .. معى ستتخلصين من خوفك هذا ... ثم التفت الى آسر ..... فلتتركنا الآن سيد آسر وانا سأهتم بالامر


ليومأ له آسر وهو يتمتم بكلمات الشكر و يغادرهم وهو يسمع صراخها ومطالبتها له بالتوقف


ياسر : حسنا آنسة مريم فلتذهبي الآن لتبديل ملابسك الى ملابس السباحة وسأكون بإنتظارك هنا ... ثقى بي سنحاول معاً تخليصك من خوفك هذا


لتنظر له فى خوف مدركة انها اصبحت امام امر واقع و لا خيار لها سوى الامتثال لمطلبه


ذهبت لتبديل ملابسها واثناء هذا تذكرت اخر مواجهة لها مع الماء والمتسبب فيها


فلاش باك


بعد عيد ميلادها الثالث عشر بيومان كانت ترزع البيت بحثاً عن هدية آسر لها بيوم ميلادها ... هاتفها النقال ... ليس حباً فى جالب الهدية بالطبع بل فرحاً لحصولها على احد تلك الاجهزة والتي كانت ترى اصدقائها يحملونها دوماً يتفاخرون بها امامها ... مضت ثلاثة ساعات على بحثها هذا دون فائدة ليوقفها صوت ما


رولا بإنزعاج وتأفف : تمشطين البيت بحثاً عن شيئاً ما كما تفعل قوات الشرطة ... ما بكِ؟ وعما تبحثين ؟ تزعجني رؤيتك بالجوار طوال اليوم


مريم ببراءة وحيرة : ابحث عن هاتفي النقال .. اذكر وضعه بالغرفة اخر مرة لكن لا اجده الان


رولا بخبث : اها تقصدين الهاتف الذي اشتراه آسر لك ؟ اتذكر رؤيته فى مكان ما لكنى الان لا اذكر اين بالتحديد


مريم برجاء : ارجوكي حاولى التذكر فأنا بحاجة له الآن


تصنعت الاخرى التفكير قليلاً وبداخلها تسخر من تلك الصغيرة فهى قد سيطر عليها حقدها وغيرتها منها عند رؤيتها لاخيها يحمل بيده هدية لطفلة تراها لا تقربهم بصلة وبمجرد سهوها عن هاتفها اخذته هي وخبأته منها مستغلة براءتها تلك


رولا بخبث : اه تذكرت الآن ... اظن انى رأيته عند حمام السباحة بالخارج


مريم بإستغراب : حمام السباحة ؟ انا لا اذكُر تركي له هناك كما اننى لا اذهب لتلك المنطقة من الفيلا اطلاقاً


حركت رولا كتفاها لاعلى ولاسفل مادة شفتيها للخارج


رولا : لا اعلم بشأن كلامك هذا لكني اذكر رؤيته هناك


اومأت مريم سريعاً متجهة الى الخارج نحو المكان المقصود وهناك اخذت تبحث بلهفة عليه حتى وجدت من يدفعها بقوة فقدت بسببها اتزانها لتسقط فوراً بحمام السباحة


فى السابق كانت قد تعلمت السباحة من والدها اثناء ذهابهم للمصيف .. لكن الآن وبعد ما عانته من قبل و فقدها لوالديها غرقاً نست كل ما تعلمته واصبح  اكثر ما تخشاه يتمثل فى اى مساحة واسعة من الماء


ظلت تتخبط فى الماء تصرخ برعب فى حين تلك الحية السامة تقف تضحك بعلو صوتها متجاهلة صوت صراخها


ظلت لثوانى عديدة على هذا الوضع حتى وجدت من يلقي بنفسه فى الماء سريعاً لينتشلها من القاع بعد ان فقدت قواها في مقاومة الغرق


صعد من الماء حاملاً اياها وحمد ربه انها كانت مازالت بوعيها لينظر سريعاً الى اخته بنظرة تمنت لو ان الارض تنشق وتبتلعها قبل ان تراها بعينه


آسر بغضب : ماذا يحدث هنا ؟ كيف سقطت بالماء ؟؟ اخبريني


رولا بخوف : لا اعلم فقد كانت تبحث عن هاتفها النقال منذ الصباح والآن وجدتها بهذا الشكل


لم تكن مريم فى حالة تسمح لها بالاعتراض على كلام رولا فقد كانت ما زالت تحاول الخروج من صدمة الموقف


آسر : وجدتيها بهذا المنظر و وقفتِ مكانك دون تقديم اى مساعدة لها بل تضحكين بفرح


انتهى من كلامه هذا وحمل مريم بين يده ووقف امام اخته قائلاً


آسر : اعطيني اياه


رولا بدهشة : ماذا ؟


آسر : هاتفها النقال اعطيني اياه اعلم انه معك ؟


رولا : لكن  ..........


آسر مقاطعا : رولاااااا ..... اعطيني اياه والا انتي تدركين ما سيحدث لك


لتضع يديها بجيب سترتها فى خوف وتخرج الهاتف بأيدي مرتعشة لتسلمه اياه


آسر : فعلة اخرى كهذه وسترين منى اشد عقاب ...... ابتعدي عنها .. اتركيها وشأنها والا انتى من ستجنين على نفسك


اومات له بسرعة فى رعب فى حين اتجه هو يحملها للداخل ليسلمها للدادة فتهتم بها وتخبرالصغيرة بعد ذلك بكل ماحدث اثناء غيابها عن الواقع


نهاية الفلاش باك


انتهت من تذكرها لتلك الاحداث ليزيد مقتها لابنه عمها رولا وتوجهت بعد ذلك لهذا الذى ينتظرها بالخارج واعداً اياها بالتخلص من خوفها


بمكتبه يراجع بعض الاوراق المهمة الخاصة بالعمل ... لكن يشغل باله شخص ما اعتاد ان يحتل تفكيره طوال السنين الاخيرة ...... مريم ........ تلك المشاغبة الصغيرة .. من خلقت حياة بمنزله .. يجد نفسه يتعامل كالطفل فى حضورها لم تخطئ حينما قالت انه يضع رأسه برأسها وكأنه يسترجع طفولة افتقدها بسبب جديته المبكرة فهو لم يعش سنه كباقى الاطفال ... اجبره والده على الدخول الى معشر الرجال فى سن صغيرة فقد فيها الكثير والكثير .. عند تذكره لوالده قرأ له الفاتحة ودعا له فهو برغم شدته وقسوته فى بعض الامور الا انه الان يعلم مقدار الحمل الذي كان يحمله و طبيعة عمله الصعبة كرجل اعمال لا يرحم


استيقظ من افكاره تلك على صرخات هزت ارجاء الفيلا .. قفز تفكيره فوراً اليها لينتفض من مكانه مسرعاً الى الخارج تتبعه الدادة فى فزع .. ليراها تجلس على حافة حمام السباحة ضامة قدميها الى صدرها تصرخ بعلو صوتها فى المدرب ان يبتعد عنها .... فى بادئ الامر ظن ان ياسر فعل لها امراً او تجاوز حدوده معها لتغلى الدماء بعروقه ويتقدم منه فيسدد له لكمة حاول الاخير صدها شارحاً له حقيقة الموقف فى حين اقتربت الدادة منها محتضنة اياها فى محاولة لتهدئتها


ياسر بحدة : سيد آسر لا ذنب لي بصراخها ... لقد اتيت لى تخبرنى بكونها تخاف الماء لكن لم تخبرني ان لديها فوبيا من الماء هذا امر وهذا امر اخر .... هى مريضة نفسية يجب عليها استشارة طبيب فوراً ان كانت ترغب بالتخلص من خوفها المرضي هذا


تسمر آسر مكانه عند استيعابه انه هو المتسبب فى صراخها و حالتها تلك لترتخى قبضته عن قميص الكابتن ويبتعد عنه يلقى نظرة عليها وقد خف صراخها قليلاً


ياسر : سيد آسر ارى انه لابد و ان هناك سبب لهذا الخوف وهنا هو مربط الفرس اذ يجب عليها فوراً الذهاب الى الطبيب قبل ان تواجه هذا الموقف مرة اخرى بأية مناسبة ويزداد مرضها صعوبة


اومأ له آسر فى صمت فى حين استأذن هو للمغادرة


اشار  للدادة ان تأخذ مريم الى الداخل و اتجه  مباشرة بعد ذلك الى غرفة مكتبه مستغرق فى التفكير بأمر ما


بعد عدة ساعات استيقظت هى من نومها على صوت هاتفها لترد دون النظر لهوية المتصل


مريم بنعاس : مرحبا من هناك؟


فرح بتعجب : ما به صوتك هل انتى نائمة ؟


مريم : مممممم


فرح : بهذه الساعة ؟ لما ؟ ماذا حدث ؟


فتحت عيناها محاولة تذكر ماحدث منذ قليل لتردف


مريم بحزن وعلى وشك البكاء : الكثير .. حدث الكثير


فرح بقلق : ماذا هناك !!! تبدين على وشك البكاء هيا اخبريني ما حدث


مريم : فرح ألا تستطيعين المجئ الان ؟


فرح : بالطبع ارغب بذلك لكن والداي ليسا بالمنزل لذا لا استطيع الخروج ... ممم ماذا عنك ؟ لما لا تاتين لي انا وحدي هنا وسنستمتع معاً


مريم بهدوء : حسناً سأبدل ملابسي وآتى اليك وداعاً


فرح : وداعاً


تحركت بهدوء لتغيير ملابسها ونزلت الى الاسفل وقبل خروجها وجدت من يوقفها بصوته الذي كرهته


آسر : الى اين ؟


مريم بتأفف : الى الخارج


آسر : نعم ارى ذلك لكن سؤالى هو الى اين بالخارج ؟


مريم بحدة : و ما شأنك انت ؟


آسر بغضب حاول اخفاءه : ماذا ؟ ماذا قلتي ؟


مريم : قلت ما شأنك بي ؟ لما تهتم ؟


آسر بغضب : لا خروج من المنزل والآن عودي لغرفتك


مريم : بل سأذهب ولن يمنعني احد


آسر : مريم ... الآن الى غرفتك ... فوراً


ارتجفت اوصالها من نبرته تلك لتنظر له فى غيظ وغضب وتضرب بقدماها الارض كالاطفال قبل ان تتجه للداخل مرة اخرى قاصدة غرفتها وهى تتمتم همساً ببعض كلمات الاعتراض والتى تجاهلها هو عن عمد و فى طريقها لغرفتها اوقفها صوت اخر لكن هذا المرة صوت تمقته لا تطيق سماعه


رولا : اذاً لا يأمن لها بالخروج وحدها من المنزل فمن مثلها بتصرفاتها تلك ستجلب العار للعائلة


مريم : أواثقة انتِ انى من سيجلب العار للعائلة ؟ فقط انظرى لنوعية ملابسك وتصرفاتك لتدركي من يجلب العار


رولا : الفتاة مهما ارتدت فإن تصرفاتها هى ما تصنفها من ان تكون محترمة او ساقطة كما اننى لا اذكر نقد آسر لملابسي كما ينتقد خاصتك


مريم بسخرية : لا يُنصَح الا من يُستَبشر منه الصلاح ... لذا اظنه لا ينتقدك لعلمه انه قد فات الاوان على اصلاحك


رولا بغضب :  انتى ... كيف تجرؤين على التحدث معى هكذا ايتها الساقطة


مريم بحدة :  لست انا الساقطة هنا على مااظن


لتقوم رولا بصفعها على وجهها فتلتفت لها مريم بحدة وعيناها تتقد ناراً


رولا بصراخ : حقا لم يستطع والداكِ تربيتك تربية سليمة فهما لم يكونا ببيئة تصلح لذلك. ..لا ألومهما


لتشعر رولا بإحدى خديها حاراً إثر صفعة تلقتها ... لكن مِن مَن ؟ من يصفعها وهى ترى عدوتها تقف امامها تحدق بها فى دهشة مساوية لدهشتها هى ... لترفع نظرها ببطئ الى من قام بتلك الفعلة فلا ترى امامها سوى ..... اخيها ..... آسر 

لتهتف به فى ذهول وصراخ


رولا بصراخ : آآآسر ؟؟؟؟؟؟؟


.....................


يتبع .............


10. فارس


رولا بصراخ : آآآسر ؟؟؟؟؟؟؟؟


يقف امامها بثبات ، يكاد يحرقها بنظراته فيرتجف جسدها لمرأي عينيه وغضبه الظاهر بهما


آسر بصراخ : كم مرة طالبتك بإلتزام حدودك بالحديث ؟ لما تتصرفين بطفولية ؟ .... تستسلمين لحقدك وغيرتك من الآخرين


لتنتفض عند تفوهه بهذا الكلام وترد بصراخ


رولا بصراخ : اغاااار ؟ انا اغار من تلك الحقيرة ؟ هل جننت لتفكر بهذا ؟ فلتتذكر يا اخي العزيز من منا هى شقيقتك واي منا يجب عليك الوقوف بصفها


صفعة اخرى تلقتها لتناظره بدهشة اكبر ولكن هذه المرة توقفت عن الصراخ فلقد اقترب منها و جذبها من شعرها لتتجمع الدموع بمقلتيها ويخرج منها تأوه بسيط وفور ان همت بالحديث سابق هو بمقاطعتها


آسر : يبدو انكِ غفلتي عن كونى اخاكِ الاكبر لتتمادي بالحديث معى بهذه الصورة لكن واجب علي تذكيرك بهذا الامر و لي طرقي الخاصة لفعل ذلك كما تعلمين ... والآن اغربي عن وجهى ..... فوراً


انهى حديثه هذا بتركه لشعرها و دفعها بقوة بعيداً لتسرع هى فى طريقها الى غرفتها وصوت بكاءها يعم المكان


بقى بمكانه بملامح متجهمة يبدو عليه استغراقه بالتفكيرفى امر ما .. قاطعه صوت شهقات مكتومة عقد حاجباه بإستغراب فأخته قد غادرت المكان امام عيناه اذاً لمن هذه الشهقات

استدار للخلف ليجدها تقف بمكانها منذ بداية الحديث تنظر لموضع قدماها ... يرتجف جسدها بقوة لا يرى منها سوى كومة من الشعر رغب حينها ان تتخللها اصابعه .. استيقظ من افكاره تلك ينظر لها بإستغراب ... هى تبكي ... وما الجديد بالامر ؟ قالها لنفسه بسخرية فالطالما كانت الطفلة الباكية لكن و للحق هناك دائماً سبباً لبكائها هذا ... فجأة تراجعت عدة خطوات للخلف ورفعت رأسها تطالعه فى دهشة وتعجب و .... خوف .......... ازعجه .... لما ؟ لا يعلم


آسر بتأفف : لما البكاء الآن ؟


لم ترد بل زادت ببكاءها وارتجافها


آسر : على ما اذكر لم تكونى انتي من صُفِعت


استمر بكاءها لكنه استشاط غضباً عند سماعه همسها والذي ظنت انه غير مسموع


مريم بهمس وبكاء : همجى متوحش


هم بأن يفعل بها ما فعله مع شقيقته منذ قليل بل ربما سيضيف اليه ما يطفئ من غضبه المثار بداخله لكن شئ ما حثه على محاولة احتواء غضبه والسيطرة عليه


آسر محاولا الهدوء : الى غرفتك


لترفع رأسها فور سماعها همسه


مريم : ماذا ؟


آسر بصوت عالي : اصعدي لغرفتك ... تحركي فوراً


انتفض جسدها قليلاً ونظرت له ببلاهة عدة لحظات قبل ان تومأ سريعاً وتفر هاربة من امامه فى حين بدأ هو بالتحرك للعودة مرة اخرى الى غرفته فلقد قاطعه صوت اخته منذ قليل تصرخ بمريم ... لكن ما اوقفه هذه المرة صوت خافت سمره مكانه


مريم : آسر


التفت لها سريعاً ليجدها قد عادت بضع خطوات لتناديه طالعها بإندهاش فهذه المرة هى من المرات القلائل التى تناديه بها بإسمه


آسر : ماذا الآن ؟


مريم : شكراً لدفاعك عني


قالتها سريعاً وفرت هاربة من امامه لكن هذه المرة دون تراجع


بقى عدة لحظات بمكانه يستمع لصدي كلماتها فى عقله ..... شكرته ...... هل قامت بشكره للتو !!! .... ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيه ...أنب نفسه فوراً ..... لما هو سعيد لهذا ... مجرد شكرها له اسعده .. هل هذا طبيعي .. بالطبع ليس طبيعي يبدو ان انهاكه بالايام الاخيرة اثر على سلامة تفكيره .. يجب عليه الحصول على بعض الراحة ... اقنع نفسه بهذه الفكرة واتجه لغرفته بدلاً من غرفة المكتب عله يستريح ويريح عقله المنهك من التفكير


اما هي فلقد صعدت لغرفتها فوراً لا تصدق ما حدث امام عيناها منذ قليل .... آسر تصدى لشقيقته من اجلها..... حسنا بالطبع هو لم يقصد فعل ذلك من اجلها لكن بالنسبة لها لقد انقذها من عجرفة تلك الحية لذا وُجِبَ عليها شكره ابتسمت فور تذكرها لملامحه عند شكرها له ... بالطبع لم يتوقع منها هذا .... هى ايضاً لم تتوقع ان تفعل .... لا تنكر شعورها بالشفقة بل واكثر من هذا نحو رولا حتى انها بكت بشدة لما فعله بها لكن هى من دفعته لذلك .. استيقظت من افكارها تلك على صوت هاتفها لترى انها فرح تذكرت موعدها معها و ردت عليها تخبرها بإختصار عما حدث واتفقتا على ان يتقابلا باليوم التالى بالمدرسة .. ثم اغلقت هاتفها واتجهت للنوم


يوم جديد بأحداث جديدة ... نراه ممدداً بإنهاك على اريكة موجودة بزاوية فى حجرة مكتبه بالشركة فلقد انهى للتو اجتماعاً هاماً بمستثمر معروف وقد اقنعه اخيراً بشراء بعض الاسهم بالشركة ... قاطع فترة راحته تلك صوت طرقات على باب مكتبه ليسمح للطارق بالدخول


السكرتيرة : سيد آسر آسفة لإزعاجك لكن لديك ضيف يصر على مقابلتك


آسر بإنزعاج : بدون موعد سابق ؟


السكرتيرة : قال ان لا حاجة له بموعد لمقابلتك


آسر بإستغراب وقد نهض جالساً : حسنا ادخليه لنرى من هو هذا المهم؟


اومأت السكرتيرة موافقة و سمحت للضيف بالدخول


.............. : احدى عشرة دقيقة لتسمح لى بمقابلتك .... اظنه وقت قياسي لشخص لم يأخذ موعد لينول هذا الشرف


آسر بدهشة : فارس ؟؟؟؟؟ .... متى اتيت ؟ ولما لم تنبئنى بوصولك البلاد ؟


فارس بمرح : اردت مفاجئتك بحضورى اشتقت لك كثيراً آسر


ليحتضن الاثنان كلا منهما الاخر بقوة .... فارس ..... ٢٦ عاماً ....... والده عادل البندراي عم آسر ..... يتيم الاب والام له اخ واحد يعيش بالخارج ..... دائما ما اعتبر فارس آسر اخاه الاكبر يستشيره فى جميع اموره .... سافر منذ سبع سنوات للدراسة بالخارج ... اتم دراسته واستمر بغربته عدة سنوات بعدها


آسر : واخيرا عدت بعد غياب سبع سنوات


اومأ فارس واردف


فارس : ولا افكر بالسفر مرة اخرى ارغب بالاستقرار هنا


آسر بفرح : حقاً ؟... هذا رائع ..... واخيراً سأجد من يساندنى بالشركة


تنحنح فارس بطريقة فهم منها آسر ما يفكر فيه


آسر بتفهم : لن اجبرك على البدء بالعمل فوراً خذ وقتك بالاستقرار وحدد بأي مجال ترغب بالعمل ودع الباقى لي


فارس بحب : كالعادة تدرك ما افكر فيه قبل ان اتفوه بكلمة .... لقد اشتقت لك اخي


ابتسم آسر بحب فلقد اشتاق لهذا الصغير ومرحه و تنهد براحة فأخيراً عاد الطير المهاجر الى عشه


فرح : لا اصدق انه فعل هذا ...... هل جن ام ماذا ؟ هذا المتعجرف متحجر القلب 

مريم : هو لم يقصد هذا ربما اراد المساعدة فقط فهو يعلم خوفى من الماء


فرح : يمكنه مساعدتك بطرق اخرى ألم يجد سوى هذه الطريقة


مريم : معكِ حق ... لكن هو ساعدنى بعد ذلك لقد اخبرتك بما حدث


فرح بهيام : نعم رجلي الوسيم فعل ..... اااااه كم هو رائع


مريم بسخط : وما الرائع به تحديداً ؟ مازال متعجرف ومغرور بل و ضيفي ايضاً كونه همجى متوحش


فرح بخبث : ألم تدافعى عنه منذ قليل ؟ .... وقلدت صوتها ....." هو لم يقصد هذا ربما اراد المساعدة فقط "


مريم بإرتباك : وماذا عنك ألم تنعتيه بالمتعحرف متحجر القلب ؟


فرح بسرحان وهيام : لكنه مازال رجلي الوسيم


حركت مريم رأسها بيأس


مريم : لا فائدة من الحديث معك بهذا الشأن لن تغيري فكرتك عنه ابداً


فرح : انا لن افعل لكن اظن انك تفعلين


مريم : ماذا؟ انا ؟ مستحييل


فرح : بلى .... اتنكرين انه ساعدك


مريم بدهشة : بالطبع لا لا انكر هذا و لقد شكرته بالفعل


فرح : هذا بالظبط ما اقصده .... سابقاً لم تقومي بشكره قط حتى عندما اهداك هدية والان تعترفين بكل بساطة بمساعدته لك و تشكريه رغم علمك انه ربما لم يفعلها لاجلك


نظرت مريم لصديقتها بدهشة تفكر بصحة كلامهم لتدرك انها على حق .... ما بها ؟ ... لما تأثرت هذه المرة بما فعله ..... ربما هى حقا تغيرت ........ لا لا لا ... بل هى بالتأكيد جنت


مريم بإرتباك : هيا هيا كفاكي حديثاً بهذا الموضوع لقد وصل السائق وعلي الذهاب ... وداعاً اراكي لاحقاً


ذهبت سريعاً هاربة من حديث صديقتها بل من افكارها هى نفسها


وصلت المنزل فرأت باب الفيلا مفتوح تعجبت لهذا فنادراً ما يُترك هكذا دلفت للداخل واتجهت سريعاً الى المطبخ لترى الدادة تقف تقلب الطعام بشرود امام الموقد ليقابلها ظهرها


مريم : اشتقت لكي كثيرا جميلتى


لتنتفض الدادة فزعاً من الذي اتى خلفها فجأة محاصراً اياها بيديه لتجد انها مريم تلك المشاغبة


دادة بدهشة وخوف : سامحك الله على فعلتك تلك ألن تتوقفى عن هذه العادة


مريم ضاحكة : وما ذنبي انا كونك تفزعين بسهولة هكذا


دادة : لا فائدة من الحديث معك هيا اذهبي لتبديل ملابسك فلدينا زائر


مريم بدهشة : لدينا زائر ؟ لدى عائلة البندارى زوار ؟ منذ متى؟


دادة مؤنبة : كفاكي عبثاً واذهبي فوراً لتبديل ملابسك حالما اجهز الغداء


اومأت مريم للدادة واتجهت لغرفتها ثم هبطت بعد فترة خمنت انهم يجلسون بغرفة المعيشة فذهبت اليهم وجدتهم جميعاً متواجدين بها ومعهم ضيفاً تراه للمرة الاولى تأملت به قليلاً وجدته شاباً خمنت انه بمنتصف العشرينات ذو بشرة قمحية وعينان بنيتان ذو ملامح رجولية فجة وسيم لكن بالطبع ليس بوسامة آسر ... أنبت نفسها فوراً لإعترافها بكونه وسيماً ..... انتبهت بعد فترة من التحديق بالضيف كونهم توقفوا عن الحديث ووجهوا نظرهم جميعاً لها حيث انها كانت واقفة بمدخل الغرفة


دلفت للداخل بتمهل لتتوقف فور أن وجدت هذا الضيف يتحرك من مكانه سريعاً متوجهاً نحوها ليقف امامها مباشراً يسحب يدها بين يديه وينحني مقبلاً اياها برسمية لينظر لها نظرة ألجمتها قبل ان يردف


فارس : لم يخبرني احد بظهور حوريات فى مصر .... فارس عادل البنداري ٢٦ عاما مهندس معماري ...... عازب و كلي رغبة بتغيير حالتي الاجتماعية ببطاقة الهويه....



   الفصل الحادي عشر والثاني عشر من هنا 

 لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات