رواية جنة الظالم الفصل الثاني 2 بقلم سوما العربي

رواية جنة الظالم

الفصل الثاني 2

بقلم سوما العربي


جلس بمكتبه يحاول الانغماس بالعمل و التحكم فى تلك القشعريرة التى تتلبس جسده ما ان يلوح طيفها بخياله.


يغمض عينه بشعور مخييف وهو يتذكرها حينما كانت قريبه منه تطبق شفتيها ثم تبللهم بتلعثم واضح مهما حاولت التماسك.


تبا لها من اين ظهرت له.. أنها مجرد طفله هل جن بالاخير؟


اخذ نفس عمييق يحاول تناسى اى شئ فقط التركيز بعمله وامواله.


ليدق الباب ويدخل اليه ابن عمه ماهر :هو إيه الحكايه يا سليمان؟


رفع رأسه له يقول:حكاية ايه 

ماهر وهو يجلس :زياد... بتنقلوه ليه؟ 


اغمض عينيه بملل ليتحدث بيأس:عارف يا ماهر انت هتفضل طول عمرك كده.


اهتز ثبات ماهر يقول:كده الى هو إيه يعنى.

سليمان :كده الى هو كده.. جاى دلوقتي وبتسأل مع ان سبحان الله يا اخى انت عارف انى مش هقول اى معلومه بس بردو طبعك ولا هتشتريه يا ماهر.


امتعض وجه ماهر دائما ما يتم توبيخه من سليمان تاره ووالده شوكت تاره اخرى وهو عليه تشرب كل هذه الإهانات الى متى لا يعلم.


اخذ سليمان نفس عميق تبا لها مره اخرى تعود لاقتحام عالمه بهيئتها تلك.


خرج صوته غاضب جدا لماهر يسأله ربما ينساها:عملتوا إيه مع عمال المصنع؟


ماهر:الوضع بيتأزم اكتر وكلهم عايزين يرفعوا قضية وياخدوا تعويض كبير.


سليمان :يا حلاوة ليه قالولهم انها جمعيه تعاونيه ولا بنفرق هنا.


وقف عن مقعده يقول :قوم قووم خلينا نروح ولا انت قاعد ولا ايه؟


وقف ماهر يقول :لا مروح يالا بينا.


خرج يخطو بثقى وثبات لابد وان ينسى تلك الفتاه.


وصل للقصر أخيراً تفتح له الأبواب الكترونيا.


يصل حيث البهو الكبير وكل افراد الأسره مجتمعه.


سليمان :مساء الخير.


جاوبه الجميع ماعدا زياد الذى ظل ينظر لاثره بغضب.


فهم سليمان نظرته جيدا بالتأكيد تلك الحيه حدثته تبكى مافعله ،ورسمت دور الضحيه جيدا.


فقط لو يعلم زياد الى ما تخطط تلك يعرف جيدا أنها لا ترى زياد بالأساس.


تحدث شوكت لغاده زوجة ماهر :خليهم يحضروا العشا يا غاده.


غاده :حاضر يا عمى.


ذهبت غاده للمطبخ وبقى الجميع وهو لا يعلم لمى تضايق كثيرا وهو يجد نهله تهبط الدرج مرتديه فستان اصفر.


كان جميل عليها فنهله جميله جدا لكنه بالفعل تضايق كثيرا ووقف عن مقعده يقف امامها يمنعها قائلاً :نهله انا جاى تعبان لو سمحتي تعالى حضريلى الحمام.


نظرت له باستغراب... حتى طريقة حديثه مختلفه ومنذ متى يطلب منها تحضير الحمام له.


لكنها اماءت له موافقه وصعدت معه الدرج.


اول ما اغلق باب الغرفه حاول التحكم فى غضبه الغير مبرر والتحدث بلباقه:نهله لو سمحتى اقلعى الفستان ده.


رفرفت باهدابها غير مستوعبه :نعم؟ ليه ماله.


اعطاها ظهره يخفى ارتباكه الواضح لاول مره يفشل فى إخفاءه يردد:مش عاجبنى.


التف لها يبرع فى رسم ابتسامة رائعه ويقول مبتسما:البسى حاجة تانية.. مش المفروض تلبسى الحاجه الى تعجب جوزك.


نظرت له بتخبط لا تعلم ما به ثم اطاعته مردده وهى تذهب ناحية المرحاض:حاضر.


اوقفها بصوته مستغربا:رايحه فين؟


نظرت له بحيره :هجهزلك الحمام زى ما طلبت.


سليمان :لأ مش مهم غيرى الأول.


تركها وذهب لغرفة ثيابه لتتنهد بحيرة.. اصبحت مثل الاله تنفذ أوامر لا تفهمها.


خلعت عنها فستانها وارتدت غيره بسرعه ثم خرجت من الغرفه نهائياً.


باتت  لا تريد اى تفسير... تعلم انه لا يقول إلا مايريد ان يقوله فقط.


وهو بمجرد ماشعر بها خرجت من الغرفه خرج هو من غرفة الملابس بلهفه يلتقط ذلك الفستان من نفس اللون الذى كانت ترتديه تلك الصغيرة اليوم.


ينظر له بمشاعر مختلطه غير مفهومه او مبرره.


ربما ما يشعر به لهو جنون او ماشابه لكنه الآن بات مرتاح اكثر... لم يعجبه ارتداء احد لنفس اللون بعدها.


فتح خزانته ووضع الفستان به ورحل من الغرفه كلها وهو اكثر راحه عن قبل.


____________________________


جلست جنه على فراشها مقرره إعطاء نفسها عطله طويله فهى قد ذاكرت ساعه كامله.


إذا عدل الله ساعه مذاكره وساعه راحه.


تمددت على الفراش بكسل تفتح هاتفها على موقع فيسبوك.


ضحكت باتساع يبدو ان الفشل جماعى... كل صديقاتها مجتمعات على فيسبوك فى جروب إحدى الدروس.


بعد جدال طويل اتفقن على تمضية بعض الوقت سويا بعد الغد.


اغلقت الهاتف تتنهد وخرجت لتجلس مع عائلتها.


كان محمود والدها قد عاد لتوه من العمل يجلس بتعب كبير على اول مقعد.


محمود :ااااااه.... رجلى.... رجلى مش حاسس بيها.


تقدمت منه تخلع عنه حذاءه قائله :سلامتك... سلامتك يا بابا.


مسح على رأسها مبتسما:الله يسلمك يا حبيبة بابا.. مش بتذاكرى ليه؟


جنه:كنت بريح شويه وهدخل دلوقتي.


نظرت له وجدت علامات التعب باديه على وجهه تذكرت كم يتعب لأجلها هى وشقيقها.

شعرت بالحرج الشديد ودلفت لغرفتها سريعاً تتمتم:كفاية مرقعه.. كفاية مرقعه يا جنه وذاكرى خلى عندك دم.


لاح كريم على بالها لتفتح فيسبوك ثانيه تريد رؤية صفحته الشخصية.


وغضبت كثيرا حينما وجدته واضع صور له بجمع عائلى كبير والى جواره بنات خالاته وأقاربه.


اغلقت الهاتف وهى غاضبه تردد :اولع بيهم... انا الى غلطانه اصلا خليك مصدارلى عضلاتك شمال ويمين... ذاكرى يا حلوه.. ذاكرى وكفاية مرقعه... بطلة العالم في المرقعه وانتى ابوكى طالع عينه برا فى الشغل... ذاكرى.


فتحت الكتاب بقوه... ستذاكر حتى ولو غصباً.


_____________________________


صباح يوم جديد


كان شوكت يبحث عن ابنه فى كل الارجاء.

هنا وهناك ولكن لا أثر له... نادى على زوجته نهله بالتأكيد اى زوجه تعلم أين زوجها.


شوكت:سليمان فين يابنتى؟


نهله :مش عارفة والله ياعمى.

شوكت :مش عارفة إزاى.. انتى مش مراته؟فى واحدة ماتعرفش جوزها فين؟؟!


تنهدت نهله تشعر بنظرات غاده الشامته بها ثم قالت :انت عارف سليمان ياعمى... ماحدش بيعرف عنه غير الى عايز هو يعرفهولوا.. بقالنا كام سنه اهو متجوزين وهو نظامه كده ومش بيتغير.


تدخلت غاده تبتسم بشماته واضحه :لأ بس مالكيش حق ابدا يا نهله طب ده حتى المثل بيقولك جوزك على ما تعوديه... عندك مثلاً ماهر حبيبي كان كده بردو بس انا واحدة واحدة خليته يلين ويعرفنى كل حاجه عنه.


ضحكت بشماته اكبر تكمل :ههههههه امال ميس ايجيبت وبتاع مش المفروض بتتعلموا الحاجات دى.


وقفت نهله تقول بقوى:ايوه عندك حق مش اى حد يبقى ميس ايجيبت يا غاده ابسط حاجة يبقى عنده معلومات عامه الى من ضمنها ان كل معدن بيحتاج نار تشكله على حسب قوته يعنى مثلاً فى معدن يحتاج شويه شرار بسيط عشان يتعدل وفى بقا معدن بيحتاج نار فرن ياحبيبتي وكل ما المعدن احتاج قوه كل ما كان هو الاقوى والاشد.


سددت لها الضربه فى الصميم وتركتها وغادرت.


لتقف غاده امام شوكت تقول وهى تتميز من شدة الغيظ :هى قصدها ايه بالى قالته  ياعمى... قصدها إيه؟


وقف شوكت يضرب الأرض بعكازه:وكمان مش فاهمه.... بجد لايقه اوى على ماهر يابنتى.. اوعى من سكتى اوووعى.


غادر هو الاخر يبحث عن ابنه الذى اصبح غريب الاطوار بين عشية وضحاها ووقفت غاده تبحث عن ماهر كى تفرغ به طاقتها من تلك الإهانات التى يسددها لها الجميع.


فى مرأب السيارات تحت الارض.. تقدم شوكت بعدما اتصل بابنه كثيرا فقاده صوت رنين الهاتف حيث جراج السيارات الخاص بالبيت.


جلس سليمان على مقدمة إحدى السيارات مباشرة امام سيارته البيضاء والتى شوهتها تلك القصيره.


بين ثانيه والاخرى تحين منه ابتسامة سعيده ويتحسس الباب الذى نقشت عليه إسمها.


حيث كتب على الباب بأله حاده '' للذكرررررررى جنه محمود قنديل''


انتبه على يد والده التى وضعها على كتفه يسأله باستغراب:سليمان... فيك ايه.. وايه اللي مقعدك هنا.


حمحم سليمان يحاول الخروج من تلك الحاله السيطره عليه :احمم.. فى حاجة يابابا؟


نظر له شوكت نظره شموليه ثم قال :بقالى ساعه بدور عليك فى البيت كله وحتى مراتك مش عارفة انت فين... ايه اللي مقعدك هنا.


نظر بصدمه للسياره ثم قال:إيه ده... ايه الى عمل فى عربيتك كده وازاى ماشى بيها كده... انا هديها لحد يعملها لك.


هم ينادى على احد الخدم ولكن اوقفه سليمان بلهفه يمنعه وهو ينظر لاسمها المحفور على السياره بنظرات غير مفهومه مرددا :لا سيبهالى كده.


نظر له شوكت باستغراب... حال ابنه لا يعجبه... ليتحدث بشأن آخر اهم قائلاً :طب تعالى انت على المصنع النهاردة عايزين نشوف ايه حكايه العمال دول... في منهم رافع قواضى وفى الى طالب تعويض.


على الفور تحولت ملامح سليمان وعاد لشخصية الظالم المعهود بها.


ليضم قبضة يده على بعض قائلاً :تعويض ايه الى عايزين حد قالهم اننا بنفرق هنا... دول شوية حشرات افعصهم تحت رجلى.


ابتسم شوكت بفخر وثقه وهو يضع يده على كتف ابنه:تمام.... يالا بينا.


خرجا سويا ليذهبا للفطور وبعدها للمصنع.. لابد من وضع ضوابط صارمه لما يحدث.

_____________________________


وقف وسط العمال ببذلته الانيقه وطوله الفارع كعادته يضع يديه بيجوب بنطاله يطالع الكل بكبر. 


العمال فى اوج ثورتهم يصرخون بشكواهم ومطالبهم وهو على بروده وصمته ثابت. 


صرخ كبيرهم '' عطوه'' :يابيه يابيه احنا مننا ناس شغالين هنا من زمن الزمن.. معقول هترمى رجالتك. 


اخرج يد واحده من جيبه ينظر لاظافره بغرور ثم يعاود النظر له قائلاً بنفس البرود:لا مش برمى رجاله يا سطى عطوه.


تتفس عطوه الصعداؤ لكن مالبث وتجهم وجهه ثانيه وهو يسمع ذلك الظالم يكمل:بس كمان مش بفرق فلوس... والبشوات راحوا عملوا فينا احنا محاضر... طبعا هى لا هتقدم معانا ولا هتأخر وانت عارف... بس زعلتنى يا عطوه.... وانا زعلى وحش انت عارف. 


نظر عطوه أرضا... يعلم أن تلك المحاضر لن تفيد بأى شئ لذلك لم يفكر ان يلجئ إليها. 


ويعلم أيضا كم ان سليمان رجل ظالم فاخذ يردد:عارف يابيه. 


ثارت ثوره العمال من جديد وهم يرون ريسهم يتهاون امام رب العمل. 


ليصرخ سليمان بصوت حازم :الى هقولوا ده آخر كلام عندى فاسمعوه وركزوا فيه كويس اووى... مكافأت مافيش... اجازات  مافيش.. علاوات واحوافز بردو مافيش.. ساعات الشغل هتزيد بسبب العطله الى حضراتكوا عملتوها... عشان تبقوا تعملوا 

فينا محاضر اوى وعلى اخر الزمن اسم الظاهر يتقدم فيه شكاوى... ده اخر كلام عندى... الى يقعد هنا يشتغل زى الكلب والى مش عايز الباب يفوت جمل... يمشى واجيب بكره مكانه عشره بكفاءة اكبر وصحه اكتر.... العواطليه فى البلد مافيش اكتر منهم... وده اخر اخر اخرى. 


تركهم وغادر يضع نظارته السوداء على عينه غير مبالى لا لدعائهم ولا حسبنتهم عليه. 


طوال الطريق من المصنع للشركه وشوكت يمدح فيه بفخر... لقد اخرسهم جميعآ وادارهم بقبضه من حديد... على عكس ماهر والذى وقف يحاول التفاوض معهم فتمردوا. 


اما هو فقد فعل كل شئ حتى ينسى ولم يستطيع... حتى وهو يصرخ فى العمال كان يتهيئ له انه يراها بفستانها الاصفر وجديلتها البنيه الناعمه بينهم... تبا له ولها.  


قبض على رأسه بغضب يسب تحت انفاسه... يمنع نفسه بصعوبه عن الذهاب لرؤيتها الان. 


توقف بسيارته امام الشركه يجب نسيانها. 


خطى مع والده للداخل....اعماله ستنسيه كما فعلت دائما. 


كانت أعين تهانى تصاحبه طوال الوقت حتى اختفى داخل المصعد. 


هو الرجل الوحيد الذى يحرك بها كل شئ وتفقد عقلها امامه... لا تنكر انها تريد أموال وحياة بيت الظاهر لكنها أيضا تريد ذلك الرجل. 


فأمامها زياد والذى أصبح كالخاتم باصبعها لكن تبا لها... أنها تريده هو. 


اخدت نفس عميق.. نار الشوق تمكنت منها ولن تستطيع الصمت كثيرا. 


وقفت عن مقعدها وتقدمت تذهب حيث مكتبه. 


كان يجلس يغمض عينه يفصل عقله لدقائق ربما يعود لثباته الذى يشتته التفكير بتلك الصغيره. 


ليصك اسنانه بغيظ وهو يستمع لصوت مساعدته تخبره ان المدعوه تهانى تود رؤيته. 


دلفت له بعدما اعطى السكرتيرة الأذن تقف امامه تنظر له والإعجاب يفضح عينيها. 


تتأمله بوله... قميصه المشدود على صدره مفتوح اول ازراره.. بشرته الحنطيه ووجهه العريض.. شفتيه الغليظه وعيونه القاتله.. لحيه خفيفه تفقدها صوابها. 


زاد الأمر سوء وهو يقف امامها بطوله الفارع يضرب مقدمة المكتب بغضب:انتى رجلك هتاخد على هنا ولا إيه؟ انتى شكلك نسيتى نفسك. 


تقدمت منه تستدير خلف المكتب حتى وقفت امامه تنظر له برغبه واضحه:وحشتنى. 


مدت يدها تتحسس عضلات صدره لكنه نفض يدها عنه بسرعه يصرخ:انتى اتجننتى ولا هبت منك.... فوقى. 


حاولت الثبات فى وقفتها من بعد دفعته تلك تنظر داخل عنيه العاصفه تقول :مش بفوق ومش بتخرج من بالى... حتى فى عز ماكنت بتزعقلى قدام بيتى...نسيت كل حاجه ومش عارفة افكر غير فيك. 


رفع حاجب واحد يبتسم بثقه:بت... انا صابر عليكى عشان الهبل الى زرعتيه فى دماغ ابن اختى... يخرجك بس من دماغه وانا والله لاعرف ازاى اتصرف معاكى.... امشى غورى من قدامى وفى ظرف يومين تكون كل حاجه منتهيه وتشوفى سرفه البتاع الى فى بطنك ده... شوفيه ابن مين لانه حتى لو ابن زياد مش هنعترف بيه.... فاهمه. 


هدر الاخيره بغضب وهى ثابته امامه اوصل لتفكيرها شئ واحد... زياد هو بالفعل الحل والأمل الوحيد كى تظل قريبه من سليمان... طوال ما زياد متعلق بها طوال مالها عمر ووقت ببيت الظاهر. 


صرخ بها مجددا :انتى لسه واقفه عندك... امشى اطلعى برا. 


خرجت من عنده وهو استدار يضع يديه بخصره ينظر من نافذة مكتبه.


ما عاد يتحمل. 


خرج بسرعه مقررا انعاش قلبه برؤيتها. 


وقف بسيارته فى نفس المكان وهو يكتشف انه لا يعرف عنها أى شئ سوى اسمها.


سياره كبيره وفخمه من الصعب تواجدها فى تلك الحاره. 


توقف احد الشباب بجوار سيارته يدق له على النافذه:باااشا... أباشا. 


فتح زجاج السياره يرفع حاجب واحد قائلا باشمئزاز وكبر:نعم؟! 


الشاب:أمر أفخامه... شايفك واقف كده لا بتطلع ولا بتنزل زى الى راقم حد... لاغينى يابا لو فى اى حاجة. 


صمت سليمان ثم ابتسم يخرج بعض الأموال من جيبه يعطيها له قائلاً :طب اركب عايزك. 


سال لعاب الشاب وهو يرى تلك النقود يستدير يجلس لجواره فى سيارته وتحمله سليمان على مضض ولكن كله لأجل صغيرته يهون. 


بعد نصف ساعة كان يترجل من سيارته امام احد مراكز الدروس الخصوصيه بالمنطقه يبحث بعينه عنها. 


مرت اكثر من ربع ساعة حتى بدئ وفد من الفتيات والصبيه يخرجون. 


تهلل وجهه وخطفت انفاسه مجددا ينظر لها عاجز امام جمالها وسحرها عليه. 


كأنها تعويذه والقت عليه من حيث لا يدرى... تبا إنها تبتسم وتضحك لرفيقاتها


لو ظل طوال عمره يقف ينظر لها من بعيد فلن يكتفى ابدا منها. 


اليوم هى اجمل بكثير بذلك القميص الكاروه وبنطلونها الجينز البسيط مع حقيبه حمراء صغيره تحملها على كتفها وتصل لخصرها. 


كأن أحدهم وقع في الغرام.. انه لشرك كبير وها قد وقع به.


لن يكابر مع حاله كثيراً.. بل يقر ويعترف. 


لأول مرة يقع بالعشق.. وقع لتلك الفتاه ولا يوجد اى تفسير آخر.. بل لا يوجد حل. 


اقترب منها وقد توقف العالم من حوله واصبح متمركز بتلك الجميله. 


يناديها بصوت كله حب واحتياج :جنه. 


نظرت له هى ورفقاتها باستغراب تقول:نعم؟ حضرتك تعرفنى؟!


لكمه عنيفه سددت لقلبه هو طوال الليل ومنذ امس لا يفكر سوى بها وبالمقابل لقد نسته تماما ولا تتذكره حتى. 


لاول مره يتوتر.. ابتلع رمقه ثم قال :انتى مش فكرانى ياجنه؟ 


شهقت متذكره وهى تشير عليه بإحدى يديها وتضع الأخرى على فمها:الراجل اللي علمت علييييه. 


ضحكت صديقاتها وهو اتسعت عينه يردد وهو لايستطيع إخفاء ضحكته :علمتى عليا؟! 


حمحمت بحرج تسأل لما جاء الآن :ووو.. جاى ليه اوعى تكون جاى تاخد حقك من عيله صغيره زيى.. انت مخك كبير ومش هتعمل عقلك بعقلى مش كده. 


عندما يكن بحضرتها يبقى بحاله يرثى لها.. فقط العشق وخفقات قلب عاليه والجميع يختفى. 


ينظر لها باعجاب... جميله وناعمه.. كأنه لم يرى فتيات من قبل. 


الهواء يطير حول خصلاتها من حول عنقها واشعة الشمس مسلطه على بشرتها الحليبيه. 


عيون بنيه وشعر بنى.. لكنها قصيره بعض الشئ ولكن جمليه... جميله جدا... اكثر مايعجبه بها هو وجنتيها الممتلئه تلك.. يود قضمها كلما رآها. 


ايضا جسدها الممتلئ هذا.... يروقه كثيرا. 


طال الصمت وكأنه تلميذ بليد امامها حتى بدأت صديقاتها بالثرثره وهن ينظرن له مابين فضول واستغراب  و نميمه. 


وهى استاءت من الوضع كثيرا.. فتحدثت بسأم:طب إيه.. فى حاجة حضرتك؟ عايز حاجه؟ 


بدون تردد نطق بما يريد حقا :عايزك. 


جنه :نعم؟ 


سليمان :عايزك ياجنه. 


ضربت كف بآخر :لا حول ولا قوة الا بالله... مش كده حضرتك خالص يعني... انا عارفه انى غلطانه.. مش هنكر بردو ان جيت للحق انا زودتها... يعنى انت زعلت اخويا ماكنش لازم ابدا احكلك العربيه بس اهو اعتبرها عيل وغلط وانت شكلك راجل كُباره ومش هتزعل على عربيه زى دى. 


يستمع لثرثرتها بحب كبير وخاص لأول مرة. 

فاكملت هى بثقه:بص طالما جت فى الصاج ماتزعلش.. الى ييجى فى الريش بقشيش.. الفلوس بتروح وتيجى المهم الصحه. 


مازال تحت وطئة سحرها... ساحره وقادره على خطفه لبعيد... لفوق بساط على السحاب مبتعد عن اى شخص فقط هو وهى. 


لينقطع سحر اللحظه حين تحدثت صديقتها بملل:ايه بقا... خلصى معاه ورانا خروجه وكدزه. 


سليمان بتجهم:انتى رايحه فين. 


جنه:نعم... لا مؤاخذه فى السؤال يعنى بس وانت مالك. 


يحبها ولكنه سليمان الظالم وسيبقى. 

نظر لها بحاجب مرفوع:ايه وانت مالك دى... تعالى معايا. 


لم يترك لها فرصه إنما جذبها من ذراعها يتجه لسيارته. 


ذهبت صديقاتها خلفهم يهللون وهى أيضا كانت تستنجد بهن. 


الفتيات فى صوت واحد :ايييه.. انت مفكرها سايبه خد تعالى هنا سيب البت. 


استدار لهن يقول بحزم واعين لا تعبث أبدا :خطوه كمان وهتعصب وانا عصبيتى وحشه. 


مظهره مخيف جدا وغير قابل حتى للنقاش. 


فتحدثن بخوف:طب مع السلامه انتى ياجنه ياختى


اتسعت عينها تشقه وهو مازال يجرها خلفه وهى ترى صديقاتها يبتعدن فعلاً. 


وهو وضعها بالسياره واستدار سريعاً يتحرك بها. 


ظلت تصرخ وتصرخ به وهو فقط يقود باستمتاع رهيب. 


زاد صراخها فجذبها لاحضانه بيد واحده وهو مازال يقود قائلاً بتنهيده تعب وشوق:بس بقا تعبتينى. 


كانت عينها متسعه من وضعها فى احضانه هكذا وهو يضع يده على فمها. 


تصرخ من تحت يديه فقال :عايزانى اشيل ايدى؟ 


اماءت رأسها مرارا فقال :ولو صرختى تانى؟ 


نفت بشده فازاح يده عن فمها لتاخذ اخيرا انفاسها وهو مازال يضمها لاحضانه. 


وأخيراً جنه معه... باحضانه. 


بعد مده من القياده الصامته يستمتع بها داخل احضانه وهى فقط مرغمه. 


توقف امام مرسى كبير لمجموعه يخوت على ضفة النيل وترجل من السياره يسحبها معه. 


حاولت الهرب من بين يديه فقال :لأ عيب احنا اتفقنا على اييه.. يالا من غير ماتغلبينى معاكى. 


سارت معه تراه يخطو بها داخل ذلك المرسى ومن ثم الى يخت فخم وكبير. 


وهى ذائبه.. حتى عظمها ذاب من الرعب. 


الى اين ياخذها ولما... هل سيقتلها ثم يلقيها بالمياه وكل هذا لأجل سيارته. 


تقدم لداخل الكبينه يحرك اليخط وهى مازالت بيده من شدة الخوف توقفت حتى عن الاعتراض. 


استدار لها بعدما اطمئن انهم وأخيراً معا ولا مجال للهرب منه وهم بعرض النيل. 


سقط قلبه بقدميه وهو يجد كل جسدها حرفياً يهتز من الخوف. 


تنظر له مرعوبه... ولها كل الحق... سب تحت انفاسه مالذى فعله بها هذا. 


اقترب منها بلهفه :جنه مالك. 


صرخت برعب وقد سقطت دموعها كالشلال:والنبى خلاص انا اسفه.. اسفه والله غلطانه... شوف الترضيه الى تعجبك وهخلى بابا يدفعهالك بس والنبى رجعنى الله يخليك. 


تقدم اكثر يضمها لكنها ابتعدت برعب وهو يردد:جنه.. إيه الى بتقوليه ده؟!! 


جنه وهى تشهق وتبكى تفرك اصابعها ببعض رعبا:والنبى والنبى ماهعمل كده تانى والنبى ماترمينى فى الميا،طب طب بلاش عشانى... عشان خاطر اهلى.. هيزعلوا عليا اووى.. والنبى سبنى اروح بلاش ترمينى فى الميا. 


لم يعد يتحمل... سليمان الظالم والذى يحلو له دائما عذاب الآخرين لم يتحمل. 


اسرع بضمها له يغرسها داخل حنايا صدره يعتصرها داخله يهدئها:ايه الى بتقوليه ده... انا ماقدرش أذيكى.. انا بحبك يا جنه. 

صمتت تتسع عينها غير مصدقه ماسمعت من هذا المعتوه وعن اي حب يتحدث. 


لكنه أخذ يردد مجدداً وكأنه يقر بإصرار بائِس:بحبك ياجنه ومش عارف ابعد... وجيتلك عشان مش قادر ابعد خالص يا جنتى..


              الفصل الثالث من هنا 

    لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رواية مسك الليل كامله جميع الحلقات من الأول حتى الاخير بقلم هايدى الصعيدى

رواية غفران العاصى كامله جميع الحلقات من الأول حتى الاخير بقلم لولا

رواية مسك الليل الفصل الثاني عشر 12بقلم هايدى الصعيدى