
رواية خطوبة بعقد إيجار
الفصل السابع 7 والثامن 8
بقلم صابرين شعبان
كانت هدية قلقه مما هى مقدمة عليه فهى بطبيعتها تحب الهدوء و ألا تكون محور إهتمام من أحد و دخولها في حياة عامر ستجعلها تحت الأضواء نعتت نفسها بالغباء لقبولها بهكذا صفقة غبية ماذا تعتقد بغبائها أن سيف سيقبل بعملها في شركته بعد تركه إياها كيف لم تنتبه لذلك من قبل حسنا هى لا تريد أن تعمل لديه في الشركة هى فقط ستظل معه لستة أشهر كما أتفقا لتساعده فقط ثم ستخرج من حياته و تعود لحياتها الهادئة .. كانت جالسه تنظر لما حولها تشعر أنها في سيرك كبير و هى تقوم بتقديم فقرة فيه زفرت بضيق داعيه الله أن يمر اليوم بسلام ... عندما أقترب منهم رجل تقريباً في مثل عمر عامر كان طويل القامة بشعره البني و ملامح قاسية لا تخلوا من الجاذبية كان يتطلع عليها بتفحص قائلاً لعامر ...« مبارك لك يا صديقي لقد أسعدني خبر خطبتك حقا »
« شكراً لك خالد و العقبه لك » قالها عامر بهدوء و هو يمسك بيده مصافحا ..كان خالد مازال ينظر لهدية يتسأل ..« الن تعرفني على خطيبتك يا رجل »
شعر عامر بالضيق من نظرات خالد فسب نفسه حانقا على غيرته غير مصدق لشعوره هذا.. أتغار عامر من نظرة بريئه من رجل آخر أنت حقاً أحمق هل صدقت أنها خطيبتك حقا كان خالد قد مد يده ليصافح هدية التي مدت يدها بضيق و قبل أن يمسك خالد يدها وجد يد عامر ممسكه بيده و هو يبتسم بمكر ...« خطيبتي هدية و هى لا تصافح أحدا »
أبتسم خالد بخبث ..« أسم مميز لفتاة مميزة »
لم ترتح هدية لنظراته فأشاحت بوجهها و عامر يقف ليضع يده على كتف خالد ليبعده عن هدية ..« هيا يا رجل أستمتع بالحفل و دعني و خطيبتي وحدنا ..تعرف هناك أحاديث كثيرة بينا نريد البوح بها و لا نريد عازولا ليضايقنا » كان عامر يحادثه بشئ من المرح يخفي وراءه ضيقه الذي شعر به من نظرات خالد ..فضحك هذا الأخير ..
« هنيئا لك يا رجل بهديتك ..دعنا نلتقي فيما بعد لنعمق معرفتنا »
كاد عامر يصفعه يعمق علاقته بمن هذا الأحمق ..« حسنا خالد فيما بعد يا رجل و الآن أتركني مع عروسي »
رحل خالد ضاحكا ..« إلى اللقاء قريبًا عامر »
عاد عامر للجلوس بجوار هدية و هو يزفر بضيق أقترب منها ليمسك بيدها يرفعها لفمه مقبلا أحمر وجهها تحت بشرتها السمراء ليذداد أسمرارا أبتسم عامر قائلاً بمكر ..« هذا تحت بند الحقيقي الذي تريدينه هدية »
قالت بأضطراب ..« كُف عن مضايقتي عامر أنا أشعر بالقلق من هذا المكان و أريد أن يمر الوقت سريعًا لأذهب للبيت ..»
أقترب منهم في ذلك الوقت سيف و شهاب يهنئانهم و هذا الأخير يقول ..« الن تلبس هدية الخاتم عامر »
هز رأسه موافقا و هو يقول ..« أجل أبي أكيد »
نبه شهاب الحضور ليصمتا و عامر يخرج من جيبه علبه صغيرة تحتوي على محبسي الخطبه و خاتم كبير من الألماس أمسك بيد هدية ليلبسها محبس من الذهب فأرتعشت يدها في يده فشعر بالنشوة لعلمه بتأثرها بما يحدث ثم أعطاها الخاتم خاصته لتلبسه إياه فأبتسم بخبث و هو يلبسها الخاتم الألماس فنظرت إليه بسخرية لعلمها بما يفكر قبل رأسها و هو يهمس في أذنها ..« مبارك لك هديتي الصغيرة »
صفق الجميع من حولهم و هم يهنئونهم قام سيف بإحتضانها لا يصدق أن صغيرته أصبحت عروس قال شهاب بمرح فرحا ..« أبتعد قليلاً سيف أريد تقديم هديتي للعروس فلقد أصبحت ابنتي الآن قبل رأسها في فرح شديد ..« مبارك لك حبيبتي أتمنى لك السعادة »
لمعت عينيها بالدموع مع شعور بالذنب حارق يجتاحها لخداعها هذا الرجل الطيب و أخيها الحنون لائمه نفسها على هذا متسأله هل الأمر يستحق لتخدعهم هكذا ..أخرج شهاب من جيبه علبه قائلاً ..« هذه هديتي لهديتنا الجميلة سأدع عامر يلبسها إياكي فهو الأحق بذلك ..أبتسم عامر بسخرية مستفزه لم يلحظها غيرها و كأنه يقول لها ها قد جاءك أكثر من الخاتم الكبير الذي طلبته كانت تريد أن تلكمه على وجهه الساخر هذا و هو يلبسها خاتم على شكل قلب مفرغ محاط بحبات من الألماس عاد ليلبسها السوار الشبيه بالخاتم ثم أقترب منها ليلبسها العقد فأحنى رأسه ليشم رائحتها العطرة كاد أن يقبل عنقها رغم إرادته أفاق على صوت سيف ليبتعد و هذا الأخير يقول لعامر ..
« هل تسمح لى بمراقصة العروس »
أغتاظ عامر و كاد أن يرفض لو لا والده الذي أجاب عنه فرحا ..« و لم يمانع عامر هيا سيف أذهبا »
أخذ سيف هدية ليتجه لحلبة الرقص و كان صوت الموسيقى الهادئ يبعث على الراحه في نفس هدية ضمها سيف بحنان و هو يقترب يسألها ..« حبيبتي هل أنت بخير »
أومأت برأسها ..« أجل أخي بخير و لكني أريد أن يمر الوقت سريعًا لأعود لهدوء منزلنا »
ضحك سيف بقوة مما جعل عامر ينظر إليهما بغيظ فهذا السيف يتصرف كأنه خطيبها و ليس أخيها ..قال سيف لهدية ..« أنت غريبة الأطوار يا فتاة في يوم خطبتك و تريدين العودة لهدوء منزلك »
تذمرت هدية و هى تلقى برأسها على صدره ..« أخي أنت تعلم أني من عشاق الهدوء و الرتابه لست مغامرة مثلك سيد سيف الدين فهمي »
ضحك بمكر ..« هل أخبر عامر برغبتك في الرحيل و لم يمر سوى ساعتين على مجيئكم للحفل »
« أخي كُف عن مضايقتي لم الجميع يضايقني اليوم و أنا العروس التي مفترض بكم إسعادها » بحنق أجابته .. هم أن يسألها من الذي ضايقها عندما أقترب عامر يبعد هدية عن سيف بمرح مفتعل ..« حان دورى الآن سيف لا تنس أنا العريس هنا و ليس أنت ..»
رفع سيف حاجبه ساخرا و هو يبتعد عن هدية قائلاً ببرود ..« لقد رغبت فقط في الترفيه عنها فهى كانت تجلس بجوارك شاحبه »
عقد عامر حاجبيه بغضب ..« حسنا سيف و ها قد رفهت عنها هل تسمح لي الآن » أشر سيف علامة الموافقة و هو يبتعد تاركا هدية مع عامر ليتجه ليجلس بجوار شهاب الناظر لما يحدث بمكر مبتسم ..كان يقف أمامها ينظر لعينيها المرتبكه بصمت ثم أقترب منها يأخذها بين ذراعيه يحركها في خطوات هادئة و هى تحاول إبعاده قليلاً فضم خصرها يقرب جسدها منه يستند بذقنه على جانب رأسها يقول بأمر
« كفى هدية أنا خطيبك ليس عليك التصرف معي هكذا »
قالت بحده و مازالت تبعده ..« عامر أنت تعرف حقيقة خطبتنا هى ليست حقيقية عامر فكف عن تصرفك هذا معي و أبتعد قليلاً عامر فهذا لا يصح »
أذداد غضبه و هو يسمع قولها بأنه لا يصح أليست هذه رغبتها أن تكون خطبتنا حقيقة أمام الآخرين لم التذمر الآن. قال بلهجه أمره ..« أنت خطيبتي الحقيقة هدية أنظري حولك لتعرفي أنك أصبحت لي لي فقط حتى لو كان للأشهر القليلة القادمة أنت لي ..»
أقترب من عنقها يقبله و هو يضمها فأرتعش جسدها بين ذراعيه و هى تحاول إبعاده بهدوء حتى لا تثير الإنتباه من حولها قالت بخفوت ..
« أبتعد عامر أرجوك أنت تستغلني هكذا عامر و أنا لن أقبل بذلك أبتعد و إلا أقسم أن ..»
أبتعد قليلاً و هو يقاطعها متسألا بحيره ..« لما ترددين إسمي كثيرا هدية »
خفق قلبها فهى لا تعلم لم تردده أكثر من مرة عند محادثته كل ما تعرفه أنها تحب شعورها و هى تنطق به مرارا وتكرارا أرتبكت هدية مردده
« لا أعلم هو فقط .. هكذا يخرج من فمي بلا إرادة مني »
أبتسم عامر ..« و أنا أيضاً أحب سماع إسمي من فمك الجميل هذا هديتي »
ردت حانقة ..« عامر التزم الأدب و كف عن وقاحتك معي أنا أحذرك عامر »
ضحك عامر بقوة ..« مرة أخرى هديتي »
زفرت بضيق تقول بغضب ..« أعدني لمقعدي فقد تعبت من الحركة »
تنهد بضيق حانق و هو يبتعد ليعود و يجلسها على المقعد جلس بجانبها و قال بأمر ..« حسنا أهدئي الآن »
جلسا بصمت يتطلعان على الجمع من حولهم يتقبلان التهنئه من وقت لآخر من أصدقاء لعامر أو شركائه أو معارفه مر الوقت ببطء و جاء وقت إنصرافهم بعد رحيل معظم الحضور ..نظر سيف لوجه هدية المرهق فقال بحزم ..« عامر يجب أن أعيد هدية للمنزل ..يكفي هذا فالوقت تأخر و هى مرهقة »
أجابه عامر بغيظ ..« أنا سأعيدها بنفسي سيف وحدنا »
رد سيف و هو يكتم حنقه و غضبة من ذلك البغيض « بل ستعود معي عامر لا داعي لرجوعنا معا فالوقت تأخر و تستطيع الذهاب إلى البيت مع عمى شهاب و أنا سأخذ أختي للمنزل أتفقنا »
صاح عامر بغضب ..« لا لم نتفق سيف هدية خطيبتي و سأعيدك بنفسي وحدنا »
كانت تجلس مشتته تشعر بالضياع و هى تستمع لشجارهم حولها كاجروين يتشاجران على عظمه .. لم تستطع أن تفكر في محنة رجوعها معه في السيارة لم هو عنيد هكذا فأجابت بحزم « عامر أنا سأعود مع سيف لا داعي لمرافقتي للمنزل و عودتك مرة أخرى للقيادة فالوقت تأخر و لا داعى لذلك »
نظر إليها بصمت لحظات ثم أجاب بتصميم ..« لا أنا سأعيدك هدية ولا تقلقي من عودتي إلى القيادة مرة أخرى فأنا معتاد على ذلك »
خفق قلبها فهذا الرجل يابس الرأس كالثور شعرت بالخوف و هى ترى تصميمة و عناده و التشبث برأيه و تحدية لأخيها هو كل ما يهمه لفرض إرادته و ليس إعادتها حقا أنقبضت معدتها و هى تتخيل ما سوف يحدث شعرت بالوهن و هى جالسه على ذلك المقعد منذ ساعات حتى كادت تلتصق به نهضت ببطء تقترب من أخيها تطالبة بالحماية ..« سيف أرجوك أعدني للبيت أخي فأنا أشعر بالتعب »
أستشاط عامر غضبا من تصرفها فأمسك بيدها يقربها منه قائلاً ببرود متجاهلا حديثها ..« عزيزتي لقد أخبرتك أني سأعيدك للمنزل لم تحدثين كل هذه الجلبه أنت و أخيك »
تقدم شهاب بعد أن ودع أخر المدعوين و هو يتسأل بقلق ..« ماذا يحدث عامر لم تقفون هكذا و كأنكم تتواجهون للحرب »
نظر سيف لأخته الضعيفة الواهنه و هو يقول بقوة ..« أريد الذهاب و هدية إلى البيت فهى تبدو متعبه و لكن سيد عامر لا يريد و يصر على إيصالها بنفسه و لا أعلم ما السر في تصميمة»
تفهم شهاب الوضع فوبخ عامر..« بني أترك سيف يرحل و هدية فهى تبدو متعبه بني و غداً تحدث معها كما تريد عندما تذهب لرؤيتها حسنا»
صاح عامر بغضب و غيظ ..« ماذا بكم جميعا هل أنا سأخطفها أم سأكلها لم تبعدونها عني و كأني ساؤذيها »
هدئه والده ..« لا بني ليس هكذا فقط لأن الوقت تأخر و هذا أفضل للجميع »
رد عامر بغضب ..« لا قلت سأوصلها بنفسي »
لم تعد هدية تشعر بما حولها و هى يضيق تنفسها كلما فكرت في الأمر ترنحت و كادت أن تسقط على الأرض لولا لمحها عامر فتلقفها بين ذراعيه فزعا و هو يصيح بخوف ..« هدية »
هلع سيف لمرأها تفقد الوعي فعلم أن أعصابها لم تتحمل ما حدث من شجار و خوفها من الذهاب معه ..حملها عامر قائلاً بهلع ..« سأخذها للمشفى »
صاح سيف ..« لا عامر لا أريدها أن تذهب إلى المشفى سأخذها للمنزل و أحضر لها الطبيب فكف عن تعنتك و عنادك و أتركني أتصرف مع أختى»
قال شهاب يهدئ الجميع ..« حسنا سيف هيا بنا »
خرج الجميع من الفندق و عامر يحمل هدية الفاقدة الوعى تحت نظرات التعجب من العاملين في المكان صعد إلى السيارة بحمله بعد أن فتح أحد العاملين له الباب أجلسها و جلس بجانبها و قال لأبيه ..
« أبي تول أنت القيادة فقد صرفت السائق »
قال سيف ..« لا داعي عمي أسترح أنت و أنا سأقود »
جلس سيف خلف عجلة القيادة و شهاب بجواره يتطلع بقلق لأخته الغائبة عن الوعى مستنده على صدر عامر الذي يمسد خصلاتها بدون وعي منه قلقا وصلا إلى المنزل فترجل سيف من السيارة و هو يقول لعامر ..« هاتها عامر لاحملها للمنزل »
لم يشأ أن يزيد الوضع سوءا فساعد سيف ليحمل هدية و هما يصعدان خلفه فتح عامر الباب بمفتاح سيف ليدخل هذا الأخير و يتجه لغرفة أخته و يضعها على سريرها و يدثرها بالغطاء تململت هدية في نومها تضع يدها على رأسها تشعر بصداع شديد مغمضة العينين فأتجه عامر إليها مسرعا يجلس بجانبها و هو يهتف بلهفة ..« هدية عزيزتي أفيقي»
فتحت عينيها بوهن تقول بخفوت ..« رأسي يؤلمني كثيرا ماذا حدث »
تنهد سيف و شهاب براحه و أبتسم عامر بحزن ..« لا شئ فقط فقدتي الوعي من التعب لا أكثر »
قال شهاب ..« حمدلله على سلامتك عزيزتي لقد أخفتنا كثيرا عليك يا فتاة »
أبتسمت بخجل ..« أنا أسفة عمى على ذلك »
طمئنها شهاب ..« لا عليك عزيزتي هيا سنتتركك الآن لتستريحى فلتخلدي للنوم الآن »
التفت لعامر الجالس بجوارها و لم يتحرك ..« عامر هيا تحرك لنترك هدية تستريح »
قبلها عامر على رأسها و هو ينهض ..« حسنا أستريحي الآن و غداً سأمر عليك لأطمئن حسنا »
أومأت برأسها بصمت و هى تنظر إليهم ينصرفون و سيف يغلق الباب خلفه بهدوء وقف عامر صامت لحظة ثم قال بضيق ...« أنا أسف لم حدث فأنا لم أعلم أنها متعبة لذلك الحد »
أومأ سيف برأسه متفهما فهو لا يعلم أن أخته قد فقدت الوعي من الخوف و ليس من التعب ..أجابه « لا عليك عامر هى ستكون بخير لا تقلق »
أنصرف و والده الذي أوصى سيف قائلاً ..« أعتني بها بني و إذا أحتجت شئ أخبرني »
« حسنا عمى لا تقلق عليها » ودعهم سيف و هو يغلق الباب و يعود و يلقي نظرة على أخته الغارقة في النوم براحه ..أغلق الباب و أتجه لغرفته مفكرا أن على هدية أن ترى طبيبا حقا حتى تشفى من حوفها المرضي هذا »
★
كان يقود سيارته في صمت و أبيه جالسا بجواره يلتفت إليه من وقت لآخر يريد إخباره بما يجرى و هو يرى حيرته ولكن وعده لسيف يكبله و لا يجعله يبيح بما يريح ولده تنهد شهاب قائلاً ..« عامر ماذا بك لم أنت صامت هكذا »
لم يلتفت إليه و هو مازال ينظر أمامه يقود السيارة مسرعا يريد الذهاب إلى المنزل و الإنفراد بنفسه ليفكر فيما يحدث معه و معها أجابه بشرود ..« لا شئ أبي فقط ...صمت قليلاً ثم أكمل بحيره ..« فقط لا أفهم ما يحدث من حولي أبي أشعر أن هناك شئ خاطئ يحدث و لا أعرف ما هو »
سأله شهاب ..« هل الأمر يتعلق بهدية »
صمت عامر طويلاً و لم يحسه شهاب ليجيب تركه شاردا في أفكاره حولها هو حقا لا يعرف بما يجيبه هل الأمر يتعلق بها أم فقط بما بدأ يشعره نحوها ..أجاب أبيه بتساؤل ..« أبي هل تظن أن هناك ما تخفيه هدية عني يتعلق بها ..هل تظن أنها مريضة و لا تريد أن تخبرني بالأمر ..و سيف هل يخفي عني شئ هو الآخر هل ترى كيف هى معاملته لها مقربة للغاية فهو ملتصق بها كظلها و يبتعد عنها قيد أُنملة »
كتم شهاب ضحكته فولده يغار من سيف و هو لا يعرف حتى ما يضايقه من الأمر »
سأله شهاب بمكر ..« هل قرب سيف من هدية يضايقك عامر »
أجاب بشرود ..« لا أعلم ما يضايقني حقا هل هو محاولة سيف إبعادي عن هدية و حمايته المبالغ فيها ..أم قربهم المبالغ فيه عن أي أخوين أخريين »
رد شهاب بجدية ..« و لكنك ليس لديك أخوات عامر حتى تعرف كيف تكون المعاملة بين الإخوة و سيف لا يعتبر هدية أخته بل يعتبرها ابنته لذلك تجده مقربا منها أكثر من المعتاد بين الإخوة خاصة أن فارق السن بينهم سنوات طويلة فلا تجعل ذلك يضايقك عامر تقبل سيف في حياة هدية فهو لن يغادرها بزواجك منها هل فهمت بني »
أومأ عامر برأسه موافقا و هو مازال ينظر أمامه ..« حسنا أبي سأحاول أن أتقبل الأمر »
عقد شهاب حاجبيه بحيره ..« و لم لا تتقبله عامر هل تريد إبعاد الفتاة عن أخيها ..»
نفى عامر هذه التهمه عن نفسه ..« لا أبي لا أريد أنا فقط ..»
صمت و لم يكمل ..فقال شهاب بمرح و دهشة ..« أنت تغار عامر» أنفجر ضاحكا بقوة و هو يكمل بمرح ..« يا إلهي عامر أنت تغار من سيف »
عقد عامر حاجبيه بغضب ينفى عن نفسه ما ينسبه إليه أبيه ..« لا ..لا أغار و كيف أغار منه فهو أخيها فلما أغار منه هل أنا مريض لأفعل شئ كهذا .»
سأله شهاب بحزم ..« هل تحبها حقا عامر أم ستتزوجها فقط لترضيني و تبعد عنك الشائعات »
لم يجب والده و ظل على صمته فقال شهاب بحده ..« عامر إذا كنت حقا ستتزوج لترضيني أو تبعد عنك الشائعات فلا تفعل بني أنا لا أريدك أن تفعل شئ رغم عنك و تؤذي هدية معك .. حسنا عامر سأسألك للمرة الأخيرة هل تحب هدية عامر »
طال صمته فقال شهاب غاضبا ..« حسنا عامر أتركها أتركها بني و أنا سأشرح لها و لأخيها الأمر »
قبض عامر على عجلة القيادة و هو يقول بشراسة ..« مستحيل ..مستحيل أن أفعل ذلك لن أتركها هدية أصبحت لي أبي و لا مجال للتراجع »
نظر إليه والده بدهشة لشراسته في الرد عليه فقال مهدئا ..« أهدء عامر ماذا بك نحن فقط نتناقش »
أجاب بغضب ..« تريدني أن أترك خطيبتي بعد ساعات فقط من الخطبة و تقول لي نتناقش »
أبتسم شهاب بسخرية ..« أنا فقط قولت إذا لم تكن تحبها عامر و أجابتك وصلتني بني فأنت لا تحبها ... أنت غارق في عشقها بني و أنا حقا سعيد من أجلك »
عقد عامر حاجبيه بضيق فوالده يفسر حديثه على هواه إذا كان فهم رفضه حبا لهدية فليكن حتى تمر الأشهر القادمة بسلام .. أوقف السيارة أمام المنزل و هو يترجل قائلاً ..« أنا متعب أبي سأذهب للنوم تصبح على خير »
تركه شهاب ينصرف فيكي ما حدث اليوم و غداً له حديث أخر معه رد بهدوء ..« و أنت بخير بني » صعد عامر لغرفته مغلقا الباب خلفه و هو يتجه للمرحاض ينزع ملابسه ملقيا إياها و هو يفتح الماء يقف تحته لعل أندفاعه يزيل عنه تعب اليوم مر بذاكرته كل ما حدث اليوم الي حديث والده الذي جعل أفكاره تضطرب هل يظن والده أنه يحب هدية أبتسم بسخرية و هو يوقف أندفاع الماء و يلف جسده بمنشفة كبيرة ليخرج من المرحاض أستلقى على الفراش بتعب دون أرتداء ملابسه و هو يغمغم بخفوت ..« حسنا فليظنوا ما يريدون في النهاية سأحصل على ما أريده ».. شد الغطاء و هو يغلق عينيه و يغرق في ثبات عميق واعدا نفسه برؤيتها ..« غداً .. غداً.. هدية ..هديتي .. هدية عامر »
★
ذهب في اليوم التالي لرؤيتها أدخله سيف مرحباً ببعض التحفظ ..« أهلاً عامر تفضل بالدخول »
تقدم عامر من غرفة الجلوس و هو يتسأل بلهفة حاول كتمانها ..« أين هى هدية سيف هل هى بخير »
رد سيف ..« فلتجلس أولاً يا رجل و بعدها أسأل عن ما تريد و نعم هى بخير دقيقة و سأذهب لأخبرها بقدومك فقد أخبرتها صباحاً أنك أت لرؤيتها »
ذهب سيف لغرفة هدية طرق بابها ثم دلف للغرفة قبل أن تأذن له وجدها جالسة على فراشها تستذكر بعض دروسها فقال ..« حبيبتي لقد أتى عامر في الخارج و يريد رؤيتك »
هزت رأسها موافقة و هى تنهض تلملم أشيائها و تضعها على الكومود بجوار السرير و هى تخبره ..« حسنا أخي سأبدل ملابسي و أخرج »
خرج تاركا إياها لتبدل ملابسها أرتدت طقم أخضر من قطعة واحدة عبارة عن بنطال واسع ملتصق به تيشرت بدون أكمام بحزام عريض على الخصر و حذاء بكعب عال ذادها طولا توجهت لغرفة الجلوس كان سيف قد أعد القهوة لعامر الذي كان يرتشف البعض منها عند دخولها ترك فنجانه و قام لإستقبالها قالت بهدوء ..« مساء الخير »
رد عامر متفرسا ملامحها ..« مساء الخير هدية هل أصبحت بخير الآن »
ردت تطمئنه و هى تجلس على المقعد البعيد عنه ..« أنا بخير عامر أطمئن »
نهض سيف قائلاً ..« حسنا حبيبتي لدي بعض العمل سأنهيه سريعًا و أتي أجلسي و تحدثي مع عامر »
قالت هدية بإرتباك ..« أخي لما لا تجلس معنا و لتنهى عملك فيما بعد »
تضايق عامر من حديثها و هو يطحن أسنانه بغيظ و يمر بإصبعه على عقدة حاجبه الأيسر التى ظهرت عند سماعه طلبها هذا بضيق هل تخشي المكوث وحيدة معه .. قال سيف بهدوء « حسنا حبيبتي فقط عشر دقائق أنهى ما بيدي و أتي » ثم قال لعامر ..« بعد أذنك البيت بيتك عامر » ثم خرج تاركا هدية تجلس مرتبكة مع عامر الذي نظر إليها بغيظ
« ما بك هدية مبتعدة هكذا لم لا تقتربين قليلاً ليسهل الحديث معك »
نهضت و جلست على المقعد القريب منه و هى تقول ..« ماذا هناك عامر لم أنت متضايق هكذا »
سألها بسخرية ..« و من أين لك أن تعرفي أني متضايق هل أخبرتك بذلك »
أبتسمت بمرح ..« أخبرني حاجبك عامر »
صمت ينظر إليها فقالت و هى تمر بإصبعها على حاجبها الأيسر كما يفعل ..« أنت تفعل هذا كلما تضايقت فهو يظهر على ملامح وجهك لقد لاحظت ذلك »
تسمرت عيناه عليها بتساؤل ..كيف علمت عنه ذلك متى رأته يفعل ذلك فهى حركة لا إرادية يفعلها بدون وعي منه و يكاد لا يشعر عندما يفعلها سألها متجنبا الحديث عن الأمر ..« هل تحبين أن نذهب لمكان ما اليوم هل نذهب لنشاهد فيلم او نتناول العشاء خارجا »
هزت رأسها نافية ..« لا لا أريد الخروج أو الذهاب لمكان سنجلس هنا إذا لم تمانع فأنا لا أحب الخروج كثيرا »
وقع بصره على يدها فعقد حاجبيه بغضب متسألا ..« أين محبسك هدية هل نزعته بعد أول يوم من الخطبة »
أرتبكت تجيبه مبررة فعلتها ..« لقد كنت أنظف غرفتي و خشيت أن ينتزعا فخلعتهما مؤقتاً إلى أن أنتهى و لم أنتبه للأن »
قال أمرا ..« أذهبي و أرتديهم هدية و لا تنزعيهم مرة أخرى من يدك أبدا»
قالت بتعجب ..« أهداء عامر لم كل هذه الجلبه لأمر تافه كهذا »
غضب لنعتها أن أرتدائها لخاتمه أمر تافه فقال محذرا بغضب ..« أسمعي هدية أنت خطيبتي خطيبة عامر شهاب الدين رأفت ..أرجو أن تتصرفي على هذا الأساس و لا تتصرفي بستهانه في ما يخص إرتباطنا و خاتم الخطبة ليس شئ تافه كما تدعين أنه دليل على خطبتنا الحقيقة كما طلبتي أنت للأشهر القادمة هل فهمتي »
أشاحت بوجهها و لم ترد لما لا ينفك يذكرها بصفقتهم الغبية من وقت لآخر فهى لم تنس ..أقترب من مقعدها بدون أن تشعر رفع يده يمررها على شعرها فأنتفضت مبتعدة فشعر بالغضب هل هى خائفة منه أم فقط لا تريده أن يلمسها هل هى لا تطيق لمسته ..« ماذا بك هدية أنا لن أكلك »
أحمر وجهها و هى تجيبه ..« نحن لم نتفق على ذلك عامر أرجوك لا تقترب منى هكذا مرة أخرى فأنا لست خطيبتك حقا »
نهض عامر حتى لا يفعل شئ يندم عليه فيما بعد جامحا جماح نفسه و هو يسبها و يلعنها على شعوره بالتوق إليها و الي لمسها ناعتا نفسه بالغباء « سأرحل الآن هدية و سنتحدث فيما بعد إلي اللقاء »
تطلعت إليه بدهشة و هو يسرع بالخروج كأن الشياطين تطارده و لم تستطع حتى أن تجيب بشئ خرجت خلفه فهو حتى لم يستدر أو يودعها قبل أن يخرج أغلقت الباب خلفه بحيره و سيف يخرج متسألا ..« من أتي هدية »
أجابت بحيره ..« لقد رحل عامر أخي »
تسأل بضيق و هو يرى حيرتها هل فعل شئ هذا الأحمق ليضايقها ..« لم مسرعا هكذا »
أجابته و هى مازالت حائرة من تصرفه ..« لقد قال سيأتي مرة أخرى لا تقلق أخي كل شئ بخير أنا سأذهب لأكمل دراسة هل تريد شئ قبل ذهابي »
هز رأسه نافيا ..« لا حبيبتي أذهبي و إذا أحتجت شئ بلغيني حسنا »
أومات برأسها شارده و هى تتجه لغرفتها و تغلق الباب خلفها تحت نظرات سيف الغامضة
الفصل الثامن
عادت هدية لدراستها بعد ثلاثة أيام لمتابعتها بعد رفض سيف معللا بإرهاقها و لكنها رفضت ذلك مبررة أنها بخير و لا تريد أن يفوتها الكثير من الدروس ..ما أن رأتها الفتيات حتى تجمعن حولها من تنظر إليها بسخرية و من تنظر بحقد و من ترى الأمر مرحا خيالي ..قالت لها أحدهن بسخرية..« ها قد أتت سيندريلا »
كتفت هدية يديها أمام صدرها تجيبها بسخرية مماثلة ..« و ها قد حصلت على أميري فلتبتعدي بغيرتك عن وجهي »
أجابتها الفتاة بحقد ..« لا تنسي إذن عندما تدق الساعة الثانية عشرة أن تتركي حذائك حتى يجدك بعد أن تعودي كما كنت قبيحة »
قالت لها أحدى الفتيات توبخها ..« كفى دينا لما تهاجمين هدية هكذا ماذا فعلت لك هذا حقير منك حقاً »
غضب المدعوة دينا و هى تجيبها بغرور ..« هل حقاً تصدقين أن هذه القبيحة ستأخذ الأمير في النهاية و أنها حقا ستحصل على رجل مثل عامر شهاب الدين هو فقط يضيع وقته معها لا أكثر و لكن حتما سيتزوج بأخري أجمل منها »
أجابتها هدية بسخرية مستفزة ..« نعم صدقي و ليس بالضرورة أن أفقد حذائي ليعود إلي فهو يعلم عنوان بيتي و أنا لست قبيحة دينا فليس القبح بالشكل و الملامح إناس كثيرون ملامحهم جميلة و لكن بداخلهم من القبح ما يشوه ملامحهم الخارجية فنتغاضى عن حسنهم الخارجي و لا نرى سوى قبحهم أرجو أن تحترقي بحقدك دينا فأنت هى القبيحة لا أنا »
كان يقف يشاهد و يسمع ما يحدث فهى لم تتعالى عليهن و لم تغتر فقط تعاملت مع الأمر كأنه لا يعنيها و لا يهمها رأي أحد بها و هذه الفتاة تنعتها بالقبيحة أقترب و هو يرى أرتجاف جسدها الذي لم يخف عن عينيه المتفحصة لأدق تفاصيلها فهى رغم ما يظهر عليها من لامبالاة إلا أنها تتألم لما قالته هذه الفتاة عنها قال بصوت أمر ..« هدية»
التفتت لتنظر إليه من وسط تجمع الفتيات الذين ينظرن إليه بدهشة و هو يقف هناك بقامته الطويلة و ملابسه المهندمه و نظراته الصارمة قال ما أن التفتت ..« حبيبتي أقتربي »
تقدمت منه خافقة القلب لنعته لها بحبيبتي أمام الفتيات متعجبه من أمرها لطاعتها له و الإقتراب منه ..ما الذي أتى به اليوم يا ترى فهو لم يتصل بها منذ ذلك اليوم و لم يأتي ليراها لم ترى غير عمها شهاب الذي أتي ليطمئن عليها و يجلس مع سيف للحديث قبل أن يرحل هذا الأخير في مهمة أخرى للصحيفة التي يعمل بها لمدة أسبوع و بصوت خافت تحت نظرات الفتيات الفضولية ..« ماذا أتى بك عامر اليوم هل حدث شئ هام تريد إخباري به »
قال بهدوء و هو يقترب ليلف يده حول كتفيها و يأخذها بعيداً عن فضول الفتيات ..« أجل هناك ما سأخبرك به لقد أتيت لأخذك للمنزل »
قالت بحيره ..« لماذا لقد أتيت للتو و لم أبدأ دراسة بعد »
قال بهدوء ..« أنا سأخذك منزلنا نحن هدية فأبي قد طلب من سيف أن تمكثي معنا لحين عودته من السفر »
توقفت مسمرة و هى تنظر إليه بذهول فأخيها لم يقل لها شئ ..كيف ..كيف يعني أن تذهب معه لمنزلهم و تظل هناك ما به أخيها يتصرف على هذا النحو الغريب و الخارج عن المألوف تذهب لتمكث مع خطيبها و أبيه في منزلهم بحق الله هو خطيبها و ليس زوجها لتظل معه في منزله و لما الآن و هى دوما تظل وحدها و لم يقلق عليها من قبل ما به سيف هل فقد عقله قالت بحده و هى لم تستوعب بعد ..
« لم أفهم ماذا تعني أن أظل معكم في المنزل منزلكم »
أجاب بلامبالاة و هو يقودها للسيارة التي ما أن رأتها حتى ذادت دقات قلبها و علا تنفسها و تسمرت مكانها تحاول تخليص ذراعها من يده قائلة بتأكيد ..« عامر لا لن أذهب معك و لن أترك منزلي حتي لو كان أخي قبل بشئ مثل هذا فأنا لا أقبل فهذا لا يجوز أو يصح حتى لو كانت خطبتنا حقيقية »
أمسك بيدها يحسها على السير بعد توقفها ..« لا تخشي شيئاً هدية فأبي هو من طلب ذلك من أخيك لا أنا و لا أعرف سر موافقة أخيك على طلبه صدقيني كل ما أعلمه أن أبي أراد ذلك و هو وافق »
قالت بحزم ..« حسنا أخبر عمي شهاب أني لا لم أوافق و لم أرد ترك منزلي »
حسها عامر على مواصلة السير نحو السيارة بحزم ..« فلتخبرية بنفسك » ذادت خفقاتها و تعرق جبينها و هى تقول بشئ من الهستيريا
« لا لن أذهب عامر لن أذهب أنا ذاهبه لمنزلي الآن وحدي عامر هل تفهم وحدي »
أمسك كتفيها بحده و هو يقول غاضبا ..« ما بك هدية هل جننتي أصعدي السيارة و سنتحدث في الطريق بعيدا عن هؤلاء الفضوليات رفيقاتك »
كانت الفتيات قد خرجن ورائهم ليرو ما يحدث من بعيد شعرت هدية بالخوف يكاد يوقف قلبها و هى تقول بيأس ..« لا عامر لن أستقل السيارة و سأذهب لبيتي وحدي أتركني أرجوك »
لم يفهم ما يحدث معها و لم هى خائفة أن تكون معه وحدهما هل تخشاه لهذا الحد شعر بالغضب من تصرفها و تعنتها ففتح باب السيارة و دفعها للمقعد و هى تقاومة بشراسه و عنف أغلق الباب يريد صفعها على ما تفعل و أستدار ليجلس بجوارها ليمسك بيدها التي تحاول فتح باب السيارة بعنف يوبخها بغضب ..« كفى هدية كُفي عن ما تفعلين ماذا بك هل جننتي يا فتاة ما هذا الذي تفعلينه على الطريق لقد أصبحنا مادة دسمة بفضل حماقتك اهدئي أنا لن لن أؤذيكي صدقيني أهدئي حسنا »
كان رأسها قد ثقل و رؤيتها تشوشت فأسندت رأسها على المقعد تغمض عينيها و خفقاتها تذداد وكأنه سيصيبها أزمة قلبية تحرك عامر بالسيارة و هو يحسها على الحديث معه « هدية سنذهب للمنزل لتجلبي بعض الأشياء لك لحين عودة سيف أتفقنا »
لم ترد و ظلت على وضعها مغمضة العينين فشعر بالقلق و هو يرى جبينها المتعرق وخصلاتها القصيرة ملتصقة به فخفق قلبه متسألا بقلق لم لا تتحرك أو تتجاوب مع حديثه حتى و لو سبته فقط ليطمئن
« هدية هل تشعرين بتوعك أفتحي عينيك عزيزتي »
كان يستدير بالسيارة عندما سقطت على قدمة و لم تتحرك أوقف السيارة بجانب الطريق بذعر و هو يقوم برفعها ينظر لوجهها الشاحب قال بفزع ..« حبيبتي ماذا بك ماذا حدث هدية أفيقي »
لم تتحرك فعاد ليدير السيارة مرة أخرى و يأخذها على صدره يسند رأسها لينطلق مسرعا عائدا لمنزله أسندها على مقعدها و يسرع ليطرق الباب بعنف ثم يعود إليها ليحملها للمنزل و الذي كانت الخادمة تقف على بابه قلقه عندما رأته يحملها بين ذراعيه أغلقت الباب خلفه و ذهبت لتخبر والده أرقدها عامر على الأريكة و قام بالإتصال بالطبيب أتي شهاب قلق يسأله بحده ..« ماذا بها هدية ماذا حدث عامر لم هى فاقدة للوعي ماذا فعلت بالفتاة عامر »
أجابه و القلق يعصف به « لم أفعل شئ أبي لا أعلم ما بها لقد ذهبت لمعهدها حتى أجلبها كما أخبرتني كنت ذاهبا لبيتها لتجلب بعض الأشياء فلم أكن أريد أن أتأخر عندما أخبرتني هى لم ترد أن تأتي و ما أن صعدت للسيارة بعد قليل حتى وجدتها و قد فقدت الوعي »
نهره شهاب بغيظ و غضب ..« لم أنت عنيد هكذا عامر لم فعلت ذلك لقد أخبرتك أن تبلغها أن تستعد و تجهز و أنا سأذهب لأحضارها لم تسرعت عامر و صممت أن تأتي بها بنفسك لم تصرفت من عقلك بدون الرجوع الى »
كانت الحيره و الخوف ينهشه و أبيه لا يساعد بطمئنته بل يزيد من قلقه و حيرته و خوفه عليها فسأله بريبه.. « أنت تعلم ما يحدث مع خطيبتي أبي أنت تعرف ما يحدث مع. هدية و لم تخبرني »
أتسعت عينيه بصدمة و خوف و هو يكمل ..« ما بها هدية أرجوك هل هى مريضة لذلك الحد »
هدئه شهاب ..« أهدء عامر فقط أنتظر قدوم الطبيب هل طلبت واحداً »
أومأ برأسه مجيبا و هو يجلس بجوارها على الأريكة يملس شعرها
بقلق ..« أجل أبي أستدعيته و هو في الطريق »
ظلا صامتين في إنتظار الطبيب فقال شهاب ..« أصعد بها لغرفتها التي أعدتها أم حمزة لها حتى يأتي الطبيب »
نهض عامر يحملها لغرفتها وضعها على الفراش و هو يقوم بتدثيرها بعد أن نزع حذائها و فتح زرين من قميصها حتى لا تختنق و هو يرى وجهها شاحبا كان يقطع الغرفة ذهابا و إيابا خوفا و قلقا فهى لم تفق مثلما حدث المرة الماضية بعد فترة قصيرة دخل شهاب مع الطبيب و قال لعامر القلق ..« هيا عامر دع الطبيب ليقوم بمعاينتها »
أجاب عامر بحزم ..« لا سأظل معها أبي لن أتركها وحدها »
تنهد شهاب فولده يشعر بالقلق و لن يهدئ حتى تفيق هدية خرج شهاب فقام الطبيب ليعاينها و هو يسأله عما أوصلها لهذه الحالة بعد أن أخبره بما حدث صمت كلاهما و أدار ظهره للطبيب ينظر من النافذه لا يريد أن يراها هكذا ضعيفة يريد أن يرى هدية الوقحة التي كانت تخبره بكبرياء أن كذبتها الحمقاء كانت مجرد سوء فهم .. يريد أن يرى هدية الشرسة التي هجمت على حازم تكاد تفتك به فقط لصفعها ..يريد أن يرى هدية الواثقة و هى تقف في وجه رفيقاتها ..لا لا يريد أن يرى هذه الفتاة الضعيفة الهشة .. أنهى الطبيب كشفه و قال بهدوء ..« فلتجلب لها هذه الأدوية و ستكون بخير »
مد يده ليأخذ الورقة متسألا بقلق ..« ماذا بها دكتور »
أبتسم الطبيب ليطمئنه ..« لا شئ فقط أصيبت بصدمة أدت لفقدانها وعيها لا تخشى شئ ستكون بخير مع بعض الرعاية »
دهش عامر ..« صدمة ..صدمة من ماذا »
أجابه الطبيب ..« الأسباب كثيرة سيد عامر ..ممكن أن يكون ..الخوف القلق التوتر أشياء كثيرة أخرى »
صمت عامر دهشا الخوف لهذا الحد كانت تخشي التواجد معه هل تخشاني لهذا الحد شكر الطبيب الذي أنصرف قائلاً ..« إذا أحتجت شئ أتصل بي »
ودعه بشرود و هو ينظر إليها بحيره فهو لم يعد يفهم شئ مما يحدث ماذا فعلت بالفتاة عامر حتى تخشاك حد الرعب و فقدان وعيها.. دخل
شهاب وجده يجلس بجوارها على الفراش يتلمس وجهها بشرود ..
« عامر بني تعال أريد الحديث معك قليلاً »
نهض عامر لا يريد تركها و لكنه يجب أن يعرف ما يحدث حوله ..خرج من الغرفة و أغلق الباب خلفه بهدوء و هو يسير خلف أبيه الذي دخل غرفة مكتبه و جلس على الأريكة الصغيرة في ركن الغرفة داعياً ولده للجلوس ..« أجلس بني »
جلس عامر مرهقا فقد بدا أنه أستنفدت طاقته ..فقال شهاب يسأله في حزم ..« بني للمرة الأخيرة سأسألك هل تحب هدية »
التفت إلى أبيه بحده ..« و ما علاقة حبي لها بما يحدث أبي أخبرني بما تعرف أرجوك أنا لا أحب شعوري هذا بالجهل »
قال شهاب بتصميم ..« أخبرني بني فقط هل تحب هدية »
صرخ به عامر و قد نفذ صبره ..« أجل أبي أجل أحبها ..أحبها رغم أنها تصغرني بالكثير ..أحبها رغم علمي أني لست مناسبا لها ..أحبها رغم أنها تستحق أفضل مني كما قال أخيها ..أجل أحبها أحبها أبي هل أسترحت »
أبتسم شهاب و رد بهدوء ..« نعم بني أسترحت و أنت مناسب لها و تستحقها عامر تأكد من ذلك بني انتما تستحقان بعضكما »
صمت قليلاً ثم عاد و أكمل فلعل عامر يستطيع مساعدتها و إجتياز هذه المحنة « لدي ما أخبرك به عامر رغم وعدي لسيف و لكن الآن بما أني متأكد من حبك لها أعتقد أنك تستطيع مساعدتها لتتخطى محنتها بني »
تطلع إليه عامر بقلق و حيره و تسأل فقال شهاب ..« سأخبرك عامر سأخبرك » ..
أتسعت عينى عامر و هو يستمع لسرد أبيه مما حدث لهدية و علمه من سيف أذدادت خفقاته عنفا و شعر بإنقباض في معدته و هو يفهم الآن ما حدث و لم تنتابها تلك الحالة لم يكن خوفها منه هو السبب أو رفضها الذهاب معه بل هو خوفها مما حدث معها من قبل.... لم يستطع أن يتقبل أن هناك شئ يخيفها أو يمرضها و يجعلها ضعيفة هشة هكذا
رفع رأسه ينظر لوالده و القلق يعصف به مما جعل عيناه تذداد قتامة و ملامحه الوسيمة الهادئة تذداد قسوة يستمع لما عانت و مازالت تعانيه و قد كان سبباً في معاناتها تلك بتذكيرها بما حدث بقوة ليس مرة واحدة بل مرات بداية من جلب حازم لها لإجبارها اليوم على المجئ معه ذادت سرعة أنفاسه و هو يتسأل بحزم ..« ستذهب إلى الطبيب لا مجال لغير ذلك »
تنهد شهاب هل أخطأ بإخباره ياترى فولده يتصرف بتعنت و ليس لديه من الصبر حتى يقوم بمساعدتها بهدوء ..أجابه شهاب ..« لقد أستشرنا طبيب بالفعل أنا و سيف »
رد بحده ..« و ماذا أخبركم لمساعدتها و لم لا تذهب له بنفسها »
رد بهدوء ..« هى لم ترد الذهاب بني فهى لا تريد الحديث عن الأمر هى فقط تريد أن تنسي »
« كيف ستشفى إذن إذا لم تذهب لرؤية طبيب و كيف سمح لها أخيها بالتنصل من العلاج حتى ساءت حالتها هكذا » قالها عامر غاضبا فنفى شهاب هذه التهمة عن سيف ..« بني هو لم يقصر معها أنت لم تعرف كيف كانت حالتها لذلك لا تتهمه بما لم يفعل »
تنهد بيأس و قد شعر أنها أصبحت مسئوليته حقا ..« و كيف ستشفى إذن إذا لم تذهب للطبيب »
صمت شهاب قليلاً ثم قال بهدوء ..« عندما أستشرنا طبيب قال لنا على بعض الأشياء لتفعلها هدية ستساعدها على الشفاء بدون الذهاب إلى الطبيب ستطول المدة و لكنها في النهاية ستشفى »
سأله بلهفة ..« مثل ماذا أبي أخبرني لعلى أساعدها أنا أيضا»
أبتسم شهاب فهو يرى ولده قلق حتى الموت على حبيبته الصغيرة ..قال مجيبا « أولا تبتعد عن أي مصدر للتوتر أو أي شئ يسبب لها الضغط النفسي و هو الا تجبرها على صعود السيارة عامر هل تفهم »
أومأ برأسه متفهما و في حيره تسأل ..« لا أفهم أبي كيف ..كيف كانت تمارس حياتها و تذهب لدراستها كل يوم بدون أستقلال سيارة في الذهاب و الإياب »
أجاب شهاب ببساطة ..« كانت تسير بني فقط تسير »
قال بدهشة فهو يعلم حجم المسافة من و إلي المعهد من بيتها إليه ..
« هل أخبرت الطبيب بذلك أبي »
أجاب شهاب ..« أجل بني و قد أشاد بذلك و هذا ساعدها كثيرا لتتخطي الجزء الأصعب في حالتها هل كنت تظن أن كل ما كانت تمر به هو فقدان الوعي فقط لا أنا لن أخبرك عما كان يحدث معها حتى لا أقلقك و لكن صدقني لقد ساعدها أخيها كثيرا حتى تتخطى الجزء الأصعب في حالتها »
« و لكنها لم تشفى أبي و أنت تعلم » قالها عامر يأسا ينتظر من أبيه أن يطمئنه و يخبره أن كل شئ سيكون بخير ..قال شهاب بجدية مذكرا عامر ..« هل تذكر يوم خطبتكم عامر »
نظر إليه عامر بشرود و قال « نعم أتذكر »
فأكمل شهاب ..« أخبرني سيف بعد مجيئكم بقليل أن هدية لم تسوء حالتها بل كانت متماسكة مطمئنه و قد تخطت محنة مجيئها معكم بهدوء حتى أنك لم تلاحظ شيئاً هل تعرف لماذا بني »
صمت عامر منتظرا أن يكمل أبيه ..« لأنه أهتم بها و لم يجعل عقلها ينصرف في التفكير بما حدث و شتت تفكيرها عن ما حدث لها فيما مضي فقط أظهر الإهتمام بها و أحتواها فمر الأمر على خير أما معك عامر فأنت تعرف ما حدث ..»
سأل عامر بجدية ..« ماذا أفعل أبي لأساعدها حتى تتخطى الأمر و تشفى أنا حقا أريد مساعدتها »
أجابه شهاب ببساطة ..« أحتويها كما فعل أخيها أهتم بها كسيف عامر فالأصعب قد مر و لم يتبقى غير الشئ اليسير حتى تشفى فقط أهتم بها كأخيها »
عامر بضيق وغيرة ..« و لكني لست أخيها و لا أريد أن أكون مثله »
أبتسم شهاب بخبث ..« أذن أعتني بها كحبيب عامر و هى ستكون بخير»
نهض شهاب تاركا عامر شاردا في ما أخبره به أفضل شئ هو أن تواجه خوفها لتتخطاه لا أن تتجنبه كما تفعل لسنوات نعم أفضل علاج برأيه هو أن المواجهة و ليس الإبتعاد و لكن كيف سيفعل ذلك هو لا يريد إذائها أكثر مما فعل نهض متجها لغرفتها ليطمئن عليها فتح الباب بهدوء وجدها نائمه كما هى أتجه إليها يجلس بجوارها على الفراش يراقب تنفسها الهادئ و هو يغمغم بخفوت ..« ماذا فعلتي بي هديتي ماذا فعلتي بي لماذا أنت دونا عن جميع النساء من يخفق قلبي لها لماذا لماذا أنت و أنا أعلم أنك صعبة المنال و أنك بعيدة كبعد النجوم و أنك لن تحبيني يوماً » تنهد بحرقة مقتربا من جبينها ليقبلها بحنان قبله طويلة يستشعر بها قربها منه و عمق حاجته إليها مفكرا فيهم ..كيف كانوا و كيف أصبحوا بهذه السرعة كيف أصبحت تعني له الكثير في هذا الوقت القصير هل كنت يأسا لهذا الحد لأقع في الحب مع أول تجربة حتى و لو كانت غير جدية حتى و لو كانت صفقة كحالتهم هل ستهرب عندما تعلم كيف يفكر بها و كيف هى نوياه نحوها ماذا سيفعل إذن بعد إنتهاء الأشهر القادمة هل سيتركها ترحل أم سيحاول إبقائها بجواره هل ستقبل أن تظل معه إذا طلب منها ذلك تململت في نومها فنهض من جوارها حتى لا تتضايق عاد تنفسها هادئا بعد تقلبها على الفراش فعدل من وضع الغطاء عليها تاركا إياها تنعم بالهدوء في نومها أغلق الباب خلفه و اتجه لغرفته لستند على بابه بتعب مؤكداً لنفسه أن هذه الصغيرة ستجعلك تعاني عامر أرجو فقط أن تتحمل ما هو آت ...
★
أستيقظت هدية وجدت نفسها في غرفة غريبة عن غرفتها ذات السريران الصغيران و خزانة الملابس البنية و مكتبها الصغير الذي تستذكر عليه دروسها وجدت نفسها في غرفة واسعة قليلاً عن غرفتها بسريرها و خزانتها البيضاء و جدرانها المطلية باللون الوردي و سجادتها الحمراء الصغيرة رفعت عنها الغطاء و هى تنهض مستكشفة الغرفة من حولها كانت مازالت بملابسها التي كانت بها صباحاً فشعرت ببعض الراحة الآن تستطيع أن تذهب لمنزلها أرتدت حذائها و أتجهت للباب لتبحث عن أحد وجدت شهاب يجلس على أريكة كبيرة يتصفح الجريدة و التلفاز أمامه مدار على برنامج إخباري ..قالت بتساؤل ..
« عمي شهاب متى جئت إلى هنا »
ما أن سمع صوتها حتى رفع رأسه مبتسما بترحيب و هو يتنهد براحة ..
« ها قد أفاقت عروستنا الصغيرة » ثم أكمل معاتبا ..« ما بك يا فتاة لم أنت هشة هكذا تفقدين وعيك أكثر مما تحادثينا »
أحمر وجهها خجلا ..« أسفة عمي إذا أزعجتك »
ربت شهاب بجواره على الأريكة يدعوها للجلوس ..« تعالي حبيبتي أجلسي بجواري و لا تعتذرين كل ما هنالك هو خوفنا عليك لا أكثر »
جلست هدية بجواره تتسأل ..« أين عامر »؟
أبتسم شهاب بخبث ..« في غرفته عزيزتي لقد كاد يموت قلقا و خوفاً عليك »
أحمر وجهها و هى تقول ..« عمي أنا ..»
قاطعها شهاب معاتبا ..« كم مرة قلت لك و أخبرتك أن تقولي أبي أبي و ليس عمي »
هزت رأسها موافقة قائلة بخجل ..« حسنا أبي أنا أريد الذهاب للمنزل أرجوك و أريد الذهاب وحدي إذا سمحت »
رد شهاب بهدوء ..« حبيبتي لقد أخذت الإذن من أخيك و هو ليس لديه مانع من مكوثك معنا لقد وعدته بالإهتمام بك و أنا لن أخلف وعدي له هل فهمتي فكفي عن قول أنك تريدين العودة لمنزلك فهذا منزلك الست والدك هدية »
قالت هدية بقلق ..« و لكن أبي هذا لا يصح أن أمكث هنا لا أعلم كيف وافق سيف على شئ كهذا »
رد شهاب بغضب مرح ..« وافق لأني طلبت منه يا فتاة و أنت عليك السمع و الطاعة »
قالت بإستسلام ..« حسنا أبي و لكني ليس لدي ملابس هنا »
رد بسرعة حتى لاتعود في كلامها ..« لا عليكي سأجعل عامر يحضر لك كل ما تريدين مؤقتاً بدلا من ذهابك للمنزل »
رفضت بقوة ..« لا لا أبي عامر لا لا تخبره شيئا لا تطلب منه شئ كهذا»
ضحك شهاب مرحا على خجلها ..« حسنا سأتصرف لا تقلقي هل أسترحتي الآن »
أومأت برأسها بصمت فسألها ..« هل أنت جائعة »
هزت رأسها موافقة فنهض قائلاً « سأخبر الخادمة أن تعد الطعام حسنا»
خرج شهاب فأخذت جهاز التحكم و أخذت تدير القنوات فأستقرت على فيلم كوميدي تشاهده و هى تضحك من وقت لآخر على موقف في الفيلم خرج عامر على صوت ضحكاتها فأطمئن و تنهد براحة أتجه إليها ليجلس بجوارها على الأريكة بصمت فأبتعدت قليلا و قد أضطربت من قربه منها تطلع عليها بتفحص ملامحها التي مازالت شاحبة قليلاً متذكرا كل ما مرت به و عانته منذ موت والديها و تسببه هو أيضاً في الأذى لها بتذكيرها بما مرت به ..« أنا أسف »
التفتت إليه بتساؤل فأكمل بندم ..« على ما سببته لك من أذى فأنا لم أكن أعلم صدقيني »
شحب وجهها و قد علمت عما يتحدث فسألت بحزن فهى لم تكن تريده أن يعلم حتى لا يشعر بالشفقة عليها ..« من أخبرك أخي سيف »
هز رأسه بنفي و لم يجب فصمتت و لم تتحدث أكثر في الأمر أتى شهاب و جلس بجوارهم على المقعد ..« الطعام سيجهز بعد قليل »
أومأت بصمت ودت لو أختفت الآن و ظلت وحيدة فقط لتفكر فيما يحدث حولها تشعر أنها أصبحت مثار للشفقة من الجميع أخيها عامر و عمها شهاب تشعر بالنقص و أنها ليست طبيعية و أنها غير كاملة يجب أن تذهب لتتعالج حتى تشعر أنها طبيعية كباقي البشر يبدو يا هدية أنه لا مفر من ذهابك لرؤية طبيب و فعل ما تكرهين حتى لا تصبحين مثار شفقتهم بعد الآن نعم يجب أن تذهب و لكن لا يجب أن يعلم أحد لا سيف و لا عامر لا أحد ..أتت أم حمزة لتبلغهم أن الطعام قد جهز فأتجهوا لطاولة. الطعام جلس الجميع يتناولونه في صمت لا يتخلله سوى مداعبات من شهاب من وقت لآخر حتى يسرى عن هدية و يرفع عنها الحرج بعد إنتهاءهم أستأذنت لتذهب لغرفته التي ستمكث بها تحت نظرات شهاب المتفهمه و عامر الحائرة .....