رواية خطوبة بعقد إيجار الفصل السادس 6 بقلم صابرين شعبان


رواية خطوبة بعقد إيجار
الفصل السادس 6
بقلم صابرين شعبان

دلف عامر للمنزل و هو شارد فيما حدث اليوم وجد والده يجلس يشاهد التلفاز برنامج عن الإقتصاد فجلس بجانبه على الأريكة بهدوء يقول ساخرا ممررا أصبعه على حاجبه ..« أبي لا أعلم كيف تشاهد هذه البرامج التافهه الممله فهى لا تحسن الإقتصاد أو تحل مشكلة البطالة كل هذا حديث فارغ لا يسمن و لا يغني من جوع ..هذا الجهاز أخترع فقط للترفيه و ليس لجلب الاكتئاب بمشاهدة هكذا برامج تافهه »
التفت إليه شهاب فهو يجد ولده يتفوه بحديث لا معنى له فقط ليبعد عقله عن التفكير في شئ آخر يضايقة هذا هو ولده يعرفه كراحة يده ..
سأله شهاب الدين بهدوء لعله يعرف إذا كان السبب الذي يضايقة يخصها ..« هل ذهبت لرؤية هدية اليوم عامر ..ماذا أحضرت لها ..هل جلبت خاتما كما قُلت ..هل حددتما موعد الخطبة »
أستند برأسه على ظهر الأريكة يتنهد بضيق فهو يريد التحدث مع أحد في الأمر بعد رفض سيف الحديث لعله يفهم ما حدث ..« نعم أبي لقد ذهبت إليها ..و لا لم أحضر خاتما ..و لا لم نحدد موعدا للخطبة »
قلق شهاب هل تشاجرا أم ماذا ..« لماذا بني هل حدث بينكم شئ هل تشاجرتما »
هز رأسه بنفي ..« لا لم نتشاجر و لكن هدية مرضت فجأة و أخذتها للمنزل لتستريح و غداً سأذهب لرؤيتها لقد طلبت من سيف الا يدعها تذهب للمعهد غداً ..»
قلق شهاب و سأله بحيره ..« لماذا بني هل هى مريضة لذلك الحد »
« لا أعلم أبي لقد كانت بخير و فجأة جعلتني أتوقف بالسيارة على جانب الطريق كانت متعرقة شاحبه و ترتجف لا أعلم ما حدث حتى تصبح هكذا فجأة » أجابه عامر و القلق و الحيره تنهشه و يحترق عقله بالاف التساؤلات عن ما حدث و ما ذاد شكه و قلقه أكثر هو أمتناع سيف عن الحديث ..ليته أجبرها على إخباره فقط ليطمئن لقد ترك الأمر و كأنه لا يعنيه ..و لكنه لا يعنيني حقا لم أهتم بأمر يخصها هما فقط ستة أشهر عامر و ستختفي من حياتك فلا تتدخل فيما لا يعنيك ..لم أقلق عليها إذن و كأن خطبتهم المزعومة تلك حقيقية ..و لكنها حقيقية عامر هى طلبت منك ذلك أنسيت ..لا لم أنس و لكن هل المطلوب مني أن أهتم و أقلق عليها و أخاف أيضاً ..أخرجه شهاب من جداله مع نفسه ..« لم لم تجلب لها طبيباً »
أشاح عامر بيده بنفاذ صبر ..« لا أعلم أبي فقط أخبرت أخيها أن يفعل و رحلت ..فقط رحلت لم أعرف كيف أتصرف في أمر كهذا »
نظر إليه والده بدهشة ..« ماذا تقول لا تعرف كيفية التصرف ..عامر بني هدية ستكون مسئوليتك بني لا يجوز أن تلقي بها على الآخرين أنا لا أتحدث عن الآن فهى لم تصبح خطيبتك بعد و لكني أتحدث فيما بعد بني هى ستكون مسئوله منك أنت عامر ...أرجو أن تهتم بها بني فهى ستكون أمانتك التي سيسلمها أخيها لك ..ضع حديثه في عقلك عامر فسيف لن يتهاون في حق أخته إذا حدث لها شئ هذا ما فهمته من تحذيره أمس .. ماذا يحدث بينكم عامر أخبرني لما هو قلق تجاهك لهذا الحد »
زفر عامر بضيق و هو يمر على وجهه بتعب ..« لا شئ أبي لا شئ بيننا أنا حتى لا أعرفه من قبل حتى يكون هناك شئ بيننا و لكنه فقط قلق بسبب فارق العمر بيننا لأنها صغيرة و أنا أكبرها بالكثير »
أجابه شهاب نافيا ..« لا عامر ليس كثيرا بني فأنا كنت أكبر والدتك بسبع عشر عاماً و لم نلحظ هذا الفارق و لا من حولنا لاحظوا ..بل هناك شئ آخر شئ يتخذه ضدك و لا أعرف ما هو »
نهى عامر الحديث حتى لا يتعمق أبيه في أسباب كره سيف له ..
« عمتاً أبي أنا سأذهب غداً لرؤيتها لأطمئن عليها فلتأتي معي حتى تراها و تطمئن أنت الآخر أتفقنا ..و لكن الآن أنا متعب قليلاً و سأذهب للنوم إذ لم تمانع أبي »
أومأ شهاب موافقا ..« حسنا بني سأتي غداً معك و الآن أذهب لتنام و تستريح »
دلف عامر لغرفته ينزع ملابسه و يلقي بها على المقعد في الغرفة ألقى بجسده على الفراش و هو يعيد في عقله ما حدث اليوم منذ خروجها من المعهد لإرجاعها للمنزل أعاد تذكر ذلك مرارا وتكرارا لعله يصل لما يحصل معها و لكن لم يكتشف شئ سوى خوفها و رعبها ما رأه فقط و لكن من ماذا .. أغمض عينيه و هو يذهب في سبات عميق واعدا نفسه بأنه غداً سيعلم ما أصابها غداً سيفهم ما الأمر غداً غداً عامر غداً ...


أبتسم سيف في وجه شهاب الدين مرحباً ..« أهلا بك سيدي تفضل بالدخول »
دلف شهاب خلفه عامر لغرفة الجلوس و شهاب يتسأل بقلق ..« لقد أخبرني عامر أن هديتنا مريضة فلم أستطع أن أصبر حتى أراها هل هى بخير »
جلس شهاب على المقعد و سيف يقول مجيبا ..« أجل سيدي لقد أصبحت بخير هى فقط وعكة بسيطة لعلها قلقة من أجل إختبارتها تعرف هذا عامها الأخير .. دقيقة واحدة سأتي بها »
أبتسم شهاب لسيف المنصرف فهو يعاملة بإحترام و أدب و لكنه دوماً يتجاهل عامر أو يوجه له حديث لا يعلم حقاً ما يدور بين هذان الإثنان التفت لعامر يتسأل ..« هل ستذهب كما أخبرتني »
أومأ عامر برأسه ..« فقط أراها فإذا كانت بخير سأخذها و أرحل و أتركك تجلس و سيف إلى أن أتى.. فأنا أريد الحديث معها بعيداً عن أخيها الذي يشبه التنين الماكث على مدخل كهف من الذهب ليحرسه »
ضحك شهاب مرحا من تشبيه سيف (بالتنين) الحارس ..( كائن خرافي لحيوان ضخم له أجنحة و ينفث نارا معرف في الأساطير الصينية )
« يحق له بني فأخته كالذهب و عليه حمايته ..فهى فتاة طيبة و جميلة و لقد أحببتها حقا .أتمنى أن تسعدك بني و تأتي لي بالكثير و الكثير من الأحفاد »
بدهشة قال عامر و قد أضطرب قلبه ..« مهلا أبي نحن فقط في الخطبة و أنت تتحدث عن الأحفاد »
أبتسم شهاب ..« أهدء عامر أنا فقط أحمسك للأمر حتى تتعجل فأنا أريد أن أرى أحفادى قبل رحيلي عن العالم »
مر عامر بيده على شعره ليعيده للخلف و بدلا من ترتيبه أشعثه أكثر ..هل أخطأ عندما فكر في هذا الحل ليبعد الشائعات المغرضة عنه هل ينسحب من الآن أم يكمل هذه الأشهر و يتصرف حينها فوالده بدء في أبتزازه عاطفياً بحديثه عن الأحفاد ..« حسنا أبي دعنا الآن نفكر في الخطبة و الباقي فيما بعد ..و لا تنس أنها مازالت تدرس »
هز شهاب رأسه موافقا ...« حسنا عامر كما تريد »
دلفت هدية مع سيف مرحبه بشهاب متجاهلة عامر تماماً هى أيضاً كأخيها أمسكت بيد شهاب مرحبه..« أهلا بك عمي كيف حالك »
شد شهاب على يدها مبتسما ..« بخير عزيزتي ألم أقل لك أن تناديني بأبي »
أرتبكت هدية تنظر لسيف الذي أومأ برأسه إيجابا فالتفتت لشهاب مبتسمه ..« حسنا أبي تفضل بالجلوس ..»
جلست بينه وبين سيف تتحدث لوالده بهدوء عن حاله و ماذا يقضي وقته بعد تركه العمل ماذا يحب أن يشاهد من برامج كانت تتحدث بسلاسه و حميميه مع والده كأنها تعرفه منذ زمن طويل و ليس منذ أيام فقط تنحنح عامر بهدوء فقد فاض به الكيل من تجاهل كلاهما لوجوده ..« هدية عزيزتي ما رأيك أن نخرج الآن تاركين سيف و أبي يتحدثان قليلاً بما أنك بخير فأنا أريد الحديث معك عن موعد الخطبة »
شحب وجهها و هى تنظر لأخيها بتساؤل ..فأومأ موافقا ..« حسنا حبيبتي يمكنك الذهاب و لكن لا تتأخرا في الخارج و أنا سأتحدث مع سيد شهاب قليلاً إلي أن تأتوا هيا أذهبوا » 
نهضت مستسلمة ..« حسنا سأتي بحقيبتي »
جلبت حقيبتها و أتت تخبر أخيها برحيلهم كان عامر ينتظر واقفا عند باب الغرفة رحل كلاهما ..فالتفت شهاب لسيف يسأله بهدوء ..« ما بها هدية سيف لقد أخبرني عامر بما حدث معها هل أختك مريضة »
سأله سيف بهدوء ..« هل تخشى سيدي أن تكون مريضة فتكون فيما بعد عبئا ثقيلا على ولدك »
نظر إليه شهاب بعتاب ..« لا بني فقط خائف فهى قد أصبحت ابنتي سيف قلقي عليها كاقلقي على عامر إذا إصابة شئ »
تنهد سيف و قال بقلق ..« حسنا سيدي هناك شئ لا يعلمة عامر و لا أعتقد أن هدية تريده أن يعلم فهى لم تخبره للان و هذا معناه أنها لا تريده أن يعلم »
« و هل هذا ينطبق على أيضاً ..حتى إذا وعدتك أن ما ستخبرني به لن يعلمه عامر » أجابه شهاب مبتسما فأبتسم سيف بدوره ..
« حسنا ماذا تشرب أولا و بعدها نتحدث في الأمر »
ضحك شهاب مرحا ..« حسنا فنجانا من القهوة سيكون جيد سيف »
نهض سيف و ذهب ليعد القهوة عاد بعد قليل و أعطى لشهاب أحدهم أرتشف منه القليل لم يسأله ترك له المجال ليبدء بنفسه الحديث ..
بدء سيف حديثه بنبرة حزن قائلاً ..« منذ عامين توفي أبي و أمي في حادث سيارة كنت خارج البلاد و لم أعلم سوى بعدها بأسبوع عندما أتصل بي جار لأبي يخبرني بالأمر ..فور تلقي الخبر سألت عن هدية فأخبرني أنها بخير ..عدت مسرعا و لم أسأل عن ما حدث .. إلى أن بدأت هدية تنتابها نوبات خوف من السيارات و تستيقظ ليلا تصرخ رعبا ..لم أفهم ما يحدث ظننت أنها تفتقد والدي أو فقط لعلمها أنهم قتلوا بسبب السيارة لهذا ترتعب من ركوبها و هذه طريقتها في التعبير عن فقد والدي.. إلى أن قابلته .. صديق والدي فهو كان معها في المشفى فور تلقيه الخبر و تحدث مع بعض من رأى الحادث الذين كانوا يطمئنون عليها في المشفى ..عندها علمت أنها كانت معهم في السيارة وقت الحادث كانت جالسه في المقعد الخلفي والدي ماتا فوراً أما هدية فقد علقت معهم ساعة و نصف تشاهدهم غارقين في دمائهم لا يتحركون لم يستطع أحد إخراجها إلى أن أتت النجده فالسيارة كانت مدمرة تماماً » مسح سيف عينيه و هو يكمل ..« لقد مكثت أسبوعين في المشفى لم أستطع العودة قبل هذا الوقت و حين عادت للمنزل كنت قد وصلت ..بدت ..بدت لا أعلم تائهة هادئة إلى أن بدأت حالتها تتدهور كما قلت لك ..لم أستطع الإبتعاد عنها فكنت أمكث معها في غرفتها شهورا طويلة إلى أن تحسنت ..و لكنها كفت عن أستقلال السيارات أو حتى الموصلات العامة ..أمس فقط عادت الذكرى لها بقوة عندما صعدت مع عامر لم تستطع أن تخبره عن الأمر هى ظنت أنها بخير و ما عادت خائفة ..ولكن ..» أكمل سيف بيأس ..« عندما سألتها أمس قالت إنها عاشت ما حدث مرة أخرى فقط عندما أسرع بالسيارة قليلاً ..» 
سأله شهاب بتأثر على ما مرت به هذه الفتاة الصغيرة من مأساة ..« لما لم تجعلها تذهب للطبيب سيف »
« لقد رفضت كل محاولاتي لحسها للذهاب تقول أنها تريد فقط أن تنسى الأمر و لا أحد يتحدث عنه و هذا ما يفعله الطبيب سيجعلها تتحدث عن الأمر .. أنا حقا لا أعرف ماذا أفعل » قالها سيف بحزن ثم أكمل ..« أنا لا أريد أجبارها على شئ كل ما أستطيع فقط هو أن أحتويها لأساعدها على محاولة النسيان لما حدث و العودة لطبيعتها»
صمت سيف و قد أستنفد طاقته و مشاعره في سرد معاناة أخته الصغيرة زفر بحرقه و شهاب ينظر إليه بحزن و قلق لما يتفوه به و أن معاناتها مازالت مستمرة ..هل يا ترى يستطيع عامر أن يساعدها أم يزيد الأمر سوءا فولده ليس لديه من الصبر الكثير كسيف الذي ظل بجانبها سنوات يحتويها بحبه و حنانه .. و لكنه لن يتركه سيساعده هو أيضاً فهى كابنته الآن من الآن أصبحت مسئولة منه كعامر تماماً ...
« أطمئن بني هدية في رعايتي منذ الآن أنا أيضاً فهى ابنتي و أنا أعدك أنها ستكون بخير و تحت حمايتي و أنا و أنت و عامر سنساعدها لتتخطى هذه المحنه بسلام و إذا لم تريد الذهاب للطبيب فلا بأس سنذهب نحن بدلاً عنها ..فيجب أن نتشاور معه في كيفية التعامل مع الأمر من متخصص ..نحن سنساعدها بتوجيه من الطبيب بدون أن تشعر ..»
سيف بقلق ..« سيدي لا أريد أن يعلم عامر ما لم تقل له هدية بنفسها »
طمئنه شهاب ..« لا تقلق بني لقد وعدتك و أنا دوماً أفي بوعدي أطمئن »
ثم أكمل بمرح ..« هيا أذهب و أعد لنا فنجانين أخرين من القهوة فهذه قد بردت »
ضحك سيف مخرجا نفسه من دائرة حزنه ..« حسنا عمى دقيقة واحدة»


كانا يسيران على مهل بعد أن طلبت منه هدية عدم ركوب السيارة بعد أن توقف أمامها ينظر إليها فقالت بهدوء ..« عامر لم لا نسير قليلاً فالجو اليوم رائع للسير »
لم يجادلها فهو يريدها هادئة ليعلم ماذا يحدث معها ..سار بجانبها بصمت و هى تتشبث بحقيبتها بقوة مد يده ليمسك بيدها برقه فالتفتت إليه شاحبه تحاول تخليص يدها منه قائلة بضيق ..« أترك يدي عامر هذا لا يجوز »
رفع حاجبه ساخرا و هو يقول بخبث ..« ألم تريدي كل شئ حقيقي هدية و ها أنا أفعل لك ما تريدين ..فأنت خطيبتي و يحق لي أن أمسك بيدك أليس كذلك »
قالت بنفاذ صبر ..« عامر أترك يدي و هيا لنعود للمنزل » 
فسألها بمكر ..« الا تريدين أن أجلب لك خاتما .. و كبييييرا كما طلبتي »
ردت بحنق هذا الوغد لا ينسى شيئاً أبدا ..« نعم أريده و لكن ليس بالضرورة الآن فلن أرتديه سوى في يوم خطبتنا »
فقال بضيق فهى تتهرب منه ..« و لكننا لم نتحدث بعد في موعد الخطبة هدية »
بلامبالاة أجابت ..« و هذا أيضاً نتحدث فيه وقت أخر عامر أو قل لي على موعد أخبره لأخي »
سألها بنفاذ صبر ..« أذن أخبريني ماذا حدث معك أمس لتمرضي أخبريني هدية فأنا أريد أن أعلم »
قالت بصوت متحشرج مختنق ..« لا تجبرني على الحديث عامر فأنا لا أريد الحديث الآن في الأمر أرجوك أعدني إلي المنزل »
قال بحده ..« لا هدية سنتحدث الآن قبل الذهاب فأنا أريد أن أفهم »
قالت هدية بغضب ..« أعتقد سيد عامر أنه ليس من شأنك أن تعرف شئ يخصني فقط تذكر ..هما فقط ستة أشهر ستمضي و ترحل عنى لا تنس ذلك »
وقف أمامها يضع يده في جيب سرواله يرفع حاجبه ساخرا لأنفجارها هذا أمامه ..« أنا أعلم هدية و لم أنس و أنت أيضاً لا تنسي و أنت تعمقي علاقتك بأبي فهمتي »
لمعت عينيها بالدموع ..« فهمت عامر »
زفر بضيق و هو يرى عيونها اللامعة بالدمع فسألها حانقا ..« لم البكاء الآن هدية »
أزالت دموعها بيدها قائلة ..« لا شئ عامر فقط أخبرني عن موعد الخطبة حتى أبلغ سيف فهذا سبب خروجنا معا الآن أليس كذلك و أنا لا أريد أغضاب أخي »
زفر بغيظ و هو يقول بقوة يهاجم أخيها جعلها تتعجب لغضبه ..« ما به تنينك الحارس هدية هل سأكلكي أم ماذا ..كفي عن إلقاء أخيكي في وجهى كلما أردت شيئاً فأنا لا أخشى أحدا »
أبتسمت بمكر رغم دموعها التي تملئ عينيها ..« حسنا عامر أعلم أنك لا تخشى أحدا و الآن هل نتحدث عن موعد الخطبة »
قال يتسأل ..« و الخاتم »
بلامبالاة أجابت ..« أخبرتك يوم الخطبة عامر فلتجلبه أنا أثق في ذوقك فهو رائع ..» 
أمسكت بقلب سلسالها تريه إياه فأبتسم بهدوء ..« حسنا هدية الخطبة الأسبوع القادم منتصفه يناسبك ذلك »
بلامبالاة قالت ..« أجل لا مانع لدي » رفعت إصبعها في وجهه ..« و لكن أحذرك أن لا تجلب لي شئ للخطبة فأنا لا أريد منك شيئاً أو تجلب لي ثيابي فأنا لي ذوق خاص بما أرتدي » تذكر ثوبها الفضي و هو ينظر لما ترتديه الآن ثوب أزرق ضيق قليلاً يظهر حناياها برقه يصل لبعد الركبه بقليل بأكمام طويلة و فتحه محتشمة ..« حسنا هدية فأنا لا أعترض على ما ترتدينه فهو مميز و غريب مثلك »
أصدرت صوت زمجرة حانقة و هى تعود و تستدير تجاه المنزل ..« هيا لقد أكتفيت من الحديث معك عامر » ضحك بخفوت و هو يسير خلفها ليعودا للمنزل وقد تم له ما أراد و حدد موعد للخطبة و أصبحت هدية ..هديته للأشهر القادمة ...


يوم الخطبة
دخل سيف غرفة هدية التي كانت تنهى زينتها أستعدادا لإستقبال عامر فهو قد أرسل إليها مصففة الشعر و أخرى لتزيين وجهها و قد بعث لها رسالة مع حازم و هو يعطيها مجموعة من العلب تحتوى على عدة أثواب للسهرة حتى تختار من بينها رغم تحذيرها له الا يفعل تجاهلت العلب كالعادة و مدت يدها لتأخذ الرسالة فضتها و قرأت ما كتبه هذه المرة عقدت حاجبيها بغضب و غيظ و السيدتين يقفان بجانبها في إنتظار أن تنتهى مع حازم و يبدأ عملهم كان عامر قد كتب لها في الورقة .." هذه الأشياء لك لتختارى ما يناسبك منها و السيدتين لمساعدتك لعله يجدي نفعا يا صغيرة "
أبتسمت لحازم بغيظ الذي قال بتساؤل ..« هل أخبره شئ سيدتي »
رفعت حاجبا ساخره قائلة بمرح ..« سيدتي ..حسنا لا بأس »
ثم أكملت بغيظ ساخر ..« أخبر سيدك أني أريده أن يجعل حلاقه يصبغ شعراته البيضاء باللون الأسود » حاول حازم أن يكتم ضحكته بشق الأنفس و هو يتنحنح قائلاً ..« أي شيء آخر سيدتي »
أجابته هدية بمرح ..« شكراً لك حازم لا أستطيع ضيافتك الآن فأنا أريد أن أصبح جميلة اليوم من أجل سيدك البغيض »
لم يستطع حازم كتم ضحكته كثيرا فقال من وسط ضحكاته ..« حسنا آنستي أنا سأذهب الآن مبارك لك مرة أخرى » 
ودعته و أغلقت الباب حانقة و هى تعيد قراءة الرسالة مرة أخرى ..هذا الوغد يظن أني لا أستطيع أن أصبح جميلة حسنا سيد عامر سنرى...
قال سيف بهدوء ..« حبيبتي هل أنتهيتي لقد تأخر الوقت و عامر في الطريق »
أجابته هدية بهدوء لا تشعر به ..« أجل أخي لقد أنتهيت »
نظر إليها سيف بحنان و عيناه تلمع بالدمع خوفاً و قلقا على صغيرته مما ينتظرها فهو يخشى أن تصدم في عامر عندما تعلم عنه ما يعلمه أحاط وجهها بيديه قائلاً ..« حبيبتي أنت جميلة جدا اليوم عن أي يوماً أخر »
أقتربت تحتضنه لتشعر ببعض الأمان ..« أحبك أخي »
أبتعد عنها قائلاً بمرح ..« إياك أن تبكي حتى لا تفسدي زينتك »
أومأت برأسها ..« حسنا أخي لن أبكي » ثم طلبت منه بتردد ..
« أخي أريدك أن تجلس بجانبي في السيارة عند الذهاب أرجوك »
علم سيف سبب قلقها و لكنه أطمئن عندما أبلغه شهاب أنه أوصى السائق أن يتمهل في القيادة عندما يأتي مع عامر لأخذها ..قال سيف بحنان مرح ..« حسنا عزيزتي و لكن إذا تذمر خطيبك فلن أصمت و سيذهب و عين له زرقاء من قبضتي أنا أحذرك »
ضحكت هدية بمرح ...« حسنا أخي و أنا موافقة »
ضمها سيف ثم خرج من الغرفة و السيدتان تجمعان أشيائهما لتنصرفا سمعا طرقا على الباب فقال سيف بمرح ..« ها قد جاء خاطفكي يا صغيرة » توجه للباب ليفتحه كان عامر يقف يضع يده في جيب سرواله بذلته الأسود سأل سيف ..« هل جهزت هدية »
أفسح له الطريق ليدخل عند رحيل المرأتان مودعتين العروس نظر عامر لهدية خلف سيف ..كانت ترتدي ثوب أرجواني بذيل طويل بقماش لامع له حملات كتف رفيعة وكان محكما عند الصدر و الخصر يظهر حنايا جسدها الأنثوي و يظهر ذراعيها و كتفيها السمراء ترتدي حذاء بكعب عال أعطاها طولا واضعة مشبك من الألماس على شكل زهرة على شعرها بعد أن صففته لها المصففة للخلف و أنزلت بعض خصلاته على وجهها زينة وجهها جعلتها تبدو جميلة للغاية كنجمات السينما ظل ينظر إليها بصمت و هو يمر بعينيه على كتفيها العارية بضيق لا يعلم لم تضايق من إظهارها لجسدها هكذا حاول التماسك حتى لا ينفجر في وجهها و هو يرى ثوبها يظهر بعض من صدرها فقال بغضب مكتوم يتسأل و كأنه يحذرها أن تجيبه بالإيجاب ..« هل ستخرجين هكذا هدية » 
نظرت إليه بتعجب ماكر و سيف يراقب بصمت ...« هكذا ماذا عامر ماذا تقصد لا أفهم »
قال بغضب مكتوم ..« هكذا هدية شبه عارية ألم تنظرى لنفسك في المرآة أن ذراعيك و كتفيك و و » لم يستطع أن يشير لصدرها و أكمل بحنق ..« عارية هدية » 
كتم سيف ضحكته فهو يعلم أنها لن تذهب هكذا و لكنه لم يرد التدخل و ترك لأخته الرد واضح أنها تتلاعب به قليلاً ...
أجابته ببرود ..« هذا حفل خطبتي ماذا تريدني أن أرتدي »
رفع أصبعة في وجهها بتحذير و سيف صامت يتابع .. « أنت لن تخرجي من باب المنزل معي هكذا هدية عارية » 
قالت بغيظ ..« كيف عارية عامر أنهما فقط ذراعي و كتفي »
قال بحزم صارم ..« لن تخرجي هكذا و أنتهى الأمر »
كتفت يدها أمام صدرها ..« و العمل سيد عامر ماذا تريدني أن أفعل الآن »
أجاب بغضب ..« أبدليه »
نظرت إليه بحنق ..« ماذا الآن و زينتي و شعري الذي سيشعث »
تدخل سيف فهى قد تمادت كثيرا مصممه على أستفزازه للنهاية في معركة إثبات إرادات « هدية يكفي أذهبي و إجلبي شئ لترتديه على ثوبك و كفي جدالا و حماقة » 
زفرت بحنق و أستدرات تذهب لغرفتها و هى تتذمر ..« أوف منك عامر أنت مفسد للبهجة »
ضحك سيف بمرح فنهرة عامر ..« أنت كيف كنت ستدعها تخرج هكذا »
هز سيف كتفه بالامبالاة مستفزا عامر أراد فقط مضايقته فهو لم و لن ينسي ما فعله فقط كل ما يريده هو سلامة هدية إذا علمت شيئا ..« أنها خطبتها » كان عامر سيحتد عليه و لكن خروجها أنقذهم من التشاحن أرتدت شال من نفس قماش الثوب مطرز يشبه المروحة و لم يظهر سوى مرفقيها فقط تنهد عامر براحه عندما شاهدها هكذا فقال بهدوء ..« هل نذهب لقد تأخرنا » 
أومأت برأسها بصمت تنظر لأخيها  الذي فهم إشارتها  فقال بهدوء ..
« أنا سأذهب معكم في السيارة عامر » 
كتم ضيقه فهو كان يريد أن يذهبا وحدهم للفندق  حتى يستطيع التحدث معها ..« حسنا هيا بنا »
أمسك بيد هدية و سيف يغلق الباب خلفه   صعد عامر  في السيارة بعد أن أجلس هدية في الخلف فصعد سيف  يجلس بجانبها الآخر و ترك جانب السائق  فزفر عامر بغيظ و هو يحس السائق على التحرك  فأمسكت هدية بيد سيف  تضغط عليها  بقوة و هى تبتسم في وجهه نظر عامر ليدها بضيق  و هو يمر بإصبعة على حاجبه الأيسر بحنق  أخبر السائق  بأمر..« أسرع قليلاً ماهر »
أومأ ماهر برأسه  و لكنه لم يزد من سرعته بل تعمد السير خلف السيارات البطيئة  حتى لا ينفذ أمر سيده مدعيا بزحمة السير  كما أوصاه شهاب ..أقتربت هدية من سيف تكاد تستلقي على صدره و هى تأخذ أنفاس بطيئة لتهدء من قلقها  قليلاً و سيف يقترب من أذنها  يهمس بأن كل شئ سيكون بخير .. تطلع عليهم عامر بغيرة من تقاربهم الحميم فهى لم تقترب منه هكذا  و لم تمسك بيده رغم أنه خطيبها  أما أخيها فلا تكف عن  تقبيله و معانقته و أمساك يده أما هو فقد وبخته عندما أمسك بيدها  ببرائه  الأسبوع الماضي ..وبخ نفسه.. ماذا بك عامر  هل تغار على هذه الوقحة  ..لا لا لا أغار و كيف و أنا لا أحبها حتى هى فقط خطيبة بالإيجار عامر  لمدة ستة أشهر و الثمن وظيفة و تحسين صورتها أمام  رفيقاتها  ..كان يلتفت من وقت لآخر  إليها بجوار  أخيها بغيظ  الذي يراهم يعتقد أنه هو أخيها و سيف خطيبها من قربهما المستفز لأعصابه  ..زفر و هو ينظر للسائق بتعجب فهذا الآخر يتصرف بغرابة اليوم  و يتعمد البطئ في القيادة  و الدخول في الشوارع المزدحمة ..لم يشعر أنه هناك شئ خاطئ  و لكنه لا يعرف ما هو .. تنهد براحه  عندما وصلا للفندق  ترجل سيف يساعد هدية و عامر يأتي ليمسك بيدها ليدخلا القاعة في الفندق ..أستقبلهم شهاب  بفرح مقبلا رأس هدية  و هو يحسهم على الدخول  مع عامر  كانت متوتره و هى ترى الوجوه  الكثيرة من حولها تحدق بها  بتعجب ..بحقد..بغيره..و حسد .. أجلسها عامر على المقعد المخصص لها  فجلست تتنهد بعمق لتهدء  من أعصابها ناظره للوجوه حولها بقلق   فهى تشعر الآن من فداحة ما فعلت و الولوج لهذه الحياة  للأشهر القادمة .....



تعليقات