رواية خطوبة بعقد إيجار الفصل التاسع 9 بقلم صابرين شعبان


رواية خطوبة بعقد إيجار
الفصل التاسع 9
بقلم صابرين شعبان

طرقت أم حمزة الباب في إنتظار الإذن بالدخول نهضت هدية من على الفراش لتفتح الباب قلقه خشية أن يكون عامر في الخارج فهى لا تعلم ماذا تقول له أو كيف تتعامل معه بعد معرفته بما تخفي فتحت الباب وجدت سيدة التي أعدت الطعام كانت في حوالي الخمسين من العمر ملابسها محتشمة و ترتدي حجاب طويل يداري نصف جسدها العلوي و ملامحها بشوشة تبعث الإرتياح في النفس و الإطمئنان قالت مبتسمة ..« آنستي لقد أرسلني السيد شهاب لأعطيكي هذه الأشياء » 
مدت يدها بعدد من الأكياس مؤكد تحتوي على كل ما تحتاجه للمكوث هنا وضعتها على الفراش دون أن تنظر بداخلها و هى تشكر السيدة قائلة بهدوء ..« تفضلي بالدخول إسمي هدية أرجو أن تدعوني به لا أحب أن يدعوني أحدا بأنستي أو سيدتي أو هكذا ألقاب و أنت بما أدعوكي »
أبتسمت السيدة براحة لهذه الصغيرة طيبة القلب فقالت ..« نادرة هذا إسمي أو أم حمزة إذ أحببتي »
سألتها هدية بمرح ..« و ماذا عن خالتي هل تمانعين »
أبتسمت نادرة بحنان ..« لا حبيبتي لا أمانع بل هو رائع أن تدعوني هكذا »
أمسكت هدية يدها تجلسها على الفراش قائلة بمرح ..« هيا فلننظر ماذا أحضر لي عمي شهاب من ملابس » فتحت الأكياس تخرج ما بداخلها و هى تعرضها على نادرة « ما رأيك بهذا هل يليق بي »
أبتسمت نادرة فهى تبدو كطفلة صغيرة أحضرت ملابس جديدة إحتفالا بالعيد ..« جميل جداً لا بل هو رائع »
ظلت هدية تستعرض أمامها كل شئ و هما تتحدثان بمرح و كأنهم يعرفان بعضهما منذ زمن طويل و ليس من دقائق قالت نادرة ..
« ألم تشعري بالجوع بعد لقد قرب وقت العشاء ..» 
هزت رأسها نافية ..« لا أنا لا أتناول العشاء و أخي سيف مسافرا أكتفي بالإفطار و الغداء فقط و لكنه حين يعود يقف فوق رأسي كالصقر لوجبة العشاء و لا أعلم لم لا يقتنع أني لا أحب تناول الطعام ليلا و لذلك لا أجادله الآن حتى لا يسمعني محاضرة من محاضراته »
أجابت نادرة ..« حبيبتي أنت مازلت صغيرة و تحتاجين لكل وجبات الغذاء حتى ينمو جسدك جيداً فلا تضيعي فرصك في بناء جسدك في فترة نموه »
رفعت هدية يديها مستسلمة بمرح فجعلت نادرة تضحك على حركتها تلك قائلة ..« حسنا لقد فهمت أنت مثله تماما هذا ما كنت احادثك عنه و لكن فقط لا تجبريني على تناول الطعام الدسم حتى لا أصاب بالكوابيس أتفقنا»
أبتسمت نادرة ..« حسنا سأجلب لك مما أعده لعامر فهو أيضاً لا يتناول طعاما دسما على العشاء أما السيد شهاب فهو له طعام معين بأمر من طبيبه »
أحمر وجهها عند ذكر عامر فأخفضت رأسها متحججه بجمع ملابسها عن الفراش فنهضت نادرة مبتسمة و هى تقول ..« هيا بدلي ملابسك بشئ جميل من هذا و أخرجي و أنا سأذهب لأعد الطعام حسنا »
هزت رأسها موافقة بصمت و هى ترى نادرة تخرج و تغلق الباب خلفها 

كانت ترتدي ثوب طويل أخضر و حذاء منخفض و تمسك بحقيبتها تتجه للباب بعد أن أبلغت الخالة نادرة بخروجها لتبلغ عمها شهاب إذا سأل عنها مدت يدها تقبض على مقبض الباب لتفتحه عندما سمعت صوت شهاب السأل بتعجب ..« هدية عزيزتي إلى أين أنت ذاهبه هل ستذهبين للمعهد اليوم »
التفتت هدية تنظر إليه بقلق فهى قد أخذت موعدا مع الطبيب و اليوم كانت ستذهب لأولى جلساتها لم ترد أخباره أو أخبار أحد فتشت في عقلها قليلاً فلم تعرف بما تجيبه أنتظر ردها الذي طال فقلق تنهد بهدوء و هو يحسها على الدخول معه لغرفة الجلوس ..« تعالي عزيزتي أريد الحديث معك قليلاً » 
جلست على الأريكة فجلس بجوارها يمسك بيدها ليطمئنها ..
« عزيزتي أنا فقط أريدك أن تكوني سعيدة إذا كان المكوث معنا هنا شاق عليك حسنا أنا سأعيدك اليوم لمنزلك بنفسي و سأتي كل يوم للإطمئنان عليك لحين عودة سيف من السفر »
أجابته هدية بهدوء ..« لا عمي أنا بخير هنا و لا أحد يضايقني أما إذا كنت تريد رجوعي للمنزل فلا مانع لدي »
عقد شهاب حاجبيه بغضب و أمسك وجنتها يضغط عليها بإصبعيه معاقبا .. « أنا لن أعاقبك على حديثك هذا الآن و لكن حين تأتين لبيتي عروس لابني حينها سأتصرف معك و الآن أريد أن أعرف إلى أين كنت ذاهبه بدون إخباري حتى لا أقلق عليك »
تنهدت بإستسلام فلا مفر من إخباره قالت متردده ..« أنا ذاهبه لرؤية طبيب »
سألها بهدوء مع بعض القلق ..« طبيب لماذا هل أنت مريضة »
صمتت فأومأ برأسه متفهما و قال بعتاب ..« وحدك بدون إخباري أو إخبار عامر أو حتى إنتظار عودة سيف » 
قالت بيأس ..« نعم عمي لا أريد إخبار عامر و لا أريد إنتظار عودة سيف أو حتى إخبارك أنت أيضاً أريد تخطي الأمر وحدي بإرادتي لا أريد شفقه من أحد على حالي أنا ...» صمتت قليلاً تستجمع هدوئها و عيناها تلمع بالدمع فلم تنجح فقالت يأسه ..« أنا تعبت عمي تعبت حقا لا أعلم لم أنا هكذا بعد مرور كل هذا الوقت على الحادث أنا أريد أن أبرء أبي حقا أريد أن أبرء »
شعر شهاب بالحنان فهى قالت أبي فقط عند شعورها بالإحتياج لأب يدعمها و حضن يحتويها بحبه وحنان أبوته هى تدعي أنها لا تحتاج أحد و تريد أن تجتاز الأمر وحدها و لكنها في أمس الحاجة إلى داعم يحبها و يهتم بها و يطمئنها أن كل شئ سيكون بخير لما لا تلجأ إلى عامر ؟؟ فهو خطيبها و قريبًا سيتزوجان و لكنه يشعر أن هذان الإثنان بينهما لغز و سر لا يريدان لأحد معرفته .. أقترب يسند رأسها على كتفه مطمئنا و مهدئا ..« كفى حبيبتي أنت ستكونين بخير أنا أعدك فقط أسمحي لي بمساعدتك يا ابنتي و الوقوف بجانبك و سنجتاز الأمر معا صدقيني .. إذا لم تريدي إخبار سيف و عامر أنا أعدك أن أحدا منهم لن لن يعلم فقط ثقي بي هدية ثقي بي »
هزت رأسها موافقة ..« حسنا أبي أنا أثق بك فعلا فأنت تعاملني كأبي رحمه الله » 
أبتسم شهاب قائلاً ..« حسنا هيا بنا لنذهب معا »
ذهبت معه إلى الطبيب و بعد أن جلست بعض الوقت يتحدث معها في كل شئ إلا ما يسبب لها القلق طلب منها أن تنتظر في الخارج قليلاً ريثما يتحدث مع شهاب قليلاً و بعد خروجه أخبرنا أنه سيكون لها موعد في الأسبوع المقبل أطمئنت قليلاً أن موعد عذابها سيتأجل للأسبوع القادم فلم تمانع مرت ثلاث أيام و لم ترى عامر كثيرا مما أشعرها بالارتياح كانت تجلس مع شهاب كل يوم بعد العشاء للحديث مطولا في كل شئ و أي شيء و تذهب للمعهد صباحاً شعرت بالراحة لإبتعاد عامر وجاء موعدها مع الطبيب ذهبت مع شهاب الذي جلس ينتظرها في الخارج فالطبيب أخبره حين حادثه و أستفسر عن بعض الأشياء التي تخص هدية قرر أنه لن يفعل ما تتوقعه منه و أنه لن يحادثها فيما يؤرقها إلا إذا تحدثت هى أولا و فقط تطمئن و تهدء و ترتاح للتعامل معه ستقول كل ما يتعبها و يقلقها فكانت جلستها تمر بخير بدون أن تتوتر أو تقلق قرب موعد عودة سيف فشعرت بالراحة لقربها العودة لمنزلها فهى فقط تريد الإبتعاد عن محيطه لتشعر ببعض الأمان و كلما تقربت من شهاب شعرت بالذنب أكثر لكذبها عليه و على سيف 
جلس عامر بجوارها بعد عودته من عمله كانت تشاهد التلفاز كما تعودت و شهاب يتصفح الجريدة كالعادة ينظر إليهم ببعض المكر من خلف زجاج نظارته الطبيه قال عامر بأمر أكثر منه طلب ..« لدي حفل اليوم و أريدك معي هديتي »
أحتقن وجهها و هو ينعتها بهديته أمام والده ياله من وقح ..قالت ببرود « و لكني لا أريد الخروج فأنا أشعر بالتعب قليلاً »
ظن عامر أنها تتهرب من الخروج معه فقط لخشيتها من ركوب السيارة فقال أمرا ..« أسف حبيبتي بل ستأتين فهذا حفل هام و لا أستطيع التملص منه أو الظهور وحدي و أطمئني سنذهب سيرا فهو ليس بعيداً قليلاً فقط عشرون كيلو متر » 
غضبت كثيرا فهذا الوغد يسخر منها فقالت ببرود ..« حسنا ليس لدي مانع للذهاب و لا مانع أيضاً من أستقلال السيارة فهذا شئ غير هام بالنسبة لي »
كانت تريد أن تظهر أمامه قوية فأبتسم بمرح لجرائتها فهذا هو المطلوب منها لتشفى مواجهة خوفها ..« حسنا هديتي أستعدي في الثامنة و إذا كنتي فتاة مطيعة سأجلب لك علبة كبيرة من الشوكولا مكافأة »
نهض تاركا إياها تغلي فأطفأت التلفاز بحنق و ألقت بجهاز التحكم بعنف على المقعد المقابل فضحك شهاب و هو يرى غضبها فقالت بغيظ ..
« كفى أبي و إلا غضبت منك أنت أيضاً »
كتم شهاب ضحكته و نظر لساعة يده بإشارة وجدها السابعة فقال ..
« هيا أذهبي لتستعدي أريد ابنتي تخطف الأنظار اليوم »
نظرت إليه بخجل فنهرها ..« هيا يا فتاة أذهبي »
فأبتسمت بمرح و تسرع لتذهب لغرفتها ..
خرجت من الغرفة ذاهبه لغرفة الجلوس لتنتظر عامر فوجدته قد أستعد هو الآخر يجلس يتحدث مع والده لحين إنتهائها رفع رأسه فأتسعت عينيه بدهشة تحت نظرات شهاب الماكره المرحه كانت ترتدي ثوب عامر الأحمر الذي أرسله مع حازم من قبل طويل بأكمام شفافه و فتحة صدر واسعه تظهر عنقها و جزء من صدرها ترتدي حذاء بكعب عال أحمر يظهر أصابع قدمها المطلية تصفف شعرها للخلف لتظهر ملامح وجهها الصغير برموشها السوداء و حمرة شفتيها الصارخة عقد عامر حاجبيه بغضب بعد أن تفحصها من رأسها لأصابع قدميها الصغيرة و أشتد غضبه و هو يرى عري ذراعيها و صدرها فقال حانقا ..« ما هذا الذي ترتدينه هدية »
عقدت حاجبيها بتعجب ساخر فهذا هو الثوب الذي أرسله لها من قبل ألم يره أم نسى ماذا جلب لها و للحقيقة هى أرتدته متعمدة لتثير غضبه ليس إلا قالت بهدوء لتستفزه أكثر ..« ماذا عامر هذا الثوب الذي جلبته لي هل نسيت أم جعلت أحدا أخر يختاره بدلاً عنك »
أتسعت عينيه و ظهر على وجهه علامات التفكير متذكرا من أين أتت به بحق الله ألم يكن في منزلها متى أحضرته قال بضيق ..« أين يكن هدية أنت لن تأتي معي هكذا ألم تتعلمي شئ من خطبتنا أني أعترض على إظهار جسدك هكذا للعامة أنسه هدية فهمى فأنت خطيبتي أنا و أنا لا أسمح لأحد بالتطلع لما يخصني »
تدخل شهاب ليهدء الوضع بينهم قليلاً ..« ما بها هدية عامر فهى تبدو خلابه بني حتما ستخطف الأنظار اليوم »
فأشار عامر إليها بغيظ ..« و هذا ما أتحدث عنه أبي هى ستجعل الرجال ينظرون إليها بهذا الثوب الذي ترتديه و يظهر أكثر مما يخفي »
تنهدت هدية بضيق ..« ما الأمر هل تريدني معك أم لا أخبرني »
أشار بيده يصرفها قائلاً بغيظ ..« أذهبي هدية أمامك فقط خمس دقائق لتبدلي هذا الثوب و الخروج هيا أسرعي »
أستدارت غاضبه و هى تسبه ناعته إياه بالمغرور المتكبر مما جعل شهاب ينفجر ضحكا و عامر ينظر إليه بحنق جلس يزفر بضيق في إنتظار خروجها و بعد ثلاث دقائق فقط خرجت و هى ترتدي ثوب ياباني قصير مقفل و بدون أكمام و مزين بصف من الأزرار ملتصقة ببعضها من الرقبه حتى الخصر كان قماشه من الساتان الامع مزين بزهور كبيرة حمراء مما سهل لها عدم تبديل زينتها أو حذائها نظر لساقيها السمراء و ذراعيها فهم أن يتحدث فقالت و هى ترفع أصبعها في وجهه ..« أقسم أن تحدثت و قولت شئ سأذهب و أرتدي منامتي و أدخل فراشي لأنام و سأدعك ترطم رأسك في الحائط عامر هل سمعت»
كتم غيظه و هو يشير لها للخروج فأتجهت للباب بحنق تحت نظرات شهاب المرحه الذي ما أن خرجا حتى أنفجر ضاحكا و هو يقول ..« يا إلهي يالها من فتاة أنها حقا ستعيد تقويمك يا عامر لأول مرة أجد من يصمتك أخيراً ...

وقفت أمام السيارة تنتظر أن يفتح لها الباب أستقل السيارة و فتح لها الباب الآخر فجلست و هى تتنفس بعمق و بهدوء و هو يدير السيارة و ينطلق بمراعاة هذه المرة كانت تزم شفتيها تعد من واحد لعشرة حتى تهدأ نظر إليها كانت تضم يديها الاثنتين على قدميها تجلس جامدة مد يده ليمسك بيدها يضغطها مطمئنا فالتفتت إليه كان ينظر إلى الطريق أمامه الخالي من السيارات التفت إليها ليراها تتنفس بهدوء فعلم أنها لم تعد قلقه و قد هدئت رفع يدها لفمه يقبلها فأحمر وجهها و هى تعاتبه ..« عامر لا تفعل ذلك مرة أخرى حتى لا أغضب منك »
قال بخفوت ..« أفعل ماذا هديتي»
سحبت يدها من يده و هى تغمغم ..« هذا عامر لم يكن هذا أتفاقنا »
تنهد بضيق فهو يريد فقط أن يشعر بقربها منه فقط بلمس يدها هل هذا كثير قال طالبا برجاء ..« ما رأيك اليوم نتصرف كأننا خطيبين حقيقيين هديتي أنسي ما أتفقنا عليه من قبل فقط تذكري شئ واحد اليوم هو أنك خطيبتي حبيبتي هديتي أتفقنا » 
أحمر وجهها صامته هل حقاً يريد أن تكون خطيبته الحقيقية اليوم لماذا في ماذا يفكر يا ترى هذا الرجل صعب الفهم حقا تاره يستمر بتذكيرها بصفقتهم الغبية و تاره أخرى يطلب منها نسيانها أومأت برأسها ..« حسنا عامر اليوم فقط »
وصلا للحفل كان في فيلا كبيرة كانت حديقتها مزينه بالمصابيح الملونه و قد أنتشرت الطاولات في الحديقة كان الحضور من رجال الأعمال و الصحافة و بعض الشخصيات الهامة مما جعلها تتوتر تشعر ببعض القلق فضم خصرها يقربها إليه و رجل يتقدم منهم مرحباً ..« سيد عامر أسعدني حضورك »
أبتسم عامر بتكلف ..« شكراً لك سيد شاكر أنا الأسعد بالحضور لحفلك »
نظر لهدية معرفا و هو يقربها منه قليلاً ..« هدية خطيبتي »
ثم أكمل التعارف ..« هديتي هذا السيد شاكر عبد الحميد شريكي ستنضم شركته لشركتنا قريبًا »
أومات برأسها مرحبه و شاكر يمد يده ليصافحها ترددت قليلاً ثم مدت يدها فأخذها شاكر يقبض عليها بقوة مرحباً ثم رفعها لفمه يقبلها فأمسك بها عامر قبل أن تصل يدها لفمه و قال مبتسما بغيرة ..« أسف يا صديقي فهدية لا تحب ذلك و أنا أيضاً »
أبتسم شاكر بتفهم مرح ..« حسنا عامر فهى حقا تستحق غيرتك يا رجل ..مبارك لك أنستي أعتذر عن عدم حضور خطبتكم فلم أكن في البلاد وقتها هيا تفضلا بالجلوس لحين أرحب بالقادمين ثم سنتحدث سويا »
أنصرف تاركا عامر يجلس هدية على المقعد و جلب لها كأس من العصير تلفتت حولها تنظر للحضور المنتشر هنا و هناك للحديث أو المرح قالت هدية بتوتر ..« أنا حقاً لا أحب هذه الأجواء و قبل أن تقول شئ هذا لا علاقة له بمحيطي الذي نشأت به أنا فقط لا أستريح في الزحام أي كان نوعه »
أبتسم عامر و قال بهدوء ..« و أنا أيضاً لا أحبها أنا فقط أحضر مضطرا ليس أكثر و للضرورة لا تقلقي هذه لن تكون حياتنا »
نظرت إليه بتعجب تتفرس ملامحه تحاول إستيعاب ما يقول ماذا يقصد بحياتنا أنتبه لحيرتها فقال متوترا ..« أقصد حين أتزوج بالتأكيد هذه لن تكون حياتي و زوجتي المستقبلية »
أشاحت بوجهها و لم تجب تمر بعينيها على الحضور فزفر عامر بضيق و سألها ..« هدية ماذا بك ألم نتفق على أننا سنتصرف اليوم كخطيبين حقيقيين »
رفعت كتفيها و قالت بهدوء ..« و هل فعلت غير ذلك عامر »
أبتسم بمكر و هو يمسك بيدها ..« هل ترقصين معي خطيبتي »
هزت رأسها بنفي قائلة ..« عامر أنا لا أستطيع الرقص بالكاد تحركت يوم خطبتنا »
أنهضها بحزم ..« سأعلمك هديتي لا تقلقي هيا هذه الموسيقى هادئة و لن تحتاج منك أن تتحركي كثيرا فقط سأضمك بين ذراعي هديتي »
أحمر وجهها فقالت تنهره بغضب ..« عامر كف عن وقاحتك معي »
فقال بخفوت و هو يشدها لحلبة الرقص الفارغة وسط نظرات الحضور ..« هديتي فقط اليوم أتركيني على سجيتي معك رجاءا »
ضمها برقه يتحرك ببطء لتتابع خطواته الهادئة حتى لا تسقط بحذائها العالي كانا يرقصان متجاهلين بعض الحضور الذي أنضم إليهم أقترب منها أكثر لتضع رأسها تستند على صدره فأرتجفت هدية ظنها تشعر بالبرد فضمها إليه أكثر يريح ذقنه على جانب رأسها و خفقاته تسرع بجنون تكاد تصم أذنيه محدثا نفسه ...« ماذا تفعل عامر أنت تغرق نفسك معها يا رجل أبتعد عامر أبتعد فهى لن تقبل أن تكون لك يوماً » يجادل نفسه بغضب ..« لماذا لماذا لا تقبل بي أنا لست كبيرا لهذا الحد و هى ليست تلك الصغيرة هى في التاسعة عشرة بعضهن يتزوجن في عمر أقل من هذا .. الآن تفكر في الزواج يا عامر و من هدية التي تعتبرك عجوزا بالنسبة لها .. و لكني لست كذلك بحق الله أنا في الثالثة والثلاثين فقط حسنا أنا فقط سأنتظر سأنتظر الوقت المناسب و أسألها هل تقبل الزواج بي أم لا فقط سأنتظر » كان يضمها بقوة غارقا في أفكاره عندما توقفت الموسيقى فحثته هدية التي شعرت بتبدل ميزاجه و هو يراقصها ..« عامر أريد الجلوس إذا سمحت »
نظر لوجهها المحتقن فأجلسها على مقعدها سألا ..« هل أنت بخير ..هل تريدين العودة للمنزل »
هزت رأسها نافية فهى لا تريد التسبب في مشكلة في عمله إذا تركا الحفل ..« لا أنا بخير لا تقلق »
ظلا جالسين يتحدثان بهدوء سألها عن دراستها و أصدقائها المقربين و الذي علم أنها ليست على علاقة مقربه مع أحداهن هن فقط رفيقات علاقتها بهن سطحية فقط أخبرها أنه كان مقيما في الخارج و عاد منذ سنوات ثلاث لوعكة أبيه و لم يشا السفر مرة أخرى قطع حديثهم ذلك المدعو خالد الذي رأته في حفل خطبتهم كان معه فتاة في مثل عمرها تقريباً كانت ترتدي فستان أزرق قصير بدون أكمام و تضع زينه صارخه و حذائها العالي ذاد من طول قامتها لا تعلم أين رأتها من قبل قال خالد ..« عامر كيف حالك يا رجل » التفت لهدية يكمل ..« منذ خطبتك لم نعد نراك »
أجابه عامر ببرود متجاهلا رفيقته ..« أهلاً خالد أنا بخير و معى خطيبتي كما ترى لم أختفي أو شئ »
نظرت هدية لرفيقته تحاول تذكر أين رأتها من قبل كانت الفتاة تنظر إليها بسخرية مستفزه قائلة ..« هل أنت سندريلا التي أخبرتنا عنها دينا»
نظرت هدية لساعتها بسخرية و هى تقول ببرود ..« فلتنتظري للساعة الثانية عشرة حتى ترى هل سأتحول و أعود قبيحة أم سأذهب للمنزل و معى أميرى الوسيم »
ضحك خالد بمرح و أبتسم عامر بحنان فهديته لا تسمح لأحد بالسخرية منها أو التقليل من شأنها أو مضايقتها هذه هى هدية القوية التي يريدها دوماً و أبدا ..أحتقنت الفتاة و قالت بغضب ..« خالي هيا بنا لنذهب لمكان آخر فالجو هنا أصبح خانق »
قال خالد بسخرية و هو يغمز لعامر ..« أجل عزيزتي هيا بنا حتى لا نتأخر و توبخني أمك» رحل كلاهما تاركين عامر و هدية التي ترغي و تزبد من تلك الحمقاء فأبتسم عامر بمرح ..« هل تودين الرحيل إلى المنزل » 
قالت ساخرة بتأكيد ..« لا سأنتظر حتى تدق الساعة الثانية عشرة و أذهب مع أميرى كما قلت لتلك الحمقاء منذ قليل »
فضحك عامر ..« حسنا كما تريدين هديتي كما تريدين »
عادا للمنزل فوجدا شهاب منتظرا فقال ما أن رأى هدية ..« حبيبتي ها قد عدتم »
قالت هدية ..« مساء الخير عمي »
رد عليها مبتسما ..« مساء الخير حبيبتي كيف كانت سهرتكم »
أجابته مبتسمة ..« رائعة عمي رائعة »
سأله عامر بقلق ..« ماذا هناك أبي لم مازلت مستيقظا للأن هل هناك شئ»
طمئنه شهاب ..« لا بني كل شئ بخير فقط لقد عاد سيف و سوف يأتي صباحاً لأصطحاب هدية للمنزل فطلب فقط أخبرها لتستعد »
أبتسمت هدية و أصدرت صوتا فرحا ..« حقاً عاد لما لم ينتظر و يأخذني معه اليوم فقد أشتقت إليه كثيرا »
أجاب شهاب و هو ينظر لضيق عامر ..« لقد تأخر الوقت حبيبتي و هو لم يشأ أن يتعبك بذهابك اليوم إلى المنزل ..»
قالت هدية و هى تتثأب ...« حسنا أنا سأذهب للنوم تصبحان على خير »
ذهبت إلى غرفتها تاركة عامر و شهاب يشعران بالضيق لرحيلها خاصة شهاب الذي تعلق بها كابنته فهى كانت تجالسه و تحادثة و ترفه عنه في وحدته فعامر مشغول في الشركة معظم الوقت و لا يراه غير في وقت متأخر مع بعض أتصالات تتخلل النهار ليطمئن عليه وسط مشاغلة التفت لعامر يقول بهدوء ..« تعال عامر أجلس أريد الحديث معك قليلاً»
جلس عامر بصمت منتظر والده قول ما يريده فقال شهاب بجدية يتسأل ..« كم تبقى لهدية من فترة دراسة لتتخرج فأنا لم أسألها عن ذلك أبدا عندما نتحدث معا »
أجاب عامر بعدم فهم لسؤال والده لم يريد أن يعلم ..« تقريباً شهران لنهاية العام للتخرج »
سأله يتفرس ملامحه ليعلم ما يريده ولده حقا من الفتاة ..« هل تريد أن تتزوجا بعد إنتهاء دراستها عامر أم لم تتحدثا في الأمر من قبل »
أرتبك عامر و هو يتهرب من نظرات والده ..« لا لا لم نتحدث في الأمر »
ماذا سيقول لأبيه أنه فقط سيفترق عنها بعد ستة أشهر و التي مر منهم شهر دون أن يشعر به حتى .. فهو لا يعتقد أنها ستوافق على الزواج منه و هى تعتقده كبيراً جداً عليها عقد شهاب حاجبيه بقلق فعلاقة عامر بهدية حقاً غريبة هو يرى غيرته في بعض الأحيان و لكن علاقتهم تفتقد التقارب الذي يكون بين أي خطيبين عاديين يجب أن يعلم هل يريد الزواج الآن أم لا ليفهم قال شهاب بأمر ..« لتتحدث معها عامر و أتخذا القرار و أخبرني و أنا سأتولى أبلاغ سيف»
« و لكن أبي الأمور لا تأخذ هكذا فنحن لم نكمل شهر خطبة هل حقا تريدني أن أتحدث مع هدية في الزواج الآن و هى مازالت تدرس و إختبارتها على الأبواب أنا لا أريد تشتيتها أبي أو إلهائها عن دراستها فهذا ظلم لها فلننتظر قليلاً أبي حتى تنهى دراستها و عندها سنتحدث أتفقنا » 
هز شهاب رأسه بإستسلام فهو معه كل الحق كل ما أصبح يعلمه شهاب و متأكد منه أن عامر حقا يهتم بهدية و بما هو في صالحها ..« حسنا بني سننتظر فهو ليس بالوقت الطويل على إيه حال » 
صمت كلاهما بعد ذلك و كل منهم غارق في أفكاره المختلفة عن الآخر ...




تعليقات