
الفصل الثالث 3 الجزء الثاني
بقلم صفاء حسني
نظرت ملك له ببعض الخوف لكن رسمت القوة في عينيها.
"حقي على فكرة، هو طلعت ناوي تخطفني وتسجني، يعني لو كنت سألتك، كنت لاقيت نفسي في خبر كان." وضعت يدها على رقبتها كأنها تذبح نفسها بسكينة، وطلعت لسانها وكملت: "وممكن تقتلني عشان كده، لازم أفهم بتقول إيه."
ابتسم فهد واقترب منها، وهي تبعد وهو يقترب حتى وصلت للحائط. وضع يده على الحائط وهي بينهم، واقترب من أذنها وهمس فيها: "ياريت أقدر أخطفك بعيد عن البيت ده."
ضحكت ملك وانخفضت إلى الأسفل، ومن بين زراعته هربت وقالت: "لو عرفت تمسكني، تبقي تخطفين."
ابتسم فهد وقال: "يا خبر أسود، متجوز فار في البيت! إنتي خرجت إزاي من بين إيدي؟ تعالي هنا!"
ابتسمت ملك وجريت، وهو جري وراها وقال: "تعالي هنا يا زيردة! إنتي عارفة، عرفت أمسكك، ها أخطفك! اتفقنا ومفيش اعتراض."
هزت رأسها بابتسامة وأخرجت لسانها وقالت: "لو عرفت أو وصلت لي النهاردة، وجريت على الباب، فتحت الباب وهربت."
ابتسم فهد بحب وهمس: "أوصلك يا ملك روحي."
نزلت ملك وفضلت تدور على مكان تهرب فيه، ما يعرفش يوصل ليه. افتكرت مخزن الأكل اللي بيحطوا فيه الخضار والفواكه الطازجة واللحوم والأسماك والدواجن، عشان مش كل شوية يخرج ويروح السوق. نزلت واتجهت نحوه، كان فيه مخزن ومبرد لحفظ اللحوم والدواجن والأسماك.
دخلت ملك، وكانت أسماء متابعاها والغيرة هتموتها، فذهبت خلفها عشان تعرف رايحة فين. ولما شافتها دخلت المخزن، ابتسمت أسماء بنظرة خبث، وبعد ما دخلت، دخلت خلفها وسألتها: "إنتي بتعملي إيه هنا؟"
ارتبكت ملك وقالت: "أرتب المخزن عشان أشوف لو في حاجة ناقصة أو حاجة بايظة."
هزت رأسها أسماء بدون اقتناع وقالت: "براحتك، هدخل أجيب لحمة عشان أعمل أكل لحبيبي فهد."
ونظرت عيونهم تتحدث.
دخلت أسماء أخذت كيس لحمة، وسابت باب المبرد اللي بجوار المخزن مفتوح، ورفعت درجة الحرارة، وخرجت وأغلقت الباب.
كانت ملك ترتب الأشياء وتتحدث مع نفسها: "أنتي عارفة والله العظيم عنده حق، يخلص حبه ليك يا شيخة! بحسيك تقيلة على قلبي كده. ياه، المهم الحمدلله إني هربت منه وهو عمره ما يتوقع أني هنا."
لكن بعد قليل شعرت ببرودة في المكان.
❈-❈-❈
في الجهة الأخرى، كان فهد يبحث عن ملك.
استمر فهد يبحث عن ملك، وهي في وسط الطعام. بدأ كل جسمها يتجمد والتوابل وكل حاجة معزولة عن البرودة. بدأت تصقع، وشعرت ملك برعشة في جسمها ونامت على الأرض، وهي متجمدة مش قادرة تصرخ.
ما قطع الأمل فهد في إنه يلقي ملك، اتجه لمكتبه وفتح اللاب توب عشان يتتبع طريقها من خلال الكاميرات المخفية في المنزل. كان آخر طريق مشيت فيه كان اتجاه المخزن.
فابتسم وما بينه وبين نفسه قال: "كسبت الرهان وعرفت مكانك. فاكرة نفسك هتهربي من فهد عز الدين؟"
وذهب للمكان، شافته أسماء وحبت تلهيه عشان ما يروحش عندها لحد ما تموت من البرد، واتميلت بدلع.
"فهد حبيبي، الأكل جاهز."
نظر لها فهد باستحقار وسألها: "ملك هي اللي عملت الأكل؟"
هزت رأسها أسماء بالنفي: "من إمتى بتاكل من إيد ملك؟ طول عمرك بتاكل من إيدي!"
ابتسم فهد وقال: "كان زمان وجبرت أيام ما كنت مغفل وأفكر إني بحبك وملهوف عليكي، لكن أنا خلاص اتعافيت من حبك. ابعدي عن طريقي!"
رفضت أسماء تمشي وقالت: "مش هبعد يا فهد، أنا مراتك وهفضل مراتك وحبيبتك. أوعى تفهمني إن حب السنين يضيع في أيام أو سنين، أنا ملكك، أنا كلي ليك، أنا مراتك وحبيبتك."
نظر لها فهد نظرة مطولة ثم ابتسم وصفق: "حلو الفيلم ده وكمان كبولي. أنا كل ملكك بجد، شابوا. مكنتش أعرف إنك شاطرة في التمثيل. واضح تأثير ليلي مامتك حلو أوي، استمري، وهقدم ليك وليه في معهد التمثيل. لكن دلوقتي، روحى يا شاطرة، العبي، أنا سايبك هنا بس عشان تفضلي تحت عيني، إنتي وليلي. لكن قدامك فرصة واحدة، وأقسم بالله العظيم لأكون طردتك إنتي وهي. ومش يفرق معايا طفل ولا غيره."
ودفعها من أمامه واتجه نحو المخزن، ولقيه مغلق. فكر يرجع وقال: "أكيد خرجت، مش هتفضل جوه." ومشي خطوتين، لكن شعر ببعض الهواء كأن التكييف شغال. فتح الباب، وأنصدم لما شاف ملك واقعة على الأرض متجمدة وباب الثلاجة مفتوح، والدرجة مرتفعة، وظن إن المبرد باظ.
حملها على الفور وجرى بيها وهو ملهوف عليها، وبدأ يغطيها ببطاطين كتير ويدفيها في حضنه.
ثم اتصل بفارس وطلب منه يجي: "لو سمحت يا فارس، ممكن تيجي فورًا؟"
ابتسم فارس وقال: "أنا كنت جاي بالفعل عشان هبة عاوزة تشوف أسماء."
غضب فهد وقال: "تتحرق أسماء ولا جابوا أسماء، أنا خلص نفذ صبري منها!"
سأله فارس بحيرة: "ليه، إيه اللي حصل؟"
حكى فهد له باختصار.
انصدم فارس.
وبالفعل خلال نصف ساعة كان وصل، وأعطاها علاج.
ونامت ملك، لكن بعد ساعتين سخنت وحرارتها ارتفعت جدًا، وكان فهد متابعها.
انصدم وكان ملهوف عليها.
حملها ودخل بيها الحمام وفتح الدش عليهم وهي بين أحضانه عشان يخفض الحرارة، واستمر طول الليل يتابعها ويهتم بيها.
❈-❈-❈
صرخت ليلي في أسماء: "إنتي بجد مش بتفهم!"
اندهشت أسماء ورفعت صوتها: "مسمحلكيش تهيني فيَّ. وعلى فكرة، لو حبيت أخرجك، هخرجك وقت ما يجيني مزاج!"
نظرت لها ليلي بغيظ مكتوم: "يا حبيبتي، أفعالك هتخليني، أنا وإنتي، هنروح اللومان. مش هنطرد بس يعني لو لو شفتك وإنتي الغيرة عامية وشكيت إنك عملت مصيبة، وعشان أبعد الشك عنك، روحت قطعت سلك المكيف عشان يشكي إن التكييف باز، عشان لو اتحقق وشاف درجة حرارة الثلاجة متغيرة وباب الثلاجة مفتوحة، كان يشك فيك على طول. فهمتي يا مخ زينخ؟"
نظرت لها أسماء بامتنان وقالت: "أنا كنت هموت لما سمعتهم بيضحكوا ويهزروا، وقاعدة معاهما الاتنين في أوضة واحدة، وأنا متجاهلة. رغم إن عارفة مبرري، لكن هو عنيد وعارفة إنه بيعمل كده عشان يحرقني وينتقم مني مش أكتر."
ضحكت ليلي وقالت: "طب ما إنتي عارفة ليه بتغرق نفسك في المشاكل؟ اشتغلي في النقطة الصح وارفع قضية إنك مراته. لازم تكوني أسرع منه وتجبريه يتجوزك، مش تروحي تحاولي تقتلي ملك وتودي نفسك في داهية!"
انصدمت أسماء من تفكير أمها. لم تتخيل في يوم إنها ترفع قضية، لكن اقتنعت وقالت: "عندك حق يا أمي، مش عارفة أنا من غيرك كنت عملت إيه."
ضمتها ليلي بخبث ومسحت على شعرها وقالت: "أنا عارفة يا قلبي إنك بتعشقي فهد، وعندك استعداد تعملي أي حاجة، وإنك مش تخسري. لكن بلاش تهور!"
هزت رأسها أسماء بالموافقة.
❈-❈-❈
رحلة غامضة:
بعد أن استعادت ملك وعيها، قرر فهد اصطحابها إلى مكان هادئ للراحة. عندما فتحت عيونها، وجدت نفسها في مكان جميل، فهد يقف أمامها بابتسامة غامضة.
"أنا نجحت في الشرط لقيتك، فكدا اخطفك" قال فهد بلهجة مرحة.
نظرت له ملك وهي تكح، "أنت دايمًا بتخرج عن اللي اتفقنا عليه" قالت بعتاب.
اقترب منها فهد وسألها، "هو كان إيه اللي اتفقنا عليه؟ عشان مش فاكر".
شعرت ملك بتوتر وابتعدت عنه، "هه، اه، إن جوازنا على الورق بس، كان غرضك توقع والدتك واسماء وتخليهم يعترفوا بكل حاجة، والحمد لله تمت مهمتي، لكن لسه وعدك مش تم" قالت بجدية.
ضحك فهد وقال، "ما أنا عايز انفذ وعدي، وأعلمك الإيطالي عشان هنسافر إيطاليا عند أختي".
نظرت له ملك بصدمة، "أنت عندك أخت بجد؟ اسمها إيه؟ وشكلها حلو زيك؟" ثم تراجعت عن كلامها بسرعة، "أقصد..."
مسك فهد في كلمتها وقال، "يعني أنتِ شايفني حلو ووسيم؟ اه بقي، لي كتير مش بسمع كلمة وسيم منك" قال بابتسامة.
شهقت ملك وقالت، "هو أنا مقولتكش؟"
ضحك فهد، "قولتي إيه؟ هو في سر عندك؟"
هزت راسها ملك، "أنا كنت بضحك عليك، بثبتك يعني، لكن لما دخلنا في الجد واتفقنا إنك في مقام بابا، خلص الكلام" قالت بحزم.
ضحك فهد ومسكها من يدها، "وفي بنت محترمة تقول لـ بابا لا يصح الكلام ده؟ يلا جهزي نفسك، هوديكي مكان عمرك ما شوفتيه" قال بمرح.
ابتسمت ملك، "اوعى تكون هتسافرنا عند أختك عشان تستلم الشركة ونفسخ العقد ده ونرتاح وننطلق" قالت بلهجة ساخرة.
نظر لها فهد بغيظ، "تنطلقي مرة واحدة؟ عايزة تروحي فين؟ إيه حلمك؟"
ابتسمت ملك، "نفسي أجر شقة كدا، أو أشتري شقة وأقدم في ثانوي عامة وأذاكر، ومفيش مانع أشتغل، رغم عمي كان قال إن لي فلوس تكفيني فترة التعليم، نفسي أدخل طب، أو حتى تمريض وأكون كبيرة الممرضات" قالت بحماس.
ابتسم فهد وهز رأسه بالنفي، "لا، أنا اتفقت معاكي، هاتغيري حلمك وهنسافر إيطاليا وهتكمل تعليمك هناك عشان أنتِ هتكوني زوجتي، يلا بقي عشان هنتأخر" قال بجدية.
نظرت له ملك وسألته، "أنت ليه عايز تمشيني من هنا؟ أنت شاكك إن اللي حصل معايا بفعل فاعل زي الحريق صح؟"
بلع ريقه فهد وحاول يهرب من الحديث، "أنتِ ليه رغاية؟ يلا يا بنتي اسمعي الكلام" قال بضجر.
هزت راسها ملك وسألته، "أنت عايز تهرب من اسماء ولا تحرق اسماء عشان خروجنا مع بعض قدامها يحرقها؟ أنت عايز تعاقبها عشان فكرت تأذيني، لكن اللي أنت مش عارفه، وجودي معاك هو الأذى، سبني بالله عليك أكمل حياتي بدون مشاكل أو عقد" قالت بصدق.
هز رأسه فهد طالبنا منها ان تستمعى ليه وانا تقتنع بحديثه:
"طيب اسمعي كلامي وتعالي معايا، وأنا هنفذ لك اللي أنتِ عايزاه" قال بلهجة هادئة.
هزت راسها ملك بـ استسلام، ودخلت الحمام ولبست ملابسها وجهزت حقيبة سفر صغيرة.
في نفس الوقت، كان فهد أيضًا جهز نفسه وطلب من السواق يجهز، وبالفعل خرجوا تحت عيون اسماء اللي كانت بتتحرق وهتجنن، مفيش مرة حاولت تتخلص منها إلا ترجع تاني قطة بسبع ارواح.
خرج فهد هو وملك وركبوا السيارة، أخدها بعيد عن أسماء لحتى ما تستطيع تقف على رجلها، لأنه حاسس إنه إيده متربطة من ناحية الطفل اللي حامل فيه، ومن الناحية التانية غلها وحقدها ممكن يخليها تتهور وهو مش محتاج أي شوشرة أو قضية هتاثر على مستقبله، وقفت السيارة أمام منزل عائم على نهر النيل، دورين من الأمام نهر النيل ومن الخلف زهور وورود.
نبهرت ملك لما شافت المكان، دخلت المنزل ودخلت جري على البلكونة اللي كلها من الخشب لونه سماوي.
وأيضًا الدهان لونه سماوي يريح الأعصاب والروح.
كان كل واحد فيهم له غرفة، كان متفق مع مطعم يحضر الطعام، وبدأ يعلمها اللغة الإيطالية.
"شوفي يا ست البنات، أنتِ لازم تتعلمي إيطالي عشان لما نسافر ونقدم لك في مدرسة هناك تكوني عندك خلفية وتعرفي تتعاملي، أنا هديك بعض الأساسيات" قال فهد بلهجة مرحة.
وبدأ يشرح لها بعض الكلمات بطريقة مضحكة.
ابتسم وقال، "يعني كلمة بحبك، Ti amo" قال بابتسامة.
ضحكت ملك وانحرجت، "الكلمة دي أقولها لمين بقي؟" قالت بخجل.
وقف فهد بثقة وضحك، "لو حبيت تقوليها لي مثلا" قال بابتسامة.
غيرت الكلام ملك وسألته، "طيب لو حبيت أطلب مساعدة أقول إيه؟"
ضحك فهد، "متخليني في الكلمة دي الأول عشان التانية كبيرة وصعبة" قال بمرح.
هزت راسها ملك بالرفض، "عشان خطري، عايزة أتعلم كل حاجة" قالت بحماس.
هز رأسه فهد، "طيب يا ستي، قولي ورايا بالراحة" وبدأ ينطق لها الكلمة، "Ho bisogno di aiuto"
وأعطاها كلمات أولية مثل:
- غرفة نوم: Camere da letto
- حمام: bagno
استمر يومين يجهز ملك، لكن قطع الوقت الجميل بـ اتصال من محامي، أبلغه إن اسماء رفعت قضية تثبت إنها زوجته.
انصدم فهد بضيق، متصورش إنها هتشتغل بالسرعة دي.
لما عرفت ملك، هزت راسها بالموافقة وقالت، "ياريت فعلا نرجع" قالت بأسف.
هز رأسه بـ قلة حيلة ورجع يوم الخميس وطلب منها تنام في غرفته عشان مش بيكون مطمن عليها في مكان تاني، وبالفعل رجعوا بليل، وحدثت مواقف مضحكة ما بينهم.
مواجهة جديدة:
كان فهد سعيد جدًا إن حبيبته بتعرف تتصرف وقال، "اوعى تتهوري يا ملك، ماشي يا حبيبتي، سيب بس التليفون مفتوح عشان أعرف أوصلك" قال بقلق.
هزت راسها ملك وكأنه شايفها وقالت، "ليه طيب؟ أنت مستقل بي، أنا أقدر" قالت بجرأة.
سمعت صوت الرجال رجعوا وبيسألوا عن البنات، وشوشوة وقالت، "طيب أنا أقفل معاك بس تعال بسرعة، والحمد لله إنى اتعلمت إيطالي، عرفت أفهم كلام أختك" قالت بابتسامة.
ابتسم فهد، "أرجوكي ماتسبهاش، وطمنيه، أنا عارف إنك قوية، وسيب التليفون مفتوح، عايز أسمع كلامهم وأفهم مين وراهم" قال بقلق.
هزت راسها.
وبالفعل رجعت التليفون في وسط ملابسها.
دق الرجل جامد.
فتحت ملك الباب.
"إيه يا أخينا بزمتك هنعرف نهرب إزاي؟ وأنت رابط رجلين، حتى لو فكتهم أكيد جايبينا في حتة مقطوعة" قالت بقلق.
أحدهم نظر لهم ثم أخذهم وعاد بيهم على الكراسي وربط رجلهم.
وبدأ الرجال يتحدثون إن لم يتم خروجهم إلا لما يتم زواج فهد من اسماء، ومنتظرين التعليمات.
خطر جديد:
طلب فهد من الناس اللي معه يتبعوا تليفون ملك ويحددوا المكان، وبالفعل عرفوا إنه في المقطم.
في نفس الوقت، فكرت اسماء إنها تروح وتخلص على ملك عشان وجود ملك خطر على حياتها.
وطلبت من شاب معهم زجاج مولوتوف من الشباب اللي واقفين إنهم يرموا في المكان ده، وهي هتدفع لهم فلوس، وأخدتهم وذهبت على المكان.
وعندما وصلت، رموا كل زجاجة في مكان، وقررت تنقذ أخت فهد وتسيب ملك.
وطلبت من الرجال يفصلوهم عن بعض، ووجود ملك مع الفتاة خطأ.
وبالفعل تم سحبها، وملك تصرخ، "انتم واخدينها فين؟ سيبوها بالله عليكم!"
لكن لا أحد يستجيب.
وبالفعل تم أخذها إلى مكان آخر.
وطلبت اسماء يبعدو عن المكان لأنها هترمى مولوتوف.
كان فهد عرف يحدد مكان ملك، وفجأة عندما وصل كان تم القاء الشباب المولوتوف واشتعلت النار في كل مكان، عندما رأى فهد المشهد انصدم ودخل وسط النار لينقذ ملك.
كشف أسرار:
كان فهد في السيارة منتظر تحديد المكان، جاء له اتصال فرفع الهاتف ورد.
"في حاجة جديدة وصلت للمكان، واتصلت بالشرطة" قال المتصل بلهفة.
تنهد المتصل وقال، "في مفاجأة عرفتها وأنا بحقق في قضية موت أهل ملك" قال بجدية.
استغرب فهد وقال، "مش وقته يا ابني، المهم ننقذ ملك" قال بقلق.
رفض المتصل ينهي الحديث وطلب منه يسمعه، "اسمعني الأول قبل ما تقفل، أنا بعتلك رسالة على الواتس، افتحها وأنت معايا، وهت فهم أقصد إيه" قال بجدية.
نفخ فهد وهو مستغرب أسراره وقال، "حاضر، لكن أقسم بالله لو طلعت حاجة تافهة وعطلتني، لحسبك" قال بضيق.
وفتح الواتس وهو معه راء صورة لشخص وزوجته وابنته.
في الأول لم ينتبه وسأله، "مالهم اللي في الصورة؟"
بلع ريقه المتصل وقال، "حضرتك مشفتش الأشخاص اللي في الصورة دي ولا مرة، ضروري حضرتك تقول" قال بجدية.
دقق النظر عليهم فهد وكبر الصورة، وهنا انصدم وقال، "ده صورة المحامي اللي كان بابا بيثق فيه، واللي جانبه دول مراته وبنته اللي ماتوا في الحادثة، لكن إيه علاقتهم بأهل ملك؟" قال بذهول.
سأله مرة أخرى، "حضرتك متأكد من المعلومة دي؟"
هز راسه فهد وهو متأكد وقال، "طبعًا، أنا عمري ما أنسى آخر يوم قضيته مع والدي، كان أهم يوم وأصعب يوم في حياتي" قال بأسف.
وتذكر كل حاجة حصلت معه.
فلاش باك:
اتجه فهد إلى غرفة عز وهو يعكسه لكى يدخل في حديث اسماء وقال، "عز باشا، كنت عايز أتكلم معاك شوية" قال بجدية.
ابتسم عز وقال، "حقك طبعًا، أنت خلاص اتخرجت من الشرطة بجدارة وهتروح تستلم أول يوم في شغلك النهارده، لكن مستغرب ليه اختارت البلد دي بالتحديد، في سر وراها" قال بفضول.
ابتسم فهد بلع ريقه وقال، "فعلاً في سر، دي البلد اللي فيها أسماء" قال بجدية.
"وما دام أمي رافضة اتجوزها وكمان بعدتها عني، يبقي الأحسن أكون جانبها" قال بأسف.
انصدم عز وسأله، "أنت ليه مصمم على البت دي رغم ولدتك مانعة الموضوع؟" قال بقلق.
تنهد فهد وقال، "بحبها يا عز باشا، هو انتم ليه محرمين الحب؟ وليه نظرتكم للحب مستوى وطبقي؟" قال بأسف.
استغرب عز حديث فهد وأسراره وخاف لـ يتجوزها من وراهم لو الكل وقف ضده وقال، "طيب يا باشا فهد، عايز أشوفها، وأنت عارف إن نظرتي في الناس مش بتخيب، يبقي أجي معاك تستلم شغلك وبعد كده نعدي عليها، وبالمرة أقابل واحد بس فين البلد؟" قال بفضول.
نطق فهد اسم البلد.
ابتسم عز وقال، "سبحان الله، هقابل واحد في بلد جانبها، روح نفذ المأمورية وتستلم وظيفتك وبعد كده اروح معاك عند سمسم بتاعتك، لو عجبتني هوافق على نقلك" قال بابتسامة.
ابتسم فهد بفرحة وحرك يده، "Yes yes، أنت أحل باشا في الداخلية كلها، ياريت أمي تاخد شوية من حنيتك، أكيد لو عجبتك كل حاجة يكون تمام يا فندم" قال بفرحة.
ابتسم الأب وقال، "طيب أجهز قبل ما تشوفنا وتعلقنا أنا وأنت" قال بابتسامة.
وبالفعل جهز نفسه ولبس ملابس الشرطة وأخد ورقه وركبوا السيارة، وهما في الطريق سأله فهد وقال، "عندي سؤال محيرني" قال بفضول.
ابتسم الأب وقال، "قول يا فهد باشا" قال بابتسامة.
ابتسم فهد وقال، "باشا إيه؟ أنا جانبك لسه تلميذ" قال بمرح.
ضحك الأب بصوت عالي وقال، "اوكي، نسيمك الباشا تلميذ" قال بمرح.
ابتسم فهد وقال، "ازاي أنت وماما اتجوزتوا في اختلاف جدًا ما بينكم؟ بحس إن مشاعرها جامدة، مش بتعرف الحب أو تحسه، حتى لسه من قريب حتى أختي الكبيرة فصلها عني وسايبها في مدرسة داخلية وبعد كده سافرتها تدرس في جامعة تاني بدل ما تعيش معانا" قال بأسف.
تنهدت الأب وقال، "عشان أمك اتعرضت لـ أبشع ظلم أي بنت تتعرض له، ومن وقتها قلبها أصبح حجر، هي بتحب بنتها لكن بتفكرها باللي حصل معها، وعشان كده سايبها هناك" قال بأسف.
انصدم فهد وسأله، "ازاي اتظلمت؟ ومن مين؟" قال بفضول....