
رواية ميما
الفصل الحادي عشر 11 والثاني عشر 12
بقلم اسماء الاباصيري
صمت مهيب عم المكان يملؤة دهشة و حقد و سخرية و ... غضب
حاولت مريم تدارك دهشتها من هذا الغريب عديم الحياء لتجيب
مريم بمكر : يال حظي السيء ... لست نوعى المفضل
فارس بإعجاب : لم تتعرفي علي جيداً لتقولى هذا
مريم : لا حاجة لذلك فلا ارى امامي سوى مراهق يتفاخر بوسامته دون خجل
فارس بسرعة : اذاً تعترفين بكونى وسيم
همت مريم بالرد عليه وقد ادركت للتو ما تفوهت به لكن قاطعها صوته الغاضب
آسر بغضب حاول اخفاؤه لكن باء بالفشل : فاااااارس
انتفاضة بسيطة شملت جسد مريم لم يلاحظها احد سوى فارس ليبتسم ابتسامة صغيرة اختفت فوراً ويلتفت لإبن عمه فلقد انتبه للغضب فى ندائه له
فارس : ماذا ؟
تحرك آسر فى اتجاه مريم وابعد يد فارس عنها بقوة لتنظر له هى فى غضب وكادت ان تبدأ جدالها المعتاد الا ان اوقفها صوته
آسر معرفاً : مريم احمد البندارى ..... ابنة عمك احمد رحمه الله ....... وهذا فارس عادل البندارى ...... اظنك قد خمنتى قرابتك به
اتسعت مقلتا فارس عند سماعه لحديث آسر
فارس بدهشة : غير معقول ... انتى .... تلك الطفلة المختلة
مريم بحدة : فلتنتبه الى كلامك هل ابدو لك طفلة الان كما انى لا اجد مختل غيرك هنا
فارس بنبرة لعوبة : معك حق لابد من كونى مختل لأنعت كل هذا الجمال بطفلة .... ألتمس منك السماح على مثل هذا الخطأ الشنيع
انهى كلامه بنظرة شملتها من رأسها الى اخمص قدميها لتشتعل وجنتيها بحمرة الخجل
فى حين يقف بجانبهم من يشتعل ايضاً لكن غيظاً من كلام ابن عمه او اخيه الاصغر كما اعتاد ان يكون .... كاد ان يحدجه بكلمات تشفى غيظه ذاك لكن وجد من انقذه من تحت يديه
رولا بدلع : تؤتؤتؤ انا غاضبة منك كثيراً رورو ..الا ترى هنا غير تلك الفتاة لتتغزل بها
فارس بتهكم رافعاً احدى حاجباه : رورو ؟؟؟؟ .....ممم لا ... لا اري اية فتاة اخرى بالمكان ... ميما اترين احداهن ؟؟؟
اعجبت مريم بأسلوبه وعلمت كونه لا يستسيغ رولا او طريقة حديثها كما انه ناداها بلقبها المفضل لذا قررت مجاراته بالحديث
مريم : لا ... انا الاخرى لا ارى اية فتيات اخريات بالمكان ربما ما هى الا خيالات تراها وحدها
قاطعت صافى هذا الحديث فلقد بات يزعجها
صافي : هيا هيا كفى حديثاً لقد انتهت الدادة من تحضير الغداء فلنذهب لتناوله
انتهى الجميع من تناول الطعام ونراهم الان مجتمعين للحديث بشتى الامور ... لم تعتاد مريم على مثل هذه الجلسات فمنذ قدومها الى هذا المنزل اصبحت غرفتها هى كل منزلها لا تخرج منها سوى للمدرسة او لتناول الطعام لكنها شعرت بأن هذا سيتغير قريباً فلقد قرر آسر استضافة فارس بالفيلا حتى يستقر ويجد منزل مناسب له لذا فبقاؤه معها بالفيلا سيغير الكثير خصيصاً ملاحظتها عدم تجاوبه مع صافى و رولا لذا ...... مرحبا بك ايها الحليف الجديد
استيقظت من افكارها تلك على صوت فارس يسألها
فارس : ميما بأي صف دراسي اصبحتى؟
كادت ان تحيبه الا ان قاطعها صوت آسر المزعج
آسر : مريم .... اسمها مريم .... الا تخجل من نطقك لهذا الاسم " ميما "
نطق الاسم بإنزعاج وسخرية
مريم : يعجبني الاسم كثيراً كما انه لقبي انا فما شأنك
آسر بغضب : مريم
مريم بغضب مماثل : ماذا ؟؟؟ هذا اسمي لما التدخل؟
فارس محاولا تهدئة الاجواء : آسر ما بك؟ الاسم ليس سيئاً لهذه الدرجة كما انها على حق انه شأنها الخاص .... واكمل بهمس يغيظه ..... و شأنى
آسر : ماذا؟
تجاهله فارس ضاحكاً ووجه حديثه مرة اخري لها
فارس : لم تخبريني بأي سنة دراسية اصبحتى؟
مريم بإبتسامة : بالصف الثالث الثانوى
فارس بحماس : اذاً تبقى لدخولك الجامعة سنة واحدة
اومأت مريم موافقة
فارس : اذاً هل قررتى بأي مجال ترغبين للتخصص ؟
مريم بحماس : نعم بالتأكيد .... ارغب بالتخصص الهندسي ..... الهندسة المدنية
انتبه آسر لحديثها ذاك وتفاجأ لرغبتها بهذا التخصص فلم يسبق له معرفة ميولها تلك .... لكن لما التعجب فهو يكاد لا يعلم عنها سوى القشور
قاطع حديث فارس ومريم صوت رولا مرة اخرى
رولا بسخرية : و هل تظنين ان الوصول لهذا التخصص يأتى بالتمنى فقط ام ماذا ؟
مريم : بالطبع لا ... انا ادرس واجتهد للوصول لهدفي وسأحققه بمشيئة الله تعالى
رولا بسخرية : سنرى هذا
فارس : الامر ليس مستحيل فقط بعض الصبر والاجتهاد وبعدها ستصلين الى ما تطمحين وانا هنا اذا احتجتى لاية مساعدة
انهى حديثه بغمزة ابتسمت على إثرها مريم واغتاظ الباقين لانسجامهم السريع هذا
مضى اسبوع على تواجد فارس بالمنزل ازداد فيه قرباً من مريم حتى اصبح لا يفارقها سوى بوقت مدرستها ونومها ، يعاونها بالدراسة و فى وقت فراغها يتحدثون بشتى الامور
تقاربهم هذا ازعج جميع من بالمنزل وعلى رأسهم آسر ..... لما ؟ لما يهمه الامر من الاساس ؟ اصبح هذا السؤال هو ما سعى طوال هذا الاسبوع لايجاد اجابة مناسبة له .... هى ابنه عمه و كان هو من اعتنى بها حتى تلك اللحظة لذا فهى كإبنة له .... أيمكن ان تكون غيرة الاب على ابنته .... لكن لحظة هم لم يكونا بهذا القرب الذي يستدعى الغيرة ...... و عند وصوله لهذه النقطة يزداد غيظاً وغضب لما لم يتقاربا كل هذه السنوات وبمجرد اسبوع اصبح السيد فارس اقرب الاشخاص لها يكاد يذكر المرة الوحيدة التى رأي فيها فارس مريم منذ سبع سنوات كان قد اوشك على السفر وهى مازالت جديدة بالمنزل اتى لهم بزيارة ليودع آسر قبل مغادرته للخارج
فلاش باك
فارس : واخيراً سمح لى جدي بالسفر للخارج حقاً لا اعلم كيف اقنعته بالامر
آسر : هو يخشي عليك كثيراً خصيصاً وانك كل ما يملك بعد وفاه ابنته رحمها الله فأنت حفيده الوحيد .... فقط اقنعته بمرافقة احد الاشخاص الذين اثق بهم لك للخارج ووافق
فارس بإمتنان : شكرا لك اخي فلولاك لما وافق او اقتنع بأهمية سفري
آسر : لا داعى لهذا الشكر فقط اشكرني عن طريق إهتمامك بدراستك واحصل على شهادتك وعد الى هنا لتكون عونا لي
فارس : لا تقلق فهذا ما انوى فعله بالفعل
ينظر آسر الى ساعته .. ثم يهم بالنهوض مستأذنا ًمن فارس
آسر : سأضطر الى الذهاب للشركة الان فلدى اجتماع هام ابقى هنا حتى اعود لن اتأخر
غادر آسر لعمله وبقى فارس ينتظره لمدة تزيد عن الساعتين حتى رأي فتاة لا يتعدى طولها الخمسون متراً تتشاجر بعنف مع ابنة عمه رولا فاتجه اليهم سريعاً
فارس : رولا ماذا هناك ومن هذه؟
رولا مدعية البكاء : تلك الحقيرة تتهمنى بسرقة احد اشياؤها
مريم بحدة : لا تنعتيني بالحقيرة .... انتى من قمتى بالتعدى على اشيائي و اقدمتى على سرقة صورة امى وابي من الغرفة
رولا بسخرية : ولما سأفعل هذا ايتها الحمقاء ؟
مريم : لا سبب لهذا سوى رغبتك بإزعاجى
فارس : كفى حديثاً واخبرانى بما يحدث هنا لما هذا الصراخ ومن انتى من الاساس؟
مريم بحدة : وما شأنك انت بي ؟ .... بل يجب علي سؤالك من تكون لتتدخل بأموري؟
فارس : كيف تتحدثين الي بتلك الطريقة ايتها القزمة ؟
مريم بغيظ : لست قزمة ... طولى مناسب لسني اما انت فتبدو صغيراً بالسن ومع ذلك طولك مبالغ فيه لا يتناسب مع سنك
فارس بصراخ وحدة : ماذا ؟ هل ابتلعتى راديو ؟ كفاك حديثاً واخبريني من انتى ؟
مريم : قلت سابقا لا شأن لك
آسر بصراخ : ماذا هناك ؟
نهاية الفلاش باك
ابتسم آسر عند تذكره لهذا الموقف فلقد بدت مغتاظة كثيراً عندما بدأ فارس بسرد ماحدث له ونعتها تارة بالقزمة وتارة اخرى بالطفلة المختلة
استيقظ على صوتهما يدخلان من باب الفيلا معاً يضحكان بصوت عال
فارس : لكنك كنتى قزمة حقاً .... طولك كان لا يتعدى الخمسون سنتيمتراً
مريم متذمرة : بل انت من كان طويلاً للغاية لذا ترى الجميع قصيري القامة
فارس مربطاً على رأسها بخفة
فارس : حسناً حسناً لا تنزعجى انتى طويلة جداااااا ... هل ارتحتى الآن ؟
ابعدت يده بإنزعاج طفولى وهمت بالرد عليه لكن
آسر : فااااااااارس
تصلب الاثنان فى اماكنهم ينظرون لآسر الماثل امامهم فى دهشة فتقدم اليهم سريعاً
آسر بغضب : من تظن نفسك لتلمسها بتلك الطريقة هاااااا ؟
فارس : لما انت غاضب هكذا ؟
مريم : مابك ؟
التفت لها بحدة
آسر : انتى الى غرفتك ..... فوراً
نظرت له بخوف لترى بعينيه نظرة تأكدت ان امر ما جلل قد حدث لذا لم تجادله بل اتجهت مباشرة الى غرفتها
فارس : آسر ما بك ؟ لما الغضب ؟ هل حدث شيء ما بالشركة ؟
آسر : ماذا تنوى من افعالك تلك؟
فارس بدهشة : ماذا تقصد بكلامك هذا ؟
آسر بصوت عال : ماذا تريد منها ؟ لما هذا التقارب بينكم ؟ على ماذا تنوى ؟
فارس : اتقصد مريم ؟ لا شئ فقط نحن منسجمان كثيراً ولقد احببتها بشدة هذا كل ما فى الامر
احببتها
احببتها
احببتها
لم يستمع الى اية كلمة اخرى ولم يُقدم حتى على فهمها بأية صورة غير الصورة التى اتت بباله وقتها .... فلم يشعر بنفسه الا وهو ينقض على فارس بلكمة قوية اسقطته ارضاً
تلقى فارس لكمة مفاجئة ووجد من يمسكه من مقدمة ملابسه محذراً
آسر بغضب مخيف : إياك ثم إياك والاقتراب منها او لمسها مرة اخرى .... توقف عن افعالك الغير مسئولة تلك والا سترى منى ما لا يعجبك .... سترى آسر آخر غير ابن عمك واخاك ...... وقد اعذر من انذر ..
ثم تركه وسط دهشته تلك و انصرف من امامه بل غادر المنزل بأكمله
..................
يتبع .................
12. اليابان
وقف لحظات يطالع مكانه الفارغ بدهشة .... لقد جُن ..... ابن عمه جُن على الاخير .... هل ما فهمه صحيح ؟ هل وقع فى غرام الصغيرة ؟ بل ويغار عليها منه
لكن كيف ؟ ومتى حدث هذا ؟ ثم اخذ يردد بصوت عال
فارس : سامحك الله يا ابن العم ألم تجد غيرها ؟ ألم تجد غير مريم ؟
مريم : ماذا عني ؟
انتفض فجأة واستدار ليجدها تطالعه بإندهاش
فارس بشرود : ماذا؟
مريم : لما تهذي بإسمي؟
فارس منتبها لما كان يقوله : مممم لا لا شئ لا تهتمي بما اقوله
مريم بتساؤل : هل غادر اخيراً ؟؟؟
اومأ لها فى صمت
تنهدت هي بإرتياح ثم اردفت بسرعة بعد ما انتبهت لجرح فكه واقتربت منه دون وعى تلامسه
مريم بذعر : ماذا حدث لوجهك هل هاجمك هذا المتوحش ؟
فارس بلا مبالاة : لاتهتمى بذلك ... ثم صمت قليلاً يطالعها بهدوء واردف بجدية ..... اخبريني مريم ما رأيك بآسر ؟
عقدت هى حاجبيها بإنزعاج واجابت
مريم : لما هذا السؤال الآن ؟ ..انت تعلم رأيي به جيداً فما هو سوى متعجرف ومغرور ذو عقل همجى متوحش بل ربما هو يفتقر للعقل من الاساس
فارس بهمس : كان الله بعونك يا اخي
مريم بإنزعاج : بماذا تهمس مجدداً ؟
فارس : ها ؟ لا لا شئ ... اااااااه
تأوه نتيجة ابتسامه بقوة على حال اخيه فنظرت اليه شذراً
مريم : هيا هيا امامي لأداوى جرحك هذا ونعقمه و نرى مااصاب عقلك انت الآخر
ابتسم هو على حديثها هذا و تحرك معها بشرود فهو يتوقع حدوث الكثير بين هذان الاثنان فأمامها طريق طويل و سيقوم هو وبكل سرور ببعض الخطوات لتقصير هذا الطريق وتمهيده لهما
يقود سيارته بسرعة مهولة يفكر ويفكر ويفكر ، يعاتب ويسب ويلعن ..... ماذا فعل هو ؟ ..... كيف تهور وسبقت يداه عقله ؟ ... تصرف دون تفكير ..... ماذا اصابه؟ ... يلكم ابن عمه من اجلها ... تشاجر مع اخيه الاصغر بسبب فتاة ...... لكن مهلاً هى ليست بأيه فتاة هى ابنه عمه .. ابنته ... فتاته .... مريمته ....
اخذ يضرب على المقود بشدة ..... فتاته ؟؟؟ مريمته ؟؟؟؟؟؟ لقد جُننت يا آسر ..... جُن آسر البندارى . والسبب فتاة لم تتعدى التاسعة عشر من عمرها
مهلا هل يعقل انه ......... ؟؟؟؟؟؟؟
لا لا لا مستحيل لا يمكنه فعل ذلك كيف ومتى اصبح بهذا الضعف ؟ ..... منذ متى اصبح بلا عقل ويترك قلبه ليقوده ؟
آسر بصراخ و حدة : مستحييييييل .. لن تغلبك طفلة يا آسر ..... مستحيييييل
اسبوعان آخران قضتهم فى معسكر مغلق بسبب الاختبارات النهائية وبطبيعة الحال لم تجد الوقت لترافق فارس كما فى السابق وبهذا هدأ غضب السيد آسر ظنا منه ان فارس امتثل لتهديده
انتهت الاختبارت وقد ابلت حسناً فيها والان نجدها تجلس بشرود بحديقة الفيلا وحيدة يبدو عليها التفكير بأمر ما
فارس : بماذا تشرد الاميرة ليبدو عليها الحزن بهذا الصورة ؟
انتبهت هى على جلوسه بجانبها يطالعها بإهتمام لترسم ابتسامه صغيرة على ثغرها وتردف
مريم بتنهيدة : ملل
وضع فارس يديه على قلبه بطريقة مسرحية يتظاهر بالصدمة والالم وتراجع عدة خطوات للخلف ويردف
فارس : ملل ؟؟؟ وبوجودى ؟؟؟؟؟
زادت ابتسامتها اتساعاً وقالت بمرح
مريم : تخيل ؟؟؟؟ اشعر بالملل بوجود المهرج فارس بجانبي
فارس بنبرة عتاب مصطنعة : مهرج؟؟؟ سامحك الله لم اقصد هذا ... فقط ظننت اننى مَرِح واستطيع رسم الابتسامة على وجههك
مريم بسرعة وبجدية : اسفة لم اقصد هذا كنت امزح فقط .... لا تحزن
فارس بمرح : الان تأكدت من جدية حالتك انتى بالتأكيد لستى بخير لتأخذي مزاحى على محمل الجد ...... الان اخبرينى ما بك ؟
تنهدت هى بحزن وشردت بنظرها للامام واردفت
مريم : بعد انتهائي من الاختبارات قامت المدرسة بالاعلان عن رحلة الى البلد المفضلة بالنسبة لي والتي احلم دوماً بالذهاب اليها .... الى اليابان ..... تحمست لذلك و اخبرت آسر برغبتى فى الذهاب
فارس : حسنا هذا رائع ما المشكلة لا افهم ؟
مريم بغضب : المشكلة انه وكالعادة رفض ...... فى كل مرة تقوم مدرستى بالاعلان عن رحلة يرفض ذهابي معهم .... لا افهم كيف يفكر .... يرفض خروجى للتنزة مع صديقتى ... ويرفض خروجى وحدى .. ويعترض على ذهابي برحلة...... اذا ماذا افعل بأجازتى الان ؟ ... لست صغيرة ليتحكم بي لهذه الدرجة
فارس وقد فهم سبب انزاعجها ولكنه لم يفهم اسباب ابن عمه للرفض فما المشلكة بذهابها لاية رحلة ام ان غيرته هى السبب ؟
ارتسمت ابتسامة على ثغره عند تذكره لمشاعر آسر نحو تلك الصغيرة ... حقا يا ابن عمى انت بمأزق كبير اعانك الله عليه
فارس : اذا استمعى الي ربما هو قلق فقط عليك لذا ما رأيك بجعله يوافق على ذهابك للرحلة لكن شرط ان ارافقك بها ؟
مريم بحزن : كنت لأوافق لكن لا يمكننى فعل ذلك الان
فارس بتعجب : لما؟؟
مريم : لقد انتهى ميعاد الحجز وسينطلقوا بالغد
فارس بهدوء : لا تهتمي بذلك سأجد حلاً ... لا تقلقي ... والان هيا للداخل فلقد اتى السيد المتعجرف وحان موعد الغداء
مريم بحماس : هياااا
على طاولة الغداء نجد مريم و فارس وآسر يتناولان غداءهم فى هدوء ... تتساءلون بالطبع عن الحرباء الكبيرة وابنتها .... حسنا لقد قررتا الذهاب برحلة الى جزر المالديف .... مما اثار غضب مريم فكيف يسمح لهم بذلك ويعترض على ذهابها
قاطع هدوءهم هذا صوت فارس
فارس : لقد اخبرتنى مريم برغبتها فى الذهاب برحلة الى اليابان
رفع آسر رأسه عن الطعام موجهها نظرات باردة الى فارس
فارس : وانت رفضت ذهابها
آسر : اذاً الموضوع منتهى
و عاود تناول طعامه
فارس بهدوء : اعلم ان سبب رفضك هو قلقك عليها لكن ما رايك ان بذهابي كمرافق لها لذا فسيكون لا داعى لقلقك هذا
آسر بغضب نجح فى اخفاؤه : الم تقرر بعد ان تبدأ بالعمل ... مضى شهران على عودتك الا يكفى هذا الوقت
فارس بمكر : لذلك اطلب منك الذهاب مع مريم
آسر : ماذا؟؟
فارس : سأتخذ من هذه الرحلة كمتعة اخيرة لى قبل بدايتي بالعمل معك لذا لا ارى سبب لرفضك وخصوصاً كونها قد انهت للتو اختباراتها وترغب ببعض المرح
بقى ينظر له فى صمت فى حين تلك الجالسة معهم تدعو بداخلها ان يوافق على هذا الاقتراح وتنظر له بترقب
آسر بتنهد : حسنا... لا بأس يمكنكم الذهاب
فارس ومريم بهتاف : ييييس ..... اجل
وقاما بمصافحة بعضهما بقوة
لينظر لهما فى غيظ ويتابع حديثه
آسر بخبث : فأنا ايضاً سأذهب لليابان غداً برحلة عمل لذا سنذهب سوياً
لينقلا نظرهم اليه فى دهشة ويهتفان بصراخ
فارس ومريم : ماذاااااا؟؟؟؟؟؟؟
لم يستطع فارس الحجز لهما برحلة المدرسة لذا اتطلع مسبقاً على برنامج الرحلة وحجز لها وله ولآسر على نفقتهم الخاصة على اتفاق ان ينضموا الى الرحلة فور وصولهم
فور وصولهم للفندق المتفق عليه فى العاصمة طوكيو انصرف آسر سريعاً متحججاً ببعض الاعمال فى حين ذهب كل من فارس ومريم كلاً الى غرفته فبرنامج رحلتهم سيبدأ من الغد ....
مضى اليوم الاول لهم باليابان وقضوه فى الراحة من ارهاق السفر فى حين انهى آسر قليل من عمله المتفق عليه وعاد هو الاخر للنوم
فى صباح اليوم التالى انطلقو جميعاً لزيارة بعد المعالم بالعاصمة ماعدا آسر بالطبع فقد كان مازال يغط بنوم عميق ذهبوا جميعاً لعدة اماكن وقد كانت مريم مبهورة بكل ما تراه فلقد حققت احد اهم احلامها بالقدوم الى هذا البلد
انتهى اليوم الثانى من الاسبوع المخصص لهم فى الرحلة على اتفاق ان يذهبوا فى الغد الى معسكر باحدى الغابات وكأنهم فرقة من فرق الكشافة ... تحمست مريم لهذا الشئ كثيراً حتى انها لم تستطع النوم طوال الليل
فى حين بغرفة فارس وآسر فلقد اجتمعا معاً للحديث بأمر المعسكر
فارس : آسر ... غداً سنذهب لمعسكر بأحدى الغابات ما رأيك بالمجئ معنا
آسر وهو مشغول ببعض الاوراق التى يطالعها بإهتمام
آسر : وهل ترانى جئت هنا للمرح ؟
فارس بتهكم : لا بكل تأكيد جئت معنا للعمل ... وهل قال احد غير ذلك
انتبه آسر لتهكم فارس لينظر اليه رافعاً احد حاجبيه
آسر : ماذا تقصد بكلامك هذا ؟
فارس : اقصد ان سبب قدومك معنا وتقديم ميعاد رحلتك هذه هو نفس السبب الذي يؤرقك ليلاً ولا يجعلك تذق طعم النوم بسهولة .... آسر هل تظننى احمقاً ... لقد اخبرتنى بنفسك مسبقاً عن الميعاد الاصلي لتلك الرحلة والتى كانت من المفروض ان تكون بعد شهران من الان ...... لذا سيد آسر هل لك ان تخبرنى سبب سفرك معنا فى هذا التوقيت ؟
آسر بإرتباك : لقد حدثت بعض المشاكل بأحد المشاريع هنا ولزم حضوري مبكراً .... لذا قدمت ميعاد الرحلة والا فلماذا برايك سآتى الان ؟
فارس : لا اعلم سبب قدوك الآن لكنى بالتاكيد اعلم سبب قدومى انا ... فانا لا استطيع البقاء بمكان لا اري به ملاكي الصغير
آسر بغضب : ومن تقصد بملاكك هذا؟
فارس ببراءة : مريم... وهل يوجد ملاك غيرها .... لقد جئت معها خصيصاً لتكون امام عيني ليطمئن قلبي عليها
آسر بصراخ : فااااارس فلتنتبه لحديثك .... سبق وحذرتك
فارس بحدة : لن امتثل لتحذيراتك تلك الا عندما اجد سبباً لذلك..... آسر يا ابن العم ان لم تتخذ اى خطوة او تعترف بما فى خاطرك فلا تلومنى على ما سأُقدم على فعله ..... فهى الان حرة لا تخصك ولا تخص اياً كان لذا لا لوم على تصرفاتى ... والان تصبح على خير فلدي معسكر غداً ولا بد لى من اخذ كفايتي من النوم لرعايتها على اكمل وجه
وخلد سريعاً الى النوم تاركاً الاخر يستشيط غيظاً وغضباً مما قاله
صباح جديد يملؤه حماس وفرح طفولى .. هى لم تذق عيناها طعم النوم رغم تعبها من ارهاق اليوم السابق لكن حماسها وفرحتها انتصرا على تعبها
يقفان معا امام الفندق فى انتظار حضور الجميع للانطلاق ... نادى مسئول الرحلة على جميع الاسماء ثم صعدوا جميعاً الى الحافلة التى ستنلقهم الى مكان المعسكر ... هم السائق بالتحرك لكن توقف عند صعود احدهم الى الحافلة بشموخ .... وقف فى المقدمة يبحث بعينيه عنها وسط همهمة من جميع الطلاب يتساءلون عن هويه هذا الغريب .... وجدها اخيراً تجلس بجانب هذا الاحمق الذي يطالعه بسخرية وتشفى ... تقدم اليهم ليقف بجانبهم .... تطالعه هى بذهول كادت ان تسأله عن سبب وجوده هنا لكن سبقها صوته الغليظ
آسر بجدية : فلتنهض وتجد لنفسك مقعد آخر هذا مكانى انا.....
الفصل الثالث عشر والرابع عشر من هنا
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا