
رواية خطوبة بعقد إيجار
الفصل العاشر 10 والحادي عشر 11
بقلم صابرين شعبان
عادت هدية لمنزلها في اليوم التالي و عادت وتيرة حياتها العادية كانت تذهب للمعهد و ترى عامر بعض الأحيان عندما يأتي ليراها كانت مازالت تذهب لجلساتها عند الطبيب مع شهاب عندما أصر عليها أن لا تذهب بدونه و مازالت تصر على عدم علم سيف أو عامر كان أتيان من عند الطبيب سيرا يتحدثان عندما قالت هدية متذمرة ..« لا أعلم لم لا يتحدث معي الطبيب فيما يؤرقني و يسألني عن حادث والدي للأن عمي هو فقط يستمر بالتحدث عن دراستي و علاقتي بأخي و رفيقاتي في المعهد و لا شئ أكثر لا أفهم ما علاقة ذلك بمشكلتي لقد سئمت حقاً ..»
أبتسم شهاب متذكرا حديث الطبيب معه فهو قد أخبره أنه يريدها أن تتحدث في الأمر بكامل إرادتها و بدون ضغوط منه فهى حين تجد نفسها مستعدة للحديث عن الأمر ستفعل قال بمكر مبتسم ..« لما لا تحادثينه إنتي هدية إذا أردتي ذلك أنا أعتقد أنك أصبحت مستعدة للحديث عن الأمر الآن و تخطية للأبد أنت في سبيلك للشفاء يا ابنتي فأطمئني »
قالت تسأل بيأس ..« فعلا عمى هل تعتقد ذلك أنا سأشفى حقاً و أعود كما كنت من قبل »
قال مؤكداً ..« طبعا عزيزتي فأنت فتاة قوية و أنا حقاً فخور بك و أنك ستكونين زوجة لولدي »
أحمر وجهها بحزن فأبتسمت بهدوء و لم تجب كانا يسيران على مهل يتحدثان من وقت لآخر غير منتبهين للسيارة التي توقفت على مقربه منهم ترجل عامر من السيارة يتبع خطواتهم مسرعا هاتفا ..« أبي .. هدية»
التفت كلاهما إليه بدهشة و شهاب يسأله ..« ماذا تفعل هنا عامر »
رد بحنق ..« بل ماذا تفعلان أنتما هنا و لما لم تخبراني أنكما ستتقابلان اليوم »
رفع شهاب حاجبه متعجبا و هو يرى ضيق ولده ..« لقد أخبرنا سيف عامر بأني و هدية سنسير قليلاً معا و هو وافق و لم يعترض على شئ»
أجاب بغضب ..« و أنا أليس لي رأي في الأمر »
تفحص شهاب عامر بمكر فولده يتصرف برعونه و غباء يكاد يفضح نفسه أمام الفتاة ..قال شهاب بخبث ..« و لم تعترض عامر »
التفت عامر لهدية الواقفة شاحبة من اللقاء غير المتوقع ..« لم لم تتصلي بي لتخبريني هدية الست خطيبك و لي حق في معرفة أين تذهبين و مع من »
كتم شهاب ضحكته بشق الأنفس فعامر يغار حتى منه من والده يا إلهي لقد غرقت لأذنيك يا عامر أستفزه شهاب ..« أنت قلتها عامر أنت خطيبها و لست زوجها لتتحكم بها أخيها هو المسئول عنها لا أنت لذلك لا حق لك للأعتراض حتى »
أصدر عامر صوتا مستنكرا و قال لأبيه بحده ..« حسنا هل لي أن أخذ خطيبتي الآن أريد الحديث معها في مكان ما قليلاً هل لديك مانع »
أعترض شهاب جادا ..« لا لا فلتستأذن من أخيها أولاً قبل الذهاب و الآن هدية هل نرحل حتى لا نتأخر أكثر من ذلك »
ذهبا تاركين وراءهم عامر يقف وسط الطريق ينظر إليهم بذهول و لم يفق بعد من فعلة والده معه ...
★
أوصلها شهاب للمنزل و جلس قليلاً مع سيف للحديث هم بالإنصراف عندما سمعا طرقا على الباب و هدية تتحدث مع أحدهم خارجا بضيق دخل عامر ليجد أبيه و سيف نظر لأبيه بحنق و قال ..« أنت مازلت هنا أبي لقد ظننتك رحلت »
تنحنح شهاب ليجلي حنجرته يحاول الا ينفجر ضحكا و سيف ينظر لعامر بغضب و يقول بضيق ..« سيد عامر عمي شهاب ضيفي و في بيتي و ليس لك حق الإعتراض على وجوده »
قال شهاب ليهدء الأمور حتى لا ينفجر ولده و يطيح بالجميع ..« حسنا سيف أنا كنت سأرحل على إيه حال فقد سرت و هدية طويلا و أنا رجل عجوز لست شابا مثلكما و سأتي و أراها مرة أخرى حسنا »
زم سيف شفتيه ضيقاً و حنقا من عامر كيف لرجل كشهاب أن ينجب شخص سئ الطباع و الأخلاق كعامر لا يعلم لم هدية متمسكة به أنه حقاً بغيض و يابس الرأس كالثور و هو لا يطيقة ..« حسنا عمي في أي وقت سننتظرك »
رحل شهاب تاركا عامر خلفه يقول بأستفزاز ..« أريد التحدث مع خطيبتي قليلاً إذا لم يكن لديك مانع »
خرج سيف غاضبا بدون أن يجيبه تاركا إياها في الغرفة وحده بعد قليل دخلت هدية حانقة تكتف يديها أمام صدرها بضيق ..« ماذا هناك عامر ما بك هكذا تضايق أخي و أبيك لم أنت شخص سئ هكذا »
خفق قلبه متألما هل تراه هكذا شخص سئ قال بخفوت و حزن ..« هل تريني هكذا هدية شخص سئ هل ..هل تكرهيني لهذا الحد »
شعرت بالضيق و أشاحت بوجهها حزنا تقول مؤكده ..« لا عامر أنا لا أكرهك أنا فقط ..فقط ..أريدك أن تكون ..فقط » لم تعلم بما بما تجيبة فصمتت حائرة فسألها بنفاذ صبر ..« أكون ماذا هدية أخبريني »
قالت يأسه ..« أريد أن يحبك أخي عامر أريده أن يحبك و لكنك بتصرفاتك لا تساعد »
تسارعت دقات قلبه و يتنفس بعمق يتفحصها بوجهها الأحمر المحتقن متسألا حائرا من طلبها ..لما تريد سيف أن يحبه ما يهمها من الأمر لم يفهم ماذا تقصد و لكنه تخطى هذا الآن و سألها ما يحيره و يقلقه تجاهها ..« و أنت هدية هل ..هل ..تحبيني »
أرتبكت و تطلعت إليه بلوم و عتاب و كأنه أخطأ في حقها فقالت تطمئنه فهى تعلم أنه لا يريد شئ كهذا فهى تعلم أنها ليست مناسبة له ..« و لكنك لا تريد عامر فطمئن »
شعر بالضيق و الحيره من جوابها فهى لم تؤكد و لم تنفي ماذا تقصد أني لا أريد لا أريد أن تحبني هل هذا ما تقصده هل يعيد سؤاله مرة أخرى ..هل يسألها مباشره هل تحبه و تقبل الزواج به.. أم ينتظر كما قال لأبيه حتى لا يظهر لجوج الآن سينتظر فقط بعض الوقت حتى تنهى دراستها حينها سيتحدثان بجدية هو و هى بدون تدخل أحد بينهما لا سيف و لا والده صبرا عامر صبرا لم يتبقى سوى القليل ...
★
كانت هدية تذهب مع شهاب لجلساتها عند الطبيب بدون علم سيف و عامر كالمعتاد و تقضي الوقت الأكبر في دراستها أستعدادا للإختبارات كانت تذهب مع عامر لبعض الحفلات من وقت لآخر و رغم حرصة على عدم الضغط عليها في صعود السيارة إلا أنها كانت ترفض و تخبره أنها تريد التعود لتتخطي خوفها كانت قد تحدثت مع الطبيب فيما يؤرقها أخبرته عن الحادث و ما مرت به بعدها فطمئنها أنها في سبيلها للشفاء فهى كانت تساعد نفسها بدون أن تقصد ذلك مما ساعدها على التخفيف من ج قربت وقت إختبارتها فكانت تدرس بجدية و سيف يرفض كل عروض صحيفته للسفر حتى تمر فترة إختبارتها ..كفت الفتيات في المعهد عن مضايقتها و لكن يبقى بعضهن مازلن يلقين على مسامعها بعض الكلمات التافهه دليل على غيرتهم عامر أيضاً توقفت الصحف عن نشر الشائعات عنه مما بعث في نفسه الريبه و التعجب و جعله مصمما أكثر لمعرفة المسئول عن نشرها أكد على حازم ضرورة معرفة مصدر تلك الشائعات فهو لن يهدأ حتى يعلم ..مرت ثلاثة أشهر على خطبتهم المزعومة أنهت هدية إختبارتها في إنتظار النتيجة .. تمر الأيام هادئة بدون أحداث تذكر إلى أن ..
★
دخل حازم بهدوء بعد أن طرق الباب مستأذنا وقف أمام عامر مرتبكا لا يعرف كيف يخبره بما علم للتو طال صمت حازم فرفع عامر رأسه ينظر لعينيه بتفحص يريد ثبر أغواره شعر أن هناك ما سيزعجه حتما على وشك الوقوع ..« ما الأمر حازم تحدث ماذا علمت أخبرني »
ظل حازم على صمته المتوتر ثم قال ببعض القلق ..« أنه سيف سيدي »
لم يزد حازم كلمة أخرى و عامر يعقد حاجبيه بشده فقال بهدوء أثار قلق حازم ..« حازم هل أنت متأكد فهذا أمر ليس قابل للخطأ »
أرتبك حازم قائلاً ..« لأكون أمين سيدي هذا ما أخبرني به مصدرنا هناك و هو علم من مصدر أخر على مقربه مما يحدث و على علم بكل شئ »
سأله ببرود ..« ألم تعلم لم توقف عن نشر الأخبار في هذا الشأن »
رد حازم ..« أجل لقد سألت و كل ما أخبرني به هو أنه قال لم يعد لديه شئ لينشره و لم يعد لديه دليل على ذلك أو أثبات على صحة حديثه »
سأله عامر و هو مازال على هدوئه المقلق لحازم ..« كيف علم المصدر عنه و عن هويته »
رد حازم بتوتر ..« هو يقول أنه منذ كلفته بالأمر و هو يتتبع الرسائل الخاصة بك و لكنه لم يستدل على مصدرها إلى أن أراه مصدره أخر رسالة و كان عليها عنوان سيف »
زم عامر شفتيه رافعا حاجبه قال بهدوء ..« حسنا حازم أقفل الحديث في هذا الأمر حسنا »
تعجب حازم من أمر سيده فهو كان يتوقع أنه سيحرق الأرض و من عليها بعد معرفته و لكنه تقبل الأمر بهدوء يثير الدهشة يخشى أن يكون الهدوء الذي يسبق العاصفة ..« هل تريد شيئاً أخر سيدي »
قال عامر بغموض ..« لا حازم فقط أن يذهب أحد لتنظيف شقتي في الساحل فأنا أريدها غداً أن تكون نظيفة فلترسل أحدا اليوم إلى هناك»
أومأ حازم بتعجب هو لن يفهم هذا الرجل يوماً ..« حسنا سيدي أي شيء آخر »
أجابه و هو يشير إليه لينصرف ..« لا حازم فلتنصرف الآن »
خرج حازم يضرب أخماس في أسداس من تصرفات عامر المتناقضة و هو يهز كتفيه بلامبالاة ..« حسنا حازم كما قال لك لا تعليق على الأمر فلتغلق فمك »
فهو لم يعرف ما يضمره عامر في نفسه ردا على ما حدث ...
★
قاطعه سيف بحده ..« كيف تريد قضاء اليوم معها خارجا »
أجاب عامر بهدوء مستفز ..« أعتقد أن هذا من حقي سيف لا تنس أنها خطيبتي و لم نتقابل كثيرا وقت إختباراتها لم أعتراضك هل أنا سأكلها أم ماذا »
رد سيف بغضب فهذا الرجل تذداد كراهيته يوماً عن يوم في نفسه و لا يعرف ماذا ترى فيه هدية ..« لا لن تأكلها و لكن هدية في إنتظار نتيجة إختباراتها و هو قلقه و متوترة و لا نريد أن تزيدها توترا بالذهاب معك في سيارتك السريعة تلك »
ببرود متجاهلا حديثه عن قلقها أو توترها قال ..« و لكنها شفيت ألم تعرف ذلك »
عقد سيف حاجبيه غاضبا فهو منذ علم أنها كانت تذهب لرؤية الطبيب مع شهاب غضب منها كثيرا لمرورها بذلك وحدها بدون مساندته و لكنه في نفس الوقت كان ممتنا لمساندة شهاب لها و شعوره بالراحة لأتخاذها هذه الخطوة وحدها قال سيف ببرود ..« إذن فلنسألها هل تريد الذهاب معك أم لا »
بلامبالاة قال عامر..« حسنا فلنسألها »
★
كانت هدية تجلس بجواره صامته تنظر إليه من وقت لآخر بقلق فهو لم ينطق بكلمة واحدة منذ تركا المنزل تحت نظرات سيف الغاضبة ..خفق قلبها بقوة و هى تنظر لملامح وجهه الجامدة ينظر أمامه بصمت و يقود السيارة في مرعاة لها رغم علمه أنها بخير سألته بريبه و هى تراه يتخطى طريق المدينه و يتجه للساحل فقالت قلقه ..« إلى أين تأخذني عامر »
أجاب بجمود كملامح وجهه ..« ستعرفين بعد قليل هديتي »
نطق إسم تدليلها بطريقة أزعجتها و جعلت أعصابها تشتد و هى تقول برهبه ..« عامر لم تركت المدينة لقد أبتعدنا كثيرا إلى أين تأخذني أجبني عامر »
قال ببرود أزعجها أكثر و أدخل الخوف في قلبها ..« لما أنت مضطربة هكذا هدية هل تظنين أني سأقتلك هنا على الشاطئ مثلاً»
تلجلجت في الحديث و سألته ..« هل سنذهب للشاطئ في هذا الوقت»
أجاب بحزم ..« لا سنذهب لشقتي هناك لا تقلقي »
أتسعت عينيها رعبا و هى تستمع لحديثه الهادئ و لامبالاته ..شقته.. شقته ..يا إلهي شقته لمايأخذني هناك أسقط في يدها و شحب وجهها و توتر جسدها و قالت برعب ظهر في صوتها ..« لا عامر لا تأخذني هناك أرجوك ..أرجوك أعدني للمنزل لا أريد الذهاب معك »
قال بحده ..« أهدئي هدية لا تقلقي لقد وصلنا تقريباً »
صمتت فزعه فهى تعلم أنه لن يستمع لحديثها و لا لرجائها فهو عنيد و سيفعل ما برأسه دون الإهتمام بأحد كل ما تتمناه فقط أن يمر اليوم بسلام و تعود لمنزلها ..
وقفت السيارة بعد قليل أمام بناية كبيرة فاخرة فارغة من ساكنيها في مثل هذا الوقت رغم إنتهاء الدراسة و بدء الإجازة الا أن البناية فارغة فتسألت بريبة ..« لما المكان هادئ هكذا عامر الا يقيم أحد هنا »
هز رأسه بنفي و هو يترجل من السيارة قائلاً ببرود ..« لا هذه البناية ملك للشركة و لا أحد يمكث هنا في الوقت الحالي و لكني لي شقتي هنا و هى خاصة بي فقط و لا أحد يدخلها غيري »
فتح بابها ليمسك بيدها لتهبط من السيارة بقلق يحسها للدخول إلى البناية الفارغة ..« هيا عزيزتي أنها ستعجبك كثيرا صدقيني »
لم كلما فتح فمه ليطمئنها تذداد خوفاً منه و قلقا لما يذداد رعبها حتى يكاد يوقف قلبها داخل صدرها و تتقطع أنفاسها و تخرج متحشرجة لتدخل بصعوبه كالموت فقط لتخيلها وجودها وحيدة معه في شقته كان يقودها داخل البناية و يصعد على الدرج قائلاً بسخرية ..« لا تقلقي هما طابقان فقط و نصل لا نحتاج للمصعد ..»
وقف أمام باب الشقة يخرج مفتاحا من جيبة ليفتح به الباب و يدخلها بحزم كانت الشقة معتمه فأضاء المصباح و هو يدخلها و يغلق الباب خلفه بهدوء لم تلتفت حولها خوفا و رعبا و عقلها متجمد لا تعلم لما تخشى أن تتواجد معه هنا وحدهما ..لعنت نفسها و سبتها ألف مرة للخروج معه و الموافقة على قضاء يومها معه فهى بغبائها كانت كل ما تفكر به هو قضاء أكبر قدر ممكن من الوقت معه قبل أن يفترقا و يتركها ..أجلسها على الأريكة و قال بهدوء ..« هل تريدين شيئاً لتشربيه فوجهك شاحب كالأموات »
سمرت عينيها على وجهه الجامد و سألت بجدية و حزم تدعي الشجاعة ..« لماذا أتيت بي هنا عامر أجبني أنا أشعر أنك تضمر لي الشر أليس كذلك »
جلس أمامها ببرود و هو يضع قدم فوق الأخرى مثيرا أعصابها أكثر ..
« و لما أضمر لك الشر هدية هل فعلتي شئ من خلف ظهري و تخشي أن أعلمه »
لمعت عينيها بالدموع و قالت صارخة تنفي هذه التهمة عنها ..« لا ..لا لم أفعل شئ و لهذا أسأل ماذا تريد مني عامر أخبرني »
قال ببرود ...« أريد الزواج بك هدية أليس هذا حديث يستحق أن نبتعد وحدنا لنتناقشة سويا »
هزت رأسها نافية ..« لا مستحيل أنت تسخر مني عامر أليس كذلك »
نهضت عن الأريكة صارخة ..« أرجوك أخبرني ماذا تريد مني لما تفعل بي هذا بالله عليك ..ماذا فعلت لك حتى تفعل بي هذا أنت تخيفني عامر لماذا » كانت تتحدث بهسترية و دموعها تغرق وجهها خوفاً و قلقا فجموده و بروده يثيران في نفسها الذعر أكثر من غضبة و صراخه ..نهض متجها إليها يمسك بذراعيها يقول من بين أسنانه ..
« أنت أنت أيتها الحقيرة تتلاعبين بي و أخيك »
أتسعت عينيها بصدمة تتسأل برعب ..« ما به أخي ماذا فعل لك »
ضغط على ذراعيها جعلها تصرخ ألما و بغضب حارق قال ..
« هل كنتما متفقان على كل شيء هل أخبرك بما عليك فعله لتصلي إلي أجيبيني »
قالت باكية و عقلها لم يستوعب بعد ما يقول و يخبرها أنها فعلته ..
« أنا لا أفهم عما تتحدث عامر و ما شأن سيف بيننا »
شد على ذراعيها جعلها ترفع قدميها عن الأرض تقف على أطراف أصابعها لعل ألم ضغطه على ذراعيها يخفت أقترب جسدها منه فشعرت بأرتجافة غضبه فحاولت تهدئته قليلاً لعلها تفهم لما يحدث معها كل هذا و لم هو غاضب و ما دخل سيف بالأمر ..« أرجوك عامر أهدء و أتركني أنا أتألم و أخبرني ماذا فعلت و أخي لنغضبك هكذا »
رأى ملامح الألم على وجهها فتركها تسقط على الأريكة وجهها متعرق رعبا قال بجمود ..« أنت كنت تعلمين أليس كذلك »
صرخت بهستريا فقد أكتفت من الغموض الذي يغلف حديثه ..
« أعلم ماذا أخبرني أعلم ماذا »
قال بغضب ..« أنه أخيك هو خلف ما ينشر عني في الصحف أيتها الحقيرة أنت و أخيك ماذا كان يريد ها المال أم القائك في فراشي ليضمن ذلك هل كل ما أخبرتني به أكاذيب هل مرضك كان كذبة أيضاً ليتعاطف معك أبي أيتها الساقطة الحقيرة هل هذا كان مخططكما أن تجعليني أريدك حتى تضمني بقائك في حياتي »
شعرت بالدوار لما يقول ما هذا الجنون الذي يتفوه به لقد جن حتما ..لا مستحيل أن يفعل سيف شئ حقير كهذا أن يدعي على شخص برئ بالباطل أنه يكذب حتما يكذب أخى ليس هكذا ليس هكذا ..أنتزعها بعنف من حديثها الصامت مع النفس و هو يبتسم بشراسة و يقترب منها كالفهد الذي سينقض على فريسته ..لا ليس فهدا بل وحش وحش ليس في قلبه زره من الرحمة أو الشفقة على حالها و هى تقف أمامه تترنح من الصدمة و الرعب و هو يكمل بث الذعر في روحها ليسحقها سحقاً ...« أهنئك عزيزتي لقد نجحتي فيما فشل به غيرك أنا حقاً أريدك .. أريدك حد الموت و سأحصل عليك الآن و قبل أن نتزوج أيضاً »
فزعت لما يقول فحاولت الهروب و هى تصرخ بخوف هستيري و هو ينقض عليها بعنف و يقول بشراسة أمرا و محذرا ..« أنت ستتزوجين بي هدية و إلا أقسم أن أجعل أخيكي يتعفن خلف القضبان و لن يرى ضوء الشمس إلى أن يموت و ليس بعيداً أن يقتل هناك أيضاً قبل حتى أن يعلم ما حدث له ..هذا جزاء من يقف أمامي أمام عامر شهاب الدين كان يجب أن تفكرا في العواقب قبل أن تلعبا معي هذه اللعبة القذرة »
حاولت إبعاده و هى تبكي بجنون و تصرخ ..« لا أرجوك نحن لم نفعل شئ أخي ليس هكذا ليس هكذا أنت كاذب كاذب أنا لن لن أصدق ما تقوله عن أخي » أستشاط غضبا و هو يسمع دفاعها المستميت عن أخيها فقال ساخرا يطحن أسنانه بغيظ و هو يضمها بعنف كاد يحطم أضلاعها ..« حقاً و أنت هديتي هل أنت بريئه لقد أعترفت لي بلسانك أنك من نشر عني شائعة أرتباطي بك أيتها الساقطة الوقحة »
حاولت إبعاده و هى تغمغم بخفوت تكاد روحها تزهق من شدة الرعب فهو ليس واعيا من شدة غضبه و لا يقبل الحديث بهدوء أو بتفاهم من يره الآن يظن أنه مصاب بمس ..يا إلهي سيقضى على سيقضى على ..
« أرجوك عامر أبتعد عني و لا تفعل بي هذا دعنا نتحدث بهدوء أرجوك أنا سأكرهك عامر سأكرهك »
أجاب ساخرا ..« و هل تحبينني هديتي »
كان يقبض على يدها بعنف ليسحبها خلفه متجها لغرفة نومه و هى تضرب يده بيدها الحرة بعنف صارخه ..« لا عامر لا أتركني أرجوك »
فتح باب الغرفة و ألقى بها على الفراش بعنف و أغلق الباب خلفه ينظر إليها بشراسة حاولت النهوض و الهرب من الفراش و لكنه وصل إليها قبل أن تنهض أمسك برأسها بيديه يقبلها بعنف و جنون و هى تبكي و تحاول دفعة عنها بكل قوتها و هى ترجوه بيأس ..« أرجوك توقف عامر أنا خائفة أرجوك أنظر إلى سأموت عامر أقسم أن أقتل نفسي أن لم تبتعد » كانت تشعر بالدوار و أنها على وشك فقدان وعيها مما يحدث فستجمعت كل ما تملك من قوة لترفع قدميها لصدره لتصده بها كان عامر كالمغيب لا يفقه شيئا غير وجودها بين ذراعيه وأنها ستكون له ملكه و للأبد كان يهمس في أذنها أن تهدء قائلاً بعشق ..« أريدك هديتي أريدك »
كانت تبعد وجهها عن فمه الجائع داعيه الله أن يستفيق قبل فوات الاوان و هو مازال يهمس ..« أهدئي هديتي حبيبتي أنا أحبك أحبك »
خفق قلبها لسماعها همساته هدأت قليلاً فظن عامر أنها قد أستسلمت رفع رأسه ينظر لوجهها الشاحب و الغارق بالدموع و عينيها التي يسكنها الرعب فقامت على حين غفلة منه و دفعته بقدميها بصدره بقوة لا تعلم من أين أتت بها فألقت به بعنف على طاولة الزينه التي أهتزت مرآتها و كادت أن تسقط عليه و حين حاول العودة إليها غاضبا ضربته في صدره مرة أخرى بكعب حذائها و بغضب حارق هذه المرة فعاد و أصتدم بطاولة الزينه مرة أخرى فأحتقن وجهه و هو يسقط على ركبتيه يمسك صدره بيده فأهتزت المرآة و سقطت ترتطمه على رأسه ليتحطم زجاجها عليه حاول النهوض من تحت المرآة المحطمة ليبتعد عن زجاجها و ما هما غير خطوتين و سقط مرة أخرى على ركبتيه و هو مازال يمسك صدره بيده كانت عيناه جاحظة من الألم خفق قلبها و أنقبضت أنفاسها و هى تراه يتألم هل يدعي ذلك حتى ينالها و ينقض عليها مرة أخرى كانت أنفاسه تخرج لاهثة فشعرت بالقلق و هى تقترب منه بريبه رأت خطا من الدماء ينزل من رأسه ليغرق حافة قميصه ففزعت ..« عامر ماذا بك »
وجدت جسده الجالس على الأرض يسقط على جانبه و عيناه تغلق ببطء سقطت يده الممسكة بصدره على الأرض و سكنت حركته فصرحت فزعه بخوف « يا إلهي عامر ماذا فعلت »
جلست بجواره على الأرض تضغط أصبع يدها على عنقه لتشعر بنبضه ضعيف و هى ترى الدماء مستمرة في النزف لتغرق سترته أيضاً فصرحت بهستيريا و هى ترفع رأسه تضمه لصدرها ..« أرجوك عامر أفيق لا تفعل بي هذا يا إلهي ماذا فعلت لقد قتلته لقد قتلته ..»
الفصل الحادي عشر
لم تعرف هدية ماذا تفعل أو كيف تتصرف عندما خطر على عقلها فبحثت على هاتفه النقال في جيب سترته فهو كان يتحدث به قبل أن يرحلا أخرجت هاتفه تبحث بين الأرقام ..لا تستطيع الإتصال. بأخيها ليأتي فسيعلم ما حدث و هى لا تريد ذلك و لا تستطيع الإتصال بوالده فهو كبير في السن و لا تستطيع صدمة في ولده وجدت رقم حازم فأجرت الإتصال به و هى تنتظر أن يجيب بفارغ الصبر و لكنه لم يخيب ظنها و أجاب بعد الرنة الثانية سمعت صوته الهادئ يقول بهدوء ..« سيدي »
قالت بلهفة فزعة .. « حازم هذه أنا هدية » لم تدعه يستفسر عن سبب إتصالها مكملة ..« أرجوك حازم تعال بسرعة لقد أصيب عامر و ينزف أخشى أن يموت أرجوك أسرع »
هدئها حازم ..« آنستي أهدئي و أخبريني أين أنتما »
قالت بحيره ..« لا أعرف أين حازم نحن في شقة في الساحل »
هدئها مرة أخرى ..« لا تخشي شئ لقد علمت المكان و الآن أخبريني عن مدى أصابة السيد »
أجابته ببكاء هستيري ..« لا أعلم هو فقط ينزف من رأسه و فاقد الوعي أن أنفاسه ضعيفة للغاية و وجهه محتقن »
فقال يطمئنها ..« حسنا أهدئي آنستي فقط ضعي منشفة على الجرح و أضغطي لتوقفي النزف و أنا في طريقي مع الطبيب »
هزت رأسها بخوف و كأنه سيرى حركتها تلك و أغلقت الهاتف و هى تنهض لتتجه لخزانة ملابسه في الغرفة لتبحث عن منشفة أخرجت واحده صغيرة و عادت إليه ترفع رأسه لتضعها على قدميها و تضع على الجرح المنشفة و تضغط عليه بقوة و هى ترى شحوب وجهه الذي يذداد و صعوبة تنفسه كانت تبكي بحرقة خوفاً و قلقا عليه تخشى أن تكون سبباً في موته أو أذيته أكثر من ذلك مر الوقت بطيئا ظنته لا يتحرك و هى تدعوا الله أن يأتي حازم بسرعة سمعت صوت الباب يفتح فهتفت بصراخ ..« حازم تعال بسرعة أرجوك نحن هنا في الداخل »
دخل حازم للغرفة ينظر حوله بدهشة بلمحة فهم بما يمكن أن يكون حدث كان معه الطبيب رجل كبير السن يرتدي نظارة طبية و شعره أبيض و يحمل حقيبته أتجه حازم إلى عامر يرفعه ليضعه على الفراش ليعاينه الطبيب ..قام الطبيب بتعقيم جرحه و أعطاه حقنه مسكنه ثم قام بفتح قميصه ليرى الكدمه و الجرح على صدره فهى عندما ضربته بكعب حذائها فقد أخترقت لحمه و أحدثت به جرح صغير و ليس خطيرا التفت الطبيب قائلاً لحازم بعملية ..« لديه ضلع مكسور سيحتاج لجبيرة من الأربطه و سيشعر بضيق في التنفس في الفترة القادمة و يجب أن يرتاح أسبوع في الفراش على الأقل حتى يلتئم ضلعه أما الجرحين في رأسه و صدره فهما ليسا خطيران و سيشفيان سريعا » كانت تضع يدها على فمها فزعا و خوفاً و هى تستمع لما يقول الطبيب أنها فعلته به شكر حازم الطبيب الذي أنصرف بعد أن خط بعض الأدوية عاد حازم للغرفة بعد إنصراف الطبيب وجدها تقف مسمرة تبكي من الخوف فقال بعطف مهدئا ..« آنستي أهدئي سيكون بخير »
هزت رأسها نافية ..« لقد كدت أن أقتله حازم »
نفى حازم أتهامها لنفسها ..« لا آنستي لم تفعلي و هو سيكون بخير السيد عامر قوي و سيتخطى الأمر و الطبيب أخبرني أنه سيفيق في الصباح لذا عليكي العودة إلى المنزل و أنا سأطمئنك عليه »
هزت رأسها و هى تتحدث بقلق ..« لا ..لا ..لا أستطيع تركه هكذا »
قال حازم بتأكيد ..« بل عليكِ سيدي كان سيريد ذلك صدقيني حتى لا يقلق أخيك ..سأرسل معك أحدهم لإيصالك للمنزل و لكن عليك أولاً تنظيف ملابسك قبل الرحيل حتى لا يقلق أخيك »
نظرت لملابسها الملوثة بدماء عامر و عينيها مليئة بالدموع أومأت برأسها بصمت فقال حازم ..« أنا سأنتظر في الخارج ريثما تبدلين ملابسك بشئ من ملابس السيد هنا و أنا سأقوم بتنظيفها بسرعة لا تقلقي » خرج ففعلت ما قاله و بدلت ملابسها و أعطتها له فقام بوضعها في غسالة الملابس أنتظرت بجانبه في الغرفة تدعوا الله أن يفيق قبل أن ترحل لتطمئن و إلا ستموت قلقاً طرق حازم الباب فأذنت له بالدخول قال و هو يتطلع عليها بشفقة ..« كيف حالك آنستي هل أنت بخير »
أومأت برأسها بصمت فهى مازالت على صدمة مما حدث فقال ..« هيا معي لقد أعددت لك بعض الطعام في الخارج لتهدئي قليلاً »
أجابت بصوت متحشرج ..« لا حازم لا أريد شئ لا أستطيع أبتلاع شئ »
قال بهدوء حازم و هو يشد يدها بحنان ليخرجها من الغرفة ..« بل ستأتين معي و تتناولي الطعام هل تريدين أن يقلق أخيك إذا رأى شحوب وجهك هكذا الطعام سيساعدك و يعيد بعض اللون لوجهك هيا معي » خرجا من الغرفة وجدته قد أعد بعض الأطعمة الخفيفة و بعض عصير الليمون ليهدئ أعصابها أجلسها بحزم حان ذكرها بسيف فى مرعاته لها نظرت إليه بحيره و هو يضع بعض الطعام أمامها فسألته ..
« كيف أتيت هكذا بسرعة حازم أنا لقد ظننت أنك ستأتي متأخرا كثيرا»
خجل حازم فهو أتى في الصباح الباكر و لم يرحل ليعود لمنزله ..« أنا كنت هنا آنستي في الجوار »
تناولت بعض اللقيمات الصغيرة و سألته ..« هل كنت في إجازة »
نفي بهدوء ..« لا بل في العمل آنستي »
تطلعت هدية إليه بحيره فلم يشأ أن يخبرها أن سيده طلب منه أن يأتي بأحدهم لتنظيف الشقة فهو لم يكن يعلم بنيته على إيه حال أخفضت رأسها و قالت بخفوت ..« هل تعلم عن سيف حازم »
أومأ برأسه فقالت ..« هل أنت متأكد أنه أخي من فعل هذا »
حازم أكد ما يعلمه ..« نعم آنستي فهذا شئ جدي لا مزاح فيه »
فتسألت ببكاء و خوف ..« برأيك ماذا سيفعل عامر معه حازم »
صمت طويلاً يتطلع إليها بشفقة مما ذاد قلقها فقالت من وسط بكائها ..
« يا إلهي أخي ماذا سأفعل » صمت حازم مشفقا فهو ليس لديه إجابة كانت تبكي بحرقة أمامه لتفرغ ما يعتمل في صدرها من قلق و رعب على أخيها تركها لعلها تهدأ قليلاً بعد ذلك خفت صوت بكائها و لم يسمع سوى صوت شهقاتها نهض حازم قائلاً ..« سأرى أن جفت ملابسك حتى تستطيعين الرحيل حتى لا يقلق أخيك »
قالت بقلق ..« و عامر »
هدئها ..« لا تقلقي سيكون بخير سنخبر سيد شهاب أنه أتت له سفره خارج المدينة لذلك رحل و أنت أخبري أخيك بذلك حتى نرى ماذا سيقول حين يفيق »
وضعت كفيها على وجهها و هى تعود للبكاء مرة أخرى فقال حازم ..« يكفي آنستي أطمئني كل شئ سيكون بخير »
قالت بصوت باك و هى تمسح وجهها بيدها ..« هل أستطيع أخذ رقم هاتفك لأطمئن عليه »
هز رأسه موافقا ..« بالتأكيد آنستي و لكن أنا من سأحادثك حتى لا تثيري شك أخيك حسنا »
أعطته رقم هاتفها و نهضت لترتدي ملابسها بعد أن وجدها حازم قد جفت أتصل بأحدهم يخبره أن يأتي و يوصلها للمنزل دخلت الغرفة لترى عامر قبل أن ترحل الذي كان مازال نائما وجهه شاحب و ملامحه مسترخية أقتربت منه و هى تبكي قائلة ..« أنا أسفة أسفة لم أقصد إيذائك صدقني » قبلته على رأسه قبل أن تخرج من الغرفة مسرعة حتى لا تضعف و تصر على البقاء وجدت حازم ينتظر ليخرج معها و يتحدث مع رجله الذي سيوصلها قالت له هدية قبل أن ترحل ..
« عندما يستيقظ عامر أخبره أني موافقة » نظر إليها بحيره فقالت بتأكيد « لا تنسي حازم فقط قل له هدية موافقة »
أومأ برأسه فصعدت السيارة التي أنطلق بها السائق و هى تنظر للخلف و كأنها تودعه أو ستراه واقفا ينظر إليها و هي ترحل وصلت للمنزل مرهقة فتعجب سيف ..« حبيبتي ماذا بك » أجابته هدية بهدوء ..
« لا شئ حبيبي أنا بخير »
فسأل بريبة ..« أين عامر ألم يأتي معك »
أجابته و هى تدعي المرح ..« لا لقد أتت له سفره فأضطر أن يرحل و تركني ليجلبني السائق لهنا أنا سأدخل غرفتي لتبديل ملابسي أخي هل تريد شئ مني قبل أن أدخل »
هز رأسه متعجبا مرتابا ..« لا حبيبتي أذهبي فأنت تبدين متعبه »
دخلت غرفتها ألقت بنفسها على الفراش و هى تبكي بصمت و عقلها يستعيد كل ما حدث منذ الصباح حتى غرقت في نوم مرهق قلق ...
★
تحرك بوهن و هو يهم بالنهوض فأندفع إليه حازم يوقفه بحزم ..« سيد عامر لا تتحرك فالطبيب أوصى بالراحة »
هتف بخفوت متألم و هو يضع يده على صدره المغطى بالأربطة البيضاء ..« هدية .. هدية »
أبتسم حازم فهو بعد كل شئ قلق عليها ..« أطمئن سيدي لقد أوصلتها لمنزلها و هى بخير »
حاول النهوض مرة أخرى و هو يتنفس بصعوبة ..« أريد أن أرها فلتأخذني إليها حازم أريد الحديث معها »
أرجعه حازم للفراش ..« لا سيدي لن تستطيع فأنت لديك ضلع مكسور و لن تقدر على الحركة صدقني »
أشاح بيده و بصوت يأس ..« و لكني أريد أن أرها للضرورة فقط ساعدني»
فهدئه حازم ..« لن تستطيع سيدي فهى قد أخبرت أخيها أنك في سفر خارج المدينة »
أبعد يد حازم التي تحاول تكبيله عن الحركة و ينهض مترنحا ..« أذن خذني لمنزلي و أتي بها إلي »
قال حازم بشئ من الحده فهذا الرجل عنيد للغاية « لن تستطيع أيضاً سيدي فالسيد شهاب لديه علم بسفرتك و أنا لا أستطيع أن أخذك إليه هكذا ليصاب بصدمة أو يتوعك »
قال عامر بغضب و هو يلهث من المجهود الذي يبذله في الحديث ..
« إذن خذني لمنزلك حازم و أت بها إلي أرجوك حازم »
تنهد حازم بضيق ..« حسنا سيدي و لكنك ستتألم حتما من مشقة الطريق »
هز رأسه موافقا..« لا يهمني حازم المهم أن أكون هناك بجوارها أنت لا تعلم أنا ماذا فعلت بها»
تنهد حازم فهو لديه فكرة عما حدث مما رأى من حطام في الغرفة ..
« حسنا فلتسترح اليوم و لنذهب غداً »
هز رأسه معترضا ..« لا الآن حازم هيا ساعدني على النزول للأسفل »
زم حازم شفتيه و هو يساعده ليخرج من الشقة التي أغلقها خلفه و هو يساعده لينزل من على الدرج كان متعرق الوجه من شدة الألم و لكنه لم يشتكي إلي أن أجلسه حازم في السيارة و جلس بجواره خلف عجلة القيادة أسند رأسه على المقعد يغمض عينيه و قد شحب وجهه و ضاق تنفسه مع الحركة أنطلق حازم بالسيارة على مهل حتى لا يزيد حالته سوءا و مع ذلك كان يخرج من بين شفتيه تأوه من حين لآخر زفر حازم بضيق فهو رأسه يابس كالثور هذا الرجل قال حازم ليلهيه قليلاً عن الطريق ..« سيدي آنستي قد أخبرتني قبل أن ترحل أن أبلغك أنها موافقة »
التفت لحازم بقوة و سرعة مما سبب له ألما شديدا فقال و أنفاسه تخرج لاهثة متحشرجة ..« حقاً... حقاً قالت ذلك حازم »
حازم بتعجب للهفته ..« أجل سيدي لقد أكدت لي أن أبلغك بالأمر ما أن تفيق» تنهد عامر و عاد برأسه للمقعد و هو يغمض عينيه و يغرق في النوم و كأنه قد أستنفد طاقته ..
★
فتح حازم باب شقته و هو يساعد عامر على الدخول ..« تفضل سيدي »
أستند عامر إليه فهو حقا يشعر بأن روحه تكاد تزهق و لا يستطيع أخذ أنفاسه أجلسه على الأريكة و هو يسمع صوت زوجته يقول ..« حازم يا وحشي هل أتيت »
أبتسم عامر بوهن فقال حازم مسرعا لتنبيهها ..« أجل عزيزتي و معي السيد عامر »
بعد دقيقتين أتت زوجته شابه في الخامسة و العشرون تصغر حازم بتسع سنوات بشرتها بيضاء ملامحها رقيقة كانت ترتدي ثوب طويل و حجاب طويل تنظر لحازم بتساؤل و هى ترحب به ..« كيف حالك عزيزتي » أبتسم حازم لمعشوقته ..« أنا بخير شيماء السيد عامر متعب قليلاً هل لك أن تحضر غرفة الضيوف عزيزتي »
نظرت لعامر المغمض العينين و يتفصد من جبينه العرق فهزت رأسها موافقة و أتجهت لتنفذ ما طلبه منها زوجها أعدت له الغرفة و أبلغت زوجها أن يساعد عامر على الخلود للفراش كان حازم قد ساعده في تبديل ملابسه بمنامه من عنده فكانت تظهر واسعة عليه قليلاً قال بهدوء ..« و الآن أسترح سيدي ريثما أعد لك بعض الطعام »
أشار عامر بالنفي ..« لا حازم لا أريد فقط سأنام قليلاً حتى تأتي لي بهدية »
رد حازم ..« لا ليس اليوم سيدي فنحن ليلا الآن إذا لم تلاحظ و لا أستطيع جلبها اليوم غداً غداً سيدي أعدك »
زفر عامر بضيق و هو يغمض عينيه قائلاً ..« أسف لإزعاجك و زوجتك حازم »
أبتسم حازم بهدوء مطمئنا ..«لا عليك سيدي أنت فقط أسترح »
و كأن عامر في إنتظار كلمته تلك حتى غرق في النوم خرج حازم مغلقا الباب خلفه بهدوء ينظر للواقفة في الخارج تكتف يديها أمام صدرها تنظر إليه بهدوء تقدم منها مبتسما يقبل رأسها بحنان ..« كيف حال أحبائي اليوم » وضع يده على بطنها الصغيرة فقالت موبخة ..« أنت لم تعد صباحاً كما أخبرتني و تأتي الآن و معك مديرك مريض للمنزل هيا هيا أخبرني كل شئ حازمي و إلا ستتلقى ما لا يسرك »
ضحك حازم و هو يحتضنها ..« هيا إذن عزيزتي لغرفتنا فأنا أريد تلقي بعض حنانك قبل تلقي عقابك لي »
قالت بتذمر .. « حازم قلت أخبرني بما حدث قبل تلقي أي شيء و إلا أن تتلقى سوى غضبي فهمت »
ضحك بمرح ..« حسنا شيمائي سأخبرك فلندخل غرفتنا أولا حتى لا نزعج السيد »
أومأت برأسها و هو يغلق الباب خلفهم ...
أتسعت عينيها بصدمة و دهشة و هو يخبرها بما يظن أنه قد حدث فقالت بضيق ..« و أتيت به هنا حازم أقسم لولا مرضه لألقيت به في الخارج لما فعل بالفتاة المسكينة ..»
أجابها مبتسما بدهاء .. « و لكنه لم يفعل شئ شيمائي هو فقط كان يريد أخافتها أعتقد »
كررت بغضب ..« تعتقد تعتقد حازم أنت قلت أنها كانت منهارة فما أدراك أنه لم يفعل شئ »
ضحك حازم بمكر ..« لأن سيد عامر ليس من هذا النوع صدقيني أنا أعمل لديه منذ سنوات طويلة فقد كنت أذهب إليه في الخارج بأمر من والده و أظل معه لأشهر و أعود هو ليس معوج السلوك كشباب أثرياء كثيرون يجعلون ما يملكون من مال سببا للإنحراف و المجون و لكنه لم يكن هكذا أما ما أعتقد أنه سبب لإنهيار هدية هل ستصدقين أن أخبرتك أنها كانت منهارة خوفاً عليه ظنا منها أنه سيموت فهى ما أن رأتني حتى ظلت تردد ..لقد كدت أقتله حازم لقد كدت أقتله و عندما علمت أنها كسرت له ضلع كادت تفقد الوعي خوفاً و قلقا عليه لقد كانت تريد البقاء معه لولا أن صممت على رحيلها حتى لا يقلق أخيها عليها »
قالت شيماء بتساؤل ..« ماذا يريد منها حازم لماذا لا يتركها فقط و مما أخبرتني به فهى لا تناسبه »
تنهد حازم و قال بأقرار أمر واقع ..« يحبها شيماء يحبها و لذلك لا يستطيع تركها رغم حديثك عن أنها غير مناسبة له و لكنه يعتقد غير ذلك و لذلك يريدها بأي ثمن حتى لو كان تغاضية عن ما فعله أخيها ما بدر منه هو فقط صرخة أستنكار لما علمه »
ثم أبتسم بحنان ..« هل تتذكرين ما حدث معنا و كيف أرتبطنا ببعضنا البعض »
أبتسمت تمسد وجنته الخشنه بشعيراتها القصيرة و هى تعود بذاكرتها لذلك اليوم ..كانت قد ذهبت للتسوق لجلب بعض الأشياء عندما أصتدم بها و أسقط جميع ما تحمل كان يقف بجسده الضخم أمامها فشعرت بأرتجافة خوف من مظهره المتوحش لملمت أشيائها مسرعة لتهرب من تواجده و هو مسمر ينظر إليها بتفحص بدون أن يعتذر أو حتى يساعدها بجمع ما أسقط من يدها بعد جمعها لحاجياتها أسرعت بالهروب من أمامه كانت تهم بالنزول من على الدرج عندما وجدته يتبعها كانت نظراته مسلطة عليها وقف أمامها على الدرج ليحادثها فشعرت بالخوف و قامت بدفعه ليسقط و تكسر ساقه أصر من رأى الحادث أن يبلغ الشرطة فهى تعدمت دفعه أخذته للمشفى في بادرة حسن نيه منها و أنها لم تقصد أن تؤذيه و لكن الشرطة قد أبلغت فعلا و عند سؤاله قال أن خطيبته كانت تمازحه و لم تقصد أن تؤذيه و من وقتها و هو ظل يطاردها إلى أن وافقت على الخطبة والزواج منه
« لا حبيبي لم أنس و لكن وضعهما يختلف عنا في السابق »
ضمها لصدره و هو يجيب ..« فيما يختلف شيماء صدقيني إذا أحب السيد هذه الفتاة فلن يقف شئ في طريقه للوصول إليها تماماً كما حدث معنا حبيبتي »
« هل ستأتي بها حقا غداً كما طلب منك » قالتها و هى تستند برأسها على صدره و تضم خصره بيديها ..فأجابها ..« أجل فهى أيضاً تريد الأطمئنان عليه بالتأكيد ..عندما ترينهما ستفهمين ما أتحدث عنه صدقيني أنا أعتقد أنهما يحبان بعضهما و لكنه فقط العناد هو ما يحركهم » قبل رأسها و هو يقربها منه قائلاً ..« كفى حديثا عن قصة حب السيد و لنتحدث في قصة حبنا نحن فاتنتي »
ضمته بحب .. « يال قلبي من حديثك الحلو هذا يا وحشي و لكنك معاقب يا سيد و لن تتلقى مني شيئاً اليوم لوجود مديرك هنا »
أجاب بتذمر ..« و لم العقاب » أمسكت أذنه تشد عليها ..« لقد أخبرتني أنك أت في الصباح و لكنك لم تأت »
حازم بهدوء ..« حمدا لله أني لم أن شيماء و إلا ماذا كان سيحدث للسيد عامر و تلك المسكينة لقد كان من حسن الحظ أني كنت في الجوار و إلا كانت سأت الأمور أكثر ..هيا أستريحي من قلق اليوم »
أخذها بجواره يحتضنها ليستمع لتنفسها الهادئ ..
★
نهض صباحاً يتأوه بضعف و هو يضع يده على صدره يريد أن يضغط لعل هذا الألم يذهب شعر بتنفسه يضيق مع الحركة فعاد و أستلقى مرة أخرى .. دخل حازم وجده على حالته تلك فقال بقلق ..« هل أنت بخير سيد عامر » كان يحمل صينية عليها بعض الطعام و كوب من العصير و أخر من الماء ليتناول دواءه وضعها على الكمود بجوار السرير و هو يساعد عامر ليجلس و يستند بظهره على الوسائد التي رصها حازم خلفه قال عامر بخفوت ..« أنا بخير حازم هل تحدثت مع هدية »
هز حازم رأسه ..« ليس بعد سيدي فالوقت مازال باكرا تناول فطورك سيدي لتأخذ دواءك »
هز عامر رأسه ..« لا لا أريد حازم فقط أريد الحديث مع هدية أرجوك »
أجابه بحزم ..« إذا تناول فطورك سيدي و تأخذ دواءك حتى تستطيع مقابلتها و أنت بصحة جيدة حتى لا تقلق و ترتعب لمرأك ضعيفا »
تنهد بضيق ..« حسنا حازم و لكن أعطاني هذا العصير و الدواء فقط »
لم يرد حازم إجباره فنفذ له ما أراد ثم بعد أن تأكد من تناوله دوائه قال بحزم ..« أسترح الآن ريثما أتحدث معها » عاد عامر ليستلقي على الفراش و قد شعر بالنعاس أخذ حازم ما جلب و خرج لشيماء القائلة ..
« ألم يأكل أيضاً » هز رأسه ..« لا أعتقد أنه متوتر في إنتظار لقائها لم أستطع الضغط عليه لعلها حين تأتي تقنعه بتناول البعض منه »
سألته بشك ..« لما أنت متأكد هكذا أنها تهتم به »
أجابها بخبث ..« ستعلمين فيما بعد و ليس الآن و كفي عن أسئلة المحققين تلك ريثما أتحدث معها على الهاتف .»
★
أسرعت بإلتقاط هاتفها ما أن رن حتى فتحت بلهفة تجيب المتصل ..
« حازم هذا أنت »
أبتسم حازم بمكر و عيناه تلمع بالنصر ينظر لزوجته ..« أجل آنستي هذا أنا حازم »
قالت بلهفة ..« كيف هو حازم هل هو بخير أجبني أرجوك »
كاد ينفجر ضاحكا و هو حقا يتأكد من ظنه .. حقاً هذان الإثنان يحبان بعضهما ..« أجل آنستي هو بخير و يريد رؤيتك »
قالت بأمر ..« تعال و خذني فوراً حازم ستجدني في إنتظارك في الأسفل ما أن أبلغ أخي أني ذاهبه لموعد مع صديقة »
قال ..« حسنا بعد نصف ساعة سأكون عندك »
قالت بقلق ..« لا لا تتركه وحيد حازم أبعث لي بأحد رجالك فأنا لا أعرف أن أعود هناك مرة أخرى وحدي »
هدئها حازم ..« آنستي السيد هنا في منزلي و هو قريب من هنا لا تخشي شيئاً لن نتأخر عليه»
تنهدت براحة ..« حسنا في إنتظارك أقفلت معه و بدلت ملابسها و أستأذنت من أخيها المتعجب من حالها منذ الأمس و خرجت تنتظر حازم ليقلها رأته يقف بالسيارة على الجانب الآخر من الطريق فأسرعت إليه و هو يفتح لها باب السيارة لتجلس بهدوء و هو يقود مسرعا قليلا متجها لوجهتهم فتح حازم الباب و هو يقول ..« تفضلي آنستي هو هنا في تلك الغرفة » سمعت صوت زوجته تناديه ..« حازم هل أتت هدية معك » أبتسم حازم بيأس .. قائلاً بمرح ..« زوجتي شيماء و تعرف انك خطيبة السيد و أتيه لتريه تفضلي »
كانت شيماء تخرج مسرعة من الداخل لترى من يقول حازم أنها سارقة قلب مديره قالت بمرح ..« أنت هدية أليس كذلك »
أبتسمت هدية ..« و أنت شيماء أليس كذلك »
ضحكت شيماء ..« يبدو أن وحشي أخبرك تفضلي بالدخول عزيزتي »
دخلت هدية و شيماء تقول ..« تريدين تناول بعض العصير قبل لقاء خطيبك »
هزت رأسها نافية ..« لا أريد أن أرى عامر أولاً أرجوكي هل أستطيع »
أجابت شيماء مبتسمة برقه ..« أكيد حبيبتي تفضلي هذه الغرفة هناك »
دلفت هدية للغرفة بقلق تاركة وراءها الباب مفتوح عندما وقعت عيناها عليه .....